سبق للرافضة ان شبهوا علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالبعوضة واليوم يشبهونه بناقة صالح
أمير المؤمنين و ناقة صالح
بسم الله الرحمن الرحيم
(( و إلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة هذه ناقة الله لكم آية قدروها تأكل في أرض الله و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم )) آية 73 من سورة الأعراف
بعد ما هلكت عاد بذنوبها أورث الله أرضهم و ديارهم لـ " ثمود " ، فخلفوهم فيها و عمروها أكثر مما عمروها ، و فجروا العيون و غرسوا الحدائق و البساتين و نحتوا من الجبال بيوتا و قصورا ، فكانوا في سعة من العيش و رغد و نعمة و ترف إلا إنهم لم يشكروا الله سبحانه و لم يحمدوا له فضله بل إزدادوا عتوا ً في الأرض و فسادا و استكبارا فعبدوا الأوثان من دون الله تعالى ، و أعرضوا عن آياته و ظنوا أنهم خالدون في هذا النعيم ، و في تلك السعة و الهناء متروكون .
فبعث الله إليهم صالحا من أوسعهم حلما و أكثرهم علما و أرجحهم عقلا و أحسنهم خلقا و أشرفهم نسبا فدعاهم الى عبادة الله و توحيده لأنه هو الذي خلقهم في الأرض و استخلفهم فيها و أسبغ عليهم كل النعم التي هم فيها .
ثم آمن به بعض المستضعفين من قومه أما الملأ الذين استكبروا و كابروا أصروا على عنادهم و طغيانهم و لكي لا تزيد شعبية نبي الله صالح عليه السلام أراودا أن يظهروا للناس عجزه خوفا ً من زوال دولتهم و ذهاب سلطانهم فطلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة و آية يتبينون صدق دعوته و رسالته.
فأشار إليهم إلى الجبل ... فقد إنشق الجبل و خرجت منه ناقة و عاد الجبل على وضعه قبل الشق فكانت ولادة الناقة هي أكبر و أعظم معجزة و ليست قابلة للشك ، لأنها لو كانت ناقة عادية لظهرت في الصحاري أو الوادي لكنها ظهرت من الجبل بعد ما إنشق ، و الإنشقاق لم يكن ناتج عن زلزال أو هزة أرضية بل إنشقاق إستثنائي عاد فيه موضع الشق الى شكله الأولي الطبيعي !!!!
إذن فقال لهم صالح هذه ناقة الله و سقياها .. لها يوم معلوم للشرب من البحيرة و لكم يوم آخر للشرب.. و دعوها في أرض الله الواسعة تمشي و تأكل ما تشاء !!!
و كانت هذه الناقة لبونة جذابة و ضخمة البنية و متميزة الشكل و جميلة المنظر و لونها أحمر قان يسر عيون الناظرين لم يرى الناس قبلا ً ناقة مثلها ، و مكثت فيهم زمنا تأكل من أرض الله و تسقيهم لبنا ً طيبا و تتنقل في الأسواق و الأزقة و تشرب الماء يوما ً و هم يشربون الماء يوما ً .
و كانت توجد جماعة من القوم لم يقبلوا أن تستأثر الناقة وحدها يوما ً بمائهم ، فبدأت نار الحقد و الحسد في عيونهم تسعر لأنهم علموا إن إستمرار وجود الناقة ستشكل لهم خطرا ً جسيما ً و شرا ً مستطيرا ً ففكروا طويلا ً لإيجاد خطة .. فوجدوا لا حل إلا بقتلها و التخلص منها إلا إن لم يجرأ أحد منهم بإيذائها بعد تحذير نبي الله صالح عليه السلام لهم من إرتكاب أي جريمة بحق الناقة سيشملهم الله بعذاب أليم .
و كانت توجد إمرأة خبيثة ذات حسن و جمال و دلال و مال و حسب و نسب .. يُـقال إسمها قطام قد عرضت نفسها على شخص يدعى قدار بن سالف أشقى الأولين و أغـرته مقابل عقر ناقة صالح التي تستميل القلوب و الناس .
فقام الشقي في فترة زمنية بتتبع طريق الناقة خطواتها و رصد تحركاتها في اليوم المعلوم من الشرب ليكشف عن أحسن فرصة لضرب الناقة و ذبحها حتى جاء ذلك اليوم المعلوم و هو يتقرب قدومها و وصولها ليكيد بها ، خرجت الناقة منذ الفجر الباكر كعادتها لساعة الشرب من البحيرة و مذ أنزلت رأسها للشرب و رفعت حتى هم بها اللعين و كمن لها و طعنها فنحرها دون ذنب أو جرم يذكر !!!
و قام اللعين بطبخ لحمها و توزيعه على الناس حتى دخلت رائحة الطعام كل بيت و دار إلى أن بلغ الخبر صالح عليه السلام و حذرهم من عذاب الله (( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دراهم جاثمين )) و حل بهم العقاب الإلهي النهائي عليهم بعد ثلاث أيام من قتل الناقة .
و حينما نقرأ حياة أمير المؤمنين عليه السلام نجد عدة نقاط تلاقت في قصة ناقة صالح و قصة الأمير عليه السلام .
إبتداء بولادة أمير المؤمنين عليه السلام الذي ولد في جوف الكعبة بعد ما إنشق جدارها الحجري بفعل إلهي غيبي إستثنائي و ليس جراء حدث عادي ، فكانت ولادته و خروجه من الكعبة بالمعجزة و كذلك بالنسبة إلى ناقة صالح كان خروجها من الجبل أيضا ً بالمعجزة !!
و كما كانت الناقة تسقيهم اللبن الخالص كان أمير المؤمنين عليه السلام يسقيهم من العلم اللدني الخالص فقد كان يقول عليه السلام (علمني رسول الله ألف باب كل باب يفتح ألف باب ) و كان يكرر و يردد و هو على المنبر ( سلوني قبل أن تفقدوني ) .
و كما كانت الناقة ضخمة البنية و تتمع بصفات و مميزات خاصة إستثنائية كان أمير المؤمنين عليه السلام يتمتع بقوة جسمانية ربانية إستثنائية عجيبة فيحنما خلع باب حصن خبير العظيم قال (والله ما قلعت باب خيبر ودككت حصن اليهود بقوة جسمانية بل بقوة إلهية )
و من أوجه الشبه إن ناقة صالح ذكرت في نص القرآن بأنهها (( لكم آية )) و كذلك أمير المؤمنين عليه السلام هو الآية الكبرى و الحجة العظمى .. فقد قال رسول الله لعلي ( يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم )
و كان وجود أمير المؤمنين عليه السلام في السلطة يشكل خطر لمصالح جماعة من القوم خرجوا على حكمه و حكومته و هم " الخوارج " لعنة الله عليهم ، و كان شعارهم ( لا حكم إلا لله ) و هم بعيدين كل البعد عن الله و كتابه ، و كذلك الحال بالنسبة إلى الناقة كان وجودها يهدد بزوال قوة القوم و سلطانهم لأنها الدليل على صدق نبوة صالح كما إن أمير المؤمنين عليه السلام دليل و تتمة لنبوة محمد صلوات الله عليه و آله أجمعين .
بالأضافة كما أغرت تلك المرأة عاقر ناقة صالح و عرضت عليه نفسها و جسمها مقابل إغتيال الناقة ، أغرت إمرأة تسمى كذلك قطام ذات أناقة و لباقة عبيد الرحمن ابن ملجم المرادي الخارجي لعنة الله عليه و عرضت زواجها به بمهر إغتيال أمير المؤمنين عليه السلام .
(( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )) 28 من سورة يوسف
و كما ضرب الشقي ناقة صالح بعد ما رفعت رأسها من حالة الشرب ، ضرب الشقي ابن ملجم أمير المؤمنين عليه السلام بعد ما رفع رأسه من حالة السجود .
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي ( كأني بك و أنت تريد أن تُصلِّي و قد انبعث أشقى الأولين و الآخرين ، شقيق عاقر ناقة صالح ، يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك )
و كما علم كل بيت و دار بخبر جريمة قتل ناقة الله أيضا ً علم كذلك أهل المدينة بخبر جريمة قتل ولي الله أمير المؤمنين عليه السلام حيث نادى بالسماء الناموس المعظم و طاووس الملائكة جبريل عليه السلام (تهدمت و الله أركان الهدى و انطمست أعلام التقى و انفصمت العروة الوثقى؛ قتل ابن عم المصطفى؛ قتل الوصى المجتبى؛ قتل على المرتضى، قتله أشقى الأشقياء) حتى دخل ذلك الصوت كل بيت و دار ، و الجدير ذكره إن هناك أكثر من مئة ألف نبي و مرسل و وصي إلا أن أمين وحي الله جبريل لم ينادي بنداء سمعه أهل الأرض كما نادى و نعى فاجعة أمير المؤمنين عليه السلام و ذلك لعظمة المصيبة و لفداحة الجريمة الكبرى ، و هذه ليست المرة الوحيدة التي هتف بإسم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فقد هتف بإسمه في وقعة بدر ( لا فتى إلا علي و لا سيف إلا ذو الفقار ) .
و مع كل هذه النقاط و الأحداث المتشابه في قصة ناقة صالح و سيرة أمير المؤمنين عليه السلام و إلا إن الخلاف الوحيد بين القصتين و القضيتين هي أن الله سبحانه لم ينزل العذاب و العقاب في أهل المدينة و قومها كما نزل العذاب في قوم صالح لأن وجود أمير المؤمنين عليه السلام هي وجود الرحمة المطلقة فهو جوهر الرحمة و ظاهرها و باطنها و أولها و آخرها فهو إمام الرحمة و الإنسانية و العدالة .
فانظر أخي المؤمن .. أختي المؤمنة تجاه تعامل أمير المؤمنين عليه السلام مع قاتله المجرم الإرهابي الخارجي الذي كان في قمة الرحمة و الشفقة فقد أوصى ابنه الأكبر الحسن عليه السلام حينما تم القبض على ابن ملجم قائلا ً ( بحقّي عليك يا بنيّ إلاّ ما طيّبتم مطعمه ومشربه وارفقوا به إلى حين موتي، وتطعمه ممّا تأكل وتسقيه ممّا تشرب حتى تكون أكرم منه ) و حينما ناولوه كأس اللبن و هو على فراش الموت شرب نصفه و ترك النصف الآخر و قال ( أعطوا اسيركم ) كما قال عليه السلام لأولاده ( إن شفيت من ضربته هذه فأنا أعفو عنه وإن لم أشف فلكم حق القصاص ولا تمثّلوا بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول لا تمثلوا و لو بالكلب العقور) .
لذلك نرى اليوم في أرض العراق أرض الكوفة و النجف تجسد المظلومية و الإنسانية في شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام و في أعداء علي وراثة القتل و الذبح و سفك الدماء و قطع رؤوس الأطفال و النساء و التمثيل بجثث الأبرياء
25-01-06, 08:59 PM
العرض العادي
