ما أشد جهل الرافضة وما أضعف حججهم إن الله تعالى أكمل الدين واتم النعمة وتركنا الحبيب محمد على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فأكمل الدين وهو الإسلام وأتم النعمة وأوصل الرسالة ورضي الله لنا الإسلام دينا فأين إمامة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه ؟؟
يقول تعالى
( ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
يحتج الرافضة بهذه الأية على دلالة ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه وقولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنما أكملت لكم دينكم اليوم بولاية علي بن ابي طالب وهذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإفتــراء عظيم على الله ورسـوله .
فقد أكمل الله تبارك وتعالى الدين وأتم الحبيب محمد نعمة الاسلام على الأمة الاسلامية وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فهذا الإثبات الصريح أن الله تبارك وتعالى ارتضى لنا الإسلام دينا كما بلغه الحبيب وانزله الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات ولكن الرافضة أبت إلا أن تكذب على الله ورسوله وتقـول أن هذه الأية أكمال بولاية علي وهذا كذب صريح على الله ورســوله .
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ)
{ اليوم أكملت لكم دينكم } قيل فيه أقوال أحدها: أن معناه أكملت لكم فرائضي وحدودي وحلالي وحرامي بتنزيلي ما أنزلت وبياني ما بينت لكم فلا زيادة في ذلك ولا نقصان منه بالنسخ بعد هذا اليوم وكان ذلك يوم عرفة عام حجة الوداع عن ابن عباس والسدي واختاره الجبائي والبلخي قالوا: ولم ينزل بعد هذا على النبي صلى الله عليه وسلم شيء من الفرائض في تحليل ولا تحريم وأنه مضى بعد ذلك بإحدى وثمانين ليلة فإن اعترض معترض فقال: أكان دين الله ناقصاً وقتاً من الأوقات حتى أتمَّه في ذلك اليوم فجوابه أن دين الله لم يكن إلا في كمال كاملاً في كل حال ولكن لما كان معرضاً للنسخ والزيادة فيه ونزول الوحي بتحليل شيء أو تحريمه لم يمتنع أن يوصف بالكمال إذا أمن من جميع ذلك فيه كما توصف العشرة بأنها كاملة ولا يلزم أن توصف بالنقصان لما كانت المائة أكثر منها وأكمل .
قلت : وفي هذا بيان أن الدين كامل لم يأتي بولاية علي بن ابي طالب فإن الله تبارك وتعالى جاء بالحق وأكمل الدين من كل شيء فقد اكتمل الدين ولا شيء أنزل بعده فالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم وهذا يبطل حجة الرافضة بقولهم أن أهل السنة يقولون بتحريف كتاب الله تبارك وتعالى .
وكذلك إن القـول إن دين الله كامل واليوم أكمل الدين الحبيب محمد أي بلغ رسالة الله تبارك وتعالى وما أمره بتبليغه من الشريعة والقـول الحق فما بلغه الله تبارك وتعالى به هو الفرائض والشرائع الاسلامية ولم يبلغه بولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولو كان ما ذهب اليه الرافضة لكان التبليغ أولا في القرآن ثم في السنة ولكن إن كان الأصـل هي الأمامة فالأصل يذكر في القرآن بصريح الأيات ولا يحتاج الي تأويل فالله أكمل الدين وأتم النعمة وبلغها محمد فما حاجتنا الي معصوميكم يا رافضة ؟؟
ويقول الطبرسي في تفسير الأية مكمــلاً
أن معناه اليوم أكملت لكم حجكم وأفردتكم بالبلد الحرام تحجّونه دون المشركين ولا يخالطكم مشرك عن سعيد بن جبير وقتادة واختاره الطبري قال: لأن الله سبحانه أنزل بعده { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } قال الفراء: وهي آخر آية نزلت وهذا الذي ذكره لو صحّ لكان لهذا القول ترجيح لكن فيه خلاف .
{ وأتممت عليكم نعمتي } خاطب سبحانه المؤمنين بأنه أتم النعمة عليهم بإظهارهم على المشركين ونفيهم عن بلادهم عن ابن عباس وقتادة. وقيل: معناه { أتممت عليكم نعمتي } بأن أعطيتكم من العلم والحكمة ما لم يعط قبلكم نبي ولا أمة. وقيل: إن تمام النعمة دخول الجنة { ورضيت لكم الإسلام ديناً } أي رضيت لكم الإسلام لأمري والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم من حدوده وفرائضه ومعالمه ديناً أي طاعة منكم لي والفائدة في هذا أن الله سبحانه لم يزل يصرف نبيّه محمداً وأصحابه في درجات الإسلام ومراتبه درجة بعد درجة ومنزلة بعد منزلة حتى أكمل لهم شرائعه وبلغ بهم أقصى درجاته ومراتبه ثم قال رضيت لكم الحال التي أنتم عليها اليوم فالزموها ولا تفارقوها ثم عاد الكلام إلى القضية المتقدمة في التحريم والتحليل وإنما ذكر قولـه: { اليوم يئس الذين كفروا } إلى قولـه: { ورضيت لكم الإسلام ديناً } اعتراضاً.
قلت : وفي هذا بيان صريح أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الحق ظاهرون وأن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الدين كما بلغه الله تبارك وتعالى وأمر بالخير ونهى عن المنكر وأتم الفرائض وارتضى الله الاسلام دينا كما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم وكما أمره به الله تبارك وتعالى فتلك النعمة هي الاسلام وهي التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا القــول المشار اليه بالأزرق بيان لهدم دين القـوم عن بكرة أبيه فالله ارتضى دين الاسلام وطاعته ثم يقـول الله تبارك وتعالى لصحابة النبي أني رضيت ما انتم عليه فهو الاسلام خالصا دون ولاية علي بن ابي طالب فالدين كامل دون ولاية علي يا رافضة فكيف تحكمون ؟؟
تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ)
واكثر المفسرين إن معناه أكملت لكم فرائضي وحدودي وأمري ونهيي وحلالي وحرامي بتنزيلي ما انزلت، وتبياني ما بينت لكم، فلا زيادة في ذلك، ولا نقصان منه بالنسخ بعد هذا اليوم. وكان ذلك اليوم عام حجة الوداع قالوا: ولم ينزل بعد هذا على النبي (صلى الله عليه وسلم) شيء من الفرائض في تحليل شيء، ولا تحريمة وأنه (عليه السلام) مضى بعد ذلك بأحدى وثمانين ليلة.
قلت : إن الفرائض أكتملت والدين اكتمل بأمره الله ونواهيه وحلاله وحرامه وبين كل شيء فقد قال الطوسي في تفسيـره ( وتبياني ما بينت لكم، فلا زيادة في ذلك، ولا نقصان منه ) إن الله تبارك وتعالى بين للناس كل شيء فكان الدين كاملا مكملا بتبليغ النبي صلى الله عليه وسلم له فذهبت الرافضة تقـول أن الائمة ينوبون عن النبي صلى الله عليه وسلم في إكمال الدين والله تعالى يـقول أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالله أكمل النعمة وأتم الدين والرافضة تـقول بل بولاية علي فتكذبون على الله ورسوله أيها القوم المشركون !!!
وقوله: { ورضيت لكم الإسلام ديناً } معناه رضيت لكم الاستسلام لأمري والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم من حدوده، وفرائضه ومعالمه ديناً يعني بذلك طاعة منكم لي. فان قيل: أو ما كان الله راضياً الاسلام ديناً لعباده الا يوم أنزلت هذه الاية؟ قيل: لم يزل الله راضياً لخلقه الاسلام ديناً، لكنه لم يزل يصف نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) واصحابه في درجات الاسلام، ومراتبه درجة بعد درجة، ومرتبة بعد مرتبة، وحالا بعد حال حتى اكمل لهم شرائعه وبلغ بهم أقصى درجاته، ومراتبه، ثم قال: حين أنزلت هذه الآية { ورضيت لكم الإسلام ديناً } فالصفة التي لها اليوم والحال التي انتم عليها، فالزموه، ولا تفارقوه. قال ابن عباس وعمر وعامر الشعبي وقتادة، كان ذلك يوم الجمعة. وقال الطاووس بن شهاب، وشهر ابن خوشب، واكثر المفسرين نزلت هذه الآية يوم عرفة حجة الوداع.
أبعد هذا يفترون ويكذبون على الله ورســوله ويقولون أن الأية نزلت وأكمل الدين بولاية علي بن ابي طالب رضي الله عنه لا وربكَ ليسوا بشيء فإن كتاب الله شاهدٌ على كمال الدين وتمام النعمة على العباد بفرائض وأمر الله لا بولاية علي .
فقد قال الطبري في تفسيره : أية ( اليوم اكملت لكم دينكم ) ...
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ فَرَائِضِي عَلَيْكُمْ وَحُدُودِي , وَأَمْرِي إِيَّاكُمْ وَنَهْيِي , وَحَلَالِي وَحَرَامِي , وَتَنْزِيلِي مِنْ ذَلِكَ مَا أَنْزَلْت مِنْهُ فِي كِتَابِي , وَتِبْيَانِي مَا بَيَّنْت لَكُمْ مِنْهُ بِوَحْيِي عَلَى لِسَان رَسُولِي , وَالْأَدِلَّة الَّتِي نَصَبْتهَا لَكُمْ عَلَى جَمِيع مَا بِكُمْ الْحَاجَة إِلَيْهِ مِنْ أَمْر دِينكُمْ , فَأَتْمَمْت لَكُمْ جَمِيع ذَلِكَ , فَلَا زِيَادَة فِيهِ بَعْد هَذَا الْيَوْم . قَالُوا : وَكَانَ ذَلِكَ فِي يَوْم عَرَفَة , عَام حَجّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّة الْوَدَاع . وَقَالُوا : لَمْ يَنْزِل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد هَذِهِ الْآيَة شَيْء مِنْ الْفَرَائِض وَلَا تَحْلِيل شَيْء وَلَا تَحْرِيمه , وَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعِشْ بَعْد نُزُول هَذِهِ الْآيَة إِلَّا إِحْدَى وَثَمَانِينَ لَيْلَة .
قلت ( تقي الدين السني ) : وهذا الواضح لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الدين وأتم لنا النعم ولم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم وفي حج النبي وخطبة الوداع لم يأمر بولاية علي وهي الأصل فكيف لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأصل من أصول الدين عند الإمامية كما هو واضح في معاني هذه الأية .. !!!
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } وَهُوَ الْإِسْلَام , قَالَ : أَخْبَرَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَدْ أَكْمَلَ لَهُمْ الْإِيمَان فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَة أَبَدًا , وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّه عَزَّ ذِكْره فَلَا يُنْقِصهُ أَبَدًا , وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّه فَلَا يَسْخَطهُ أَبَدًا .
حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : مَكَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة إِحْدَى وَثَمَانِينَ لَيْلَة , قَوْله : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } .
وقال الطبري رحمه الله في تفسيره : أية ( وأتممت عليكم نعمتي ) ...
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذَلِكَ : وَأَتْمَمْت نِعْمَتِي أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِإِظْهَارِكُمْ عَلَى عَدُوِّي وَعَدُوّكُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , وَنَفْيِي إِيَّاهُمْ عَنْ بِلَادكُمْ , وَقَطْعِي طَمَعهمْ مِنْ رُجُوعكُمْ , وَعَوْدكُمْ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانَ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ يَحُجُّونَ جَمِيعًا , فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَة , فَنَفَى الْمُشْرِكِينَ عَنْ الْبَيْت , وَحَجَّ الْمُسْلِمُونَ لَا يُشَارِكهُمْ فِي الْبَيْت الْحَرَام أَحَد مِنْ الْمُشْرِكِينَ , فَكَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَمَام النِّعْمَة : { وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } .
قلت ( تقي الدين السني ) : وهذه النعمة التي اتمها الله تبارك وتعالى علينا هي نعمة الإسلام العظيم بدون زيادة أو نقصان فالصريح هو ثبات ما جاء في الكتب أن الدين اكتمل وأتمت النعمة ورضي الله تعالى لنا الإسلام دينا .
حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } الْآيَة , ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم عَرَفَة يَوْم جُمُعَة , حِين نَفَى اللَّه الْمُشْرِكِينَ عَنْ الْمَسْجِد الْحَرَام , وَأَخْلَصَ لِلْمُسْلِمِينَ حَجّهمْ .
قلت ( تقي الدين السني ) : وحجج المسلمين هي كمال الدين بكل شرائعة أصوله والعقيدة أتمت وأرتضى الله لنا نعمة الاسلام فهذه التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم لا ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه .
حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا دَاوُد , عَنْ عَامِر فِي هَذِهِ الْآيَة : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } قَالَ : نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِف بِعَرَفَاتٍ , وَقَدْ أَطَافَ بِهِ النَّاس , وَتَهَدَّمَتْ مَنَار الْجَاهِلِيَّة وَمَنَاسِكهمْ , وَاضْمَحَلَّ الشِّرْك , وَلَمْ يَطُفْ حَوْل الْبَيْت عُرْيَان , فَأَنْزَلَ اللَّه : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ } * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ . ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ دَاوُد , عَنْ الشَّعْبِيّ , بِنَحْوِهِ .
قلت ( تقي الدين السني ) : ما اضعف حجج الرافضة وما أوهنا إنها أوهن من بيت العنكبوت أين ولاية علي بن ابي طالب يا رافضة الحق وأين قول النبي صلى الله عليه وسلم أن علي هو الخليفة ,, !!!!
قال الطبري في بيان تفسير الأية : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) ,,,,
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَرَضِيت لَكُمْ الِاسْتِسْلَام لِأَمْرِي وَالِانْقِيَاد لِطَاعَتِي , عَلَى مَا شَرَعْت لَكُمْ مِنْ حُدُوده وَفَرَائِضه وَمَعَالِمه { دِينًا } يَعْنِي بِذَلِكَ : طَاعَة مِنْكُمْ لِي . فَإِنْ قَالَ قَائِل : أَوَمَا كَانَ اللَّه رَاضِيًا الْإِسْلَام لِعِبَادِهِ , إِلَّا يَوْم أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَة ؟ قِيلَ : لَمْ يَزَلْ اللَّه رَاضِيًا لِخَلْقِهِ الْإِسْلَام دِينًا , وَلَكِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يَزَلْ يُصَرِّف نَبِيّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه فِي دَرَجَات وَمَرَاتِبه دَرَجَة بَعْد دَرَجَة وَمَرْتَبَة بَعْد مَرْتَبَة وَحَالًا بَعْد حَال , حَتَّى أَكْمَلَ لَهُمْ شَرَائِعه وَمَعَالِمه وَبَلَغَ بِهِمْ أَقْصَى دَرَجَاته وَمَرَاتِبه , ثُمَّ قَالَ حِين أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَة : { وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } بِالصِّفَةِ الَّتِي هُوَ بِهَا الْيَوْم , وَالْحَال الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا الْيَوْم مِنْهُ { دِينًا } فَالْزَمُوهُ وَلَا تُفَارِقُوهُ .
حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَالَ . ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُمَثَّل لِأَهْلِ كُلّ دِين دِينهمْ يَوْم الْقِيَامَة , فَأَمَّا الْإِيمَان فَيُبَشِّر أَصْحَابه وَأَهْله , وَيَعِدهُمْ فِي الْخَيْر حَتَّى يَجِيء الْإِسْلَام . فَيَقُول : رَبّ أَنْتَ السَّلَام وَأَنَا الْإِسْلَام , فَيَقُول : إِيَّاكَ الْيَوْم أَقْبَل , وَبِك الْيَوْم أَجْزِي . وَأَحْسَب أَنَّ قَتَادَة وَجَّهَ مَعْنَى الْإِيمَان بِهَذَا الْخَبَر إِلَى مَعْنَى التَّصْدِيق وَالْإِقْرَار بِاللِّسَانِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ مَعْنَى الْإِيمَان عِنْد الْعَرَب , وَوَجَّهَ مَعْنَى الْإِسْلَام إِلَى اِسْتِسْلَام الْقَلْب وَخُضُوعه لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ , وَانْقِيَاد الْجَسَد لَهُ بِالطَّاعَةِ فِيمَا أَمَرَ وَنَهَى , فَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْإِسْلَامِ : إِيَّاكَ الْيَوْم أَقْبَل , وَبِك الْيَوْم أَجْزِي . ذِكْر مَنْ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة بِعَرَفَة فِي حَجَّة الْوَدَاع عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار وَابْن وَكِيع , قَالَا : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم , عَنْ طَارِق بْن شِهَاب , قَالَ : قَالَتْ الْيَهُود لِعُمَر : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَة لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَا عِيدًا . فَقَالَ عُمَر : إِنِّي لَأَعْلَم حِين أُنْزِلَتْ , وَأَيْنَ نَزَلَتْ , وَأَيْنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين أُنْزِلَتْ ; أُنْزِلَتْ يَوْم عَرَفَة وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِف بِعَرَفَة - قَالَ سُفْيَان : وَأَشُكّ , كَانَ يَوْم الْجُمُعَة أَمْ لَا - { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } *
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَابْن وَكِيع . قَالَا : ثنا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ : سَمِعْت أَبِي , عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم , عَنْ طَارِق بْن شِهَاب , قَالَ : قَالَ يَهُودِيّ لِعُمَر : لَوْ عَلِمْنَا مَعْشَر الْيَهُود حِين نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكُمْ الْإِسْلَام دِينًا } لَوْ نَعْلَم ذَلِكَ الْيَوْم اِتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْم عِيدًا . فَقَالَ عُمَر : قَدْ عَلِمْت الْيَوْم الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ وَالسَّاعَة , وَأَيْنَ رَسُول اللَّه أَوْ حِين نَزَلَتْ ; نَزَلَتْ لَيْلَة الْجُمُعَة وَنَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ . لَفْظ الْحَدِيث لِأَبِي كُرَيْب , وَحَدِيث اِبْن وَكِيع نَحْوه .
قلت ( تقي الدين السني ) : إذاً النتيجة واضحة ليس في النصوص بيان لولاية علي او غيرها او فضله إن الأية نزلت في غير ما أنزلها الرافضة وزعموا انها فيه فقالوا هي في ولاية علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه بل كذبوا إن الأية واضحة في كمال الدين وتمام الشريعةِ والنعمةِ فأين ولاية علي ,, ؟؟؟
وأما بخصوص لفظ ( من كنت مولاه ) فنـــقول مستعينين برب الأرض والسماء :
قلت في مطلع كلامي وأظنكَ قرأته وهو ما جاء في الصحيحن
فقد أخرج مسلم في حديث رقم ( 2408 ) ونصه : وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه . ثم قال : وأهل بيتي . أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي . فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكنْ أهل بيته من حرم الصّدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كلّ هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . )) وليس في هذا الحديث أي دليل على التمسك وأتباع أهل البيت , إنما فيه الحث على برهم ومعرفة حقهم , فالحث على الأخذ والتمسك بالقرآن الكريم دونما سواه .
وهذا ما جاء في حديث مسلم الذي يرويه في صحيحه وليس في هذا النص أي كلام عن ( من كنتُ مولاه ) فالزيادة التي عند الترمذي رحمه الله وغيره صححها بعض أهل العلم وقال بتواتر اللفظ وقال بعض أهل العلم بضعف هذه الطريق فقال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله :
قال في المنهاج ( 7/319)
لكن حديث الموالاة قد رواه الترمذي وأحمد والترمذي في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كنت مولاه فعلى مولاه وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب ونقل الأثرم في سننه عن احمد أن العباس سأله عن حسين الأشقر وأنه حدث بحديثين أحدهما قوله لعلي انك ستعرض على البراءة مني فلا تبرا والآخر اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فأنكره أبو عبيد الله جدا و لم يشك أن هذين كذب وكذلك قوله أنت أولى بكل مؤمن ومؤمنة كذب أيضا وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ونقل عن احمد بن حنبل انه حسنه كما حسنه الترمذي وقد صنف أبو العباس بن عقدة مصنفا في جميع طرقه وقال ابن حزم الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وقوله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهذه صفة واجبة لكل مسلم مؤمن وفاضل وعهده صلى الله عليه وسلم أن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وقد صح مثل هذا في الأنصار انهم لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر قال وأما من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها ).
فالزيادة كما قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في قوله ( اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه ) فالزيادة هي ما قاله شيخ الاسلام ابن تيميه وهذا ما ذهب اليه ابن تيميه رحمه الله في تعليقه على الحديث .
نقلا عن كتاب الانتصار للصحب والآل :
أن هذا الحديث الذي ذكره وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) قد أخرجه أحمد والترمذي والحاكم(1) ولم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح، وقد اختلف العلماء في تصحيحه كما نقل ذلك أئمة أهل الشأن.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: « وأما قوله: ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً
في جمع طرقه».
وقال ابن حزم: « وأما من كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلاً».
وقد ذهب إلى تصحيح هذا الحديث الحاكم، ومن المعاصرين الشيخ الألباني.
والقصد أن العلماء اختلفوا في تصحيح الحديث، وهذا على خلاف ما ادعى الرافضي من أن الحديث موثق عند الفريقين، فإن من العلماء من ينكره ولا يرى صحته كما تقدم.
وعلى القول بصحة الحديث فلا حجة فيه للرافضة في دعواهم أنه نص على خلافة علي، فإن الموالاة المذكورة في الحديث هي (الموالاة) التي ضد المعاداة. لا (الولاية) التي هي الإمارة.
قال ابن الأثير في النهاية: «تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف،
والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها قد جاءت في الحديث، فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، وكل من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليه، وقد تختلف مصادر هذه الأسماء (فالوَلاية) بالفتح في النسب، والنصرة، والمعتق، (والوِلاية) بالكسر في الإمارة والولاء المعتق، (والموالاة) من والى القوم، ومنه الحديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) يحمل على أكثر الأسماء المذكورة. قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى: { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم }
وهذا المفهوم اللغوي الذين ذكره ابن الأثير هنا للفظة الموالاة في الحديث واستشهد له بقول الشافعي، هو الذي قرره العلماء المحققون في ردهم على الرافضة.
قال أبو نعيم: « فإذا احتج بالأخبار وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه، قيل له: مقبول منك، ونحن نقول وهذه فضيلة بينة لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - ومعناه من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه فعلي والمؤمنون مواليه، دليل ذلك قول الله تبارك وتعالى:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }...
وإنما هذه منقبة من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي - رضي الله عنه - وحث على محبته وترغيب في ولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).(2) وحكي عن ابن عيينة أن علياً - رضي الله عنه - وأسامة تخاصماً فقال علي لأسامة أنت مولاي فقال: لست لك مولى: إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كنت مولاه فعلي مولاه). وهذا كما يقول الناس: فلان مولى بني هاشم، ومولى بني أمية وإنما الحقيقة واحد منهم».
ويقول شيخ الإسلام بعد أن ذكر تضعيف العلماء لهذا الحديث: ونحن نجيب بالجواب المركب، فنقول: إن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قاله فلا كلام، وإن كان قاله فلم يرد قطعاً الخلافة بعده، إذ ليس في اللفظ ما يدل عليه، ومثل هذا الأمر العظيم يجب أن يبلغ بلاغاً مبيناً، وليس في الكلام ما يدل دلالة بينة على أن المراد به الخلافة، وذلك أن المولى كالولي والله تعالى قال: { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا }، وقال: { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } فبين أن الرسول ولي المؤمنين وأنهم مواليه أيضاً، كما بين أن الله وليّ المؤمنين وأنهم أولياؤهم، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، فالموالاة ضد المعاداة وهي تثبت من الطرفين، وإن كان أحد المتواليين أعظم قدراً، وولايته إحسان وتفضل، وولاية الآخر طاعة وعبادة...
وفي الجملة فرق بين الولي والمولى ونحو ذلك وبين الوالي، فباب الولاية التي هي ضد العداوة شيء، وباب الولاية التي هي الإمارة شيء، والحديث إنما هو في الأولى دون الثانية، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: من كنت واليه فعلي واليه، وإنما اللفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه. وأما كون المولى بمعنى الوالي فهذا باطل، فإن الولاية تثبت من الطرفين، فإن المؤمنين أولياء الله وهو مولاهم».
فتبين أن المولاة التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هي موالاة الإسلام التي هي
ضد العداوة، والمستلزمة للمحبة والمناصرة، دون الولاية التي هي الإمارة، ولهذا ما استدل أحد من الصحابة لا علي ولا غيره بهذا الحديث على استخلاف علي، ولا يعرف هذا عن أحد من أهل العلم المعتد بأقوالهم في الأمة، وإنما استدل به الرافضة الذين هم أجهل الناس بمدلولات النصوص وأبعدهم عن الفهم الصحيح.
قال شيخ الإسلام: « وأما الزيادة وهي قوله: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) الخ. فلا ريب أنه كذب، ونقل الأثرم في سننه، عن أحمد أن العباس سأله عن حسين الأشقر وأنه حدث بحديثين: أحدهما: قوله لعلي: إنك ستعرض على البراءة مني فلا تبرأ. والآخر: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فأنكره أبو عبد الله جداً لـم يشك أن هذين كذب»)
وقال -رحمه الله- في بعض فتاويه: ( وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه...الخ ) فهذا ليس في شيء من الأمهات إلا في الترمذي، وليس فيه إلا (من كنت مولاه فعلي مولاه) وأما الزيادة فليست في الحديث، وسئل عنها الإمام أحمد فقال: زيادة كوفيــة.
ولا ريب أنها كذب لوجوه:
أحدها: أن الحق لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال، ومعلوم أن علياً ينازعه الصحابة في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل، وقوله: ( اللهم انصر من نصره...الخ ) خلاف الواقع، قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا: كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيراً من بلاد الكفار ونصرهم الله.
وكذلك قوله: ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) مخالف لأصل الإسلام فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغيبعضهم على بعض».
فتبين أن الثابت من الحديث لا حجة للرافضة فيه، وأما الزيادة وهي قوله: اللهم وال من والاه... وما بعدها. فلا عبرة لها لأنها كذب كما قرر ذلك شيخ الإسلام بيَّن بطلانها رواية ودراية.
هل قرأت كلام إبن تيميه في هذا المقال حيث قال رحمه الله :
( وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ونقل عن احمد بن حنبل انه حسنه كما حسنه الترمذي وقد صنف أبو العباس بن عقدة مصنفا في جميع طرقه وقال ابن حزم الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وقوله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهذه صفة واجبة لكل مسلم مؤمن وفاضل وعهده صلى الله عليه وسلم أن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وقد صح مثل هذا في الأنصار انهم لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر قال وأما من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها )
فإن الزيادة هي كما قال ابن تيميه رحمه الله تعالى ( اللهم والي من والاه ) وكذلك ما أخرجه الترمذي في سننه وهي ( من كنت مولاه ) فكما قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله ( من كنت مولاه ) فهذه متنازع عليها وذهب البخاري والحربي وطائفة من اهل العلم بالطعن في الحديث وتضعيفه وهذا من حيث ذهب الي تضعيف الحديث من أئمة الحديث وعلى راسهم البخاري .
وكما قال ابن تيميه رحمه الله إن جماعة من أهل العلم كاحمد والترمذي حسن الحديث بينما البخاري طعن في الحديث وضعفه وايضا قال : (من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها ) ....
وقال أيضا رحمه الله : ( وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ) فهذا يعني أن البخاري طعن في حديث ( من كنت مولاه ) لأنه لم يأتي في الصحيحن ونحن يا زميلي العزيز محتاج نسلم تسليما كبيراً بما جاء في الصحيحن عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما صح من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء في فضائل علي رضي الله تعالى عنه وهذا ما قاله شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في كلامه ...
ويقول شيخ الاسلام ابن تيميه : (وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح ) ثم عقب رحمه الله تعالى قائلا : ( وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه ) فهذا يعني أن الحديث مطعون فيه من بعض أهل العلم ووحسنه كالترمذي واحمد وهذا ايها الزميل العزيز لا يثبت إمامة علي لا من قريب ولا من بعيد .
والثبات أن الزيادة في قوله : ( اللهم وال من والاه ) وايضا اختلاف أهل العلم في قول ( من كنت مولاه ) منهم من ذهب الي ضعف هذا الحديث البخاري وغيره من اهل العلم وحسنه الترمذي رحمه الله تبارك وتعالى فقد عرف عن الترمذي رحمه الله بالتساهل في علم الحديث وهذا ما جاء عنه رحمه الله تعالى :
تساهل الترمذي
قال الذهبي ميزان الاعتدال (7\231): «فلا يُغتَرّ بتحسين الترمذي. فعند المحاقَقَةِ غالبُها ضعاف». وفي نصب الراية (2\217): قال ابنُ دِحْيَة في "العَلَم المشهور": «وكم حَسّن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية!». وقال الذهبي في السير (13\276) عن سنن الترمذي: «"جامعه" قاضٍ له بإمامته وحفظه وفقهه. ولكن يترخّص في قبول الأحاديث، ولا يُشدّد. و نفَسهُ في التضعيف رَخو».
وقال ابن القيم في "الفروسية" (ص243): «الترمذي يصحّح أحاديثَ لم يتابعه غيره على تصحيحها. بل يصحّح ما يضعّفه غيره أو ينكره»، ثم ضرب عدة أمثلة.
وأخرج الترمذي حديث: «المسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرّم حلالاً أو أحلّ حرماً». قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». لكن في إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، وهو مُجمعٌ على ضعفه كما قال ابن عبد البر. وقال فيه الشافعي وأبو داود: هو ركنٌ من أركان الكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. وضرب أحمد على حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (5\493): «وأما الترمذي فروى من حديثه الصلح جائز بين المسلمين، وصحّحه. فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي». قلت: فقد نقل الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام كما يصفه الحفاظ) عن جمهور العلماء: عدم الاعتماد على تصحيح الترمذي، وهو الصواب إن شاء الله. وليس ذلك معناه إسقاط الإمام الترمذي وتجاهل أحكامه، بل المقصود أن تصحيحه في بعض التساهل، فيجب إعادة النظر فيه. وقد اعترض أحد المعاصرين على مقولة الذهبي، فرد عليه الألباني في السلسلة الضعيفة (3|30) وقال: «تساهُل الترمذي، إنكارُه مكابرةٌ، لشهرته عند العلماء. وقد تتبعتُ أحاديث "سننه" حديثاً حديثاً، فكان الضعيفُ منها نحو ألف حديث، أي: قريباً من خُمس مجموعها، ليس منها ما قَوّيتُه لمتابعٍ أو شاهد».
قال الدكتور بسام فرج في كتابه عن نقد الفكر السياسي عند ابن تيمية (ص137): «وقد دافع نور الدين عتر عن الترمذي في رسالته الدكتوراه (ص264-269) بغير حق. وادعى بأن الترمذي كالإمام البخاري ومسلم وقع في بعض الأخطاء كما وقعا. وبما أنه لم يحط ذلك من مرتبتهما العلمية، فكذلك لا يحط من مرتبته. ونحن لا نوافقه في الشق الأول من ادعاءه، إذ أن وقوع الترمذي وتساهله مشهور عند العلماء كما قال الذهبي، وليس الأمر كذلك مع البخاري ومسلم فإن أخطاءهما قليلة جداً بالنسبة لغيرهم من المحدثين. وأما بالنسبة لإمامة الترمذي وتقدمه في علم الحديث، فهذا لا يخالِفُ فيه إلا من جَهِل قدر العلم والعلماء عموماً وقدر الترمذي خصوصاً، وليس هو موضوعنا. وللأسف أن بعض الباحثين في الأشخاص يجند نفسه للدفاع عمن يكتب عنه من بداية البحث، مما يبعده عن الحقيقة العلمية كما فعل د. العتر هنا».
مصطلح الترمذي: "حديث غريب"
هناك رسالة للدكتور عداب الحمش بعنوان "الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية" تقع في ثلاثة مجلدات. قال (1|427): أطلق الترمذي مصطلحات متعددة كلها تدل على الغرابة والتفرد، وقبل عرض هذه المصطلحات يحسن عرض رأي الترمذي في مفهوم الغريب، واستعراض خلاصة الجهود السابقة في الموضوع، حتى لا نقع في تكرار أو إنكار، ويحسن أن أعرض أوجه الغرابة عند الترمذي في مسائل: المسألة الأولى: رواية الحديث من وجه واحد (ثم ذكر كلام الترمذي عن حديث أبي العشراء). المسألة الثانية: زيادة الراوي ألفاظا في المتن (ثم ذكر حديث مالك). المسألة الثالثة: استغراب راو في السند (ثم ذكر حديث أبي موسى).
وذكر بعد ذلك (1|441-442) نتائج رسالة علمية لأحد تلاميذه وكانت بعنوان "الحديث الغريب - مفهومه وتطبيقاته في جامع الترمذي"، وقال إنه يوافقه فيما وصل إليه من نتائج. حيث ذكر أن الترمذي حكم على (1081) بالغرابة،وأن معناها التفرد بقسميه المطلق والنسبي. وكانت هذه الأحكام على أقسام: منها ما هو مطلق عن أي قيد. ومنها ما هو مقرون بمصطلح الصحة والحسن أو أحدهما. ومنها ما هو تفسير للغرابة، أو قيود إضافية في الحكم على الحديث.
وقال: إنه لم يدرس ما أطلق عليه غريب مع الوصف بالصحة أو الحسن، لأن الغرابة هنا إشارة وصفيَّة وليست عِليَّة، إذ لو كانت علَّة لما صحح الحديث وحسَّنه. ثم قال: لقد كانت أحاديث مصطلح "غريب" كلها ضعيفة عند الترمذي إلاَّ خمسة أحاديث: أحدها أخرجه الترمذي والبخاري ومسلم، والآخر أخرجه الترمذي ومسلم. بالإضافة إلى ثلاثة أحاديث خالف المزِّي الجماعة في نقل حكم الغرابة عليها، وكان الصواب مع الشيخين.
مصطلح الترمذي في التصحيح
أعلى اصطلاح له في التصحيح هو "حسن صحيح" ثم يليه "صحيح"، ثم "جيد"، ثم "صحيح غريب حسن"، ثم "غريب حسن صحيح" و"صحيح حسن غريب"، ثم "صحيح غريب".
وقد أولع العلماء بمصطلحات الترمذي، وكثرت الكتب التي تتحدث عنه. ومن الأبحاث المعاصرة المفيدة بحث الطريفي (ضمن شرح حديث جابر في الحج) وبحث الدكتور الشايجي، لكنه للأسف وهو متأثر ببحث شيخه الدكتور نور الدين عتر صاحب كتاب "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه والصحيحين".
أما ما جاء في صحيح مسلم يا محتاج وليس هو ما جاء في باقي السنن كالترمذي ومسند الإمام أحمد إنما ما جاء في صحيح مسلم ليس ( من كنت مولاه ) بل هذا ليس صحيحاً ولم يخرج الامام مسلم رحمه الله الرواية بهذا الطريق ومن قال أن مسلم رحمه الله خرج حديث ( من كنت مولاه ) فهذا كذب محض .
اما ( والي من والاه ) و ( أنصر من خذله ) و ( من كنت مولاه ) فهذه زيادات في الرواية التي هي عن طريق مسلم رحمه الله وكما وضحت لك سابقا إن من كنت مولاه متنازع فيها وكما عرف عن الترمذي رحمه الله التساهل في تصحيح الاحاديث .
والله تعالى أعلم بالصواب ....
كتبه / تقي الدين السني