محصل ما قال صاحب كتاب الكشف في قول الله تعالى:
{يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا}
أن الظالم المذكور في الآية هو أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه
وان الشيطان المذكور في الآية هو عمر رضي الله عنه وأرضاه
و ذكر أن عدوين الرسول من قريش هما أبو لهب وأبو جهل
الكلام في الصديق والفاروق رضي الله عنهما وأرضاهما لا يستقيم ولا يصح نقلاً ولا عقلاً
فمن ناحية النقل :
فالمراد بالظالم عقبة بن أبي معيط
وفلاناً المراد به أبي بن خلف
وذلك أن عقبة كان لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه ،وكان يكثر مجالسة النبي فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاماً ودعا رسول الله ، فلما قرب الطعام قال رسول الله :{ما أنا بآكل طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله } فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فأكل رسول الله من طعامه وكان عقبة صديقاً لأُبي بن خلف ، فلما أُخبر أُبي بن خلف قال له : يا عقبة صبأت؟ قال : لا والله ما صبأت ولكن دخل عليَ رجل فأبى أن يأكل طعامي إلا أن أشهد له فأستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت له فطعم فقال : ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه، ففعل ذلك عقبة .........
وهذا التفسير للآية أخرجه ابن مردوية وأبو نعيم في (الدلائل)بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه.
وهو من دعا له النبي بقوله:
{اللهم فقه في الدين، وعلمه التأويل}
و ذكر صاحب كتاب الكشف بأن عدوين رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش هما ابو جهل وابو لهب.
ثم أن سنة الله في خفض من عادى رسله صلوات الله عليهم معلومة
فمن ذكر عنهما بأنهما عدوان لرسوله لم يكن ليمكن لهما بل وفضحما الله ورسوله فـ ابولهب أنزل الله فيه قرآن يتلى إلى يوم القيامة في كفره وباسمه
وأبو جهل كذلك في السنة عن رسول الله ما يبين كفره .
بل انتقم الله له من جميع من عاداه صلوات الله عليه وسلامه إلى يوم الدين
فكيف يترك الله الصديق والفاروق بدون انتقام بل ويمكن لهم في الأرض أشد التمكين رضوان الله عليهم
بل وفي النقل الثابت عن رسول الله أن تمكين الصديق والفاروق هو تمكين من الله لرسوله
فقد قال البراء بن عازب رضي الله عنه: لما كان حين أمرنا رسول الله بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا نأخذ فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى النبي فجاء فأخذ المعول فقال : بسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلثها ، وقال : الله أكبر،أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة،ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الأخر فقال:الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله أني لأبصر قصر المدائن أبيض ثم ضرب الثالثة وقال: بسم الله فقطع بقية الحجر فقال الله أكبر أُعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة.
وهذا الحديث قال الحافظ رحمه الله في الفتح :إسناده حسن.
فخلافة الشيخين رضي الله عنهما وأرضاهما هي امتداد لعطاء الله لرسوله بل فرح رسول الله به وأنزل عطاء الله لهما عطاء له صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين.
ونكمل تفسيرا الآية بما يدل على ما قلنا بحول الله وتوفيقه
{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا}
قال صاحب كتاب الكشف أن الشيطان هو الفاروق رضي الله عنه وأرضاه.
والجواب:
أن الذكر المذكور في الآية هو القرآن بدليل قول الله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
والقرآن يفسر بعضه بعضا
وكلام صاحب الكشف يدل على استخفافه بعقول أتباعه والسبب:
1- لم يتحقق ما قال به فمن جمع القرآن غير الصديق رضي الله عنه وأرضاه
2- تحقق بالصديق قول الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
3- بطل قول صاحب كتاب الكشف نقلاً وعقلاً.
ولا يخفى على عاقل بأن العبرة في القرآن بعموم الفظ لا بخصوص السبب
فالآية تدل على ذم كل من أحب من يصده عن ذكر الله وهو القرآن الكريم
ونجد الباطنية هم أعظم من صد الأتباع عن كتاب الله
فيصدق عليهم أن نقول أن حالهم يوم القيامة هو المذكور في الآية:
06-05-11, 02:28 PM
من قريش هما أبو لهب وأبو جهل
العرض الشجري