قال الشيعة الروافض: أول ما يبدأ به قائمنا سقوف المساجد فيكسرها ويأمر بها فتجعل عريشا كعريش موسىu. (الحدائق الناضرة 7/268).
وقالوا: إذا خرج القائم أمر بهدم المنار والمقاصير التي في المساجد. (الحدائق الناضرة 7/271).
وقالوا: تطويل المنارة من بدع عمر. (الحدائق الناضرة 7/271).
ذكر ابن أبي العز في "شرح الطحاوية" أن أول من أحدث المنارة بالمسجد للأذان هو سلمة بن خلف الصحابي، وكان أميرا على مصر في زمن معاوية.
وأما الأذان على المنارة فلا يدخل في مسمى البدعة أو المخالفة كما يعتقده الشبعة الروافض الذين انغمسوا في الشرك والكفر، لأن البدعة في الأذان هي الزيادة في ألفاظه مثل قول الشيعة الروافض: «أشهد أن علياً ولي الله» وقول بعضهم: «أشهد أن علياً حجة الله»، وقولهم: «حي على خير العمل» وتكريرهم قول: «لا إله إلا الله مرتين» في آخر الأذان ورفعهم الصوت بالصلاة على النبيe بعد الآذان، فهذا هو المبتدع في الأذان. وأما الأذان على المكان المرتفع فهو مروي عن بلالt فقد روى أبو داود، والبيهقي، عن عروة بن الزبير، عن امرأة من بني النجار، قالت: «كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر» وقد ترجم له أبو داود بقوله: «الأذان فوق المنارة» وترجم له البيهقي بقوله: «الأذان في المنارة».
والفقهاء قد نصوا على استحباب ارتفاع المؤذن، واستدلوا لذلك بما روى أبو داود والبيهقي.
وروى ابن سعد بسند فيه الواقدي رواية في حديث بلال أصرح في قضية المنارة فروى عن النوار، قالت: «كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول اللهe مسجده، فكان يؤذن بعد على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره»، وقد ذكر الشيخ الألباني –رحمه الهه- في "إرواء الغليل" أن هذه الرواية أصرح في المنارة من حديث أبي داود.
وحكى ابن وضاح قال: ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك فأرسل إليه مالك فجاءه فقال له مالك: ما هذا الذي تفعل؟ فقال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فيقوموا، فقال له مالك: لا تفعل لا تحدث في بلدنا شيئا لم يكن فيه قد كان رسول اللهe بهذا البلد عشر سنين وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فلم يفعلوا هذا فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه فكف المؤذن عن ذلك وأقام زمانا ثم إنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر فأرسل إليه مالك، فقال له ما الذي تفعل قال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر، فقال له: ألم أنهك أن لا تحدث عندنا ما لم يكن؟ فقال: إنما نهيتني عن التثويب، فقال له: لا تفعل فكف زمانا ثم جعل يضرب الأبواب فأرسل إليه مالك، فقال: ما هذا الذي تفعل؟ فقال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فقال له مالك: لا تفعل لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه.
قال ابن وضاح: وكان مالك يكره التثويب -قال- وإنما أحدث هذا بالعراق قيل لابن وضاح فهل كان يعمل به بمكة أو المدينة أو مصر أو غيرها من الأمصار فقال ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والأباضيين.
يعني كل المصائب والمخالفات والبدع الكفرية والشركية كانت تأتي ملففة من الكوفة.