بصمة الدم.. حقل تجارب جديد لمهووسات الرشاقة
مع تغير مقاييس الجمال وسطوة فتيات الفضائيات بمقاساتهن الخرافية اصبحت المرأة السعودية تبحث عن اسهل واسرع وسيلة للوصل للمواصفات العصرية للمرأة اليوم.. ومن هذه الوسائل ما عرف ببصمة الدم وهي شائعة كثيراً بين النساء رغم ارتفاع كلفتها,, فهل هي طريقة سحرية لتخفيف الوزن ام هو تضليل تجاري لربح غير مشروع? حول هذا الموضوع استطلعنا هذه الاراء.
هدى قالت: اتبعت العديد من النظم الغذائية لتخفيف وزني دون فائدة.. وعندما سمعت عن (بصمة الدم) اسرعت بعملها ورغم مرور سنتين على ذلك الا ان وزني لم ينقص سوى كليوات معدودات.. ولم استفد من بصمة الدم شيئاً..
اما ام محمد فتقول كنت اعاني من سمنة زائدة سببت لي الاحراج ولم تفلح جميع جهودي لانقاصه .. نصحني الكثير ببصمة الدم اجريتها وظهرت لي لائحة طويلة وعريضة من الاغذية الممنوعة والمحظورة اتعبت هذه اللائحة بانتظام ونقص وزني تلقائياً لانني اتبعت رجيماً قاسياً وليس ببصمة الدم..
وتشارك جميلة بقولها: كثيراً ما اتبع حمية غذائية لانقاص وزني الا انني سرعان ما اشعر بالملل من هذه الحمية واتبع نظاماً آخر وفي احدى المرات قرأت الصحف عن بصمة الدم ومدى تأثيرها اسرعت بعملها وقد خرجت بقائمة كبيرة من الاغذية الممنوعة وها قد مضت سنتان دون فائدة ولم اخرج بنتيجة سوى دفعي للاموال الباهضة..
وتقول ام ابراهيم: سمعت عن بصمة الدم وفائدتها قمت باجرائها الا انني لم اكسب شيئاً سواء الخسارة والشعور بالخديعة وللاسف لا يوجد اي رقيب لهذه العيادات..
اما فوزية فقد كان حالها مختلفا حيث قالت: صحيح ان وزني ليس مثالياً لكني لم اصدق (بصمة الدم) لان كل من قاموا بعمل هذه البصمة لم تنقص اوزانهم وارى ان بصمة الدم تجارية بحتة دون فائدة.. اما سهير فقد استخدمت بصمة الدم وكانت لائحة الممنوعات تحتوي على الليمون فقط فامتنعت عنه رغم تناولها للكثير من النشويات وتقول انها نقصت عدة كيلوجرمات..
وترجع هتون عبدالله -معلمة- سبب اقبال الرجال والنساء على هذه العيادات لوسائل الاعلام التي تتعمد المبالغة في وصف اي علاج جديد دون التأكد من صحته الطبية وقد انساقت العديد من المعلمات لهذه الدعاية واكتشفن في النهاية انها خدعة تجارية..
وتختلف معها سلطانة .ع -معلمة-: حيث رأت ان احدى زميلاتها اصبحت رشيقة تماماً بعدما اجرت بصمة الدم..
ومن واقع تجربة تحكي من سمت نفسها المخدوعة قائلة: لطالما حلمت بالرشاقة وقادني الوهم لاحدى العيادات المتخصصة ودفعت مبالغ باهظة واجريت تحليل البصمة واكد لي الدكتور ان وزني سوف يصل الى الوزن المثالي خلال اربعة اسابيع فقط اي سأنقص 25كيلوجراماً وكانت نتيجة التحليل مفاجأة لي حيث احتوت على الممنوعات التالية (الخبز والمعجنات والبيض, ومنتجات الالبان وبعض الفاكهة) فما الذي تبقى? حيث اتبعت النظام جيداً ولم انقص في سبعة اشهر سوى سبعة كيلوات فقط..
اما اخصائية التغذية نوال الشهري فتقول: ان جسم المرأة حساس للغاية فيجب ان لا تجعله حقل تجارب فمسألة مستحضرات التخسيس وبصمة الدم ماهي الا تلاعب وضحك على العقول.. واضافت: والطريقة الصحيحة للتخسيس هي مراجعة خبيرة تغذية لوضع حمية غذائية تناسب جسم كل سيدة فلكل جسم حمية خاصة حسب مواصفاته ولا توجد طريقة لحرق الدهون الا عن طريق الرياضة واي وسيلة تسبب اضراراً يصعب علاجها فهناك حالات اصيبت بالمرض بسبب الرجيم الخاطئ.
يقول الدكتور عبدالعزيز ابراهيم العثيمين عالم ابحاث واستشاري تغذية علاجية ظهر تحليل بصمة الدم في اوروبا قبل عشر سنوات ولازالت الجهة التي تتولاها عاجزة عن اخذ الترخيص او الاعتراف بهذا التحليل لذلك اتجهت للمنطقة العربية.. وهو يعتبر من الطرق الخادعة ووسيلة لاستنزاف الجيوب وللاسف انتشر هذا التحليل لعدم وجود الجهة الرادعة التي تطلب ممن يستخدمها او يعلن عنها اثبات ذلك بمراجع علمية ودراسات اكلي************ية محكمة ويحلل د.. عبدالعزيز نجاح بعض الحالات بقوله نجاح هذه الحالات ليس بسبب التحليل او عدم اكل معين يسبب السمنة بل بسبب القائمة العريضة الطويلة من الاغذية التي ينصح بتجنبها او التقليل منها والذي تؤدي بدورها الى تقليل السعرات الحرارية وبالتالي نقص الوزن واضاف د. العثيمين: ان السمنة وعلاجها تتم حسب ما اوصت به جمعيات التغذية العلاجية العالمية وجمعيات السكر والقلب المعترف بها والتي تبني قرارها على اساس علمي بحيث ينظر اليها كمرض وحالة من حالات الجسم التي يتم علاجها بالاسلوب العلمي وليس بالاجتهادات وحميات الصحف ووسائل الاعلام التي تنقل الاخبار على علتها..
ويضيف الدكتور عبدالعزيز بقوله: ومن انجح الوسائل لانقاص الوزن يجب اتباع التالي مراجعة مركز طبي لتحديد سبب السمنة, اجراء التحاليل الضرورية, اخذ المقاييس الجسمية وحساب كتل الجسم وكمية الدهون المختزنة وضع الشخص ضمن برنامج مدروس يشمل على كمية السعرات الحرارية والاغذية الممنوعة والمواد المساعدة, السلوكيات الغذائية, التمارين والحركة, ومن ثم متابعة جميع المقاييس الجسمية بزيارات دورية وعند نهاية البرنامج يوضع برنامج للمحافظة على الوزن الذي تم تحقيقه.. ويرى البروفيسور عبدالكريم المؤمنة استشاري امراض الباطنة والدم والاورام ان فكرة بصمة الدم تجارية بحتة ومسروقة مما يسمى (اختبار التوافق الغذائي في الدم), وهي عملية تحدد ببساطة مدى تقبل الجسم لبعض الاغذية حيث ان عدم تقبل الجسم لبعض محتويات الاطعمة يؤدي الى مشاكل صحية عديدة تشبه الكثير من الامراض الشائعة لكنها تظهر بالفحوصات الطبية المختلفة منها السمنة, الصداع, تساقط الشعر, الضعف الجنسي, حب الشباب وغيره, ويعتمد مبدأ التفاعل ان الجهاز المناعي يحمي الجسم من كل العناصر المؤذية لكن احياناً لا تنسجم بعض الاغذية مع الجسم فيتفاعل الجهاز المناعي وكأنها اجسام غريبة وتحدث سلسلة من التفاعلات الكيميائية, ومن هذه المواد كريات الدم البيضاء مما يؤدي الى تغير في حجمها وعددها واطلاق العديد من الوسائط الكيميائية والاضطرابات الوظيفية...
------------------------
تحقيق صحفي نشر في جريدة عكاظ