أما عن أسد من أسود السنة فالجواب هو:
هنا يا أخي الكريم المعصوم يستغفر ربه ويتوب إليه ليذلل الى الله تعالى وكيف ذهب عنك ! المهم سوف أعطيك درسا بإذن الله تعالى نافعا من تقديك أخانا الكريم جابر المحمدي المهاجر:
** الوجه الثاني:الامام عليه السلام يُبيّن أن استغفار المعصوم لا يعني وقوع الذنب منه ،،
إنّ المعصوم عليه السلام كان يَعتبر نفسه مُقصراً أمام الله عزوجل ،مهما فعل من الطاعات والعبادات ومهما طبق مصاديقها فإنه يعتبر نفسه مُقصراً ولذلك فهو حينما يقف بين يدي الله تبارك وتعالى ،فإنه يقوم مقام العبد المسيئ الذي لم يفعل من الطاعات سوى القليل . أرأيت الكريم إنْ جاءه ضيف فأكرمه أحسن الكرم فلما أراد ذلك الضيف ان يخرج من مجلس الكريم ،قال له الكريم أعتذر منك على التقصير في ضيافتي لك !.!
فإن ذلك الكريم مع انه ضرب اروع مصاديق الكريم أمام ضيفه فهو يعتذر من ضيفه من التقصير !! . لأنّ الكريم يرى نفسه دائماً مُقصراً.
كذلك النبي محمد صلى الله عليه وآله فهو سيد الخلق وهو سيد الجنة وهو صاحب ذلك المقام "قاب قوسين أو أدنى" ،فإنه مع وصوله لتلك الدرجة التي لم يصلها مخلوق غيره ،يعتبر نفسه مُقصراً أمام الذات الالهية ، فهو يستغفر ربه ليلاً ونهاراً ،ونفسه صلى الله عليه وآله قد فسّر أعماله الكريمة من العبادة ،حينما سألته عائشة أو أصحابه في الحديث المشهور الصحيح لما رأوه يقوم للعبادة حتى تتورم قدماه فقيل له فقال أفلا أكون عبداً شكوراً.؟.
هذا وقد بيّن الامام المعصوم عليه السلام بسندٍ معتبر رواه الكليني أنّ النبي كان يستغفر الله من غير ذنب ج 2 - ص 449ح1 (محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " فقال هو : " ويعفو عن كثير " قال : قلت : ليس هذا أردت أرأيت ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته ( عليهم السلام ) من ذلك ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.))
وكذلك روى بسنده المعتبر عن علي بن رئاب ج2 - ص 450ح2 ( عن علي بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) من بعده هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب ، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب )).
فقول الامام المعصوم عليه السلام " رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لاخر ستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لا كمهتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لاصممتني وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني " يُعتبر من مصاديق الاستغفار وقد بيّن الامام عليه السلام أنّ المعصوم اذا استغفر الله لا يعني انه ارتكب الذنب والعياذ بالله .
فلا تلازم بين الاستغفار وبين وقوع الذنب في حال المعصوم لانه معصوم عليه السلام ،.
وقد ثبت بسندٍ صحيح رواه الكليني في الكافي أنّ الامام لا تقع منه مثل هذه الذنوب والعياذ بالله ،والتي لا تليق الا بالشيطان وهي الفواحش ج 1 - ص 203 – 205ح2 :" محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليه السلام و صفاتهم : ........(( ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، معصوما من الزلات ، مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبر في يفاعه ، منسوبا إلى العفاف والعلم ........الخ.
فانظر لقول الإمام المعصوم عليه السلام كيف يُعدد صفات الامام بقوله " مصروفا عنه قوارف السوء "..."مصونا عن الفواحش كُلها" ، فعجبي كيف يجرأ السلفي المخالف ان يتهم الامام بأنه يرتكب مثل هذه الافعال القبيحة !!!
**الوجه الثالث:دليلٌ من صحيح البخاري ومسلم ،،
روى البخاري في صحيحه ج 7 - ص 166:
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في أمري وما أنت اعلم به مني اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي .
فبالله عليكم أيّ مسلم مُؤمن يرضى بأن يكون أفضل الخلق والذي كان على خُلق عظيم ، بهذه الصفات "خطيئتي " ،" جهلي"، "اسرافي في أمري"، ولا نعلم هل كان النبي ينهى عن الاسراف ثم يأتي به .!؟!! ..،"هزلي" ، "جدي" ،،"خطئي" .."عمدي " !!
يا للعجب هل يقبل احد أن يتعمد النبي بفعل الذنب .!؟
هذا سؤال موجه لأصحاب العقول ،.
ولذلك فتنبه النووي في شرحه لصحيح مسلم قائلاً - ج 4 - ص 201 :
" وأما استغفاره صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ذنبي كله مع أنه مغفور له فهو من باب العبودية والاذعان والافتقار إلى الله تعالى والله أعلم ". وشهدَ شاهدٌ من أهلها .
والحمدُ لله رب العالمين.
جابر المحمدي المهاجر،