العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحـــــــــــوار مع الإسـماعيلية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-09, 11:03 PM   رقم المشاركة : 1
عارفه
موقوف





عارفه غير متصل

عارفه is on a distinguished road


Smile ائمة اهل السنة والجماعة والطعن لبعضهم البعض الله المستعان

قد سئمنا ونحن ندافع ونرد الافتراءات والاكاذيب بشهادة مؤرخيكم ومنصفيكم الا انكم لا زلتم تصرون وتستكبرون بلا عقل وبكل جهل ، لذا نهديكم هذه الحقائق الغائبة عنكم :
ما ذكروه في ذم الأئمة الأربعة :

ما قيل في ذم الأئمة الأربعة كثير ، ولا يسعنا حصره ، وما سندرجه في هذه الفقرة لم نتقوّله عليهم ، بل هو مذكور في كتب علماء أهل السنة ، وصادر من علمائهم ، وقد ذكرنا مصادره في الحواشي لتوثيق النقل عنهم.
وليس غرضنا من نقله الإزراء بهم أو الطعن فيهم ، فإن أئمة المذاهب وفدوا على ربّهم ، والله أعلم بحالهم ، ولكن الغاية هي أن يعلم القارئ الكريم أن هؤلاء رجال غير معصومين ، وقد قيل فيهم ما قيل إن صدقاً وإن كذباً ، ونحن نذكره لكي يتحقق الفرد المسلم في اختيار الأئمة في الدين ، وليعلم أن الواجب عليه هو اتباع مَن أُمر باتباعهم ، وهم أهل البيت عليهم السلام دون غيرهم ، والله أعلم بحقائق الأمور.
وإليك بعض ما قالوه فيهم :
- ما قالوه في ابو حنيفة :
قال البخاري : كان مرجئاً ، سكتوا عن رأيه وعن حديثه (1).
وروى البخاري في تاريخه الصغير أن سفيان لَمَّا نُعي أبو حنيفة قال : الحمد لله ، كان ينقض الإسلام عروة ، ما وُلد في الإسلام أشأم منه (2).
وقال ابن عبد البر في كتاب الانتقاء : ممن طعن عليه وجرحه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، فقال في كتابه في الضعفاء والمتروكين :
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، قال نعيم بن حماد : نا يحيى بن
____________
(1) التاريخ الكبير 8|81 ت 2253. وذكر الخطيب في تاريخ بغداد 13|379 ـ 380. 398 ، 399 من قال إن أبا حنيفة من المرجئة. وقال أبن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 2|1072 ( ط محققة ) : ونقموا أيضاً على أبي حنيفة الإرجاء ، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثير ، ولم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته. وراجع الكامل في ضعفاء الرجال 7|8.
(2) التاريخ الصغر 2|93. تاريخ بغداد 13|418. الكامل في ضعفاء الرجال 7|8.
( 138 )
سعيد ومعاذ بن معاذ ، سمعا سفيان الثوري يقول : قيل : استُتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين (1). وقال نعيم عن الفزاري : كنت عند سفيان بن عيينة ، فجاء نعي أبي حنيفة ، فقال : لعنه الله ، كان يهدم الإسلام عروةً عروة ، ما وُلد في الإسلام مولود أشر منه. هذا ما ذكره البخاري (2).
وقال : قال ابن الجارود في كتابه في الضعفاء والمتروكين : النعمان بن ثابت جُل حديثه وهم ، وقد اختُلف في إسلامه.
وقال : وقد روي عن مالك رحمه الله أنه قال في أبي حنيفة نحو ما ذكر سفيان أنه شر مولود وُلد في الإسلام ، وأنه لو خرج على هذه الأمة بالسيف كان أهون (3).
قلت : ورواه الخطيب البغدادي أيضاً عن الأوزاعي وحماد (4) ومالك (5).
وقال الذهبي : ضعَّفه النسائي من جهة حفظه ، وابن عدي وآخرون (6) ، وترجم له الخطيب في فصلين من تاريخه ، واستوفى كلام الفريقين : معدِّليه ومضعِّفيه (7).
وروى ابن أبي حاتم عن ابن المبارك أنه قال : كان أبو حنيفة مسكيناً في الحديث. وعن أحمد بن حنبل أن أبا حنيفة ذُكِر عنده فقال : رأيه مذموم ، وبدنه لا يذكر. وعن محمد بن جابر اليمامي أنه قال : سرَق أبو حنيفة كتب
____________
(1) وذكره أيضاً الخطيب في تاريخ بغداد 13|390 ـ 393.
(2) الأنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ، ص 149 ـ 150.
(3) المصدر السابق ، ص 150.
(4) تاريخ بغداد 13|420.
(5) المصدر السابق 13|415.
(6) روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13|450 ـ 451 أن أبا حنيفة ضعفة : يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وعمرو بن علي ، والجوزجاني ، وابن أبي شيبة ، ومسلم ، والنسائي. وضعفه كذلك ابن عدي في الكامل 7|5 ـ 12.
(7) ميزان الاعتدال 4|265 ت 9092.
( 139 )
حماد مني (1).
وذكر ابن سعد في الطبقات عن محمد بن عمر ، قال : كان ضعيفاً في الحديث (2).
وذكر أبو نعيم في حلية الأولياء ، والخطيب في تاريخه أن مالك بن أنس ذَكَرَ أبا حنيفة ، فقال : كاد الدين ، ومَن كاد الدين فليس مِن أهله.
وعن الوليد بن مسلم قال : قال لي مالك : يُذْكَر أبو حنيفة ببلدكم ؟ قلت: نعم. قال : ما ينبغي لبلدكم أن تُسكَن (3).
وقال سفيان بن عيينة : ما زال أمر الناس معتدلاً حتى غيَّر ذلك أبو حنيفة بالكوفة ، والبتي بالبصرة ، وربيعة بالمدينة (4).
وقال أحمد بن حنبل : ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلا سواء (5).
وقال الشافعي : نظرت في كتاب لأبي حنيفة فيه عشرون ومائة ، أو ثلاثون ومائة ورقة ، فوجدت فيه ثمانين ورقة في الوضوء والصلاة ، ووجدت فيه إما خلافاً لكتاب الله ، أو لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو اختلاف قول ، أو تناقض ، أو خلاف قياس (6).
وروى الخطيب عن أبي بكر بن أبي داود أنه قال لأصحابه : ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه ، والشافعي وأصحابه ، والأوزاعي وأصحابه ، والحسن بن صالح وأصحابه ، وسفيان الثوري وأصحابه ، وأحمدبن حنبل وأصحابه ؟ فقالوا : يا أبا بكر ، لا تكون مسألة أصح من
____________
(1) الجرح والتعديل 8|450 ت 2062.
(2) الطبقات الكبرى 6|368.
(3) حلية الاولياء 6|325. تاريخ بغداد 13|421. الكامل في ضعفاء الرجال 7|6.
(4) الإحكام في أصول الأحكام 6|223. تاريخ بغداد 13|413 ـ 414.
(5) تاريخ بغداد 13|439.
(6) حلية الاولياء 10|103.
( 140 )
هذه. فقال : هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة (1).
وبالجملة ، فما قالوه في الطعن في أبي حنيفة كثير جداً ، ولا يسعنا استقصاؤه ، وقد أعرضنا عن أمور عظيمة ذكروها فيه ، ومن شاء الاستزادة فليرجع إلى تاريخ بغداد ، والانتقاء ، وجامع بيان العلم وفضله وغيرها (2).
ـ ما قالوه في مالك :
ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ أن مالكاً لم يشهد الجماعة خمساً وعشرين سنة.
وذكر عن ابن سعد أن مالكاً كان يأتي المسجد ليشهد الصلوات والجنائز، ويعود المرضى ، ويقضي الحقوق ، ويجلس في المسجد ، ثم ترك الجلوس فيه ، فكان يصلي وينصرف ، وترك شهود الجنائز ، فكان يأتي أصحابه فيعزّيهم ، ثم ترك ذلك كله والصلاة في المسجد والجمعة (3).
وذُكر أنه بكى في مرض موته ، وقال : والله لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها ، وليتني لم أُفتِ بالرأي (4).
وذكر الذهبي عن الهيثم بن جميل قال : سمعت مالكاً سُئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فأجاب عن اثنتين وثلاثين منها بـ « لا أدري ».
وعن خالد بن خداش ، قال : قدمتُ على مالك بأربعين مسألة ، فما
____________
(1) تاريخ بغداد 13|394.
(2) تاريخ بغداد 13|370 ـ 454 ذكر الخطيب أكثر من 150 قولا في ذمه ص 147 ـ 152. جامع بيان العلم وفضله 2|1074 ، 1079 ، 1086 ( ط محققة ) الكامل في ضعفاء الرجال 7|5 ـ 12.
(3) تذكرة الحفاظ 1|210 ت 199. شذرات الذهب 1 |289 ـ 290 وفيات الاعيان
(4) شذرات الذهب 1|292. وفيات الاعيان 4|137. الإحكام في أصول الأحكام الدين 6|224. جامع بيان العلم وفضله 2|1072 ( ط محققة ).
( 141 )
أجابني منها إلا على خمس مسائل (1).
وروى الخطيب عن أحمد بن حنبل أنه سُئل عن مالك ، فقال : حديث صحيح ، ورأي ضعيف (2).
وعن مالك أيضاً أنه ربما كان يُسأل خمسين مسألة ، فلا يجيب في واحدة منها (3).
ونقل ابن عبد البر عن الليث بن سعد أنه قال : أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة كلها مخالفة لسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قال فيها برأيه ، قال : ولقد كتبت إليه أعظه في ذلك (4).
وعن المروزي قال : وكذلك كان كلام مالك في محمد بن إسحاق لشيء بلَغَه عنه تكلّم به في نَسَبه وعِلْمه (5).
وعن سلمة بن سليمان قال : قلت لابن المبارك : وضعتَ من رأي أبي حنيفة ، ولم تضع من رأي مالك ؟ قال : لم أره علماً (6).
وقال ابن عبد البر : وقد تكلم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة ، كرهتُ ذِكره ، وهو مشهور عنه ، قاله إنكاراً لقول مالك في حديث البيِّعين بالخيار... (7) ، وتكلم في مالك أيضاً فيما ذكره الساجي في كتاب العلل : عبد العزيز بن أبي سلمة ، وعبد الرحمن بن زيد بن
____________
(1) سير أعلام النبلاء 8|77.
(2) تاريخ بغداد 13|445.
(3) فتاوى ومسائل ابن الصلاح 1|13.
(4) جامع بيان العلم وفضله 2|1080 ( ط محققة ).
(5) المصدر السابق 2|1105.
(6) المصدر السابق 2|1109.
(7) ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2|302 عن أحمد بن حنبل قال : بلغ ابن ابي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث ( البيعين الخيار ) ، قال : يستتاب وإلا ضربت عنقه.
( 142 )
أسلم ، وابن إسحاق ، وابن أبي يحيى ، وابن أبي الزناد ، وعابوا عليه أشياءمن مذهبه ، وتكلم فيه غيرهم لتركه الرواية عن سعد بن إبراهيم ، وروايته عن داود بن الحصين وثور بن زيد ، وتحامل عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسَداً لموضع إمامته ، وعابَهُ قوم في إنكاره المسح على الخفَّين في الحضر والسفر ، وفي كلامه في علي وعثمان، وفتياه إتيان النساء من الأعجاز ، وفي قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسبوه بذلك إلى ما لا يحسن ذِكره (1).
قال ابن حجر : ويقال إن سعداً (2) وعظ مالكاً فوجد عليه ، فلم يروِ عنه... وقال أحمد بن البرقي : سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد أنه كان يرى القدر وترك مالك الرواية عنه. فقال : لم يكن يرى القدر ، وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك ، فكان مالك لا يروي عنه ، وهو ثَبْت لا شك فيه (3).

ـ ما قالوه في الشافعي :
قيل ليحيى بن معين : والشافعي كان يكذب ؟ قال : ما أحب حديثه ولا ذِكْره (4).
واشتهر عن يحيى أنه كان يقول عن الشافعي : إنه ليس بثقة (5).
وأخرج ابن حجر في توالي التأسيس عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه قال : كان الشافعي قد مرض من هذا الباسور مرضاً شديداً ، حتى ساء
____________
(1) المصدر السابق 2|1115.
(2) هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، كان قاضي المدينة ، روى عنه الستة.
(3) تهذيب التهذيب 3|403 ـ 404.
(4) جامع العلم وفضله 2|1083 ( ط محققة ).
(5) المصدر السابق 2|1114.
( 143 )
خُلُقه ، فسمعته يقول : إني لآتي الخطأ وأنا أعرفه (1).
وذكر ابن حجر في لسان الميزان عن معمر بن شبيب أنه سمع المأمون يقول : امتحنت الشافعي في كل شيء فوجدته كاملاً ، وقد بقيت خصلة ، وهو أن أسقيه من الهندبا تغلب على الرجل الجسيد العقل. فحدّثني ثابت الخادم أنه استدعى به فأعطاه رطلاً فقال : يا أمير المؤمنين ما شربته قط. فعزم عليه فشربه ، ثم والى عليه عشرين رطلاً فما تغير عقله ، ولا زال عن حُجّة (2).
قلت : لعل الشافعي شربه تقية ، لأنه كان يرى التقية من الخلفاء.
ـ ما قالوه في أحمد بن حنبل :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعتُ أبي يقول : وددتُ أني نجوت من هذا الأمر ، لا عليَّ ولا لي (3).
وعن أبي بكر الأثرم ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يُستفتَى ، فيكثر أن يقول : لا أدري (4).
وقال الفخر الرازي : إنه ـ يعني الإمام أحمد ـ ما كان في علم المناظرة والمجادلة قوياً ، وهو الذي قال : لولا الشافعي لبقيت أقفيتنا كالكرة في أيدي أصحاب الري (5).
وقال ابن أبي خيثمة : قيل لابن معين : إن أحمد يقول : إن علي بن عاصم ليس بكذاب. فقال : لا والله ، ما كان علي عنده قط ثقة ، ولا حدَّث عنه بشيء ، فكيف صار اليوم عنده ثقة ؟ (6)
____________
(1) توالي التأسيس ، ص 177.
(2) لسان الميزان 6|67.
(3) سير أعلام النبلاء 11|227.
(4) فتاوى ومسائل ابن الصلاح 1|13.
(5) مناقب الإمام الشافعي ، ص 389.
(6) تهذيب التهذيب 7|304.
( 144 )
وقال الحسين بن علي الكرابيسي في الطعن في أحمد : أيش نعمل بهذا الصبي ؟ إن قلنا : ( مخلوق ) قال : بدعة. وإن قلنا : ( غير مخلوق ) قال : بدعة (1).
ولعل أحمد بن حنبل هو الذي سَلِم تقريباً من أن توجَّه إليه السهام والطعون كما وُجِّهت لغيره ، وذلك لأنه جعل جُل عنايته في جمع الأحاديث ، فصنّف المسند الذي اشتمل على أكثر من خمسة وعشرين ألف حديث ، ثم إنه حاول أن يفر من الفتوى (2) ، ولم تُعرف له فتاوى شاذة كثيرة كما عُرفت لغيره، ثم إن محنة خلق القرآن أكسبته مكانة عظيمة عند الناس ، وفتواه بوجوب طاعة السلطان وحرمة الخروج عليه وإن كان جائراً ، أعطته منزلة كبيرة عند الخلفاء والسلاطين.
تعصب أهل السنة لمذاهبهم :
إن المتتبِّع لما كتبه أهل السنة ـ علماؤهم وغيرهم ـ يجد أن التعصب للمذاهب كان قوياً جداً، ولم يسلم منه حتى مَن كان يُتوقَّع منه التنزّه عنه لجلالته وعلمه ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ، ويمكن أن نقول : إن التعصب قد وقع على أنحاء مختلفة :
منه : ما نتج عنه رَد الأحاديث والآثار النبوية ، والعمل بفتوى إمام المذهب ، وإن كان فيها مخالفة صريحة للنص الثابت.
وقال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى ( اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) : قال شيخنا ومولانا خاتمة المحققين والمجتهدين رضي الله
____________
(1) تاريخ بغداد 8|65.
(2) ذكر الخطيب في تاريخ بغداد 6|66 أن رجلاً سأل أحمد بن حنبل عن مسألة في الحلال والحرام ، فقال له أحمد : سل عافاك الله غيرنا. قال : إنما نريد جوابك يا أبا عبد الله. فقال : سل عافاك الله غيرنا ، سل الفقهاء ، سل أبا ثور.
( 145 )
عنهم : قد شاهدت جماعة من مقلّدة الفقهاء ، قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله تعالى في بعض المسائل ، وكانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات ، فلم يقبلوا تلك الآيات ولم يلتفتوا إليها ، وبقوا ينظرون إليَّ كالمتعجِّب ، يعني كيف يمكن العمل بظواهر هذه الآيات مع أن الرواية عن سَلَفنا وردت على خلافها ، ولو تأمَّلتَ حق التأمَّل وجدتَ هذا الداء سارياً في عروق الأكثرين من أهل الدنيا (1).
وقال السيد سابق في فقه السنة : وقد بلغ الغلو في الثقة بهؤلاء الأئمة حتى قال الكرخي ـ وهو حنفي ـ : كل آية أو حديث يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ ؟! (2)
وقال ابن حزم : قال بعض من قوي جهله وضعف عقله ورقَّ دينه : إذا اختلف العالمان وتعلَّق أحدهما بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو آية ، وأتى الآخر بقول يخالف ذلك الحديث وتلك الآية ، فواجب اتباع من خالف الحديث ، لأننا مأمورون بتوقيرهم (3).
وعن إبراهيم النخعي قال : لو رأيتهم يتوضؤون إلى الكوعين ما تجاوزتهما وأنا أقرؤها ( إلى المرافق ) (4).
ومِن تعصّبهم : ما جرَّهم إلى أمور منكرة ومهاترات عجيبة.
ومن ذلك ما ذكره ابن كثير في ترجمة محمد بن موسى بن عبد الله الحنفي ، فقال : ولي قضاء دمشق ، وكان غالياً في مذهب أبي حنيفة... وكان يقول : لو كانت لي الولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية. وكان مبغضاً لأصحاب مالك أيضاً (5).
____________
(1) التفسير الكبير 16|37.
(2) فقه السنة1|10.
(3) الإحكام في أصول الاحكام 6|260.
(4) المصدر السابق 6|263.
(5) البداية والنهاية 12|187. لسان الميزان 5|402.
( 146 )
وذكر الذهبي في العِبَر أن الفقيه الشافعي أبا حامد محمد بن محمد البروي الطوسي صاحب التعليقة المشهورة في الخِلاف كان بارعاً في معرفة مذهب الأشعري ، قدم بغداد وشغب على الحنابلة ، وأثار الفتنة ، ووعظ بالنظامية ، فأصبح ميتاً ، فيقال : إن الحنابلة أهدوا له مع امرأة صحن حلوى مسمومة. وقيل : إن البروي قال : لو كان لي أمر لوضعت على الحنابلة الجزية (1).
ومِن تعصّبهم : ما جرَّهم إلى فتاوى غريبة وأحكام عجيبة.
فقد أفتى بعض الأحناف بعدم جواز تزويج الحنفي بالشافعية ، باعتبار أن الشافعية تشك في إيمانها ، لأن الشافعي يقول : أنا مؤمن إن شاء الله. إلا أن بعضهم قال : يجوز ذلك ، قياساً على الذمّية ، أي فكما يجوز زواج الحنفي بالذمّية كذلك يجوز زواج الحنفي بالشافعية.
ومن تعصبهم : ما أحدث الفتن فيما بينهم.
قال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة 323هـ في بغداد :
وفيها عظم أمر الحنابلة ، وقويت شوكتهم ، وصاروا يكسبون من دُور القُوَّاد والعامة ، وإن وجدوا نبيذاً أراقوه ، وإن وجدوا مغنية ضربوها ، وكسروا آلة الغناء ، واعترضوا في البيع والشراء ، ومشْي الرجال مع النساء والصبيان ، فإذا رأوا ذلك سألوه عن الذي معه من هو ؟ [ فإذا ] أخبرهم ، وإلا ضربوه وحملوه إلى صاحب الشرطة ، وشهدوا عليه بالفاحشة ، فأرهجوا بغداد... وزاد شرّهم وفتنتهم ، واستظهروا بالعميان الذين كانوا يأوون المساجد ، وكانوا إذا مرَّ بهم شافعي المذهب أغروا به العميان ، فيضربونه بعِصِيّهم حتى يكاد يموت (2).
ومن تعصبهم : ما سبَّب إغلاق باب الاجتهاد عند أهل السنة.
قال السيد سابق : وبالتقليد والتعصب للمذاهب فقدت الأمة الهداية
____________
(1) العبر في خبر من غبر 3|52. شذرات الذهب 4|224.
(2) الكامل في التاريخ 8|307 ـ 308.
( 147 )
بالكتاب والسنة ، وحدث القول بانسداد باب الاجتهاد ، وصارت الشريعة هي أقوال الفقهاء ، وأقوال الفقهاء هي الشريعة ، واعتُبر كل من يخرج عن أقوال الفقهاء مبتدعاً لا يوثق بأقواله ، ولا يُعتد بفتاويه (1).
وقال أبو شامة : وكانت تلك الأزمنة مملوءة بالمجتهدين ، فكل صنف على ما رأى ، وتعقب بعضهم بعضاً مستمدّين من الأصلين : الكتاب والسنة... ولم يزل الأمر على ما وصفت إلى أن استقرّت المذاهب المدوَّنة ، ثم اشتهرت المذاهب الأربعة ، وهُجر غيرها ، فقصرت همم أتباعهم إلا قليلاً منهم ، فقلَّدوا بعدما كان التقليد حراماً لغير الرسُل ، بل صارت أقوال أئمتهم بمنزلة الأصلين: الكتاب والسنة ، وذلك معنى قوله تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) فعُدِم المجتهدون ، وغلب المتقلّدون ، وكثر التعصب ، وكفروا بالرسول حيث قال : يبعث الله في كل مائة سنة مَن ينفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وحجَروا على ربّ العالمين مثل اليهود أن لا يبعث بعد أئمتهم وليّاً مجتهداً ، حتى آل بهم إلى التعصب إلى أحدهم إذا أُورد عليه شيء من الكتاب والسنة على خلافه ، يجتهد في دفعه بكل سبيل من التأويلات البعيدة ، نصرةً لمذهبه ولقوله (2).
ومن تعصّبهم : غلوّ كل طائفة في إمامها.
قال البيهقي : إن الشافعي إنما وضع الكتب على مالك أنه بلغه أن بالأندلس قلنسوة لمالك يُستسقى بها ، وكان يقال لهم : ( قال رسول الله ). فيقولون : ( قال مالك ). فقال الشافعي : إن مالكاً بَشَرٌ يخطئ. فدعاه ذلك إلى تصنيف الكتاب في اختلافه معه (3).
____________
(1) فقه السنة 1|10.
(2) المختصر المؤمل للردل إلى الأول ، ص 14 ـ 15. ( عن كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 2|145 ).
(3) توالي التأسيس ، ص 147.
( 148 )
وأخرج الخطيب عن علي بن جرير ، قال : كنت في الكوفة فقدمت البصرة وبها ابن المبارك ، فقال لي : كيف تركت الناس ؟ قال : قلت : تركت بالكوفة قوماً يزعمون أن أبا حنيفة أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : كُفْر. قلت: اتخَذوك في الكفر إماماً. قال : فبكى حتى ابتلّت لحيته ، يعني أنه حدَّث عنه.
وعنه أيضاً قال : قدمت على ابن المبارك ، فقال له رجل : إن رجلين تماريا عندنا في مسألة ، فقال أحدهما : قال أبو حنيفة. وقال الآخر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال : كان أبو حنيفة أعلم بالقضاء (1).
هذا غيض من فيض من الآثار المذمومة للتعصب للمذاهب ، نسأل الله أن يأخذ بيد جميع المسلمين إلى رضاه ، إنه قريب مجيب.

المسْلم غير ملزم باتباع أحد المذاهب الأربعة :
هذا وقد ذكر بعض علماء أهل السنة في كتبهم ما يضيء الدرب أمام مَن التزم باتباع مذهب معين ، فشدَّدوا في الإرشاد ، وأبلغوا في النصح ، لعل شيئاً منها يجد أذناً صاغية أو قلباً واعياً.
قال ابن عبد البر : يقال لمن قال بالتقليد : لِمَ قلتَ به وخالفتَ السلف في ذلك ، فإنهم لم يقلّدوا ؟
فإن قال : قلَّدتُ لأن كتاب الله جل وعزّ لا علم لي بتأويله ، وسُنّة رسوله لم أحصها ، والذي قلّدته قد علم ذلك ، فقلّدت مَن هو أعلم مني.
قيل له : أما العلماء إذا اجتمعوا على شيء من تأويل الكتاب ، أو حكاية سُنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو اجتمع رأيهم على شيء فهو الحق ، لا شك فيه ، ولكن اختلفوا فيما قلّدت فيه بعضهم دون بعض ، فما حُجّتك في تقليد بعض دون بعض ، وكلهم عالم ، ولعل الذي رغبت عن قوله أعلم من
____________
(1) تاريخ بغداد 13|441 ـ 442.
( 149 )
الذي ذهبت إلى مذهبه.
فإن قال : قلّدته لأني علمت أنه صواب. قيل له : علمتَ ذلك بدليل من كتاب أو سُنّة أو إجماع ، فقد أَبطَلَ التقليد ، وطولب بما ادّعاه من الدليل.
وإن قال : قلّدته لأنه أعلم مني. قيل له : فقلّد كل من هو أعلم منك ، فإنك تجد خلقاً كثيراً ، ولا تخص مَن قلّدته ، إذ علّتك فيه أنه أعلم منك.
فإن قال : قلّدته لأنه أعلم الناس. قيل له : فهو إذن أعلم من الصحابة. وكفى بقول مثل هذا قبحاً.
وإن قال : إنما أقلّد بعض الصحابة. قيل له : فما حُجّتك في ترك مَن لم يُقلَّد منهم ، ولعل مَن تركتَ قوله منهم أفضل ممن أخذت بقوله. على أن القول لا يصح لفضل قائله ، وإنما يصح بدلالة الدليل عليه (1).
وقال ابن حزم : إن العجب ليطول ممن اختار أخذ أقوال إنسان بعينه لم يصحبه من الله عز وجل معجزة ، ولا ظهرت عليه آية ، ولا شهد الله له بالعصمة عن الخطأ ، ولا بالولاية. وأعجب من ذلك إن كان مِن التابعين فمَن دونهم ، ممن لا يُقطع على غيب إسلامه (2) ، ولا بِيَد مقلِّده أكثر من حسن الظن به ، وأنه في ظاهر أمره فاضل من أفاضل المسلمين ، لا يقطع له على غيره من الناس بفضل ، ولا يشهد له على نُظرائه بسبق ، إن هو إلا الضلال المبين (3).
ثم قال : ثم ننحط في سؤالهم درجة فنقول : ما الذي دعاكم إلى التهالك على قول مالك وابن القاسم ؟ فهلاّ تبعتم قول عمر بن الخطاب وابنه فتهالكتم عليها ؟ فهما أعلم وأفضل من مالك وابن القاسم عند الله عز وجل بلا شك.
ونقول للحنفيين : ما الذي حملكم على التماوت على قول أبي حنيفة
____________
(1) جامع بيان العلم وفضله 2|117.
(2) يعني كيف نقلد من لا نقطع بأنه مسلم ، غاية ما في الأمر أننا نحسن الظن به باعتبار أنه في الظاهر من أفاضل المسلمين ، أما العلم بحقيقة حاله فلا سبيل لنا إليه.
(3) الإحكام في أصول الأحكام 6|280.
( 150 )
وأبي يوسف ومحمد بن الحسن ؟ فهلاّ طلبتم أقوال عبد الله بن مسعود وعلي فتماوتّم عليها ؟ فهما أفضل وأعلم من أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن عند الله تعالى بلا شك.
ونقول لمَن قلّد الشافعي رحمه الله : ألم ينهكم عن تقليده وأمركم باتباع كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث صحّ ؟ فهلاّ اتبعتموه في هذه القولة الصادقة التي لا يحل خلافها لأحد ؟ (1)
وقال ابن القيم : نقول : أخذتم بقول فلان لأن فلاناً قاله ؟ أو لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ؟
فإن قلتم : ( لأن فلاناً قاله ) جعلتم قول فلان حُجّة ، وهذا عين الباطل. وإن قلتم : ( لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ) كان هذا أعظم وأقبح ، فإنه مع تضمّنه للكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقويلكم عليه ما لم يقله ، هو أيضاً كذب على المتبوع ، فإنه لم يقُل : هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد دار قولكم بين أمرين لا ثالث لهما: إما جعل قول غير المعصوم حجّة ، وإما تقويل المعصوم ما لم يقُله ، ولا بد من واحد من الأمرين.
فإن قلتم : بل منهما بُد ، وبقي قسم ثالث ، وهو أنا قلنا كذا ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَنا أن نتّبع مَن هو أعلم منا ، ونسأل أهل الذِّكر إن كنا لا نعلم ، ونرُدّ ما لم نعلمه إلى استنباط أولي العلم ، فنحن في ذلك متَّبِعون ما أمَرَنا به نبيّنا.
قيل : وهل نُدَنْدِن إلا حول اتّباع أمره صلى الله عليه وسلم ، فحيهلا بالموافقة على هذا الأصل الذي لا يتم الإيمان والإسلام إلا به ، فنُناشدكم بالذي أرسله : إذا جاء أمره وجاء أمر مَن قلّدتموه ، هل تتركون قوله لأمره صلى الله عليه وسلم ، وتضربون به الحائط، وتحرِّمون الأخذ به والحالة هذه ، حتى تتحقق المتابعة كما زعمتم ، أم تأخذون بقوله ، وتفوِّضون أمر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله ، وتقولون : هو أعلم
____________
(1) المصدر السابق 6|281.
( 151 )
برسول الله صلى الله عليه وسلم منا ، ولم يخالف هذا الحديث إلا وهو عنده منسوخ أو مُعارَض بما هو أقوى منه ، أو غير صحيح عنده. فتجعلون قول المتبوع مُحْكَماً، وقول الرسول متشابِهاً ، فلو كنتم قائلين بقوله لكون الرسول أمركم بالأخذ بقوله ، لقدَّمتم قول الرسول أين كان.
وقال : إن ما ذكرتم بعينه حُجّة عليكم ، فإن الله سبحانه أمر بسؤال أهل الذِّكر ، والذكر هو القرآن والحديث... فهذا هو الذِّكر الذي أمرنا الله باتباعه ، وأمر مَن لا عِلم عنده أن يسأل أهله ، وهذا هو الواجب على كل أحد أن يسأل أهل العلم بالذِّكر الذي أنزله الله على رسوله ليُخبروه به ، فإذا أخبروه به لم يسعه غير اتباعه ، وهذا كان شأن أئمة أهل العلم ، لم يكن فيهم مقلِّد معيَّن يتّبعونه في كل ما قال ، فكان عبد الله بن عباس يسأل الصحابة عما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعَله أو سَنَّه ، لا يسألهم عن غير ذلك ، وكذلك الصحابة... وكذلك التابعون كانوا يسألون الصحابة عن شأن نبيّهم فقط ، وكذلك أئمة الفقه... ولم يكن أحد من أهل العلم قط يسأل عن رأي رجل بعينه ومذهبه ، فيأخذ به وحده ، ويخالف له ما سواه (1).
وقال الشيخ محمد حياة السندي : من تعصّب لواحد معين غير الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويرى أن قوله هو الصواب الذي يجب اتباعه دون الأئمة الآخرين فهو : ضال جاهل ، بل قد يكون كافراً يستتاب ، فإن تاب وإلا قُتل. فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس اتباع واحد معين من الأئمة رضي الله عنهم دون الآخرين، فقد جعله بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك كفر (2).
هذا قليل من كثير قالوه في مسألة عدم جواز اتباع واحد من المذاهب المعروفة ، الأربعة وغيرها ، ولو شئنا استقصاءه لخرجنا عن موضوع الكتاب ،
____________
(1) أعلام الموقعين 2|233 ـ 234.

( 152 )
ولكن فيما ذكرناه كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، والحمد لله رب العالمين.

خلاصة البحث :
لقد اتّضح مما تقدم أمور :
ـ أن المذاهب إنما هي أمور مستحدثة ، أُحدثت بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من قرن من الزمان. ولم يرِد نصّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جواز التعبد بأي منها. وكل ما روي في فضلهم فلا يعدو أن يكون أحاديث موضوعة أو أحلام مكذوبة.
- أن علماء أهل السنّة نصّوا على عدم جواز التقليد في الدين ، وعدم جواز التعبد بأي مذهب من المذاهب الأربعة وغيرها ، وأكّدوا أن وظيفة العامي هي اتباع كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يجوز له أن يأخذ دِينه من الرجال.
ـ أن أئمة المذاهب الأربعة نهوا عن تقليدهم ، وأمروا بعرض ما يُنقل من فتاواهم على كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فما وافقها يؤخذ ، وما خالفها يُطرح.
ـ أن الأئمة الأربعة رجال غير معصومين ، لهم عثرات وأخطاء ، وقد طعَن فيهم مَن طعن ، بحق أو بغير حق.
فبعد هذا كله نسأل أهل السنّة : هل يجوز التعبد بهذه المذاهب المستحدثة ، وهل تبرأ ذمّة المكلف باتباع واحد منها ؟
لقد أجاب ابن حزم على هذا السؤال ، فقال : وأما مَن أخذ برأي أبي حنيفة أو رأي مالك أو غيرهما ، فقد أخذ بما لم يأمره الله تعالى قط بالأخذ به، وهذه معصية لا طاعة (1).
____________
(1) الإحكام في أصول الاحكام 6|226.
( 153 )


قَلَّدْتُمُ النعمـانَ أو محمــدا * أو مالـكَ بنَ أنسٍ أو أحمــدا
فهل أتى الذِّكرُ به أو وصَّى * به النبي ، أو وجدتم نصَّا ؟ (1)

( ومِن الناس مَن يَتَّخِذ مِن دون الله أَندادًا يُحِبُّونهم كَحُبِّ الله والذين آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله وَلَو يَرَى الذين ظَلَمُوا إذ يَرَون العذاب أَنَّ القُوَّة لله جميعًا وأَنَّ الله شديد العذاب * إذ تَبَرَّأَ الذين اتُّبِعُوا مِن الذين اتَّبَعُوا ورأَوا العذاب وَتَقَطَّعَتْ بهم الأَسْباب * وقال الذين اتَّبَعُوا لو أَنَّ لنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ منهم كما تَبَرَّءُوا منَّا كذلك يُرِيهم الله أَعمالهم حَسَرَاتٍ عليهم وما هُم بِخَارِجين من النَّار * يا أَيّها الناس كُلُوا مِمَّا في الأَرض حلالاً طَيِّبًا ولا تَتَّبِعُوا خُطُوات الشَّيطان إِنَّه لكم عَدُوٌّ مُبين * إِنَّمَا يأْمركم بالسُّوء والفحشاء وأَنْ تقولوا على الله ما لا تَعْلَمون * وإذا قِيلَ لَهُم اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ الله قَالوا بَل نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنَا عليه آباءنا أَوَلَو كان آباؤهم لا يَعْقِلُونَ شيئًا ولا يَهْتَدُون ) سورة البقرة : 165 ـ 170.







 
قديم 03-08-09, 03:33 AM   رقم المشاركة : 2
حيـ ـدر
Guest





حيـ ـدر غير متصل

حيـ ـدر is on a distinguished road


المشكله اريد ان افهم

الي ماذا يدعوننا ليل نهار حتى اصدعوا رؤوسنا

يعني لما اصير سني اي مذهب اعمل به

الحنفي

الشافعي

الحنبلي

المالكي

يعني نفسي واحد يجي ويقول مثلا الحنبلي

آخر يقول لا الشافعي ..!!


حيرتونا معكم

اذن سأبقي على دين آل محمد عليهم السلام


والحمد لله الذي هدانا بهم







 
قديم 03-08-09, 06:13 AM   رقم المشاركة : 3
أبو الحسنين
مشرف سابق








أبو الحسنين غير متصل

أبو الحسنين is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيـ ـدر مشاهدة المشاركة
   المشكله اريد ان افهم

الي ماذا يدعوننا ليل نهار حتى اصدعوا رؤوسنا

يعني لما اصير سني اي مذهب اعمل به

الحنفي

الشافعي

الحنبلي

المالكي

يعني نفسي واحد يجي ويقول مثلا الحنبلي

آخر يقول لا الشافعي ..!!


حيرتونا معكم

اذن سأبقي على دين آل محمد عليهم السلام


والحمد لله الذي هدانا بهم

حنبلي شافعي مالكي ... كلهم على عقيدة واحدة يختلفون في الفقه لا في الاصول

لكن المصيبة عندكم يا شيعة

لو بصير شيعي اصير

( اثنى عشري ولا اسماعيلي ولا زيدي ولا نصيري ولا درزي ولا ايش بالضبط )

ها اتحداك ان تاتي وتقول لي هولاء كلهم عقيدتهم واحدة

:d: d






التوقيع :
رسالة وتنبيه للجميع يجب التوقف تماماً عن كتابة

( ههههه ) و ( خخخخ) اصبح الامر مزعج جداً


في الردود وكذلك عدم السب والشتم واستخدام اساليب غير لائقة مع المخالفين


وان لا يتداخل العضو في المواضيع الحوارية بمشاركات لا تفيد الحوار
او حرف الحوار بالسب والشتم

نحن نعامل الناس باخلاقنا لا باخلاقهم

واذا كان الحوار بين المخالفين واحد كبار الاعضاء المعروفين بالحوار العلمي
يجب على الاعضاء عدم التداخل بمشاركات
لاتفيد الحوار في شي غير نقل الموضوع لصفحات كثيرة لا فائدة منها
ولا يكون النقاش عن المتعة فيدخل عضو بمداخلة عن تحريف القران او عن موضوع لا دخل له بالنقاش


وهذا منتدى للدفاع عن السنة لا منتدى عام كباقي المنتديات فيرجى مراعاة هذه الخصوصية




http://img52.imageshack.us/img52/5193/75810832.jpg



من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على شبهة شرب معاوية للخمر / منقول
»» الذب عن اسد السنة من كبار المحدثين في عصرنا شيخنا الجليل أبي اسحاق الحويني حفظه الله
»» انظروا للحقارة في قناة العبرية زواج المسيار اكبر مسبب للايدز في العالم العربي
»» كيف يتقرب صوفية دمشق الى الله؟
»» اعتقال قائد شرطة طهران بعد ضبطه عارياً مع 6 نساء في بيت دعارة
 
قديم 03-08-09, 06:54 AM   رقم المشاركة : 4
صاطي2009
عضو ماسي






صاطي2009 غير متصل

صاطي2009 is on a distinguished road


هههههههههههه
مسوي بها ذكي حيدوووووو

اقول ماقصر ابو الحسنين
وأزيد إسماعيلي نزاري
او أسماعيلي مستعلي داودي

كل ماذكرت يا ابا الحسنين + ماذكرت انا في نظر السليمانية
المنتسبين لهم هذا الثنائي فهم كفار مخلدون بالنار
والنار لها تأويل ياهوووو بس







التوقيع :
اللهم أنت ربي لا إله الا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك ووعدك
ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت و وأبوء لك بنعمتك على
وأبوء لك بذنبى فغفر لى فانه لايغفر الذنوب الا أنت .
من مواضيعي في المنتدى
»» سلسلة / الأقوال الكفرية من العقائد الإسماعيلية ((3))
»» الإسماعيلية و تحريف القرآن الكريم
»» سؤال ثاني بس سهل
»» جرجيس ماذا تقول انت ؟
»» السؤال الذي يخاف إسماعيلية نجران منه ويهربون مدبرين رقم 2
 
قديم 03-08-09, 08:14 PM   رقم المشاركة : 5
عارفه
موقوف





عارفه غير متصل

عارفه is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسنين مشاهدة المشاركة
  
حنبلي شافعي مالكي ... كلهم على عقيدة واحدة يختلفون في الفقه لا في الاصول

لكن المصيبة عندكم يا شيعة

لو بصير شيعي اصير

( اثنى عشري ولا اسماعيلي ولا زيدي ولا نصيري ولا درزي ولا ايش بالضبط )

ها اتحداك ان تاتي وتقول لي هولاء كلهم عقيدتهم واحدة

:d: d

طيب يا ابو الحسنين هل الفقه من شرع الله ورسوله ام من شرع البشر ؟! ننتظر جوابك...

اما قولك اثناعشري..اسماعيلي..زيدي ..الخ...
هذه كلها فرق تؤمن بمذهب اهل البيت وتعتقد انه اصل الاسلام وروحه / وقد اجمعت الشيعة كافة على الايمان بعلي بن ابي طالب خليفة وامام بعد رسول الله وبقاء الهداية في ذرية رسول الله من بنته فاطمة / كما كانت الهداية في جميع الاديان السماوية منذ عهد ادم عليه السلام الى اليوم باقية في الانبياء والرسل وذرياتهم لا في اصحابهم ولا غيرهم :
قال تعالى : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ{83} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{84} وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ{85} وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ{86} وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{87} ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{88} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ{89} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ....

فكون هناك فرق تدعي انها تنتسب لمذهب اهل البيت وقد اختلفت وتفرقت لا يعني ان نلغي المذهب الاصلي ولا نقر بوجوده ، فكل فرقة لها ادلتها وحججها ونحن ندرك ان هناك فرقة ناجية ، وقد اخبرنا الرسول بحديث صريح انت تعرفه جيدا :
وهو قوله :ستفترق امتي الى 73 فرقة ، كلها في النار الا واحدة ....
ونعرف انهم سيتفرقون وسيصعب عليهم التمسك بدين الحق ، كما اخبر الرسول بقوله :
( يأتي على الناس زمان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر )...
وقوله ايضا : لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس
وقوله : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء‏...
واخيرا نقول لك : لو جاء مسيحي وراى المسلمين وهم مختلفين الى عدة فرق ومذاهب وكل منهم يزعم انه يتبع الكتاب والسنة ، وفي نفس الوقت كل منهم يخطئ الاخر ويضلله ، فهل سيصح كلامه لو اعتبر ان الاسلام باطل بسبب اختلاف معتنقيه ؟!
وكذلك منهج اهل البيت عليهم السلام فهم طريق الحق والنجاة والسفينة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وان انشق عنهم فرق وطوائف فاللوم عليهم لا على اساس المنهج القويم...






 
قديم 03-08-09, 08:23 PM   رقم المشاركة : 6
أبو عيسى الجزائري
عضو ينتظر التفعيل







أبو عيسى الجزائري غير متصل

أبو عيسى الجزائري is on a distinguished road


للأسف دائما تأتوننا بأشياء لا علاقة لها
حسنا
أنا مالكي المذهب
وغيري شافعي وغيري حنبلي وغيري حنفي
أين المشكلة
المشكلة أنكم فهمتم هذه المذاهب على مذهب المتعصبين لها
الإمام مالك رحمه الله كان يقول
إنما أنا بشر أخطأ وأصيب فأنظروا في قولي فكل ماوافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ماخالفها فاتركوه
وقال أيضا
كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر-يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم-
وكلام الأئمة الآخرين موجود أيضا في مدى حرصهم على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
قال أبو حنيفة والشافعي
إذا صح الحديث فذاك مذهبي.







 
قديم 03-08-09, 08:29 PM   رقم المشاركة : 7
وسيم التونسي
عضو ماسي







وسيم التونسي غير متصل

وسيم التونسي is on a distinguished road


الرد على ما ذكر من كلام في الأئمة الأربعة رحمهم الله :

أقول مستعينا بالله وحده:

1- أكثر هذه الأقوال غير ثابته

2- رأي الأقران لا يروى ولا يؤخذ به

3- هذه الأراء تخالف ما هو متفق عليه بين علماء الأمة


ثم هذا هو رأي أهل السنة في هؤلاء





1- أبوحنيفة رحمه الله تعالى :


قال المزي في تهذيب الكمال :
( ت س ) : النعمان بن ثابت التيمى ، أبو حنيفة الكوفى ، مولى بنى تيم الله بن ثعلبة ، فقيه أهل العراق ، و إمام أصحاب الرأى ، و قيل : إنه من أبناء فارس . رأى أنس بن مالك . اهـ .
و قال المزى :
قال أحمد بن عبد الله العجلى : أبو حنيفة النعمان بن ثابت كوفى تيمى من رهط حمزة الزيات ، و كان خزازا يبيع الخز .
و قال محمد بن إسحاق البكائى ، عن عمر بن حماد بن أبى حنيفة : أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى ، فأما زوطى فإنه من أهل كابل ، و ولد ثابت على الإسلام ، و كان زوطى مملوكا لبنى تيم الله بن ثعلبة ، فأعتق ، فولاؤه
لبنى تيم الله بن ثعلبة ثم لبنى قفل ، و كان أبو حنيفة خزازا ، و دكانه معروف فى دار عمرو بن حريث .
و قال إسماعيل بن عبد الله بن ميمون ، عن أبى عبد الرحمن المقرىء : كان أبو حنيفة من أهل بابل .
و قال النضر بن محمد المروزى ، عن يحيى بن النضر القرشى : كان والد أبى حنيفة من نسا .
و قال سليمان بن الربيع ، عن الحارث بن إدريس : أبو حنيفة أصله من ترمذ .
و قال أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان التنوخى الأنبارى ، عن أبيه ، عن جده : ثابت والد أبى حنيفة من أهل الأنبار .
و قال مكرم بن أحمد القاضى : حدثنا أحمد بن عبيد الله بن شاذان المروزى ، قال : حدثنى أبى ، عن جدى ، قال : سمعت إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة يقول : أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار ، و الله ما وقع علينا رق قط ، و لد جدى فى سنة ثمانين و ذهب ثابت إلى على بن أبى طالب و هو صغير فدعا له بالبركة فيه و فى ذريته و نحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلى بن أبى طالب فينا . قال : و النعمان بن المرزبان أبو ثابت هو الذى أهدى لعلى بن أبى طالب الفالوذج فى يوم النيروز ، فقال : نورزونا كل يوم . و قيل : كان ذلك فى المهرجان ، فقال : مهرجونا كل يوم .
أخبرنا بذلك يوسف بن يعقوب الشيبانى ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندى ،
قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى ، قال : أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرىء ، قال : حدثنا مكرم بن أحمد ، فذكره .
و قال محمد بن سعد العوفى : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو حنيفة ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه ، و لا يحدث بما لا يحفظ .
و قال صالح بن محمد الأسدى الحافظ : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو حنيفة ثقة فى الحديث .
و قال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ، عن يحيى بن معين : كان أبو حنيفة لا بأس به .
و قال مرة : كان أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق ، و لم يتهم بالكذب ، و لقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا .
و بالإسناد المذكور إلى أبى بكر الحافظ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد الخلال ، قال : أخبرنا على بن عمرو الحريرى أن القاضى أبا القاسم على بن محمد بن كأس النخعى حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن محمود الصيدنانى ، قال : حدثنا محمد بن شجاع ابن الثلجى ، قال : حدثنا الحسن بن أبى مالك ، عن أبى يوسف ، قال : قال أبو حنيفة : لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم و أسأل عن عواقبها ، فقيل : تعلم القرآن . فقلت : إذا تعلمت القرآن و حفظته فما يكون آخره ؟ قالوا : تجلس فى المسجد و يقرأ عليك الصبيان و الأحداث ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك ، أو يساويك فى الحفظ ، فتذهب رئاستك . قلت : فإن سمعت الحديث و كتبته حتى لم يكن فى الدنيا أحفظ منى ؟ قالوا : إذا كبرت و ضعفت حدثت و اجتمع عليك الأحداث و الصبيان ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب ، فيصير عارا عليك فى عقبك .
فقلت : لا حاجة لى فى هذا . ثم قلت : أتعلم النحو فقلت : إذا حفظت النحو
و العربية ما يكون آخر أمرى ؟ قالوا : تقعد معلما ، فأكثر رزقك ديناران إلى الثلاثة قلت : و هذا لا عاقبة له . قلت : فإن نظرت فى الشعر فلم يكن أحد أشعر منى ما يكون أمرى ؟ قالوا : تمدح هذا فيهب لك أو يحملك على دابة أو يخلع عليك خلعة ، و إن حرمك هجوته فصرت تقذف المحصنات ، فقلت : لا حاجة لى فى هذا . قلت : فإن نظرت فى الكلام ما يكون آخره ؟ قالوا : لا يسلم من نظر فى الكلام من مشنعات الكلام فيرمى بالزندقة ، فإما أن تؤخذ فتقتل ، و إما أن تسلم فتكون مذموما ملوما . قلت : فإن تعلمت الفقه ؟ قالوا : تسأل و تفتى الناس و تطلب للقضاء و إن كنت شابا . قلت : ليس فى العلوم شىء أنفع من هذا فلزمت الفقه و تعلمته .
و به ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنى جعفر بن محمد بن خازم ، قال : حدثنا الوليد بن حماد ، عن الحسن بن زياد ، عن زفر بن الهذيل ، قال : سمعت أبا حنيفة يقول : كنت أنظر فى الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلى فيه بالأصابع ، و كنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن
أبى سليمان فجاءتنى امرأة يوما ، فقالت لى : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة ، كم يطلقها ؟ فلم أدر ما أقول ، فأمرتها أن تسأل حمادا ، ثم ترجع فتخبرنى ، فسألت حمادا ، فقال : يطلقها و هى طاهر من الحيض و الجماع تطليقة ، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت ، فقد حلت للأزاوج . فرجعت فأخبرتنى ، فقلت : لا حاجة لى فى الكلام ، و أخذت نعلى فجلست إلى حماد ، فكنت أسمع
مسائله ، فأحفظ قوله ، ثم يغيرها من الغد فأحفظها و يخطىء أصحابه . فقال : لا يجلس فى صدر الحلقة بحذائى غير أبى حنيفة ، فصحبته عشر سنين ، ثم نازعتنى نفسى الطلب للرئاسة فأحببت أن أعتزله و أجلس فى حلقة لنفسى ، فخرجت يوما بالعشى ،
و عزمى أن أفعل ، فلما دخلت المسجد ، فرأيته لم تطب نفسى أن أعتزله ، فجئت فجلست معه ، فجاءه فى تلك الليلة نعى قرابة له قد مات بالبصرة ، و ترك مالا ،
و ليس له وارث غيره ، فأمرنى أن اجلس مكانه ، فما هو إلا أن خرج حتى وردت على مسائل لم أسمعها منه ، فكنت أجيب و أكتب جوابى ، فغاب شهرين ، ثم قدم فعرضت عليه المسائل ، و كانت نحوا من ستين مسألة ، فوافقنى فى أربعين ، و خالفنى فى عشرين ، فآليت على نفسى أن لا أفارقه حتى يموت ، فلم أفارقه حتى مات .
و به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا الوليد بن بكر الأندلسى ، قال : حدثنا على بن أحمد بن زكريا الهاشمى ، قال : حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلى ، قال : حدثنى أبى ، قال : قال أبو حنيفة : قدمت البصرة فظننت أنى لا أسأل عن شىء إلا أجبت فيه ، فسألونى عن أشياء لم يكن عندى فيها جواب ، فجعلت على نفسى أن لا أفارق حمادا حتى يموت ، فصحبته ثمانى عشرة سنة .
و به ، قال : أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عمر الداوودى ، قال : أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرىء ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندى ، قال : حدثنى شعيب بن أيوب ، قال : حدثنا أبو يحيى الحمانى ، قال : سمعت أبا حنيفة يقول : رأيت رؤيا فأفزعتنى ، رأيت كأنى أنبش قبر النبى صلى الله عليه وسلم ، فأتيت البصرة ، فأمرت رجلا يسأل محمد بن سيرين ، فسأله ، فقال : هذا رجل ينبش أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و به ، قال : أخبرنا الحسن بن أبى بكر ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا محمود بن محمد المروزى ، قال : حدثنا حامد بن آدم ، قال : حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : لولا أن الله عز و جل أغاثنى بأبى حنيفة ، و سفيان كنت كسائر الناس .
و به ، قال : أخبرنا على بن القاسم الشاهد بالبصرة ، قال : حدثنا على بن إسحاق المادرائى ، قال : أخبرنا أحمد بن زهير إجازة ، قال : أخبرنى سليمان بن أبى شيخ
( ح ) قال : و أخبرنى أبو بشر الوكيل ، و أبو الفتح الضبى ، قالا : حدثنا عمر ابن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضى ، و هذا لفظ حديثه ، قال : حدثنا أحمد بن أبى خيثمة ، قال : حدثنا سليمان بن أبى شيخ ،
قال : حدثنى حجر بن عبد الجبار ، قال : قيل للقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود : ترضى أن تكون من غلمان أبى حنيفة ؟ قال : ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبى حنيفة ، و قال له القاسم : تعال معى إليه ، فجاء فلما جاء إليه لزمه ، و قال : ما رأيت مثل هذا .


و به ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن على بن عفان ، قال : حدثنا ضرار بن صرد ، قال : سئل يزيد بن هارون : أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان ؟ قال : سفيان أحفظ للحديث ، و أبو حنيفة أفقه .
و به ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن على بن عفان ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول .
( ح ) قال : و أخبرنى محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نعيم
الضبى ، قال : حدثنى أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد المروزى ، قال : حدثنا أبو حمزة يعلى بن حمزة ، قال : سمعت
أبا وهب محمد بن مزاحم يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : رأيت أعبد
الناس ، و رأيت أورع الناس ، و رأيت أعلم الناس ، و رأيت أفقه الناس ، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبى رواد ، و أما أورع الناس فالفضيل بن عياض ،
و أما أعلم الناس فسفيان الثورى ، و أما أفقه الناس فأبو حنيفة ثم قال : ما رأيت فى الفقه مثله .
و به ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، قال : أخبرنا عثمان بن احمد الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم أبو حمزة المروزى ، قال : سمعت ابن أعين أبا الوزير المروزى ، قال : قال عبد الله يعنى ابن المبارك : إذا اجتمع سفيان ، و أبو حنيفة فمن يقوم لهما على فتيا .
و به ، قال : أخبرنا الحسين بن على بن محمد المعدل ، قال : حدثنا على بن الحسن الرازى ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : حدثنا الوليد بن شجاع ، قال : حدثنا على بن الحسن بن شقيق ، قال : كان عبد الله بن المبارك يقول : إذا اجتمع هذان على شىء فذاك قوى . يعنى : الثورى ، و أبا حنيفة .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن على ، قال : حدثنا أبو عروبة الحرانى ، قال : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : سمعت ابن المبارك يقول : إن كان أحد ينبغى له أن يقول
برأيه ، فأبو حنيفة ينبغى له أن يقول برأيه .
و به ، قال : حدثنى عبد الباقى بن عبد الكريم ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا جدى ، قال : حدثنى على بن أبى الربيع ، قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : سمعت عبد الله بن داود .
( ح ) : قال جدى : و حدثنيه إبراهيم بن هاشم ، قال بشر : حدثنيه عن ابن داود ، قال : إذا أردت الآثار ، أو قال الحديث و أحسبه قال : و الورع ، فسفيان . و إذا أردت تلك الدقائق فأبو حنيفة .
و به قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنا عمر بن شهاب العبدى ، قال : حدثنا جندل بن والق ، قال : حدثنى محمد بن بشر ، قال : كنت أختلف إلى أبى حنيفة و إلى سفيان ، فآتى أبا حنيفة فيقول لى : من أين جئت ؟ فأقول : من عند سفيان ، فيقول : لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة و الأسود حضرا لاحتاجا إلى مثله . فآتى سفيان فيقول : من أين جئت ؟ فأقول من عند أبى حنيفة فيقول : لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض .
و به ، قال : أخبرنا على بن القاسم البصرى ، قال : حدثنا على بن إسحاق المادرائى ، قال : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا بكر بن يحيى بن زبان ، عن أبيه ، قال : قال لى أبو حنيفة : يا أهل البصرة أنتم أورع منا و نحن أفقه منكم .
و به قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهانى ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفى ، قال : حدثنا الجوهرى ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : كان أبو حنيفة صاحب غوص فى المسائل .
و به قال : أخبرنا الجوهرى ، قال : أخبرنا محمد بن عمران المرزبانى ، قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبى ، قال : حدثنى أبو مسلم الكجى إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدثنى محمد بن سعيد أبو عبد الله الكاتب ، قال : سمعت عبد الله بن داود الخريبى يقول : يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبى حنيفة فى صلاتهم . قال : و ذكر حفظه عليهم السنن و الفقه .
و به قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد البلخى ، قال : سمعت شداد بن حكيم يقول : ما رأيت أعلم من أبى حنيفة .
و قال النخعى : حدثنا إسماعيل بن محمد الفارسى ، قال : سمعت مكى بن إبراهيم ذكر أبا حنيفة ، فقال : كان أعلم أهل زمانه .
و به ، قال : أخبرنا العتيقى ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقى بها ، قال : حدثنى أبى ، قال حدثنا أحمد بن على بن سعيد القاضى ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأى أبى حنيفة ، و قد أخذنا بأكثر أقواله . قال يحيى بن معين : و كان يحيى بن سعيد يذهب فى الفتوى إلى قول الكوفيين و يختار قوله من أقوالهم و يتبع رأيه من بين أصحابه .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن على ، قال : سمعت حمزة بن على البصرى يقول : سمعت الربيع يقول : سمعت الشافعى يقول : الناس عيال على أبى حنيفة فى الفقه .
و به ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن على بن محمد بن يوسف الواعظ ، قال : حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق البخارى ، قال : حدثنا عباس بن عزير أبو الفضل القطان ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعى يقول : الناس عيال على هؤلاء الخمسة : من أراد أن يتبحر فى الفقه فهو عيال على أبى حنيفة ، قال : و سمعته ـ يعنى الشافعى ـ يقول : كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ، و من أراد أن يتبحر فى الشعر فهو عيال على زهير بن أبى سلمى ، و من أراد أن يتبحر فى المغازى فهو عيال على محمد بن إسحاق ، و من أراد أن يتبحر فى النحو فهو عيال على الكسائى ، و من أراد ان يتبحر فى تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان .
و به قال : أخبرنا على بن المحسن المعدل ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدى ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثى البخارى ببخارى ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين البلخى ، قال : حدثنا حماد بن قريش ، قال : سمعت أسد بن عمرو يقول : صلى أبو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة ، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن فى ركعة واحدة ، و كان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه و حفظ عليه أنه ختم القرآن فى الموضع الذى توفى فيه سبعين ألف مرة .
و به ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد بن حمدان المهلبى ببخارى ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا قيس بن أبى قيس ، قال : حدثنا محمد بن حرب المروزى ، قال : حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة ، عن أبيه ، قال : لما مات أبى سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل ، فلما غسله قال : رحمك الله غفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ، و لم يتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة ، و قد أتعبت من بعدك و فضحت القراء .
و به قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم ، قال : حدثنا بشر بن الوليد ، عن أبى يوسف ،
قال : بينا أنا أمشى مع أبى حنيفة إذ سمعت رجلا يقول لرجل : هذا أبو حنيفة لا ينام الليل ، فقال أبو حنيفة : والله لا يتحدث عنى بما لم أفعل ، فكان يحيى الليل صلاة و دعاء و تضرعا .
و قال النخعى أيضا : حدثنا محمد بن على بن عفان ، قال : حدثنا على بن حفص البزاز ، قال : سمعت حفص بن عبد الرحمن يقول : سمعت مسعر بن كدام يقول : دخلت ذات ليلة المسجد ، فرأيت رجلا يصلى ، فاستمليت قراءته ، فقرأ سبعا ، فقلت
يركع ، ثم قرأ الثلث ، ثم النصف ، فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله فى ركعة ، فنظرت فإذا هو أبو حنيفة .
و قال النخعى أيضا : حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخى ، قال : حدثنا إبراهيم بن رستم المروزى ، قال : سمعت خارجة بن مصعب يقول : ختم القرآن فى ركعة أربعة من الأئمة : عثمان بن عفان ، و تميم الدارى ، و سعيد بن جبير ، و أبو حنيفة .
قال : و قال إبراهيم بن مخلد : حدثنا أحمد بن يحيى الباهلى ، قال : حدثنا يحيى ابن نصر ، قال : كان أبو حنيفة ربما ختم القرآن فى شهر رمصان ستين ختمة !
و قال النخعى أيضا : حدثنا سليمان بن الربيع ، قال : حدثنا حبان بن موسى ،
قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها ، فقالوا : أبو حنيفة . قال : و قال سليمان بن الربيع : سمعت مكى بن إبراهيم
يقول : جالست الكوفيين فما رأيت منهم أورع من أبى حنيفة .
و قال النخعى أيضا : حدثنا الحسين بن الحكم الحبرى ، قال : حدثنا على بن حفص البزاز ، قال : كان حفص بن عبد الرحمن شريك أبى حنيفة و كان أبو حنيفة يجهز عليه فبعث إليه فى رفقة بمتاع و أعلمه أن فى ثوب كذا و كذا عيبا ، فإذا بعته فبين ، فباع حفص المتاع و نسى أن يبين ، و لم يعلم ممن باعه ، فلما علم
أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله .
و به ، قال : أخبرنا الحسن بن أبى بكر ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا محمود بن محمد المروزى ، قال : سمعت حامد بن آدم يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : ما رأيت أحدا أورع من أبى حنيفة ، و قد جرب بالسياط و الأموال .
قال : و قال محمود بن محمد المروزى : سمعت إبراهيم بن عبد الله الخلال ذكروا له عن حامد بن آدم أنه قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : ما رأيت أحدا أورع من أبى حنيفة . فقال : من رأيى أن أخرج إلى حامد فى هذا الحديث الواحد أسمعه منه .
و به قال : أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطى ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان بالكوفة ، قال : حدثنا الحسين بن محمد ابن الفرزدق الفزارى ، قال : حدثنا أبو عبد الله عمرو بن أحمد بن عمرو بن السرح بمصر ، قال : حدثنا يحيى بن سليمان الجعفى الكوفى ، قال : حدثنا على بن معبد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقى ، قال : كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلى قضاء الكوفة ، فأبى عليه ، فضربه مئة سوط و عشرة أسواط فى كل يوم عشرة أسواط ، و هو على الإمتناع ، فلما رأى ذلك خلى سبيله .
و به قال : أخبرنا التنوخى ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الدورى ، قال : أخبرنا أحمد بن القاسم بن نصر أخو أبى الليث الفرائضى ، قال : حدثنا سليمان بن أبى شيخ ، قال : حدثنى الربيع بن عاصم مولى بنى فزارة ، قال : أرسلنى يزيد بن عمر بن هبيرة ، فقدمت بأبى حنيفة فأراده على بيت المال ، فأبى ، فضربه أسواطا . و به قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم ، قال : حدثنا سوادة بن على ، قال : حدثنا خارجة بن مصعب بن خارجة ، قال : سمعت مغيث بن بديل يقول : قال خارجة بن مصعب : أجاز المنصور أبا حنيفة بعشرة آلاف درهم ، فدعى ليقبضها ، فشاورنى ، و قال : هذا رجل إن رددتها عليه غضب و إن قبلتها دخل على فى دينى ما أكره ، فقلت : إن هذا المال عظيم فى عينه ، فإذا دعيت لتقبضها فقل : لم يكن هذا أملى من أمير المؤمنين . فدعى ليقبضها ، فقال ذلك ، فرفع إليه خبره ، فحبس الجائزة . قال : فكان أبو حنيفة لا يكاد يشاور فى أمره غيرى .
و قال النخعى أيضا : حدثنا محمد بن على بن عفان ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقى ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : أدركت الناس فما رأيت أحدا أعقل و لا أفضل و لا أورع من أبى حنيفة .
و قال النخعى أيضا : حدثنا أبو قلابة ، قال : سمعت محمد بن عبد الله الأنصارى ، قال : كان أبو حنيفة يتبين عقله فى منطقه و مشيه و مدخله و مخرجه .
و به قال : أخبرنا الحسين بن على الحنيفى ، قال : حدثنا على بن الحسن الرازى ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا سليمان بن أبى شيخ ، قال : حدثنى حجر بن عبد الجبار ، قال : ما رأى الناس أكرم مجالسة من أبى حنيفة ، و لا إكراما لأصحابه . قال حجر : كان يقال : إن ذوى الشرف أتم عقولا من غيرهم .
و به قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازى ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ،
قال : حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة ، قال : كان لنا جار طحان رافضى ،
و كان له بغلان سمى أحدهما أبا بكر و الآخر عمر ، فرمحه ذات ليلة أحدهما
فقتله ، فأخبر أبو حنيفة ، فقال : انظروا البغل الذى رمحه الذى سماه عمر ، فنظروا فكان كذلك ! .
و به قال : أخبرنا الحسين بن على الحنيفى ، قال : حدثنا على بن الحسن الرازى ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : أخبرنى سليمان بن أبى شيخ ، قال : قال مساور الوراق :
كنا من الدين قبل اليوم فى سعة حتى ابتلينـا بأصحــاب المقـــاييس
قاموا من السوق إذ قلت مكاسبهم فاستعملوا الرأى عند الفقر و البؤس أما العريب فأمسوا لا عطاء لهم و فى المـوالـى علامــات المغـاليس
فلقيه أبو حنيفة فقال : هجوتنا ، نحن نرضيك ، فبعث إليه بدراهم ، فقال :

إذا ما أهل مصر بادهونا بداهية من الفتيا لطيفة
أتينــاهم بمقيـاس صحيح صليب من طراز أبى حنيفة
إذا سمع الفقيه به حواه و أثبته بحبر فى صحيفـة
و به قال : أخبرنا أبو القاسم الأزهرى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا جدى ، قال : أملى على بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة :
رأيت أبا حنيفة كـل يــوم يزيد نبــالة و يزيد خيـرا
و ينطق بالصواب و يصطفيـه إذا ما قال أهل الجور جورا
يقـايس من يقايســه بلــب فمـن ذا تجعلـون له نظيـرا
كفانا فقد حماد و كــانـت مصيبتنـا بـه أمـرا كبيـرا
فرد شماتة الأعداء عنـــا و أبدى بـعده علمـا كثيـرا
رأيت أبا حنيفة حيـن يؤتى و يطلب علـمه بحـرا غزيـرا
إذا ما المشكلات تدافعتها رجال العلم كان بها بصيـرا
و به قال : أخبرنا على بن القاسم البصرى الشاهد ، قال : حدثنا على بن إسحاق المادرائى ، قال : ذكر أبو داود يعنى السجستانى و لم أسمعه منه ، عن نصر بن
على ، قال : سمعت ابن داود يقول : الناس فى أبى حنيفة حاسد و جاهل و أحسنهم عندى حالا الجاهل .
و به قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازى ، قال : حدثنا أبو بكر محمد ابن إسحاق بن إبراهيم القاضى بالأهواز ، قال : حدثنى محمد بن عزرة ، قال : حدثنا أبو الربيع الحارثى ، قال : سمعت عبد الله بن داود يقول : الناس فى
أبى حنيفة رجلان : جاهل به و حاسد له .
و به قال : أخبرنا الأهوازى ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق القاضى ، قال : حدثنا محمود بن محمد الواسطى ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال سمعت أبى يقول : دخلت على أبى حنيفة فرأيته مطرقا مفكرا ، فقال لى : من أين أقبلت ؟ من عند شريك ،
و رفع رأسه ، و أنشأ يقول :
إن يحسدونى فإنى غيــر لائمهم قبلى من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لى و لهم ما بى و ما بهم و مـات أكثرنـا غيظـــا بمــا يجد
قال وكيع : و أظنه كان بلغه عنه شىء .
و به قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب البخارى ، قال : حدثنا على بن موسى القمى ، قال : حدثنى أحمد بن عبد قاضى الرى ، قال : حدثنا أبى ، قال : كنا عند ابن عائشة ، فذكر حديثا لأبى حنيفة ، فقال بعض من حضر : لا نريده ، فقال لهم : أما إنكم لو رأيتموه لأردتموه ، و ما أعرف له و لكم مثلا إلا ما قال الشاعر :
أقلوا عليهم ويلكم لا أبالكم من اللوم أوسدوا المكان الذى سدوا
و به قال : أخبرنى عبد الباقى بن عبد الكريم بن عمر المؤدب ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا جدى ، قال : حدثنى أحمد بن سهل ، قال : سمعت يحيى بن أيوب ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : و ذكر أبا حنيفة ، فقال : أبو حنيفة رجل من الناس خطؤه كخطأ
الناس ، و صوابه كصواب الناس .
و به قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفى ، قال : حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الصغانى ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : سمعت عبيد بن أبى قرة يقول : سمعت يحيى بن ضريس يقول : شهدت سفيان و أتاه رجل ، فقال له : ما تنقم على أبى حنيفة ؟ قال : و ما له ؟ قال : سمعته يقول : آخذ بكتاب الله ، فما لم أجد فبسنة رسول الله ، فما لم أجد فى كتاب الله و لا فى سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه ، آخذ بقول من شئت منهم و أدع من شئت منهم و لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم ، فأما إذا انتهى الأمر أو جاء إلى إبراهيم ، و الشعبى ، و ابن سيرين ، و الحسن ، و عطاء ، و سعيد بن المسيب و عدد رجالا ، فقوم اجتهدوا ، فأجتهد كما اجتهدوا . قال : فسكت سفيان طويلا ، ثم قال كلمات برأيه ما بقى أحد فى المجلس إلا كتبه : نسمع الشديد من الحديث فنخافه ، و نسمع اللين فنرجوه ، و لا نحاسب الأحياء ، و لا نقضى على الأموات ، نسلم ما سمعنا ، و نكل ما لا نعلم إلى عالمه ، و نتهم رأينا لرأيهم .
قد ذكرنا فيما مضى أن مولد أبى حنيفة كان سنة ثمانين ، و ذكرنا عن روح بن عبادة و غيره أن وفاته كانت سنة خمسين و مئة .
و كذلك قال أبو نعيم ، و الهيثم بن عدى ، و قعنب بن المحرر ، و سعيد بن كثير بن عفير فى آخرين ، و هو المحفوظ .
زاد ابن عفير : فى رجب .
و زاد الهيثم : ببغداد .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين : مات سنة إحدى و خمسين و مئة .
و قال مكى بن إبراهيم البلخى : مات سنة ثلاث و خمسين و مئة ، و لقيته بالكوفة ، و ببغداد ، و بمكة .
و قال أحمد بن عبد الله الأسلمى : حدثنا الحسن بن يوسف الرجل الصالح ، قال : يوم مات أبو حنيفة صلى عليه ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عليه ابنه حماد ، و غسله الحسن بن عمارة و رجل آخر .
روى له الترمذى فى كتاب " العلل " من " جامعه " قوله : ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفى ، و لا أفضل من عطاء بن أبى رباح .
و روى له النسائى حديث أبى رزين ، عن ابن عباس ، قال :
" ليس على من أتى بهيمة حد " . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 10 / 451
( عقب قوله : فى كتاب النسائى حديثه عن عاصم بن أبى ذر عن ابن عباس ، قال : ليس على من اتى بهيمة حد . )
و فى رواية أبى على الأسيوطى و المغاربة عن النسائى قال : حدثنا على بن حجر حدثنا عيسى ـ هو ابن يونس ـ عن النعمان عن عاصم . . . فذكره ، و لم ينسب النعمان .
و فى رواية ابن الأحمر : يعنى أبا حنيفة ، أورد عقيب حديث الدراوردى عن عمرو عن
عكرمة عن ابن عباس مرفوعا : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به . . . الحديث .
و ليس هذا الحديث فى رواية حمزة بن السنى و لا ابن حيوة عن النسائى .
و قد تابع النعمان عليه عن عاصم : سفيان الثورى .
و مناقب الإمام أبى حنيفة كثيرة جدا ، فرضى الله تعالى عنه و أسكنه الفردوس ،
آمين . اهـ .






2- الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى :


قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان ابن خثيل بن عمرو بن الحارث و هو ذو أصبح الأصبحى الحميرى ، أبو عبد الله المدنى ، إمام دار الهجرة ، و عدادهم فى بنى تيم بن مرة من قريش حلفاء عثمان بن عبيد الله التيمى أخى طلحة بن عبيد الله . اهـ .
و قال المزى :
قال البخارى ، عن على ابن المدينى : له نحو ألف حديث .
و قال محمد بن إسحاق الثقفى السراج : سألت محمد بن إسماعيل البخارى عن أصح الأسانيد ، فقال : مالك عن نافع عن ابن عمر .
و قال أبو بكر الأعين عن أبى سلمة الخزاعى : كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة ، و لبس أحسن ثيابه ، و لبس قلنسوة و مشط لحيته ، فقيل له فى ذلك ، فقال : أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال إبراهيم بن المنذر الحزامى عن معن بن عيسى : كان مالك بن أنس إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل و تبخر و تطيب فإن رفع أحد صوته فى مجلسه زبره ، و قال : قال الله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ) * فمن رفع صوته عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال على ابن المدينى عن سفيان بن عيينة : ما كان أشد انتقاد مالك للرجال
و أعلمه بشأنهم .
و قال على أيضا : قيل لسفيان : أيما كا أحفظ سمى أو سالم أبو النضر ؟ قال : قد روى مالك عنهما .
و قال على أيضا عن حبيب الوراق كاتب مالك : جعل لى الدراوردى و ابن أبى حازم ، و ابن كنانة دينارا على أن أسأل مالكا عن ثلاثة رجال لم يرو عنهم و كنت حديث عهد بعرس ، فقالوا : أتدخل عليه و عليك موردتان ؟ قال : فدخلت عليه بعد الظهر ، و ليس عنده غير هؤلاء ، قال : فقال لى : ياحبيب ليس هذا وقتك . قال : قلت :
أجل ، و لكن جعل لى قوم دينارا على أن أسألك عن ثلاثة رجال لم ترو عنهم و ليس فى البيت دقيق و لا سويق . قال : فأطرق ثم رفع رأسه ، و قال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، و كان كثيرا ما يقولها ، ثم قال : يا حبيب ما أحب إلى منفعتك و لكنى أدركت هذا المسجد و فيه سبعون شيخا ممن أدرك اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ، و روى عن التابعين و لم يحمل العلم إلا عن أهله . قال : فأومأ القوم إلى أن قد اكتفينا قال : و قلت له فى الموردتين فتبسم ، و قال : ربما رأيت على ربيعة بن أبى عبد الرحمن مثلهما .
و قال أيضا عن بشر بن عمر الزهرانى : سألت مالكا عن صالح مولى التوأمة ، فقال : ليس بثقة و لا تأخذن عنه شيئا . و سألت مالكا عن محمد بن عبد الرحمن صاحب سعيد ابن المسيب ـ يعنى أبا جابر البياضى ـ فقال : ليس بثقة ، و لا تأخذن عنه شيئا . قال : و سألت مالكا عن شعبة مولى ابن عباس ، فقال : ليس بثقة و لا تأخذن عنه شيئا . قال : و سألت مالكا عن رجل ، فقال : رأيته فى كتبى ؟ قلت : لا . قال : لو كان ثقة لرأيته فى كتبى . قال : و سألت مالكا عن إبراهيم بن أبى يحيى ،
فقال : ليس بذاك فى دينه . قال على : لا أعلم مالكا ترك إنسانا إلا إنسانا فى حديثه شىء .
و قال عباس الدورى عن يحيى بن معين : قد روى مالك عن عبد الكريم أبى أمية و هو بصرى ضعيف .
و قال هو أو غيره عن يحيى بن معين : كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة إلا عبد الكريم البصرى أبو أمية .
و قال على أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أصحاب نافع الذين رووا عنه أيوب ، و عبيد الله ، و مالك . قال على : هؤلاء أثبت أصحاب نافع .
و قال أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما فى القوم أصح حديثا من مالك . يعنى بالقوم : سفيان الثورى ، و ابن عيينة .
قال : و مالك أحب إلى من معمر .
و قال أيضا : قال يحيى بن سعيد : أصحاب الزهرى : مالك ، فبدأ به ، ثم سفيان بن عيينة ، ثم معمر . قال : و كان عبد الرحمن بن مهدى لا يقدم على مالك أحدا .
و قال يحيى بن عبد الله بن بكير : حدثنى محمد بن أبى زرعة المقرىء ، عن ابن لهيعة قال : قدم علينا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل سنة ست و ثلاثين و مئة . قال : فقلنا له : من بالمدينة اليوم يفتى ؟ قال : ما ثم مثل فتى من ذى أصبح يقال له مالك بن أنس .
و قال حسين بن عروة عن مالك : قدم علينا الزهرى ، فأتيناه و معنا ربيعة ، فحدثنا نيفا و أربعين حديثا ، قال : ثم أتيناه الغد ، فقال : انظروا كتابا حتى أحدثكم منه أرأيتم ما حثتكم به أمس أى شىء فى أيديكم منه ؟ قال : فقال له
ربيعة : هاهنا من يرد عليك ما حدثت به أمس قال : و من هو ؟ قال : ابن أبى عامر قال : هات . فحدثته بأربعين حديثا منها ، فقالب الزهرى : ما كنت أقول إنه بقى أحد يحفظ هذا غيرى .
و قال عمرو بن على : سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : حدثنا مالك و هو أثبت من عبيد الله ، و موسى بن عقبة ، و إسماعيل بن أمية عن نافع .
و قال العباس بن محمد بن العباس : أخبرنا الحارث بن مسكين أنه سمع بعض المحدثين يقول : قدم علينا وكيع فجعل يقول : حدثنى الثبت حدثنى الثبت . فظننا أنه اسم رجل ، فقلنا : من هذا الثبت أصلحك الله ؟ قال : مالك بن أنس .
و قال حرب بن إسماعيل : قلت لأحمد بن حنبل : مالك أحسن حديثا عن الزهرى أو سفيان بن عيينة ؟ قال : مالك أصح حديثا . قلت : فمعمر ؟ فقدم مالكا عليه إلا أن معمرا أكثر حديثا عن الزهرى .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبى : من أثبت أصحاب الزهرى ؟ قال : مالك أثبت فى كل شىء .
و قال الحسين بن الحسن الرازى : سألت يحيى بن معين ، فقلت : من أثبت أصحاب الزهرى فى الزهرى ؟ فقال : مالك بن أنس ، قلت : ثم من ؟ قال : معمر .
و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة ، و هو أثبت فى نافع من أيوب ، و عبيد الله بن عمر ، و ليث بن سعد ، و غيرهم .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين : أثبت أصحاب الزهرى : مالك و مالك فى نافع أثبت عندى من عبيد الله بن عمر ، و أيوب السختيانى .
و قال عمرو بن على : اثبت من روى عن الزهرى ممن لا يختلف فيه مالك بن أنس .
و قال يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعى يقول : إذا جاء الأثر فمالك النجم ، و مالك و ابن عيينة القرينان .
و قال على ابن المدينى : سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : كان وهيب لا يعدل بمالك أحدا .
و قال أحمد بن صالح المصرى عن يحيى بن حسان : كنا عند وهيب فذكر حديثا عن ابن جريج ، و مالك عن عبد الرحمن بن القاسم ، فقلت لصاحب لى : أكتب ابن جريج ودع مالكا ، و إنما قلت ذلك لأن مالكا كان يومئذ حيا فسمعها وهيب ، فقال : تقول دع مالكا ، ما بين شرقها و غربها أحد ، أعلم ( آمن ) عندنا على ذلك من مالك
و للعرض على مالك أحب إلى من السماع من غيره ، و لقد أخبرنى شعبة أنه قدم المدينة بعد وفاة نافع بسنة و إذا لمالك حلقة .
و قال سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج ، عن أبى الزبير ، عن أبى صالح ، عن أبى هريرة رواية : يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة .
أخرجه الترمذى ، و قال : هذا حديث حسن ، و هو حديث ابن عيينة و قد روى عن ابن عيينة أنه قال فى هذا من عالم المدينة : أنه مالك بن أنس .
قال الترمذى : قال إسحاق بن موسى : سمعت ابن عيينة يقول : هو العمرى عبد العزيز ابن عبد الله الزاهد . قال : و سمعت يحيى بن موسى يقول : قال عبد الرزاق هو مالك بن أنس .
و قال بكر بن سهل الدمياطى عن عبد الله بن يوسف التنيسى : حدثنى خلف بن عمر
قال : كنت عند مالك بن أنس فأتاه ابن أبى كثير قارىء أهل المدينة ، فناوله
رقعة ، فنظر فيها مالك ، ثم جعلها تحت مصلاة ، فلما قام من عنده ذهبت أقوم ، فقال : اجلس يا خلف و ناولنى الرقعة ، فإذا فيها : رأيت الليلة فى منامى كأنه يقال لى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد ، فأتيت المسجد فإذا ناحية القبر قد انفرجت و إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس و الناس حوله يقولون له : يا رسول الله مر لنا ، فقال لهم : إنى قد كنزت تحت المنبر كنزا و قد أمرت مالكا أن يقسمه فيكم فاذهبوا إلى مالك ، فانصرف الناس و بعضهم يقول لبعض : ما ترون مالكا فاعلا فقال بعضهم : ينفذ لما أمره به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرق مالك و بكى ثم خرجت من عنده و تركته على تلك الحال .
قال عبد الله بن يوسف و قال أبو ضمرة على بن ضمرة : قال أبو المعافى بن أبى رافع المدينى :
ألا إن فقد العلم فى فقد مالك فلا زال فينا صالح الحال مــالك
يقيم طريق الحـق و الحـق واضح و يهدى كما تهدى النجوم الشوابك
فلولاه مـا قامـت حدود كثـيرة و لولاه لاشتد علينا المسـالـك
عشونا إليـه نبتغـى ضوء رأيـه و قـد لزم الغـى اللحوح المماحك
فجاء برأى مثلـه يقتــدى بــه كنظـم جمـان زينتــه السبـــائك
قال الواقدى : مات بالمدينة سنة تسع و سبعين و مئة و هو ابن تسعين سنة ، و حمل به ثلاث سنين يعنى بقى فى بطن أمه ثلاث سنين .
و قال محمد بن سعد ، عن إسماعيل بن أبى أويس : اشتكى مالك بن أنس أياما يسيرة ، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت ، فقالوا : تشهد ثم قال : * ( لله الأمر من قبل و من بعد ) * ، و توفى صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسع و سبعين و مئة فى خلافة هارون ، و صلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس و هو يومئذ وال على المدينة ، و دفن بالبقيع و كان ابن خمس و ثمانين .
قال محمد بن سعد : فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله ، فقال : أنا أحفظ الناس لموت لمالك بن أنس مات فى صفر سنة تسع و سبعين و مئة .
قال محمد بن سعد : و كان مالك ثقة ، مأمونا ، ثبتا ورعا ، فقيها ، عالما ، حجة قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه الزهرى ، و زكريا بن دويد الكندى ، و بين وفاتهما مئة و سبع و ثلاثون سنة أو أكثر من ذلك .
روى له الجماعة . اهـ .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 10 / 8 :
و قال حرملة ، عن الشافعى : مالك حجة الله تعالى على خلقه بعد التابعين .
و قال ابن أبى حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعى يقول : قال لى محمد بن الحسن : أيهما أعلم صاحبنا أو صاحبكم ؟ فذكر القصة ، و قدم فيها مالكا .
و قال أبو مصعب ، عن مالك : ما أفتيت حتى شهد لى سبعون أنى أهل لذلك .
و قال الفضيل بن زياد : سألت أحمد بن حنبل عن ضرب مالك ، فقال : ضربه بعض الولاة فى طلاق المكره ، و كان لا يجيزه .
و قال معن بن عيسى : سمعت مالكا يقول : إنما أنا بشر أخطىء و أصيب ، فانظروا فى رأيى فما وافق السنة فخذوا به .
و قال ابن أبى خيثمة : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، سمعت ابن عيينة يقول : أخذ
مالك و معمر عن الزهرى عرضا ، و أخذت سماعا .
قال : فقال يحيى بن معين : لو أخذا كتابا كانا أثبت منه .
قال : و سمعت يحيى يقول : هو فى نافع أثبت من أيوب و عبيد الله بن عمر .
و قال النسائى : ما عندى بعد التابعين أنبل من مالك ، و لا أجل منه ، و لا أوثق
و لا آمن على الحديث منه ، و لا أقل رواية عن الضعفاء ، ما علمناه حدث عن متروك
إلا عبد الكريم .
و قال ابن حبان فى " الثقات " : كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة ، و أعرض عمن ليس بثقة فى الحديث ، و لم يكن يروى إلا ما صح ، و لا يحدث إلا عن ثقة ، مع الفقه و الدين و الفضل و النسك ، و به تخرج الشافعى .
و روى ابن خزيمة فى " صحيحه " عن ابن عيينة قال : إنما كنا نتبع آثار مالك
و ننظر إلى الشيخ إن كتب عنه و إلا تركناه ، و ما مثلى و مثل مالك إلا كما قال
الشاعر :
و ابن اللبون إذا ما لز فى قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس .
قال أبو جعفر الطبرى : إنى سمعت ابن مهدى يقول : ما رأيت رجلا أعقل من مالك .
و مناقبه كثيرة جدا لا يحتمل هذا المختصر استيعابها ، و قد أفردت بالتصنيف . اهـ .





يتبع








التوقيع :
قال الإمام القاسم بن سلام:
"عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام وكذى، فما رأيت أوسخ وسخاً، ولا أقذر قذراً، ولا أضعف حجة، ولا أحمق من الرافضة"
من مواضيعي في المنتدى
»» مخاطر دعوة للحوار وسيم التونسي
»» قيام ليالي رمضان من كتب الروافض
»» العهر عبادة و يا قلبي لا تحزن
»» شهادة من الحسن رضي الله عنه تسقط دين الرافضة في الماء
»» هل الحسن و الحسين هكذا
 
قديم 03-08-09, 08:31 PM   رقم المشاركة : 8
وسيم التونسي
عضو ماسي







وسيم التونسي غير متصل

وسيم التونسي is on a distinguished road




3- الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :


قال المزي في تهذيب الكمال :
( خت د ت س ق ) : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى ، أبو عبد الله الشافعى المكى ، نزيل مصر ، إمام عصره و فريد دهره .
و جده المطلب بن عبد مناف أخو هاشم بن عبد مناف . اهـ .
و قال المزى :
قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبرى السجستانى : سمعت بعض أهل المعرفة بالحديث يقول : إذا قال الشافعى فى كتبه : أخبرنا الثقة عن ابن أبى ذئب فهو ابن أبى فديك ، و إذا قال : أخبرنا الثقة عن الليث بن سعد فهو يحيى بن حسان
و إذا قال : أخبرنا الثقة عن الوليد بن كثير فهو أبو أسامة ، و إذا قال : أخبرنا الثقة عن الأوزاعى فهو عمرو بن أبى سلمة ، و إذا قال : أخبرنا الثقة عن ابن جريج فهو مسلم بن خالد ، و إذا قال : أخبرنا الثقة عن صالح مولى التوأمة فهو إبراهيم بن أبى يحيى .
أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد المقدسى المعروف بابن البخارى ، قال : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندى سنة ست مئة ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيبانى ، قال : أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن على ابن ثابت الخطيب ، قال : أخبرنا القاضى أبو بكر أحمد ابن الحسن بن أحمد الحرشى بنيسابور ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : أخبرنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادى المؤذن صاحب الشافعى ، قال : الشافعى محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و بهذا الإسناد إلى الحافظ أبى بكر ، قال : أخبرنا القاضى أبو الحسين أحمد
ابن على بن أيوب العكبرى فيما أجاز لنا ، قال : أخبرنا على بن أحمد بن أبى غسان البصرى بها ، قال : حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجى .
( ح ) : قال الحافظ أبو بكر : و أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشى قراءة ، قال : أخبرنا عياش بن الحسن البندار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : أخبرنى زكريا بن يحيى الساجى ، قال : سمعت الجهمى أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد مناف .
و قد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار .
أم السائب الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف . أسر السائب يوم بدر كافرا
و كان يشبه بالنبى صلى الله عليه وسلم ، و أم الشفاء بنت الأرقم خلدة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف .
و أم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة .
و أم عبد يزيد الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف بن قصى ، كان يقال لعبد يزيد محض لا قذى فيه . و أم هاشم بن المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم ، و أم هاشم
و المطلب و عبد شمس بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية ، و أم شافع أم ولد .
و به قال : سمعت القاضى أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبرى يقول : شافع بن السائب الذى ينسب الشافعى إليه قد لقى النبى صلى الله عليه وسلم و هو مترعرع ، و أسلم أبوه السائب يوم بدر فإنه كان صاحب راية بنى هاشم ، فأسر ، و فدى نفسه ثم أسلم فقيل له : لم لم تسلم قبل أن تفتدى فداك ؟ فقال : ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم .
قال القاضى : و قال بعض أهل العلم بالنسب : و قد وصف الشافعى أنه شقيق
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نسبه و شريكه فى حسبه لم تنل رسول الله
صلى الله عليه وسلم طهارة فى مولده و فضيلة فى آبائه إلا و هو قسيمه فيها إلى أن افترقا من عبد مناف ، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد يزيد جد الشافعى ، و كان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه ;
فقد ولد الشافعى الهاشمان : هاشم بن عبد المطلب ، و هاشم بن عبد مناف .
و الشافعى ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و ابن عمته . لأن المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أما أم الشافعى فهى أزدية ، و قد قال النبى صلى الله عليه وسلم : " الأزد جرثومة العرب " .
و به : قال : و أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطى ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر التميمى بالكوفة ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد
ابن حامد بن إدريس البلخى ، قال : سمعت نصر بن المكى يقول : سمعت ابن عبد الحكم يقول : لما أن حملت أم الشافعى به رأيت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع فى كل بلد منه شظية ، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق فى سائر البلدان .
و به ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : حدثنا أبو على الحسن بن محمد ابن محمد بن شيظم القاضى قدم للحج ، قال : أخبرنا نصر بن مكى ببلخ ، قال :
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : قال لى محمد بن إدريس الشافعى : ولدت بغزة سنة خمسين ـ يعنى و مئة ـ و حملت إلى مكة و أنا ابن سنتين .
قال : و أخبرنى غيره عن الشافعى ، قال : لم يكن لى مال ، فكنت أطلب العلم فى الحداثة أذهب إلى الديوان استوهب الظهور أكتب فيها .
و به ، قال : أخبرنا على بن أبى على المعدل ، قال : أخبرنا على بن عبد العزيز البرذعى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ، قال : حدثنا أبى ، قال : سمعت عمرو بن سواد ، قال : قال لى الشافعى : ولدت بعسقلان فلما أتى على سنتان حملتنى أمى إلى مكة و كانت نهمتى فى شيئين : فى الرمى و طلب العلم ، فنلت من الرمى حتى كنت أصيب من عشرة عشرة ، و سكت عن العلم ، فقلت له : أنت والله فى العلم أكثر منك فى الرمى .
و به ، قال : أخبرنا أحمد بن أبى جعفر القطيعى ، قال : أخبرنا على بن
عبد العزيز البرذعى ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى ، قال : حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب الوهبى ابن أخى عبد الله بن وهب قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعى يقول : ولدت باليمن فخافت أمى على الضيعة ،
و قالت : الحق بأهلك فتكون مثلهم ، فإنى أخاف أن تغلب على نسبك .
فجهزتنى إلى مكة ، فقدمتها و أنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك ، فصرت إلى نسيب لى ، و جعلت أطلب العلم فيقول لى : لا تشتغل بهذا و أقبل على ما ينفعك ، فجعلت لذتى فى هذا العلم و طلبه حتى رزق الله منه ما رزق .
و به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شادى الهمذانى ،
قال : حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروى الصوفى بهمذان ، قال : سمعت
أبا الحسن المغازلى يقول : سمعت المزنى يقول : سمعت الشافعى يقول : رأيت على بن أبى طالب فى النوم ، فسلم على ، و صافحنى ، و خلع خاتمه فجعله فى إصبعى ، و كان لى عم ففسرها لى ، فقال لى : أما مصافحتك لعلى فأمان من العذاب ، و أما خلع خاتمه فجعله فى إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم على فى الشرق و الغرب .
و به ، قال : حدثنى أبو القاسم الأزهرى ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين أبو على الفقيه الهمذانى ، قال : حدثنى أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقى ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : والله لقد فشا ذكر الشافعى فى الناس بالعلم كما فشا ذكر على بن أبى طالب .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد
ابن فارس ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا
جعفر بن سليمان ، عن النضر بن معبد الكندى ، أو العبدى عن الجارود عن
أبى الأحوص عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا فأذق آخرها نوالا " .
و به قال : أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن على الاسترباذى ، قال : حدثنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم
المؤذن ، قال : حدثنا عبد الملك بن محمد هو أبو نعيم ، قال : حدثنا محمد بن عوف قال : حدثنا الحكم بن نافع ، قال : حدثنا بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن وهب بن كيسان عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم كما أذقتهم عذابا
فأذقهم نوالا " دعا بها ثلاث مرات .
قال عبد الملك بن محمد فى قوله صلى الله عليه وسلم : " فإن عالمها يملأ الأرض علما و يملأ طباق الأرض "
علامة بينة للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر
علمه ، و انتشر فى البلاد و كتبوا تآليفه ، كما تكتب المصاحف و استظهروا
أقواله ، و هذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعى ، إذا كان كل واحد من
قريش من علماء الصحابة و التابعين و من بعدهم ، و إن كان علمه قد ظهر و انتشر فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه ، إذ كان لكل واحد منهم نتف
و قطع من العلم و مسيئلات ، و ليس فى كل بلد من بلاد المسلمين مدرس و مفتى
و مصنف يصنف على مذهب قريش إلا على مذهبه فعلم أنه يعنيه لا غيره ، و هو الذى شرح الأصول و الفروع و ازدادت على مر الأيام حسنا و بيانا .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ابن فارس ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدى ، قال : حدثنا
عثمان بن صالح : قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرنى سعيد بن أبى أيوب ، عن
شراحيل بن يزيد ، عن أبى علقمة ، عن أبى هريرة قال : لا أعلمه إلا عن النبى
صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها " .
و به ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر
ابن نصر الدمشقى ، قال : حدثنا أبو محمد بن الورد ، قال : حدثنا أبو سعيد
الفريابى ، قال : قال أحمد بن حنبل : إن الله تعالى يقيض للناس فى كل رأس مئة سنة من يعلمهم السنن ، و ينفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب ، فنظرنا فإذا فى رأس المئة عمر بن عبد العزيز ، و فى رأس المئتين الشافعى .
و به ، قال : أخبرنا أحمد بن على أيوب القاضى إجازة ، قال : أخبرنا على بن أحمد ابن أبى غسان البصرى ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجى .
( ح ) : قال : و أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشى قراءة ، قال : أخبرنا عياش ابن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : أخبرنى زكريا الساجى قال : حدثنى محمد بن خلاد ـ و فى حديث ابن أيوب : محمد بن خالد البغدادى ـ
قال : حدثنى الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل ، قال : هذا الذى ترون كله أو عامته من الشافعى ، و ما بت منذ ثلاثين سنة إلا و أنا أدعو الله للشافعى و استغفر له .
و به : قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن على بن عبد الله الطبرى ، قال : أخبرنا
أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل ، قال : حدثنا على بن محمد بن سعيد ، قال :
حدثنا أحمد بن إبراهيم الطائى الأقطع ، قال : حدثنا إسماعيل بن يحيى ، قال :
سمعت الشافعى يقول : حفظت القرآن و أنا ابن سبع سنين ، و حفظت " الموطأ " و أنا ابن عشر سنين .
و به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن على بن عياض بن أبى عقيل القاضى
بصور ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغسانى بصيدا ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة يقول : سمعت عمى يقول : سمعت الشافعى يقول : أقمت فى بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها و لغاتها ، و حفظت القرآن ، فما علمت أنه مر بى حرف إلا و قد علمت المعنى فيه و المراد ما خلا حرفين .
قال أبى : حفظت أحدهما و نسيت الآخر ، أحدهما " دساها " .
و به ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفى بنيسابور ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم ، قال : أخبرنا الشافعى محمد بن إدريس ، قال : حدثنا إسماعيل بن قسطنطين ، قال : قرأت على شبل و أخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير و أخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد ، و أخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس ،
و أخبر ابن عباس أنه قرأ على أبى . قال ابن عباس : و قرأ أبى على النبى
صلى الله عليه وسلم قال الشافعى : و قرأت على إسماعيل بن قسطنطين و كان يقول :
القرآن اسم و ليس بمهموز ، و لم يؤخذ من " قرأت " ، و لو أخذ من قرأت ، كان كل ما قرىء قرآنا ، و لكنه اسم للقرآن مثل التوراة و الإنجيل ، تهمز " قرأت " و لا يهمز القرآن ، و إذا قرأت القرآن تهمز " قرأت " و لا تهمز القرآن .
و به : قال : أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، قال : أخبرنا عياش بن الحسن بن عياش ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : أخبرنى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنى حسين ابن على يعنى الكرابيسى قال : بت مع الشافعى غير ليلة ، و كان يصلى نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية ، فإذا أكثر فمئة ، و كان لا يمر بآية رحمه إلا سأل الله لنفسه و للمؤمنين أجمعين ، و لا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها
و سأل النجاة لنفسه و لجميع المسلمين . قال : فكأنما جمع له الرجاء و الرهبة جميعا .
قال الحافظ أبو بكر : قد كان الشافعى بآخرة يديم التلاوة و يدرج القراءة فأخبرنا على بن المحسن القاضى ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزوينى بمصر ، قال : سمعت
الربيع بن سليمان يقول : كان الشافعى يختم فى كل ليلة ختمة ، فإذا كان شهر رمضان ختم كل ليلة منها ختمة ، و فى كل يوم ختمة ، فكان يختم فى شهر رمضان ختمة .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال : حدثنا الربيع ، قال : كان الشافعى يختم القرآن ستين مرة . قلت :
فى صلاة رمضان ؟ قال : نعم .
و به ، قال : أخبرنا إسماعيل بن على الإستراباذى ، قال : أخبرنا محمد بن
عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنى الزبير بن عبد الواحد ، قال : سمعت عباس بن
الحسين ، قال : سمعت بحر بن نصر يقول : كنا إذا أردنا أن نبكى قلنا بعضنا
لبعض : قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبى يقرأ القرآن ، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ، و يكثر عجيجهم بالبكاء ، من حسن صوته فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة .
و به ، قال : أخبرنا القاضى أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبرى ، قال : حدثنا على بن إبراهيم البيضاوى ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقى ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : كان الشافعى يفتى و له خمس عشرة سنة ، و كان يحيى الليل إلى أن مات .
و به ، قال : حدثنى الحسن بن أبى طلب ، قال : حدثنا محمد بن العباس الخزاز ، قال : حدثنا محمد بن محمد الباغندى ، قال : حدثنى الربيع بن سليمان ، قال :
حدثنا الحميدى عبد الله بن الزبير ، قال : سمعت مسلم بن خالد الزنجى و مر على الشافعى و هو يفتى ، و هو ابن خمس عشرة سنة ، فقال : يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتى ! .
قال الحافظ أبو بكر : هكذا ذكر فى هذه الحكاية عن الحميدى أنه سمع مسلم بن خالد و مر على الشافعى و هو ابن خمس عشرة سنة يفتى ، فقال له : افت و ليس ذلك بمستقيم ، لأن الحميدى كان يصغر عن إدراك الشافعى ، و له تلك السن ، و الصواب ما أخبرنا على بن المحسن ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الصفار ، قال : حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر القزوينى ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : سمعت عبد الله بن الزبير الحميدى يقول : قال مسلم بن خالد الزنجى للشافعى : يا أبا عبد الله أفت الناس آن لك والله أن تفتى ، و هو ابن دون عشرين سنة ! .
و به ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : حدثنا دعلج بن أحمد ، قال : سمعت جعفر بن أحمد الشاماتى يقول : سمعت جعفر بن أخى أبى ثور يقول : سمعت عمى
يقول : كتب عبد الرحمن بن مهدى إلى الشافعى و هو شاب أن يضع له كتابا فيه معانى القرآن و يجمع قبول الأخبار فيه ، و حجة الإجماع ، و بيان الناسخ و المنسوخ من القرآن و السنة ، فوضع له كتاب " الرسالة " .
قال عبد الرحمن بن مهدى : ما أصلى صلاة إلا و أنا أدعو للشافعى فيها .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ابن حيان ، قال : حدثنا عبدان بن أحمد ، قال : حدثنا عمرو بن العباس ، قال :
سمعت عبد الرحمن بن مهدى و ذكر الشافعى فقال : كان شابا مفهما .
و به ، قال : أخبرنا إسماعيل بن على ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال : أخبرنا حسان بن محمد ، قال : سمعت ابن سريج يقول عن أبى بكر بن الجنيد
قال :
حج بشر المريسى ، فرجع ، فقال لأصحابه : رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه ، يعنى الشافعى .
و به ، قال : أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، قال : أخبرنا عياش
ابن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : أخبرنى زكريا
ابن يحيى ، قال : حدثنى الحسن بن محمد الزعفرانى ، قال :
حج بشر المريسى سنة إلى مكة ، ثم قدم فقال : لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا و لا مجيبا ـ يعنى الشافعى ـ قال : فقدم الشافعى علينا بعد ذلك بغداد فاجتمع إليه الناس و خفوا عن بشر ، فجئت إلى بشر يوما ، فقلت :
هذا الشافعى الذى كنت تزعم قد قدم .
فقال : إنه قد تغير عما كان عليه ،
قال الزعفرانى : فما كان مثله إلا مثل اليهود فى أمر عبد الله بن سلام حيث قالوا : سيدنا و ابن سيدنا ، فقال لهم : فإن أسلم ؟ قالوا شرنا و ابن شرنا ! . و به ، قال : أخبرنى عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ، قال : حدثنا عمر
ابن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : سمعت الميمونى بالرقة يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول :
ستة أدعوا لهم سحرا ، أحدهم الشافعى .
و به ، قال : أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن خلف بن جيان الخلال ، قال : حدثنى عمر بن الحسن عن أبى القاسم بن منيع ، قال : حدثنى صالح بن أحمد بن حنبل ، قال :
مشى أبى مع بغلة الشافعى فبعث إليه يحيى بن معين فقال له : يا أبا عبد الله أما رضيت إلا أن تمشى مع بغلته ،
فقال : يا أبا زكريا لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك ! .
و به ، قال : أخبرنى أبو القاسم الأزهرى ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذانى ، قال : حدثنا محمد بن هارون الزنجانى بزنجان قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : قلت لأبى :
يا أبة أى رجل كان الشافعى فإنى سمعتك تكثر من الدعاء له ؟
فقال لى : يا بنى كان الشافعى كالشمس للدنيا و كالعافية للناس فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض .
و به ، قال : أخبرنى محمد بن أبى على الأصبهانى ، قال : أخبرنا أبو على الحسين ابن محمد الشافعى بالأهواز ، قال : أخبرنا أبو عبيد محمد بن على الآجرى ، قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول :
ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى الشافعى .
و به ، قال : أخبرنا على بن المحسن التنوخى ، قال : أخبرنا على بن عبد العزيز
البرذعى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ، قال : أخبرنى أبو عثمان الخوارزمى نزيل مكة فيما كتب إلى ، قال : حدثنا أبو أيوب حميد بن أحمد البصرى ، قال :
كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر فى مسألة فقال رجل لأحمد : يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث ،
فقال : إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعى و حجته أثبت شىء فيه ، ثم قال : قلت للشافعى : ما تقول فى مسألة كذا و كذا ؟
قال : فأجاب فيها ، فقلت : من أين قلت ، هل فيه حديث أو كتاب ؟
قال : بلى ، فنزع فى ذلك حديثا للنبى صلى الله عليه وسلم و هو حديث نص .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أحمد بن بندار بن إسحاق
الفقيه ، قال : حدثنا أحمد بن روح البغدادى ، قال : حدثنا أحمد بن العباس ،
قال : سمعت على بن عثمان و جعفر الوراق يقولان :
سمعنا أبا عبيد الله يقول : ما رأيت رجلا أعقل من الشافعى .
و به ، قال : أخبرنا إسماعيل بن على ، قال : أخبرنا أبو عبد الله المؤذن محمد ابن عبد الله النيسابورى ، قال : أخبرنى القاسم بن غانم ، قال : سمعت أبا
عبد الله البوشنجى ، يقول : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : الشافعى إمام .
و به ، قال : أخبرنى الأزهرى ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين الهمذانى ، قال : حدثنى الزبير عبد الواحد الأسدآباذى ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال :
حدثنا أبو ثور ، قال :
من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس فى علمه ، و فصاحته ، و معرفته ، و ثباته ،
و تمكنه ، فقد كذب كان محمد بن إدريس الشافعى منقطع القرين فى حياته فلما مضى لسبيله لم يعتض منه .
و به ، قال : أخبرنا أحمد بن على بن أيوب إجازة ، قال : أخبرنا على بن أحمد
ابن أبى غسان ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجى .
( ح ) : قال الحافظ أبو بكر : و أخبرنا محمد بن عبد الملك قراءة ، قال :
أخبرنا عياش بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفرانى ، قال : أخبرنى زكريا بن يحيى ، قال : حدثنى ابن بنت الشافعى ، قال : سمعت أبا الوليد بن أبى الجارود يقول :
ما رأيت أحدا إلا و كتبه أكبر من مشاهدته ، إلا الشافعى فإن لسانه كان أكبر من كتابه .
و قال زكريا بن يحيى : حدثنى أبو بكر بن سعدان ، قال : سمعت هارون بن سعيد
الأيلى يقول :
لو أن الشافعى ناظر على هذا العمود الذى من حجارة أنه من خشب لغلب ، لاقتداره على المناظرة .
و به ، قال : أخبرنا إسماعيل بن على ، قال : أخبرنا أبو الحسن على بن محمد الطينى ، قال : حدثنا عبد الملك بن محمد بن عدى ، قال : حدثنا محمد بن يزداد ، قال : سمعت أحمد بن على الجرجانى ، يقول : كان الحميدى إذا جرى عنده ذكر الشافعى يقول : حدثنا سيد الفقهاء الشافعى ! .
و به ، قال : أخبرنا عبد الله بن على بن عياض القاضى بصور ، قال : أخبرنا
محمد بن أحمد بن جميع ، قال : قرأت على أبى طالب عمر بن الربيع بن سليمان :
حدثكم أحمد بن عبد الله ، قال : سمعت حرملة يقول : سمعت الشافعى يقول :
سميت ببغداد ناصر الحديث .
و به ، قال : أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن خلف بن جيان الخلال ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الجنيد ، قال : سمعت الحسن بن محمد يقول :
كنا نختلف إلى الشافعى عندما قدم إلى بغداد ستة أنفس : أحمد بن حنبل ، و أبو ثور ، و حارث النقال و أبو عبد الرحمن الشافعى ، و أنا ، و رجل آخر سماه ، و ما عرضنا على الشافعى كتبه إلا و أحمد بن حنبل حاضر لذلك .
و به ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أحمد بن بندار بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادى ، قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانى ، قال :
قدم علينا الشافى بغداد سنة خمس و تسعين و مئة فأقام عندنا سنتين ، ثم خرج
إلى مكة ثم قدم علينا سنة ثمان و تسعين فأقام عندنا أشهرا ثم خرج و كان يخضب بالحناء ، و كان خفيف العارضين .
و به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد المجهز ، قال : سمعت عبد العزيز الحنبلى صاحب الزجاج يقول : سمعت أبا الفضل الزجاج يقول :
لما قدم الشافعى إلى بغداد ، و كان فى المسجد إما نيف و أربعون أو خمسون حلقة ، فلما دخل بغداد ما زال يقعد فى حلقة حلقة و يقول لهم :
قال الله ، و قال الرسول ، و هم يقولون :
قال أصحابنا : حتى ما بقى فى المسجد حلقة غيره .
و به قال : أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهرى ، قال : سمعت
أبا عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسى بأصبهان ، قال : سمعت
أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقى ، قال : سمعت المزنى يقول :
رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فسألته عن الشافعى ، فقال :
من أراد محبتى و سنتى فعليه بمحمد بن إدريس الشافعى المطلبى فإنه منى و أنا
منه .
و به قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على ، قال : سمعت إبراهيم بن على بن عبد الرحيم بالموصل يحكى عن الربيع قال : سمعت الشافعى يقول فى قصة ذكرها :
لقد أصبحت نفسى تتوق إلى مصر و من دونها أرض المهامه و القفر .
فوالله ما أدرى أللفوز و الغنى أساق إليها ، أم أساق إلى قبرى ؟ .
قال : فوالله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا .
و به ، قال : أخبرنا أحمد بن أبى جعفر ، قال : أخبرنا على بن عبد العزيز ،
قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم المصرى ، قال : ولد الشافعى فى سنة خمسين و مئة ، و مات فى آخر يوم من رجب سنة أربع و مئتين ، عاش أربعا و خمسين سنة .
و به ، قال : أخبرنا أبو سعد المالينى ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدى الحافظ قال : قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعى بمصر على لوحين حجارة ، أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجليه نسبته إلى إبراهيم الخليل عليه السلام : هذا قبر محمد
ابن إدريس الشافعى و هو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق و أن النار حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من فى القبور ، و أن صلاته و نسكه و محياه و مماته لله رب العالمين لا شريك له ، و بذلك أمر و هو من المسلمين عليه حى و عليه مات و عليه يبعث حيا إن شاء الله .
توفى أبو عبد الله ليوم بقى من رجب سنة أربع و مئتين .
و به ، قال : أخبرنا إسماعيل الإستراباذى ، قال : سمعت طاهر بن محمد البكرى
يقول : حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقى قال : حدثنى الربيع بن سليمان ، قال :
رأيت الشافعى بعد وفاته فى المنام فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع الله بك ؟
قال : أجلسنى على كرسى من ذهب و نثر على اللؤلؤ الرطب .
و به ، قال : قرأت على أبى بكر محمد بن موسى الخوارزمى ، عن أبى عبد الله محمد ابن المعلى الأزدى ، قال : قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدى يرثى
أبا عبد الله الشافعى :
بملتفتيه للمشيب طوالع ذوائد عن ورد التصابى روادع
تصرفنه طوع العنان و ربما دعاه الصبا فاقتاده و هو طائع
و من لم يزعه لبه و حياؤه فليس له من شيب فوديه وزاع
هل النافر المدعو للحظ راجع أم النصح مقبول أم الواعظ نافع
أم الهمك المهموم بالجمع عالم بأن الذى يرعى من المال ضائع
و أن قصاراه على فرط ضنه فراق الذى أضحى له و هو جامع
و يخمل ذكر المرء ذى المال بعده و لكن جمع العلم للمراء رافع
ألم تر آثار ابن إدريس بعده دلائلها فى المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر و هى خوالد و تنخفض الأعلام و هى فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم و مستنبطاتها لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأى ابن إدريس ابن عم محمد ضياء إذا ما اظلم الخطب ساطع
إذا المفظعات المشكلات تشابهت سما منه نور فى دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه و علوه و ليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى فاستنقذته يد التقى من الزيغ ان الزيغ للمرء صارع
و لاذ بآثار الرسول فحكمه لحكم رسول الله فى الناس تابع
و عول فى أحكامه و قضائه على ما قضى فى الوحى و الحق ناصع
بطىء عن الرأى المخوف التابسه إليه إذا لم يخش لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره لها مدد فى العالمين يتابع
و أنشاله منشيه من خير معدن خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا و ناشئا و خص بلب الكهل مذ هـو يافع
و هذب حتى لم تشر بفضيلة إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن يك علم الشافعى امامه فمرتعه فى باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه و جادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيب أثراؤه جسم ماجد جليل اذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر و آثاره فينا نجوم طوالع
و به قال : سمعت القاضى أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبرى يقول : لقد جمع
أبو بكر بن دريد قوافيه فى صدفها و وضع أوصافه فى حقها فيما رثى به أفصح
الفقهاء لسانا ، و أبرعهم بيانا ، أجزلهم ألفاظا ، و أوسعهم خاطرا ، و أغزرهم علما ، أثبتهم نحيرة و أكثرهم بصيرة :
و إذا قرأ كلامه قدرته سحبان أو يوفى على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا أو ذو الفصاحة من بنى قحطان
لأقر كل طائعين بأنه أولاهم بفصاحة و بيان
هادى الأنام من الضلالة و العمى و مجيرها من جاحم النيران
رب العلوم إذا أجال قداحه لم يختلف فى فوزهن اثنان
ذو فطنة فى المشكلات و خاطر أمضى و أنفذ من شباة سنان
و إذا تفكر عالم فى كتبه يبغى التقى و شرائط الإيمان
متبينا للدين غير مقلد يسمو بهمته إلى الرضوان
أضحت وجوه الحق فى صفحاتها تومى إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها نص الرسول و محكم القرآن
و دلالة تجلو مطالع سيرها غر القرائح من ذوى الأذهان
حتى ترى متبصرا فى دينه مغلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله و كتابه الأصلين فى التبيان
و أمده من عنده بمعونة حتى أناف بها على الأعيان
و أراه بطلان المذاهب قبله ممن قضى بالرأى و الحسبان !
إلى هنا عن الحافظ أبى بكر الخطيب ، عن شيوخه .
و مناقبه و فضائله كثيرة جدا ، قد صنف فيها العلماء قديما و حديثا ، و فيما
ذكرنا كفاية و بالله التوفيق .
ذكره البخارى فى موضعين من " صحيحه " ، قال فى " الزكاة " عقيب قوله : باب فى الركاز الخمس : و قال مالك و ابن إدريس :
الركاز دفن الجاهلية فى قليله و كثيره و ليس المعدن بركاز ،
و قال فى باب تفسير العرايا من البيوع : و قال ابن إدريس العرية لا تكون إلا بالكيل من التمر يدا بيد لا تكون بالجراف ، و مما يقويه قول سهل بن أبى خيثمة : بالأوسق الموسقة .
و روى له الباقون سوى مسلم . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 29 :
حذفت مما أورده المؤلف أشياء رواتها غير ثقات ، و مناقب الشافعى كثيرة شهيرة قد جمعها ابن أبى حاتم ، و زكرياء الساجى ، و الحاكم ، و البيهقى ، و الهروى ،
و ابن عساكر و غيرهم .
قال الحاكم فى " المناقب " : سمعت أبا نصر أحمد بن الحسين ، سمعت أبا بكر محمد ابن إسحاق بن خزيمة يقول : كان يونس بن عبد الأعلى يقول : أم الشافعى فاطمة بنت
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب .
و ذكر الحاكم مما يدل على تبحر الشافعى فى الحديث أنه حدث بالكثير عن مالك ، ثم
روى عن الثقة عنده عن مالك ، و أكثر عن ابن عيينة ، ثم روى عن رجل عنه .
و قال المبرد : كان الشافعى من أشعر الناس و أعلمهم بالقراءات .
و قال الحسين الكرابيسى : ما كنا ندرى ما الكتاب و السنة نحن و الأولون حتى سمعنا من الشافعى .
قال : و سئل أبو موسى الضرير عن كتب الشافعى كيف سارت فى الناس ، فقال :
أراد الله بعلمه فرفعه الله .
قال : و سئل إسحاق بن راهويه : كيف وضع الشافعى هذه الكتب و كان عمره يسيرا ؟ !
فقال : جمع الله تعالى له عقله لقلة عمره .
و قال الجاحظ : نظرت فى كتب الشافعى فإذا هو در منظوم ، لم أر أحسن تأليفا
منه .
و قال هلال بن العلاء : لقد من الله على الناس بأربعة ، بالشافعى فقه الناس فى
حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
و قال أحمد بن سيار المروزى : لولا الشافعى لدرس الإسلام .
و قال أبو زرعة الرازى : ما عند الشافعى حديث غلط فيه .
و قال يحيى بن أكثم : ما رأيت أعقل منه .
و قال أبو داود : ليس للشافعى حديث أخطأ فيه .
و قال الزعفرانى ، عن يحيى بن معين : لو كان الكذب له مطلقا لكانت مرؤته تمنعه
أن يكذب .
و قال مسلم بن الحجاج فى كتابه " الانتفاع بجلود السباع " : و هذا قول أهل العلم بالأخبار ممن يعرف بالتفقه فيها و الاتباع لها ، منهم يحيى بن سعيد ،
و ابن مهدى ، و محمد بن إدريس الشافعى ، و أحمد ، و إسحاق .
و لما ذكر فى موضع آخر قول من عاب الشافعى أنشد :
و رب عياب له منظر * مشتمل الثوب على العيب .
و قال على ابن المدينى لابنه : لا تدع للشافعى حرفا إلا كتبته فإن فيه معرفة .
و قال أبو حاتم : فقيه البدن صدوق .
و قال أيوب بن سويد : ما طننت أنى أعيش حتى أرى مثله .
و عن يحيى بن سعيد القطان قال : ما رأيت أعقل و لا أفقه من الشافعى ، و أنا أدعو الله له أخصه به وحده فى كل صلاة .
و قال الأصمعى : صححت أشعار البدويين على شاب من قريش يقال له : محمد بن
إدريس .
و قال عبد الملك بن هشام : الشافعى بصير باللغة يؤخذ عنه ، و لسانه لغة
فاكتبوه .
و قال مصعب الزبيرى : ما رأيت أعلم بأيام الناس منه .
و قال أبو الوليد بن أبى الجارود : كان يقال : إن الشافعى لغة وحده يحتج بها .
و قال ابن عبد الحكم : إن كان أحد من أهل العلم حجة ، فالشافعى حجة فى كل شىء .
و قال الزعفرانى : ما رأيته لحن قط .
و قال يونس بن عبد الأعلى : كان إذا أخذ فى العربية قال : هذه صناعته .
و قال النسائى : كان الشافعى عندنا أحد العلماء ، ثقة ، مأمونا .
و روى الخليلى عن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت " الموطأ " من بضعة عشر نفسا من حفاظ أصحاب مالك ، فأعدته على الشافعى لأنى وجدته أقومهم .
و قال المزنى : كان بصير بالفروسية و الرمى ، و صنف كتاب " السبق و الرمى " ،
و لم يسبقه إليه أحد .
و قال ابن عبد البر فى كتاب " جامع بيان العلم " : كان الأمير عبد الله بن الناصر يقول : رأيت أصل محمد بن وضاح الذى كتبه بالمشرق ، و فيه : سألت يحيى بن
معين عن الشافعى ، فقال : ثقة .
و قال الحاكم : تتبعنا التواريخ و سواد الحكايات عن يحيى بن معين فلم نجد فى رواية واحد منهم طعنا على الشافعى ، و لعل من حكى عنه غير ذلك قليل المبالاة بالوضع على يحيى ، والله أعلم .
و قال الأستاذ أبو منصور البغدادى : بالغ مسلم فى تعظيم الشافعى فى كتاب
" الانتفاع بجلود السباع " ، و فى كتاب " الرد على محمد بن نصر " وعده فى هذا الكتاب من الأئمة الذين يرجع إليهم فى الحديث و فى الجرح و التعديل . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ





4- الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى :



قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانى ، أبو
عبد الله المروزى ثم البغدادى .
خرج من مرو حملا ، و ولد ببغداد و نشأ بها و مات بها ، و طاف البلاد فى طلب العلم و دخل الكوفة و البصرة و مكة و المدينة و اليمن و الشام و الجزيرة . اهـ .
و قال المزى :
قال عباس بن محمد الدورى : كان أحمد رجلا من العرب من بنى ذهل بن شيبان .
و قال أبو بكر بن أبى داود : أحمد بن حنبل من بنى مازن بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار أخى مضر بن نزار . و كان فى ربيعة رجلان لم يكن فى زمانهما مثلهما ، لم يكن فى زمان قتادة مثل قتادة ، و لم يكن فى زمان أحمد بن حنبل مثله ، و هما جميعا سدوسيان .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسى فى جماعة ، عن أبى على حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافى ، عن أبى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، عن أبى على الحسن بن على ابن المذهب ، عن أبى بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعى ، عنه ، حدثنا أبى أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن
عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام .
و هكذا قال أبو نصر ابن ماكولا ، إلا أنه زاد بعد مازن : ابن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة .
و قال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيبانى ، عن أبى اليمن الكندى ، عن أبى منصور القزاز ، عنه : قول عباس الدورى و أبى بكر بن أبى داود أن أحمد من بنى ذهل بن شيبان غلط ، إنما كان من بنى شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، و ذهل بن ثعلبة هذا هو عم ذهل بن شيبان ، حدثنى من أثق به من العلماء بالنسب قال : مازن بن ذهل بن ثعلبة الحصن : هو ابن عكابة بن صعب بن على ، ثم ساق النسب إلى ربيعة بن نزار كما ذكرناه عن ابن أبى داود .
قال : و هذه قبيلة أبى عبد الله أحمد بن حنبل ، و هذا هو ذهل المسن الذى منه دغفل بن حنظلة ، و القعقاع بن شور ، و ابن أخيه عبد الملك بن نافع بن شور الذى يروى حديث الأشربة عن ابن عمر ، و منه محارب بن دثار ، و منه عمران بن حطان ، و هو بطن كثير العلماء و الخطباء و الشعراء و النسابين .
قال : و ذهل الأكبر : هو ابن أخى هذا ، و سمى الأكبر ، لأن العدد فى ولده ، و هو ذهل بن شيبان بن ثعلبة الحصن ، و منه المثنى بن حارثة ، و فى ولده العدد و الشرف و الفخر . و له قيل : إذا كنت فى قيس فكاثر بعامر بن صعصعة ، و حارب بسليم بن منصور ، و فاخر بغطفان بن سعد ، وإذا كنت فى خندف فكاثر بتميم ، و فاخر بكنانة ، و حارب بأسد ، و إذا كنت فى ربيعة ، فكاثر بشيبان ، و فاخر بشيبان ، و حارب بشيبان ، قال : فإذا قلت الشيبانى لم يفد المطلق من هذا إلا ولد شيبان بن ثعلبة الحصن ، و إذا قلت : ذهلى لم يفد مطلق هذا إلا ولد ذهل ابن ثعلبة الحصن ، فينبغى أن يقال : أحمد بن حنبل الذهلى على الاطلاق .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : بلغنى عن يحيى بن معين قال : ما رأيت خيرا من أحمد بن حنبل قط ، ما افتخر علينا قط بالعربية ، و لا ذكرها .
و قال عبد الله بن محمد المسندى و عباس الدورى عن يحيى بن معين : ما سمعت أحمد ابن حنبل يقول : أنا من العرب قط .
و قال عباس الدورى : سمعت عارما محمد بن الفضل يقول : وضع أحمد بن حنبل عندى نفقته ، و كان يجىء فى كل يوم ، فيأخذ منه حاجته ، فقلت له يوما : يا أبا
عبد الله ، بلغنى أنك من العرب ، فقال : يا أبا النعمان نحن قوم مساكين ، فلم
يزل يدافعنى حتى خرج و لم يقل لى شيئا .
و قال حنبل بن إسحاق : سمعت أبا عبد الله يقول : ولدت فى سنة أربع و ستين و مئة قال : و طلبت الحديث فى سنة تسع و سبعين و مئة و أنا ابن ست عشرة .
و قال صالح بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى يقول : و لدت فى سنة أربع و ستين و مئة فى أولها فى ربيع الأول . قال : و جىء به حملا من مرو ، و توفى أبوه محمد بن حنبل و له ثلاثون سنة ، فوليته أمه ْ يعنى كان سن أبيه حين توفى ثلاثين سنة ـ و أما أحمد ، فكان طفلا حين توفى أبوه ، و لذلك وليته أمه .
و قال أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبرى : طلبت أحمد بن محمد بن حنبل لأسأله عن مسألة ، فجلست على باب الدار حتى جاء ، فقمت فسلمت عليه ، فرد على السلام ، و كان شيخا مخضوبا طوالا أسمر ، شديدالسمرة .
و قال محمد بن العباس بن الوليد النحوى : سمعت أبى يقول : رأيت أحمد بن حنبل رجلا حسن الوجه ، ربعة من الرجال ، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقانى ، فى لحيته شعرات سود ، و رأيت ثيابه غلاظا إلا أنها بيض ، و رأيته معتما و عليه إزار .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى يقول : مات هشيم سنة ثلاث و ثمانين و مئة ، و خرجت إلى الكوفة فى تلك الأيام ، و دخلت البصرة فى أول رجب سنة ست و ثمانين و مئة ، و مات معتمر فى سنة سبع و ثمانين فى أولها ، و دخلت الثانية سنة تسعين ، و الثالثة سنة أربع و تسعين ، و خرجت فى سنة خمس و تسعين ، أقمت على يحيى بن سعيد ستة أشهر ، و دخلت سنة مئتين و لم أدخلها بعد ذلك . قال : و سمعت أبى يقول : أول قدمة قدمت البصرة سنة ست و ثمانين . و سمعنا من بشر بن المفضل ، و مرحوم ، و زياد بن الربيع و شيوخ ، و الثانية : سنة تسعين ، سمعنا من ابن أبى عدى ، و الثالثة : سنة أربع و تسعين ، فنزلت عند يحيى بن سعيد ستة أشهر ، و الرابعة : سنة مئتين ، فسمعنا من عبد الصمد و أبى داود و البرسانى .
و قال أيضا : قال أبى : سمعت من على بن هاشم بن البريد سنة تسع و سبعين و مئة فى أول سنة طلبت الحديث ، ثم عدت إليه المجلس الآخر و قد مات ، و هى السنة التى مات فيها مالك بن أنس .
و قال حنبل بن إسحاق : سمعت أبا عبد الله يقول : إنا فى مجلس هشيم سنة تسع و سبعين ، و هى أول سنة طلبت الحديث ، فجاءنا رجل فقال : مات حماد بن زيد ، و مات مالك بن أنس فى تلك السنة .
قال أبو عبد الله : ذهبت لأسمع من ابن المبارك ، فلم أدركه ، و كان قدم ، فخرج إلى الثغر ، فلم أسمعه و لم أره .
و قال أيضا : سمعت أبا عبد الله يقول : حججت فى سنة سبع و ثمانين و قد مات فضيل ابن عياض قبل ذلك . قال : و رأيت ابن وهب بمكة و لم أكتب عنه
و قال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبى : طلبت الحديث و أنا ابن ست عشرة سنة ، و مات هشيم و أنا ابن عشرين سنة ، و أنا أحفظ ما سمعت منه ، و لقد جاء إنسان إلى باب ابن علية و معه كتب هشيم فجعل يلقيها على ، و أنا أقول : هذا إسناده كذا ، و هذا إسناده كذا ، فجاء المعيطى و كان يحفظ ، فقلت له : أجبه فيها فبقى و أغرب من حديثه ما لم أسمع ، و خرجت إلى الكوفة سنة مات هشيم سنة ثلاث و ثمانين و مئة و هى أول سنة سافرت فيها و قدم عيسى بن يونس الكوفة بعدى بأيام سنة ثلاث و ثمانين و لم يحج بعدها . قال : و أول خرجة خرجت إلى البصرة سنة ست و ثمانين . قلت له : أى سنة خرجت إلى سفيان بن عيينة ؟ قال : فى سنة سبع و ثمانين قدمناها و قد مات الفضيل بن عياض ، و هى أول سنة حججت ، و فى سنة إحدى و تسعين حج الوليد بن مسلم ، و فى سنة ست و تسعين . و أقمت بمكة سنة سبع و تسعين ، و خرجنا سنة ثمان و تسعين ، و أقمت سنة تسع و تسعين عند عبد الرزاق ، و جاءنا موت سفيان و يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدى سنة ثمان و تسعين . قال و حججت خمس حجج منها ثلاث راجلا ، أنفقت فى إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما .
قال أبى : و خرجت إلى الكوفة ، فكنت فى بيت تحت رأسى لبنة .
قال أبى : و لو كانت عندى خمسون درهما كنت خرجت إلى جرير بن عبد الحميد إلى الرى ، فخرج بعض أصحابنا ، و لم يمكنى الخروج ; لأنه لم يكن عندى .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبى : مالك لم ترحل إلى جرير كما رحل أصحابك ، لعلك كرهته ؟ ! فقال : و الله يا بنى ما كرهته ، و بودى أنى رحلت إليه إنه كان إماما فى الرواية ، قلت : فما كان السبب ؟ فقال : لو كان معى ثلاثون درهما ، لرحلت ، فقلت : ثلاثون درهما ؟ ! فقال : لقد حججت فى أقل من ثلاثين .
و قال أبو بكر الأثرم : أخبرنى عبد الله بن المبارك ْ و كان شيخا قديما ْ قال : كنت عند إسماعيل ابن علية فتكلم إنسان بشىء ، فضحك بعضنا ، و ثم أحمد بن حنبل ، قال : فأتينا إسماعيل ابن علية فوجدناه غضبان ، فقال : أتضحكون و عندى أحمد بن حنبل . و قال أيضا : أخبرنى بعض من كان يطلب الحديث مع أبى عبد الله أحمد بن حنبل قال : مازال أبو عبد الله بائنا عن أصحابه ، و لقد كنت يوما عند إسماعيل ابن علية ، فدخل أبو عبد الله أحمد بن حنبل و هو فى أقل من ثلاثين سنة ، فما بقى فى البيت أحد إلا وسع له ، و قال : هاهنا هاهنا . أخبرنا بذلك أبو العز
عبد العزيز بن عبد المنعم بن على ابن الصيقل الحرانى ، قال : أخبرنا أبو على بن أبى القاسم بن أبى على ابن الخريف البغدادى بها سنة ثمان و تسعين و خمسمائة ،
و أخبرنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبى عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسى فى جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد و أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى ، قالوا : أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عبد الباقى بن محمد الأنصارى ، قال : أخبرنا أبو الحسن على بن إبراهيم ابن عيسى الباقلانى ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق إملاء ، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أبو بكر الأثرم ، فذكرهما .
و قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجانى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن البلخى ، قال : حدثنا عباس بن الوليد الخلال ، قال : حدثنا إبراهيم بن شماس قال : سمعت وكيع بن الجراح و حفص بن غياث يقولان : ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى ، يعنيان أحمد بن حنبل .
و قال الحافظ أبو نعيم فيما أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبى الخير عن كتاب القاضى أبى المكارم اللبان ، عن أبى على الحداد ، عنه ، أخبرنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عمر بن الحسن القاضى ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكرابيسى ، قال لما قدم أحمد بن حنبل البصرة ساء ابن الشاذكونى مكانه ، قال : و كأنه ذكره عند يحيى بن سعيد القطان ، فقال له يحيى بن سعيد : حتى أراه ، فلما رأى أحمد بن حنبل قال له : ويلك يا سليمان أما اتقيت الله تذكر حبرا من أحبار هذه الأمة ؟ ! قال : و حدثنا الحسين بن محمد قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن حنبل ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمى ، قال : قال لى يحيى ابن سعيد القطان : ما قدم على مثل أحمد بن حنبل .
و به : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت أبى يقول : كنت مقيما على يحيى بن سعيد القطان ، ثم خرجت إلى واسط ، فسأل يحيى بن سعيد عنى فقالوا : خرج إلى واسط ، فقال : أى شىء يصنع بواسط ؟ قالوا : مقيم على يزيد بن هارون ، قال : و أى شىء يصنع عند يزيد بن هارون ؟ قال أبو عبد الرحمن : يعنى أبى : هو أعلم منه .
و قال أبو بكر البيهقى و فيما قرأت بخط محمد بن جعفر غندر الحافظ سماعه من
عبد الرحمن بن أبى حاتم قال : و حدثنا أحمد بن سنان قال : ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل ، و كان يقعده إلى جنبه إذا حدثنا ، و مرض أحمد بن حنبل فركب إليه يزيد بن هارون و عاده .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، عن عبد الرحمن بن مهدى ، أنه رأى أحمد بن حنبل أقبل إليه ، أو قام من عنده ، فقال : هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثورى .
و قال أبو خالد يزيد بن الهيثم بن طهمان ، عن محمد بن سهل بن عسكر ذكر ْ يعنى عبد الرزاق ْ يحيى بن معين فقال : ما رأيت مثله ، و لا أعلم بالحديث منه من غير سرد ، فأما على ابن المدينى فحافظ سراد ، و أما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه و لا أورع .
و قال محمد بن إسحاق الثقفى ، عن محمد بن يونس ، سمعت أبا العاصم ْ و ذكر الفقه فقال : ليس ثم ْ يعنى ببغداد ْ إلا ذلك الرجل ْ يعنى أحمد بن حنبل ْ ما جاءنا من ثم أحد غيره يحسن الفقه ، فذكر له على ابن المدينى فقال بيده و نفضها .
و قال أبو بكر المروذى فيما أخبرنا أبو العز الشيبانى ، عن أبى اليمن الكندى ، عن أبى منصور القزاز ، عن أبى بكر الخطيب ، عن أبى القاسم الأزهرى ، عن على بن عمر الحافظ ، عن محمد بن مخلد ، عنه : سمعت خضرا بطرسوس يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : سمعت يحيى بن آدم يقول : أحمد بن حنبل إمامنا .
و قال أبو يعقوب يوسف بن عبد الله الخوارزمى : سمعت حرملة بن يحيى يقول : سمعت الشافعى ، يقول : خرجت من بغداد و ما خلفت بها أفقه و لا أزهد و لا أورع و لا أعلم من أحمد بن حنبل .
و قال محمد بن عبدوس بن كامل عن شجاع بن مخلد : كنت عند أبى الوليد الطيالسى فورد عليه كتاب أحمد بن حنبل ، فسمعته يقول : ما بالمصرين ـ يعنى البصرة و الكوفة ـ أحد أحب إلى من أحمد بن حنبل ، و لا أرفع قدرا فى نفسى منه .
و قال أبو بكر الجارودى ، عن أحمد بن الحسن الترمذى : سمعت الحسن بن الربيع يقول : ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك فى سمته و هيئته .
و قال عبد الله بن أحمد بن شبويه : سمعت قتيبة يقول : لولا الثورى لمات الورع ، و لولا أحمد بن حنبل لأحدثوا فى الدين ، قلت لقتيبة : تضم أحمد بن حنبل إلى أحد التابعين ؟ فقال : إلى كبار التابعين .
و قال أحمد بن سلمة النيسابورى : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : أحمد بن حنبل إمام الدنيا .
و قال أبو داود السجستانى : سمعت العباس بن عبد العظيم العنبرى يقول : رأيت ثلاثة جعلتهم حجة فيما بينى و بين الله تعالى ، أحمد بن حنبل ، و زيد بن المبارك الصنعانى ، و صدقة بن الفضل .
و قال أبو نعيم الحافظ فيما أخبرنا أحمد بن أبى الخير ، عن القاضى أبى المكارم اللبان إذنا ، عن أبى على الحداد ، عنه ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، قال : سمعت أبى يقول : قال لى أحمد بن حنبل : تعال حتى أريك رجلا لم تر مثله ; فذهب بى إلى الشافعى ، قال محمد بن إسحاق : قالى لى أبى : و ما رأى الشافعى مثل أحمد بن حنبل . قال : و سمعت أبى يقول : لولا أحمد بن حنبل و بذل نفسه لما بذلها له ، لذهب الإسلام .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم ، عن الحسين بن الحسن الرازى : سمعت على ابن المدينى يقول : ليس فى أصحابنا أحفظ من أبى عبد الله أحمد بن حنبل ، و بلغنى أنه كان لا يحدث إلا من كتاب و لنا فيه أسوة حسنة .
و قال أبو عوانة الإسفرايينى ، عن أبى الحسن الميمونى : قال لى على ابن المدينى بالبصرة قبل أن يمتحن على و بعد ما امتحن أحمد بن حنبل و ضرب و حبس و أخرج : يا ميمونى ; ما قام أحد فى الإسلام ما قام به أحمد بن حنبل . فتعجبت من هذا عجبا شديدا ، و أبو بكر الصديق رضى الله عنه و قد قام فى الردة و أمر الإسلام ما قام به ، قال الميمونى : فأتيت أبا عبيد القاسم بن سلام ، فتعجبت إليه من قول على ، قال : فقال لى أبو عبيد مجيبا : إذا يخصمك ! قلت : بأى شىء يا أبا عبيد ، و ذكرت له أمر أبى بكر ، قال : إن أبا بكر وجد أنصارا و أعوانا و إن أحمد بن حنبل لم يجد ناصرا ، و أقبل أبو عبيد يطرى أبا عبد الله و يقول : لست أعلم فى الإسلام مثله .
و قال سليمان بن أحمد الطبرانى فيما أخبرنا أحمد بن أبى الخير عن القاضى أبى المكارم اللبان كتابة ، عن أبى على الحداد ، و أخبرنا أبو العز الشيبانى ، عن أبى اليمن الكندى ، عن أبى منصور القزاز ، عن أبى بكر الخطيب ، كلاهما عن أبى نعيم الحافظ ، عنه ، حدثنا محمد بن الحسين الأنماطى : قال : كنا فى مجلس فيه يحيى بن معين ، و أبو خيثمة زهير بن حرب و جماعة من كبار العلماء ، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل ، و يذكرون فضائله ، فقال رجل : لا تكثروا ، بعض هذا القول ، فقال يحيى بن معين : و كثرة الثناء على أحمد بن حنبل تستنكر ؟ ! لو جلسنا مجلسنا بالثناء عليه ، ما ذكرنا فضائله بكمالها .
و قال عباس بن محمد الدورى : سمعت يحيى بن معين يقول ـ و ذكروا أحمد بن حنبل ـ فقال يحيى : أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد بن حنبل ! لا و الله ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد بن حنبل ، و لا على طريقة أحمد .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم عن على بن الحسين بن الجنيد الرازى : سمعت أبا جعفر النفيلى يقول : كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين .
و قال صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلى ، عن أبيه : و أحمد بن حنبل يكنى أبا عبد الله ، سدوسى من أنفسهم بصرى من أهل خراسان ، و لد ببغداد ، و نشأ بها ، ثقة ، ثبت فى الحديث ، نزه النفس ، فقيه فى الحديث ، متبع ، يتبع الآثار صاحب سنة و خير .
و قال أبو بكر المروذى : حضرت أبا ثور ـ و قد سئل عن مسألة ـ فقال : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا و إمامنا فيها كذا و كذا .
و قال الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل ، عن مهنا بن يحيى الشامى : ما رأيت أحدا أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل ، و لقد رأيت سفيان بن عيينة ،
و وكيعا ، و عبد الرزاق ، و بقية بن الوليد ، و ضمرة بن ربيعة ، و كثيرا من العلماء ، فما رأيت مثل أحمد بن حنبل فى علمه و فقهه و زهده و ورعه .
و قال العباس بن الوليد بن مزيد البيروتى ، عن الحارث بن عباس : قلت لأبى مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها ؟ قال : لا أعلمه إلا شاب فى ناحية المشرق ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ .
و قال عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايينى ، عن عبد الله بن بشر الطالقانى : سمعت أحمد بن أبى الحوارى يقول : قال الهيثم بن جميل : سمعت شريك بن عبد الله يقول : لم يزل لكل قوم حجة لأهل زمانه ، و إن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه ، قال أحمد بن أبى الحوارى : فقام فتى من مجلس الهيثم ، فلما توارى ، قال الهيثم إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه . قلت لأحمد بن أبى الحوارى : من ذاك الفتى ؟ قال : أحمد بن حنبل . و قيل عن أحمد بن أبى الحوارى عن أبى عثمان الرقى عن الهيثم بن جميل .
و قال أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبى ، عن عبد الله بن أبى زياد القطوانى سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : انتهى العلم ـ يعنى علم الحديث ـ إلى أحمد ابن حنبل ، و على بن عبد الله ، و يحيى بن معين ، و أبى بكر بن أبى شيبة ، و كان أحمد أفقههم فيه ، و كان على أعلمهم به ، و كان يحيى أجمعهم له ، و كان أبو بكر أحفظهم له .
و قال يحيى بن محمد بن صاعد ، عن أبى بكر الأثرم : قلت يوما و نحن عند أبى عبيد فى مسألة ، فقال بعض من حضره : من قال هذا ؟ فقلت : من ليس فى شرق الأرض و لا غربها أكبر منه ; أحمد بن حنبل ، فقال أبو عبيد : صدق .
و قال على بن خشرم : سمعت بشر بن الحارث ـ و سئل عن أحمد بن حنبل بعد المحنة ـ فقال : أنا أسأل عن أحمد ؟ ! إن ابن حنبل أدخل الكير ، فخرج ذهبا أحمر .
و قال أبو بكر محمد بن يوسف ابن الطباع : سمعت أبا عبد الله البينونى ـ و كان يتعبد ـ يقول : قلت لبشر بن الحارث : ألا صنعت كما صنع أحمد بن حنبل ! فقال : تريد منى مرتبة النبيين ؟ لا يقوى بدنى على هذا ، حفظ الله أحمد من بين يديه و من خلفه ، و من فوقه و من أسفل منه ، و عن يمينه و عن شماله .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبى يوسف يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد : حدثنى نصر بن على ، قال : قال عبد الله بن داود الخريبى : كان الأوزاعى أفضل أهل زمانه ، و كان بعده أبو إسحاق الفزارى أفضل أهل زمانه ، قال نصر بن على : و أنا أقول : كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه .
و قال محمد بن على بن شعيب السمسار : سمعت أبى يقول : كان أحمد بن حنبل بالذى قال النبى صلى الله عليه وسلم :
" كائن فى أمتى ما كان فى بنى إسرائيل حتى إن المنشار ليوضع على فرق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه " ، و لولا أحمد بن حنبل قام بهذا الشان ، لكان عارا علينا إلى يوم القيامة أن قوما سبكوا ، فلم يخرج منهم أحد .
و قال محمد بن الحسين بن أبى الحنين الحنينى : سمعت إسماعيل بن الخليل يقول : لو كان أحمد بن حنبل فى بنى إسرائيل ، لكان آية . و فى رواية : لكان عجبا .
و قال القاضى أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف ، عن أبى العباس أحمد بن محمد بن الشاه بن جرير المعروف بابن الشاعر : سمعت حجاج بن الشاعر يقول : ما رأت عيناى روحا فى جسد أفضل من أحمد بن حنبل .
و قال أحمد بن سلمة النيسابورى : سمعت أحمد بن سعيد الدارمى يقول : ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا أعلم بفقهه و معانيه من أبى عبد الله أحمد بن حنبل .
و قال إدريس بن عبد الكريم المقرى : رأيت علماءنا مثل الهيثم بن خارجة ، و مصعب الزبيرى ، و يحيى بن معين : و أبى بكر بن أبى شيبة ، و عثمان بن أبى شيبة ،
و عبد الأعلى بن حماد النرسى ، و محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب ، و على ابن المدينى ، و عبيد الله بن عمر القواريرى ، و أبى خيثمة زهير بن حرب ، و أبى معمر القطيعى ، و محمد بن جعفر الوركانى ، و أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازى و محمد بن بكار ابن الريان ، و عمرو بن محمد الناقد ، و يحيى بن أيوب المقابرى العابد ، و سريج بن يونس ، و خلف بن هشام البزار ، و أبى الربيع الزهرانى فيمن لا أحصيهم من أهل العلم و الفقه يعظمون أحمد بن حنبل ، و يجلونه ، و يوقورنه ، و يبجلونه ، و يقصدونه بالسلام عليه .
و قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن على الأنصارى الهروى : أخبرنى أبو حاتم أحمد بن الحسن البزاز الفقيه بالرى ، قال : سمعت الإمام الحسن بن على بن جعفر الأصبهانى الحنبلى بالرى يقول : سمعت أحمد بن محمد بن سليل التميمى الرازى وراق عبد الرحمن بن أبى حاتم يقول : سمعت ابن أبى حاتم يقول : سمعت أبى يقول : إذا رأيتم الرجل يحب أحمد بن حنبل ، فاعلموا أنه صاحب سنة .
قال ابن أبى حاتم : و سمعت أبا جعفر محمد بن هارون المخرمى الغلاس يقول : إذا رأيت الرجل يقع فى أحمد بن حنبل ، فاعلم أنه مبتدع .
و قال أبو يعلى الموصلى : سمعت أحمد بن إبراهيم الدورقى يقول : من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء ، فاتهموه على الإسلام .
و قال أبو الحسن على بن محمد المطيرى : سمعت أبا الحسن الطرخاباذى الهمذانى يقول : أحمد بن حنبل محنة به يعرف المسلم من الزنديق .
و قال أحمد بن سلمة النيسابورى : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : كنت ألتقى بالعراق مع يحيى بن معين و خلف ـ يعنى ابن سالم ـ و أصحابنا ، و كنا نتذاكر الحديث من طريقين و ثلاثة ، ثم يقول يحيى بن معين : و طريق كذا ، و طريق كذا ، فأقول لهم : أليس قد صح باجماع منا ؟ فيقولون : نعم ، فأقول : ما تفسيره ؟
ما مراده ؟ ما فقهه ؟ فيبقون كلهم إلا أحمد بن حنبل ، فإنه يتكلم بكلام له قوى
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما أخبرنا أبو العز الشيبانى ، عن أبى اليمن الكندى ، عن أبى منصور الشيبانى ، عن أبى بكر الحافظ ، عن إبراهيم بن عمر الفقيه ، عن عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبرى ، عن أبى حفص عمر بن محمد بن رجاء ، عنه : سمعت أبا زرعة الرازى يقول : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ، فقيل له : و ما يدريك ؟ قال : ذاكرته فأخذت عليه الأبواب .
و قال موسى بن هارون الحافظ ، عن نوح بن حبيب القومسى : رأيت أبا عبد الله أحمد ابن حنبل فى مسجد الخيف سنة ثمان و تسعين و مئة مستندا إلى المنارة ، و جاءه أصحاب الحديث ، و هو مستند ، فجعل يعلمهم الفقه و الحديث ، و يفتى الناس فى المناسك .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : حضر قوم من أصحاب الحديث فى مجلس أبى عاصم الضحاك بن مخلد ، فقال لهم : ألا تتفقهون و ليس فيكم فقيه ؟ ! فجعل يذمهم ، فقالوا : فينا رجل : فقال : من هو ؟ فقالوا : الساعة يجىء ، فلما جاء أبى قالوا : قد جاء ، فنظر إليه ، فقال له : تقدم ، فقال : أكره أن أتخطى الناس ، فقال أبو عاصم : هذا من فقهه واحد ، فقال : و سعوا له ، فوسعوا ، فدخل ، فأجلسه بين يديه ، و ألقى عليه مسألة ، فأجاب ، و ألقى ثانية فأجاب ، و ثالثة فأجاب ، و مسائل فأجاب ، فقال أبو عاصم : هذا من دواب البحر ليس من دواب البر ، أو من دواب البر ليس من دواب البحر .
و قال عبد الله أيضا : خرج أبى إلى طرسوس ماشيا ، و خرج إلى اليمن ماشيا و حج خمس حجج ، ثلاثا منها ماشيا ، و لا يمكن لأحد أن يقول : رأى ابى فى هذه النواحى يوما إلا إذا خرج إلى الجمعة ، و كان أصبر الناس على الوحدة ، و بشر ـ
رحمة الله ـ فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة ، و كان يخرج إلى ذا ساعة
و إلى ذا ساعة .
و قال أيضا : كان أبى يصلى فى كل يوم و ليلة ثلاث مئة ركعة ، فلما مرض من تلك الأسواط ، أضعفته ، فكان يصلى فى كل يوم و ليلة مئة و خمسين ركعة ، و قد كان قرب من الثمانين ، و كان يقرأ فى كل يوم سبعا يختم فى كل سبعة أيام ، و كانت له ختمة فى كل سبع ليال سوى صلاة النهار ، و كان ساعة يصلى العشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ، ثم يقوم إلى الصباح يصلى و يدعو .
و قال أيضا : مكث أبى بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما و ما ذاق شيئا إلا مقدار ربع سويق ، كل ليلة كان يشرب شربة ماء ، و فى كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق ، فرجع إلى البيت ، و لم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر ، و رأيت موقيه قد دخلا فى حدقته .
و قال أيضا : نزلنا بمكة دارا ، و كان فيها شيخ يكنى بأبى بكر بن سماعة ، و كان من أهل مكة ، قال : نزل علينا أبو عبد الله فى هذه الدار ، و أنا غلام ، فقالت لى أمى : الزم هذا الرجل فاخدمه ، فإنه رجل صالح ، فكنت أخدمه ، و كان يخرج يطلب الحديث ، فسرق متاعه و قماشه ، فجاء يوما ، فقالت له أمى : دخل عليك السراق ، فسرقوا قماشك ، فقال : ما فعلت الألواح ؟ فقالت له أمى : فى الطاق ،
و ما سأل عن شىء غيره .
و قال أيضا : كتب إلى أبو نصر الفتح بن شخرف الخراسانى بخط يده أنه سمع عبد بن حميد يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : قدم علينا أحمد بن حنبل ها هنا ، فأقام سنتين إلا شيئا ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، خذ هذا الشىء ، دفعته إليه ، فانتفع به ، فإن أرضنا ليست بأرض متجر ، و لا مكتسب ، وأرانا عبد الرزاق كفه
و مدها فيها دنانير ، فقال أحمد : أنا بخير ، و لم يقبل منى .
و قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصرى ، عن محمد بن سعيد الترمذى : قدم صديق لنا من خراسان ، فقال : إنى أتخذ بضاعة ، و نويت أن أجعل ربحها لأحمد بن حنبل ، فخرج ربحها عشرة آلاف درهم ، فأردت حملها إليه ، ثم قلت : حتى أذهب إليه فأنظر كيف الأمر عنده ، فذهبت إليه ، فسلمت عليه ، فقلت : فلان ، فعرفه ، فقلت : إنه أبضع بضاعة ، و جعل ربحها لك ، و هو عشرة آلاف درهم فقال : جزاه الله عن العناية خيرا ، نحن فى غنى وسعة . و أبى أن يأخذها .
و قال الحافظ أبو نعيم فيما أخبرنا أحمد بن أبى الخير عن أبى المكارم اللبان إذنا عن أبى على الحداد عنه ، حدثنا أبو أحمد الغطريفى ، حدثنى زكريا الساجى ، حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدى ، حدثنى إسحاق بن موسى الأنصارى ، قال دفع المأمون مالا ، فقال : اقسمه على أصحاب الحديث ، فإن فيهم ضعفا ، فما بقى أحد إلا أخذ إلا أحمد بن حنبل ، فإنه أبى .
قال : و حدثنا سليمان ـ هو ابن أحمد ـ حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربرى ، قال : حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجروى ميراثه من مصر مئة ألف دينار ، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس كل كيس ألف دينار ، فقال : يا أبا عبد الله هذه من ميراث حلال ، فخذها ، فاستعن بها على عيلتك ، قال : لا حاجة لى بها ; أنا فى كفاية ، فردها ، و لم يقبل منها شيئا .
و قال العباس بن محمد الدورى : سمعت أبا جعفر الأنبارى يقول : لما حمل أحمد بن حنبل يراد به المأمون ، أخبرت فعبرت الفرات إليه ، فإذا هو فى الخان ، فسلمت عليه ، فقال : يا أبا جعفر تعنيت ! فقلت : ليس هذا عناء ، قال : فقلت له : يا هذا أنت اليوم رأس و الناس يقتدون بك ، فو الله إن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق الله ، و إن أنت لم تجب ، ليمتنعن خلق من الناس كثير و مع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت ، و لا بد من الموت فاتق الله ،
و لا تجبهم إلى شىء ، فجعل أحمد يبكى و هو يقول : ما شاء الله ما شاء الله ، قال : ثم قال لى أحمد : يا أبا جعفر : أعد على ما قلت .
قال : فأعدت عليه ، قال : فجعل يقول : ما شاء الله ما شاء الله .
و قال دعلج بن أحمد السجستانى : حدثنا أبو بكر السهروردى بمكة قال : رأيت أبا ذر بسهرورد و قد قدم مع واليها ، و كان مقطعا بالبرص ـ يعنى و كان ممن ضرب أحمد ابن حنبل بين يدى المعتصم ـ قال : دعينا فى تلك الليلة و نحن خمسون و مئة جلاد ، فلما أن أمرنا بضربه كنا نعدو حتى نضربه و نمر ، ثم يجىء الآخر على أثره ، ثم يضرب .
و قال دعلج أيضا : حدثنا الخضر بن داود ، أخبرنى أبو بكر النجاحى قال : لما كان فى تلك الغداة التى ضرب فيها أحمد بن حنبل زلزلنا و نحن بعبادان .
و قال أحمد بن مروان الدينورى المالكى : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحنفى قال : سمعت أبى يقول : كنت فى الدار وقت أدخل أحمد بن حنبل و غيره من العلماء ، فلما أن مد أحمد ليضرب بالسوط ، دنا منه رجل و قال له : يا أبا عبد الله ، أنا رسول خالد الحداد من الحبس يقول لك : اثبت على ما أنت عليه ، و إياك أن تجزع من الضرب ، و اصبر فإنى ضربت ألف حد فى الشيطان ، و أنت تضرب فى الله .
و قال أحمد بن عبد الله بن صالح العجلى : دخلت إلى أحمد بن حنبل و محمد بن نوح و هما محبوسان بصور ، فسألت محمد بن نوح ، كيف كان تقييده ؟ ـ يعنى أحمد ـ
و أحمد قريب منا يسمع . قال : لما امتحن أحمد ، جمع له كل جهمى ببغداد ، فقال : بعضهم : إنه مشبه ، فقال إسحاق بن إبراهيم والى بغداد : أليس يقول :
* ( ليس كمثله شىء ) * ؟ قال : بلى * ( و هو السميع البصير ) * ، قالوا : شبه ، أى شىء أردت بهذا ؟ قال : ما أردت شيئا ، قلت كما قال القرآن ، فسألوه عن حديث جامع بن شداد ، " و كتب فى الذكر " ، فقال : كان محمد بن عبيد يخطىء فيه قال : كان محمد بن عبيد يقول : " و خلق فى الذكر " ، ثم تركه . و سألوه عن حديث مجاهد " إلى ربها ناظرة " ، و حديث آخر عن مجاهد ، قال : اختلط بأخرة . قال إسحاق : أليس زعمت أنك لا تحسن الكلام أراك قائما بحجتك ، فطرح القيد ، و خلى عنه .
و قال البخارى : لما ضرب أحمد بن حنبل كنا بالبصرة ، فسمعت أبا الوليد يقول : لو كان هذا فى بنى إسرائيل ، لكان أحدوثة .
و قال أبو نعيم الحافظ فيما أخبرنا أحمد بن أبى الخير عن كتاب أبى المكارم اللبان ، عن أبى على الحداد ، عنه : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن الفضل السقطى ، قال : و حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن الحسن بن على ابن بحر قالا : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : كنا فى أيام المعتصم يوما جلوسا عند أحمد بن حنبل ، فدخل رجل ، فقال : من منكم أحمد بن حنبل ؟ فسكتنا ، فلم نقل شيئا ، فقال أحمد : ها أنذا أحمد ، فما حاجتك ؟ قال : جئت من أربع مئة فرسخ برا و بحرا ; كنت ليلة جمعة نائما ، فأتانى آت ، فقال لى : تعرف أحمد بن حنبل ؟ قلت لا ، قال : فائت بغداد ، و سل عنه ، فإذا رأيته ، فقل : إن الخضر يقرئك السلام و يقول : إن سامك السماء الذى على عرشه راض عنك ، و الملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله .
زاد ابن بحر فى حديثه : قال : فقال له أحمد : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، ألك حاجة غير هذا ؟ قال : ما جئتك إلا لهذا ، فتركه و انصرف .
و قال هلال بن العلاء الرقى : من الله على هذه الأمة بأربعة فى زمانهم : بأحمد ابن حنبل ; ثبت فى المحنة ، و لولا ذلك ، لكفر الناس ، و بالشافعى ; تفقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و بيحيى بن معين ; نفى الكذب عن حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و بأبى عبيد القاسم بن سلام فسر الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لولا ذلك ، لاقتحم الناس فى الخطأ .
و قال صالح بن أحمد بن حنبل فيما أخبرنا الحافظ أبو حامد محمد بن على ابن الصابونى و غيره ، عن أبى القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصارى ، عن أبى الحسن على بن المسلم السلمى ، عن أبى الحسن بن أبى الحديد ، عن جده أبى بكر بن ابى الحديد ، عن أبى بكر الخرائطى ، عنه ، قلت لأبى يوما : إن فضلا الأنماطى جاء إليه رجل ، فقال : اجعلنى فى حل ، قال : لا جعلت أحد فى حل أبدا ، قال : فتبسم فلما مضت أيام ، قال : يا بنى مررت بهذه الآية
* ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ) * فنظرت فى تفسيرها ، فإذا هو : إذا كان يوم القيامة ، قام مناد فنادى : لا يقوم إلا من كان أجره على الله ، فلا يقوم إلا من عفا ، فجعلت الميت فى حل من ضربه إياى ، ثم جعل يقول : و ما على رجل ألا يعذب الله أحدا بسببه .
و قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان فيما أخبرنا أبو العز ابن المجاور ، عن أبى اليمن الكندى ، عن أبى منصور القزاز ، عن أبى بكر الخطيب ، عن أبى القاسم الأزهرى ، عنه : أخبرنا أبو عيسى عبد الرحمن بن زاذان بن يزيد بن مخلد الرزاز فى قطيعة بنى جدار ، قال : كنت فى المدينة باب خراسان ، و قد صلينا و نحن قعود و أحمد بن حنبل حاضر ، فسمعته و هو يقول : اللهم من كان على هوى ، أو على رأى و هو يظن أنه على الحق ، فرده إلى الحق حتى لا يضل من هذه الأمة أحد ، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفلت لنا به ، و لا تجعلنا فى رزقك خولا لغيرك ، و لا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا ، و لا ترانا حيث نهيتنا ، و لا تفقدنا حيث أمرتنا ، أعزنا و لا تذلنا ، أعزنا بالطاعة ، و لا تذلنا بالمعاصى .
قال : و جاء إليه رجل ، فقال له شيئا لم أفهمه ، فقال له : اصبر فإن النصر مع الصبر ، ثم قال : سمعت عفان بن مسلم يقول : حدثنا همام ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" و النصر مع الصبر ، و الفرج مع الكرب ، و إن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " .
قال ابن شاذان : سألت أبا عيسى : فى أى سنة ولدت ؟ قال فى سنة إحدى و عشرين و مئتين ، و سألته : فى أى سنة مات أحمد بن حنبل ؟ قال فى سنة إحدى و أربعين و مئتين .
و قال حنبل بن إسحاق بن حنبل : مات أبو عبد الله فى سنة إحدى و أربعين و مئتين يوم الجمعة فى ربيع الأول ، و هو ابن سبع و سبعين سنة .
و قال عباس بن محمد الدورى : توفى أبو عبد الله أحمد بن حنبل ببغداد يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى و أربعين و مئتين ، و مات و له سبع و سبعون سنة و أيام .
و هكذا قال محمد بن عبد الله الحضرمى ، إنه مات لاثنتى عشرة خلت من ربيع الأول
و قال يعقوب بن سفيان عن الفضل بن زياد : توفى أبو عبد الله يوم الجمعة ضحوة لثنتى عشرة خلت من ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مئتين ، و قد أتى له سبع
و سبعين سنة .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : توفى أبى رحمه الله يوم الجمعة ضحوة و دفناه بعد العصر لاثنتى عشرة ليلة من ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مئتين ، و صلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر غلبنا على الصلاة عليه ، و قد كنا صلينا عليه نحن و الهاشميون داخل الدار ، و كان له ثمان و سبعون سنة .
قال عبد الله : و خضب أبى رأسه و لحيته بالحناء و هو ابن ثلاث و ستين سنة .
و هكذا قال نصر بن القاسم الفرائضى ، و أبو الحسن أحمد بن عمران الشيبانى إنه مات فى ربيع الآخر .
زاد الفرائضى : يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين منه .
و قال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسى : مات سنة اثنتين و أربعين و مئتين ، و لم يتابعه أحد على قوله سنة اثنتين .
و قال أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوى ، عن بنان بن أحمد بن أبى خالد القصبانى : حضرت الصلاة على جنازة أحمد بن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى و أربعين و مئتين ، و كان الإمام عليه محمد بن عبد الله بن طاهر ، فأخرجت جنازة أحمد بن حنبل ، فوضعت فى صحراء أبى قيراط ، و كان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق ، فلما انقضت الصلاة ، قال محمد بن عبد الله بن طاهر : انظروا كم صلى عليه و رأى ، قال : فنظروا فكانوا ثمان مئة ألف رجل ، و ستين ألف امرأة ، و نظروا من صلى فى مسجد الرصافة العصر فكانوا نيفا و عشرين ألف رجل .
و قال جعفر بن محمد بن الحسين المعروف بالترك عن فتح بن الحجاج : سمعت فى دار الأمير أبى محمد عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا ، فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل ، قال : فحزروا ، فبلغ ألف ألف و ثمانين ألفا .
و قال غيره : و ثلاث مئة ألف سوى من كان فى السفن فى الماء .
و قال الإمام أبو عثمان الصابونى : سمعت أبا عبد الرحمن السلمى يقول : حضرت جنازة أبى الفتح القواس الزاهد مع الشيخ أبى الحسن الدارقطنى ، فلما بلغ إلى ذلك الجمع الكبير ، أقبل علينا ، و قال : سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبى يقول : قولوا لأهل البدع : بيننا و بينكم يوم الجنائز .
قال أبو عبد الرحمن على أثر هذه الحكاية : إنه حزر الحزارون المصلين على جنازة أحمد ، فبلغ العدد بحزرهم ألف ألف و سبع و مئة ألف سوى الذين كانوا فى السفن .
و قال الحافظ أبو نعيم فيما أخبرنا أحمد بن أبى الخير عن أبى المكارم اللبان إذنا عن أبى على الحداد ، عنه : حدثنا أبى ، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدثنى نصر بن خزيمة ، قال : ذكر ابن مجمع بن مسلم ، قال : كان لنا جار قتل بقزوين ، فلما كان الليلة التى مات فيها أحمد بن حنبل خرج إلينا أخوه فى صبيحتها ، فقال إنى رأيت رؤيا عجيبة ; رأيت أخى الليلة فى أحسن صورة راكبا على فرس ، فقلت له : يا أخى أليس قد قتلت ؟ فما جاء لك ؟ قال إن الله عز و جل أمر الشهداء ، و أهل السماوات أن يحضروا جنازة أحمد بن حنبل ، و كنت فيمن أمر بالحضور ، فأرخنا تلك الليلة ، فإذا أحمد بن حنبل مات فيها .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى : حدثنى أبو بكر محمد بن عباس المكى ، قال سمعت الوركانى جار أحمد بن حنبل قال : أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود و النصارى و المجوس .
قال : و سمعت الوركانى يقول يوم مات أحمد بن حنبل : وقع المأتم و النوح فى أربعة أصناف من الناس : المسلمين ، و اليهود ، و النصارى ، و المجوس .
و قال أبو بكر بن أبى الدنيا : حدثنى يوسف بن بختان ـ و كان من خيار المسلمين ـ قال : لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل فى منامه كأن على كل قبر قنديلا ، فقال : ما هذا ؟ فقيل له : أما علمت أنه نور لأهل القبور بنزول هذا الرجل بين أظهرهم ، و قد كان فيهم من يعذب فرحم .
و قال الحافظ أبو نعيم بالإسناد المتقدم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : قرأت على مسبح بن حاتم العكلى قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر المروذى قال : رأيت أحمد بن حنبل فى المنام يمشىء مشية يختال فيها ، فقلت : ما هذه المشية يا أبا عبد الله ؟ قال : هذه مشية الخدام فى دار السلام .
و به قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن على الأبار ، حدثنى حبيش بن الورد قال : رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام ، فقلت : يا نبى الله ،
ما بال أحمد بن حنبل ؟ فقال : سيأتيك موسى عليه السلام فسله ، فإذا أنا
بموسى عليه السلام ، فقال : يا نبى الله ، ما بال أحمد بن حنبل ؟ فقال : أحمد ابن حنبل بلى بالسراء و الضراء ، فوجد صادقا ، فألحق بالصديقين .
و به قال : حدثنا محمد بن على بن حبيش ، حدثنا عبد الله بن أبى داود ، حدثنا على بن سهيل السجستانى ـ و كان مرجئا ـ فجعلت أقول له : ارجع عن هذا ، فقال : أنا لم أرجع بأحمد بن حنبل أرجع بقولك ؟ ! فقلت له : أرأيت أحمد ؟ قال : رأيته فى المنام . قلت : كيف رأيت ؟ قال : رأيت كأن القيامة قد قامت ، و كأن الناس جاؤوا إلى موضع عنده قنطرة لا يترك أحد يجوز حتى يجىء بخاتم ، و رجل ناحية يختم الناس و يعطيهم ، فمن جاء بالخاتم ، جاز ، فقلت : من هذا الذى يعطى الناس الخواتيم ؟ فقالوا : هذا أحمد بن حنبل رحمه الله .
و قال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيبانى عن أبى اليمن الكندى ، عن أبى منصور القزاز ، عنه : أخبرنى على بن أحمد الرزاز ، حدثنا عثمان ابن أحمد الدقاق ـ إملاء ـ ، حدثنا محمد بن أحمد ابن المهدى ، حدثنا أحمد بن محمد الكندى ، قال : رأيت أحمد بن حنبل فى المنام فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع الله بك ؟ قال : غفر لى ، ثم قال : يا أحمد ضربت فى ؟ قال : قلت : نعم يا رب ، قال : يا أحمد هذا وجهى ، فانظر إليه ، فقد أبحتك النظر إليه .
مناقب هذا الإمام و فضائله كثيرة جدا ، لو ذهبنا نستقصيها ، لطال الكتاب ، و فيما ذكرنا كفاية ، و بالله التوفيق .
و روى له الباقون . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 1 / 75 :
لم يسق المؤلف قصة المحنة و قد استوفاها ابن الجوزى فى مناقبه فى مجلد و قبله شيخ الإسلام الهروى . و ترجمته فى " تاريخ بغداد " مستوفاة .
قال ابن أبى حاتم : سئل أبى عنه فقال : هو إمام و هو حجة .
و قال النسائى : الثقة المأمون أحد الأئمة .
و قال ابن ماكولا : كان أعلم الناس بمذاهب الصحابة و التابعين .
و قال الخليلى : كان أفقه أقرانه و أورعهم و أكفهم عن الكلام فى المحدثين إلا فى الإضطرار و قد كان أمسك عن الرواية من وقت الإمتحان فما كان يروى إلا لبنيه فى بيته .
و قال ابن حبان فى " الثقات " : كان حافظا متقنا فقيها ملازما للورع الخفى مواظبا على العبادة الدائمة أغاث الله به أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
و ذاك أنه ثبت فى المحنة و بذل نفسه لله حتى ضرب بالسياط للقتل فعصمه الله تعالى عن الكفر و جعله علما يقتدى به و ملجأ يلجأ إليه .
و قال سليمان بن حرب لرجل سأله عن مسألة : سل عنها أحمد فإنه إمام .
و قال محمد بن إبراهيم البوشنجى : ما رأيت أجمع فى كل شىء من أحمد و لا أعقل و هو عندى أفضل و أفقه من الثورى .
و قال ابن سعد : ثقة ثبت صدوق كثير الحديث .
و قال أبو الحسن ابن الزاغونى : كشف قبر أحمد حين دفن الشريف أبو جعفر بن أبى موسى إلى جانبه فوجد كفنه صحيحا لم يبل و جنبه لم يتغير و ذلك بعد موته بمئتين و ثلاثين سنة . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ




هذا هو جرح و تعديل هؤلاء الأئمة عليهم رحمة الله تعالى

الحمد لله على نعمة التوحيد و نعمة السنة و الجماعة






التوقيع :
قال الإمام القاسم بن سلام:
"عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام وكذى، فما رأيت أوسخ وسخاً، ولا أقذر قذراً، ولا أضعف حجة، ولا أحمق من الرافضة"
من مواضيعي في المنتدى
»» مصحف فاطمة بالصوت و الصورة
»» هل الحسن و الحسين هكذا
»» المجوسي أحمدي نجاد يتطاول على الصحابة بالصوت و الصورة
»» كوكب المعرفة هنا لو سمحت
»» أريد جوابا من الروافض عن سؤال سهل جدا
 
قديم 03-08-09, 08:50 PM   رقم المشاركة : 9
M.Noman
عضو ماسي







M.Noman غير متصل

M.Noman is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عارفه مشاهدة المشاركة
   طيب يا ابو الحسنين هل الفقه من شرع الله ورسوله ام من شرع البشر ؟! ننتظر جوابك...

اما قولك اثناعشري..اسماعيلي..زيدي ..الخ...
هذه كلها فرق تؤمن بمذهب اهل البيت وتعتقد انه اصل الاسلام وروحه / وقد اجمعت الشيعة كافة على الايمان بعلي بن ابي طالب خليفة وامام بعد رسول الله وبقاء الهداية في ذرية رسول الله من بنته فاطمة / كما كانت الهداية في جميع الاديان السماوية منذ عهد ادم عليه السلام الى اليوم باقية في الانبياء والرسل وذرياتهم لا في اصحابهم ولا غيرهم :
قال تعالى : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ{83} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{84} وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ{85} وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ{86} وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{87} ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{88} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ{89} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ....

فكون هناك فرق تدعي انها تنتسب لمذهب اهل البيت وقد اختلفت وتفرقت لا يعني ان نلغي المذهب الاصلي ولا نقر بوجوده ، فكل فرقة لها ادلتها وحججها ونحن ندرك ان هناك فرقة ناجية ، وقد اخبرنا الرسول بحديث صريح انت تعرفه جيدا :
وهو قوله :ستفترق امتي الى 73 فرقة ، كلها في النار الا واحدة ....
ونعرف انهم سيتفرقون وسيصعب عليهم التمسك بدين الحق ، كما اخبر الرسول بقوله :
( يأتي على الناس زمان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر )...
وقوله ايضا : لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس
وقوله : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء‏...
واخيرا نقول لك : لو جاء مسيحي وراى المسلمين وهم مختلفين الى عدة فرق ومذاهب وكل منهم يزعم انه يتبع الكتاب والسنة ، وفي نفس الوقت كل منهم يخطئ الاخر ويضلله ، فهل سيصح كلامه لو اعتبر ان الاسلام باطل بسبب اختلاف معتنقيه ؟!
وكذلك منهج اهل البيت عليهم السلام فهم طريق الحق والنجاة والسفينة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وان انشق عنهم فرق وطوائف فاللوم عليهم لا على اساس المنهج القويم...

يخرج منكم الزيدية الهادوية فقط على ما اظن فهم من امة الاسلام,,,وما تبقى مشركون ملاحدة الى جهنم وبئس المصير باذن الله






 
قديم 03-08-09, 08:58 PM   رقم المشاركة : 10
نجوم
عضو نشيط







نجوم غير متصل

نجوم is on a distinguished road


هذا الموضوع تحدثت فيه أكثر من مرة

والأخوة في المنتدى بينوا لكم ووضحوا الفرق

من سبب نشأتها

والأختلاف بينها

ونعيد ونكرر الأختلاف في الفروع وليس الأصول

وبالنسبة لبعض المراجع التي أخذت منها

بعضها ليس من أهل السنة


كابن حزم مذهبه ظاهري ولكن أهل السنة يأخذون منه الشيء غير المخالف للشرع

القرآن الكريم والسنة النبوية







التوقيع :
يستطيع الشيطان أن يكون ملكاً.والقزم عملاقاً . والخفاش نسراً, والظلمات نوراً
لكن أمام الحمقى والسذج
فقط .
من مواضيعي في المنتدى
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "