أعظم نعيم الآخره ولذاتها : هو النظر إلى وجه الرب جل جلاله
وسماع كلامه منه , والقرب منه ,قال تعالى:
(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ))
وفي مسند الامام أحمد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:
((وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك))
وإذا عرف الانسان العاقل هذه النظره فإن أعظم الأسباب التي تحصل هذه اللذه
هو أعظم لذات الدنيا على الإطلاق وهو لذة معرفته سبحانه ولذة محبته فإن ذلك هو جنة الدنيا ونعيمها العالي فإن الروح والقلب والبدن إنما خلق لذلك فأطيب مافي الدنيا معرفته ومحبته وألذ مافي الجنه رؤيته ومشاهدته فمحبته ومعرفته قرة العيون ولذة الأرواح وبهجة القلوب ونعيم الدنيا وسرورها بل لذات الدنيا القاطعه عن ذلك تنقلب آلاما وعذابا ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك فليست الحياه الطيبه إلا بالله وكان بعض المحبين تمر به أوقات فيقول: إن كان أهل الجنه في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب وكان غيره يقول :لو علم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف .
اللهم لاتحرمنا لذة مناجاتك في الدنيا ولاتحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم.