الحمد لله المحمود بنعوت الجلال والجمال..وله الحمد على كمال إنعامه وكمال صفاته..وبعد:-
يقول الله سبحانه ونعالى"إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"..
ولا أعلم عالما تعرضت كتبه للملاحقة بالتحريق والتمزيق والمنع الفكري الإرهابي من قبل الخصوم الحاسدين أو الحاقدين..
أو المبتدعين أو الكفرة الضالين..لدرجة يضطر معها العلامة ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية ألا يعزو مقالاته له ولتلميذه العلم الإمام ابن القيم ..في المواضع التي ينقل منهما..رغم ما قد يتبادر إلى الذهن من كون ذلك مخالفة للأمانة العلمية..
لكن ابن أبي العز آثر كتمان ذلك..وذلك من فقهه رحمه الله كي يتقدر لكتابه الانتشار دون الأذى..فقد قدم مصلحة نشر الاعتقاد الصحيح على مصلحة الأمانة العلمية..
والآن لنستمع للحافظ ابن عبد الهادي وهو يحدثنا عن شيء من كرامات شيخه أبي العباس ابن تيمية رحمهم الله أجمعين بما يتعلق بموضوعنا"ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومنّ وأنعم وخرق العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن أحدا أن يجمعها ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وإصلاح ما فسد منها ورد ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجبا يعلم كل منصف أن لله عناية به وبكلامه لأنه يذب عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"انتهى..
والآن سأخبركم بالكتاب الجديد لتعلموا صدق كلام ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى
بينا كنت أتجول في إحدى معارض الكتب السنوية قريبا..وقعت عيني على كتاب يحمل العنوان"تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل"..فلفت نظري هذا التسجيع ناهيك عن كون التنبيه موجها للعقلاء..فقلت في نفسي..كن عاقلا وتنبه لما يقول هذا..فلما حملته بيدي إذا هو لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى..واستغربت بشدة لعدم علمي بكتاب يحمل هذا الاسم..
فلما تصفحت المقدمة..يقول المحققان في قصة عثورهما على الكتاب "
كان يظن أن الكتاب مفقود لم يبق منه لا مقدمته التي اقتبسها ابن عبد الهادي في "العقود الدرية: حتى من الله علي بالعثور عليه في مكتبة رامفور بالهند!"
هذه واحدة..قدر الله تعالى أن يكتب الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه "العقود الدرية "خطبة الكتاب..لتعين بعد قرون في معرفة هوية المؤلف
ثم يقول المحقق"بعد التأمل فيها ظهر أنها أنها في الرد على كتاب مؤلف في "الجدل"..ومن حسن حظي وجدت في المكتبة مخوطة لبرهان الدين النسفي في هذا الفن(أي الجدل)..وبعد المقارنة توصلت إلى أن الأخيرة هي المقصودة بالرد"
سبحان الله الكريم على أوليائه الصاحين!
ويقول المحقق"وجدت في الفهرس أن المخطوطة لابن عقيل الحنبلي فاستبعدت أن يكون ابن عقيل لأنه توفي قبل النسفي بمدة طويلة(513هـ).."
ويتابع"ثم بدأت أبحث عن المؤلف الحقيقي وترجح لدي بقرائن متعددة أنه شيخ الإسلام"
(قلت) أقوى قرينتين:-
أن الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين ينقل نصا من الكتاب المذكور ويعزوه لشيخ الإسلام
والثانية أن الحافظ ابن عبد الهادي ذكر في كتابه عن مناقب شيخه هذا الكتاب وأشار إلى كونه فريدا في بابه لم يؤلف على نسجه مثله أي في الرد على الجدليين ونقل مقدمته
وهناك قرائن أخرى ذكرها المحقق..وقد اشتريت الكتاب وهو يتألف من مجلدين
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وقد أشار المحقق أنه لا توجد نسخة أخرى مطلقا غير التي في الهند!
وفي هذا عبرة لمن اعتبر..أنه بقدر إخلاصك مع الله وتحريك لاقتفاء السنة..يكون لك من حفظ الله لك والعناية بك..ما لا يعلمه إلا الله
وفي الختام كلمة للشيعة:يحفظ الله كتبا لعلماء فحول في ظروع معقة وصعبة جدا كما تقدم..أفلا يحفظ كتابه العزيز من التحريف الذي زعمه شيوخكم وفحولكم؟