أقول وبالله التوفيق ..
عكرمه عند الشيعه الرافضه (( أرجو الاطلاع ))
يـبـدو مـن روايات اصحابنا الامامية كونه من المنقطعين الى ابواب آل بيت العصمة , وفقا لتعاليم تـلـقـاهـا من مولاه ابن عباس ـ رضي اللّه عنه
فقد روى محمد بن يعقوب الكليني باسناده الى ابي بصير, قال :
كنا عندالامام ابي جعفر الباقر(ع ) و عنده حمران , اذ دخل عليه مولى له , فقال : جعلت فداك , هذا عكرمة في الموت , وكان يرى راي الخوارج , و كان منقطعا الى ابي جعفر(ع ).
فـقال لنا ابو جعفر: انظروني حتى ارجع اليكم , فقلنا: نعم فما لبث ان رجع , فقال : اما اني لو ادركت عـكرمة , قبل ان تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها, و لكني ادركته و قد وقعت النفس موقعها قلت : جعلت فداك , و ماذاك الكلام ؟ قال : هو ـ واللّه ـ ما انتم عليه , فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة ان لااله الا اللّه و الاقراربالولاية .
في هذه الرواية مواضع للنظر و الامعان : اولا دخول مولى ابي جعفر بذلك الخبرالمفاجئ , لدليل على ان لـعـكـرمـة كانت منزلة عند الامام (ع ), و كان الامام يهتم بشانه ثانيا قوله : و كان منقطعا الى ابي جعفر, يؤيد كون الرجل من خاصة اصحابه , و لم يكن يدخل على غيره دخوله على الامام (ع ).
و امـا قـولـه : و كـان يـرى راي الخوارج , فهو من كلام الراوي , حدسا بشانه , حسبما املت عليه الحياكات الشائعة عنه , و الا فهو متناقض مع انقطاعه الى الامام كيف يختص بالحضور لدى امام معصوم من اهل بيت النبوة , من كان يرى راي خارجى مبغض لال ابي طالب بالخصوص ؟ هذا الاتناقض , يرفضه العقل السليم , فهذا قول ساقط لا وزن له مع سائر تعابير الحديث المتقنة .
و اخـيـرا فان قوله (ع ) : لقنوا موتاكم الخ مع اهتمامه البالغ بشان ادراكه قبل الموت ليلقنه , لدليل واضـح عـلـى كـونه ممن يرى رايهم لا راي غيرهم , و الا فلا يتناسب قوله اخيرا مع فعله اولا, فتدبر.
و هذه الرواية رويت مع اختلاف في بعض الفاظها, رواها البرقي في كتاب ((الصفوة )) باسناده الى ابي بكر الحضرمي , و الكشي عن طريق محمد بن مسعود العياشي باسناده الى زرارة بن اعين عن الامام ابي جعفر الباقر(ع ) .
غـير ان الكشي استنتج من قول الامام : ((لو ادركته لنفعته )) انه مثل ما يروى ((لو اتخذت خليلا لاتخذت فلاناخليلا)) لا يوجب لعكرمة مدحا بل اوجب ضده .
لكنه استنتاج غريب ناشئ عن ذهنيته الخاصة بشان الرجل قال المحقق التستري ـ ردا عليه ـ : ان الرواية المقيس عليها غير ثابتة , و على فرض الثبوت فهو مدح لا قدح قلت : معنى ((لو ادركـته لنفعته )) : انه لم يدركه فلم ينتفع بما كان من شانه ان ينتفع به و كذا معنى ((ان ادركته علمته كلاما لم تطعمه النار)) : ان كنت لقنته لم تذقه النار اصلا فلازم ذلك انه بسبب عدم هذا الانتفاع يكون بمعرض لاذاقة النار ـ على بعض ذنوبه احيانا ـ او فوته بعض المنافع لذلك .
و عـلـى جميع هذه الفروض , لا تدل الرواية على انه كان من المخالفين او الفاسقين ,حاشاه من عبد صـالـح كـان تـربـيـة مثل ابن عباس من خاصة الامام امير المؤمنين (ع ), و هذا كما يقال : لو عمل كذالنفعه او لم يكن ليتضرر شيئا, و لازمه انه لم ينتفع بذلك , او تضرر شيئا.
و للمولى المجلسي العظيم كلام بشان عكرمة , عند ما نقل عنه في تفسير قوله تعالى : (و من الناس مـن يـشـرى نـفسه ابتغا مرضاة اللّه ) انها نزلت بشان ابي ذر و صهيب , على خلاف سائرالمفسرين قالوا: نزلت بشان علي (ع ) ليلة المبيت قال ـ بصدد القدح في الرواية ـ : ان راويها عكرمة , و هو من الخوارج .
و لـعـل هـذا مـنـه كان جدلا, و الا فالرواية في نفسها ضعيفة لضعف الراوي لا المروي عنه فقد اخـرجـها الطبري عن طريق الحجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن عكرمة و المصيصي ضـعيف واه , قد خلط في كبره , و من ثم تركه يحيى بن سعيد و اوصى ابنه بتركه و قد سمعت ابا حاتم قوله بشان عكرمة : ثقة يحتج بقوله اذاروى عنه الثقات .
و بـعد, فلم نجد مغمزا في عكرمة مولى ابن عباس الثقة الامين , الامر الذي استنتجه ابن حجر في الـتـقـريـب قـال : عـكـرمـة , ثـقـة ثبت , عالم بالتفسير, لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر, و لا يثبت عنه بدعة .
مات عكرمة بالمدينة سنة خمس ومائة وهو ابن ثمانين سنة. وكان موته هو وكثير عزة
وهو من شعراء ذلك العصر- في يوم واحد فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس.