أما المصدر الثاني فهو عيون الأخبار السبع الخامس ص رقم 7 بترقيم الجهاز لأن الطبعة غير مرقمة في بدايتها:
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه أنه خطب الناس في الكوفة فندبهم إلى الجهاد ,وحذرهم الفشل ,وما يخفى من سوء عواقبه ,فلما فرغ من خطبته قام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين من ذا يرومنا ومن ذا يطيقنا وأنت فينا أخو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وابن عمه ,وصهره , ومعنا لواء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورايته معنا , ومعنا ابنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة عليهما السلام , فلو اجتمعت الإنس والجن علينا ما أطاقوا ؟ فقال له علي صلوات الله عليه : وكيف يكون ذلك ولم يشتد البلاء ,وتظهر الحمية ,وتسبى الذرية ,وتطحنكم الفتنة طحن الرحى بثفالها حتى لا يبقى إلا نافع لهم ,أو غير ضار ,فإذا كان ذلك بعث الله عز وجل ابن خير هذه الأمة . وقال : البرية فيقتلهم هوجا حتى يرضي الله عز وجل ,وحتى يقول قريش والعرب لو كان هذا من آل محمد لرحمنا ,ويتمنون أنهم رأوني ساعة من نهار فأشفع لهم .
فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين متى يبلغ رضى الله؟
قال : يقذف الله في قلبه الرحمة فيرفع السيف عنهم . فقال : متى يكون ؟ قال : إذا شاء الله عز وجل .
ثم يقول الداعي بعدها:
فهذا قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه ,وقد قام المهدي بالله صلوات الله عليه بعد أن اشتد البلاء عن الشيعة , واستتر الأئمة ,وخفي النور ,وظهرت الظلمة ,وقتل الحسين بن علي عليهما السلام ,وسبت بنو أمية ذرية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وقتل الإمام العزيز بالله عليه السلام أهل الشام لما توجه إلى دمشق ), وكذلك وضع الإمام الحاكم بأمر الله سلام الله عليه السيف في المفسدين إلى أن ألقى الله عز وجل الرحمة في قلبه.
وأكثر ذلك يكون في المستقبل فإن الظلمة قد عمت ,والبلاء قد اشتد ,على شيعة أولياء عليهم السلام ,وسيعقب الظلمة النور ,ويكون بعد الستر الظهور ,ويظهر أولياء الله بعد غيبتهم ,ويخرجون من سترهم وتقيتهم ,ويكون كما وعد به أمير المؤمنين صلوات الله عليه فهو الصادق الذي وعده حق ,وقوله الصدق .
انتهى النقل من كلام الداعي عماد الدين القرشي.
التعليق : من العقائد التي يتفق عليها الاسماعيلية مع الروافض هي مثل هذه الأخبار المتعلقة بتكفير أهل السنة وأنهم على الضلال المبين بل يتجاوزون ذلك إلى الطعن بأعراضهم وقذفهم ونصوصهم في ذلك منشورة ومشهورة ومطبوعة.
**وكذلك من اتفاقاتهم هو ما يتعلق بالقائم وعن شغفه بسفك الدماء وذبح المسلمين ,وقد تتنوع العبارات ويختلف القائلون بها ما بين اثني عشري قديم أو باطني معاصر لكن الجميع يقر بأوصاف القائم هذا .
** يؤكد الداعي القرشي أن السفك والذبح لأهل السنة من شعائر أئمتهم ويذكر بما حدث في خلافة العزيز بالله من مذابح لأهل الشام وما حدث في عهد الحاكم بأمر بالله من الجرائم والفضائع على أهل مصر من قبل الحاكم, وحكم هذين كان في أواخر القرن الرابع الهجري ,فما شأن أهل الشام في ذلك الوقت وفي مصر بما حدث بين الصحابة , ولماذا هذا الشغف بدماء أهل السنة من المذهب الطاهر ,والدولة الفاطمية التسامحية كما صدع رؤوسنا بذلك مهرجي موقع الأخدود وغيرهم .
والمسألة لا تقتصر على نص الداعي القرشي الواضح الظاهر المعاني ,بل بغيره مما سنكتبه هاهنا من مراجعهم ومن غيرهم من المؤرخين الثقات ,حتى يعلم الجميع من يكفر من ,ومن يكره الآخر ,ويحرض عليه ,ويتربص به الدوائر ليمزقه أشلاء ,إشباعا لنسك وشعائر المجوس الحاقدة.
ولنا عودة إن شاء الله للتعليق والإضافة .