بسم الله الرحمن الرحيم
((شـــــــــــــــتان والله!!))
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فشتان بين الثرى والثريا!!!.
*** شتان بين من يؤمن بالله رباً؛ ربَّاه , وخلقه , ورزقه , ومَلَكَهُ , ويُدَبِّرُهُ كيف شاء . لا معقب لحكمه , ولا راد لقضائه , ولا معبود بحق سواه , ورضي بالإسلام ديناً؛ مهيمناً على الأديان كلها , وقد جاء بأحكام تامة وعادلة , ولا يقبل الله من أحد ديناً سواه .
(( إن الدين عند الله الإسلام )) .
(( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )). ورضي بمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً ورسولاً؛ أخرج اللهُ به العبادَ من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العباد , ومن جَوْرِ الأديان إلى عدل الإسلام , ومن ضِيِقِ الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة , ويقدمُ نفسَهُ ومالَهُ وولدَهُ؛ لنصرتهم , والذبِّ عنهم , وجعلَ هواهُ تبعاً لما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وإذا ذكِرَ ربُّهُ العظيمُ وَجلَ قلبهُ المؤمن الحي , وإذا تُلِيَتْ عليه آيات الرحمن زادته إيماناً , ولم يخر عليها أصم أعمى , وقنع بما رزقه الله تعالى من كسبٍ حلالٍ طيبٍ يهنأ به , ولم يمد يده لأحدٍ من الأسفلين؛ ليبيع دينَه بعرضٍ من الدنيا قليل؛ ولو على حساب أمته وضَعْفِها وهوانِها على الناس , وكان لأمته خيرَ مثالٍ في النصرة والتضحية والغيرةِ على كرامتها , وحفظ جوارحه عن اقتحام حرمات الله؛ فلم يسلط لسانَه - كسقط المتاع - على دينه ومبادئه , ولم يسلط قلمه ضد العلماء والدعاة على الصفحات السوداء من صحف الهراء؛ بل كان لهم كالحصن الحصين , والحارس الأمين , وكان الناسُ معه - بجميع أجناسهم - في أمن وأمان , وامتلأ قلبه بحبهم والتواضع لهم؛ فلا حَسَدَ , ولا حِقْدَ , ولا ضغينة , ولا كِبْرَ , ولا عُجْبَ , ولا غرور , , ولا غِشَّ لأحدٍ منهم؛ ولا دماً سفكه! , ولا عرضاً هتكه! , ولا مال نهبه! , وكان قلبه معهم كالمرآة الصافية؛ فأحبوه , وآثروه , وتلهج ألسنتهم دائماً بالدعاء له في ظهر الغيب بالتوفيق والسداد والمغفرة , وكان لإخوانه خيرَ مُعين على الطاعة والدعوة والصبر على الأذى , ولا تراه معهم إلا هيناً , ليناً , متواضعاً , سمحاً في تعامله , ويفرح لفرحهم , ويحزن لحزنهم , وإذا أبصرت مجالسه رأيت مجالساً تحفها الملائكة , وتغشاها الرحمة , وتتنزل على أهلها السكينة , ويذكرهم الله فيمن عنده , ويمتثل قول الحق تبارك وتعالى:
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله . إن الله عزيز حكيم).
وهذا الكريمُ النبيلُ في خُلُقِهِ؛ يصدق فيه قول باريه سبحانه:
( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه )
. وجعل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
))من حسن إسلام المرء؛ تركه مالا يعنيه))
منهجاً يسير عليه وبه في تعامله مع غيره.
*** شتان بين هذا الوليِّ الطيبِ المباركِ , وبين وليِّ الشيطان الذي رضي بأن يكون عدواً لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - , وحارب هذا الدين وأحكامه التامة العادلة , ولم يع معنى تمامه وعدله , وآثر ما تهواه نفسه الأمارة بالسوء على الله ورسوله , وجعل هواه تبعاً لما يُرْضي شيطانه وأعداءَ الملة , ولم يقنع بما أباح الله له من متاع حلال طيب؛ فمد يده المرتعشةَ الفاقدةَ للبذل والعطاء لأعداء الله متسولًاً على موائد الذُّل والخنوع , وكان أسوأ مثالاً وحالاً , وليس الناس معه في أمن وخيرِ عيش , وطيبِ معشر؛ بل معشره معشرالنكد . فلا يُذْكَرُ في مجالس الناس والأخيار والعلماء بخير, ولم يحفظ جوارحه الشاهدةَ عليه غداً لا له؛ فسلط لسانه - المشلول عن الذكر- على دينه وأمته وعلمائه , وسخر قلمه؛ فكتب الشر على صفحات الشر , وأتى على كل شاردة وواردة؛ فلا يبصر طريقه , ولا يفقه قيله , وإن أبصرت قلبه الفارغ من ذكر الله رأيت قلباً أسوداً , وإن لمسته وجدت قلباً أقسى من الحجر , وإن شممته فلا تشم إلا الكبر والغرور والعجب والحقد والحسد والبغض للإسلام وأهله , ولا يسمع نصحاً , ولا يقبل موعظة ؛ كالكوز مجخياً لا يعرف معوفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه , إن هُتِكَ عِرْضٌ صَفَّقَ , وإن نُهِبَ مال ضحك , وإن سُفِكَ دمٌ بارك , ولا يحفُّ مجالسَه إلا الشياطين , ولا يرتادها إلا شياطين الجن والإنس؛ فلا ذِكْرٌ ولا طمأنينة أبدا . وصدق فيه قول الحق العالم بحاله:
( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم . نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون)
وقول الله عز وجل:
( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين).
وقول الحق:
( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ).
*** شتان - والله - بين البحر الذي لا سحل له . الزاخر بالطيباتِ والجواهرِ واللآليء والكنوز والخيرات , وبين البِرْكَةِ الآسنةِ؛ لا يرتادها إلا السباع , ولا يحوم حولها إلا كل ضار!!!.
*** حقاً:
(( هل يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة؟؟))
لا والله لا يستويان أبدا
((أصحاب الجنة هم الفائزون)).
اللهم احفظ لنا العلماء والدعاة الصادقين , ونعوذ بك من علماء ودعاة السوء , ووفق ولاة أمرنا لكل خير , واهدهم صراطك المستقيم , وانصر الإسلام بهم يا ذا الجلال والإكرام.
أحبتي أهل السنة
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
( نصحك لي بصدق أحب إلى قلبي من ثنائك العطر )
محبكم
(معين)