قصيدة أبي تمام
( السيفُ أصدق أنباء من الكتب )
============
السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُـودُ الصَّحَائِـفِ فِـي
مُـتُـونِـهـنَّ جــــلاءُ الــشَّـــك والــريَـــبِ
والعِـلْـمُ فِــي شُـهُـبِ الأَرْمَــاحِ لاَمِـعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
أَيْــنَ الـروايَـةُ بَــلْ أَيْــنَ النُّـجُـومُ وَمَـــا
صَاغُـوه مِـنْ زُخْـرُفٍ فيهـا ومــنْ كَــذِبِ
تَــخَـــرُّصَـــاً وأَحَــادِيـــثـــاً مُــلَــفَّــقَـــةً
لَـيْـسَـتْ بِـنَـبْــعٍ إِذَا عُــــدَّتْ ولاغَــــرَبِ
عَـجَـائِـبـاً زَعَــمُـــوا الأَيَّـــــامَ مُـجْـفِـلَــةً
عَنْـهُـنَّ فِــي صَـفَـرِ الأَصْـفَـار أَوْ رَجَــبِ
وخَوَّفُـوا الـنـاسَ مِــنْ دَهْـيَـاءَ مُظْلِـمَـةٍ
إذَا بَــدَا الكَـوْكَـبُ الْغَـرْبِـيُّ ذُو الـذَّنَــبِ
وَصَــيَّــروا الأَبْـــــرجَ الـعُـلْـيــا مُـرَتِّــبَــةً
مَـــا كَـــانَ مُنْقَـلِـبـاً أَوْ غــيْــرَ مُـنْـقَـلِـبِ
يقـضـون بـالأمـرِ عنـهـا وهْــيَ غـافـلـةٌ
مـادار فِــي فـلـكٍ منـهـا وفِــي قُـطُـبِ
لــو بيَّـنـت قـــطّ أَمـــراً قـبْــل مَـوْقِـعِـه
لــم تُـخْـفِ مـاحـلَّ بـالأوثـانِ والـصُّـلُـبِ
فَـتْـحُ الفُـتـوحِ تَـعَـالَـى أَنْ يُـحـيـطَ بِـــهِ
نَظْـمٌ مِـن الشعْـرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُـطَـبِ
فَـتْــحٌ تـفَـتَّــحُ أَبْــــوَابُ الـسَّـمَــاءِ لَــــهُ
وتَـبْـرزُ الأَرْضُ فِــي أَثْـوَابِـهَـا الـقُـشُـبِ