العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-15, 05:03 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


السخرية والاستهزاء بالغير

بسم الله الرحمنِ الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السخرية والاستهزاء،وهي رمي الآخرين بعبارات لا يحبونها، بل يكرهونها،
قال تعالى﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)الحجرات،
عن أبي ذر رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)رواه مسلم،
السخرية والاستهزاء بالغير، معناها،أن تستهين وتحتقر الغير،فإذا استهنت بالغير واحتقرته، ونبهت على عيوبه وذكرت نقائصه،فهذا هو المعنى الأساس للسخرية والاستهزاء،قد يستهزئ بالآخر أو بالآخرين،إن كانوا رجالاً أو نساءً، ممكن عن طريق المحاكاة، يعني،التقليد في الفعل وفي القول، يعني،إنسان يقلد إنساناً،يحاكيه في أفعاله وأقواله،أو بإشارة معينة،أو بتلميح معين، فيفهم من يرى هذا أن فلانًا يستهزئ بفلان،
ذكر بعض أهل العلم أن الصغيرة هي،التبسم بالاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة،القهقهة بذلك،يعني،أن تبتسم ابتسامة مستهزئاً بمؤمن،هذا من الصغيرة التي لا يغادرها الكتاب،والكبيرة،أن تقهقه بذلك،
وكان هؤلاء المجرمون الذين قال رب العباد سبحانه وتعالى عنهم﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ،اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾البقرة،
هؤلاء الناس الذين يستهزئ الواحد منهم،بمؤمن أو مؤمنة،فحسابهم عند الله عسير،
لذلك روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من عيّر أخاه بذنب قد تاب منه،لم يمت حتى يعمله)
وقد أجمع العلماء على تحريم ذلك، قد روي عن ابن عباس،رضي الله عنهما،في قوله تعالى﴿ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ﴾الكهف،
قال،الصغيرة التبسم،
والكبيرة الضحك على حالة الاستهزاء،
وهذا تصريح بأن ذلك من الكبائر،
وقال الغزالي في قول ابن عباس،هذا إشارة إلى أن الضحك على الناس من الجرائم والذنوب،
واعلم أن معنى السخرية،الاستحقار والاستهانة،والتنبيه على العيوب والنقائص على من يضحك منه،وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول،وقد يكون بالإشارة والإيماء،وقد يكون بالضحك، كأن يضحك على كلامه إذا تخبط فيه، أو غلط، أو على صنعته،أو قبح في صورته،ونحو ذلك،
وقد خرج البيهقي عن الحسن البصري،رحمه الله،عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال،إن المستهزئين بالناس ليفتح لأحدهم باب الجنة، فيقال،هلم فيجئ بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق دونه،ثم يفتح له باب آخر،فيقال،هلم هلم،فيجئ بكربه وغمه،فإذا جاء أغلق دونه، فما يزال كذلك،حتى أن الرجل ليفتح له الباب،فيقال،هلم هلم،فلا يأتيه من اليأس)يأتيه،شعب الإيمان،والترغيب والترهيب،
وقال بعض أئمة التفسير في قوله تعالى﴿ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾الحجرات،
(من لقب أخاه وسخر منه،فهو فاسق)رواه القرطبي،
السخرية وجراثيم العُجب والكبر،إن السخرية لا تنبعث إلا من نفس ملوَّثة بجراثيم العُجْبِ والتكبُّر، فهي تعمل على إيذاء من حولها، بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في أعماقها المريضة،لقد استهان إبليس بآدم وسخر منه، قائلاً،أنا خير منه، فباء بالخسارة والخذلان، ولو أنه أمعن النظر في صفات آدم، لأدرك أنه يمتاز عليه بصفات كثيرة،
إنها داء من أدواء الجاهلية، يجب تجنبه،والبعد عنه،وخصوصاً عند المشاحنة والخصومة،وهى من سمات المنافقين،ومن شأنها أن تفكك عرى المجتمع. ويكفى أنها مخالفة صريحة لأمر الله عز وجل، ومبعدة من رضوانه سبحانه،تنسي الإنسان ذكر ربه، ونذير شؤم لصاحبها،ومن أسباب حلول العذاب بالساخرين،
وتذكروا بأن اللسان إذا عُوِّد على الكلام المهذب سوف يعتاد عليه، وإن عُوِّد على السخرية والاستهزاء سوف يكونان عادة له، فابحثوا عن الكلام الطيب، وابتعدوا عن السخرية والاستهزاء.
وهؤلاء المستهزئين يجب أن يعيدوا حساباتهم. لماذا تستهزئ بالناس،أنت إن استهزأت بإنسان، وصفت نفسك بالكبر،لأن المتكبر يرى نفسه أفضل من غيره، وأدعو الله له بالتوبة،وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيده إلى طريق الصواب، فتسخر وتهزأ وتجعله أضحوكة أمام الناس، ولا تتق رب العباد سبحانه وتعالى،هذا إهدار لكرامته،ولقيمته أمام الناس،
هذا أبو ذر،رضي الله عنه، وكانت فيه حدة، لما عير بلال بن رباح، رضي الله عنه، قائلاً،يا ابن السوداء، فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم(يا أبا ذر، أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيك جاهلية)
لقد ألغى الإسلام الطبقية وألغى العصبية،وقال،صلى الله عليه وسلم(دعوها فإنها منتنة،فكلنا لآدم وآدم من تراب)
فيجب علينا أن نراعي قضية عدم التكبر على خلق الله، عدم الاستهزاء بالناس، صغاراً كانوا أم كباراً، رجالاً كانوا أم نساءً،فالذي يسخر من الناس إنسان يضع نفسه في موضع كأنه من طينة غير الطينة التي خلق منها الناس،
.يجب أن يتقي كل واحد منا ربه ويمسك لسانه، ولا داعي لمثل هذه الآفات التي تعصف بالمجتمع،فالإنسان مكلف أن يحسن إلى خلق الله وأن يحسن إلى عباد الله، وألا يستشعر أبداً أنه من طينة غير الطينة،كلكم لآدم وآدم من تراب،
يعني،لا يتفاضل واحد على الآخر إلا بتقوى الله عز وجل، وهذا أمر لا يعلمه إلا الله رب العباد سبحانه وتعالى،
يجب على المسلم أن يراعي أنه يجلّ الناس ويحترمهم، فإذا أجللت الناس واحترمتهم، احترموك، وإذا أجلتهم أجلوك، وإذا وضعتهم في المكان اللائق كان هذا مدعاة إلى إثارة المحبة والود في المجتمع، لا أن نثير روح البغضاء و الشحناء،
نسأل الله،سبحانه وتعالى،أن يتوب علينا من هذه الآفة الماحقة، هذه الآفة الخطيرة، آفة الاستهزاء والسخرية من خلق الله.








 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "