نواصل ما بدأناه في موضوعنا السابق من سلسلة استدلالات الرافضة بالإفتراضات واللابديات / الإستدلال لإمامتهم المفتراة
من تتبع استدلالات الرافضة بما يفترضونه هم ويتوهمونه من المعاني ثم يبنون عليه استنتاجاتهم ويجعلونها دينا
وفي هذا الموضوع سنناقش اختطافهم لشطر آية تطهير أمهاتنا عليهن السلام
ليستدلوا به على عصمة أئمتهم عن الخطأ والنسيان من الولادة حتى الموت
فلما لم يجد الرافضة دليلا على تلك المساواة لأئمتهم بالخالق الذي لا يضل ولا ينسى
لجأوا إلى اختطاف شطر آية من مجموعة آيات تخاطب أهل البيت النبوي
فعزلوه عن سياقه غصبا وحرفوا معناه بمنتهى الوقاحة والجرأة
فقد قال تعالى في خطاب أمهات المؤمنين أهل بيت خير المرسلين :
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) " الأحزاب
وحيث أن الجزء المختطف من الآية غير كامل الدلالة بمعزل عن الآيات المحيطة به
لكونه جاء كإستئناف بياني معللا للأوامر والنواهي ولا ذكر فيه لمن يظنونهم معصومين
فقد اضطر الرافضة إلى اللجوء إلى افتراضاتهم ولابدياتهم و إلى تزوير اللغة وركل المنطق ليطوعوه لإستدلالهم على عصمة أئمتهم
حتى يجعلوهم لا يضلون ولا ينسون كربهم وخالقهم فقالوا :
بما أنه قد وردت روايات الكساء ( المتضاربة و المتساهل في تصحيحها لكونها من روايات الفضائل )
إذاً لابد أن يتم استخدامها كذريعة لإختطاف شطر الآية من سياقه بسبب الحاجة اليه في إغواء الأتباع وتضليلهم
وبما أن النبي قد دعا لأصحاب الكساء بمضمون شطر الآية إذاً لابد أن ذلك يعني أنهم سبب نزوله وأنه يخاطبهم هم
وذلك رغما عن كون نزول الآية قبل حادثة الكساء وأن سبب الشئ لايأتي بعده ورغم ضمائر الجمع المؤنث في الخطاب
متجاهلين أن حديث الكساء المصحح يثبت نزول الآية في أمهاتنا وينفي نزولها في أصحاب الكساء كما أثبتنا في الموضوع التالي : حديث الكساء هل يصلح أن يعارض دلالة آية التطهير ؟
وبما أن الرواة الغير معصومين قد قالوا بأن الشطر آية إذاً لابد أن يكون آية مستقلة
وذلك على الرغم من أن الراوي عادة يشير إلى الآية أو الآيات النازلة بذكر جزء منها
وقد تم اثبات ذلك في الموضوع التالي : كيف خدع علماء الرافضة أتباعهم بسوء فهم عبارة نزلت هذه الآية في الروايات
وبما أن ذلك الشطر قد نزل في أصحاب الكساء كما في اللابديات السابقة إذاً لابد أنهم هم أهل البيت فقط لا غير خلافا للغة والعرف والقرآن الكريم
وبما أنهم هم فقط أهل البيت إذا لابد من إخراج أهل البيت منه فأخرجوا أمهات المؤمنين من بيت زوجهن وراعي بيتهن وأخرجوا بني هاشم من اللفظ
وبما أن ذلك الشطر المختطف يبدأ بأداة الحصر " إنما " وهي تشرح سبب الأوامر والنواهي
إذا لابد من إيجاد محصور آخر خلافا للغة و العقل والمنطق والتوحيد وتنزيه الله تعالى وتعظيمه
وبما أن الضرورات تبيح المحرمات وبما أنه لابد من إثبات العصمة التي لا يستقيم لهم دين بدونها
إذا لابد من الكفر بالله والقول بحصر إرادته التي لا يحصرها شئ في إذهاب الرجس عن أهل الكساء وتطهيرهم
وبما أنهم قد تمكنوا من حصر وحبس ومنع إرادة العلي الأعلى سبحانه وتعالى عما يصفون
إذا لابد من أن تكون تلك الإرادة تكوينية خلافا للمنطق واللغة
وبما أن الإرادة تكوينية وخاصة بأهل الكساء كما قد قرر الرافضة وحرموا بقية البشر منها
إذا لابد من تغيير معنى كلمة " ليذهب " بتجاهل لام التعليل وتحوير معنى يذهب من يزيل إلى يحمي ويمنع لتدل على العصمة
ولتخسأ اللغة العربية ولتدمر دلالة ألفاظها من أجل العصمة
وبما أن الفعل يطهركم قد تم تأكيده بالمصدر تطهيرا إذاً لابد من انشاء قاعدة جديدة لم يعرفها العرب
وجعل ذلك يعني طهارة أهل الكساء المطلقة من الولادة إلى الموت
وبما أن بقية الأئمة لم يدخلوا في إذهاب الرجس والتطهير بسبب أداة الحصر " إنما " التي في اللابدية السابعة من الدعوى
إذاً لابد من تعطيل عملها بعد أن أدت المطلوب منها لكي يتمكنوا من إدخال بقية الدرزن
وبما أن الأئمة قد أصبحوا معصومين باللابديات السابقة إذأ لابد أنهم لايكذبون على النبي
وبالتالي تتساوى أقوالهم مع أقواله ولا يطالبون بالإسناد إذا رووا عنه لأنهم عدلاؤه
وبما أنهم عدلاؤه ومساوون له إذا لابد من أن يكون لهم حق التشريع مثله تماما
وبما أنهم مشرعون وبما أنهم قد يتعرضون إلى مستجدات لا يجوز لهم الإجتهاد فيها بسبب العصمة
إذاً لابد من جعلهم يوحى اليهم كالأنبياء والرسل والضحك على عامة الرافضة بأن الوحي اليهم لايجعلهم أنبياء
وبما أن سيدنا محمد خاتم الأنبياء حسب النص القرآني إذاً لابد أن يكتفي بوصف الأئمة بصفات الأنبياء دون مسماهم
فلا بد من الورع والتقوى في هذه وإلا ظهر كفرهم وتكذيبهم للقرآن عند عامتهم فيفقدون الخمس اللعين الذي تسبب في نشأة هذا الدين البغيض
وبما أن كل اللابديات السابقة تؤدي إلى الزندقة والكفر إذا لابد من وصف من لايسلم عقله لها بالنصب وعداوة أهل البيت لضمان عدم المعارضة
يا رافضة العقل والنقل وأتباع الهوى
قد يظن بعضكم أنني أفتري على منظري دينكم البشري المنشأ
وكل ما عليكم لتتأكدوا بأنني لم أظلمهم هو أن تفتحوا قواميس اللغة وتستخرجوا معاني ألفاظ الجزء الذي يختطفونه من آية تطهير أمهاتنا
ومعاني ألفاظ الروايات المعتبرة من حديث الكساء
رغم أن العقائد لا تؤخذ من الروايات المشكوك فيها
فلا توجد أي رواية من روايات الكساء لا عندنا ولا عندكم ليس في أحد رواتها مطعن
ثم مقارنة تلك المعاني بأقوال علماءكم ومنظري دينكم
واحذروا أن يضلوكم ليأكلوا أموالكم وينتهكوا أعراضكم بإسم آل البيت
فآل البيت عليهم السلام براءا تماما مما تعتقدون فيهم كبراءة سيدنا المسيح عليه السلام من عقائد النصارى