الليلُ يجثمُ في رواقِ سهـــــــــــــــــــادي
والفجرُ أخلفَ ناسياً ميعـــــــــــــــــــادي
وأنا أصارعُ في الغرامِ رسائـــــــــــــــلاً
فاضتْ بها عيني على أعـــــــــــــــوادي
(ذي قارُ) في أُذنَيَّ همسُ خيولِهــــــــــــا
يطغى فتصهَلُ في صميمِ فـــــــــــــؤادي
ويهُزُّني صوتُ (ابنِ عمروٍ) في دُجـــى
ليلِ (الهريرِ) فيستفزُّ رُقـــــــــــــــــادي
(القادسيةُ) تستثيرُ مشاعــــــــــــــــــري
تجتاحُها تجتالُ جمرَ رمــــــــــــــــــادي
((سلمى))! أصيحُ ولا مُجيبَ فأنثنـــــــي
زنزانتي تحنو على أصفـــــــــــــــــادي
ما بينَ نافذتي وقلعةِ ناظـــــــــــــــــري
تمتدُّ آلافٌ من الآمــــــــــــــــــــــــــــادِ
لا أمسِ من غيبِ الزمانِ ولا غـــــــــــدٌ
جُمعَ الزمانُ فكانَ عندَ وِســــــــــــــادي
(سعدٌ) يُطلُّ بوجهِهِ غضبــــــــــــانَ أنْ
نارُ المجوسِ تلوحُ من (بغــــــــــــدادِ)
((من بعدِ ألفٍ لا تُعدُّ خطوبُهــــــــــــا
حررتُها وتعودُ للأوغــــــــــــــــــادِ؟))
يا سيدي! عُدْ حيثُ أنتَ وخلِّنــــــــــــي
بينَ الورى أقتاتُ مُرَّ قتـــــــــــــــــادي
لو كانَ همّاً واحداً لبثثتُــــــــــــــــــــــهُ
كثُرَ العدا وتسيدوا ببـــــــــــــــــــلادي
كانَ (الهلالُ) يَهِلُّ من غربِ الدُّنـــــــــا
فغدا منَ الشرقِ الكئيبِ يُغـــــــــــــادي
والخصبَ ينثُرُهُ على أوطانِنـــــــــــــــا
فهو (الخصيبُ) بسهلِنا والــــــــــوادي
واليومَ أجدبَ ما يبضُّ بقطـــــــــــــــرةٍ
قُلِبَ الزمانُ بعالَمِ الأضـــــــــــــــــــدادِ
وتمدّدَتْ نارُ المجوسِ فأصبحــــــــــتْ
لبنانُ مُوقدةً بكلِّ زنـــــــــــــــــــــــــادِ
وأرى بـ(غزةَ) للأعاجمِ (مِشعــــــــــلاً)
زيتي الوَقودُ ونارُهُ بفــــــــــــــــــؤادي
(عمانُ) أُهديكِ السلامةَ إنهـــــــــــــــــمْ
لكِ يحفُرونَ مواضعَ الإيقـــــــــــــــــادِ
في وجنةِ (الأحوازِ) حارتْ دمعـــــــةٌ
العينُ عيني والبكا بغـــــــــــــــــدادي
ليتَ الخبيرَ يجيبُ كيفَ تطاولــــــــتْ
فيها الأعاجمُ بعدَ (ابنِ زيـــــــــادِ)؟(1)
يا حارثيُّ إليكَ ترنو عصبـــــــــــــةٌ
يتحرقونَ لصرخةِ الميــــــــــــــــــلادِ
واللهِ ما خانوا الأمانةَ إنمــــــــــــــــا
قُطعَ الطريقُ وغابَ صوتُ الحادي
خذلتهمو غربَ الخليجِ عصابـــــــــةٌ
(دهرابُ) ينخاها مع (الحــــــــــــدادِ)
لكنهم صموا لهُ آذانَهــــــــــــــــــــــم
حتى وإن ظلَّ الزمانَ ينــــــــــــادي
يا قومَنا هذي المجوسُ لذبحِكـــــــــمْ
سلوا خناجرَهم من الأغمــــــــــــــادِ
ما بينَ شرقيِّ الخليجِ وغربِــــــــــــهِ
لم يبقَ غيرُ إشارةِ المرتــــــــــــــــادِ
أوَلمْ تروا عندَ البقيعِ جموعَهـــــــــم
كيفَ استباحتْ تربةَ الأجـــــــــداد؟
رفعوا شعاراتِ الخـــــرابِ ورددوا:
((الموتُ للجمهورِ والأسيـــــــــــادِ))
هبوا بني قحطانَ من أجداثِكــــــــــم
نادى المنادي: ((أين أهلُ الضادِ))؟
يا (سعدُ) أحرجَني السؤالُ فلم أُجبْ
سوءاتُنا بين الأنامِ بَـــــــــــــــــــوادِ
ما بينَ عزِّكمو وذلِّ جباهِنـــــــــــــا
عزمُ الجدودِ وهيبةُ الأحفــــــــــــــادِ
يا سيدي! عهدٌ إليك بذمتــــــــــــــي
سأجيبُ لا تعجلْ فذاكَ مــــــــرادي
سأُجيبُ عن كل المسائلِ مــــــــــرةً
عندَ المسيرِ بعدتي وعتـــــــــــــادي
أبغي الأعاجمِ في تخومِ بلادِهــــــــم
من بعدِما طهرتُ أرضَ بـــــــلادي
ورفعتُ للإسلامِ رايةَ عـــــــــــــــزّهِ
خفاقةً تسمو على الأحقــــــــــــــــادِ
سأُجيبُ إنَّ إجابتي مقرونـــــــــــــةٌ
ببيارقي تعلو على الأنجـــــــــــــادِ
سأُجيبُ مبتسماً تضجُّ بشائـــــــــري
وأوزعُ الحلوى علــــــــــــى أولادي
والآنَ دعني كي أُعدَّ قوافلــــــــــــــي
عذراً إذا أقصيتُ عنكَ قيــــــــــــادي
لا لن أجيبَ بآهةٍ أو عبــــــــــــــرةٍ
طعمُ الهوانِ كضربةِ الجـــــــــــــلادِ