العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-11, 10:55 PM   رقم المشاركة : 1
naseh
مشترك جديد







naseh غير متصل

naseh is on a distinguished road


Exclamation مهم جدا ( التحولات الستراتيجيه في بناء الشرق الاوسط الجديد) دراسة لواقع المنطقه



التحولات الستراتيجية في بناء الشرق الاوسط الجديد


نبذة مهمه

المقدمة
اعتمد في تقديم هذه الدراسة الموجزة مبداُ الواقعيه والاستنتاج الدقيق ، وقد بُنيَت على الفهم المستقل واسلوب القراءه الشامله لتفاصيل وتركيبة الشرق الاوسط السياسيه والدينيه والاقتصاديه والتأريخيه وابعادها ، دون الاستعانه بجهود اخرى ، التي ربما قد تؤثر على تقديم البحث ، أو على محتوى المفاهيم الذاتيه للباحث .
هذه المنطقه الحيويه من العالم تحضى بأهميه ومكانه خاصه تتميز بها ، فمنذ حقب التاريخ القديمه كانت محط أهتمام كل الدول والامبراطوريات العظمى التي قامت في المنطقة شمالا وشرقا وغربا ، والتي اخذت دورها في حاضرنا ، وجانيا من اهدافها وصورها الجديده في الوقت الراهن ، ممثلا بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والحلف الاطلسي ومنظومة الاتحاد السوفيتي السابق وباقي الدول الصناعية الكبرى المهيمنة على الاقتصاد العالمي هذه المجموعات اطلقنا عليها في هذه الدراسة مسمى ( دول الشراكة العظمى ) ، وكانت هذه المنطقة ساحة لصراع تلك الاطراف القوية بغية السيطرة عليها ، لما تمتلكه من امكانات تتجدد بمرور الزمن ، وستبقى الى الابد محورا للصراع من أجل الهيمنة والتمكين ، وغاية للحصول على ميزاتها الفريدة .
وتجري ضمن محاولات بناء تركيبة الشرق الاوسط الجديدة واساليبها المتعددة عملية تجريد دول المنطقه الاسلامية من موروثها الديني الاسلامي لتأخذ نزعة العلمانية ، واعطيت لهذه العملية صفة التحرر من التأثير الديني بأعتباره عامل اعاقة امام طموحات دول المنطقة من التقدم والرقي ، وفي تجاوز المشاكل والاضطرابات ، التي وصفت بأن ورائها العامل الديني
فالاوضاع التي يمر بها العالم العربي والاسلامي لاتعكس الصورة التي مرت بها أوروبا في فترة حكم الكنيسة ، حيث يعتبرها البعض صورة متكررة لما مرت به اوربا بعد العصور المظلمة ، والتي حصلت أثر سلطة الكنيسة التي استخدمت الديانة المسيحية استخدام سيء ومغاير لأسس وقواعد الدين الصحيحة ، وهذا وصف مغاير للحقائق في المثال الاسلامي ، حيث جرى هناك استخدام الكنيسة لأجل مصالح ومكاسب محددة لصالح سلطة الكنيسة وهي لاتلبي الغاية الاساسية للاديان وبضمنها الديانة المسيحية ومصالح وحقوق عامة المجتمع ، وقد ساهمت في تأخير وأبعاد النصارى كثيرا عن دينهم وجعلتهم في عداء مع الكنيسة في تلك الفترة ، هنا تجري محاولة مماثلة في منطقة الشرق الاوسط ، طبعا مع الفارق بين مبادئ وأصول الاسلام عن المسيحية
لكن تجري هنا بأستخدام أساليب وبدائل أخرى بأظهار صوره بديله للدين تحاول تبني رؤية تظهر الاسلام بأسلوب يأخذ صفة قهرية وثورية في أنتزاع الحكم وبنفس الوقت يظهر الاسلام بصورة غير واقعية ولاتنطبق مع حقيقة الاسلام ونجاحاتة الفائقة والمتطورة في الحكم الديمقراطي الحقيقي والتي تأخذ جانب التطبيق السليم الناجح لحقوق الانسان والحريات العامة والفردية ونمط حكم يفوق في مبانية وتطبيقاته مباديء الديمقراطية التي يطبق حليا منها المظاهر في اغلب تطبيقاتها الدولية المعاصرة ، بينما هي في غالبها فارغة من المحتوى الحقيقي للديمقراطية
هذه المحاولة ترمي لجعل شعوب المنطقة تبحث عن البديل العلماني اللاديني كحل للمشكلة الشائكة التي تمر بها دول المنطقة ، وليكون نتيجة لذلك رفض لحكم الشريعة الاسلامية ، والتي لها مثال ناجح في قربه من تطبيق الشريعة الاسلامية ، نمط الحكم في المملكة العربية السعودية وتركيا
وليكون بذلك بديلا عن الخيار الاسلامي وجود انماط حكم متعددة تساهم في ابقاء المنطقة مفككة وتعاني من اختلافات في عقيدتها الدينية والسياسية ورؤيتها للحكم من النواحي السياسية والاقتصادية والامنية ، ولتبقى تعاني اثر ذلك من نتائج صراعات داخلية بينية ، لعدم توافقها على مصالحها المشتركة ، ولاتستطيع من توحيد مواقفها ، أو ايجاد حلول لمشاكلها الداخلية والخارجية ، لكن انماط الحكم هذه في نهاية المطاف تتفق من ناحية أخرى في الحفاظ على مصالح ( دول الشراكه العظمى ) في منطقة الشرق الاوسط .
تجري عملية بناء جديدة في تركيبة الشرق الاوسط وتغيير في خارطة تكوينه وعلى الأصعدة ، السياسية ، والثقافية ، والاقتصادية ، وبمستويات متعددة لتشمل تغيرات في انماط الحكم ومحددات لسياسات دول المنطقة بما ينسجم وستراتيجية دول الشراكة العظمى وسياساتها في المنطقة .
من هنا تجري خطوات هذا التحول فالمنطقة تتميز بمرتكزات حيوية اقتصادية وعسكرية وسياسية لايمكن العمل بمعزل عنها او اغفالها او تركها لتبنى خارج ارادة دول الشراكة العظمى ، والا سوف تسبب مشاكل تمس حاضر ومستقبل دول الشراكة العظمى
آلية واسلوب بناء الشرق الاوسط الجديد
لغرض تعزيز موقف دول الشراكة العظمى ومستقبل منطقة الشرق الاوسط والحفاظ على نمط وشكل مسارها الحالي ، فهي تسعى الى بناء يستهدف الحفاظ على تركيبة وصفة تتلائم ومصالحها ، وتساعدها على استمرار هيمنتها ونفوذها لفترة اطول ، وبقاء دول الشرق الاوسط تحت تأثيراتها ولاتسطيع الخروج من الاطار الذي يمثل ستراتيجية ورؤية دول الشراكه العظمى
لذا فهي تسعى للحافظ على هذا المستوى من النمو في موقفها ، وأيضا حالة تطور قدرات دول الشرق الاوسط ، وبشكل لايسمح بوصولها لمرحلة تؤهلها للخروج من نطاق هيمنة دول الشراكه العظمى .
فالخطوط الحمراء واضحة في هذا المجال لدول الشرق الاوسط والتي لايمكن لهذه الدول من تجاوزها في مراحل نموها وتطور أمكاناتها وقدراتها ، واهمها

- الحصول على حق النقض في مجلس الأمن أو أي قرار يدعم موقفها فيه
- القدرات النووية وبصورة خاصة العسكرية
- الصناعات الثقيلة وخصوصا التي تدخل في تطوير وصناعة وسائل الانتاج
- تطوير صناعة المعادن وحلقاتها التحويلية الدقيقة المهمة في تطوير التصنيع المدني والعسكري
- تطوير مشاريع البحوث البايلوجية والبتروكيمياوية ولمستويات متقدمة
- تطوير اجهزة الالكترونيات المتقدمة والاتصالات واجهزة الكشف والرصد والاستمكان والرادارات الفائقة
- بحوث الفضاء ومجال صناعة الاقمار الصناعية ومعداتها .
- تطوير المعدات الفنية العسكرية وصناعة الصورايخ البعيدة والمتوسطة المدى
الابعاد الاساسية :
ياخذ هذا التحول الستراتيجي في بناء الشرق الاوسط الجديد عدة ابعاد ، تعتبر الدعائم الاساسيه للتأثير في بناء وتركيبة الشرق الاوسط واخرى متأثره فيه وأهمها :
1- البعد العربي الفلسطيني
2- البعد الايراني
3- البعد الاقليمي ( تركيا – الدول الافريقيه )
4- البعد الاوربي ( الدول الكبرى )
5- البعد الاسيوي ( الصين - اليابان – الهند )
6- البعد الاسرائيلي
7- البعد الامريكي
8- البعد الروسي


البعد الاول :
البعد العربي الفلسطيني
يتمحور حول القضيه الفلسطينيه في صدارته للابعاد ، وبشكل أكثر تفصيل يتمثل في الجانب الامني والاقتصادي فالمنطقه تحتوي على مصادر الطاقه الاساسيه ، ويأتي هذا التأثير نتيجة خلاصة الفتره الطويله التي واجهت التحالف الغربي واسرائيل على مدى مرحلة المواجهه بكل ميادينها مع العالم العربي ، وبدرجه اخرى مع العالم الاسلامي ، في صراع طويل محتدم لم تكتمل صفحاته وربما لن تكتمل .
لكن يأخذ هذا البعد اوجه تتغير احيانا حسب الظروف والمواقف ، فأخذ منذ بدايته صفة المواجه المسلحه لاعادة الاراضي الفلسطينيه المحتله ، ثم المواجهه في الجوانب الامنيه والاستخباريه والاقتصاديه وباساليب متعدده ، منها المقاطعه الاقتصاديه للدول الغربيه واسرائيل ، وحتى استخدم النفط كسلاح في المعركه في احد مراحلها ، ومواجه اخرى في الجانب الثقافي والمعرفي والسياسي .
كل هذه الظروف وغيرها مر بها الصراع وتباين مستواه ، بين القوه تارة والضعف تارة اخرى ، ليأخذ في فتره متاخره جانبا سياسيا يسعى للتفاوض مع المحتل لنيل جزء من الحقوق المسلوبه ، لكن يبدوا ان هذا لم يتحقق ، وربما وجد الان فرصه للدخول في صفقه قد تفضي لتحقيقه ، حيث اخذ مراحل طويله من المفاوضات الشاقه ومرورا باتفاقية كامب ديفد وانتهاءَ بالمبادره العربيه للسلام مع اسرائيل بمقايضة الارض مقابل السلام عند حدود عام 1967
الجدير بالذكر هنا ان اسرائيل تقوم بمحاولة ، قد تعتبرها اسرائيل ذكيه في محاولة كسب الوقت مع العرب والفلسطينين ، من اجل تحقيق اكبر قسط من المكاسب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والعرب ، ليكون في ادنى مستوى ممكن يصل اليه العرب والفلسطينين للنفاهم ووضع حل مرحلي لقضية فلسطين ، ان الاصرار الاسرائيلي على تحقيق اكبر قسط من المكاسب على حساب العرب

والفلسطينين سيوقع اسرائيل في اسوأ فتره تمر بها في تأريخ نشوئها كدوله في العصر الحديث ، والتي ربما ستؤدي الى تسريع في نهاية دولة اسرائيل ، ان اهم مكسب حققته اسرائيل في تأريخها هو قبول العرب اولا ثم الفلسطنين بوجود اسرائيل والسماح لها بالاستمرار كدوله والمكسب الاعظم من ذلك كله هو قبول العرب عملية التطبيع مع اسرائيل واقامة علاقات طبيعيه معها
ان هذه الحاله تحقق لأسرائيل حلم البقاء والاستمرار بالحياة ، ان العرب قدموا اكبر تنازل لأسرائيل ، نعتقد أنه بات من اليقين الان تماما لايوجد عاقل في اسرائيل وانهم ليس لديهم بعد نظر وان كل تخطيطهم ومراكز بحوثهم لاتخدم مصالحهم ولاتصب في الاتجاه الصحيح الذي يحفظ لليهود ثمرات احتلالهم وعدوانهم على العرب والفلسطينين . .
في مرحلة سابقه كانت هناك خطوات قام بها اليهود ( اسرائيل ) اعتبرت في حينها ، تعبر عن حاله من الفهم والذكاء السياسي عندما اقدمت اسرائيل على الانسحاب من الاراضي المصريه في ضل أتفاقية ( كامب ديفد ) ثم الاراضي اللبنانيه والاتفاق (الأسرائيلي) الاردني والتي في حينها كانت ضروره لابد منها وضمن رؤيتنا في حينها ان اسرائيل سوف تنسحب من الاراضي العربيه حتى بدون اتفاق ، ان اسرائل لم تكن ستستمر باحكام سيطرتها على الاراضي العربيه وليس بمقدورها تحقيق ذلك ، ان اسرائيل من الضغف بحيث انها لاتصمد امام اي تفاهم واتفاق عربي حقيقي متماسك ولاينطوي تحت ارادة اسرائيليه .

لذا لابد على ( اسرائيل ) من ابقاء الموقف العربي مشتت وغير متماسك حتى نهاية المطاف ان هذه الستراتيجيه عامل اساسي في استمرار اسرائيل
لكنه لن يدوم طويلا ولاتستطيع اسرائيل من تحقيق هذا التحكم والاستمرار به ايضا الى نهاية المطاف . .
هنا يكمن الضعف الاسرائيلي في التمسك بخيار الاستمرار بتحقيق مكاسب على حساب العرب والفلسطينين واعتقد في ظل الخيارات السياسيه الاسرائيليه وفي ظل حكومتها اليمينيه المتطرفه ستجري التحولات الضروريه في ستراتيجية بناء الشرق الاوسط الجديد وبشكل خاطيء وبشكل مؤكد لايخدم المصالح الحقيفيه لتلك الدول وبما فيها اسرائيل وان هذه التحولاات تتوائم وترسم بالطبع مع ستراتيجيات دول الشراكه العظمى
البعد الثاني :
البعد الايـراني
بروز القوه الايرانيه وما ستؤول اليه اوضاع الشرق الاوسط والمنطقه باكملها وبعد ان بدأت تحاول هذه القوه أن تنال قسطا من عوامل فرض الهيمنه والسيطره في المنطقه ، فمستقبل الدول الكبرى وخصوصا الدول الغربيه واسرائيل مهدد حيث وضعوا ستراتيجيتهم على اساس ، عدم وجود منازع او مشارك في تقاسم النفوذ والهيمنه وتبادل الادوار لغير اللاعبين الاساسيين المعروفين الحاليين الكبار في الساحه الدوليه
بعد ان كُشفت معالم واهداف الستراتيجيه الايرانيه باتجاه دول الشرق الاوسط والدول العربيه بالتحديد ، والتي كانت غير واضحه سابقا ومبرقعه بشعارات أوهمت العالم ودول المنطقه ودول الشرق الاوسط والشعب العربي وتياراته السياسيه ، ولم يتم الانتباه لخطرها الا بعد فراغها من الحرب مع العراق ، فلم تفصح أيران عن حقيقة ستراتيجيتها ولم يتبين للعالم بشكل عملي مكنون هذه الستراتيجيه
لذا فهي أوهمت الآخرين بأنها لاتشكل خطرا عليهم ، بالرغم من وضوح خطرها لمن يدقق جيدا في بناء الدوله الايرانيه الجديده ، فهي اقدمت على شن حربا ضروس وبشكل واسع على العراق ، امتدت لثمان سنوات لاكتساح العراق واخضاعه للنفوذ الايراني تحت خيمة ولاية الفقيه ، وبسبب ما تظنه ايران بأنها تمتلك أذرع تراها قويه داخل العراق تستطيع ان تخضع العراق وبشكل كامل لارادتها ، حيث ان حكومة ايران كانت واثقه تماما من نجاحها وتحقيق نصر في تلك المعركه ، رغم انها كانت حكومه فتيه ، لكنها اقدمت على تلك الخطوه بشن الحرب على العراق وأصرت على الاستمرار فيها طوال تلك المده ، لشدة تمسكها بتنفيذ ستراتيجيتها واجندتها التي قامت على اساسها ووثوقها بنجاحها في تلك الحرب ، فابتدأت بالعراق كخطوه اولى ثم دول المنطقه لاحقا
ان اقدام ايران على شن هذه الحرب والقيام باعمال توسعيه وقبل ذلك تمسكها باراضي دولة الامارات العربيه وتبني سياسية تصدير الثوره الاسلاميه ، يستند ذلك الى مقومات عديده منها
أولاُ
1ـ الاعتماد على ستراتيجية الخيار الديني الطائفي المبني على تراكمات قديمه في تنفيذ أهدافها وتحقيق هيمنتها على سياسات واقتصاديات دول المنطقة ، فهذه الستر****************ية تساعد على توليد الضغينه وتبنى لمنهج الثأر والانتقام ، لتحقيق مفاهيمها ومبادئها العقاديه الطائفيه ، وحالة المظلوميه التي يصفها اتباع هذه الطائفه بأنهم تعرضوا للظلم وان الحكم قد سلب منهم منذ ظهور الاسلام وبالتحديد بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . لذا فهم يعمدون في سبيل تحقيق ذلك على أسس ازالة المظلوميه وعملية الثأر للمظلومين ثم بناء الدوله ، وان لم يفلح ذلك ، فأن أيران سوف تنال مكسب عظيم يتمثل بخلق ازمات وصراعات داخليه دينيه وطائفبه وعرقية في تلك الدول تتوسع باستمرار ، ولتسهم في اضعاف وتمزيق وتفكيك تلك الدول ، ومن جانب آخر فأن هذا النهج والعقيده الطائفيه الانتقاميه تكرس في نفوس اتباعها عملية الانقياد والطاعه الكامله لمرجعيتهم ومهما كانت الظروف
فقد استطاعت حكومة ايران من تبني الخيار الديني الطائفي واستغلاله السيء وبشكل أمثل ، ووضعته ليكون الأداة الاساسيه لتنفيذ ستراتيجيتها في داخل ايران ومنطقة الشرق الاوسط ، لذا كان خيارهم الاول العمل على احتلال العراق
ومما يثير الاستغراب ان الفكر الشيعي الثائر الانتقامي لدى ايران ومؤيديها من الشيعه خارج ايران ، لا يعد لدى دول الغرب او حتى لدى الدول بعض من الاسلاميه والعربيه لايعد فكرا ارهابيا رغم تبنيه لهذا المعتقد والفكر العدائي الانتقامي الارهابي ، وهي تعمل لأجل تحقيق اهدافها وبكل وضوح وفق هذا الفكر والمنهج ، ورغم الاعمال الارهابيه الخطيره التي قام بها هذا الفكرالمتطرف داخل ايران وفي العراق وافغانستان ولبنان والسعوديه وباكستان واليمن ، وغيرعا
كما ان السجل التأريخي هذا الفكر والتيار الذي يقوده حافل بالاحداث الجسام والشواهد التأريخيه الثابته على قياميه باعمال ارهابيه واسعه لغرض تحقيق اهدافه ، لاسيما وان هذا المنهج (الطائفه الشيعيه ) لاتتردد ولاتجد حرجا في اعتزازها وسعادتها بما قام به اسلافها رواد ومفكري وقادة وافراد وجماعات وحكومات هذا الفكر والطائفه سابقا ولاحقا من أعمال شنيعه بشعه وقاسية أقل ما يمكن ان توصف به ارهابية
لذا نجد ان ايران اعتمدت وبشكل كامل وثقه عاليه بالنجاح ، في تبني واستغلال مسمى الدين والطائفه لتنفيذ ستراتيجيتها .
2ـ المقوم الثاني هو امتلاك ايران لقاعده اقتصاديه متينه شبه متكامله وتشمل الثروه النفطيه الهائله وموقعها المتصدر في قائمة الاحتياطي النفطي العالمي اضافة لامتلاكها ثروه زراعيه واسعه ومصادر مياه جيده جدا
3- توفر خامات مهمه ومصادر جيده للمواد الاوليه مهمه في الصناعات الاساسيه والتكميليه
4- توفر ايدي عامله رخيصه تؤهلها لتكوين مستعمرات صناعيه كبيرة وجيده
5- الانفتاح الجغرافي الواسع والسواحل البحريه ومنافذها المتعدده فالحدود الايرانيه سهله امام ايران فهي شبه مفتوحه من جانب افغانستان شرقا والعراق غربا وبحر العرب والمحيط الهندي جنوبا وبحر قزوين ودول القوقاز شمالا
6- أمتلاكها لجيش قوي ومدرب يمتلك خبره متراكمه وخصوصا في الحروب الحديثه بعد خوضه لحرب طويله قاسيه مع الجيش العراقي اضافة لامتلاكها لقوه بحريه جيده وغطاء جوي متواضع ودفاعات ارضيه جويه ، اضافة لقوه صاروخيه هجوميه متوسطه وبعيدة المدى ، تصل الى اواسط اوربا واسرائيل وافريقيا ودول الخليج العربي
والدعم المعنوي المتمثل باعتداد وتمسك الجيش الايراني في تبني انتاج السلاح النووي ليكون قوة ردع لايمكن بعدها لاي جيش من الوقوف بمواجهة الجيش الايراني
7- القوى الامنيه الايرانيه المتعدده تساعد على بقاء سيطره كامله للحكومه على الاجهزه العسكريه المسلحه فيحول ذلك دون حصول اي عمليه انقلابيه عسكريه بسبب تعدد القوى العسكريه الفاعله حيث لايمكن احداث اي تغيير في نظام الحكم او إحداث تغيرات في حكم ولاية الفقيه
ثانيــاُ
- تبنت ايران ومنذ حكم ولاية الفقيه مبدأ عسكري ناجح وقاعده اساسيه في ادارة الصراعات والنزاعات داخليا وخارجيا ودعم تنفيذ ستراتيجيتها ، وهو قائم على اساس ، ان (( الهجوم خير وسيله للدفاع )) وفي تطبيق هذا المنهج والاسلوب التعبوي فوائد متعدده منها :
1- أبقاء القوات المسلحه في حالة استنفار دائمي وجعل الانظار تتجه خارج البلاد وتناسي المشاكل الداخليه وعدم الالتفات لاي مطالب وطنيه محليه بحجة الخطر الخارجي .
2- تكون دول الجوار في موقف تحاشي ايران وعدم المساس بمصالح ايران او التعرض لها بسوء وابداء حسن النيه لأيران بأستمرار ، ومن ثم تمهيدا لاخضاعها سياسيا ضمن نطاق الهيمنه الشامله .
3- يساعد هذا المبدأ في التخلص من الاطراف المعارضه الداخليه والخارجيه وتصنيفها على انها معاديه للشعب الايراني ونهج وخط الثوره الاسلاميه تمهيدا لتصيفيتها دون ان تمد لها يد العون داخليا أو من دول الجوار أو أطراف خارجية أخرى .
4- يساعد ذلك في بناء ترسانه عسكريه قويه وتجنيد اكبر عدد من المسلحين في القوى المسلحه .
5- يساعد في تطوير الصناعه العسكريه التسليحيه وخصوصا الاسلحه النوويه ومهما كلف من اعباء اقتصاديه وسياسيه
6- التغطيه على كافة الاخفاقات والمشاكل الداخليه في الجانب الاقتصادي والسياسي وحقوق الانسان والعداله الاجتماعيه ، وحقوق الاقليات والطوائف والاديان الاخرى
7- يساعد ذلك في تصدير الثوره وتغيير حكومات دول المنطقه وتغيير دساتيرها وانماط حكمها الى الحكم بولاية الفقيه لتكون تحت النفوذ والهيمنه الايرانيه .
ايران تنفذ ستراتيجيتها الجديده في المنطقة
بعد انتهاء مرحلة المواجهه العسكريه والحرب المستمره بين العراق وايران كان من البديهي ان يستعرض كل طرف فيها الدروس والعبر وتستلخص منها نتائج تفضي لتحقيق مكاسب ومصالح تخدم واقع ومستقبل كل طرف فيها ، اضافة للدول التي أثرت او تأثرت بها فأنها ستقوم بالشيء ذاته
ولهذا بدأ العراق يحاول كسب ثمره انتصاره المحدود في الحرب وليعوض شعبه فترة الحرمان والانكماش الاقتصادي التي مر بها
وايضا لتعويض شعبه عن الفتره الحرجه التي مر بها العراق قبل الحرب فقد كان يعاني ومنذ حقبة تأميم النفط ومرحلة التقشف التي تلتها ، وتركة واعباء الحرب الداخليه مع الفصائل المسلحه الكرديه والتي اثقلت كاهل الاقتصاد العراقي
والتأخر الكبير في انجاز المشاريع التمنويه ومشاريع البنى التحتيه وما ترتب على أحداث الحرب مع ايران من نتائج اثقلت العراق بديون كبيره والتزامات اقتصاديه دوليه
لذا كان لزاما على الحكومه العراقيه السابقه في حينها البحث عن مخرج وبديل يخرج العراق من الاعباء الاقتصاديه الثقيله ويضعه على عتبة وناصية امتلاك وسائل انتاج في كل المجالات ، وصناعه ثقيله ، وتقنيه وتكنلوجيا متطوره في كل الجوانب الصناعيه والزراعيه ومشاريع الري والكهرباء وباقي المفاصل الاستثماريه والتنمويه المهمه ، وهذا يتطلب تمويل كبير ، اضافة لذلك لابد من المحافظه على ماتوصل اليه العراق من انجازات مهمه في جانب التصنيع العسكري والمدني وحصوله على تقنيات جيده في صناعة المعادن وانتاج القوالب الصناعيه الحساسه المهمه ، وبرنامج الفضاء والقوه الصاروخيه البالستيه , واجهزة الكشف والانذار والرادارات وغيرها من عوامل تكوين قوه عسكريه وصناعيه لابأس بها ، اضافة لقوة اقتصاديه تواكب تطورات العصر .
كل هذا يستلزم مصادر تمويل وقوه ماليه هائله لم تكن متوفره لدى العراق ولايستطيع توفيرها بالوقت المطلوب لتحقيق معظم اهدافه وستراتيجيته المرحليه وليستطيع في هذا المجال والمضمار من ان يحقق على اقل تقدير تفوق ولو بسيط في سباقه مع ايران ، التي لابد ان نشير الى انها أيضا قامت بخطوات وبنفس الاتجاه .
في تلك الفتره الحرجه الشائكه من تأريخ العراق كان لدي تسائل كبير لم اجد له جوابا عن الكيفية التي ستتعامل بها الحكومة آتذاك مع واقعها الصعب ، يتمثل هذا التسائل بما الذي ستقوم به الحكومه ، وماهي الخيارات والخطوات الفاعله السريعه لأنقاذ الموقف المعقد الذي يمر به العراق ، فالمراقب بدقه لوضع العراق الداخلي والخارجي والذي ذكرنا آنفاً جزءاً من وصفه الداخلي ، سيجد ان على الحكومه ان تتخذ خطوات سريعه لأنقاذ وتدارك الموقف ووضعها الحرج .
فكلمت في حينها اصدقاء ثقات ومقربين مني ، ان هناك امراً خطيراً سوف يحدث قريبا جدا في المنطقه وان الحكومه ممثله يرئيسها صدام حسين سوف تقدم على خطوه واجراء كبير سيحدث تغييرات لوضع العراق حتما ، لكننا لانعرف طبيعة هذه الخطوه .
لكن بعد ان قامت الحكومه الكويتيه بأجراءات في السوق النفطيه ، والتي ربما لم تكن لها مقاصد سيئه حينها ، حيث برزت اعباء ومشاكل جديدة ، اغاضت الحكومه العراقيه في حينها ، وسببت لها ارباكا شديدا في مسألة دعم المشاريع العملاقه التي كانت قائمه والتي قيد الانشاء من ناحية التمويل واكمال مراحل التنفيذ واستحقاتها الماليه للجهات المنفذه ، كما ان سياسة تراجع اسعار النفط بسبب اغراق السوق النفطيه بالنفط الخام وبأسعار زهيده جدا والى مستوى قريب من كلفة الانتاج ، فأصبح ذلك بمثابة الانتحار الاقتصادي للدول المنتجه للنفط وبألاخص التي تعتمد بشكل رئيسي على ايردات النفط كمصدر اساسي لايرادات اقتصادها مثل العراق
ومما لاشك فيه ان دوله تخوض صراعا خطيرا يمس وجودها واستمرارها كدوله ذات سياده ، وهذا الصراع يضم محاور كبيره وخطيره على مستقبله والمنطقه كأيران ، وامريكا ، وأسرائيل ، لابد ان يتخذ أجراءات بأتجاه ومستوى معين لدرء ذلك الخطر
لذا اقدمت الحكومه العراقيه في حينها على القيام بأحتلال الكويت في خطوه خاطئه وقاصره ، وكان القصد منها أيجاد حلول جذريه لمشاكل العراق ليتجاوز من خلالها عنق الزجاجه ، والتي للاسف خنقته فيما بعد .
لكن هذه الخطوه الخاطئه لم تكن موفقه واسهمت في الاجهاز على العراق وتجمع عليه اعداء اضافيين جدد
وهنا تبدأ مرحله جديده في تغيير ميزان القوى في خارطة بناء الشرق الاوسط من جديد
* اما في الجانب الايراني من طرفي الصراع المباشرين وفيما يخص الدروس والعبر المستخلصه من الحرب الايرانيه العراقيه ، فأستطاعت ايران من توظيف خسارتها لتلك الحرب لصالحها واستفادت منها لأحداث تعبئه جديده في صفوف الايرانين وأجهزة الامن والجيوش الايرانيه ، وكذلك من تطوير أمكاناتها العسكريه التصنيعيه ، والمورده من الخارج وبالذات نظام القوه الصاروخيه البعيدة المدى لاحداث تهديدات لأبعد مدى ممكن ان تصل اليه ، والقوه الصاروخيه تعتبرها ايران القوه الاهم والذراع الطولى لهذه المرحله كونها لاتمتلك بعد قوه جويه تستطيع من خلالها ايصال قنابل تقليديه أو نوويه لمديات وأهداف بعيده ، لذا جرى التركيز وبشكل واسع على القوه الصاروخيه لحين امتلاك ايران لقوه جويه تؤهلها من نقل تلك القنابل الى اهدافها
وشهد ايضا توسع وتطوير للقوه البحربه الايرانيه وتوسيع في قطعها وكفائتها القتاليه والهجوميه كما طورت من قدراتها في الصنوف القتاليه الاخرى ، كالدروع والمشاة الاليه والهندسه العسكريه والدفاعات الجويه والقوه الجويه
كل تلك الاعدادات وهذا التطوير والتوسع جاء بعد خسارتها لحربها على العراق والتي اعطتها الحجه لتطوير قدراتها العسكريه القتاليه والهجوميه ، وكذلك

اعطاها الفرصه لتبني وتطوير المشروع النووي العسكري الايراني ، والتعجيل به بكل الامكانات والوسائل
كما استطاعت ايران من اقناع الولايات المتحده بأعطائها دور في عملية احتلال العراق وتقديم الدعم للاحزاب الشيعيه المواليه لايران وتحفيز مرجعية الشيعه في العراق ( الحوزه ) في النجف على دعم عملية احتلال العراق واعطاء الصفه الشرعيه للاحزاب الشيعيه في مساندتها للولايات المتحده في احتلال العراق ، واستطاعت من توسيع علاقاتها الدوليه السياسيه والاقتصاديه وكثفت من نفوذها في دول المنطقه
(( الوســائـل المطـروحه ))
الاساليب والاليات التي يمكن اتباعها من قبل دول الشراكة العظمى لمواجهة عوامل التهديد الجديده من قبل أيران :
1- مساعدة المكونات الايرانية المبعدة والتي تعرضت لظلم وقسوة النظام على التخلص من نظامها المستبد ، وتقديم الدعم الانساني والاعلامي والسياسي لها
2- الاحتواء : يأخذ الاحتواء عدة اساليب وأوجه منها ( الاحاله الى القائمه السوداء والتي تشمل اجراءات منها ( المقاطعه السياسية ، الحصار الاقتصادي ، فرض ضغوط امنية وسياسيه ، الحصار العسكري والتقني ، وفي مجال المعلومات ووسائل الاتصال ، والمواصلات )
3- المواجهه العسكريه تبداء بخنق الموانيء الايرانية واغلاق المجال الجوي ووقف الملاحة الجوية العسكرية والمدنية ، ثم انتخاب أهداف محددة في البدء بالاستهداف الجوي وممكن اتباع خطط ذكية تساعد على تجاوز استخدام الحرب البريه لأسقاط نظام الحكم في ايران .
4- الازدواجيه بين الاحتواء والتدخل السياسي والامني وربما العسكري

البعد الثالث :
البعد الاوربـي :
معلوم ان الدول الاوربيه ممثله اليوم بالاتحاد الاوربي وخصوصا بعد النجاح الذي تحقق من خلال الوحده الاوربيه والخطوات الكبيره السياسيه والاقتصاديه والامنيه التي نتجت عنه ، تعتبر اوربا عامل اساسي وفاعل في بناء الشرق الاوسط الجديد ، فهي ايضا تؤثر وتتأثر بهده المنطقه الحيويه من العالم فمن المعلوم حجم الثقل الاوربي في الساحه الدوليه وبما يملكه من الامكانات الهائله الاقتصاديه والعسكريه والتطور التقني الكبير في مجالات الصناعه والزراعه والتجاره ، وثقله في اوربا ودول العالم والشرق الاوسط بالتحديد
** ان مصالح اوربا في الشرق الاوسط والتي على اساسها وضعت ستراتيجيتها قد بنيت على اسس وعوامل نبينها :
1- الحفاظ على امن واستقرار اوربا وهذا يحصل في شرق اوسط مستقر لايشكل في محتواه ومكوناته تهديدا لأمنها واستقرارها .
2- الحفاظ على مصادر الطاقه الوارده من منطقة الشرق الاوسط والممثله بالنفط والغاز والتي تعتبر المصدر الاول للطاقه في العالم لذا وجب ان تكون مصادر الطاقه امنه ومستقره وبيد دول لاتشكل تهديدا لاوربا ويكون بنائها السياسي معتدل والنهج الاقتصادي رأسمالي او غير معادي للرأسماليه او بمايعرف باقتصاد السوق الحر .
3- الحفاظ على مصادر توريد المواد الاوليه والخامات الصناعيه الاخرى من منطقة الشرق الاوسط .
4- الحفاظ على السوق التجاريه ومنافذ تسويق بضائعها ومنتجاتها الصناعيه . فالشرق الاوسط مورد كبير للبضائع والمنتجات ، وسوق استهلاكي كبير
5-الحفاظ على المستوى الاستثماري التنموي المتصاعد للاقتصاد الاوربي في بناء المشاريع الصناعيه والزراعيه والعقاريه وغيرها التي توسع نطاق الاستثمارات في الشرق الاوسط وبما يتلائم مع الحفاظ على المنافذ التسويقيه في عمليه متوازنه مع الفرص الاستثماريه في الشرق الاوسط
6- الجانب الامني والعسكري والحفاظ على منافذ تسويق السلاح وبناء القوات المسلحه للدول المعتدله ، وتوسع مناطق النفوذ في الشرق الاوسط .
البعد الرابع :
البعد الصيني والاسيوي
الشريك الصيني الذي دق ناقوس خطره ووصل الى البوابات الداخليه لاقتصاد الولايات المتحده والدول الغربيه ، وللاقتصاد الرأسمالي بصور عامه ، وهذا البعد يمتاز بنهج اقتصادي لايمكن للاقتصاد الرأسمالي تطبيقه أو أحتوائه ، وأجراء تغيرات جوهريه في نظامه ممكن ان تلحقه بالنظام الرأسمالي الغربي ، والقوه العسكريه التي تتصاعد وتيرة تطورها لدى الصين ، والتطور الاخر الكبير في كافة مجالات العلوم والتكنلوجيا المتطوره وابحاث الفضاء والقوه الصاروخيه النوويه والتقليديه المتوسطه والعابره للقارات
يتمثل في دور الصين واليابان والهند وباقي الدول الاسيويه وحسب المكانه والتأثر والتأثير بمنطقة الشرق الاوسط .
وتتباين سياسات وستراتيجيات هذه الدول وفقا لانظمتها وايديولوجيتها ومستوى وحجم علاقاتها من دول الشرق الاوسط ، وعلى رأس المجموعه الاسيويه الصين كقوه عظمى ذات مستقبل واعد وعموما فهي على شاكلتها من الدول الاوربيه التي ذكرناها انفا لها ثوابت وستراتيجيه تعمل على تحقيقها من أجل مصلحة امنها القومي الا انها تختلف من حيث الاليات والاساليب في بعض جوانبها لاختلاف طبيعة وتركيبة نظامها السياسي المرتكز على منهج اشتراكي وعقيده شيوعيه فتتباين علاقتها واسلوب تنفيذ ستراتيجيتها في الشرق الاوسط بحجم هذا الاختلاف من حيث الاليه والاسلوب وطبيعة انظمة الشرق الاوسط وايضا يضاف لها انها تسعى لتحقيق ستراتيجيتها الخاصه بمعزل عن مسار وفلك الدول الغربيه المكونه للحلف الاطلسي وهذا يجعل الصين تتبني وتنفذ ستراتيجيتها في الشرق الاوسط كمنافس تفرض اجندتها ما استطاعت الى ذلك سبيلا
مجموعة دول الشرق الاوسط
تعتبر دول الشرق الاوسط والدول المشتركه في هذه الرقعه الحيويه الساخنه من العالم الساحه الاساسيه الابتدائيه لتكوين ورسم السياسات والستراتيجيات الاقليميه والدوليه . كونها تمتاز بالتقلبات المستمره وعدم الثبات على مسار ونهج دائمي واضح المعالم ، لذا تخضع السياسات والستراتيجيات الدوليه في رسم معالمها ورؤيتها وخطواتها التنفيذيه باستمرار لما يحصل من تطورات ومؤثرات وعوامل جديده تطرأ على ساحة الشرق الاوسط
هنا التأثير لم يحصل بسبب العامل الجغرافي بذاته فحسب وانما لما تحويه هذه المنطقه من عوامل تأثير اخرى فعاله على دول الشرق الاوسط والعالم
لذا كان اهتمام دول الشراكه العظمى ببناء سياسات وانظمة دول الشرق الاوسط من اهدافه الاساسيه المباشره ، واتضح ذلك من خلال الدعم غير المحدود لأسرائيل ، والحصار الاقتصادي والعسكري والتقني والسياسي والثقافي للعراق ، والتدخل العسكري المباشر في أخراج العراق من الكويت ، ومن ثم التغيير القسري لنظام الحكم في العراق بالاحتلال العسكري المباشر وتغيير تركيبته السياسيه وبنائه بصورة مستديمه على قاعده يصعب تفكيكها او تجاوزها لوقت طويل ، فتم بنائه ليكون ( بصورة وواقع ، كدوله موحده لكنها ضعيفه هزيله ويعاني من صراعات ونزاعات داخليه عرقيه وطائفيه ودينيه ، ولايستطيع الدفاع عن نفسه وبحاجه لدعم خارجي دائم )
وايضا لوحظ ذلك الاهتمام الدولي من خلال دخول الساحه اللبنانيه بشتى الطرق وأخراج القوات السوريه من لبنان ، والضغوط الواضحه على الحكومه السوريه ، والمحافظه على نمط ومسار الحكم في الاردن بعد وفاة الملك حسين للحيلوله دون حصول تغييرات قد تدخل المنطقه في ازمه جديده ، وعملية احتواء السودان
لابد ان نشير الى استثناء دول الخليج العربي من ذلك كونها تتمتع في المرحله الراهنه بنوع من الاستقرار والاطمئنان للمحور الرئيسي الذي يتمثل باستراتيجية واهداف تلك الدول في أنتهاج سياسه معتدله متوازنه تسهم في حفظ المصالح الاقليميه والدوليه والحفاظ على استقرار سياسي واقتصادي وامني في المنطقه ولااضن ذلك سيدوم طويلاً مع الوجود الايراني الحالي واهدافه الخطيره القائمه على ابواب دول الخليج العربي وملامح ستراتيجية اسرائيل ، وبعض الدول الغربيه المستقبليه في المنطقه التي تحاول احداث تغيرات في المفاهيم السياسيه والثقافه الاسلاميه ونظمها السائده في منطقة الخليج العربي .
كما ان هنالك اهتمام بعوامل اخرى تؤثر على الشرق الاوسط بصوره قد تعيق بنائه وتركيبته ومساره في المنظومه الدوليه الجديده ، وهو الذي تسعى الدول الغربيه والولايات المتحده الى الحد من تأثيره كالتدخل في اوضاع الصومال والضغط السياسي على السودان من خلال مشكلة منطقة جنوب السودان ودار فور لغرض ابعاد تأثيرات هذه الدول عن رسم سياسة الشرق الاوسط الجديد.
البعد التـركـي
الدور الاخر المهم في بناء الشرق الاوسط الجديد وتركيبته هو تركيا ذات الموقع المهم في المنطقه وعوامل تأثيرها القويه في الشرق الاوسط
- فمن ناحية جغرافيه هي تمتلك مصادر المياه الاساسيه للعراق وسوريا وربما في المستقبل اسرائيل
- ايضا سواحل بحريه شرق اوسطيه واوربيه وحدود بريه مع سوريا والعراق - اجواء مهمه لمنظومة الملاحه الجويه الدوليه , وتمتاز بعوامل مؤثره دينيه وسياسيه في الشرق الاوسط
- روابط عميقه ثقافيه مع دول المنطقه ولها اقتصاد بمستوى شراكه متقدم مع دول المنطقه وكذا الحال بالنسبه لقطاع التجاره والزراعه والصناعه وفي مجال النفط فأنه يمر انبوب النفط العراقي من خلال تركيا الى أوروبا
- هي على مستوى متطور من الكفاء العسكريه التسليحيه
- أضافة لعامل انتماء تركيا كعضو في الحلف الاطلسي
- تحضى بعلاقات متينه وقويه مع اوربا وامريكا واسرائيل
التأثير والدور التركي مهم جدا وعوامله كثيره وهو يدخل في صدارة الاهتمامات الدوليه ومنطقة الشرق الاوسط في بناء سياساتها واستراتيجيتها المستقبليه فهو اكثرالاطراف في الشرق الاوسط يؤثر ويتأثر بالمنطقه ، لكن هناك سمه لتركيا مماثله لمحور دول الخليج العربي من ناحية الاستقرار والاطمئنان للدور التركي الذي يتمثل بالاعتدال والحفاظ على مصالح دول الشراكه العظمى في سمة المحور الاساسي او الركيزه الاساسيه في الستراتيجيه التركيه للمنطقه وللدول الغربيه والولايات المتحده ، لاسيما وان تركيا تحتفظ بعلاقلت طيبه مع اسرائيل ولها علاقات وتعاون عسكري مع اسرائيل الى جانب العلاقات الاقتصاديه في جوانب التجاره والزراعه والصناعه وغيرها ، فهي عامل مهم في بناء الشرق الاوسط الجديد .
البعد الروسـي :
سوف نشير الى ميزة الستراتيجيه الروسيه عن باقي الدول العظمى لغرض الابتعاد عن التكرار فهناك اوجهه شبه كثيره
تمتاز روسيا بأنها تنطلق في ستراتيجيتها في منطقة الشرق الاوسط من ايديولوجيتها السياسيه والاقتصاديه والعسكريه فهي امتداد لستراتيجية الاتحاد السوفيتي السابق والعقيده الشيوعيه في الاقتصاد الاشتراكي الذي يختلف تماما مع الايديولوجيه الرأسماليه والعسكريه للحلف الاطلسي وهذا يجعل المنظقه تحت تأثير التقاطعات والتناقضات في ستراتيجيات الابعاد الدوليه التي اشرنا اليها .
لذا فأن روسيا تسعى اولا لتطوير موقعها السياسي والاقتصادي والعسكري والتسليحي لمنطقة الشرق الاوسط وعلى المدى البعيد استمرار الانظمه الاشتراكيه وتوسيعها في المنطقه وايجاد سياسه عالميه وبضمنها منطقة الشرق الاوسط تدور ضمن المحور الروسي السياسي والاقتصادي
وفي نفس الوقت محاولة استعادة الدور الروسي الذي لعبه الاتحاد السوفيتي السابق والحفاظ على مكتسباته المتعدده والتي فقدت معظمها بعد زوال الاتحاد السوفيتي ، ونتجة لذلك سعت روسيا لبناء علاقات جديده وتطوير علاقاتها السابقه وفق المنظور والخارطه الدوليه الجديده خصوصا ان العالم شهد تحولات كبيره سياسيه واقتصاديه ولاسيما انظمام معظم دول اوربا الشرقيه للحلف الاطلسي والاتحاد الاوربي وتسعى ان يكون لها نفوذ ودور مؤثر لدى دول الشرق الاوسط ، وتوسيع نطاق سوقها واستثماراتها المدنيه والعسكريه ، وعلى وجه الخصوص الجانب العربي من الشرق الاوسط .
وبالتالي فأن عملية ( السلام ) بين الدول العربيه واسرائيل وعملية احتلال العراق كلها تتطلب من روسيا تبني رؤيه وستراتيجيه تساعد على الاستمرار كدوله عظمى وتحافظ على قوتها ومصالحها الحيويه في العالم .
البعد الاسـرائيلي :
اهم واخطر الابعاد التي تساهم في بناء الشرق الاوسط الجديد
فأسرائيل تعمل وبوتيره متصاعده على ترسيخ احتلالها للاراضي العربيه وجعلها حقيقه واقعه ، كما ان اسرائيل تعمل الان على اكمال الاعتراف الرسمي بحدود وسياده دوليه ، واهم هدف تسعى اسرائيل لتحقيقه في المرحله القادمه وبعد ضمان وجودها الواقعي والرسمي القانوني ، تطمح بأن تكون دوله قادره على الحياة والاستمرار لقرون قادمه ، وليس مجرد الحصول على حدود آمنه وسياده كامله واعتراف عربي ودولي ، فان ذلك لا يعد كافيا ، وهو لايضمن لأسرائيل الاستمرار دون ان يتحقق لها مطلب اعظم واهم من ذلك كله ، والذي لايمكن ان يتحقق لها من قبل الولايات المتحده واوربا ودول العالم الاخرى أو يكتب له الاستمرار ما لم تحصل عليه من قبل الدول العربيه والمحيط الاقليمي ، وهو الحدود الامنه الحيه ضمن عمليه التطبيع مع الدول العربيه والعلاقات الكامله الاقتصاديه والتجاريه والثقافيه والزراعيه والصناعيه ، ومجالات التعليم وباقي ميادين التعاون والتعامل التي تتمتع بها الدول الاخرى ذات القابليه للاستمرار بالحياة من دول العالم ، والتي هي بمثابة بث الروح في الجسد التي من غيرها لايمكن ان يعمل ويكون جثه هامده .
لذا فأن اسرئيل تسعى وتصر على تطبيق هذه الستراتيجيه للمرحله القادمه
( اسباب التحولات الستراتيجيه )
هذه الابعاد الاساسيه التي اوجبت تحرك دول المنطقه المدافعه عن مستتقبلها ومصالحها المشتركه والمتوافقه مع دول الشراكه العظمى وبمقتضى الاسس والعوامل التي تحدد علاقاتها واتفاقاتها السابقه وهي مبنيه على الحد الادنى لحفظ حقوق الدول الناميه وهذه المنظومه الدوليه ممثله بالدول الصناعيه الكبرى واوروبا والولايات المتحده والدول الداعمه لحالة التفاهمات الدوليه السابقه التي رسمت الخارطه الاساسيه للقوى المؤثره في منطقه الشرق الاوسط والعالم ، تحركت لأجل الحفاظ على وضعها السابق ، ولتضع ستراتيجيه جديده تمنع ظهور تأثيرات وتدخلات جديده وقوى تشكل خطر اضافي على دول المنطقه ومستقبلها الامني والسياسي والاقتصادي وفي نفس الوقت عدم السماح لقوه جديده بأرباك واحداث عوائق امام تنفيذ ستراتيجيات تلك الدول .
لذا وجب احداث تحولات ستراتيجيه في بناء الشرق الاوسط لتسهم في الدفاع عن المكتسبات والموروثات المتراكمه من النجاحات الاقتصاديه والامنيه وشبكة العلاقات التي تحققت سواء نتيجة للصراعات والحروب التي خاضتها او الاساليب السياسيه العميقه التي انجزت هذه المستويات الفائقه من الحضور او الوجود الفاعل والمؤثر لها في المنطقه والعالم ، لاسيما وانها قدمت من اجلها جهد كبير واستنفد منها وقتا مهما ، هذا المكتسب وهذا الموروث الكبير يجب عدم التفريط به ، بالسماح بدخول عامل جديد له اجنده وستراتيجيه يصعب جدا التعامل والتفاهم معها ، والتي ان حصلت سيليها تقديم تنازلات تسهم في تراجع مواقفها ، لاسيما وان العالم وبالتحديد الدول العظمى والدول الصناعيه تمر بأزمه خانقه متمثله بالازمه الماليه الكبيره ، والتحولات المناخيه وما تتطلبه من تضحيات وكلف عاليه تثقل وتربك اقتصاديات تلك الدول ، اضافة لمشاكلها الاخرى لذا فهي غير مستعده لادخال شريك جديد الذي ربما يبعثر ويمزق كل الشراكات والتفاهمات القديمه والحديثه ، ويؤثر سلبا على الموازنات الستراتيجيه التي تمثل الحد الادنى للتفاهم الايجابي بين الدول العظمى ، لاسيما وان هناك عوامل اختلاف اخرى وخروق للموازانات تتمثل في محاولة كوريا الشماليه الدخول لنظام التاثير والهيمنه
اضافة للمبررات والاسباب الضاغطه في ملفات التعاون الستراتيجي الاسرائيلي في قضية فلسطين واساليب وانماط الحكم العربيه والتي يعد بعضا منها عائقا امام تنفيذ ستراتيجيات دول الشراكه العظمى
لذا فدول الشراكة العظمى ترى ضرورة التحرك لوضع ستراتيجيه جديده تمنع ظهور تأثيرات وتدخلات جديده وقوى تشكل خطر اضافي على دول المنطقه ومستقبلها الامني والسياسي والاقتصادي ، وتشكل عائق امام رسم صورة جديده تتوائم وتتوافق مع اهدافها وخططها الستراتيجيه الآنيه والمستقبليه

(( خلاصه تقييم لفعالية هذه الابعاد في رسم ستراتيجية الشرق الاوسط ))


جرى الاقتصار على ما تقدم في توضيح الابعاد وعوامل التاثير ، فهي متسعه جدا ولايمكن حصرها وتحديدها بهذه البساطه والعجاله الا ان ما تقم يعطي صوره توضح الغايه من طرح هذه الابعاد ضمن حالة التحولات الستجراتيجيه في بناء الشرق الاوسط
وعليه لابد ان نشير هنا ان ما تقدم يؤشر على ان التحولات قادمه وقريبه وابتدأت كما بيناه سلفا ، وستمر بايران واطراف الخليج العربي وربما اليمن وشيئا منها في مصر وتحولات سياسيه في سوريا وايضا سياسيه في بعض دول الخليج والسودان
الأمل الكبير ان لاتطال هذه التحولات ثوابت وثقافة المجتمع الاسلامي والعربي أو امنه واستقراره الذي يعاني منه منذ عقود
محمـد الطـائــي / آذار 2010






التوقيع :
الامـــانــــــه

الحمد لله الذي جعل للأمانة رجال يحملونها
من مواضيعي في المنتدى
»» حكومة العراق القادمة عندما يكون الحلم حقيقة
»» مهدي الصميدعي يحاول اخفاء زيارته لأيران بالكذب
»» بفضل الله بزغ نور الاسلام من جديد على الشيعة
»» التحولات الستراتيجية في بناء الشرق الاوسط الجديد
»» حكومة العراق القادمه عندما يكون الحلم حقيقه
 
قديم 10-07-11, 10:04 AM   رقم المشاركة : 2
nasehh
مشترك جديد






nasehh غير متصل

nasehh is on a distinguished road


نشكر الاخ على هذا الموضوع وقد احتوى خلاصة جيده عن الوضع في الشرق الاوسط والنظرة المستقبليه في هذه المنطقه واعجبت بتعبير دول الشراكه العظمى التي هي في الحقيقه لها دور اساسي في رسم الستراتيجيات في الشرق الاوسط والعالم







 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
دراسة بدأت تتحقق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "