كتاب
" شرح كتاب النيل وشفاء العليل "
تأليف العلامة محمد بن يوسف أطفيش
الجزء الخامس
سلطنة عمان ، وزارة التراث القومي والثقافة
1406هـ - 1986 م .
وهو من أعظم كتب الفقه عند الإباضية
والشارح هو إمام معظم عندهم يلقبونه بقطب الأئمة تعظيما له وهو من متأخريهم ومن معاصري أحد كبار أئمتهم
وهو عبد الله بن حميد السالمي ويعتبر أعظم أعلام متأخري الإباضية عند مشارقتهم ومغاربتهم على حد سواء .
جاء في هذا الكتاب
( 5 / 260 - 262 ) ما يلي :
من المتن
وهو لعلامتهم المصعبي
وشرحه
لقطب أئمتهم
محمد بن يوسف أطفيش :
" (ومن أفسد بمسجد ولم يدر لأهل وفاق أو خلاف لزمه إصلاحه لا إن علمه لخلاف ، وإن كره فعله) .
الشرح
( ومن أفسد بمسجد ولم يدر لأهل وفاق أو خلاف لزمه إصلاحه ) لأن الأصل في المسجد أن يكون لأهل الحق الذين لم يبدلوا ولم يغيروا ، وهذه صفة الإباضية الوهبية ، فإذا جهل استصحب الأصل ، وقد ذكر الشيخ وغيره أن استصحاب الأصل هو الحق إذا عدم الدليل
( لا إن علمه ل ) أهل ( خلاف )
لأن بناءه إبطال لمساجد أهل الوفاق ، وإهانة لمذهبهم وديانتهم
فكما لا يبني فيه الموافق إذا كان لأهل الخلاف كذلك لا يبني فيه لو أفسد ، بل لا يتركون أن يبنوا مسجدا .
( حكم إن ظهر لأولي الأمر صلاح المخالفين )
وإن ظهر لأولي الأمر الصلاح في تركهم فلا يتركونهم يبنون جامعا يستغنون به عن المسجد الجامع يوم الجمعة والأعياد ، وإن كان لأهل المذهب وغصبه قومنا وعمروه فمن أفسد فيه لزمه إصلاح فيه
( وإن كره فعله ) أي الإفساد في مسجد المخالفين ،
وإنما كره لمطلق كونه مسجد إسلام وصلاة وقراءة شرعيتين ،
ولمخافة تفاقم الفتنة ،
ولكونه مال ناس بني على سمة الإسلام ولم يبن على أمر متفق على تحريمه ولا منصوص عليه في القرآن ، وإنما يهدم ما بني على محرم اتفاقا كالزنى والخمر ، أو ما بناه الموافق على ما اتفق الموافقون على تحريمه ،
ولأن أكثر ما يفعل المخالفون في مساجدهم هو الطاعة ، وما ليس يقطع به العذر من الفروع فـنعتبر الأكثر ونلغي الأقل ، فإن الحكم للأكثر كما يقول الشيخ وغيره ،
ولأن الشيء إذا كان لما حل ولما حرم يجوز تداوله كالحرير والذهب ، فيجوز بيعهما لأنهما ولو حرما على الرجل ، لكنهما حلا للمرأة ، وكالزيت والأشياء الطاهرة إذا تنجست ، وكآلات اللهو إذا صلحت لغيره فلا تفسد إفسادا يخرجها عما حلت له بل إفسادا يخرجها عن اللهو بها ،
ولولا ذلك لحكمنا بهدمها الموافق له قول الشيخ إنهم يسعون في بنيانهم المساجد في خراب مساجد المسلمين .
هكذا يتعاملون
مع السنة وكذا عقيدتهم مع المخالف
المتن
(وكفر متعمد إفساد مسجد ، وكذا إن أحرقه أو أفسد مالا بتعدية ويأثم منجسه .)
الشرح
(الموافق يعني الإباضي )
( وكفر متعمد إفساد مسجد ) لأهل الوفاق ، ( وكذا إن أحرقه أو أفسد مالا بتعدية ) ولو كان مالا لمخالف أو لمسجده أو لمشرك لا يحل ماله ، وأما كنائس المشركين فيهدم منها ما كان بعد الإسلام ، وكان عمر بن عبد العزيز - ولله دره - يهدم ما سبق منها وما تأخر ، وإذا هدمت كنيسة بغير وجه لم يجز إعادتها بإجماع نقله السبكي .
المتن
(ويأثم منجسه .)
( ويأثم منجسه ) ولو كان لأهل خلاف لحرمته باسم التوحيد والإسلام والقرآن والصلاة والذكر ، وقيل : يكفر لأن ذلك ظلم فيما لا يملكه كمفسد مال ،
ومقتضى قول غيري من الأصحاب رحمهم الله أن مساجد المخالفين مثل الدواميس(أقول الداموس كلمة لاتينية تعني الســرداب ، وهو عبارة عن حفرة في الأرض بعمق يتراوح بين 1.5 —2 ) )متر ، وبطول ) أنه لا بأس بتنجيسه إذا لم يضر أحد ولا بالتعري فيه بلا رؤية أحد إلا ما في تعري الإنسان وحده ،
وعندي أنه لا يجوز هدم مساجد المخالفين ولا تعمد إفساد فيها ولا إحراقها إلا إن تضمن خلافهم شركا كالروافض والمجسمة قبحهم الله .
المتن
(ويكفر بالمسجد الحرام إن تعمده .)
( ويكفر بــ ) تنجيس ( المسجد الحرام إن تعمده ) ، وكذا من تعرى فيه كفر ، وفي غيره من المساجد عصى . " اهـــــ.
أقول
هكذا نجد الإباضية يمنعون أهل السنة من بناء المساجد مطلقا ، والجوامع خصوصا ، ويبيحون هدمها وتحريقها وتنجيسها مطلقا ، أو يكرهون ذلك ولا يحرمونه ، أو يخصون تحريمه بغير من كان من الرافضة أو المجسمة ، وهم يجعلون أهل السنة من المجسمة المشبهة .
فإن زعم إباضي أن أهل السنة ليسوا من المجسمة عند الإباضية رددنا عليه بما جاء على لسان إخوانه من الإباضية حين سألناهم منذ أشهر هل يعتبرون أهل السنة القائلين بالرؤية وإثبات أن القرآن كلام الله غير مخلوق من المشبهة المجسمة ؟ فأجابوا بأنهم من المجسمة والمشبهة والعياذ بالله !!
وهذه صورة الوثيقة لمن أراد التثبت من ضلال هذه الفرقة الزائغة عن الهدى
وقائع
الدليل ( جامع ولاية صحم) ويقع على الشارع العام ..
نعاه أصحابه ورواده وشوهدوا يبكون تحت شجره .. بعد أن سوته البلدوزرات بالأرض بفتوى تواطأ عليها من تواطأ