العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-09, 04:35 PM   رقم المشاركة : 1
الرمح الذهبي
موقوف





الرمح الذهبي غير متصل

الرمح الذهبي is on a distinguished road


جواب حديث ما ينبغي لعبد ان يقول اني خير من يونس بن متى و نسبه الي أبيه

كتب الرافضي مستنكرا حديث

3449 ـ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْقَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ عَنِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ‏"‏‏.‏ وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ‏.‏

نقول في البداية ان الحديث

ورد هذا الحديث في كتب الشيعة

ففي كتاب "قصص الأنبياء" نعمة الله الجزائري (ص 495) : عن أبي عبدالله(ع) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى .

قال الجزائري في شرحه لهذا الحديث

( أقول لعل المعنى على تقدير صحة الخبر : أنه لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس ، من حيث المعراج ، بأن يظن إني صرت من حيث العروج إلى السماء أقرب إلى الله تعالى منه ، فإن نسبته تعالى إلى السماء والأرض والبحار نسبة واحدة ، وإنما أراني الله تعالى عجائب صنعه في السماوات ، وأرى يونس عجائب خلقه في البحار ، وإني عبدت الله في السماء ويونس عبده في بطن الحوت ، ولكن التفضيل من جهات آخر لا تحصى ) .قصص الأنبياء" نعمة الله الجزائري

================

3449 ـ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْقَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ عَنِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ‏"‏‏.‏ وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ‏.‏

الرد على الشبهه باذن الله تعالى

المفاضلة بين النبي صلى الله عليه وسلموبين يونس بن متى عليه السلام

الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي

من درس: المفاضلة بين الأنبياء

قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:

وأما ما يروى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لا تفضلوني عَلَى يونس} وأن بعض الشيوخ قَالَ: لا يفسر لهم هذا الحديث، حتى يعطى مالاً جزيلاً، فلما أعطوه فسره بأن قرب يونس من الله، وهو في بطن الحوت، كقربي من الله ليلة المعراج، وعدوا هذا تفسيراً عظيماً، وهذا يدل عَلَى جهلهم بكلام الله وبكلام رسوله لفظاً ومعنى، فإن هذا الحديث بهذا اللفظ لم يروه أحد من أهل الكتب التي يعتمد عليها، وإنما اللفظ الذي في الصحيح {لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى} وفي رواية {من قَالَ: إني خير من يونس بن متى فقد كذب}
وهذا اللفظ يدل عَلَى العموم أي: لا ينبغي لأحد أن يفضل نفسه عَلَى يونس بن متى، ليس فيه نهي الْمُسْلِمِينَ أن يفضلوا محمداً عَلَى يونس، وذلك لأن الله تَعَالَى قد أخبر عنه أنه التقمه الحوت وهو مليم، أي فاعل ما يلام عليه، وقال تعالى: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87].
فقد يقع في نفس بعض النَّاس أنه أكمل من يونس، فلا يحتاج إِلَى هذا المقام، إذ لا يفعل ما يلام عليه، ومن ظن هذا فقد كذب، بل كل عبد من عباد الله يقول ما قال يونس:ْ{ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }[الأنبياء:87] كما قال أول الأَنْبِيَاء وآخرهم، فأولهم آدم قد قَالَ:{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف:23].
وآخرهم وأفضلهم وسيدهم مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في الحديث الصحيح حديث الاستفتاح من رواية على بن أبي طالب وغيره بعد قوله: {وجهت وجهي} إِلَى آخره، {اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، لا يغفر الذنوب إلا أنت} إِلَى آخر الحديث، وكذا قال موسى عَلَيْهِ السَّلام:{ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}[القصص:16] وأيضاً فيونس صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قيل فيه { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } [القلم:48] فنُهي نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التشبه به، وأمره بالتشبه بأولي العزم، حيث قيل له : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35] فقد يقول من يقول: (أنا خير منه) وليس للأفضل أن يفخر عَلَى من دونه، فكيف إذا لم يكن أفضل فإن الله لا يحب كل مختال فخور.
وفي صحيح مسلم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: {إن الله أوحي إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد عَلَى أحد، ولا يبغي أحد عَلَى أحد} ، فالله تَعَالَى نهى أن يفخر عَلَى عموم المؤمنين، فكيف عَلَى نبي كريم، فلهذا قَالَ: {لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى} ،فهذا نهي عام لكل أحد أن يتفضل ويفتخر عَلَى يونس.
وقوله: {من قال: إني خير من يونس بن متى فقد كذب} ، فإنه لو قدر أنه كَانَ أفضل، فهذا الكلام يصير أنقص، فيكون كاذباً، وهذا لا يقوله نبي كريم بل هو تقدير مطلق، أي من قال هذا فهو كاذب وإن كَانَ لا يقوله نبي كما قال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [الزمر:65] وإن كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معصوماً من الشرك، لكن الوعد والوعيد لبيان مقادير الأعمال] اهـ.

تابع الرد على الشبهه :
الشرح:
ذكر المُصْنِّف رَحِمَهُاللَّهُ بعض التفاسير لحديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا تفضلونيعَلَى يونس بن متى} وذكر أن بعض أصحاب الطرق أو بعض أدعياء العلم الباطن من مشايخالصوفية الذين يدعون العلم الباطن -ولم أستطع أن أعثر عَلَى ترجمته- يقول في معنىهذا الحديث: أنا أفسر لكم معنى هذا الحديث، لكن بشرط أن تعطوني مالاً جزيلاً -وسوفأشرحه لكم بالشرح الإشاري الصوفي- ويسمون تفسيرهم للقرآن تفسيراً إشارياًباطنياً.
فيفسرون الآية عَلَى خلاف ما جاءت به، كما في كثير من تفاسيرهم،مثل تفسير روح المعاني وغيره، فوافقوا عَلَى ذلك فأعطوه مالاً جزيلاً، وقالوا له: اشرح لنا الحديث.
فقَالَ: معناه "إن قرب يونس من الله وهو في بطن الحوت كقربي من الله ليلة المعراج".
فَقَالُوا: يستحق الشيخ أن نعطيه كل المال منأجل هذا المعنى العظيم، وهذا دليل عَلَى جهلهم بكتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،وبمعاني حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجهلهم بالسنةأيضاً.
وقد قال بعض العلماء: إن هذه اللفظة هي: {لا تفضلوني عَلَى يونس بنمتى} لم تصح وإنما ورد ما يدل عَلَى معناها عند بعض العلماء، كما في الصحيح قولهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من قَالَ: إني خير من يونس بن متى فقد كذب} ،وقد اختلف العلماء في فهم هذا الحديث، فبعض العلماء فهم من هذا أنه يعني النبيصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: لا أحد يقول: إنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ خير من يونس.
والبعض الآخر قالوا: إن المقصود من قوله: إني - أيالمتكلم - خير من يونس بن متى، فقد كذب، ويقول الحافظ ابن حجر : الرواية الأخرى {منقَالَ: أنا خير من يونس بن متى فقد كذب} هي في صحيح البُخَارِيّ وتدل عَلَى أنالمقصود من قوله "إني" أي المتكلم، لأنه يقول: من قال "أنا"، فأي أحد من النَّاسيقول: أنا خير من يونس بن متى فقد كذب، لكن يُقال له:
أولاً: لم تصح هذهالرواية.
وثانياً: عَلَى فرض أنها ثبتت، فإن هذا المعنى الذي فهمه بعضالعلماء، ليس عَلَى إطلاقه، لكن عَلَى فرض ذلك فلا يكون تفسيره بأن قرب مُحَمَّدصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ربه ليلة الإسراء والمعراج مثل قرب يونس، وهوفي بطن الحوت، هذا المعنى باطل؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما اختص الملائكةقَالَ:{ وَمَنْ عِنْدَهُ } [الأنبياء:19] وقَالَ: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُالطَّيِّب } [فاطر:10].
فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما عرج بهإِلَى السماء كَانَ في موضع التكريم، وهناك ما يدل عَلَى أن العلو كلما كَانَ أكثر،كلما كَانَ فيه تكريم، وقرب من الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عنده، ولهذا سمى اللهسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الملأ الأعلى بهذا الإسم، لأنهم أعلى من أهل الدنيا لقربهممنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وكما جَاءَ في الحديث الآخر {وإذا ذكرني في ملأ ذكرتهفي ملأ خير منه} .
فالشاهد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لماوصل إِلَى ذلك المقام الأعلى الذي لم يصل ولن يصل إليه مخلوق قط، كَانَ هذا تكريماًله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو في هذه الحالة وبهذا العمل أفضل من كلالنَّاس الذين لم يصلوا إليه وكذلك الأَنْبِيَاء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لميحظوا بأن يصلوا إِلَى هذه الدرجة وإلى هذه المكانة، فهذا تعظيم للنبي صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو أفضل من يونس بن متى عليهما الصلاة والسلام.
فقولهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا يقل أحد: إني خير من يونس بن متى} ليس فيهمنع تفضيل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يونس عَلَيْهِ السَّلام،وإنما الذي فيه النهي بأن أحداً لا يجوز له أن يفضل نفسه عَلَى يونس عَلَيْهِالسَّلام، بأن يقول: إن يونس فعل ما يلام عليه، وأنا لم أفعل ما ألام عليه، ومع ذلكفإن يونس عَلَيْهِ السَّلام قد استغفر وتاب، وقَالَ: { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُمِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87]. وفي قوله هذا دليل عَلَى أنه فعل ما يلام عليه،كما خاطب الله تَعَالَى نبيه بقوله: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْكَصَاحِبِ الْحُوتِ }[القلم:48].
وكان سبب لوم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىليونس: أنه لما أمره أن ينذر قومه لم يصبر عَلَى أذاهم ولم يكن له العزم عَلَىمواجهتهم، وكذبوه { إذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَمِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } [الصافات:140-142]،فكان هذا الفعل سبباً للوم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى له، وهذا دليل عَلَى أنه لميكن من أولي العزم الذين قال الله تَعَالَى فيهم: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُواالْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:35] فأولوا العزم أفضل من يونس عَلَيْهِالسَّلام، وأفضل من آدم عَلَيْهِ السَّلام، من هذه الناحية؛ لأن الله تَعَالَى قالفي حقه { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } [طـه:115] فآدم عَلَيْهِ السَّلام أيضاً لم يكنلديه عزم، ولذلك وقع في معصية الأكل من الشجرة، لكن هل معنى هذا أنه يجوز لأحدٍ منالنَّاس أن يقول: إنه فعل ما يلام عليه، وأنا أفضل منه، لأني لم أفعل ما ألام عليه؟لا يجوز لأحد ذلك.
أما قوله: { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87] يذكر المُصْنِّف أن هذه العبارة يقولها كل عباد الله، قالها آدمعَلَيْهِ السَّلام: {قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }[الأعراف:23] معنى قوله ربناظلمنا أنفسنا، أي: إقرار منهما بالظلم، وأيضاً قد قالها النبي صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث الاستفتاح {أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفتبذنبي} .
وقالها موسى عَلَيْهِ السَّلام:{ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِيفَاغْفِرْ لِي } [القصص:16]، ويقول المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ إن الفخر محرم ومنهيعنه، ولا ينبغي للفاضل أن يفتخر عَلَى المفضول، فإذا كَانَ كذلك فمن باب أولى أن لايفتخر المفضول عَلَى الفاضل!
وكيف يكون لأحدٍ من النَّاس كائناً من كَانَ فيعبادته أو في ولايته أن يقول: إنه أفضل من يونس بن متى؟!
وقد تستغربونوتقولون: وهل يوجد أحد يقول: إنه أفضل من نبي من الأَنْبِيَاء؟!
نقول: نعم،هناك كثير من فرق وطوائف الصوفية يرون أن الولي أفضل من النبي فما بالكم بنبي اللهيونس عَلَيْهِ السَّلام الذي ليس من أولي العزم! والذي ذكر الله -سُبْحَانَهُوَتَعَالَى- عنه هذا الفعل ولامه عليه وقَالَ:{ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } [القلم:48] يكون عندهم أقل بكثير جداً.
والخلاصة: أن الأرجح في معنى قولهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من قال إني خير من يونس بن متى فقد كذب} أنه ليسمعناه من قَالَ: إن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من يونس بن متىفقد كذب، لكن من قَالَ: أنا، أي: من قال عن نفسه ذلك: ويأتي هنا إشكال كما ذكرالمُصْنِّف أخيراً وهو لو أن نبياً قال ذلك!!
فنقول: لا يمكن أن يقول أينبي إنه أفضل من يونس بن متى عَلَى سبيل الفخر والانتقاص ليونس بن متى عَلَيْهِالسَّلام، فإن القول الذي قاله يونس قاله كل الأَنْبِيَاء حتى نبينا مُحَمَّدصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أفضل الأَنْبِيَاء جميعاً.
قَالَالمُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
[وإنما أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ أنه سيد ولد آدم لأنا لا يمكننا أن نعلم ذلك إلا بخبره إذ لا نبي بعدهيخبرنا بعظيم قدره عند الله، كما أخبرنا هو بفضائل الأَنْبِيَاء قبله صلّى اللهعليهم وسلم أجمعين، ولهذا أتبعه بقوله "ولا فخر" كما جَاءَ في رواية (وهل يقول منيؤمن بالله واليوم الآخر: إن مقام الذي أسري به إِلَى ربه وهو مقرب معظم مكرم كمقامالذي ألقى في بطن الحوت وهو مُليم؟!
وأين المعظم المقرب من الممتحن المؤدب،فهذا في غاية التقريب، وهذا في غاية التأديب، فانظر إِلَى هذا الإستدلال لأنه بهذاالمعنى المحرف اللفظ لم يقله الرسول، وهل يقاوم هذا الدليل عَلَى نفي علو اللهتَعَالَى عَلَى خلقه الأدلة الصحيحة الصريحة القطعية عَلَى علو الله تَعَالَى عَلَىخلقه التي تزيد عَلَى ألف دليل، كما يأتي الإشارة إليها عند قول الشيخ رَحِمَهُاللَّهُ (محيط بكل شيء وفوقه)، إن شاء الله تَعَالَى] اهـ.
الشرح:
يقول المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ: يأتي إشكال وهو قوله صلىالله علهي وسلم: وقوله: {أنا سيد ولد آدم يَوْمَ القِيَامَةِ} مع القول بأنه صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الفخر، وعن التفضيل، وأمر بالتواضع، والتفضيل حقوكونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل الأَنْبِيَاء حق، وقوله صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أنا سيد ولد آدم} حق، فكيف نجمع بين هذا وهذا؟
يقول: يكون الجمع بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُعلم فضله، ولا يُعلم تفضيلهعَلَى الأَنْبِيَاء إلا بالوحي، والوحي يأتينا عن طريقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، فهو يُخبرنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فهذا من قبيلالإخبار، وعليه توضحه رواية (ولا فخر) وإن كَانَ فيها ضعفاً.
فقوله: (ولافخر) أي لم أقل إني سيد ولد آدم يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى سبيل الفخر، فإن الفخرمنهي عنه، والأمر والحال والشأن كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يا عبادالله تواضعوا حتى لا يفخر أحد عَلَى أحد} فليس قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ {أنا سيد ولد آدم} من الفخر، وإنما هو من قبيل الإخبار بالواقع وبالحقيقةالذي لا يمكن أن نعلمها إلا عن طريقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكما أخبرعن يَوْمَ القِيَامَةِ وما يكون فيها، ولا يعلم ذلك إلا بالخبر، فكذلك قوله صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سيد الناس، أي: أفضل النَّاس في ذلك الموقف.
وهذا يربط الكلام بما قلنا: في أول الحديث: إن يَوْمَ القِيَامَةِ أمر خاصوتفضيله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاس فيه له خصوصية، ولهذاقَالَ: {أنا سيد ولد آدم يَوْمَ القِيَامَةِ} ، بينما لم يقل ذلك مطلقاً ولم يردهذا اللفظ عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا عن أصحابه مطلقاً، وإن كَانَهو حق في ذاته.
ويقول راداً عَلَى الشيخ الضال: كيف لا يكون هناك فرق بين النبي الذي أسري به مكرماً معززاً مقرباً، وبين الممتحن المؤدب الذي التقمه الحوتتأديباً وعقوبة من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟‍
فهذه من حذلقة الصوفيةومن إشارتهم التي يفسرون بها كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ما يقتضيهالهوى لا عَلَى ما يقتضيه الدليل والنص الشرعي.
تنبيه: قَالَ المُصْنِّفُ [قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من قَالَ: إني خير من يونس بن متى فقدكذب} ، فإنه لو قدر أنه كَانَ أفضل، فهذا الكلام يصبح نقصاً، فيكون كاذباً!!
وهذا لا يقوله نبي كريم، بل هو تقدير مطلق، وكما مر بنا أنا نفضل النبيص َلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جميع الأَنْبِيَاء كما ثبت ذلك، لكنه هوصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقل أو غيره من الأنبياء: إني أفضل من فلان منالأنبياء، لأنهم متأدبون صلوات الله وسلامه عليهم، ومثلما نهانا النبي صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا يفخر بعضنا عَلَى بعض، فإن الأَنْبِيَاء صلوات اللهوسلامه عليهم لا يفخر بعضهم عَلَى بعض، مع أن التفضيل بين المؤمنين حاصل، والتفضيلبين الأَنْبِيَاء حاصل، وهذا هو المراد بهذه العبارة،
*************** انتهى الرد على الشبهه والحمد لله **************


http://www.11emam.com/vb/showthread.php?p=85385

========================

وانقل للفائدة رد ايضا من اعداد عبد الرازق السيد عيد

يونس عليه السلام وإن يونس لمن المرسلين


اعداد عبد الرازق السيد عيد

> الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين، محمد النبي الأمين، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وبعد
ما نزال على عهدنا نتدارس سويًا قصص أنبياء بني إسرائيل، ووصل بنا المسير إلى نبي الله يونس عليه السلام أو ذي النون، أو صاحب الحوت، كما وصفه القرآن الكريم
وقد جاء ذكره باسمه في كتاب الله في أربعة مواضع في سور «النساء، والأنعام، ويونس، والصافات»، وجاء ذكره بوصفه في موضعين في سورتي «الأنبياء، والقلم»
وقد سمَّى اللهُ سورة في القرآن باسم هذا النبي الكريم، وهو بذلك يُعدُّ من القلائل الذين سميت بأسمائهم السور مثل نوح، وإبراهيم، ومحمد، عليهم جميعًا الصلاة والسلام
وسنأتي للكلام على ذلك مفصلاً إن شاء الله
وقد أرسله الله إلى قرية عظيمة وشعب كبير، فمائة ألف في ذلك الوقت عدد كبير جدًا
اسمه ونسبه لم يذكر المؤرخون نسبًا مفصَّلاً ليونس عليه السلام، وإنما اتفقوا على أن اسمه يونس بن متى، واختلفوا في «متى» هل هي أمه أو أبوه، والصحيح أنه نسبه لأبيه، وقد رجَّح ذلك ابن حجر رحمه الله في فتح الباري ؛ لصحة الحديث الوارد في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، وسيأتي
كما اتفق المؤرخون كذلك على أنه من أنبياء بني إسرائيل، ويعود نسبه إلى «بنيامين» ابن يعقوب عليه السلام ، ومولده في الشام، ويُعْرف بـ «يونان بن أمتاي»

بين يدي القصة
أصدقكم القول أني حين كنت أجمع خيوط هذه القصة وأعود إلى مراجعتها في مظانِّها في كتب التفسير والتاريخ، وجدتُ عجبًا، وليس العجب في قصة يونس عليه السلام مع الحوت، وهي حقًا عجيبة وسيأتي الحديث عنها ، ولكن العجب كلَّ العجب فيما لاكتْهُ ألسنة المتخرِّصين وفيما افتراه الكذبةُ المضللِّون حول قصة هذا النبي الكريم «يونس بن متى»، عليه السلام
وهنا أدركت سرَّ اهتمام القرآن بذكر نبأ يونس عليه السلام بالتوكيد الجازم في قوله تعالى وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ الصافات عند الحديث عنه في سورة الصافات، وكذلك من تسمية سورة باسمه ؛ ألا وهي سورة «يونس»، مع أن السورة على طولها لم تتحدث عن يونس عليه السلام ، بل تحدثت عن قومه وعن سبب نجاتهم من عذاب الله في آية واحدة، وقد ذكر القرآن الكريم يونس عليه السلام في مصافِّ الصفوة المختارة من الأنبياء والمرسلين الذين يجب علينا الإيمان بهم على التعيين في قوله تعالى إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا النساء ، وفي قوله تعالى وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ، إلى قوله تعالى وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ الأنعام
وكذلك أدركتُ سرَّ قول النبيِّ محمد الصحيح «لا يقولن أحدكم إني خيرٌ من يونس» وفي رواية «يونس بن متى» البخاري
وفي رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال «ما ينبغي لعبد أن يقول إني خيرٌ من يونس بن متى» ونسبه إلى أبيه البخاري
وسرُّ ذلك واللهُ أعلم هو تأكيد براءة يونس عليه السلام مما توهمه المتوهمون وحرَّفه المحرِّفون وتخرصَّه المتخرصون، وأكثر ما وقع ذلك عند أهل الكتاب وعند الرافضة، عليهم من الله ما يستحقون، وللأسف قد تأثر كثير من المفسرين والمؤرخين مع مكانتهم ببعض الآثار الواردة عن طريق أهل الكتاب مع منافاتها لمقام النبوة الكريم يونس عليه السلام عند أهل الكتاب
وكما ذكرنا من قبل اسمه عندهم «يونان بن أمتاي»، جاء في التوراة العهد القديم في سفر يونان
يونان يعصي الرب «كانت كلمة الرب إلى يونان بن أمتاي قال قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد بأن شرورها صعدت إليَّ فقام يونان وذهب، لا إلى نينوى، بل إلى مدينة ترشيش هربًا من وجه الرب، فنزل إلى يافا، فوجد سفينة سائرة إلى ترشيش، فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب مع ملاحيها إلى هناك بعيدًا عن وجه الرب»
وذكَرَ النص بعد ذلك ما حدث في السفينة، ودعاء يونس عليه السلام، ثم عودته إلى قومه بحسب الرواية الواردة في العهد القديم
لكن بتأمل يسير في هذا النَّص المذكور نجد أن يونس عليه السلام لا يعرف ربَّه، وأنه أجهل من طفل صغير بربه؛ إذن فكيف يهرب من وجهه كما يدعي النص؟ وكيف يخالف نبيّ مرسل أمر ربه بالذهاب إلى الشرق فيذهب إلى الغرب، أو أن يونس كما قال بعضهم كان وطنيًا فلم يقبل أن يذهب لدعوة مشركين بزعمهم
ما هذه الأفهام السقيمة والعقول القاصرة؟ إنه الهوى والتحريف الذي وقع فيه القوم
ومثله تمامًا ما وقع فيه الرافضة، حيث استنبط كبيرهم في بحاره أمورًا عجيبة من قصة يونس ؛ منها توكيد غيبة الإمام المنتظر حيث سمى الفترة التي قضاها يونس في بطن الحوت غيبة، وقاس عليها غيبة الوصي المنتظر بغضِّ النظر عن قصر أو طول المدتين
نعم هذا الضلال موجود في كتابهم الموسوم بـ «بحار الأنوار»، ويروجون له، وهو أكبر مرجع عندهم، ولا أظنه إلا بحار الظلمات، ولا حول ولا قوة إلا بالله
كما ورد فيه أيضًا أن يونس عليه السلام إنما ابتلعه الحوت عقوبة له لأنه رفض البيعة لأئمتهم المزعومين، ولولا خشية الإطالة لأوردت لكم النص كاملاً كما أورده صاحب «بحار الأنوار» برقم
وقد تعمدت أن أذكر لكم هذا الباطل أولاً، ثم أذكْر لكم الحقائق القرآنية من باب بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ
فإلى الحق إن شاء الله وعلى الحق نلتقي، بإذن الله تعالى
هوامش
منهم صاحب «التحرير والتنوير» عندما تعرض للقصة في سورة الصافات
العهد القديم الإصدار الثاني ، الطبعة الرابعة، عن جمعية الكتاب المقدس في لبنان

http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=290813







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "