[align=center]عقيدة أهل الإسلام في المسيح عليه السلام [/align]
[align=center]بقلم - صلاح عبد المعبود
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
يعتصر القلب ألمًا وأسفًا على كثير من المسلمين الذين صاروا يأخذون دينهم وعقائدهم من الإعلام، والذي يكون موجهًا في الغالب توجيها غير سليم.
وتعجب أشد العجب من كثير من المسلمين يدفعهم الفضول إلى السقوط في الهاوية، هاوية الانحراف في العقيدة بعد انتشار ذلكم الفيلم التنصيري الذي يدور حول قصة نبي من أنبياء الله المسيح عيسى عليه السلام.
ولأن الأفلام ليست مصدرًا يوثق به في معرفة العقائد وقصص الأنبياء رأينا أن نثبت العقيدة الإسلامية الصحيحة ونؤكدها في قلوب أهل الإسلام في المسيح عليه
السلام من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
فالمسيح ابن مريم عبد الله ورسوله، قال تعالى: إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه {النساء: 171}، وقال تعالى: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون {النساء: 172}، وقال تعالى: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام {المائدة: 75}.
وأول ما تكلم به وهو في المهد: قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا {مريم: 30}.
فالمسيح ابن مريم عبد الله ورسوله، ومن اعتقد خلاف ذلك كفر بالله تعالى.
قال تعالى: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون {التوبة:30}.
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى: "شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني، أما شتمه إياي فقوله إن لي ولدًا وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحدًا، أما تكذيبه إياي فقوله ليس يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته".
{صححه الألباني في صحيح الجامع 4323}
وقال تعالى: قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون {يونس: 66}.
ومن اعتقد أن المسيح ابن مريم هو الله فقد كفر: قال تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم {المائدة: 17}.
ومن قال إن الله تعالى ثالث ثلاثة: "الأب والابن والروح القدس" فقد كفر: قال تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة {المائدة: 73}.
والقرآن الكريم ينصح أصحاب عقيدة التثليث فيقول لهم: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا {النساء: 171}.[/align]