الزيارات المليونية تملأ جيوب الحرامية.! - مقابلة مثيرة مع الزائرين لمرقد موسى الكاظم تكشف عن حجم استغلال البسطاء وتهديدهم بالنار والحرمان من الجنة إن لم يدفعوا للسيّد (الفاسد) حصته.!
بقلم: أبو السعد
كنت قبل مدة في بغداد لانجاز معاملة لي عندما علمت بأن الدوائر كافة مغلقة ما شاء الله بسبب الزيارة المباركة لمرقد الإمام الكاظم في مدينة الكاظمية ولمدة أسبوع على الأقل، تلك الزيارات المسماة بالمليونية التي أصبحت وسيلة العهد الجديد لإظهار قوتهم الكاذبة التي تطير كورق المزابل مع أقل هبة هواء عاصف، والتي أصبحت وسيلة لترك الدوام والتمتع بالعطلة الكيفية التي يتمناها كل موظف مأجور أو (مسخّت) لا يهمه من الدوام سوى مصلحته الشخصية والمطالبة بزيادة الرواتب المستمرة والتباكي على قلة المخصصات، وكيف أنه يتعب النهار بطوله دون إكرامية أو من يعطف عليه بكلوص جكاير أو برميل كاز اويل للمولدة أو على الأقل بقنينة غاز.
لذلك قررت الاستفادة من وقت الفراغ وإجراء تحقيق صحفي مع المواطنين العراقيين الذين في طريقهم لزيارة الكاظم لعدم وجود سيارة تقلّني إلى الكاظمية بسبب منع السيارات والدراجات من الوصول للظروف الأمنية. وفي مدخل جسر الصرافية التقيت الشاب عبد الصاحب جاسب مع عدد من أصدقائه يرتدون التي شيرت والتراكسوت، وسألته أن يتحدث لي عن زيارة الكاظم ! فأجاب: خالي احنا كل سنة نمشي للكاظم عليه وعلى آله السلام، وهذي المشية أجر عظيم وغفران للذنوب ورياضة للجسم.
قلت له: تعرف منو هو الكاظم ؟ فأجاب: خالي الكاظم عليه السلام إمام من الأئمة. قلت له: شلون مات ؟ أجاب: كتلو السنّة بالقديم.!
قلت له: أخي الكاظم هو الإمام موسى بن جعفر سجن قبل أكثر من عشرة قرون لمعاداته الخلفاء العباسيين ومات في السجن رحمه الله. قال الشاب: شمدريني جدي كال كتلو السنّة. قلت له: أكيد جدّك كان لا يقرأ ولا يكتب !! قال: إي خالي صحيح. قلت: زين أنت تقرأ وتكتب حتماً ! قال: لا آني بايع شاري. قلت في قلبي طيّح الله حظّك هذولا اللي جايبين على راسنا البلا عصر الجهل والفقر والمرض ما زال بخير.
والتقيت بالرجل المسن كاظم شنيور الذي كان يجلس على الرصيف ويفرك أرجله من التعب والألم، قلت له: الله يساعدك عمّي، وين رايح؟ أجاب وهو يتألم: للكاظم عليه وعلى آله السلام زيارة.
قلت له: عمّي أنت رجّال جبير موزين عليك تمشي هل المسافة الطويلة!
أجاب: يابا شلون ما أمشي الأئمة تزعل عليّا، وإذا متت أموت شهيد.!!
قلت له: بارك الله بيك الله يساعدك. وقلت في قلبي لعنة الله على من زرع في نفسك هذه الخرافات والخزعبلات، إنهم أصحاب العمائم حتماً المستفيدون من هذه الزيارات لقبض الخمس والمتعة والتمتع بخدمة البسطاء من عباد الله.
والتقيت بامرأة مسنّة تحمل رزمة كبيرة من الفرش.. وسألتها: الله يكوّيج زايرة ... وين رايحة؟ أجابت:أزور وأشوف السيد وأنطيه الخمس.!
قلت لها: شنو الخمس اللي تنطيه؟
أجابت: خمس المهدي وليدي هذا مطلوب منّا كل سنة.!!
قلت لها: لويش ما تنطين الخمس للفقرا من كرايبج مو أحسن! السيد عندا فلوس هواية. قالت: شلون وليدي آل البيت يزعلون عليّا وأروح للنار وتحرم عليّا الجنة، والسيد عبد السادة كال مو بس آني ولدي وولد ولدي كلهم يروحون للنار.!! هكذا يفكر البسطاء!
هكذا يزرع المعممون الخوف والدجل في نفوسهم ونفوس أقربائهم.! أين هو المهدي ؟ ومتى يظهر ويخلّصنا من هل الخرافات؟ شكد صار عمر المهدي الآن (1000) سنة؟ وهل يعقل عاقل أنه في سرداب سامراء لحد اليوم؟ أكيد التفجير اللي عملوه فيلق القدس بالحضرة بسامراء وكع على راسه إذا صدك جان عايش !
ومرّ طفل صغير مع والدته ليشرب الماء وعلامات العطش على وجهه الغض. قلت له ملاطفاً: ها عمّو وين رايح؟ أجاب: عمّي للزيارة.
قلت له: وشكو بالزيارة؟
أجاب: عمّي أكل بلاش، وشربت بلاش، وجاي بلاش، علوا كليوم زيارة. ردّت عليه أمه: ولك مكموع همّك بطنك كلاّ عمّي لزيارة الكاظم عليه وعلى آله السلام. قلت للمرأة المسكينة: أي زايرة جان خليتي الطفل بالبيت.
قالت: يابا محّد ظل بالبيت كلهم بالزيارة والمايروح يزعل السيد.!
ومرّت مجموعة من الشباب يتضاحكون ويتدافعون، فسألت أحدهم: شسمك؟ أجاب: حيدر عبد الزهرة. فسألته: وين رايح؟ أجاب: خالي زيارة للكاظم عليه وعلى آله السلام.
قلت: أكيد هناك تزورون وتصلّون؟ أجاب: خالي الزيارة هي صلاة وعبادة ليش أنت تلكا مكان حتى تصلّي بيه.!!
ضحك زميله وقال لي: خالي هذا رايح يتمتع.!!
فالتفت حيدر إلى زميله جواد وضربه بكفّه على رأسه وهو يضحك. وكان التعب والإرهاق ظاهراً على وجوه الزائرين من رجال ونساء وأطفال بسبب الجوع والحرّ الشديد والمسافة الطويلة التي تقطع للوصول إلى المرقد، ولابد أن يكون الأجر والثواب لهذه المشقّة كبيراً !! فضلاً عن فقدان الوزن لمن يبغي ذلك !!
وجاء شاب يحمل كيساً كبيراً على ظهره ليشرب الماء، فسألته: وين رايح بهل البالة؟ أجاب: رايح للكاظم أبيعها.
قلت له: ليش أكو بيع هناك؟
أجاب:
هيّا زيارة وتجارة الناس يتمنون يوميّا تصير زيارة حتى يربحون.!
خالي كل الناس تنتظر هل اليوم حتى يبيعون هوّا أكو أحسن من أيام الزيارة للبيع!قال الشاب وسام الذي يوزع الماء: عمّي البايعين بالزيارة يربحون ربح هواية، يا ريت ايصير عدنا زيارة بالأعظمية، لويش ما يبتدعون العلما مالنا زيارة للسنّة ببغداد والموصل وتكريت والرمادي؟ والله بيها فايدة ألنا وألهم همّينا، وربح ماكو مثله البايعين بالكاظم وكربلاء والنجف صاروا كلهم تجّار وأصحاب ملايين ومليارات.! وهيّا زيارة وهيّا تجارة، وهيّا عطلة أكثر من أسبوع، وسهر وونسة للصبح وين أكو أحسن منها؟ قلت له: ابني لكل قوم عادات وتقاليد اجتماعية ودينية ورثوها عن أجدادهم منذ آلاف ومئات السنين، لكنّ ما يؤلم أنّ هؤلاء القوم ورثوا هذه العادات والتقاليد عن الفرس الصفويين الذين يريدون الدمار والتفكك للإسلام لأنهم دخلوا الإسلام بالقوة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب (رضي)، لذلك ابتعد معظم المسلمون في العراق عن هذه التقاليد والخرافات وسمّاهم الإيرانيون بالسنّة ليفرقوهم عن الشيعة.
ومن نقل هذه التقاليد ورسّخها في عقول الجاهلين من أجدادهم هم المعممون لعنهم الله لأنهم لهم الفائدة الكبرى في ذلك من أموال الخمس والتمتع مع نساء الشيعة البسطاء فضلاً عن الوجاهة والاحترام الذي يجبرون بسطاء الشيعة على تقديمه لهم، ويتسابق هؤلاء اليوم للوصول إلى كراسي الحكم في برلمان العراق وهم يحملون هذه الأفكار والأكاذيب التي لا يصدقها أي مثقف، فكيف سيكون مصير العراق وهؤلاء حكامه.!؟ وفي الفضائيات اليوم فضائية (صفا) وفضائية (وصال) تكشف يومياً أكاذيب الفرس والمشركين منهم الذين يقدسون الأئمة كذباً وزوراً قبل الله (عزّ وجل) ويشتمون ويلعنون الصحابة الكرام وحتى نساء النبي (ص).
وقد عاد الكثير من المغرر بهم إلى نهج النبوة الشريفة الصحيحة وإلى حب الرسول (ص) وصحابته الكرام (رضي)، والله سبحانه وتعالى هو الحاكم العادل وهو الذي خصّ المتّقين بالجنة وهو العزيز القدير الذي سوف يحاسب الناس على أعمالهم يوم القيامة فترى هؤلاء المشركين في النار خالدين.
الرابطة العراقية
28-06-10, 03:34 PM
العرض العادي
