الانتخابات السعودية بين صمت الأغلبية وحماس الأقلية

[النظير]

[align=center]الانتخابات السعودية بين صمت الأغلبية وحماس الأقلية [/align]


عام :الوطن العربي :السبت 27 ذي القعدة 1425هـ - 8 يناير 2005 م آخر تحديث 6:50 م بتوقيت مكة



مفكرة الإسلام [خاص]: قارب التسجيل في الانتخابات البلدية السعودية على نهايته حيث لم يتبق على موعد إغلاق الاقتراع إلا ثلاثة أيام فقط- في ظل ضعف اهتمام غير مبرر من الطائفة الأكثرية، واهتمام منقطع النظير من الطائفة الأقلية والتي تتراوح نسبتها من عموم مجموع السكان في السعودية 4-5% فقط .وقد كان لدخول رجال الدين في حث أفراد الأقلية على التصويت الأثر الكبير في إقبالها على مراكز التسجيل حتى أنها جعلت فتوى أحد المراجع الدينية في دولة مجاورة ركنًا أساسيًا في حث الناخبين، والتي تتوعد بدخول جهنم لمن لم يصوت لصالح الطائفة، وكان تنظيم تصويت الأقلية عجيبًا ودقيقًا، حيث قامت بتسجيل الناخبين في مدنها حتى قاربت على اكتمال التسجيل، بل قامت بنقل أكثر من عشرين ألف ناخب لمراكز الانتخاب في مناطق أخرى في غير المدينة التي تتركز فيها الأقلية، وتم تسجيلهم هناك كناخبين مستقرين معتمدة في ذلك على هشاشة الطريقة الانتخابية والتي تتسامح بشهادة اثنين من زملائك لاحتسابك من سكان المنطقة، وإن كنت لست من أهلها، كما أخرجت عقود وهمية للإيجار في بعض الحالات بمبالغ رمزية تصل لخمسين ريال فقط ساعدها في ذلك طمع بعض المكاتب العقارية وعدم اهتمامها بمصلحة البلد.وقد تكفل تجار الأقلية بتوفير الحافلات وعقد الحفلات الكبيرة التي تحض فيها أفرادها على التصويت من أجل تحقيق حلم كبير يراودنا جميعًا على حد وصف أحد المحاضرين، ولا نعلم ما هو هذا الحلم الكبير، ولأجل تجاوز منع السلطات السعودية مثل هذه الاجتماعات فقد كان شعار هذه الاجتماعات أو بمعنى أدق المؤتمرات في الظاهر حث الشعب على التصويت، وقد حضر هذه الاحتفالات كبار مثقفيهم بل وأعضاء في مجلس الشورى من أتباع هذه الأقلية، كما نظمت حافلات 'بالمئات' للتصويت في مناطق لا تتبع مناطق الأقلية، وذلك من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين حتى تضمن الأقلية الحصول على أكبر عدد من المنتخَبين، ويكفي أنه في مرة واحدة فقط وقفت ثلاث حافلات سعة خمسين راكبًا أمام المركز الانتخابي في إسكان الدمام على الساحل الشرقي وفي أحد المراكز وسط المدينة أيضًا وقفت حافلتان أمام المركز الانتخابي هناك وتم التسجيل من خلال الطريقة الهشة والتي تعتمد نظام الشهادة حتى لو كان الناخب يجيز الكذب على حسب معتقده وديانته، وإلى يوم الخميس كان التسجيل في صالح الأقلية حيث بلغ عددهم قرابة 60% من مجموع الناخبين في الدمام فقط، وفي منطقة الإحساء بلغت نسبتهم أكثر من 66% من مجموع الناخبين، وخطورة هذه الانتخابات أنها تعني تغيير حجم الطوائف في التركيبة السكانية بحيث إن الأقلية قد تكون أكثرية بناء على الإعراض غير المبرر من الأغلبية، والذي كان من أهم أسبابه الفشل الدائم لمواقف علماء الدين ودعاته في اتخاذ المواقف الصحيحة في الأوقات المناسبة ، وغالبًا ما كانت مواقفهم تصحيحية أكثر منها تأسيسية تتخذ في الوقت الضائع، وهذا ما شاهدناه يوم الجمعة الفائت حيث كان الحض غير مقنع وضعيف بينما كانت الأقلية تتحرك في جميع أماكن عبادتها قبل فتح التسجيل وبعده وتستطيع أن تقوم بزيارة سريعة لمواقع الأقلية ومواقع الأكثرية على الإنترنت وستصاب بالدهشة فالأقلية نقاش طويل وجذاب حول أهمية الانتخابات وحض جمهورها على المشاركة والأقلية نقاش عقيم وبارد في التناول للعمل الانتخابي.يبقى أن نقول: إن نتائج هذه الانتخابات وفقًا لسيرها الآن سيكون لها أبعادها 'الخطيرة جدًا'، وسيكون لها آثار مستقبلية كبيرة جدا ، والتي نعتقد أنه سينتج عنها مطالبات 'كبيرة وكبيرة جدًا' قد ذهل عنها الكثير وسيصابون بالذهول عندما تظهر النتائج.

http://islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=53854