مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الأول
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- مخزن البطاقات -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ذبائح أهل الكتاب - الشيخ المفيد - ص 1 - 5
تحريم ذبائح أهل الكتاب تأليف الإمام الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي ( 336 - 413 ه ) تحقيق الشيخ مهدي نجف ‹ صفحة 3 › بسم الله الرحمن الرحيم هبط الإسلام - آخر الديانات الإلهية - على أرض الحجاز القاحلة ، ومنذ اللحظة الأولى كانت لنبيه الكريم صلى الله عليه وآله ، من المتدينين المتواجدين في المنطقة - سواء الحنفاء أم المنتمون إلى الشرائع السماوية السابقة مواقف متميزة . فهم - على ما كانوا عليه من جهل وانحراف - قد كانوا أقرب إلى ما جاء به الإسلام من سائر العرب المشركين ، فهم يجتمعون مع هذا الدين الجديد على بعض الخطوط ، ويتفقون معه في بعض الألفاظ ، ويشتركون معا في بعض المفاهيم ، ويلتقون عند بعض النقاط الغيبية . ولقد كانت على أيدي أنبياء الله المرسلين عليهم السلام ، بذور الدين منتثرة هنا وهناك ، وهم بقايا جهودهم عليهم السلام . والملتزمون بالأديان السابقة كانوا على مستويات مختلفة ، ولهم إمكانات متفاوتة ، وتطلعات متغايرة فالحنيفية الإبراهيمية أقلها عددا وشوكة ، واليهودية أشدها تزمتا وتقوقعا ، والمسيحية أكثرها عددا وانفلاتا . ‹ صفحة 4 › ففي مكة كانت الحنيفية محدودة العناصر ، في أفراد يشار إليهم بعدد الأصابع ، بينهم آباء النبي صلى الله عليه وآله وأمهاته ، كانوا أسبق المتدينين إلى اعتناق الإسلام . إلا أن أهل الديانات الأخرى تلكؤوا في الالتحاق بالدين الجديد ، اعتزازا بمواقعهم ، أو اغترارا بما عندهم ، ولم يقفوا من الإسلام موقفا يتحلى بالإنصاف . بينما كان المتوقع أن يبتهجوا بهذه الحركة الإلهية الجريئة التي قام بها نبي الإسلام ، مقتحما حصون الجاهلية العربية بما فيها من جهل وشرك وفساد ، مناديا في ديارها بالتوحيد والإيمان ، متحملا كل الأخطار والأهوال في هذا السبيل ، واضعا لحياته في مهب حقدهم وعدوانهم وهجماتهم العسكرية ، وهو يدعو إلى ما يلتزمون به ويؤكد على أصول عقائدهم وقضاياهم . ومن جانب أخر ، فإن كتبهم السماوية مشحونة بالتبشير به ، فما أحسن هذه الفرصة ، كي يلتفوا حوله ، ويتكاتفوا معه ليزيحوا الجاهلية بكفرها وعتوها وفسادها من الأرض ويثبتوا ( كلمة الله العليا ) وينشروا الهداية . لكنهم - أي أهل الكتاب - بدلا من ذلك ، اتخذوا مواقف عدائية ضد الإسلام ، بل ، تواطؤوا مع أهل الكفر والشرك ، ضد الإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وآله ! ومع كل هذه التصرفات المنافية لأبسط قواعد الحق ، وأوضح مسائل التدين ، فإن الإسلام ، وعلى صفحات قرآنه ، ولسان نبيه ، لم يعامل أهل الكتاب إلا بشكل متميز . فقد فتح أمامهم أبواب الحوار الفكري والعقيدي ، ودعاهم إلى ( كلمة سواء ) . ‹ صفحة 5 › بينما كانت الدعوة لغيرهم إلى الإسلام فقط ، بعد الإقناع والتوعية ، واختيار حياة الإسلام أو موت الكفر والعناد . أما أهل الكتاب ، فكانوا مخيرين بين اختيار الإسلام ، أو البقاء على دياناتهم ! بشروط المواطنة الصالحة ، والالتزام بقوانين الدولة العامة ، المعروفة بشروط الذمة . أما بالنسبة إلى عقائدهم وأفكارهم وشرائعهم ، فإن الإسلام أكد على الحق منها ، ودعا إليه ، ورفض ما طالته أيدي التحريف والتجاوز . ومن تلك الأحكام ، مسألة ( ذبح الحيوان للأكل )
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وضعت هذا النص من هذا الكتاب الذي لم أهضم بعض ما جاء فيه خاصة الملون بالأحمر وأريد من جهابذة المنتدى التعليق .