الحديث التاسع :
النبي صلى الله عليه وسلم يبغضُ بني أمية ....!!
الحديث الأول : رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم [1] : (( حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : حدثني حجاج بن محمد حدثنا شعبة عن أبي حمزة جارهم عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف : عن أبي برزة قال : كان أبغض الأحياء إلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة)) .
أخرجه أحمد 4/420(20013) عن حجاج بن محمد ، أنبأنا شعبة ، عن أبي حمزة جارهم ، قال : سمعت حميد بن هلال ، يحدث عن عبد الله بن مطرف ، فذكره.
قلتُ : والحديث ضعفهُ بعضُ أهل العلم ، وصححهُ آخرون كالهيثمي في مجمع الزوائد (10/71) .
والصوابُ أنهُ لا يصح ، وإن صحَ فإنهُ لا يخدمُ الرافضة في شيء ، قال الأحوذي في التُحفية : (( قال العلماء إنما كره ثقيفا للحجاج وبني حنيفة لمسيلمة وبني أمية لعبيد الله بن زياد )) ، وقد ضعفهُ غير واحد من أئمة الحديث والصوابُ فيه كما قلنا أنهُ لا يصح لضعفِ طريقه وجهالة أبي حمزة جارهم كما قال شعيب الأرنؤوط وسنتطرقُ إلي قوله إن شاء الله عز وجل . والله أعلم بالصواب .
قال شعيب الأرنؤوط [2] : (( إسناده ضعيف لجهالة حال أبي حمزة جار شعبة وهو عبد الرحمن بن عبد الله المازني )) .
وللحديث طريقٌ آخر برواية عمران بن حصين : (( مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكره ثلاثة أحياء ثقيفا وبني حنيفة وبني أمية )) .
أخرجه الترمذي (3943) قال : حدثنا زيد بن أخزم الطائي ، حدثنا عبد القاهر بن شعيب، حدثنا هشام ، عن الحسن ، فذكره.
-قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . .
- قال الإمام الألباني [3] : ضعيف الإسناد .
وروي الحديث من طريق من رواية عمران بن حصين : (( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبغض ثلاث قبائل ... الحديث )) .
قال ابن عدي [4] : (( قال الشيخ وهذه الأحاديث التي ذكرها ليس عهدتها من قبل جعفر بن سليمان وانما العهدة من الخليل بن مرة لأن الخليل ضعيف جدا وحديث أبي سعيد الخدري بلاؤه من أبي هارون العبدي لا من جعفر وأبو هارون ضعيف وحديث )) وأما عوف فهو صدوق رمي بالقدر والتشيع وسند الحديث لا يحتجُ بهِ وطرقهُ فيها نظر ، وليس للشيعة حظٌ ولا نصيبٌ بهذا الحديث .
قال الطبراني [5] : (( لم يرو هذا الحديث عن عوف إلا جعفر ، ولا عن جعفر إلا عبد الرزاق ، تفرد به : ابن أبي السري ))
قال الجوزقاني [6] : (( حَدِيثٌ مَنْكَرٌ ، قَالَ الدُّورِيُّ : عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، أَنَّهُ قَالَ : الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرِ لَا يُشْتَغَلُ بِهِ ، وَلَا بِرِوَايَتِهِ ، فَإِنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ ، ذَاهِبُ الْحَدِيثِ )) والحديث أَخْبَرَنَا شَيْرَوَيْهِ بْنِ شَهْرَدَارَ بْنِ شَيْرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَخْبَرَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ ، حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ ، عَنْ بَجَالَةَ الْعَنْبَرِيِّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : " قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَبْغَضُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ الْأَحْيَاءَ : بَنِي أُمَيَّةَ ، وَبَنِي حَنِيفَةَ ، وَبَنِي ثَقِيفٍ " .
قال الجوزقاني [7] : (( قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ مَجْهُولٌ )) . فالحديث الاول وقد روي من طريقين ( أبي برزة ، وعمران ) رضي الله عنهما ، وكلا الطريقين لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الباب عدة أحاديث أوردها الرافضي للطعن في بني أمية ، وسنذكرها إن شاء الله تعالى ، والخلاصة أن هذا الأثر فيه كلام لا يصح وإن صح فإنهُ لا يخدم الرافضة كما قلنا في بداية الكلام ، فقد نقل الأحوذي الكلام على أشخاصٍ بأعينهم وليس العموم والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب ..... والله المستعان ..... !!!
الحديث الثاني : قال النبي صلى الله عليه وسلم [8] : (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ; مُسَيْلِمَةُ، وَالْعَنْسِيُّ، وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ وَبَنُو حَنِيفَةَ وَثَقِيفٌ )) .
قلتُ : والحديث ضعيف جداً لا يصحُ عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن الجوزي [9] : (( قَالَ الْمُؤَلِّفُ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شَرِيكٍ إِلا الأَسَدِيُّ ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَدْ رَوَى الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ بَجَالَةَ الْعَنْبَرِيِّ ، عَنْ عُمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُبْغِضُ هَؤُلَاءِ الأَحْيَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي ثَقِيفٍ وَبَنِي حَنِيفَةَ ، وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ أَيْضًا ، قَالَ يَحْيَى : الرَّبِيعُ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِي النَّصْرِ الْهِلالِيِّ ، عَنْ بَجَالَةَ نَحْوَهُ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ مَجْهُولٌ )) .
قال ابن عدي [10] : (( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، أَخْبَرَنَا أَبِي ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاثُونَ كَذَّابًا مِنْهُمْ : الْعَنْسِيُّ ، وَمُسَيْلِمَةُ ، وَالْمُخْتَارُ " )) والغريب أن الرافضة بعد الإستدلال بهذا الحديث يقول لا يوجد ما يقال عن المختار فعجبتُ لهذا ولعل الرافضي يحقق تلك المسودة التي كتبها بشكل جيد حتى لا يقع في الإحراجات المتكررة التي يقع فيها ولا أعلمُ متى يتعلم الرافضة مما يقعون فيه من الجهالات فضلاً عن الإسقاطات .
قال البيهقي رحمه الله [11] : (( قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : وَهَذَا لا أَعْلَمُ ، رَوَاهُ عَنْ شَرِيكٍ ، إِلا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ ، وَلَهُ إِفْرَادَاتٌ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ الثِّقَاتُ مِنَ النَّاسِ ، وَلَمْ أَرَ بِحَدِيثِهِ بَأْسًا ، قُلْتُ : وَلِحَدِيثِهِ هَذَا فِي الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ شَوَاهِدُ صَحِيحَةٌ مِنْهَا )) ثم يأتي من لا حظَ لهُ بالعلم ولا بأهلهِ ويقول قال الخوكي ، ولا عجب أكبر من هذا فشواهد الكذب على المختار الثقفي صحيحة ..
قال الجوزقاني [12] : (( هَذَا حدَيِثٌ مُنْكَرٌ ، لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، وَسُئِلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيِّ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ )) وقد أخرج ابن أبي شيبة عن المختار بن أبي عبيدة الثقفي حديثاً صحيحاً في كذبهِ ، وما أغرب القوم إن إستدلوا بما لا يخدمهم في دينهم والله تعالى المستعان . والله أعلم .