العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-12, 09:53 PM   رقم المشاركة : 1
على درب السلف
عضو ماسي






على درب السلف غير متصل

على درب السلف is on a distinguished road


ادخل لتتعرف على الإمام البخاري

محمد بن إسماعيل البخاري

أهم علماء الحديث عند أهل السنة و الجماعة و هو صاحب صحيح البخاري أصح الكتب عند أهل السنة بعد القرآن.

نسبه و نشأته

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي مولاهم أبو عبد الله البخاري الاوزبكي و اصله من الاوزبك من مدينة بخارى في أوزبكستان و هم يفتخرون به و هذا ما اكده العلامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد في كتابه اصول التاريخ و الذي يؤكدان العرب تعودوا ان يطلقوا كلمة فارسي على كل من سكن شرق العراق و العلامة الدكتور فاروق عمر و الباحث جمال الدين فالح الكيلاني و الدكتور حسين علي محفوظ و الدكتور عبد الهادي التازي و غيرهم كثير و هو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه و المقتدى به في أوانه و المقدم على سائر أضرابه و أقرانه و كتابه صحيح البخاري أجمع العلماء على قبوله و صحة ما فيه.

ولد الإمام البخاري في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع و تسعين و مائة 194 هـ و مات أبوه و هو صغير فنشأ في حجر أمه فتوجّه إلى حفظ الحديث و هو في المكتب و قرأ الكتب المشهورة و هو ابن ست عشرة سنة حتى قيل إنه كان يحفظ و هو صبي سبعين ألف حديث سندا و متنا، و قد كان أصيب بصره و هو صغير فرأت أمه إبراهيم الخليل فقال يا هذه قد رد الله على و لدك بصره بكثرة دعائك أو قال بكائك فأصبح و هو بصير.

شيوخه و تلاميذه

روى عنه خلائق و أمم و قد روى الخطيب البغدادي عن الفربري أنه قال سمع الصحيح من البخاري معي نحو من سبعين ألفا لم يبق منهم أحد غيري.

وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم من طريقه و حماد بن شاكر و محمد بن بن المثنى بن دينار و إبراهيم بن معقل و طاهر بن مخلد و آخر من حدث عنه أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البردى النسفي و قد توفي النسفي في سنة نسع و عشرين و ثلاثمائة و وثقه الأمير أبو نصر بن ماكولا و ممن روى عن البخاري مسلم في غير الصحيح و كان الأمام مسلم بن الحجاج يتلمذ له و يعظمه.

وروى عنه الترمذي في جامعه و النسائي في سننه في قول بعضهم و قد دخل بغداد ثمان مرات و في كل منها يجتمع بالإمام أحمد بن حنبل فيحثه الإمام أحمد بن حنبل على المقام ببغداد و يلومه على الإقامة بخراسان.

ملامح شخصيته

تمتع الإمام البخاري بصفات عذبة و شمائل كريمة، لا تتوافر إلا في العلماء المخلصين، و هذه الصفات هي التي صنعت الإمام البخاري.

الإقبال على العلم

قام البخاري بأداء فريضة الحج و عمره ثماني عشرة سنة فأقام بمكة يطلب بها الحديث ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرحلة إليها و كتب عن أكثر من ألف شيخ.

الجد في تحصيل العلم

وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج و يكتب الفائدة تمر بخاطره ثم يطفىء سراجه ثم يقوم مرة أخرى و أخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة.

من كرم البخاري و سماحته

قال محمد بن أبي حاتم :كانت له قطعة أرض يؤجرها كل سنة بسبع مائة درهم فكان ذلك المؤجر ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاءة أو قثاتين لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج و كان يؤثره على البطيخ أحيانا فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحيانا.

قال و سمعته يقول كنت أستغل كل شهر خمس مائة درهم فأنفقت كل ذلك في طلب العلم فقلت كم بين من ينفق على هذا الوجه و بين من كان خلوا من المال فجمع و كسب بالعلم حتى اجتمع له فقال أبو عبد الله: ما عند الله خير و أبقى

و كان يتصدق بالكثير , يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين و أقل و أكثر من غير أن يشعر بذلك أحد و كان لا يفارقه كيسه.

ورعه

قال محمد بن إسماعيل البخاري ما و ضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك و صليت ركعتين.

قال محمد بن أبي حاتم ركبنا يوما إلى الرمي ، فجعلنا نرمي و أصاب سهم أبي عبد الله البخاري و تد القنطرة الذي على نهر و رادة فانشق الوتد فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد و ترك الرمي و قال لنا ارجعوا و رجعنا معه إلى المنزل فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة مهمة قالها و هو يتنفس الصعداء، و قال لمن معنا اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته فقلت أية حاجة هي قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت نعم على الرأس و العين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه و تجعلنا في حل مما كان منا و كان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري. فقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام و قل له أنت في حل مما كان منك و جميع ملكي لك الفداء و إن قلت نفسي أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في و تد أو في ملكي فأبلغته رسالته فتهلل و جهه و استنار و أظهر سرورا و قرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمسمائة حديث و تصدق بثلاث مائة درهم.

قال ابن أبي حاتم و رأيته استلقى على قفاه يوما و نحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير و أتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له إني أراك تقول إني ما أثبت شيئا بغير علم قط منذ عقلت فما الفائدة في الاستلقاء قال أتعبنا أنفسنا اليوم و هذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن استريح ؛ فإن فاجئنا العدو كان بنا حراك.

ضيفه بعض أصحابه في بستان له و ضيفنا معه فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه و ذلك أنه كان عمل مجالس فيه و أجرى الماء في أنهاره فقال له يا أبا عبد الله كيف ترى فقال هذه الحياة الدنيا.
كان الحسين بن محمد السمرقندي يقول كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة كان قليل الكلام و كان لا يطمع فيما عند الناس و كان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم.

قوة حفظه و ذاكرته

وهب الله الإمام البخاري منذ طفولته قوة في الذكاء و الحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.
يقول البخاري ألهمت حفظ الحديث و أنا في الكتاب و كان سنه عشر سنين , و لما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك و وكيع .
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل و آخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة و هو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا و لا تكتب فما تصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على و ألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني اختلف هدرا و أضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح و أحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

قال و سمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.

و لا يخفى ما في بعض هذه الروايات من مبالغة و إن دلت على ما اشتهر به الامام البخاري من سعة الحفظ.

طلبه للحديث

كان الإمام البخاري يقول قبل موته: كتبت عن ألف و ثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص.

رحلته في طلب العلم و نبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من الجعفي المسندي و محمد بن سلام البيكندي و جماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم رحل إلى بلخ و سمع هناك من مكبن بن إبراهيم و هو من كبار شيوخه و سمع بمرو من عبدان بن عثمان و علي بن الحسن بن شقيق و صدقة بن الفضل. و سمع بنيسابور من يحيى بن يحيى و جماعة من العلماء و بالري من إبراهيم بن موسى.

ثم رحل إلى مكة و سمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ و خلاد بن يحي و حسان بن حسان البصري و أبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي و الحميدي.

وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي و أيوب بن سليمان بن بلال و إسماعيل بن أبي أويس.

وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب إلى مصر ثم ذهب إلى الشام و سمع من أبي اليمان و آدم بن أبي إياس و علي بن عياش و بشر بن شعيب و قد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس و أحمد بن خالد الوهبي و محمد بن يوسف الفريابي و أبي مسهر و آخرين.

تفوقه على أقرانه في الحديث

ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، و صاروا يتتلمذون على يديه، و يحتفون به في البلدان.

فقد روي أن أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث و هو شاب حتى يغلبوه على نفسه و يجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه و كان شابا لم يخرج و جهه.

روي عن يوسف بن موسى المروروذي يقول كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه و كنت معهم فرأينا رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به و سألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم فلما كان الغد اجتمع قريب من كذا كذ ألف فجلس للإملاء و قال يا أهل البصرة أنا شاب و قد سألتموني أن أحدثكم و سأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.

قال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا و عمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها و أسانيدها و جعلوا متن هذا لإسناد هذا و إسناد هذا لمتن هذا و دفعوا إلى كل و احد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس و انتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه و سأله عن آخر فقال لا أعرفه و كذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض و يقولون الرجل فهم و من كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول و البخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث و إلى تمام العشرة فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا و الثاني كذا و الثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده و فعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح.

روي عن أبي الأزهر قال كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام و أحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق و إسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد و لا في المتن

وقال أحيد بن أبي جعفر و الي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام و رب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له[موقع الوسطية ] : يا أبا عبد الله بكماله قال: فسكت

من كلمات البخاري

"لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا و هو في الكتاب و السنة"

"ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم و حتى نظرت في عامة كتب الرأي و حتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي"

ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله و الثناء عليه"

مصنفاته

تهيأت أسباب كثيرة لأن يكثر البخاري من التأليف؛ فقد منحه الله ذكاءً حادًّا، و ذاكرة قوية، و صبرًا على العلم و مثابرة في تحصيله، و معرفة و اسعة بالحديث النبوي و أحوال رجاله من عدل و تجريح، و خبرة تامة بالأسانيد؛ صحيحها و فاسدها. أضف إلى ذلك أنه بدأ التأليف مبكرًا؛ فيذكر البخاري أنه بدأ التأليف و هو لا يزال يافع السن في الثامنة عشرة من عمره، و قد صنَّف البخاري ما يزيد عن عشرين مصنفًا، منها

الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله و سننه و أيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح أو صحيح البخاري.

الأدب المفرد: و طُبع في الهند و الأستانة و القاهرة طبعات متعددة .

التاريخ الكبير: و هو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، و قد طبع في الهند سنة (1362هـ = 1943م).

التاريخ الصغير: و هو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه و سلم) و أصحابه و من جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ = 870م)، و طبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة (1325هـ = 1907م).

خلق أفعال العباد: و طبع بالهند سنة 1306هـ = 1888م.

رفع اليدين في الصلاة: و طبع في الهند لأول مرة سنة (1256هـ = 1840م) مع ترجمة له بالأوردية.pc
الكُنى: و طبع بالهند سنة (1360هـ = 1941م .

الضعفاء الصغير..

وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، قلت هو مطبوع في حلب باسم التاريخ الصغير و التفسير الكبير.

صحيح البخاري

هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة. بذل فيه صاحبه جهدًا خارقًا، و انتقل في تأليفه و جمعه و ترتيبه و تبويبه ستة عشر عامًا، هي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث. و يذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول: كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع "الجامع الصحيح"

.
عدد أحاديث الكتاب 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، و اشترط شروطًا خاصة في رواية راوي الحديث، و هي أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه، و أن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية و السماع معًا، هذا إلى جانب الثقة و العدالة و الضبط و الإتقان و العلم و الورع.

كان البخاري لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك و صلى ركعتين، و ابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام و المسجد النبوي، و لم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، و لكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، و تعهده بالمراجعة و التنقيح؛ و لذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.

قد استحسن شيوخ البخاري و أقرانه من المحدِّثين كتابه، بعد أن عرضه عليهم، و كان منهم جهابذة الحديث، مثل: أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، و يحيى بن معين؛ فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، ثم تلقته الأمة بعدهم بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى. أقبل العلماء على كتاب الجامع الصحيح بالشرح و التعليق و الدراسة، بل امتدت العناية به إلى العلماء من غير المسلمين؛ حيث دُرس و تُرجم، و كُتبت حوله عشرات الكتب.

محنة الإمام البخاري

كان البخاري شريف النفس فقد بعث إليه بعض السلاطين ليأتيه حتى يسمع أولاده عليه فأرسل إليه في بيته العلم و الحلم يؤتى يعني إن كنتم تريدون ذلك فهلموا إلي و أبى أن يذهب إليهم و السلطان خالد بن أحمد الذهلي نائب الظاهرية ببخارى فبقى في نفس الأمير من ذلك فاتفق أن جاء كتاب من محمد بن يحيى الذهلي بأن البخاري يقول لفظه بالقرآن مخلوق و كان و قد و قع بين محمد بن يحيى الذهلي و بين البخاري في ذلك كلام و صنف البخاري في ذلك كتاب أفعال العباد فأراد أن يصرف الناس عن السماع من البخاري و قد كان الناس يعظمونه جدا و حين رجع إليهم نثروا على رأسه الذهب و الفضة يوم دخل بخارى عائدا إلى أهله و كان له مجلس يجلس فيه للإملاء بجامعها فلم يقبلوا من الأمير فأمر عند ذلك بنفيه من تلك البلاد فخرج منها و دعا على خالد بن أحمد فلم يمض شهر حتى أمر ابن الظاهر بأن ينادى على خالد بن أحمد على أتان و زال ملكه و سجن في بغداد حتى مات و لم يبق أحد يساعده على ذلك إلا ابتلي ببلاء شديد فنزح البخاري من بلده إلى بلدة يقال لها خرتنك على فرسخين من سمرقند فنزل عند أقارب له بها و جعل يدعو الله أن يقبضه إليه حين رأى الفتن في الدين و لما جاء في الحديث (وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين)، و لقي الإمام ربه بعد هذه المحنة.

ثناء العلماء عليه

قال أبو العباس الدعولي كتب أهل بغداد إلى البخاري ... المسلمون بخير ما حييت لهم ... و ليس بعدك خير حين تفتقد ... و قال الفلاس كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث.

قال أبو نعيم أحمد بن حماد هو فقيه هذه الأمة و كذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي و منهم من فضله في الفقه و الحديث على الإمام أحمد بن حنبل و اسحاق بن راهويه و قال قتيبة بن سعيد رحل إلي من شرق الأرض و غربها خلق فما رحل إلى مثل محمد بن إسماعيل البخاري.

وفاته

فكانت و فاته ليلة عيد الفطر و كان ليلة السبت عند صلاة العشاء و صلي عليه يوم العيد بعد الظهر من هذه السنة أعنى سنة ست و خمسين و مائتين و كفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص و لا عمامة و فق ما أوصى به و كان عمره يوم مات ثنتين و ستين سنة و قد ترك بعده علما نافعا لجميع المسلمين فعلمه لم ينقطع بل هو موصول بما أسداه من الصالحات في الحياة و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به ) الحديث رواه مسلم و شرطه في صحيحه هذا أعز من شرط كل كتاب صنف في الصحيح لا يوازيه فيه غيره لا صحيح مسلم و لا غيره و ما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء ... صحيح البخاري لو أنصفوه ... لما خط إلا بماء الذهب ... هو الفرق بين الهدى و العمى ... هو السد بين الفتى و العطب ... أسانيد مثل نجوم السماء







التوقيع :
اللهم اني بريئ من الرافضه والصوفيه وما يعبدون من دونك


من مواضيعي في المنتدى
»» اريد من يشرح لي هذا الحديث فضلا لا امرا
»» شهادة حق امام الله
»» الطفيلي/ قتلى حزب الله في سوريا ليسو شهداء و مصيرهم النار
»» هل زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام من اهله ؟
»» الزميل abo-torab تفضل هنا لو تكرمت
 
قديم 01-12-12, 10:00 PM   رقم المشاركة : 2
نــــ s ــهـــ s ـــار
عضو فعال






نــــ s ــهـــ s ـــار غير متصل

نــــ s ــهـــ s ـــار is on a distinguished road


رحم الله أمير المؤمنين في الحديث الشريف

و جزاه خير الجزاء عما قدمه للإسلام و المسلمين


جزاك الله خير على الموضوع
أستمتعت به كثيراً







التوقيع :
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَإذِبٌ كَفَّارٌ
من مواضيعي في المنتدى
»» قلب السنة يجب تغيير المعرف .. بخصوص توقيعك
»» يـــــا عــــــــــلـــــــــــــي ؟؟؟!!!!
»» مذابح الاحتلال في أراكان يرويها رئيس وكالة أنباء الروهينجا في حوار حصري (1)
»» من حرمكم من هذه الجوهرة ...؟؟؟
»» مذابح الاحتلال في أراكان يرويها رئيس وكالة أنباء الروهينجا في حوار حصري(2)
 
قديم 26-05-15, 11:24 PM   رقم المشاركة : 3
البتووووول
عضو ماسي






البتووووول غير متصل

البتووووول is on a distinguished road


الله المستعان تغمده برحمته وارحمنا اذا صرنا الى م صاروا اليه






التوقيع :
قال الحسن رضي الله عنه ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية فإن كانت طاعته تقدمت وإن كانت معصية تأخرت‏

من مواضيعي في المنتدى
»» قصة القيصر مع يزيد بن معاويه صالح المغامسي
»» احتفالات واسعة بإعلان دولة أزواد الإسلامية شمال مالي الله أكبر
»» حماس تنفي خروجها من سوريا
»» مدفع 106 فيلق الشام يرعب شبيحة الأسد ويدك معاقلهم / فيديو
»» ماذا تعرفون عن عقيدة سماحة الشيخ نزار الحلبي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "