بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر الخطاب
في
مسلسل عمر بن الخطاب
إن شياطين الجن تُصفد في رمضان, غير أن شياطين الإنس تقوم بما لا يقوم به مردة الجان! وقد جاء الخبر في ذلك عن المبعوث من عدنان –صلى الله عليه وآله وسلم-, كما أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة, وغلقت أبواب جهنم, وسلسلت الشياطين).
إذن فشياطين الجن تُسلسل, غير أن أقرانهم من الإنس يخرجون في كل مسلسل! يدعون للرذيلة, ويحاربون الفضيلة, بالتي واللتي واللآتي! في الحاضر والمستقبل الآتي!
وأحسنهم حالاً ذاك الذي ذهب يعالج زكاماً, فأحدث جذاماً! فوقع في الحرام وأوقع معه من يشاركه, وكما قال ابن مسعود: "كم من مريد للخير لا يدركه!".
فقام بتمثيل الصحابة والقرابة, من باب الشهرة والغرابة, أو من أبواب أخرى منوعة, ولم يعلم بأن الغاية لا تبرر الوسيلة المميعة, فأصبح في كل رمضان يطالعنا بتجسيد أحد الأعلام الفحول, من صحابة أو قرابة الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم-!
وفي ذلك منقصة وحط من منزلة أولئك الأفذاذ العظام, في أذهان المشاهدين والمشاهدات من العوام! وكما قيل في جميل النظم من الكلام:
ألَمْ تَرَ أنَّ السَّيْفَ يَنقصُ قدْرُهُ *** إذا قيل إنَّ السيفَ أمضى من العصا!
وفي هذه السنة؛ الواقعة أعظم, والباقعة أظلم, والفاجعة أطم, حيث قام بعض الأوباش الأوشاب, من شياطين الإنس بتجسيد من تفر منه شياطين الجن –أعني: عمر بن الخطاب-! جاء في صحيح البخاري عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: (إيه يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك).
فما لنا بتنا نرى أصحاب الإعلام الفج, يسلكون ذلك الفج؟! دون حياء أو رادع من أحد! فحسبنا الواحد الأحد..
كتبه: تركي بن مبارك البنعلي
10/شعبان/1433هـ