الحمد لله رب العالمين
يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز
(وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ)
فقد استدل الرافضة بهذه الأية على الإمامة لأئمتهم زاعمين أن إمامة إبراهيم عليه السلام هي الثابت لأئمتهم وأنها تعني أن ينوب الإمام عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد عرف الرافضة الإمامة ( على أنه ينوب الإمام عن النبي صلى الله عليه وسلم في اكمال الدين ) وعلى الرغم ومن أن الدين اكتمل وأن الله تعالى ( ارتضى الاسلام دينا ) إلا أن الرافضة تفتري كذبا وتقول أن الإمام هو من ينوب عن النبي في اكمال الرسالة فهل أكمل النبي الدين أم أنه يحتاج الي إمام كما يزعم الرافضة ؟؟
فالأية أولا متشابهة في الاستدلال على إمامة أئمة الرافضة وبطلت لأن الإمامة لا تكون أن ينوب الإمام عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدين بل هي القدوة والاقتداء به وإمامة إبراهيم عليه السلام كانت اقتداء لا كما يزعم الرافضة
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ)
{ إني جاعلك للناس إماماً } أنزل عليه الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة منها في الرأس وخمسة منها في البدن, فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحى وطمّ الشعر والسواك والخلال وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء فهذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة وهو قولـه{ واتبع ملة إبراهيم حنيفاً } .
قلت : وفي هذا بيان واضح أنه جاء عن ابراهيم عليه السلام السنن التي نقوم بها الأن وهي الاقتداء به بأن قلمنا الأظافر واعفينا اللحى وحلقنا الشعر واختتنا واغتسلنا من الجنابة فنبي الله ابراهيم تطهر فاتقدينا به في فعله هذه فإن الإمامة التي هي لأبراهيم عليه السلام كما يتضح في تفسير الطبرسي هي القدوة فقد اقتدينا بإبراهيم عليه السلام في كثير من الاشياء .
وإلا ما تسمي الرافضة حلق الشعر والاختتان فهل هي اقتداء أم أنه ليست باقتداء بالذي قام بهذا الفعل أم أن الرافضة لا يتختنون أنفسهم 
فأكمل الطبرسي في تفسيره قائلا
وقال قتادة وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس أنها عشر خصال كانت فرضاً في شرعه سنة في شريعتنا المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس وقص الشارب والسواك في الرأس والختان وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار والاستنجاء بالماء في البدن وفي الرواية الأخرى عن ابن عباس أنه ابتلاه بثلاثين خصلة من شرائع الإسلام لم يبتل أحداً بها فأقامها كلها إبراهيم فأتمهن فكتب له البراءة, فقال وإبراهيم الذي وفّى وهي عشر في سورة براءة التائبون العابدون إلى آخرها وعشر في الأحزاب أن المسلمين والمسلمات إلى آخرها وعشر في سورة المؤمنين: { قد أفلح المؤمنون } إلى قولـه { أولئك هم الوارثون } .
قلت : هل خالف المسلمون إمامهم إبراهيم عليه السلام ؟؟
فقد قلمنا وحلقنا واغتسلنا اقتداءا بابراهيم عليه السلام فمن أين جاء الرافضة بأنها الإمامة المزعومة لأئمتهم
وهل إمامة إبراهيم عليه السلام كإمامة أئمة الشيعة ؟؟
إن قالوا نعم فبطل دينهم كله
ثم يقول الطبرسي في تفسيره ايضا :
وفي رواية ثالثة عن ابن عباس أنه أمره بمناسك الحج وقال الحسن ابتلاه الله بالآيات التي بعدها وهي قولـه { إني جاعلك للناس إماماً } إلى آخر القصة. وقال أبو علي الجبائي أراد بذلك كلما كلفه من الطاعات العقلية والشرعية والآية محتملة لجميع هذه الأقاويل التي ذكرناها. وكان سعيد بن المسيب يقول: كان إبراهيم أول الناس أضاف الضيف وأول الناس اختتن وأول الناس قصّ شاربه واستحدّ وأول الناس رأى الشيب فلما رآه قال يا رب ما هذا قال هذا الوقار قال يا رب فزدني وقاراً, وهذا أيضاً قد رواه السكوني عن أبي عبد الله ولم يذكر أول من قص شاربه واستحد وزاد فيه وأول من قاتل في سبيل الله إبراهيم, وأول من اتخذ النعلين إبراهيم وأول من اتخذ الرايات إبراهيم.
قلت : فهل خالفنا ابراهيم عليه السلام في افعاله أليس من فعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام يكون اقتدى به يا رافضة ؟؟ 
القاصــمة
{ قال إني جاعلك للناس إماماً } معناه قال الله تعالى إني جاعلك إماماً يقتدى بك في أفعالك وأقوالك لأن المستفاد من لفظ الإمام أمران أحدهما: أنه المقتدى به في أفعاله وأقواله والثاني: أنه الذي يقوم بتدبير الأمة وسياستها والقيام بأمورها وتأديب جُناتها وتولية ولاتها وإقامة الحدود على مستحقيها ومحاربة من يكيدها ويعاديها فعلى الوجه الأول لا يكون نبي من الأنبياء إلا وهو إمام. وعلى الوجه الثاني لا يجب في كل نبي أن يكون إماماً إذ يجوز أن لا يكون مأموراً بتأديب الجناة ومحاربة العداة والدفاع عن حوزة الدين ومجاهدة الكافرين فلما ابتلى الله سبحانه إبراهيم بالكلمات فأتمهن جعله إماماً للأنام جزاء له على ذلك .
قلت : نبي وإمام فهو أعظم منزلة من أئمتكم يا رافضة فقلتم لأئمتكم بالإمامة معرفينها كالأتي ( أن ينوب الإمام عن النبي صلى الله عليه وسلم في إكمال الدين ) واستدليتم بهذه الأية على الإمامة وقلنا لكم إن هذه الأية متشابهة في الاستدلال بالإمامة وسقط زعم القوم أن الإمامة أن ينوب الإمام عن النبي .
فهذا إبراهيم عليه السلام أعطاه الله النبوة وكذلك جعله إماما يقتدى بفعله وقوله وهذا يرد قول القوم إذ قالوا أن الإمام هو خير من النبي فإبراهيم عليه السلام نبي وكذلك جعله الله إمام يقتدى به فعلا وقولا .
فأين إمامة الأئمة المزعومة ؟؟
تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ)
أما قوله: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً } قال هو ما ابتلاه الله مما أراه في نومه بذبح ولده فأتمها إبراهيم عليه السلام وعزم عليها وسلم فلما عزم وعمل بما أمره الله قال الله تعالى { إني جاعلك للناس إماماً } قال إبراهيم ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين لا يكون بعهدي إمام ظالم ثم أنزل عليه الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن فأما التي في الرأس فأخذ الشارب، وإعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وقلم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء فهذه خمسة في البدن وهو الحنفية الطهارة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ إلى يوم القيامة وهو قوله { واتبع ملة إبراهيم حنيفاً }.
قلت : بطل إحتجاج القوم بالأية الي الأبد فما جاء به إبراهيم عليه السلام هو أمر من النبي صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا الله تبارك وتعالى باتباع ملة إبراهيم عليه السلام والاقتداء به فقام المسلمون ولا خلاف بينهم ( بالحلق والاغتسال وقلم الأظافر والحج وغيرها ) اقتداء بأبو الانبياء ابراهيم عليه السلام وكذلك أقر النبي صلى الله عليه وسلم سنة ابراهيم عليه السلام .
فهل إتباعه والعمل بما قال اليس هذا اقتداء يا رافضة .؟؟؟
تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ)
قوله تعالى: { إني جاعلك للناس إماماً } ، أي مقتدى يقتدى بك الناس، ويتبعونك في أقوالك وأفعالك، فالإِمام هو الذي يقتدي ويأتم به الناس، ولذلك ذكر عدة من المفسرين أن المراد به النبوة، لأن النبي يقتدي به أُمته في دينهم .
قلت : ثم حاول الطبطبائي ترقيع هذا القول بأن قال إن الإمامة ليست النبوة فهذا القول ليس بصحيح فإن ابراهيم عليه السلام كان نبيا ثم جعله الله تعالى إماما يقتدى به في السنن وغيرها وهذا ما ذهب اليه المفسرون قبله فمحاولته بأن ينقذ دينه فاشلة فإبراهيم عليه السلام نبيا والنبي هو إماما للقوم الذي ارسل اليهم فحسب مذهب القوم إبراهيم عليه السلام كان نبيا ثم صار إماما فبطل الزعم فإن ابراهيم خير من علي والحسن والحسين لأنه نبي وإمام وإمامة إبراهيم غير إمامة أئمة الرافضة .
تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ)
وَإِذ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فأتَمّهُنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إماماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ } ، القمّي: هو ما ابتلاه به مما رآه في نومه من ذبح ولده فاتمّها إبراهيم عليه السلام وعزم عليها وسلم فلما عزم قال تبارك وتعالى ثواباً لما صدق وسلم وعمل بما أمره الله إني جاعلك للناس إماماً فقال إبراهيم ومن ذريتي قال جل جلاله لا ينال عهدي الظالمين أي لا يكون بعهدي إمام ظالم ثم أنزل عليه الحنيفيّة وهي الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن فاما التي في الرأس فأخذ الشارب واعفاء اللحى وطمّ الشعر والسّواك والخلال واما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وقلم الأظافر والغسل من الجنابة والطهور بالماء فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة.
قلت : فقد جاء ابراهيم علي السلام بهذه الأمور وهي التي أكدها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة وأمر باتباعها وهي ملة ابراهيم عليه السلام وسنته فقام المسلمون أجمع بفعل هذه الأمر اقتداءً بابراهيم عليه السلام .
أم للرافضة رأي اخر ؟؟
كتبه /
تقـي الديـن السنـي
30-09-09, 12:11 AM
إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً / وإفتراء الرافضة على نبي الله إبراهيم
العرض العادي
