https://www.sasapost.com/opinion/rea...on-weakness-2/
خاص : ساسة بوست :
اسباب الضعف في الامة السنية
الجزء الثاني :
بقلم : ابو عبد العزيز القيسي
• الاصرار على تسمية الاشياء بغير مسمياتها , وإلا فإن من اعظم أسباب الفلاح والنصر كتابة العناوين الصحيحة الصريحة لأي معركة ومن ثم تكون تلك العناوين في متناول جميع شعوب الأمة السنية , وبذلك العنوان الصحيح الصريح نخرج أمتنا من ...الغفلة والسبات .
إن كيد أصحاب الوطنية منذ سقوط الدولة العثمانية إلى يومنا هذا لايكاد ينتهي , مستغلين بذلك ضعف أهل السنة وتشتت أحوالهم , وليس هنالك كيدا أعظم من تسمية الأشياء بغير مسمياتها , وذلك من أجل إستدراجهم للزلل والخطأ والأنزلاق دون وعي أو بصيرة , ذلك أن هؤلاء قد علموا أنهم إن أتوا أهل السنة من الأبواب فأنهم سيأنفون تلك الشعارات ويرفضون تلك الأهداف , ذلك أن النفس بفطرتها تأنف كل شيّن وتعاف كل إثم وخطأ ,
ولكن حين تُزين الأسماء سوأة الأفعال, حينها تتسلل إلى النفس دون أن تتناقض مع ميزان الفطرة (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
إن بعض من ينتمي إلى الإسلاميين التقليديين قد فشلوا في تقديم رؤية حقيقة عن تلك المعركة وفشلوا أيضا في تحديد منهج التغيير والإسلوب الذي يجب أن ياتي بتلك الأفكار,
قديما قالوا : اذا عرفت نفسك وعرفت عدوك فالنصر لك والا...
إننا وفي ظل هذه المعركة يجب أن نطرح على أنفسنا , وعلى جمهورنا أيضا تلك الأسئلة الملحة:
إلى أين نحن ذاهبون في هذه الحرب , وماهو الهدف منها ؟ !
هل هي حرب شرعية ؟ واذا كانت كذلك فهل نحن ملتزمون بالشرع الحنيف ؟
أم إننا لاننادي بالشرع الا حين تشتد فينا الأزمات ,
أنا أدري , بل أعتقد جازما أن هذه الأسئلة مهملة عند الكثير من جماهير أهل السنة , فقد رأيت الكثير يريد التعايش بسلام بدلا من تحقيق مراد الله جل جلاله من دفع الباطل ونصرة الحق , مع أنه من افرازات تلك المعركة أنه قد بدأ البعض من أهل السنة يستفيق , ومع هذا القليل من الوعي والقليل من النفير , فان أكثر ما أخشاه , أننا ذاهبون إلى هزيمة ربما أشد من هزيمة السنوات التسعين الماضية , وما ذاك إلا لفقدان البوصلة والمنهج الواضح .
إن قيمة الإنتماء الديني بدأ ينموا بشكل متصاعد , في حين تنحدر قيمة الإنتماء الوطني والعرقي إلى الهاوية , ولكن برغم كل ذلك نجد بعض مشايخ الغفلة , ومنهم مشايخ الهيئة لاغفر الله لهم , يريدون أن يبعثوا الحياة في جثمان الوطنية الذي أصبح واضحا أنه يعاني الإحتضار , ومن ثم يسوقون عناوين لتلك المعركة على أساس تلك الإنتماءات البالية , الأمر الذي يقودنا إلى خسران عريض , لأن جماهيرنا صاحبة الأرض والثروة , ليس لديها مشروع ولا فكرة ملهمة موحدة , ناهيك عن كوننا لانملك دولة حقيقية تحمل قضايانا أو حتى قيادة جامعة تمثلنا .
وليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي تعاني منها جماهير أهل السنة , بل ان هنالك مشاكل أُخر أكثر تعقيدا , فالفراغ الأستراتيجي الموجود في أذهان تلك الجماهير وحتى النخبة سواء .. على صعيد الأفكار أو على صعيد المشاريع السياسية , هو الذي يجعل منها شعوبا مترنحة في كل محنة وفي كل أزمة , لا تحير جوابا ولا تلهم صوابا ولا تتوفر على أجابة واحدة عن ملايين الأسئلة التي تتعلق بذلك المستقبل وتحدياته .
وقانون التاريخ ثابت لا يجامل أحدا : أن من يفتقر لخطة مستقبلية فهو دائماً جزء من مخططات الآخرين .
ومن شرط العناوين الصحيحه لتلك المعركة هو أن يكون قادتها من الفقهاء لا من الخطباء ؛ ذلك أن الأمة التي يقود معركتها فقهاء فانها تتقدم وتنتصر , أما الأمة التي يقودها خطباء لايحسنون الا التلاعب بالمشاعر والعواطف فإنها تبقى أمة ملتهية بالأماني حتى اذا جابهتها الأزمات الثقال , لم يفقه أولئك الخطباء ماذا يصنعون , وآل أمر الأمة إلى الفشل , ذلك أن الفقهاء يتميزون بمنهجيتهم وموضوعيتهم في رؤية الواقع , الأمر الذي يفتقده قطعا اولئك الخطباء .
إن من أعظم الأخطاء في تلك العناوين , هو أن أغلب النخب والتيارت والاحزاب المنتسبة إلى أهل السنة غير قادرة على إفراز القيادات المؤهلة والمناسبة .
وبين الإغراق في التشاؤم والإغراق في التفاؤل تضيع الملامح والمعالم ونبقى نمعن النظر نحو مقومات الحسم , ومن لوازم هذه المقومات أن لانضلل جنودنا ومجاهدينا في عناوين زائفة هائمة عائمة .
فليست الحرب اليوم من أجل قطعة أرض أو من أجل تحقيق بعض الأمتيازات هنا أو هناك , وإنما هي حرب من أجل العقيدة , والذي يظن أنها غير ذلك فليتنحى جانبا أو ليعلن عن مشروعه البديل .
• أزمة خطاب مع أزمة فهم :
لا يمكننا إغفال ذلك الفصام النكد بين علماء الأمة والعامة منها , فالعلماء لم يبارحوا بروجهم العاجية , ويأبون مخاطبة العوام إلا من تلك البروج , كما إن أولئك العوام قد زهدوا في ذلك الخطاب إلا مارحم ربك لأسباب يعز ذكرها في هذه العجالة .
• الشعوب السنية لاتلتزم في الغالب خصوصا فيما يتعلق بقيادة الحشود وتكوين الجيوش إلا بقيادات عسكرية حكومية متغلبة , ولو استقرأنا التاريخ لو جدنا تلك الحقيقة مطردة وبشكل متصاعد , فكثيرا مانرى الأمة تكون في حالة ضعف وهوان في فترة ما من فترات التاريخ , فيظهر الله عزوجل قيادة عسكرية تحوز ثقة الأمة السنية , فتقود الأمة من ذلك الضعف إلى حالة القوة والنصر , والشواهد على ذلك كثيرة أبرزها وأشهرها , ظهور قوة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وقوة السلاجقة والمماليك وغيرها على فترات متقطعة من تاريخ هذه الأمة
ماأُريد أن أقوله : إنه ليس في التاريخ مايشهد أنه وجد عالم من علماء أهل السنة من قام بتكوين الحشود وقيادتها إلا ماظهر على يد شيخ الإسلام أبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ومع ذلك فان قيادة هاتين الشخصيتين لتلك الحشود لم يكن مستقلا عن القيادات التقليدية العسكرية أو ماتعتقده تلك الجماهير بانها مصادرة قيادية حكومية ,
بعبارة أخرى : إن الجماهير السنية لم تعطي العلماء تلك الشرعية في القيادة والتحرير ولأسباب تعود للطرفين , ومن ثم إن الثقافة السنية ولربما بسبب حالة الاستقرار الحكمي في أغلب العصور أو أن تلك الحكومات هي مصدر التوجيه والإرشاد خصوصا فيما يتعلق بالازمات لذلك نجد الشعوب السنية قد طبعت بطابع هذه الثقافة , بل إننا نجد إن هذه الثقافة صفة لازمة لتلك الشعوب .
• الشيعة في العراق وكافة أرجاء العالم الاسلامي يمتلكون المشروع الواضح المعالم على مستوى العوام وعلى مستوى النخب , وهذا المشروع موجه نحو الأمة السنية دون سواها من الأمم , فالمشروع الشيعي مبدأه ومنتهاه هو أستئصال الأمة السنية وليس سواها .
• وضوح البوصلة لدى عوام الشيعة , بخلاف ماعليه عوام أهل السنة .
• وجود الدولة الحاضنة التي تدافع عن هذا المشروع - المشروع الشيعي - وتدافع به .
• الدعم الدولي والعالمي , بل وحتى الخونة من قادة الأمة السنية للمشروع الشيعي .
• الدعم الإعلامي الدولي والعربي والإسلامي بقصد أو بغير قصد للمشروع الشيعي .
• الدول الحاضنة عند الشيعة ؛ ترأب الصدع وتلملم الشتات وتصحح اتجاه البوصلة وتضع القدم على جادة الطريق لمن ضاع من قدمه الطريق , أما الدول السنية فإنها تفرق أكثر مما تجمع وتضعف أكثر مما تقوي وتضر أكثر مما تنفع , إذ أن كل دولة من هذه الدولة تعمل وفق مصلحتها القطرية دون النظر إلى مصلحة الأمة .
• الموقف الموحد لدى المرجعية السياسية والدينية لدى الشيعة , وهم إنما ينطلقون من مشكاة واحدة ويصوبون النظر إلى هدف واحد , وهم يدركون ارادات العوام واهدافهم ومنطلقاتهم , وينطلقون منها ويعملون على تحقيقها ’ اما علماء أهل السنة فهم في واد وجمهورهم في واد آخر , بل انهم لاينظرون إلى الأمور إلا بعينٍ عوراء ومن ثم فهم معدومي النظر عند هؤلاء العوام
• القوى المسلحة عند الشيعة تعمل من خلال الانطلاق من قوة الحاضنة وتحصينها , اما القوى المسلحة السنية فانها تعمل وبكل اصرار وغباء على استعداء الحاضنة السنية وتحطيمها واستعدائها .
• الشيعة يستخدمون في حربهم لأهل السنة كل الوسائل الممكنة والمشروعة والممنوعة , فهم يعملون وفق المبدأ اليهودي المعروف : الغاية تبرر الوسيلة , أما أهل السنة فانهم يخوضون حربا ضد العالم كله , ووفق مبادئ الانسانية العامة والتي تتوافق مع اصول دينهم الحنيف .
• الشيعة عندما خاضوا الحرب ضد أهل السنة فقد جمعوا الخصوم وأسترضوهم ووحدوا الجبهات وانطلقوا إلى الهدف الأوحد ألا وهو قتال أهل السنة والجماعة دون سواهم . أما أهل السنة فعندما أنطلق آحادهم إلى قتال الشيعة فانهم لم يجعلوهم الهدف الأوحد أو على الأقل الهدف الأول , بل قاتلوا على مختلف الصعد والجبهات واستعدوا العالم كله فلم يتركوا جبهة أو مكان إلا وأحدثوا فيه إنفجاراً أودماراً وبذلك استحثوا العالم كله على استعدائهم . بل انهم استعدوا حتى الدولة السنية التي تبغي لهم الخير .