تقرير عن جلسة الطلبة الجامعيين السنّة
الأربعاء, 11 مايو 2011 17:36
أقيمت الحفلة السنوية للطلبة الجامعيين السنّة من مختلف الجامعات الحكومية في إيران ومن شتى المناطق، بشعار "التدين والتعلم، أصلان أساسيان للتطور والرقي"، بعد شهرين من التأخير، في اليوم الثاني من جمادي الثانية في الجامع المكي بمدينة زاهدان.
بدأت أعمال هذه الجلسة الرائعة رسميا صباح الخميس. قام بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم طالب من مدينة "جاسك" بإلقاء مقالة عنوانها "دور التديّن والتعلّم في إزالة موانع التطور والرقي"، واعتبر في مقالته حصر العلم في الدراسات المادية وكذلك حصره في العلوم الشرعية خطأ كبيرا. وكذلك أشار هذا الطالب الجاسكي إلى الأمية والتعصب والفقر وضعف التخطيط وعدم الأمن والتدخلات الأجنبية كأهم الموانع والعقبات أمام التطور، وأكد قائلا:في التدين أمور ترفع هذه الموانع والعقبات.
وتتابعت أعمال صباح الخميس للجلسة بمقالة قدمها أحد طلبة جامعة "زابل" في موضوع "الثقافة الإسلامية، ودور القرآن الكريم والمثقفين في العولمة". وأشار في مقالته إلى أن الثقافة تؤدي دورا هاما في الاستقلال الشامل وحفظه واستمراره. وقال أيضا: للقرآن الكريم دور لا بديل له في تكوين الثقافة الإسلامية بحيث نستطيع أن نقول أن مباني الثقافة الإسلامية مأخوذة من القرآن الكريم.
واعتبر طالب جامعة زابل" الابتعاد عن الثقافة الأجنبية" و"الهجرة للحفاظ على الثقافة الدينية" و"التوكل على الله تعالى" و"الامتناع عن اتباع ثقافة الغير" و"الصبر والاستقامة في الحفاظ على الثقافة" وكذلك "الاهتمام إلى مؤامرات الأعداء" وأخيرا "الدفاع عن الاستقلال الثقافي" كثماني مجالات بيّن القرآن الكريم في ضوئه الاستقلال الثقافي بدقة ولطافة. وأضاف هذا الطالب مشيرا إلى "شهوة إحراز الشهادات" و"الدراسات الناقصة في شعبة التخصصات العالية" و"انتصار الكيفية على الكمية" كعوامل مخربة لمباني الثقافة الدينية والإسلامية.
استمرت أعمال الجلسة بخطابة الشيخ عبد المجيد مرادزهي أحد علماء السنة في بلوشستان، وتطرق فضيلته في خطابته إلى موضوع "الإعتدال الاسلامي ودعوة الإسلام إلى الحوار المبني على التعقل والاستدلال". بعد الشيخ عبد المجيد قام أحد المثقفين من مدينة "خواف" بإلقاء مقالة أكد فيها على ضرورة النشاط الثقافي لحفظ العقيدة والأخلاق في الجامعات، قائلا: السعي في سبيل صيانة العقيدة تمحو جميع مؤامرات الأعداء. وتابع قائلا: من امتنع عن السعي في إصلاح الجامعة، فلينتظر إهمالا من جانب الرب تبارك وتعالى.
كان الشيخ محمد قاسم القاسمي أستاذ الحديث في جامعة دار العلوم ورئيس تحرير مجلة "نداي إسلام"، الخطيب الآخر الذي استمع الجميع إلى كلمته التي كانت تدور حول موضو ع الحفلة "التدين والتعلم".
ثم أقيمت الجلسة الإختتامية لهذه الحفلة العامة للطبة الجامعيين السنّة، بعد صلاة المغرب يوم الخميس الثاني من جمادي الثانية بتلاوة آيات من كلام الوحي، وبنصائح قدمها فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، وانتهت الجلسة بدعاء رائع مليء بالروح والمعنوية والنور للشيخ حفظه الله تعالى.
من يحلم بزعزعتنا عن مذهبنا أو تنازلنا عن معتقداتنا فليعلم أننا سنظل على مذهب أهل السنة إلى الأبد:
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في اختتام جلسة الطلبة الجامعيين السنّة في زاهدان، مخاطبا الطلبة القادمين من المناطق المختلفة في البلاد: أوصيكم بإقامة الصلاة. اهتموا بالصلاة. أقيموا في جامعاتكم وكذلك مساكنكم الصلاة، واعلموا أن الله تعالى لا يقبل من عبد تكاسله وقصوره في الصلاة.
وتابع فضيلته: عليكم بمطالعة الكتب الدينية. كونوا على صلة مع أهل العلم واعملوا بنصائحهم، واتقوا الله واعلموا أن الله معكم في كل حين، واجتنبوا المعاصي والذنوب.
يجب أن تموج محبة الله ورسوله في قلوبكم، والتزموا بتعاليم الشرع والإسلام في كل حال.
واستطرد فضيلته قائلا: لن نستطيع أن نطوّر مكانتنا في العالم ما لم نتعلم ولم نحصل العلوم ولم نلتزم بالتدين. التدين والتعلم أصلان هامان يجب أن نهتم بهما في كافة المجالات. أهل السنة يجب أن يسعوا لفتح منارات العلم ويحرزوا أعلى مستويات التعلم والتدين في العالم.
وأضاف فضيلته قائلا: لو ملكنا العلم لصار جميع الناس في العالم محتاجين إلينا، ولوانتفعنا بالتدين والديانة لكنا محبوبين عند الله تبارك وتعالى والملائكة والناس أجمعين. لذلك وصيتي لكم أن تلتزموا بالتدين واعلموا أن إسم الإسلام ليس كافيا. الإسلام دين فلاحكم ونجاحكم. أنتم لو ذهبتم إلى أروبا أو أي مكان آخر في العالم، التزموا بتعاليم الإسلام ولا تموتوا إلا وأنتم مسلمون.
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من كلمته على أن أهل السنة في إيران كما يفتخرون بالإسلام دينا، يفتخرون بإيران وطننا، وقال: دائما فكرنا في الوحدة الوطنية وطالبنا أيضا بوحدة وانسجام الشعب الإيراني. نحن نفكر بالوحدة الوطنية وكذلك ملتزمون بسيادة الأراضي، ونعتقد أنه لابد من الحفاظ على الوحدة الوطنية لتوفر منافعنا جميعا. ونعتقد أنه ما لم تتوفر الوحدة الوطنية في البلاد، لن تتقدم بلادنا ولن تشهد التطور