وفي " الشبهة التاسعة " حاول الرافضي أن ينكر حقيقة غدر أهل الكوفة , بالحسين بن علي رضي الله تعالى عنهُ , وزعمهم حبهُ ومبايعتهُ ثم قاموا بقتلهِ " شمر بن ذي الجوشن " حاول الرافضة أن يثبتوا أنهُ ليس إلا " ناصبي " ثم قالوا " سني " وهذا من التناقض الغريب العجيب في دين القوم وما أدهى الجهلة , في لوي النصوص وأعناقها , ولكن لنعرف من هو شمر بن ذي الجوشن من كتب أهل السنة أولاً ثم لنبشر الرافضة بحقيقة أن هذا الرجل " رافضي " شيعي وليس من أهل السنة وهو من قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعال عنهُ , وكان قائداً في جيش أبيه رضي الله تعالى عنهُ .
ـ شمر بن ذي الجوشن ـ واسمه شرحبيل ـ بن قرط الضبابي الكلابي، أبو السابغة، من كبار قتلة ومبغضي الحسين عليه السّلام، كان في أول أمره من ذوي الرّئاسة في هوازن موصوفاً بالشجاعة وشهد يوم صفين مع عليّ عليه السّلام، سمعه أبو إسحاق السبيعي يقول بعد الصلاة: اللهمّ إنك تعلم أني شريف فاغفر لي!!! فقال له: كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله ؟! فقال: ويحك كيف نصنع، إن أُمراءنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم! ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحُمر. ثمّ أنه لمّا قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكلتانية ـ قرية من قرى خوزستان ـ ففَجَأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكّن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكّن منه أبو عَمرة فقتله وأُلقيت جثته للكلاب. الكامل في التاريخ 92:4، ميزان الاعتدال 449:1، لسان الميزان 152:3، جمهرة الأنساب 72، سفينة البحار 714:1، الأعلام 175:3 ـ 176 ابن الأثير 4 / 55 - البداية والنهاية 7 / 270. فهذا دليل على أن شمر بن ذي الجوشن كان شيعياً ولم يكن سنياً كما زعم الرافضة فلله العجب متى يتأدب الرافضة ويصمتون عما هم عليه من فرط الجهل والغباء .
قال الحافظ إبن حجر في لسان الميزان (3/152) : [ شمر بن ذي الجوشن أبو السابغة الضبابى عن أبيه وعنه أبو إسحاق السبيعي ليس باهل للرواية فإنه أحد قتلة الحسين رضي الله عنه وقد قتله اعوان المختار روى أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال كان شمر يصلى معنا ثم يقول اللهم انك تعلم انى شريف فاغفر لي قلت كيف يغفر الله لك وقد اعنت على قتل بن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ويحك فكيف نصنع ان امراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم ولو خالفناهم كنا شرا من هذه الحمر الشقاء قلت ان هذا لعذر قبيح فانما الطاعة في المعروف انتهى ] فهذا الحافظ إبن حجر رحمه الله تعالى يرد على شبهة أنهُ من أهل السنة , وقال إن هذا عذر قبيح , ولل هالعجب متى يتعلم الرافضة ومتى يتأدبون , فالحقيقة مرة لأكثر القوم والله المستعان نسأل الله تعالى السلامة من الخذلان .
وأما حقيقة [ كلام إبن الحنفية للحسين بن علي ] فأقول والله الذي لا إله إلا هو إنهُ لطعن في النبي صلى الله عليه وسلم أن يكمل الرافضي بقية الكلام فالرواية ثابتة , وأن المراد بأهل الكوفة هم من زعم بيعتهُ , ومن بايع الحسين كما نعلم هم شيعتهُ , ومن شايع أباهُ رضي الله عنهما , والآن يحاول الرافضي نفي هذا الأمر بالتراهات فلا عجب وقد ثبت لنا جهل هذا الطفيلي في أكثر من موطن ولله الحمد والمنة , وكلنا نعرف الآن من هم قتلة الحسين إنهم " الرافضة " ومن زعم أنهم محبوهُ وبايعوه على الخروج على يزيد بن معاوية رحمه الله تعالى , ولكن إن الحسين منكم بريء يا رافضة .
وأما " الشبهة العاشرة " فقد قال مثل الرد على " الشبهة التاسعة " قلتُ ولله الحمد والمنة ما بقي لك رد إلا أثبت لي أنك لا تملك من العلم ذرة , ولا تعرف كيف تخرج الكلام بل تلقيه كالأبله فلا تدري أين تضعهُ , فالكذب الكذب على لسانك أصبح لعبةً لك على الموالين الجهلة , ولله العجب كلكم عبدةُ نساء نسأل الله تعالى السلامة , وفي " الشبهة الحادية عشر " ولنرى معاً حقيقة خطبة الحسين للقوم وولمن هي موجهة وسنعرف الآن لم هي موجهة يا رافضة وإليكم ما ثبت في كتبكم وإقرأوا معنا .
على خطى الحسين للدكتور أحمد رافس النفيس صفحة 126.
فخطبهم في يوم الفاجعة عدة خطب فقال " الحمد الله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفا بأهلها حالا بهد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الحياة الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، فأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمة وجنبكم رحمة ، فنعم الرب رينا وبئس العبيد أنتم ، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم إنكم زحفتم إل ذرية تريدون قتلها ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتبا لكم وما تريدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعد للقوم الظالمين " . كان الحسين عليه السلام يحاول تحرير هذه العقول من ذل العبودية لغير الله ، ولكن هيهات ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) ( آل عمران / 86 ) . كان القوم يصرون على التشويش على أبي عبد الله الحسين لئلا يتمكن من إبلاغ حجة إلى الناس فقال لهم مغضبا : " ما عليكم أن تنصتوا إلي فتسمعوا قولي وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد فمن أطاعني كان من المرشدين ومن عصاني كان من المهلكين .
فليتمعن العاقل لمن موجه هذا الكلام .