الفاضل ليبي سني هنا لو تكرمت

[سيف الدين_الهاشمي]

الفاضل ليبي سني هداك الله .
نظراً لتجاهلك ردي حول الطرق وشرعيتها فاعيد عليك هنا حتى يكون نقاشاً غايته الوصول الى الحق فارجو منك المشاركة حتى تعم لفائدة فاني التمس فيك خيراً كثيراً فاعيد ردي عليك مع بعض التعديلات فلنبدا وفقك الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

ولكن بداية قبل الاستطراد فيما ورد في هذا الحزب عندي بعض الايضاحات فخذها على محمل التدبر والتفكر وانزع عنك صوفيتك وتجرد الى الحق عند قرائتك لها هدانا الله واياك للحق :
هل تعتقد ايها الفاضل ان النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك شيئاً لم يوضحه لنا؟!
بالطبع تتفق معي في هذا ولا اعتقدك مخالفاً له لان الله سبحانه يقول ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
فالنبي صلى الله عليه وسلم كما قال ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك)فاني اسألك من بعد هذا البيان الرباني النبوي الكريم مافائدة تعدد الطرق؟!
فهذه جازولية وهذه احمدية وهذه رفاعية وهذه دسوقية وهذه درقاوية...الخ
ماهو الجديد الذي اتت به ؟ بله ماهو الذي اوضحته وبينته للأمة اذا ما قورنت كما تفعلون بالمذاهب الفقهية ؟!
فالمذاهب الفقهية قد وضحت وشرحت فقه النبي صلى الله عليه وسلم ولم تضف جديداً في الدين ابدا.
بل ان الائمة الفقهاء رحمهم الله قد بينوا هذا الفقه على اساس الكتاب والسنة المطهرة.
فهاهو الشافعي رحمه الله يقول( ان صح الحديث فهو مذهبي) وقال ايضاً رحمه الله ( ان صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط) ولا مشابهة بين المذاهب الفقهية وبين الطرق الصوفية وهذا للتنبيه فقط لاغير.
نرجع الى موضوعنا زميلي الكريم هداك الله للحق باذنه .
فان قلت لي غفر الله لك ان الصوفية تعني بالسلوك والتربية فاقول لك : وهل السلوك والتربية يخرج عن ماجاء في القرآن وفي السنة المطهرة؟
انظر معي يارعاك الله لقول ام المؤمنين رضي الله عنها في وصف سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ( كان خلقه القرآن)..
فهل طرقكم هذه جائت بأكثر مما في القرآن الكريم من اخلاق حتى نتبعها؟!!
لااظنك تقول هذا فانا احسن بك الظن غفر الله لي ولك.
فان قلتم: هي شارحة ومبينة لهذه الاخلاق كما بين الفقهاء مافي الفقه من مسائل فاقول: هذا من الخطأ لان سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المبينة للقرآن الكريم وذلك بانواعها الثلاثة التي اقرها اهل العلم وهي :
1- السنة القولية
2- السنة الفعلية
3- السنة التقريرية.
فقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله واقراره للشيء هو الواجب الاتباع فلن نعدم خيراً اذا اتبعنا سمته صلى الله عليه وسلم ولايكون ذلك الا باقتفاء سنته وماجاء به . قال تعالى(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)
ولكن ان سلمنا لك جدلاً بهذا القول فهنا سؤال يطرح نفسه .
اذا فمافائدة كل هذه الطرق لتبيان السلوك والاخلاق؟
او ليست الاخلاق واحدة والسلوك القويم واحد؟
اذا لماذا هذه الفرقة وكل حزب بمالديهم فرحون؟!
فيجب ان يكون الطريق واحداً ولكن هل تعلم ماهو هذا الطريق ؟!
تأمل اخي الحبيب هداك الله تأمل معي قوله صلى الله عليه وسلم لاصحابة (قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (خط لنا رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - يوما خطا فقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمين الخط ويساره وقال: هذه سُبل، على كل سبيل منه شيطان يدعوه، ثم تلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)
ارايت اخي الحبيب الطريق واحد لا عشرة او مائة او اكثر من هذا او اقل .
وهذا الطريق ليس لك فيه خيار فهو واجب الاتباع قال تعالى(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) فنحن مأمورون بان نتبع هذا الطريق فاذا اتبعنا غيره هلكنا كما وضح لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم .
وليس لك فيه الخيرة ان تترك هذا الطريق وتتبع غيره لان من جاء به يوحى اليه صلى الله عليه وسلم وقد انقطع هذا الوحي من بعد موته عليه الصلاة والسلام فليس لك الخيرة بعد هذا قال تعالى(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)
ثم نأتي لهذا الحزب الذي اوردته فاقول ايها الفاضل:
اولست تتقرب وتتعبد بهذا الذكر الى الله ؟
الم تعلم بان العبادة توقيفية؟
اي لايجوز لنا ان نزيد او ننقص منها شيئا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
فمن اين اتيتم بهذا العمل الذي تتعبدون به الى الله وتتخذونه ديناً؟
اياك اخي ان تقول بدعة حسنة وبدعة سيئة فهذاالقول لايقاس به فاننا هنا نتكلم عن تعبد وتدين بأمر لله عز وجل .
اقرأ معي قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها)
الامام مالك رحمه الله (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، خان الرسالة ؛ لأن الله يقول: { اليوم أكملت لكم دينكم } فما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا)
فكل ما لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم وامر به لايعد دينا لان الله اكمل الرسالة .
ولكن اعلم انك ستقول لي : ولكن هذا دعاء وله اصل في الدين ونحن نذكر الله به فكيف تقول انه بدعة؟
اقول: هداك الله قد قلنا نكم قصدتم به التعبد والتقرب الى الله عز وجل واخبرتك ان العبادة توقيفية فلايصح ان نزيد فيها وننقص .
ثم ...ثم هل تظن ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك خيراً لم يدلنا عليه ؟
بالطبع توافقني يا زميلي الفاضل انه لايعقل هذا لاننا لن نسبق خيراً لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولاصحابته الاكابر رضي الله عنهم!
بل لن نكون مشرعين مثل النبي صلى الله عليه وسلم فنحدد عد الاوراد والاذكار ووقتها والى غير ذلك اذا انه وقتئذ نسوي انفسنا به صلى الله عليه وسلم وهذا امر لايقبل شرعاً او عقلاً!
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما يخبرنا مثلا انه من قال : رضيت بالله رباً وبلاسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً من قالها ثلاثا ًحين يصبح و ثلاثا ً حين يمسي كان حقا ً على الله أن يرضيه يوم القيامة وقوله بتسبيح الله مائة مرة والاستغفار مائة مرة فهذاالقول ممن يوحى اليه صلى الله عليه وسلم فكلامه كما قال عنه ربه ( ان هو الا وحي يوحى) فهل يوحى الى شيوخكم مثله؟
وتأمل معي هذا الاثر هداك الله فيما رواه الدارمي في سننه أن أبا موسى الأشعري قال لعبد الله بن مسعود : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا . قال فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه . قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائةفيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة. قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك. قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم. ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح . قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
فهاهو هذا الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه انكر عليهم جلوسهم وذكرهم بطريقة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم مع ان القوم نيتهم حسنة ولكن النية الحسنة لا تصلح العمل الفاسد!
فاعتبر اخي الحبيب واخلص النية لله واختم قولي بماقاله القاضي عياض رحمه الله حين سأل عن اي العمل يقبل فقال:أخلصه وأصوبه . قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا . والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
ولي معك عودة بعد ان ارى ردك على هذا اسأل الله ان ينفع بك وبنا ويهدينا ويهديك انه ولي ذلك والقادر عليه.