وبعد تبيين معنى الواحد
من خلال الروايات السابقه
نأتي لمعنى التوحيد
ومن هو الموحد الحقيقي
؟؟؟
توحيد الله تعالى ذكره فهو توحيده بصفاته العلى، وأسمائه الحسنى كان كذلك إلها واحدا لاشريك له ولاشبيه، والموحد هو من أقر به على ما هو عليه عزوجل من أوصافه العلى، وأسمائه الحسنى على بصيرة منه ومعرفة وإيقان و إخلاص، وإذا كان ذلك كذلك فمن لم يعرف الله عزوجل متوحدا بأوصافه العلى، وأسمائه الحسنى ولم يقر بتوحيده بأوصافه العلى، فهو غير موحد، وربما قال جاهل من الناس: إن من وحد الله وأقر أنه واحد فهو موحد وإن لم يصفه بصفاته التي توحد بها لان من وحد الشئ فهو موحد في أصل اللغة، فيقال له: أنكرنا ذلك لان من زعم أن ربه إله واحد وشئ واحد، ثم أثبت معه موصوفا آخر بصفاته التي توحد بها
فهو عند جميع الامة وسائر أهل الملل ثنوي غير موحد ومشرك مشبه غير مسلم، و إن زعم أن ربه إله واحد وشئ واحد وموجود واحد، وإذا كان كذلك وجب أن يكون الله تبارك وتعالى متوحدا بصفاته التي تفرد بالالهية من أجلها وتوحد بالواحدانية لتوحده بها ليستحيل أن يكون إله آخر، ويكون الله واحدا والا له واحدا لاشريك له ولا شبيه لانه إن لم يتوحد بها كان له شريك وشبيه كما أن العبد لما لم يتوحد بأوصافه التي من اجلها كان عبدا كان له شبيه، ولم يكن العبد واحدا وإن كان كل واحد منا عبدا واحدا، وإذا كان كذلك فمن عرفه متوحدا بصفاته وأقر بما عرفه واعتقد ذلك كان موحدا وبتوحيد ربه عارفا.
والاوصاف التي توحد الله عزوجل بها وتوحد بربوبيته لتفرده بها هي الاوصاف التي يقتضي كل واحد منها أن لايكون الموصوف به إلا واحدا لايشاركه فيه غيره ولايوصف به إلا هو، وتلك الاوصاف هي كوصفنا له بأنه موجود واحد لايصح أن يكون حالا في شئ، ولا يجوز أن يحله شئ، ولا يجوز عليه العدم والفناء والزوال، مستحق للوصوف بذلك بأنه أول الاولين، وآخر الآخرين، قادر يفعل مايشاء ولايجوز عليه ضعف ولا عجز، مستحق للوصف بذلك بأنه أقدر القادرين وأقهر القاهرين، عالم لايخفى عليه شئ، ولايعزب عنه شئ، ولايجوز عليه جهل ولاسهو ولا شك ولانسيان، مستحق للوصف بذلك بأنه أعلم العالمين، حي لايجوز عليه موت ولا نوم، ولاترجع إليه منفعة ولاتناله مضرة، مستحق للوصف بذلك بأنه أبقى الباقين وأكمل الكاملين، فاعل لايشغله شئ عن شئ ولايعجزه شئ ولا يفوته شئ، مستحق للوصف بذلك بأنه إله الاولين والآخرين وأحسن الخالقين وأسرع الحاسبين، غني لايكون له قلة، مستغن لايكون له حاجة، عدل لايلحقه مذمة ولايرجع إليه منقصة، حكيم لاتقع منه سفاهة، رحيم لايكون له رقة فيكون في رحمته سعة، حليم لايلحقه موجدة، ولا يقع منه عجلة، مستحق للوصف بذلك بأنه أعدل العادلين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين، وذلك لان أول الاولين لايكون إلا واحدا وكذلك إقدر القادرين وأعلم العالمين وأحكم الحاكمين وأحسن الخالقين.
وللحديث تتمة إن شاء الله