أستاذي الكبير العالم المقتدر والعلامة الفاضل السيد المولوي ..
حقا إنك لائق وجدير بان تكون شيخ الإسلام ، لأنك دافعت عن أهل السنة والجماعة ، وناصرت مذهب السلفية وساهمت في إثراء الخط الفكري والإعتقادي لابن تيمية وابن عبد الوهاب ، وقد استفدت كثيراً من دروسك ومحاضراتك الخاصة والمميزة ، وبدون مبالغة يمكننا القول نحن اتباع السلف إننا نفتخر ونتشرف بكونك أستاذا نموذجيا لنا .
أستاذي الكبير :
لقد طرحت فيما مضى مجموعة أسئلة وبعض الشبهات ، وانني أعلم واقطع بانك سوف تجيب عليها وتردّ على هذه الشبهات والإشكاليات التي وردت على مذهبنا بقدرة فائقة وسوف لن يمر عليك أي سؤال بدون جواب ، لذا فانني حاولت إعادة طرح جملة من الشبهات التي تناولناها في فصلنا الدراسي بين مجموعة طلبتنا الخاصة وبعض الطلبة الآخرين ، وقد أجيب عليها بعض الأحيان ، كما تضمنت أيضا بعض الأسئلة والشبهات التي علقت بذهني خلال مطالعاتي الخاصة وبقيت بلا جواب ، ولذلك عرضت بعضا منها على جنابكم الكريم .
وفي الختام أرجو قبل الإجابة على هذه الأسئلة ، ان تبقى سراً بيننا بحيث لا تصل إلى أيدي جماعة المودودي والرافضة لان وصول هكذا شبهات وتساؤلات إلى شبابنا من أهل السنة خصوصا الشريحة المثقفة والمفكرة منهم ، سيؤدي إلى انحرافهم ـ لاقدر الله ـ عن الخط السلفي .
تلميذكم
ع . م مرادزهي
وساذكر خمسة اسالة واذا اجيب عليها ساذكر الباقي
السؤال 1 : حول ما يقال إن خلافة أبي بكر رضي الله عنه قضية مجمع عليها فهل صحيح أن علياً وأصحابه لم يكونوا ضمن هذا الإجماع ، وأن هكذا إجماع تجري عليه اللعنة من الله عزوجل ، كما قال ابن حزم : لعنة الله على كل إجماع يخرج منه علي بن أبي طالب ومن بحضرته من الصحابة .(المحلى 9 : 345 . )
السؤال 2 : هل يصح ما يقال : إن خلافة أبي بكر رضي الله عنه لم تكن بالشورى ولا بإجماع المسلمين ، بل كانت لمجرد رأي شخص واحد وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وإذا كان كذلك فهل يجب على جميع المسلمين أن يتبعوا شخصاً واحداً ـ ولم يكن في ذلك الوقت خليفة بل كان من آحاد المسلمين ومواطناً في بلاد المسلمين ـ ولماذا يهدر دم المتخلِّف عن البيعة ؟ وهل شخص واحد له قيمومة على جميع الناس إلى يوم الدين ؟
هناك فئة من علمائنا ـ نحن أهل السنة ـ مثل أبو يعلى الحنبلي ت458هـ
. يقول ابو يعلى الحنبلي : لا تنعقد الا بجمهور أهل العقد والحل من كل بلد ، ليكون الرضا به عاماً ، والتسليم لإمامته اِجماعاً . وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر على الخلافة بأختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها (الاحكام السلطانية ص 33) .
والقرطبي671هـ
. يقول القرطبي : فإن عقدها واحد من أهل الحلّ والعقد فذلك ثابت ويلزم الغير فعله ، خلافاً لبعض الناس حيث قال : لاينعقد الا بجماعة من أهل الحلِّ والعقد ، ودليلنا : أنَّ عمر عقد الببعة لأبي بكر» جامع أحكام القرآن 1 : 272 .
والغزالي478 هـ
. يقول الغزالي امام الحرمين : اعلموا أنه لا يشترط في عقد الإمامة الاجماع بل تنعقد الامامة وإن لم تجمع الأمة على عقدها ، والدليل عليه أن الأمامة لما عقدت لأبي بكر ابتدر لإمضاء أحكام المسلمين ولم يتأن لانتشار الأخبار إلى من نأي من الصحابة في الأقطار ولم ينكر منكر ، فاذا لم يشترط الاجماع في عقد الإمامة ، لم يثبت عدد معدود ولا حدّ محدود . فالوجه الحكم بأنَّ الأمامة تنعقد بعقد واحد من أهل الحلِّ والعقد . الارشاد في الكلام : 424 .
وعضد الدين الإيجي 756 هـ
عضد الدين الايجي ت 756 هـ : واذا ثبت حصول الإمامة بالأختيار والبيعة فاعلم أن ذلك لايفتقر إلى الإجماع ، اذ لم يقم عليه دليل من العقل والسمع بل الواحد والإثنان من أهل الحلِّ والعقد كاف ، لعلمنا أن الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك ، كعقد عمر لأبي بكر ، وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة فضلا عن اجتماع الأُمة ، هذا ولم ينكر عليه أحد ، وعليه انطوت الأعصار إلى وقتنا هذا . » المواقف في الكلام 8 : 351 .
ومحي الدين ابن العربي المالكي 543هـ
. ابن العربي الأشبيلي الأندلسي المالكي (543) : قال : لايلزم في عقد البيعة للأمام أن تكون من جميع الأنام بل يكفي لعقد ذلك إثنان أو واحد . عارضة الأحوذي في شرح سنن الترمذي 13 : 229 .
أنكروا وجود هكذا إجماع بل قالوا بعدم لزومه .
وساكتفي بالسؤالين واذا اجيب عنهما اضع الثلاثة الباقية