العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-07, 03:35 PM   رقم المشاركة : 1
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


قواعد الإسلام ليست خمسا

قواعد الإسلام ليست خمسا


إحدى الثغرات الواسعة جدا في تعاليم الفقه الإسلامي ، تتمثل في إصرار الفقهاء على أن قواعد الإسلام خمس ، ليس بينها قاعدة واحدة لها علاقة بشؤون الحكم .
فإذا شهد المواطن بأن لا اله إلا الله ، وصلى وصام ، واخرج زكاته ، وذهب إلى الحج ، يصبح مواطنا مسلما ، مستوفيا لجميع شروط الفقهاء ، بغض النظر، عما يحدث له ، وبغض النظر عما سيحدث
لعياله .

فنظرية القواعد الخمس ، لا تستند إلى نص القرآن ، بل إلى حديث ، رواه ، للبخاري ، شخصا اسمه عبيد الله ، بن موسى ، قال انه سمعه من حنضلة بن أبي سفيان ، وحنضلة بدوره سمعه من عكرمة ، وعكرمة سمعه أيضا ً من ابن عمر رضي الله عنهما نقلا عن رسول الله [ص] . وقد أتيح لهذه النظرية ، سبيل التطبيق العملي طوال أربعة عشر قرنا حتى الآن ، قضاها بلايين المسلمين ، يصلون ، ويصومون ، ويزكون ، ويحجون ، محاذرين أن تتهدم قاعدة واحدة من قواعد الإسلام . لكن حصيلة هذه التجربة التاريخية الطويلة لا تقول تاريخيا سوى أن الإسلام نفسه قد أنهدم منذ عصر بنو أمية ، وان المواطن المسلم قد عاش مسلم ـ كما عاش المواطن الفرعوني فرعونيا ـ في ظل أسرة إقطاعية مسلحة ، تبدد ثروته على أمراء العسكر والشعراء والمغنيين ، وتحرمه من الضمان الاجتماعي ، وتقطع يده إذا سرق ، وتقطع رأسه إذا تكلم .
ولعل المنهج الحكومي المتبع حاليا في كتابة التاريخ الإسلامي سوف يظل قادرا على إخفاء حجم هذه الكارثة عن أعين المسلمين أربعة عشر قرنا أخرى .
ولعل معلم حصة الدين لن يتعب أبدا ًفي تلقين [ قواعد الإسلام الخمس ] لصغار الأطفال ، أملا ً أن يصنع مسلمين من نصف الإسلام .
ولعل وسائل القمع السياسي سوف تظل قادرة على تهيئة المناخ المطلوب لنمو مواطن مسلوب الإرادة ، مثل المواطن الذي تخاطبه نظرية القواعد الخمس .
كل الاحتمالات الصعبة واردة ما عدا احتمال واحدا فقط لا غير : ذلك أن تنجح هذه النظرية الفقهية المصطنعة في تطبيق الإسلام نفسه .

فهذه نظرية ولدت أصلا ًفي غياب الإسلام . وقد ولدت بالقوة ، رغم انف الفقهاء والمسلمين معا , بعد أن نجح بنو أمية في استعادة نظام الإقطاع ، واستبدلوا جيوش الجهاد بجيش مأجور محترف , يقوده قتلة محترفون , من طراز الحجاج بن يوسف وزياد بن أبيه , فقد بلغ من ولاء هذا الجيش إلى أن ذهب إلى قصف الكعبة بالمنجنيق ، وهدم بيوت مكة على رؤوس سكانها ، وصلب حفيد أبي بكر الصديق ، وقتل حفيد رسول الله نفسه في كربلاء.

وأمام هذا السيف القاطع ، كان على الفقه الإسلامي أن يختار بين طريقين . إحداهما أن يموت الفقهاء ، والأخرى أن يموت الإسلام . ورغم أن كثيرا من الفقهاء العظام قد اختار سبيل الشهادة والجنة ، فإن أغلبهم ، كان مضطرا إلى العودة إلى عياله في آخر النهار. وقد انجلت المعركة خلال وقت قصير نسبيا ، وعاد الخليفة يزيد بن معاوية ـ الذي كان [ قد ضرب الكعبة وأحرق أستارها ] ـ فجاء لأداء فريضة الحج على رأس وفد من الفقهاء .

في ظل هذه الظروف الطارئة ، كان على الفقه الإسلامي أن يكتشف صيغة جديدة للإسلام ، تتوفر لها ثلاثة شروط خاصة ، كل شرط منها يناقض نصا صريحا من القرآن :
الشرط الأول : أن تكون صيغة مطوعة للتعايش مع حكم الفرد . والقرآن يسمي الحاكم الفرد [ فرعون إنه طغى ] ، ويعتبره [ عدو الله ] شخصيا ، ويدعو إلى القتال ضده تحت راية الجهاد المقدس في سبيل الله .
الشرط الثاني : أن تكون صيغة لا تعترف بمسئولية الناس عن شؤون الحكم . والقرآن يرفض هذه الصيغة جملة وتفصيلا ، ويعتبر الناس وحدهم هم المسؤلون عن شؤون الحكم ، ويقول لهم كل يوم [ وما أصابكم من مصيبة ، فبما كسبت أيديكم ] . "الشورى : 30 "

الشرط الثالث : أن تكون صيغة قادرة على إرضاء ضمير الفرد بغض النظر عما يحدث للجماعة . والقرآن يستنكر هذا الحل الكهنوتي ، ويعتبره تكذيبا سافرا بالدين نفسه ، في نصوص صريحة ، منها قوله تعالى : [ ارايت الذي يكذب بالدين ، فذلك الذي يدع اليتيم ، ولا يحض على طعام المسكين ] "الماعون : 1 ـ 3 " .

خلال البحث المستمر عن هذه الصيغة المستحيلة ، تشكلت نظرية القواعد الخمس تلقائيا ، ومن دون أن يكتبها احد . فلم يكن ثمة قواعد أخرى على أي حال . ولم يكن من شأن الحكم الأموي أن يترك للإسلام قاعدة واحدة لها علاقة بشؤون الحكم . لكن الفقهاء اختاروا أن يكرسوا هذا الواقع دينيا ، باعتبار إن أداء القواعد الخمس هو نفسه كل الإسلام . وقبل أن ينقضي قرن واحد على نشأت علم الفقه ، كان هذا العلم كان قد أصبح دعوة إعلامية سافرة للتعايش مع الإقطاع ، وكان الإسلام قد خسر نصف قواعده ، بشهادة مصدق عليها من فقهاء الإسلام :
ـ اختفت قاعدة العدل ، فتحول [ بيت مال المسلمين ] من ميزانية عامة إلى ثروة عائلية خاصة ، يبددها أمراء بني أمية على شراء المغنيات . وهو لا يعني في الواقع سوى أن الإقطاع قد انتصر على الناس مرة أخرى ، وانه انتصر عليهم ـ هذه المرة ـ باسم الإسلام
ـ اختفت قاعدة المساواة ، وخسر كل مسلم على حدة ، لكن أكثر المسلمين خسارة ، كانوا ـ بالطبع ـ هم اقل المسلمين حيلة وقوة . فقد خسر الطفل المسلم حقه في التعليم المجاني ، وخسرت المرأة المسلمة حقها في الهواء والشمس .
ـ اختفت قاعدة الجهاد [ في سبيل الله ، والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ] "النساء : 75" ، فأصبح المجاهد المسلم جنديا يتقاضى مرتبا للعمل في خدمة الإقطاع ، وبات عليه ـ منذ ذلك الوقت ـ أن يقاتل ضد المستضعفين بالذات .

كل قاعدة سنها الإسلام لضمان حق المواطن المسلم في حياة كريمة ، اختفت ـ رسميا ـ من قائمة قواعد الإسلام . ولم يبقى في الساحة سوى قاعدة أداء الشعائر التي أجهد الفقهاء أنفسهم في دعمها بنصوص من القرآن ، آملين أن يخدموا ثورة عالمية واسعة النطاق بتعويذة يقرأها فقيه . وهو أمل ، كان من شأنه أن اضطر الفقهاء المسلمون إلى الحياة دائما على حافة بركان :

فالقرآن الذي يريد الفقهاء أن يحتووه ، لا يقول إن قواعد الإسلام ، خمس ، ولا يفرق بين الشعائر، ولا يضمن الجنة لأحد ، ولا يعترف أصلا ًبمثل هذا المنهج الكهنوتي .

إن الكنيسة هي التي تقول [لا صلاح خارج الكنيسة ] . أما القرآن فقد جاء لهدم هذا المبدأ الإقطاعي ، وتحرير مصائر الناس من قبضة الكنيسة ، وفتح باب الخلاص أمام كل من يسعى إلى الخلاص . بغض النظر عن لونه ، وجنسه ، وشعائره الدينية . ومن البديهي أن القرآن لا يعمل لتحقيق هذه الثورة بتأسيس كنيسة إضافية ، لها شعائر إضافية ، بل بإنهاء الوصاية على الدين ، ومواجهة الناس بمسؤوليتهم الشخصية عما يحدث لهم ، وعما يحدث لعيالهم في هذه الحياة الدنيا وبعد ذلك في الحياة الأخرى .

إن القرآن لا يطالب الناس بأداء الشعائر ثمنا للجنة بعد الموت ، بل يطالبهم أولا ًبأن يكسبوا جنة هنا على الأرض . ومنهجه الصريح في هذه الدعوة ان الناس مسؤولون شرعا عن شؤون الدنيا ، وان مسؤوليتهم لها قواعد شرعية محددة . منها ان يكون لهم صوت مسموع في أجهزة الإدارة والحكم ، لكي يضمنوا لأنفسهم تحقيق العدل الدائم بألاشراف الدائم على صياغة القوانين .

هذه القاعدة الإدارية جزء أساسي جدا من بناء الإسلام . لا يقوم الإسلام من دونها ، ولم يقل القرآن إنه يقوم . لكن الفقه الإسلامي لم يشأ أن يدرجها في خانة القواعد الخمس لأنه ـ أولا ًـ لم يكن فقها ، بل سياسة ، ولأنه ـ ثانيا ـ كان سياسة موجهة عمدا ضد حق الناس في بقية الإسلام .
فقد جرى تبني القواعد الخمس بعناية فائقة ، وحرص بالغ ، لكي يتوفر لها شرطان غريبان حقا عن روح الدين . الأول : ان لا يتعارض أداؤها مع سياسة الدولة ، مهما كانت هذه السياسة والثاني : ان تكون قادرة على إرضاء ضمير المسلم ، بغض النظر عما يحدث للمسلمين . ورغم ان الفقهاء لم يعثروا على القواعد الخمس في نص قرآني محدد ، فإنهم قد وجدوا لأنفسهم حديثا آخر رواه أبو هريرة عن رسول الله عليه السلام ، قال : كان رسول الله يوما بارزا للناس . فأتاه رجل فقال : " ما الإسلام ، يا رسول الله ؟" قال : [ الإسلام أن تعبد الله ، ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ] .
وبموجب هذا الحديث ، والحديث الأول أباح الفقهاء الأمويون لأنفسهم ان يفصلوا الإسلام عن شؤون الحكم ، ويجعلوا أداء الشعائر الإسلامية بديلا شرعيا عن بقية الإسلام ، متعمدين ألا يتذكروا ان رسول الله عليه السلام كان يتحدث من واقع إسلامي مختلف ، تم تحريره من سيطرة الإقطاع بقوة السلاح تحت شعار التوحيد ، وان اعتماد هذا الحديث في نظام إقطاعي من طراز النظام الأموي فكرة لا يقبلها رسول الله بالذات ، ولا يجوز شرعا ان تنسب إليه . إن الفقهاء الأمويين . وهم معلمو أئمة المذاهب الإسلامية ـ يكتشفون إسلاما ًمطوعا للتعايش مع الحكم الأموي :
علامة هذا الإسلام الجديد ان قواعده الخمس مجهزة خاصة ، على مقياس مواطن مسلوب الإرادة ، خسر جميع حقوقه السياسية ، من حقه في الضمان الاجتماعي إلى حقه في إعلان المعارضة ، وبات عليه ان يكسب قوت عياله في مجتمع إقطاعي شديد القسوة ، موجه برمته لخدمة الإقطاع . وفي سبيل رزق العيال ، كان على المواطن المسلم أن يشغل جميع الخانات الشاغرة للعمل المتاح في مثل هذا المجتمع ، من خانة السياف في قصر الخليفة إلى خانة الجارية المغنية في حريمه . إن مواصفات هذا المسلم الجديد ، تتحول على يد الفقه إلى خمس قواعد جديدة للإسلام :

القاعدة الأولى : ان يشهد المواطن بأن الله وحده هو صاحب الملك ، من دون ان يلاحظ ان الملك نفسه قد سرقه بنو أمية .
القاعدة الثانية : ان يؤدي المسلم صلواته الخمس ، لكي تنهاه الصلاة عن الفحشاء والمنكر في دولة تشجع بيع الرقيق وتبذر مال الفقراء على شراء المرتزقة والدبابات والمدافع التي لا تدافع عن الإسلام والمستضعفين .
القاعدة الثالثة : ان يخرج المواطن زكاته من ماله للفقراء ، وينسى ان الفقر نفسه سببه الإدارة الإقطاعية الفاشلة في نظام بني أمية .
القاعدة الرابعة : أن يصوم المواطن شهر رمضان لكي يعلو بنفسه فوق الشهوات حتى إذا كان حكم بني أمية قد حرمه من كل شهوة أصلا ً .
القاعدة الخامسة : ان يذهب المواطن إلى الحج لكي يؤدي المناسك على سنة رسول الله من دون ان يتذكر ان رسول الله [ص] كان قد جاء للحج بعد ان حرر مكة من كل نفوذ الكهنة والأسر الحاكمة معا ، ومنها ـ بالذات ـ أسرة بني أمية .

ان هذا المسلم الجديد الذي صنعه فقهاء بني أمية على هواهم قد صار عمره الآن أربعة عشر قرنا من دون ان يبلغ سن الرشد . فهو لا يزال مواطنا معفيا من مسؤوليته عن حياته ، ومعفيا من مسؤوليته عن شؤون الدولة التي تقرر مصيره ، ومصير عياله . ولا يزال الإعفاء ساري المفعول شرعا بضمان من نظرية الأركان الخمسة . وإذا كانت هذه الحقيقة قابلة للمحو من تاريخ المسلمين المكتوب ، فإن واقع المسلمين أنفسهم يذكرهم يوميا بجميع التفاصيل . إن بعض الإسلام لا يعوض المسلمين عن الإسلام كله .

والخطأ المميت الذي وقعت فيه نظرية القواعد الخمس انها نجحت في التعويض عن الكل بالجزء ، ونجحت في إقناع المواطن المسلم بقبول هذه الخسارة ، ونجحت في تمرير الخسارة نفسها ، باعتبارها فوزا أبديا ًفي حياة أخرى . لكن مشكلة هذا النجاح المستمر انه نجاح في زيادة الخسائر ، وان خمس قواعد فقط لا تستطيع ان تغطي حاجة الناس إلى بقية القواعد :

ـ فالأمر بالمعروف قاعدة ، وهو قاعدة واجبة الأداء على كل مسلم ومسلمة ، وليس ما يبرر استبعادها من بين القواعد الخمس سوى انها قاعدة جماعية ، موجهة ضد حكم الفرد بالذات . فالمسلم لا يستطيع ان يأمر بالمعروف إلا إذا كان صاحب سلطة فعلية . والسلطة الفعلية لا يملكها المسلم ، من دون ان يخسرها بنو أمية .

ـ والنهي عن المنكر قاعدة ، لكنها بدورها قاعدة جماعية ، يتطلب أداؤها ان تكون الجماعة قادرة ـ قانونيا ـ على عقاب أهل المنكر. وهي فكرة من شأنها ان تجرد بني أمية من قصورهم ، وحراسهم ، وتجرهم إلى الجلد العلني في الساحات العامة .

ـ وتحريم الربا قاعدة ، لكنها بدورها قاعدة مستحيلة على التطبيق في مجتمع إقطاعي تكثر فيه البنوك الربوية ، والمواطن لا يستطيع ان يتقاضى مرتبه إلا عن طريقها .
فالمسلم لا يستطيع ان يقيد حركة رأس المال ، إلا إذا كان شريكا في رأس المال نفسه ، مما يتطلب أولا ً، إلغاء فكرة الإقطاع من أساسها . ويتطلب ثانيا ، ان يصبح المواطن شريكا فعليا في أداة الحكم .

ـ ومسؤولية المسلم عما كسبت يداه قاعدة ، لكنها قاعدة لا تنطبق جدا على مسلم مكتوف اليدين . ولا يعني إدراجها ضمن القواعد الخمس سوى تذكير هذا المواطن الأسير بأنه يدفع ظلما ثمن ما كسبته أيدي بني أمية .

ـ وحفظ حقوق المرأة قاعدة ، لكنها قاعدة تتطلب ـ أولا ًـ ان يكون للمرأة حقوق . وهي مشكلة يصعب حسمها في مجتمع يحكمه إقطاعي مسلم ، لا يعترف بحق رجل أو امرأة .

ـ والدفاع عن المستضعفين قاعدة ، لكنها قاعدة تحتم القتال ضد الذين استضعفوهم مما يضع رقاب بني أمية حيث تلتـقي جميع السيوف .

ـ والمجادلة بالحسنى قاعدة ، لكنها قاعدة يصعب على الأمويين قبولها لأنهم لا يستطيعون ان يجادلوا بالحسنى دون ان يخسروا نتيجة الجدال .

ـ وحفظ حق الطفل قاعدة ، لكنها قاعدة تحتاج إلى رصد نفقات التعليم المجاني ضمن بنود الميزانية العامة . وهي مشكلة صعبة أخرى يستحيل حسمها في مجتمع لا يملك ميزانية عامة .

والعقل بكتاب الله قاعدة ، لكنها قاعدة تعني ان تذهب بقية الكتب الأخرى ، ويخسر الفقهاء أحاديث أبي هريرة ، ويخسرون معها " السند العلمي " لنظرية القواعد الخمس ، ويجد الخليفة الأموي نفسه وجها لوجه أمام كتاب عالي الصوت ، يدعوه علنا بأسم فرعون .

جميع هذه القواعد سقطت ـ عمدا ـ من قائمة قواعد الإسلام ، ولم يكن سقوطها مجرد تحريف نظري للدين ، بل كان سقوطا حقيقيا للمواطن المسلم نفسه الذي اضطر للعيش في وطن لا يعترف له بحق المواطنة ، ولا يستطيع ان يضمن له رزق عياله ، ولا يكفل له حق المعارضة ، ولا يريده ان يعارض أصلا ً، مهما لذعته النار، وارتفعت من حوله صرخات الألم . وإذا لم يكن هذا الوطن القاسي هو الجنة التي وعد بها الله عباده المتقين ، فلا بد ان الوقت قد حان لكي يراجع المتقون ما قاله الله عن جهنم .

ان الإسلام لا يقوم على خمس قواعد ، بل يقوم على مسؤولية الناس تجاه أنفسهم . ومهما تكلم الفقهاء أو سكتوا ، فإنهم لا يستطيعون ان يعفوا الناس من هذه المسؤولية لان الناس هم الذين سيدفعون قائمة الحساب نقدا في نهاية المطاف . وهم الذين سيخسرون جنة الحياة الدنيا قبل الآخرة ، حتى يضيع حقهم في الثوب والحداء ، ويضطرون إلى الركض تحت أشعة الشمس حفاة ، عراة ، شاخصة اباصارهم وراء لقمة العيش ، في دولة لا تلتزم تجاههم بشيء سوى حبسهم وجلدهم ، من باب حرص الدولة على إقامة حدود الله . وفي ظروف صعبة من هذا النوع ، لا يصبح أداء الشعائر الإسلامية شكرا لله على نعمة الإسلام ، بل يصبح التزاما بإظهار الشكر ، حتى من دون نعمة . وهي فكرة لا يتولاها الله ، بل يتولاها رجل إقطاعي . ان مواطننا لا بد ان يعرف :

ـ يعرف ان فكرة القواعد الخمس فكرة جاءت لحرمانه شخصيا من بقية الإسلام .
ـ يعرف ان أداء الشعائر هو ـ فقط ـ نصف القاعدة . وان النصف الباقي ، ان يكون أداء الشعائر، شكرا لله على نعمة الحياة ، هنا ، فوق هذه الأرض ، وليست البحث فقط عن النعمة في ارض الله الأخرى .
لان ارض الله الأخرى لا يدخلها إذا سكت عن حقه هنا .
ـ يعرف ان كلمة "مسلم" ليست لقبا بل حرفة . وان المواطن المسلم حرفته راع مسؤول عن رعيته ، وليس بوسعه أن يتخلى عن هذه المسؤولية ، دون ان يصبح مسلما عاطلا عن العمل .
ـ يعرف ان الإسلام عقيدة قائمة على حرية العقيدة ، لاتنكر حق احد في الجنة بعد الموت ، بل تثبت حق جميع الناس في جنة إضافية على هذه الأرض .
ـ يعرف ان الفقه الإسلامي قد أعفاه من مسؤوليته عن شؤون الحكم طوال أربعة عشر قرنا حتى ألان ، وان هذا الصك الموقع على بياض ، لا يعتمده في الواقع سوى أبي هريرة .
ـ يعرف ان قواعد الإسلام ليست خمس ، بل أكثر من ذلك بكثير ، وان الأمر بالمعروف قاعدة ، والنهي عن المنكر قاعدة ، والدفاع عن المستضعفين قاعدة ، وان جميع هذه القواعد لا يستطيع المسلم ان يحافظ عليها إلا إذا كان شريكا شرعيا في أداة الحكم .
ـ يعرف ان نصف الطريق إلى الله لا يغني عن الطريق كله .
ـ يعرف ان عمامة الفقيه مجرد نوع من أنواع الإعلان ، وان المسلم لا يملك قبعة بل يملك حقوقا في نصوص الدستور. فإذا ضاعت هذه الحقوق ، فلا شيء يفرق بين رأس ورأس .
ـ يعرف ان المرأة المحجبة ليست هي المرأة المسلمة ، بل هي المرأة التي فقدت جميع حقوقها ، بما في ذلك حقها في الرياضة وتنفس الهواء الطلق .
ـ يعرف ان رجل الدين ليس مثل رجل النحو ، لانه لا يصحح كلام الناس بل يلغي حقهم في الكلام .
ـ يعرف ان إتباع سنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يتطلب أولا ان يعيش المسلم في مجتمع محرر من الإقطاع وسلطة الفقهاء ، مثل مجتمع الرسول نفسه .

إن مواطننا لا بد ان يعرف .

وإذا شاءت الظروف ان يهمل المواطن واجب المعرفة ، وتنجح ثقافتنا الإسلامية في تجهيله بالإسلام إلى الأبد ، فإن ذلك سيكون عملا سياسيا ناجحا ، من شأنه ان يجند ملايين المسلمين للموت دفاعا ًعن أي احد ، وأي شيء ، ما عدا حق المسلمين في الحياة . وهي فكرة مفيدة ، قد ينجم عنها قيام دولة مزدهرة ـ وأحيانا إمبراطورية ـ لكنها ستكون دائما تعويضا خاسرا جدا عن حق الناس في الجنة .









 
قديم 04-02-07, 03:51 PM   رقم المشاركة : 2
mohamed2002
عضو ذهبي






mohamed2002 غير متصل

mohamed2002 is on a distinguished road


كلام حشو في حشو..

اليس من المفروض أنتأتينا أنت ما هي اركـان الاسلام..؟؟

وثم تسقطها تلك الاركان على دولة المجوس والسبئية الصفوية الخمينية..؟

بنو أمية اللي حارقة قلوبكم..وهي افضل من..
خمينيتكم وصفويتكم وبويهيتكم وعلقميتكم وعبيديتكم وسستانيتكم..

لنرى بعدها..
من الذي سار على الاركان..

ننتظر رد علمي..
وليس كلام حسينيـات







التوقيع :
سؤال حير الروافض جميعا
لماذا صاحب كتاب نهج البلاغة لم يضم رسالة الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه والتي سلمها إلى قيس بن سعد والموجودة
بكتاب بحار الانوار الجزء33صفحه534
وايضا بكتاب الغارات للثقفي الجزء1صفحه128
إلى بقية الرسائل التي يزعم إنه جمعها..؟؟
هل من جواب..عادل ومنصف...؟؟؟
من مواضيعي في المنتدى
»» الصراخ على قدر الالم أستمعوا واضحكوا
»» أخي السني..ادعم الدكتور محمود الدغيم..بكلمة
»» فضيحـة جديدة: منتدى هجر الرافضي..يفضح السستاني بعلم الاحاديث
»» وثيقة..السستاني يهدم الأمـامــة
»» شاهد التربة الالكترونية عند الرافضة
 
قديم 04-02-07, 07:53 PM   رقم المشاركة : 3
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


الزميل : mohamed2002

ما اكثر ضلالة منكم اتباع بنو امية الا اولئك اتباع الحسينيات . فكلكم على باطل







 
قديم 04-02-07, 08:22 PM   رقم المشاركة : 4
أبو الحسنين
مشرف سابق








أبو الحسنين غير متصل

أبو الحسنين is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيهومي مشاهدة المشاركة
   الزميل : mohamed2002

ما اكثر ضلالة منكم اتباع بنو امية الا اولئك اتباع الحسينيات . فكلكم على باطل

يعني انت على حق

ماهو مذهبك الذي على حق حتى نتعرف عليه






 
قديم 04-02-07, 08:33 PM   رقم المشاركة : 5
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


هو الاسلام لا يكون اسلام الا بالتمذهب ؟

صدق قول الله عز وجل

وكل حزبا بما لديهم فرحون







 
قديم 04-02-07, 08:34 PM   رقم المشاركة : 6
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


الطريق الى الله واضحة في كتابه العزيز ولا تحتاج الى تمذهب







 
قديم 04-02-07, 08:43 PM   رقم المشاركة : 7
الهاوي
عضو ماسي






الهاوي غير متصل

الهاوي is on a distinguished road



===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هل قال العلماء بأن الأركان الخمسة هي الإسلام كله !!!؟؟؟

هل قال العلماء بتعطيل العدل و الجهاد و .......الخ من الأوامر الربانية !!!؟؟


ما شأن بنو أمية في هذا الموضوع - و كأنهم أصبحوا شماعة لك من هب و دب !!!؟؟


أين ذهب التوحيد !!!؟؟؟

على العموم

أنت يا صديقي أتيت بإدعاءات غريبة و عجيبة - غير صحيحة

فأنت كأصحاب النظريات

يعني تتكون في عقلك نظرية ما

ثم تجمع ومن هناو هناك كل ما يساعدك على إثبات هذه النظرية


اللهم اهدنا إلي ما تبحه و ترضاه - اللهم آمين


/////////////////////////////////////////////////






التوقيع :
-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-

يوجد في منتديات - النيليين و سبلة العرب و ....الخ

من المنتديات من يحمل هذا الاسم " الهاوي" فالرجاء التأكد

من انني صاحب هذه الكتابات بعرضها في هذا المنتدى

-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-
من مواضيعي في المنتدى
»» آية الله المرجع محمد الروحاني 2
»» حوار حول الإمامة ثم الغيبة فمن لها !!؟؟؟
»» لا تلومونه "أحمد الكاتب"
»» عبارة ديننا بعيد عن التكفير
»» منقول/كارثة المصاحف الإلكترونية « أحذروا يا عباد الله »
 
قديم 04-02-07, 08:55 PM   رقم المشاركة : 8
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


الزميل : الهاوي
تحية طيبة


ادعو لك الله بان يبقيك هاويا وان لا ( تحترف )







 
قديم 04-02-07, 09:03 PM   رقم المشاركة : 9
أبو الحسنين
مشرف سابق








أبو الحسنين غير متصل

أبو الحسنين is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيهومي مشاهدة المشاركة
   هو الاسلام لا يكون اسلام الا بالتمذهب ؟

صدق قول الله عز وجل

وكل حزبا بما لديهم فرحون

هروب جميل من الاجابة

ممن تاخذ دينك.

من اي العلماء

لو تذكر لنا عالماً واحداً






 
قديم 04-02-07, 09:15 PM   رقم المشاركة : 10
النيهومي
Guest





النيهومي غير متصل

النيهومي is on a distinguished road


الزميل : محب ابو اسحاق الحويني

تحية طيبة

انا لا اخد ديني من البشر , انا اخد ديني من كتاب الله الذي خلقني فهو يهدين .

ولكن سؤالي الاهم لك

ما علاقة من اين اخد ديني في تحليل تاريخي للواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "