على ذمّة علامتهم المجلسي الثاني:عليٌ رضي الله عنه ليس من أهل الكساء الخمسة !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فخلاصة الموضوع أن علامتهم محمد باقر المجلسي نقل رواية من كتاب ( سليم بن قيس ) وغيَّرَ فيها كلمة واحدة كانت بمثابة كارثة على التشيع ؛ إذ أخرجت علياً رضي الله عنه من أهل الكساء ، وحتى يتبين الجُرْم العظيم والتحريف القاتل الذي فعله المجلسي لا بد من بيان مصطلحين عند الشيعة وهما:
1- أهل الكساء:
فلا يخفى على المطلع أن مراد الشيعة بمصطلح أهل الكساء خمسة أشخاص وهم:
1- النبي صلى الله عليه وسلم.
2- علي رضي الله عنه.
3- فاطمة رضي الله عنها.
4- الحسن رضي الله عنه.
5- الحسين رضي الله عنه.
2- أصحاب الصحيفة أو الكتاب:
وهو خمسة أشخاص يزعم الشيعة أنهم تآمروا على غصب الخلافة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وكتبوا تلك المؤامرة في صحيفة بجوف الكعبة وهم خمسة أشخاص:
1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
2- عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3- أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه.
4- معاذ بن جبل رضي الله عنه.
5- سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه.
وبعد بيان هذين المصطلحين تعالوا معي لننظر في الرواية كيف نقلها سليم بن قيس وكيف حرَّفها المجلسي:
1-الرواية من كتاب سليم بن قيس الهلالي:
جاء في كتاب ( سليم بن قيس )( ص 287 ):[ أبان عن سليم ، قال : سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد ، وسألت علي بن أبي طالب عليه السلام عن ذلك فقال : صدقوا . قالوا : دخل علي بن أبي طالب عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء والبيت غاص بأهله فيهم الخمسة أصحاب الكتاب ، والخمسة أصحاب الشورى .. ].
2- تحريف علامتهم المجلسي للرواية:
نقل المجلسي لرواية سليم بن قيس في كتابه ( بحار الأنوار )( 22 / 245 ):[ 15 - ووجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد وسألت علي بن أبي طالب عن ذلك فقال : صدقوا ، قالوا : دخل علي ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعائشة قاعدة خلفه ، والبيت غاص بأهله ، فيهم الخمسة أصحاب الكساء ، والخمسة أصحاب الشورى .. ].
فمن يتأمل في الرواية سيجد أن المجلسي غيَّر عبارة ( الخمسة أصحاب الكتاب ) إلى ( الخمسة أصحاب الكساء ) ، فارتكب بذلك كارثة في حق التشيع تمثَّلت بإخراج علي رضي الله عنه من أهل الكساء الخمسة !
لأنه لما دخل البيت وجد فيه الخمسة أصحاب الكساء ، فكيف يجد في البيت الخمسة أصحاب الكساء وهو خامسهم ؟!
وقد تبع علامتهم المجلسي بهذا التحريف القاتل للرواية كل من:
1- شيخهم محمد هادي النجفي في كتابه ( موسوعة أحاديث أهل البيت )( 5 / 451 ).
2- شيخهم محمد باقر الكجوري في كتابه ( الخصائص الفاطمية )( 1 / 499 ).
ولي على تحريف المجلسي تعليقان هما:
التعليق الأول:
إن الباحث المنصف ليستغرب أشد الاستغراب من هذا التحريف والكارثة التي فعلها علامتهم محمد باقر المجلسي ، وحتى مع حسن الظن بأقصى درجاته فلن نجد مبرراً أو عذراً مقبولاً لذلك:
فحتى فرضية خطأه في قراءتها من المصدر الأصلي باطلة ؛ إذ ليس هناك تشابه في الأحرف والكتابة الإملائية بين كلمة ( الكتاب ) وكلمة ( الكساء ) ، ولو سلمنا بذلك فهلا تأمل بعواقبها وغرابة مضمونها ؟! وكيف يجد علي رضي الله عنه في البيت الخمسة أصحاب الكساء وهو أحد هؤلاء الخمسة ؟
وكأني بعلي رضي الله عنه بعدما دخل البيت ووجد الخمسة أصحاب الكساء يقول باللهجة المصرية:
الله !!! أُمّال أنا أبقى مين ؟
التعليق الثاني:
أقول ما هي ردة فعل الإمامية وما هو حكمهم لو كان المُحَرِّف للرواية هو الإمام الطبري أو ابن كثير أو ابن تيمية ؟!