رد على دعاوى الانقاذ من حسن فرحان المالكي ..للشيخ سليمان العودة .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين أما بعد
هذا الكتاب يمثل مجموعة من النقاشات والردود كُنت قد كتبتها أول ما أخرج المالكي كتابه (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) وحينها كان المالكي يكتب طروحاته مدعياً تحقيق التاريخ الإسلامي مما علق به ، وخدمة السنة النبوية وبيان الصحيح منها ، وكشف الحقائق للناس …. إلى غير ذلك من دعاوى عريضة ، وطروحات يتلاعب بألفاظها ويخدع بها الأغرار لينفذ من خلالها إلى الطعن والتشويه وإثارة البلبلة والتشكيك في تاريخنا الإسلامي ، والنيل من رجالات خير القرون ، وغيرهم من باب أولى ، ولئن بدأ المالكي طروحاته تلك متسللاً تحت ستار النقد التاريخي ، ومكتفياً بالإشارة والتلميح معرضاً عن التصريح، عامداً إلى الهمس مرجئاً للتجاسر ، فقد انكشف مخبوء الأمس وأصبح السر علناً والتلميح تصريحاً ، ومن تتبع كتاباته وأقواله المكتوبة أو المسجلة وجد أنها آخذة في التطور مسرعة نحو تحقيق الهدف الذي يريد ، فالصحابة يصرح بتجريحهم ويتعرض لعدالتهم ويُفضِّل – حسب منهجه وتوجيهه – بعضهم على بعض وإن خالف إجماع المسلمين ، بل وينكر صحبة عددٍ منهم .
ويتجاوز أهل التاريخ إلى أصحاب العقائد فيتهمهم وينتقد أبرز كتب العقيدة الإسلامية فضلاً عن نيله وتعريضه بأئمة السنة كالإمام أحمد رحمه الله .
وكتب السنة التي كانت بالأمس جسراً يتكئ عليه في إظهار نفسه بمظهر المحقق الخادم للسنة باتت اليوم في عداد كتب التراث التي لم تسلم منه ، وبكل بساطة ينكر حديثاً في البخاري أو يؤله ، وينكر معه صفات لله تعالى صح نقلها واتفق الأئمة على إثباتها وتفسيرها ، وهكذا فلا يكاد المالكي ينتهي من (طامة) إلا ويتبعها أخرى .
ولقد كنت توقعت ما وراء ( أكمة ) المالكي حين ابتدأت الرد عليه ووضعت أحد العناوين التالية " (عباءة النقد التاريخي ماذا تخفي عند المالكي) ، فإذا بها اليوم تخفي هجوماً سافلاً على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعريضاً بالثوابت من العقيدة الصحيحة وطعناً في عدد من الأئمة الأعلام في تاريخنا وإنكاراً للصفات الإلهية أو بعضها .
ولم يعد ( أهل التاريخ ) وحدهم خصوم المالكي ، بل انضم إلى هؤلاء (أصحابُ السنة ) و ( أصحاب العقيدة الحقة ) بل وإن شئت فقل أصحاب النقل والمنهج السلفي بعامة .
ولعل هذه التخبطات المالكية وهذا الهتك المبكر لأستار المالكي عقوبة معجلة لتنقصه الصحابة رضي الله عنهم والحط من قدرهم ، فما تعرض أحد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح والتجريح إلا هتك الله ستره في الدنيا ، قبل أن يلقى ربه فيجازيه بعمله .
وحين أنشر هذه الردود والمناقشات للمالكي اليوم فإنما أستجيب لعدد من الطلبات وردت إليَّ وأتقرب إلى الله ببيان الحق للناس ، وأشكره تعالى إذ كنت في طليعة الذين كشفوا دعاوى المالكي وقد رأيت أن أبقي المنشور كما هو ليعبر عن فترته الماضية ، وليدرك القارئ اللبيب الفرق بين طروحاته الماضية واللاحقة وأنها تكاد تكون في نوع العبارة وإن تطور الهمس إلى تجاسر ، والتخصيص إلى التعميم ، وهكذا تنشأ الأفكار ويتسلل أهل الريب ، ولكن الزبد يذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس ويبقى الحق وإن لم يزخرف ، وينكشف الباطل وإن طُلي بطلاء خادع .
لقد تسارع المالكي في السقوط وانكشف أمره للناس وشاء الله أن يكون هذا التسارع وإن شئت فقل ( هذه الجرأة المحمومة ) سبباً لإيقاظ النائمين ، وكشف الغشاوة عن المنخدعين ، ولئن بقيت في الأمس طائفة من الناس تؤيد المالكي في بعض ما ذهب إليه فاليوم لا تكاد تجد من يدور حوله ويحسن الظن به إلا من هو على شاكلته وأهل الأهواء في كل زمان يؤازر بعضهم بعضاً ، وكفى بالمرء عقوبة أن يكون أنصاره ومريدوه من أهل الأهواء . وأشد من ذلك أن تقع الوحشة له في قلوب أهل الحق النبلاء . ومن يهن الله فلا له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء .
تقدمـة
أهدى إليَّ ( حسن بن فرحان المالكي ) كتاب ( نحو إنقاذ للتاريخ الإسلامي) وطلب مني إبداء الملحوظات عليه ، مؤرخاً في 3/2/1418 هـ . واستجابة لمطلبه من جانب ، وإحقاقاً للحق الذي أراه من جانب آخر كتبت هذه الملحوظات ، التي فكرت في بعثها إليه شخصياً لقناعتي بأهمية النصح ( سراً ) ولكني عدت إلى نفسي ، فرأيت أن (الكتاب ) وأفكـار الكتاب منشورة على الملأ ، وأن النصح لعامة المسلمين لا يقل أهميـة عن النصح ( لخاصتهم ) .
ولن أتوقف – طويلاً عند عبارات ( حسن ) ( الجارحة ) بمناهج جامعاتنا ، وهزال رسائلنا ، وضعف ثلة من المختصين في التاريخ عندنا .. ؟ !
فقد كفيت من جانب – بمن سبقني في الكتابة _ ، ولأن الثقة بمناهجنا ومختصينا لا تهتز بمثل هذه المقولات الجائرة والأحكام المتعجلة من جانب آخر وإن كنت ( أعجب ) كغيري ، من بعض العبارات التي سطرها ( المالكي ) في كتابه ، كيف استساغها ، وكيف تم نشرها في كتاب ( حليته ) العلم وشعاره (الإنقاذ)؟ !
وقبل البدء بتدوين الملحوظات أشير إلى عدة أمور منها :
1 – سأقتصر في ملحوظاتي على الكتاب على (فصوله الأولى) رأيت أنها أقرب إلى تخصصي من جانب ، ولأدع لأصحاب الشأن فرصة الحديث عن تخصصهم من جانب آخر وحين (أتحاشى) الحديث عن ملحوظاته على كتابي (عبدالله بن سبأ … ) فلا يعني ذلك موافقتي على ملحوظاته ، قدر ما يعني البعد عن الانتصار للذات ؟
2 – وأشفق على ( حسن ) وهو ( يتعاظم ) في نفسه ، و (يزكي) عمله حين يقول ( وها أنذ طالب لم يحصل على شهادة في التاريخ ، ولكنني لما تمسكت بمنهج أهل الحديث فندت أقاويل من سبقوني بعقود في كتاب التاريخ الإسلامي !! ) ص 40 . وفي مقابل ذلك ( يزري ) بالآخرين ( ويستهجن ) عملهم ، ولا ( يتورع ) عن إلحاق التهم بهم ؟
3- ولا أظنك يا حسن ممن يهـوى ( الصعود ) على ( أكتاف الآخرين ) ولا أرغب لك ( عالم الشهرة ) على حساب ( الحقيقة العلمية ) ، ومن بوابة (الإثارة الإعلامية ) ؟
4- ولست أدري كيف تحول التاريخ في ذهنك وانحسر ( الإنقاذ ) في منهجك في ( بيعة علي ) رضي الله عنه وأرضاه فحسب ، فمعظم دراسات
( النقدية ) تتمحور حول هذه القضية ، ومع أهميتها ، فالإنقاذ ( الحق ) ينبغـي أن يكون أشمل ، وثمـة أحداث في (تاريخ الخلفاء الراشدين) رضي الله عنهم لا تقل عنها أهمية .
5 - ولئن كنا – معاشر المؤرخين – ( نأنف ) من إقامة التأريخ على شفا جرف هار تخونه الروايات الضعيفة ، ويشتط بتأويل أحداثه الرواة المتهمون ، فإننا (نرفض) الجنوح نحو (إنكار) الصحيح ، وإبطال الحق ، وتسفيه الأحلام ؟
6- وحين أقدم لك هذه ( النصائح الأولية ) فلا يسبـق إلى ( ظنك ) أنها مجرد ( عواطف ) بل سأتبعها بما فتح الله من ( حقائق ) لا أدعي العصمة فيها ، لكنها على الأقل ( تخالف ) ما قطعت بـه ، وأدع لك الفرصة لتأملها بعـين ( الإنصاف ) و ( التجرد ) للحق فقد ( شجعني ) في الكتابة إليك ، إعلانك قبول الحق ، واستعدادك للتنازل عن أي رأي يثبت لك خلافـة ـ كما ذكرت في الكتـاب ـ أكثر من مرة وأرجو ألا يكون الهـدف التجهّز لمعركة طويلـة الأجـل كما ذكرت في ردك على الأخ ( عبد الله العسكر ) ص 89 إذ ليس مما
( يتفاخر به ) المرء ( تعوده على الردود على بعض الفقهاء أو مشاغبي التاريخ)كما قلت في الصفحة نفسها ؟
وسيكون الحديث إليك وإلى غيرك عبر المحاور التالية :
1 - ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر ؟
2 - التحقيق في المرويات ؟
3 - سيف بن عمر مشجب ؟
4- ملحوظات أخرى في الكتاب ؟
أولاً : ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر .
تابع ( المالكي ) من سبقوه في اعتبار سيف بن عمر ( المصدر الوحيد الذي روى أخبار عبد الله بن سبأ في الفتنة ) ( ص 58 ) فهو يثني على دراسة الدكتور ( الهلابي ) ويعتبرها من أروع الدراسات عن سيف بن عمر ، ثم يتبعها بدراسة أخرى للسيد مرتضي العسكري ، الـذي توصل للنتائج نفسها التي توصل إليهـا الدكتور الهلابي ـ على حـد تعبير المالكي (ص 58 ) ولي وقفة منهجية حول هذا التعبير ـ فيما بعد ـ أن شاء الله .
وأنقل للقاريء هنا ( نصَ ) نتيجة هاتين الدراستين ـ محل إعجاب المالكي ـ يقول د/ عبد العزيز الهلابي : (( ينفرد الأخباري سيف بن عمر التميمي (ت 180) من بين قدامي الأخباريين و المؤرخين المسلمين بذكر عبد الله بن سبأ في رواياته ، ويجعل له دوراً رئيسياً في التحريض على الفتنه .. ))
[ الحولية الثامنة لكلية آداب جامعة الكويت ، الرسالة الخامسة والأربعون ، عبد الله بن سبأ دراسة للمرويات التاريخية عن دوره في الفتنة ص 13 ] .
ويقول في موضوع آخر ـ من الحولية ـ (( لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية واحدة عند البلاذري ، وهذه يكتنفها الغموض .. )) ص 46 .
وفي نهاية بحث الدكتور عبد العزيز الهلابي يخلص إلي النتيجة الآتية حين يقول:
(( والذي نخلص إليه في بحثنا هذا أن (( ابن سبأ ))شخصية وهمية لم يكن لها وجود فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي اسنده إليه سيف وأصحاب كتب الفرق لا من الناحية السياسية ولا من ناحية العقيدة )) ( ص 73 من الحولية ) .
أما (( مرتضى العسكري )) فعنوان كتابة ( عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ) يكفي لمعرفة رأيه ، ومع ذلك فهو يركز على ( سيف ) متهماً إياه بالتزوير والكذب ( ص6 ) ويؤكد ( العسكري أنه لم يكن لعبد الله بن سبأ وجود في عصري ( عثمان ) و( علي ) البتة ..
ولكن ( سيفاً ) صحف واخترع هذه الشخصية الجديدة ( ص 279، 281)
تلك مقتطفات سريعة لأبرز ( أفكار ) و ( نتائج ) هاتـين الدراستين ، اللتين يعجب بهما ( المالكي ) ويعتبرهما ـ أو إحداهما ـ من أروع الدراسات ؟ !
وحتى لا ( نظلم ) المالكي ، ننقل شيئاً من كلامه ( هو ) عن ابن سبأ :
فهو يعتبره ( اليهودي النكرة ؟ ! ) ( ص 71 )
وهو ينكر أفكار ابن سبأ ومعتقداته حين يتحدث عن ( الوصية ) ويقول : إن ( سيفاً ) يروي أن عبدالله بن سبأ نشر فكرة الوصية لعلي بن أبي طالب ...إلى أن يقول وهذا يتناقض مع فكرة ( الوصية ) لأن عبد الله بن سبأ لو بث فكرة الوصية لعلي وتأثر الناس بها فلماذا اختار اتباعه بالبصرة والكوفة وغيره ؟ مع أن ابن سبأ لم يدع بالوصية للزبير ولالطلحة فهذا تناقض ))
(ص 79 من نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي )
والخلاصة أن (المالكي) يشارك غيره الإنكار والتشكيك لشخصية (ابن سبأ) وأفكاره ، وأن (سيفاً )وراء ذلك كله ،إذ هو المصدر الوحيد لأخبار عبد الله بن سبأ .
فهل تصح هذه الفرضية الخاطئة ، التي انتهت إلى هذه النتائج الخاطئة ؟
لقد ثبت لدي بالبحث العلمي وجود ( ثمان ) روايات ، لا ينتهي سندها إلى ( سيف ) بل ولا وجود لسيف فيها أصلاً ، وكلها تتضافر على إثبات عبد الله بن سبأ والروايات ( مثبتة ) في تاريخ دمشق لابن عساكر ، وقد صحح العلامة ( ناصر الدين الألباني رحمه الله ) إسناد عدد منها، وقمت بتحقيق في أسانيدها - رواية رواية - فثبت لي صحة إسناد معظمها في بحث لم أنشره بعد بعنوان { ابن سبأ والسبئية قراءة جديدة وتحقيق في النصوص القديمة } والروايات الثمانية مسندة كما يلي :
1- أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر احمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمـد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا محمد ابن العلاء ، نا أبو بكر بن عياش ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : أول من كذب عبد الله بن سبأ .
2- قرأنا على أبي عبد الله يحي بن الحسن ، عن أبي الحسين ابن الأبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد ابن عبد العزيز ، أنا علي بن محمـد بن خزفة قالا : نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا محمد بن عبـاد ، نا سفيـان ، عن عمار الدهني قال : سمعت أبا الطفيل يقول : رأيت المسيب بن نجبة أتى به طببه يعنى ابن السوداء وعلي على المنبر فقال علي : ما شأنـه؟ فقال : يكذب على الله وعلى رسوله .
3 - أخبرنا أبو القاسم يحي بن بطريق بن بشرى وأبو محمد عبد الكريم ابن حمزة قالا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني ، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا بندار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن سلمة ، عن زيد بن وهب عن علي قال : مالي وما لهذا الحميت الأسود ؟ قال: ونا يحي بن محمد ، نا بندار ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة عن سلمة قال: سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي عليه السلام قال: مالي وما لهذا الحميت الأسود؟
4 – أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، نا أبو محمـد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، نا عمرو بن مرزوق أنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل عن زيد قال : قال علي بن أبي طالب : مالي ولهذا الحميت الأسود ؟ يعني عبد الله ابن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر.
5- أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أبن الخطاب ، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم الداراني ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال قالا : أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبدالله الذهلي ، نا أبو أحمد ابن عبدوس نا محمد بن عباد ، نا سفيان ، نا عبد الجبار بن العبـاس الهمـداني ، عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي الكندي قال :رأيت . عليا كرم الله وجهه وهو على المنبر وهو يقول من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله وعلى الرسول ـ يعني أبن السوداء ـ لولا أن لا يزال يخرج عليَّ عصابة تنعي عليَّ دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما .
6- أخبرنا أبو المظفر بن القشيرى ، أنا أبو سعـد الجنزروذى ، أنا أبوعمـرو ابن حمدان ، وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويـه ، أنا أبو يعـلى الموصلي ، نا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني , نا محمد أبن الحسـن الأسدى ، نا هارون بن صالح الهمداني ، عـن الحارث أبـن عبد الرحمن عـن أبي الجلاس ، قال : سمعـت عليا يقـول لعبد الله السبئي : ويلك والله ما أفضي إلي بشيء كتمه أحداً من الناس ، ولقـد سمعته يقول : أن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك لا حدهم . قالا : وانا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمد أبن الحسـن ، زاد أبن المقرىء الأسدي بإسناده مثله .
7- أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار في كتابة ، وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السبخي بمرو ، عنه ، أنا أبو علي بن شاذان ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس أبو الأحوص عن مغيرة عن سماك قال : بلغ عليا أن ابن السواد ينتقض أبا بكر وعمر ، فدعا به ودعا بالسيف أو قال فهم بقتله فكلم فيه فقال : لايساكني ببلد أنا فيه ، قال : فسير إلى المدائن .
8 - أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم ، أنا أبو الفضائل محمد أبن أحمـد بن عبد الباقي بن طوق ، قال : قرىء على أبي القاسم عبيدالله ابن علي أبن عبيد الله الرقي ، نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد أبن أبى مسلم ، أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد ، أخبرني الغطافي ، عن رجاله ، عن الصادق عن آبائه الطاهرين عن جابر قال : لما بويع علي خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له : أنت دابة الأرض ، قال فقال له : اتق الله ، فقـال له : أنت الملك ، فقال له : اتق الله ، فقـال له : أنت خلقت الخلق ، وبسطت الرزق ، فأمر بقتلـه ، فاجتمعت الرافضـة فقالت : دعه وانفه إلى ساباط المدائن فإنك إن قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته ، فنفاه إلي ساباط المدائن فثم القرامطة والرافضة ، قال : ثم قامت إليه طائفة وهم السبئية وكانوا أحد عشر رجلا فقال أرجعوا فإني علي بن أبي طالب أبي مشهور وأمي مشهورة ، وانا أبن عم محمد صلي الله عليه وسلم فقالوا لا نرجع ، دع داعيك فأحرقهم بالنار ، وقبورهم في صحراء أحد عشر مشهورة فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم علينا : أنه إله ، واحتجوا بقول ابن عباس : " لا يعذب بالنار إلا خالقها " . قال ثعلب : وقد عذب بالنار قبل علي أبو بكر الصديق شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وذاك أنه رفع إليه رجل يقال له : الفجأة وقالوا إنه شتم النبي ـ صلي الله عليه وسلم بعد وفاته ، فأخرجه إلى الصحراء فأحرقه بالنار . قال فقال ابن عباس : قد عذب أبو بكر بالنار فاعبدوه أيضا
(انظر : تاريخ مدين دمشق للحافظ ابن عساكر الصفحات 124 / ب ، 125/ أ من أصل المخطوط ) .
ثانياً : التحقيق في المرويات .
قبل أن اعلق على إسناد هذه الروايات صحة أو ضعفا ، أو وكد أن هذه الروايات الثمان ليس في أحد من إسنادها ذكر لسيف بن عمر ، وهي تنتصب دليلا على أن أخبار " ابن سبأ " من الذيوع والانتشار بحيث لم تكن قصرا على سيف وحده ، وبالتالي يسقط ادعاء التشكيك أو الإنكار اعتمادا على هذا الأساس الواهي ، الذي تخالفه الحقائق العلمية .
أما أسانيد هذه المرويات فهي تتفاوت في الضعف أو القوة حسب رواتها.وإليك البيان :
أ - يبد ضعف الرواية الأولى لوجود محمد بن عثمان أبن أبي شيبة ، فقد ذكره الذهبي في الميزان ونقل أقوال من ضعفه من العلماء ، وأشار إلى طائفة وثقته واكتفى هو بالقول : كان بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة (ميزان الاعتدال 3/642 ) .
وقبله أفاض الخطيب في ترجمته وجمع أقوال من اتهموه بالكذب ، وإن كان الخطيب قد قال عنه : " كان كثير الحديث واسع الرواية ذا معرفة وفهم ، وله تاريخ كبير " (تاريخ بغداد 3/42 ).
ولوجود مجالد ـ وهو ابن سعيد ـ جاء ذكره في الميزان ، ونقل الذهبي قول ابن معين فيه " لا يحتج به" وقول أحمد : " يرفع كثيراً مما لا يرفعه الناس ، ليس بشيء " ، كما نقل تضعيف الدارقطني ، ويحي ابن سعيد له، وقال هو عنه : مشهور صاحب حديث على لين فيه " (الميزان 3/438) .
ب - أما الرواية الثانية فتظهر علائم الصحة على إسنادها ، فأبو عبدالله يحي ابن الحسن هو البناء الحنبلي البغدادي شيخ ابن عساكر ، وصفه الذهبي بالشيخ الإمام ، الصادق ، العابد ، الخير المتبع الفقيه ، بقية المشايخ ، ثم نقل عن السمعاني قوله : سمعت الحافظ عبدالله الأندلسي يثني عليه ويمدحه ويطريه ويصفه بالعلم والتمييز والفضل وحسن الأخلاق وترك الفضول وعمارة المسجد وملازمته ما رأيت مثله في حنابلة بغداد ، ثم أعقب ذلك السمعاني بقوله : وكذا كل من سمعه كان يثني عليه ويمدحه ، توفي سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة (سير أعلام النبلاء 20/6) .
- وأبو الحسين الأبنوسي هو محمد بن أحمد البغـدادي ، قال الخطيب البغـدادي : كتبت عنه وكان سماعـة صحيحا ، ووثقـه الذهـبي ، وفاته سنه سبـع وخمسين وأربـع مائة ( 457 ) (تاريخ بغداد 1/356 ، سير أعلام النبلاء 18/85) .
- وأحمد بن عبيد بن الفضل هو أبن بيرى الواسطي ، قال عنه خميس الحوزى : كان ثقة ، صدوقا ، وقال الذهبي : المحدث المعمر الصدوق شيخ واسط، وفي انساب السمعاني : ثقة صدوق من أهـل واسط .وكانت وفاتـه قبل الأربعمائة في حـدود سنة تسعـين وثلاثمائة (390) (سؤالات السِّلفي/ 56 الأنساب 1 / 430 ، سير أعلام النبلاء 17/197) .
- وأبو نعيم هو بن خِصْية محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز كان عدلا مستقيما ، كما في سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزى عن جماعة من أهل واسط (ص 65) .
- وابن خزفة هو أبو الحسن علي بن محمد بن حسين بن خزفة الصيدلاني ، كان مكثراً صدوقاً ، كما في سؤالات السلفي ، وهو مسند واسط كما قال الذهبي ، وروى التاريخ الكبير لأحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن الحسين الزعفراني عنه . (سؤالات السلفي / 60 ، تذكرة الحفاظ 3/1049 ، وسير أعلام النبلاء 17/198) .
- ومحمد بن الحسين هو عبد الله الزعفراني الواسطي ، وقد وثقه الخطيب البغدادي ، وقال : كان عنده عن أبي خيثمة كتاب التاريخ (تاريخ بغداد 2/0240) .
- وأبن أبي خيثمة هو أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد نسائي الأصل ، كان ثقة عالما متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس ، كذا قال عنه الخطيب ، وذكره الدارقطني فقال : ثقة مأمون ، وأثنى الخطيب على كتابه في التاريخ فقال :وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، وقال أيضاً : ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه أبن أبي خيثمة (المصدر السابق 4/162 ، وتذكرة الحافظ 2/ 596) .
قلت : ومن المحتمل أن يكون هذا الخبر المروي من هذا الكتاب النفيس .
- ومحمد بن عباد هو ابن الزبرقان أبو عبد الله المكي ، سكن بغداد وحدث بها ، وقد روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين (المصدر نفسه 2 / 374) . وبهذا يكون قد جاوز القنطرة كما يقال.
- وسفيان هو ابن عيينة الراوية المشهور ، قال ابن سعد : كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة ، وقال الشافعي : لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز ، وقال ابن المديني : سفيان إمام في الحديث ، وقال العجْلي : كوفي ثقة ثبت يعد من حكماء أصحاب الحديث (تهذيب التهذيب 4 / 117) .
- وعمار الدهني هو ابن معاوية ويقال ابن أبي معاوية ويقال ابن صالح ويقال ابن حبان ، أبو معاوية البجلي الكوفي ، وثقة أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي (المصدر السابق 7/406 )
- أما أبو الطفيل فهو عامر بن واثلة الليثي ، ولد عام واحد ، وروى عن النبي-صلي الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعلـي ومعـاذ بن جبل وحذيفـة وابن عباس وغيرهـم ، قال أبن عـدي : له صحبة وقـال مسلم : مـات أبو الطفيل سنة مائة وهو آخر من مات من الصحابة ، قال أبن سعـد :كان ثقـة في الحديث وكان متشيعاً (المصدر نفسه 5/82 ) .
- والمسيب بن نجبه الكوفي ترجم له ابن حجر في الإصابة ضمن " من كان في عهد النبي - صلى الله عليـه وسلم – ويمكنه أن يسمع منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقاً أو مميزاً " ثم قال ابن حجر : له إدراك ، وله رواية عن حذيفة وعلي ، ونقل عن العسكري قوله : روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا وليست له صحبـة . (الإصابة 10/30، وانظر: الكاشف للذهبي 3/146)
وقال أبن سعـد كان مع علي في مشاهدة ، وقتل مع التوابين في عين الوردة عـام خمسة وستين ( 65) . (الطبقات 6/216) .
ج - وكذا الرواية الثالثة تبد صحيحة الإسناد ، فأبو القاسم يحي بن بطريق الطرسوسي ثم الدمشقي شيخ أبن عساكر قال عنه : مستـور حافظ للقران سمـع أبا الحسين محمـد بن مكي وأبا بكر الخطيب ، توفي فـي رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ( 534) وقال عنه الذهبي : المسند المقرىء (سير أعلام النبلاء 20/ 53) .
- وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي الدمشقي الحداد من مشيخة ابن عساكر قال عنه : كان شيخا ثقة مستورا سهلا ، قرأت عليه الكثير وتوفي في ذي القعدة سنة ست وعشرين وخمس مائه ( 526 ) وقال عنه الذهبي : الشيخ الثقة المسند ،وأشار إلى توثيقه ابن العماد الحنبلي (سير أعلام النبلاء 19/600 ، شذرات الذهب 4/78 ) .
- وأبو الحسين ابن مكي هو محمد بن مكي بن عثمان الأزدى المصري ، مسند مصر كما يقول الذهبي ، روى عنه أبو بكر الخطيب ، وابن ما كولا ، والفقيه نصر المقدسي ، وهبة الله بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة وأبو القاسم بن بطريق وغيرهم , وقد وثقه الكتابي وغيره ، وتوفي سنة (461).
(انظر: سير أعلام النبلاء 18/253 ، وتذكرة الحفاظ 3/1158 ، وشذرات الذهب 3/309) .
- والمؤمل بن أحمد الشيباني ، بغدادي ، سكن مصر وحدث بها وبها مات سنة إحدى وتسعين وثلاث مائـه (391) ، وقد وثقه الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 13/183 ) .
- ويحي بن محمد بن صاعد البغدادي ، أحـد الثقات المشهورين قال الدارقطني : ثقـة ثبت حافظ ، وقال الخطيب ، كان ابن صاعد ذا محل من العلم ولـه تصانيف في السنن والأحكام ، وعـده الذهبي مع الحفاظ الثقات ، وقال عنه : له كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره ، مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة (318) (تذكرة الحفاظ 2/776) .
- وبَُنْدار بضم الباء وفتحها وسكون النون – هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري ، أبو بكر ، ثقة حافظ ، روى عنه الجماعة ، وقال البخاري في صحيحه : كتب إلي بندار فذكر حديثاً مسنداً.
قال ابن حجر : ولولا شدة وثوقه ما حدث عنه بالمكاتبة مع أنه في الطبقة الرابعة من شيوخه ، وقد روى عنه البخاري مائـتي حديث وخمسـة أحاديث ، ومسلم أربعمائة وستين ( 460 ) توفي سنة اثنين وخمسين ومائتين ( 252 ) (التهذيب 9/70) .
- ومحمد بن جعفر هو الهذلي أبو عبد الله البصري المعروف بـ (غُنْدر) ، ثقة صحيح الكتاب ، قال ابن المبارك : إذا أختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم ، وقال العجلي : بصري ثقة وكان من أثبت الناس في حديث شعبة ، مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة (193) ، وقيل أربع وتسعين ( 194) (التهذيب 4/338 ) .
- شعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي الأزدى مولاهم أبـو بسطام الواسطي ثم البصري ، الثقـة الحافظ المتقن ، قال الثوري : شعبة أمير المؤمنين في الحديث ، وقال أحمد : كان شعبة أمة وحدة في الرجال والحديث ، وقال ابن إدريس :ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبـة وسفيان ، وقال ابن سعد:كان ثقـة مأموناً ثبتا حجة صاحب حديث . توفي سنة 160(التهذيب 4/155 ) .
- وسلمة هو ابن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحي الكوفي ، قال أحمد : سلمة متقن للحديث وقيس بن مسلم كذلك ما نبالي إذا أخذت عنهما ، وقال ابن المبارك : كان ركنا من الأركان وشد قبضته ، وقال أبو زرعه : ثقـة مأمون زكي ، وقال العجلي : كوفي تابعي ثقـة ثبت في الحديث ، وكـان فيـه تشيع قليـل وهو من ثقات الكوفيين ، مات سنة (121 ) هـ (التهذيب 4/155 ) .
- زيد بن وهب هو أبو سليمان الجهني الكوفي ، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وهو في الطريق ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب وابن مندة أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهاجر إليه فلم يدركه ، ثقـة جليل ، مات بعد الثمانين ، وقيل سنة ست وتسعين (96) ، وقد روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي ذر وابن مسعود وحذيفة وأبي الدرداء وأبي موسى وغيرهم . وثقة ابن معين ، وابن سعد وابن خراش ، والعجلي ، وعن الأعمش : إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه (انظر : الاستيعاب ت بهامش الإصابة 4/73 ، والإصابة 4/90 ، والتهذيب 3/427 ).
- أما الرواية الواردة من طريق أبي الزعراء فهي بنفس سند ومتن الرواية قبلها عدا أبا الزعراء وهو خال سلمة بن كهيل ، واسمه عبد الله بن هانئ الكندي وقيل الأزدى ، قال ابن الأثير : له صحبة عداده في أهل مصر (أسد الغابة 6/ 122 ) وله ذكر في الاستيعاب (11/ 262 " هامش الإصابة "، والإصابة 11/145 )، وذكره ابن سعد في طبقة من روى عن علي -رضي الله عنه- من أهل الكوفة- فقال : روى عن علي وعبد الله بن مسعود وكان ثقة وله أحاديث (الطبقات 6 / 171) ، وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين ، كما ذكره ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب 6/61) .
د - أما سند الرواية الرابعة فرواتها ثقات بدءً من خيثمة بن سليمان ومن فوقه فخيثمة هو أبو الحسن خيثمة بن سليمان ابن حيدرة ، الإمام الثقة المعمر ، محدث الشام ، وصاحب مصنف " فضائل الصحابة " ، قال أبو بكر الخطيب : خيثمة ثقة ثقة ، مات خيثمة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء 15/412، تذكرة الحافظ 3 / 858)
- وأحمد بن زهير بن حرب هو ابن أبي خيثمة الثقة الحافظ العالم المتقن ، وقد سبق الحديث عنه في سند الرواية الثانية فليراجع هناك .
- عمرو بن مرزوق أبو عثمان الباهلي مولاهم البصري ، حدث عنه البخاري في صحيحه مقرونا بأخر ، قال عنه يحي بن معين ثقة مأمون ، وقال أبو حاتم : كان ثقة من العباد لم نجد أحدا من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث عن شعبة ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين ( 224) (الجرح والتعديل 6/ 413 ، سير أعلام النبلاء 10/ 417 ، تهذب التهذيب 8/ 99) .
- أما الرواة الثلاثة ـ شعبة ، سلمة بن كهيل ، زيد بن وهب ، فقد سبق الحديث عنهم وتوثيقهم في الرواية الثالثة بما يغني عن إعادته هنا .
وكذا من دونهم لم يجرحوا ، بل وثق أكثرهم ، وأقلهم هو مستور الحال ، فأبو محمد بن أبي نصر أسمه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب التميمي الدمشقي الملقب بالشيخ العفيف قال أبو الوليد الدربندي : أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق وكان خيراً من ألف مثله إسناداً واتقانا وزهدا مع تقدمه ، وقال رشأ بن نظيف : قد شاهدت سادات فما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر كان قرة عين .
وقال الكتاني : توفي شيخنا ابن أبي نصر في جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة فلم أر جنازة كانت أعظم من جنازته كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويكبرون ويظهرون السنة .. قال : وكان ثقة مأمونا عدلا رضى (تاريخ دمشق لابن عساكر ـ النسخة المصورة 10/46 ، وسير أعلام النبلاء 17/366) .
- وأبو القاسم بن أبي العلاء علي بن محمد المصيصي ، الإمام الفقيه المفتي مسند دمشق . قال عنه الحافظ بن عساكر : كان فقيهـا فرضيا من أصحاب القاضي أبي الطيب ، مـات بدمشق سنة سبع وثمانين وأربع مائة (487)، وقال الذهبي : كان فقيها ثقة (العبر 3/319 ، سير أعلام النبلاء 19/12).
- وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، ترجم له أبن عساكر في تاريخ دمشق وقال : كان شيخاً مستورا ، مات سنة أربع وثلاثين وخمس مائة ( 534) (تاريخ دمشق 5/302 ، ومختصره لابن منظور 7/ 260) .