أخي الكريم وفقك الله وبارك فيك
يبدو أن عقدة الطعن بالعلماء لا تفارق من سمو أنفسهم أنصار الجهاد
بالله عليك كيف يكون لمجاهدين أن يطعنوا بالعلماء
أنا أوضح لك نقطه مهمه وهي أن العلماء قد يرون في زمن ما جهاد المنافقين وجهاد المال
وفي أخر يرون جهاد بالنفس لأن المسأله مرتبطه بشروط وأحكام وضوابط يجب مراعاتها في مثل
هذه الأمور
كثير من الشباب المتحمسين دائما ما تراهم يدعون للجهاد هيا وهيا وهيا ولولا الورع والله لأقسمت
أن أغلب هؤلاء الشباب لم يقرأ حتى فقه الجهاد وأحدث من واقع تجربه مررت بها وعشت في أوساط هؤلاء الشباب
فالعلماء يوزنون المسائل ويضبطونها بالشرع وأتحدى أي شخص يأتي بكلام لأحد علماء الحرمين ينكر الجهادوفضله
هذا ما وصل بالبعض لأتهام العلماء به
أخي الحبيب الأن في زمننا نرى بعض البلدان الاسلاميه احتلت من الصليبيين واعوانهم
ونحن لا ننكر هذا بل نؤيد الجهاد هناك وندعو للمجاهدين ونفرح لنصرهم ونحزن لمصابهم ونفرح لأيقاعهم بالعدو
لكن مسألة أن ننفر لهناك فهذه لها أحكام وشروط فالجهاد ليس فرضا عين الأن وحتى عينية الجهاد لا تتحقق إلا بحالات
ضيقة التصرف والإدراك فالإمام الشافعي رحمه الله يقول أن الجهاد فرض عين في حاله واحده غير إذا ولي الأمر
وسماها حالة الإصطلام يعني أن يفجأ العدو بلدا مسلما وحينها لا يتمكن المسلمون من جمع صفوفهم فهنا كل يدفع بما يقدر فالعبد دون إذن سيده والمدين دون إذن دائنه وبالتأكيد تعرف هذه الأمور جيدا
وهناك أمور كثير يجب مراعاتها في أي دعوة للنفير كالقدرة وغيرها أما الدعوات الحماسيه فصدقني لن تفيد المسلمين
بل بالعكس ستضرهم وأضرب مثلا واضحا جدا الأن بعض الشباب خرج للعراق وأفغانستان ضاربا بفتاوى كبار علماء الحرمين عرض الحائط تعرف ما الذي يحصل (ركز يا أخي أحدثك من تجربه حصلت لي ) يذهبون إلى العراق وأفغانستان هل يقاتلون لا والاغلبيه منهم يرجعون بعد ان تشربوا فكر تكفير الحكام والعلماء ومن وقف معهم
وعادوا ليفجروا ويقتلوا وما عانيناه في السعوديه منذ عشر سنوات كان أحد نتائج الخروج الغير منضبط والحماسي للشباب حتى وقعوا في بدعه الخوارج وإستحلال دماء المعصومين أخي هذه مفسدة واحده عن الخروج هذا الوقت فضلا عن العديد منها , أخي الحبيب والله أني أحدثك من تجربه , أحد الذين خرجوا للعراق عاد والله عاد فهل تعرف العمل الذي وكل به هو إغتيال مفتي السعوديه والأن هو معتقل لدى السلطات وأخرين عادوا ليفجروا مصافي بقيق وأخرين عادوا ليفجروا الوزاره وأخرين عادوا ليقتلوا المعاهدين , صدقني أخي الحبيب أني من تجربه أتحدث لك ومن هذا المنطلق يحذر علمائنا الان من الخروج للعراق وأفغانستان لأن ما حصل لنا في السعوديه من تفجيرات وتمرد مسلح هو أحد نتائج الخروج وللأسف أن يربط هذا بالجهاد لكنها الحقيقه حيث إنتشرت هناك كتب التكفير من قليلي العلم والبصيره وهناك التدريب والله لو تعلم يا أخي ما الذي أحبطته السلطات من الشباب الذين عادوا من العراق وأفغانستان لذهلت غاية الذهول
أخي الحبيب نقطه أخرى ,هل تعرف أن العالم يجتهد ويؤجر على إجتهاده وأنا وأنت لا نؤجر بل ناخذ السيئات إن إجتهدنا
لأننا لسنا بعلماء والعالم يرى مالا نرى وكما قيل إذا أقبلت الفتنه عرفها العلماء فقط وإذا أدبرت عرفها العوام جميعا
لنضبط حماسنا ونلجمه بلجام الشرع , أنا وكل الإخوان والله تحترق قلوبنا مما يحصل للمسلمين في العراق وأفغانستان وغيرها هل تفكرون أننا إن أصبحنا مع العلماء في عدم الخروج أننا نفرح لمصاب المسلمين لا والله
يتبع