العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-07, 05:08 PM   رقم المشاركة : 1
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي كاتب شيعي

السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي كاتب شيعي( الجزء الاول)

--------------------------------------------------------------------------------

ملاحظة: جميع ما جاء في هذا البحث يمثل وجهة نظر الكتاب الشخصية .



تمهيد

المرجع عند الشيعة عنوان كبير, من المفترض ان يكون نائباً للمعصوم عليه السلام ومرجعاً للأمة في كل شؤونها الآنية والمستقبلية ,الدينية والدنيوية, باعتباره الخبير في استنباط الحكم الشرعي من مصادره الأصيلة في الشريعة التامة الخاتمة التي ليس من بعدها شريعة ولا كمال , وفي زمان غيبة المعصوم لا يترك الشيعة مكانه شاغراً ولا يجمدون طاقاتهم الإبداعية ويكتفون بنصوص الماضي ويراوحون عندها, ويأبون أن ينظروا إلى الواقع المعاش بعيون الماضي , بل يحاولون قدر الإمكان ملأ الفراغ بمحاولاتهم الاجتهادية التي تظهر للعامة أحكام الله وتكاليفهم الشرعية إزاءها ضمن الواقع المعاش, وغالباً ما يظهر المجتهد الواعي الذي يعيش عصره مهارات إبداعية في حركات تجديدية في فهم النص ضمن سنن الله في النمو والتكامل , وبلغ كمال بعضهم - رضوان الله عليهم -في أخلاصه وتفانيه في خدمة الأمة درجة نيل الشهادة في سبيل الله , وما أدراك ما الشهادة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم , (أوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) الواقعة(11, 12) حيث درجة الشهادة تفوق عند الله وعند الأمة أي درجة ممكن أن يطمح بها فقيه نحو آية الله العظمى أو الصغرى أو مقاسات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان, (..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..) الحجرات13



ومع كل تلك المميزات والمظاهر فإن المرجع ليس معصوماً مفترض الطاعة, بل هو عبداً لله شأنه شأن بقية الناس الذي يمارسون وظائفهم في مؤسسات الأمة قد يصيب في أمر ويخطئ في آخر بما في ذلك أمور الشريعة , ولما كان المرجع غير معصوم من الأخطاء والعيوب , فإنه ليس من الغريب أن يتعرض للنقد والتصويب من أي جهة ترى عيوبه وأخطاءه لأجل مصلحة الجميع . بل الغريب أن لا يتعرض للنقد والمساءلة وكأنه معصوم كامل العصمة ,ولأجل ذلك أكتب هذه الدراسة النقدية التي أرجو من خلالها أن أبين لأبناء قومي الحقائق التي أوثقها فيه لعلها تكون لهم مرشداً ودليلاً في بعض مسائل محنتهم, إن كشف العلة نصف العلاج.



مسؤولية المرجع

إن من يعيش في هذا الزمان ( زمان الأحتلال, العولمة, دكاكين الأحزاب , بسطات المشاريع المستوردة ) ويشهد الأحداث الجارية في الساحة لا بد أن يصاب بالذهول - إن لم أقل المرارة والحيرة والاشمئزاز – للصمت غير المبرر لبعض المراجع التي من بينها مرجعية ( السيستاني) أزاء ما يجري للعراقيين بأيدي قوات الأحتلال والمرتزقة المتعاونين معهم وفئات اخرى , فمن المفترض برجل الدين الذي هذّبه القرآن الكريم وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و المعصومين عليهم السلام أن يكون من أول الشاعرين بمأساة إخوانه المسلمين, ومن السبّاقين بمد يد العون والمساعدة إليهم وقت الحاجة , والمدافعين عنهم وقت الشدة والأزمات بمواقفه وفتاواه التي تحرّم قتلهم واستباحة أعراضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم , وتحرّم التعاون مع أعداءهم ضدهم, وينبغي بالمرجع أن يكون أبعد الجميع عن اللامبالاة والاستهتار بدماء المسلمين ومصيرهم , حيث حرمة دم المسلم أكبر من حرمة الكعبة نفسها كما هو مؤكد وثابت.



ولكن للأسف الشديد لم نر أو نسمع من مرجعية السيستاني ما يشير إلى أنه في الصورة المفترضة تلك , حيث أنه إلى الآن لم يصدر فتوى واضحة تحّرم قتل العراقيين , ولا فتوى تحرّم الركون إلى الذين ظلموا ( اعني التعاون مع قوات الأحتلال) , ولا بيان شجب أو ادانة للجرائم والانتهاكات التي يمارسها الأحتلال والمرتزقة بحق العراقيين ومقدساتهم , حتى بات المتابع يتساءل هل هذا القتل وانتهاك الحرمات حلال أو مباح من وجهة نظر مرجعية السيستاني التي بات الصمت سمة مميزة لها طوال محنة الأحتلال ؟؟.



إن ما يجري اليوم في العراق – وكل محنة- إنما محك واختبار حقيقي لإظهار معادن الناس وبيان حقيقة إيمانهم بمواقف عملية بعيداً عن المهاترات والمراوغات التي يجديها البعض , ولا يكفي أن يدّعي المرء أنه مؤمن أو تقي أو ذو معرفة بالأحكام الشرعية ما لم يثبت ذلك بالعمل والموقف الواضح من قضايا الأمة وبالذات فيما يخص حياتهم وأمنهم .



السيستاني كما غيره يعلم أن العراقيين اليوم يعانون من احتلال ظالم غير شرعي, وأن هناك أحداثاً كثيرة جرت وتجري عليهم نحو قتلهم وانتهاك مقدساتهم وانتهاك حرمات إنسانيتهم في السجون (كما حدث في أبو غريب) يجب عليه كمسلم فضلاً عن كونه مرجع أن يظهر موقفه ويمارس دوره من موقع المسؤولية في الدفاع عنهم ووضع الحواجز الشرعية التي تحول دون استسهال قتلهم , وأن ويسارع في صف الصفوف في مواجهة الأزمة التي تمس أهم ما يمت إليهم من صله (أرواحهم ,إنسانيتهم , مقدساتهم) .



وهناك هم آخر يضاف للمسلم المؤمن التقي وهو: كيف يصلّي ويعبد الله كي يضمن المستقبل الأبدي الذي يبشر به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة المعصومين, فهذه من أهم المسائل التي يفترض بالمرجع الاهتمام بها وإظهار أحكامها الشرعية للعامة الذين يرغبون بالامتثال لأمر الله ويؤدون ما عليهم من تكليف .



ولكن الذي يطالع الرسالة العملية التي قدمها السيستاني للمسلمين للعمل بها , يجد أموراً في غاية الغرابة والدهشة لا تقل عن صمته أزاء ما يحدث للعراقيين اليوم وهذا ما يفسر لنا شخصيته الغريبة العجيبة التي نبحث عن فك شفرتها وطلاسمها خلال هذه الدراسة, منها كثرة الاحتياط بصورة ملفتة للنظر وغياب أهم ركن من أركان الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله وتكاليف الدفاع عن النفس والعرض والوطن والمقدسات, والتوزيع غير العادل للحقوق الشرعية سيأتي بيانها بالتفصيل.



فعند قراءتنا لموضوع الصلاة مثلاً في رسالته العملية نجد مصطلح (على الأحوط ) قد تكرر في جميع أركان الصلاة ومقدماتها ولواحقها دونما استثناء ابتداء من الآذان وحتى التسليم , و شمل أيضاً لواحق الصلاة مثل صلاة الشك وسجود السهو ونحو ذلك , فقد ذكر كلمة (الأحوط) 113 مرة , وهو رقم قياسي كبير جداً جداً جداً لا يمكن أن يصدر عن مجتهد يتقن عمله في مجموع رسالته التي يقدمها للأمة , فكيف والأمر يتعلق بالصلاة فقط وهي عمود الدين ؟؟



وكما يعلم الجميع – من الملتزمين- ان هذه الكلمة (الأحوط) تعني أن الفقيه لم يستطع أن يستنبط الحكم الشرعي الأكيد في المسألة التي يبحثها فلجأ إلى الاحتياط ريثما يظهر له الحكم الأكيد , وهذا قد يحدث لتلميذ في بداية مشواره الفقهي أو في مسائل مستحدثة صعبة للغاية و لا يليق أبداً بفقيه تجاوز السبعين من عمره وفي مسائل الصلاة التي هي من بديهيات الدين وعموده كما هو شائع, والغريب أن هذه الاحتياطات ( 113) التي وجدتها في رسالته العملية , قد أطلعت عليها من خلال تحديثها في موقعه الشخصي بتاريخ : 7- 12- 2004 , مما يعني أن أبحاثه الفقيهة إلى اليوم لا تزال في وضع الاحتياط في مسائل الصلاة -وفي مسائل أخرى بالطبع وهي مئات - ولم يبلغ الحكم الشرعي الأكيد الذي يظهر اجتهاده ويجعل مقلديه يطمئنون إليه كحكم شرعي يقيني . وإليك إحصائية باحتياطاته التي يسجلها في رسالته العملية (المسائل المنتخبة) في مسائل الصلاة (عمود الدين) فقط :



في مسائل لآذان والإقامة = 2 احتياط



أجزاء الصلاة و واجباتها:

1- في مسائل النية = 1 احتياط



2- في مسائل تكبيرة الإحرام = 7 احتياط



3- في مسائل القراءة = 24 احتياط ( حسبي الله ونعم الوكيل )



4-في مسائل الركوع = 16 احتياط



5- في مسائل السجود = 18 احتياط



6- في مسائل التشهد = 7 احتياط



7- في مسائل السلام = 2 احتياط



8- في مسائل القنوت = 1 احتياط



9= في مسائل مبطلات الصلاة = 10 احتياط



10- في مسائل الشك في عدد الركعات = 2 احتياط



11- في مسائل صلاة الاحتياط = 5 احتياط



12- في مسائل قضاء الأجزاء المنسية = 9 احتياط



13- في مسائل سجود السهو = 9 احتياط



مجموع الاحتياط = 113 . ما شاء الله ... هل هذا شأن فقيه مرجع في العقد السبعين من عمره يتقن عمله أم شأن تلميذ محتاط في بداية مشواره الفقهي ؟؟ إنها لمصيبة كبرى لا تقل عن مصيبة رفع فريضة الجهاد من أركان الإسلام التي سجلها هذا المرجع في كتبه, ولا عن مصيبة الاحتلال الذي نعاني منه اليوم , وهذه من أوضح علامات الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



والشيء الآخر المهم الذي نجده في رسالته العملية هو غياب أهم ركن من أركان الشريعة الإسلامية الذي يحفظ حياة وأمن وكرامة المسلمين وهو الجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس والوطن والمقدسات ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولا من أركان الإسلام الذي يستحق ذكره ولو بمسألة واحدة ( واجبة أو مستحبة), حيث لم يشر إلى أي مسألة تتعلق بحياة وأمن المسلمين وكأنه لا يعيش في هذا الزمان على الرغم من التحديثات التي نجدها بين آونة وأخرى في كتبه , إذ يقول في الصفحة19 ما يلي:



(( ( مسألة 23 ) : من أهم الواجبات في الشريعة الإسلامية:

1 ـ الصلاة.

2 ـ الصيام.

3 ـ الحج.

وهذه الثلاثة يتوقف أداؤها على تحصيل الطهارة بتفصيل سيأتي بيانه.

4 ـ الزكاة.

5 ـ الخمس.

6 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.))



هكذا دون أن يذكر أن الجهاد من ضمن الفرائض الواجبة على المسلمين سواء كان ابتدائي أو دفاعي , ولم يذكره أيضاً في أي مسألة من المسائل التي يبحثها في كتبه الفقهية كلها ( وهي خمسة فقط), على الرغم من عشرات الآيات القرآنية التي تأمر بالجهاد وتلوّح بأشد العذاب في حال تركه عند الأستطاعة, وقد مارسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , و جُرِحَ جسدهُ الشريف في مرات.



يبدو أن التغييرات التي أجراها السيستاني على رسالة أستاذه الخوئي وقدمها للمسلمين باسمه الشخصي كانت في رفع فريضة الجهاد التي ذكرها الخوئي في رسالته مع بعض التغييرات الأخرى منها كثرة الاحتياط التي تملأ رسالته التي يقول في مقدمتها :



(( ان رسالة المسائل المنتخبة للسيد الأستاذ آية الله العظمى المغفور له السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره لما كانت مشتملة على أهم ما يبتلي به المكلف من المسائل الشرعية في العبادات والمعاملات فقد استجبت لطلب جمع من المؤمنين أيدهم الله تعالى في تغيير موارد الخلاف منها بما يؤدي إليه نظري مع بعض التصرف في العبارات للتوضيح والتيسير وتقديم بعض المسائل او تأخيرها فالعمل بهذه الرسالة الشريفة مجزء ومبرئ للذمة و العامل بها مأجور ان شاء الله تعالى.))



في هذه المقدمة البسيطة مسائل هي :



1- إذا كانت رسالة الخوئي مشتملة على أهم ما يبتلي به المكلف في المسائل الشرعية -كما يقول السيستاني في المقدمة أعلاه- فإن مسائل الجهاد والدفاع عن النفس والوطن والمقدسات التي ذكرها الخوئي وهي موضع ابتلاء العراقيين اليوم يجب أن تكون من ضمن الرسالة التي نقلها لنا هذا المرجع عن أستاذه الخوئي ولا يجوز إهمالها أبداً ,لأنها من أهم المسائل التي تهم العراقيين في زمان الأحتلال , وفي زمان الطاغية صدام حسين أيضاً, ولا شيء اعز من حياة وأمن المسلم وأن حرمة دم المسلم أكبر عند الله من حرمة الكعبة نفسها , فلماذا قام بحذف تلك المسائل الأهم عند الله وعند المسلمين من الرسالة التي قدمها للمسلمين باسمه ؟ ما هو الغرض من وراء ذلك ؟؟ هل هذا هو الاجتهاد ؟؟



أرى أنه قد غش أتباعه ومقلديه ولم ينصح لهم حينما أخبرهم – في مقدمة رسالته أعلاه - انه ينقل لهم عن الخوئي مسائل بأهم ما يبتلى به المكلف , ثم حذف منها المسائل التي فيها أمنهم وحياتهم ومستقبلهم , إلا إذا كان يعتبر أرواح وأمن ومستقبل المسلمين ليست من المسائل الضرورية , وأن مسائل أحكام ماء البئر, تذكية الجرادة والحية , بلع السمكة وهي حيّة (التي نجدها في كتبه) أهم عنده من تلك التي تخص أرواح وأمن ومستقبل المسلمين.



2- إذا كانت رسالة السيستاني التي بين أيدينا هي في الأصل للسيد الخوئي ودوره هو - كما يقول في المقدمة أعلاه - يكمن في تأخير وتقديم عرض بعض المسائل والتوضيح والتيسير وتغيير موارد الخلاف , فأين اجتهاد المرجع الكبير ؟؟ إن هذا العمل يستطيع أن يقوم به أي طالب حوزة عمره 20 سنة ولا يليق بمرجع كبير أبداً, وأكاد أجزم ان هذا العمل لو قام به تلميذ حوزوي بسيط سوف لن نجد في رسالته 113 احتياط في ركن الصلاة , بل لا نجد هذا العدد من الإحتياطات في مجمل الرسالة التي يلفقها عن مصدرها الأصلي .



3-إن رسالة الخوئي لم تكن تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة , وكانت تشتمل على مسائل فريضة الجهاد الذي يقسّمه إلى قسمين جهاد ابتدائي يرى أن الإمام المعصوم (عليه السلام) يأمر به , وجهاد دفاعي يأمر به مرجع التقليد ,أو يقوم به المكلف تلقائياً دونما الرجوع إلى مرجع, وهي اليوم موضع ابتلاء العراقيين .



4- إن هذا العمل يكشف لنا بوضوح الفرق بين المجتهد الذي يقدّم للأمة رسالة من جهده الخالص وبين المحتاط, والفرق بين الحريص على أرواح وأمن ومصلحة المسلمين وبين اللا أبالي الذي يتجاهل أهم فريضة من فرائض الإسلام التي تهم أرواحهم وأمنهم ومستقبلهم ولم يعتبرها من ضمن الواجبات ولا حتى من المستحبات, على الرغم من ابتلاء المسلمين بمسائلها هذه الايام , ثم يقول لهم – في المقدمة أعلاه- إن العمل بهذه الرسالة – التي لم تتضمن شيئاً عن مسائل الدفاع عن أمنهم وأراحهم ومقدساتهم ومستقبلهم- مجزء ومبرئ للذمة و العامل بها مأجور ان شاء الله تعالى.



عجيب أمر هذا المرجع ..! هل يعتقد أن الله يشاء و يرضى بدين من بضعة أركان ليس فيه فريضة واجبة فيها أمن وحياة ومستقبل المسلمين قد صرّح بها كتابه المجيد في عشرات الآيات , وأكدها رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام طوال حياتهم الشرعية ؟؟؟ وقد ذكرها أستاذه الخوئي في رسالته وكل الفقهاء ما سواه .



و ماذا سيكون موقفه إن لم يشأ الله ولم يقبل بدين ناقص ليس فيه تلك الفريضة التي يصرّح بها كتابه العزيز ومارسها رسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟ بالتأكيد إن مصيبة كبرى أبدية سوف تحدث له يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ,لأنه قد أسقط أهم ركن من أركان الإسلام ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولا فريضة واجبة ولا حتى مستحبّة تستحق الذكر في كتبه وهذا ليس من حقه كما يعلم ويعلم الجميع , أنا هنا أتحدث عن الجهاد الذي يضمن أرواح وأمن ومستقبل المسلمين كفريضة واجبة وركن من أركان الإسلام يجب على من يدعي الاجتهاد بيان أحكامه للمسلمين -ولو من باب المسائل الكلاسيكية القديمة- وليس عن فتوى إعلان الجهاد- مع أهميتها هذه الأيام بشروط- فهذه غير تلك كما هو بيّن.



الرجولة

يجمع كل الفقهاء والمراجع – ضمنهم السيستاني– دونما استثناء على أن الرجولة من بين الشروط الشرعية الواجب توفرها بمرجع التقليد, ولعل السبب الشرعي في ذلك هو أن المرجع الرجل ينبغي ان يصلّي بالناس جماعة , وأن يخطب فيهم بالمناسبات العامة والخاصة , وأن يخالط الناس أصحاب التأثير وقيادي المجتمع الذين هم في الغالب من الرجال, وأن يجاهد في سبيل الله وقت الجهاد ويحرّض المؤمنين عليه , وأن يدافع عن مصالح المسلمين في المحافل الرسمية التي غالباً ما تكون من عمل الرجال .



وحينما نبحث عن هذه الشروط الشرعية (الرجولية) الواجب توفرها في المرجع, لا نجدها في سلوك السيستاني حيث لم نرَ له موقفاً جهادياً واحداً في حياته الفقهية كلها, لا كلمة حق أمام سلطان جائر -وما أكثرهم – ولا فتوى تحرّم قتل المسلمين, سواء كانوا في العراق أو فلسطين أو أي مكان آخر , ولا بحث فقهي يبيّن للمسلمين أحكام الجهاد و الدفاع عن النفس والأرض والمقدسات , بل تجاهل فريضة الجهاد والدفاع في كتبه الفقهية كلها (هي خمسة فقط) ولم يذكر مسألة واحدة تخص أمن وحياة المسلمين, وهذا السلوك لو مارسته أنثى بحجة أن الجهاد واجب على الرجال من دون الإناث وهي غير معنية به, وكانت في موقع فقيه مجتهد لما سوّغ لها ذلك, و لكانت مأثومة أمام عدالة الله لأنها أسقطت ذاتها ( أنوثتها) على شرع الله وقدمته للمسلمين على أنه هو الحق, فكيف يصدر ذلك عن فقيه رجل الجهاد من ضمن واجباته الشرعية ؟؟



أنا هنا لا أتعرّض لذكورة المرجع بل لمواقفه الرجولية وشتان بين الأثنين .



وهو – السيستاني- طوال عمره الفقهي لم يصلِ مع الناس جماعة لا إماماً ولا مأموماً , ولم يخطب في حياته( 73 سنة) خطبة واحدة بين جموع الناس , وقد قضى أكثر من عشرين سنة معزولاً في بيته عن الناس ولم يخرج خلالها حتى لزيارة مرقد الإمام على( عليه السلام) الذي لا يبعد عن بيته سوى أمتار وهو يدّعي حبه ومولاته , وهذا سلوك لا تمارسه حتى الأنثى المؤمنة التي تعتز بخدرها وتصون عفتها بالعزلة عن عالم الرجال , بل نجدها تشارك في صلاة الجماعة والزيارات والأنشطة الدينية والاجتماعية وحتى المسيرات الوطنية, وتهتم بأمور المسلمين تشجب وتدين وتحرّم قتلهم وتبدي رأيها من خلال القنوات التي تحافظ على خصوصيتها كأنثى مؤمنة , بل وحتى تجاهد وتُقتل في سبيل الله من أجل النفس والوطن والمقدسات, فما بال الرجل -المحتاط حتى في صلاته- لا يمارس ذلك ؟؟



أرى أن المشرّع الذي فرض أن يكون القيادي الشرعي رجلاً وليس أنثى , ليس له موقفاً سلبياً من الأنثى بقدر ما يريد أن يضع الأمانة الشرعية بيد من هو كفواً لها , يستطيع ان يتحرّك في المجتمع طوال الوقت بلا موانع بيولوجية (حمل, ولادة , دورة شهرية, خجل ), وأن تكون لديه جرأة وحضور في مجتمع المسلمين الذي هو مؤتمن على دينهم وحياتهم , وأمنهم القومي أيضا فيما يتعلق بالجهاد والدفاع عن ,الوطن, النفس ,العرض, المقدسات .



وعلى حسب هذه الحقائق الموضوعية فإنه لا يجوز شرعاً وعقلاً من كان لا تتوفر فيه الجرأة الاجتماعية والحضور الدائم في المجتمع والشجاعة في مواجهة أعداء الدين والملة وكانت صلاته كلها احتياط, أن يكون مؤتمناً على الشريعة ومرجعاً للمسلمين , لأن في ذلك مفسدة كبيرة, فضلاً عن مَنْ أسقط الجهاد من رسالته العملية التي يقدمها للمسلمين , في زمان باتت فيه النساء والفتيات يجاهدن في سبيل الله ويقمن بعمليات بطولية في غاية الشجاعة والنبل والحس الإنساني العميق, وقد تقتل من أجل حياة المسلمين بعزة وكرامة.



ما يثير الدهشة حقاً ان مسألة رفع فريضة الجهاد التي فيها أمن وحياة ومستقبل المسلمين , من أركان الإسلام ليست عارضة أو سهواً, بل سعى إلى تثبيتها في جميع كتبه الفقهية, على الرغم من التحديثات والطبعات الجديدة التي تجري عليها بعض التغييرات الشكلية الطفيفة بين آونه وأخرى , إلا أنه يصر في كل مرة على ألا يتناول الجهاد كفريضة واجبة ( ولا حتى مستحبّة) ولم يذكر مسألة واحدة قط تخص حياة وأمن المسلمين وحقهم في الدفاع ولو من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, ولا حتى مجرد التعليق على آية قرآنية ذكر فيها أسم القتال في جميع كتبه وفي كل الطبعات والتحديثات , فالذي يطالع كتبه في طبعاتها القديمة والأقراص المدمجة ( c d) وما يصدر في هذه الأيام من تحديث لها يجد بعض التغيرات الطفيفة جداً التي لا تذكر , ويجد إصراراً مدهشاً على تجاهل فريضة الجهاد وعدم ذكرها في أي من كتبه والأقراص المدمجة ومواقع الانترنت التي تتحدث باسمه وتجيب عن بعض الاستفتاءات وتظهر المستجد من الفتاوى والبيانات, على الرغم من أبتلاء المسلمين – خصوصا العراقيين- بالاحتلال وما ينجم عنه من مآسي , مما يعني أن موقفه من فريضة الجهاد واضح وأكيد وقد عاشه طوال عمره الفقهي ولا يزال وهو يعيش في بلد محتل من قبل الشيطان الأكبر وأعوانه (كما يقول البعض من القوم) .



يؤلمنا جداً هذا الوضع البائس , وأن يصدر هذا البتر للشريعة المحمدية ويجري رفع أهم بند من بنود الإسلام من بعد الصلاة , فضلاً عن تقديم صلاة تتضمن 113 احتياط, من قبل أكبر المراجع في الحوزة و يصر على تثبيته في جميع إصداراته الفقهية وتحديثاتها وكأن شيئاً لم يكن على الرغم مما يشهده العراقيون اليوم من احتلال يوصف بالهمجية والكفر , وهم بحاجة إلى التفقّه ومعرفة تكليفهم الشرعي في هذه الأيام .


أرى أن سكوت السيستاني على مثل هذه الأمور التي تمس أمن و حياة المسلمين لم ينفع إتباعه ومقلديه فهم لا يعلمون رأيه في الجهاد وشروطه واجباته , والبعض منهم يجهل حقه في الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات, و يجهل أن الركون إلى الذين ظلموا خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين تستوجب سخط الله والعذاب الشديد , لأن مرجعهم لم يذكر لهم مسألة واحدة لا في كتبه ولا في بياناته, وهذا تقصير واضح بحقهم , إن لم يكن غشاً شرعياً واستهتاراً بما يجري لهم في دنياهم وفي آخرتهم.



والسؤال هو:



على أي أساس وأي حجة شرعية قد سوّغ تجاهل فريضة واجبة صرح بها القرآن الكريم بعشرات الآيات و مارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته النبوية الشريفة, وهي موضع ابتلاء المسلمين اليوم وهو يدّعي أنه نقل– عن الخوئي- للمؤمنين أهم ما يبتلى به المكلف ؟



أعني هنا فريضة الجهاد والدفاع الواجبة التي يصرح بها القرآن الكريم لا عن فتوى إعلان الجهاد فهذه غير تلك كما أسلفت.



والسؤال الآخر: مَنْ المسؤول أمام الله تعالى مجده عن هذا الذي يحدث للعراقيين وللأمة اليوم ؟؟ هل هو وحده باعتباره تجاهل حق الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات ولم يعتبره من واجبات المسلمين ولم يظهر لهم أحكامه , وصمت طويلاً ولم يحرّم ولم يشجب قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم ... أم آخرون غيره؟؟



أرى أنه – دونما قصد- قد غشّ إتباعه ومقلديه ولم ينصح لهم حينما فقهتهم وشغلهم بمسائل اقل ما يقال عنها انها مضيعة للوقت بما لا ينفع, نحو أحكام ماء البئر و كيفية تذكية الجرادة والحية وكراهة ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى وجواز بلع السمكة وهي حيّة ..الخ, ولم يذكر لهم مسألة واحدة تتعلق بحياتهم وأمنهم وكرامتهم كمسلمين على الرغم مما يجري لهم اليوم من قبل قوات الأحتلال والحكومة العميلة , وكأن ذبح الدجاجة وتذكية الجرادة والحية وبلع السمكة وهي حية في رأيه أهم من ذبح وقتل المسلم وبلع وطنه وتاريخه وهو حي , فقد أخذت تلك المسائل( غير الضرورية) فصول ومسائل كثيرة في كتبه الفقهية , بينما قتل المسلمين واحتلال بلدهم وهدم مساجدهم والاعتداء على مقدساتهم لم يذكرها ولو بكلمة واحدة إلى اليوم, لا في مسألة ولا فتوى ولا حتى في بيان على الرغم من مرور عشرون شهراً على ابتلاء العراقيين بالاحتلال , وهذا الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة أبداً فقد سعى إلى تثبيته في جميع كتبه الفقيهة وتحديثاتها , ولم يجب على الاستفتاءات التي وجهناها له عن مسائل ابتلاء العراقيين بالاحتلال وتبعاته ورأي المرجعية مما يجري اليوم .







العدالة

تعتبر العدالة من أهم الشروط الواجب توفرها في الفقيه وهذا الشرط يقره السيستاني في كتبه واستفتاءاته, وحينما نطبّق هذا الشرط عليه في مسألة توزيع الأموال الشرعية على المستحقين ( الذي يعلن تفاصيله هو في مواقعه على الإنترنت) نجد أن عدالته قد أسقطها هو بنفسه , من خلال بيانه كيفية توزيعه وصرفه للأموال الشرعية.



فمن خلال موقعه على الأنترنت www.sistani.org نجد العجائب:



( أنا هنا استخدم النسخ من موقعه واللصق في هذا البحث مع الاختصار لكي لا يمل القارئ ولمن أراد التفاصيل فليذهب للموقع من خلال الرابط أعلاه , أو هذا الرابط www.seestani.com )



الموقع يقول: (( لقد أولت المرجعية الدينية لآية الله العظمى السيد السيستاني ... جل اهتمامها بالحوزات العلمية والمدارس الدينية(...) فأولته بالغ الأهمية ورفيع المنزلة، بحيث تنفق سنوياً على رواتب الحوزات العلمية مبالغ كثيرة في داخل إيران وخارجها , فيجري تأمين الرواتب الشهرية لأكثر من 300 حوزة علمية كبيرة وصغيرة في شتى أنحاء إيران ، لاسيما في مدينة قم المقدسة التي يقطنها أكثر من 35000 طالب علوم دينية، ومشهد التي يسكنها أكثر من 10000 طالب واصفهان التي تضم أكثر من 4000 طالب بالإضافة إلى سائر الحوزات العلمية والمدارس والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق إيران. ( المجموع49000 طالب).

كما يجري دعم هذه الحوزات بمختلف ما تحتاجه من الوسائل العلمية كإنشاء المكتبات والشبكات الكومبيوترية، ووسائل الراحة من أجهزة التدفئة والتبريد وبرادات الماء والأفرشة وغيرها، وسائر ما تفتقر إليه من مواد ولوازم يتم توفيرها عبر التنسيق مع مكاتب سماحته (دام ظله). ....

... كما يجري دعم الدورات التربوية والثقافية والمسابقات العلمية والقرآنية والرياضية ( انتبه إلى الكلمة الحمراء أرجوك) التي تنعقد بشكل مكثف ومستمر طوال أيام السنة في مختلف المدن الإيرانية.

هذا، ويقوم بين الفترة والأخرى وفد من مكتب سماحته (دام ظله) بزيارة الحوزات العلمية والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق إيران، لأجل الإطلاع على برامجها ونشاطاتها والاستماع لمشاكلها واحتياجاتها والسعي لدعمها وتطويرها مع إيجاد حالة من التواصل والمتابعة لغرض تنفيذ ما يمكن من خلاله تنمية هذه الحوزات وتوسعتها هذا على صعيد الجمهورية الإسلامية في إيران.

أما على صعيد الخارج فتتوزع على الدول الآتية:

1 ـ سوريا: ويجري فيها صرف أكثر من 000/700 دولار سنويا على رواتب طلبة العلوم الدينية.

2 ـ لبنان: ويجري فيها بين الفترة والأخرى توزيع هدية سماحة السيد( دام ظله) ( أنتبه إلى كلمة هدية)على كافة طلبة العلوم الدينية هناك والتي تبلغ في كل مرة حوالي 000/130 دولار.

3 ـ باكستان: ويصرف فيها أكثر من 000/500 دولار سنويا على رواتب طلبة العلوم الدينية.

4 ـ الهند: ويصرف فيها أكثر من 000/500 دولار سنويا لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية.

5 ـ آذربايجان: ويصرف فيها أكثر من 000/300 دولار سنويا لتغطية رواتب طلبة العلوم الدينية واحتياجات الحوزات العلمية والمراكز الدينية والمبلغين وتأسيس المكتبات ودور الترجمة.

هذا مضافا إلى ما يتم تقديمه من الدعم والتواصل مع مختلف الحوزات العلمية والمراكز الدينية والثقافية الشيعية المنتشرة في مختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا بشتى الطرق والقنوات.



انتهى النقل عن موقعه :



أقول: هنيئاً لإخواننا المسلمين في إيران ورياضييهم بهذا الاهتمام من قبل مرجعية السيستاني ولكل المسلمين في العالم, ولكن هل قرأت شيئاً عن النجف وحوزات النجف التي يقطنها السيستاني أو أي شيء عن العراق في السطور السابقة ؟؟ قم بنفسك بزيارة صفحته على الانترنت لتتأكد من عدالة فقيهنا , سوف لن تجد شيئاً أسمه العراق ومؤسساته الدينية ومساجده , من الأموال الشرعية التي يصرفها هذا الرجل.



والسؤال هو : هل من العدالة هذا الاهتمام المفرط في شؤون إيران( مسقط رأسه) حيث 300 حوزة علمية و49 ألف طالب و21 مجمع سكني ومدينة كاملة بكل متعلقاتها تحمل أسمه الشخصي ( سيأتي بيانها), بالإضافة إلى سوريا ولبنان وباكستان والهند وآذربيجان ( ومختلف بقاع العالم من آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا- كما يدعي هو) ويترك العراق وحوزاته العلمية ومسلميه دونما أي أشارة أو اهتمام ولو بدينار واحد لعراقي تحت أي عنوان أو مسمى؟؟



أقرأ الفقرة السابقة (2- لبنان) جيداً واحكم بنفسك على عدالة فقيهنا( ذو113 احتياط في صلاته), هل من العدالة أن يعطي الأموال الشرعية 130 ألف دولار في كل مرة , ليس بعنوان راتباً شهرياً إلى طلبة العلم أو حق الفقراء والمساكين وأبناء السبيل, بل بعنوان هدية , في الوقت الذي يعاني فيه العراقيون ويلات الاحتلال الظالم وتبعاته ؟؟ ولا ندري ماذا يقصد في كل مرة يعطي فيها هدية , هل في كل يوم أم كل شهر أم كل سنة , أو غير ذلك؟؟ الكل يعلم أن هناك الكثير من العراقيين اليوم بأمس الحاجة إلى حقوقهم الشرعية سواء كانوا طلبة علوم دينية أو فقراء مستحقين أو مرضى أو مجاهدين في سبيل الله من أجل الدين والأرض والأمة والإنسان.



وهل من العدالة أن يدعم هذا الفقيه المسابقات الرياضية في إيران ويترك مساكين وفقراء العراق يعانون تحت ويلات الاحتلال ؟؟؟ هل سمعتم يوماً أن الأموال الشرعية تستخدم لدعم الدورات والمسابقات الرياضية وتمنح بعنوان هدايا ؟؟ لو كان هذا الأمر في زمان السلم والرفاهية بحيث لا يوجد احتلال ولا فقر ولا مأساة لكانت من أكبر المحرمات الشرعية لأنه لا يجوز صرف الأموال العامة للمسلمين بمزاج شخصي, فكيف يأتي ذلك التصرّف في زمان يعاني فيه المسلمون الاحتلال والفقر الحاجة؟



و إليك الآن صفحة أخرى من موقع فقيهنا السيستاني ( نسخ ولصق كما السابق مع الاختصار) :



تحت عنوان : مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني



بعد المقدمة والحاجة لهذه المدينة يقول:

(( وللوقوف على حجم هذا المشروع، لا بأس باستعراض نبذة مختصرة عن أهم ما يضم من أبنية وملحقات.

يقام مجمٌع آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) على أرض تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف متر مربٌع في أحدى المناطق الواقعة وسط المدينة.

تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بحضور ثلة من العلماء والأفاضل الكرام.

ويحتوي هذا المجمٌع على حوالي 320 وحدة سكنية، بعضها بمساحة 115 متراً مربعاً، وبعضها الآخر بمساحة 100 متر مربع، وتضمٌ كلٌ وحدة سكنية منها كامل المرفقات الضرورية ووسائل التدفئة والتبريد وما شاكل ذلك.

وأهم ما يلحق بهذا المجمٌع السكني الكبير:

1 ـ سوق عصري تتوفٌر فيه مختلف الاحتياجات والمتطلٌبات اليوميٌة الضرورية.

2 ـ قاعات مختلفة للبحث و التدريس.

3 ـ صالات لإقامة المجالس و الاحتفالات للرجال والنساء كل على انفراد.

4 ـ نادٍ رياضيٌ. ( انتبه لهذه العبارة )

العنوان: ايران ـ قم

ساحة الامام الخميني ـ شارع كارگر



انتهى النقل عن صفحة السيستاني



نبدأ بالسؤال عن الفقرة (4- نادٍ رياضي ) كم هي يا ترى تكاليف بناء وتجهيز هذا النادي من الدولارات ؟؟ وعلى أي مصدر شرعي استند في توزيع الأموال الشرعية في بناء وتجهيز ناد رياضي من أموال الفقراء , هل هذه عدالة ؟؟ ثم أين نصيب العراق -الذي يعيش فيه هذا الفقيه- وحوزاته العلمية من ذلك الكرم الحاتمي من الأموال الشرعية ؟؟ من أي دين يستمد فقهينا عدالته في توزيع تلك الأموال الشرعية ؟؟



لا حظ أنه قال : تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). مما يعني أنه قد بنى هذه المدينة في نفس الفترة التي أصدر فيها فتواه( الشهيرة) التي يبيح بها للعراقيين أكل الميتة في زمان حكم صدام حسين وايام الحصار . ليست هذه عدالة... في العراق يصدر فتوى يبيح للمسلمين فيها أكل الميتة , وفي إيران يبني لأبناء قومه مدينة تحمل اسمه ( على غرار مدينة صدام , مدينة فهد , مدينة مبارك, مدينة القذافي ,, ونحو ذلك) والكثير من المجمعات والمرافق المجهزّة بأحدث التجهيزات كما يقول هو وسيتضح ذلك خلال الفقرات اللاحقة.



قم بزيارة مواقعه على الانترنت -بعد أن تنتهي من قراءة هذا البحث- لتعرف عدالة هذا الفقيه على حقيقتها.



ليست هذه المدينة التي تحمل اسمه الشخصي هي المشروع الوحيد الذي يصرف عليه الأموال الشرعية, بل هناك العشرات غيرها, فمن خلال زيارتنا إلى مواقعه على الانترنت نجد أنه قد باشر في بناء المشاريع التي ليس فيها نصيب للعراقيين الذين يعيش في نجفهم هذا الفقيه , ما بين مجمعات سكنية ومستشفيات ومراكز ومؤسسات دينية وعلمية مجهزة بأحدث التجهيزات العصرية الحديثة على حد قوله, ولا نعترض على أي شيء يستفيد منه المسلمون في أي مكان إذا كان بعدالة وبحق , بل اعتراضنا إنما على عدم العدالة والنظرة العنصرية في توزيع الأموال الشرعية , وعدم الصدق في تصريحاته التي يدعي انه يخالف الحكومة الإيرانية بينما يعمل على إقامة المشاريع والمؤسسات بالنيابة عنها من الأموال الشرعية للمسلمين.



فمن المشاريع التي قام ويقوم بها الفقيه من بعد تلك المدينة الكبرى التي تحمل اسمه هي :



2- مركز إغاثة اللاجئين العراقيين في إيران ديزل فول , وهو مشروع قديم على ما يبدو كان من أيام الحرب العراقية الإيرانية وأيام حكم صدام حسين , أرى أن هذا المشروع يساعد الحكومة الإيرانية بالدرجة الأولى في تحمّل مسؤلياتها بحق اللاجئين في أراضيها, كان أولى بهذا الفقيه أن يغيث العراقيين داخل العراق ويعطي لفقرائه حقهم الشرعي بدلاً من أن يبيح لهم أكل الميتة أيام الحصار في حكم صدام حسين, أما مسألة اللاجئين فهي من شأن الحكومة الإيرانية ينبغي أن تصرف عليه من أموالها الخاصة ( البترول ,المعادن التبادل التجاري,السياحة, الصناعات, الحقوق الشرعية لولاية الفقيه ونحو ذلك).



3- مركز مساعدة الفقراء والمحتاجين ومتضرري السيول والزلازل:

العنوان: ايران ـ دزفول

الهاتف: 5252281 641 0098

البريد الالكتروني: [email protected]



هذا المشروع أيضاً ينبغي أن يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه يخص رعاياها كمواطنين .







4- مركز مساعدة المهاجرين الأفغان..



العنوان: مدينة زابل الواقعة جنوب شرقي إيران. هذا أيضاً كما الأول والثاني ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية .



5- مستوصف الإمام الصادق ( عليه السلام) الخيري .



العنوان: ايران ـ قم

شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد

الهاتف: 2 - 8844040 251 0098

الفاكس: 8844422 251 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



6- مستشفى العيون



العنوان: ايران ـ قم

ساحة الامام الخميني ـ شارع كارگر ـ جنب مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني .



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الدولة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



7- مستوصف الإمام الحسن المجتبى( عليه السلام) الخيري- ايلام .

العنوان : ايران ـ إيلام ـ شارع الولاية .

الهاتف: 3331289 841 0098

3339447

3354726

الفاكس: 3354724 841 0098

هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



8- المستوصف الخيري في منطقة حاجي آباد.



العنوان: ايران ـ قم ـ حاجي آباد



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



9- مستشفى رقية (عليها السلام) الخيرية للولادة

العنوان : ايران ـ إيلام ـ شارع الولاية .

الهاتف: 3331289 841 0098

3339447

3354726

الفاكس: 3354724 841 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



10- مجمع المهدية السكني .



العنوان: ايران ـ قم

شارع اصفهان ـ حيّ المهدية

الهاتف: 2952968 251 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



11- مجمّع الزهراء ( عليها السلام ) السكني.



العنوان: ايران ـ قم

آخر شارع يزدان شهر ـ اول شارع 15 خرداد

الهاتف: 2938553 251 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



12- مجمع ثامن الحجج ( عليه السلام ) السكني – مشهد

العنوان: إيران ـ مشهد ـ أول شارع قوچان

الهاتف: 6650573 511 0098



هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



13- مجمع السكني في طريق سراجة ـ قم

العنوان: ايران ـ قم

ساحة پليس ـ ساحة آسايشگاه ـ ابتداء شارع سراجة

الهاتف: 7221199 251 0098

هذا أيضاً كما السابق ينبغي ان يكون من ضمن مسؤوليات الحكومة الإيرانية لأنه واقع على أراضيها وضمن سيادتها والمستفيد منه رعاياها .



انتهى النقل عن موقع السيستاني.



أقول : نلاحظ مما سبق أنه يبالغ في بناء المشاريع والمؤسسات في إيران( مسقط رأسه) وتجهيزها بأحدث التجهيزات والمتطلبات العصرية, بما في ذلك المجمعات السكنية والأندية والمسابقات الرياضية بالأموال الشرعية للمسلمين الشيعة , في الوقت الذي صدرت منه فتوى شرعية يبيح فيها للعراقيين- الذين يعيش بينهم- أكل الميتة في زمان صدام حسين أيام الحصار, ولم يفعل لهم شيئاً يذكر أيام الاحتلال الأمريكي , لا مدينة تحمل اسمه الشخصي, ولا مستشفى, ولا مستوصف يعالج المصابين بقنابل الأحتلال , ولا حوزات مجهّزة بأحدث التجهيزات , ولا هم يحزنون , بل ولا حتى فتوى لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم قتلهم .



مع العلم ان إيران ليست النجف التي يعيش فيها هذا الفقيه , بل إيران دولة مستقلة لها دخلها الخاص من النفط والمعادن والصناعات والتبادل التجاري ,ولها أيضاً أموال شرعية تصل لفقهاءهم الكثيرون وإلى (مرشد الجمهورية السيد على خامنئي ), فتلك المشاريع التي شملها كرم فقيهنا السيستاني (القابع في النجف) إنما من مسؤوليات الإيرانيين ينبغي تمويلها من أموال الدولة الإيرانية ومن أموال الفقهاء في إيران و ليست من أموال شرعية من فقيه يعيش في النجف على مرمى بصره آلاف العراقيين والكثير من المؤسسات بأمس الحاجة للمساعدة من حقوقهم الشرعية , علماً أن الكثير من الأموال الشرعية التي تصل إلى السيستاني من العراقيين أنفسهم .



إن من يزور العراق هذه الأيام يجد أموراً تدمي فؤاد حتى الكافر فضلاً عن المسلم حزناً وكمداً على أوضاع البعض من الفقراء حيث يسكنون -وقد رايتهم بعيني - في مدارس وحسينيات وفرق حزبية ومعسكرات الجيش التي خلفها النظام المقبور , إنهم بأمس الحاجة لحقوقهم الشرعية وبناء المجمعات السكنية والمستشفيات التي تعالجهم على غرار تلك التي يبنيها السيستاني في إيران, بل هم – على حسب نظرية التزاحم -أولى من الإيرانيين باعتبارهم عانوا طويلاً من حصار جائر كانوا هم الضحية , ومن بعد ذلك احتلال أجنبي وحكومة عميلة , بينما الإيرانيون لم يعانوا تلك المعانات ولديهم حكومة إسلامية وولاية فقيه لديه أموال شرعية كما السيستاني.



فهل ينبري أحد ممن يدعون التديّن أو الوطنية أو العمل من أجل العراقيين تحت عباءة السيستاني أن يفسر لنا هذا التوزيع غير العادل لأموال المسلمين ؟؟ وأن يخبرنا بدليل واضح وأكيد عن مؤسسة أو مجمع أو مستشفى أو بيت أو مشتمل أو غرفة صغيرة بناءها السيستاني في العراق لمصلحة عراقي واحد , وأن يخبرنا بوضوح عن موقف مرجعية السيستاني من هؤلاء الفقراء والمساكين ( الشيعة) الذي يقطنون الحسينيات والمدارس والفرق الحزبية و ومعسكرات الجيش التي خلفها النظام المقبور ؟؟؟ وهل أعطاهم حقهم وبنى لهم مدن ومجمعات سكنية ومستتشفيات كما فعل للإيرانيين ؟؟. بل هل أعطاهم السيستاني حقهم عليه من الفتوى وحرم بصورة واضحة قتلهم لكي يضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم أو التعاون مع أعداءهم ؟؟؟ لا نريد شعارات زائفة لا تسمن وتغني من جوع , بل نريد أشياء واقعية ملموسة يستفيد منها العراقي كتلك التي تعملها مرجعية السيستاني في إيران.



يا مرجعية يا رجال الدين يا قابضي أموال الخمس باسم السيستاني , يا سياسيون,...هل من مجيب ؟؟



نريد أن نعرف أين حقوق العراقيين ( الشيعة) من تلك الملايين التي يدفعها التاجر و المقلد ( العراقي) الطيب والتي تصرف باسم المرجعية بتلك الصورة التي يعلنون عنها بكل وقاحة ودونما خوف من الله ؟؟



البقية في الحلقة القادمة ( إنشاء الله تعالى )



* باحث في علوم المستقبل







 
قديم 08-04-07, 05:09 PM   رقم المشاركة : 2
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


السيستاني في الميزان مقال لزهير الاسدي( الجزء الثاني)

--------------------------------------------------------------------------------

المؤسسات الثقافية

في الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض من سمات مرجعية السيستاني , والتي كان ضمنها صرفه للأموال الشرعية بطريقة غير عادلة , حيث بالغ كثيراً في صرفها على ابناء قومه في إيران في مشاريع ومجمعات سكنية ومدينة كاملة تحمل اسمه الشخصي ( مدينة السيستاني) ومستشفيات ونوادي رياضية ومستوصفات دون أن يقابل ذلك مشروع واحد ولو صغير أو حتى غرفة صغيرة يستفيد منها عراقي واحد في العراق على الرغم من تباين ظروف كلا البلدين بصورة واضحة, وفي هذه الحلقة أكمل البحث وأقول :

ليست تلك المشاريع والمؤسسات وحدها التي تصرف عليها مرجعية السيستاني في إيران من الأموال الشرعية للشيعة التي تقدر بالملايين ( بل المليارات) بصورة غير عادلة, بل هناك العشرات غيرها التي ليس للعراقيين فيها من نصيب, وإليكم صفحة أخرى من موقع السيستاني أنقلها هنا ( نسخ ولصق كما السابق ) لأضع بين يدي الجميع الحقائق التي تبين عدالة السيستاني بأوضح صورة .

( أريد من القاري اللبيب الذي يتابع معنا هذه السطور أن ينتبه فقط إلى كلمة إيران , قم, طهران, شيراز, مشهد, و نحو ذلك )

1-مركز الرسالة للدراسات والبحوث

العنوان: ايران ـ قم

بداية شارع سمية

ص. ب 737 / 73185

الهاتف: 7732013 251 0098

الفاكس: 7730020 251 0098

البريد الالكتروني : [email protected]



3-مركز المصطفى (صلى الله عليه وآله) للدراسات الإسلامية



العنوان: ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ اول فرع 9

الهاتف 7744374 251 0098

الفاكس: 7731612 251 0098

ص.ب: 3665 / 37165

العنوان على الإنترنت: www.almarkaz.net

البريد الالكتروني: [email protected]



5-مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ قم

صفائية ـ ممتاز ـ رقم 30

الهاتف : 7743996 251 0098

الفاكس: 7743199 251 0098

فاكس لندن : 8306858 181 0044

فاكس بيروت : 541431 11 0096

العنوان على الانترنت: http://www.alimamali.com

البريد الالكتروني: [email protected]



7-مؤسسة الإمام علي (عليه السلام) ـ بيروت

العنوان:

لبنان ـ بيروت

تلفاكس: 009611541431



9 مكتبة علوم الحديث المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ فرع 17

هاتف: 7733026 251 0098



11- مكتبة الفلسفة والكلام المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع الامين ـ مقابل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ـ فرع وكالة الانباء الايرانية

الهاتف: 2933206 251 0098





13-المكتبة التاريخيّة المختصّة



العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ شارع رجايي

هاتف: 7738081 251 0098

البريد الالكتروني: [email protected]





15-دار الزهراء (عليها السلام ) الثقافية

العنوان : ايران ـ قم

شارع سمية ـ مقابل شارع رجايي

الهاتف : 7737623 251 0098

العنوان على الانترنت: http://www.rafed.net/alzahra

البريد الالكتروني : [email protected]



17-مركز الإمام الصادق (عليه السلام) لبحوث الطب الإسلامي



العنوان: ايران ـ قم

شارع نيروگاه ـ ساحة اميني بيات ـ اول شارع شاهد

الهاتف: 2-8844040 251 0098



19-المركز الثقافي ـ بيت آية الله الشيخ الحائري (قدس سره)

العنوان: ايران ـ قم

شارع الانقلاب ـ فرع آية الله العظمى الگلپايگاني (قدس سره)

الهاتف: 7722291 251 0098



21- مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي للمعلومات

العنوان : ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ رقم 294

الهاتف : 7745111 251 0098

الفاكس : 7742073 251 0098

العنوان على الانترنت :www.al-shia.com ، www.al-shia.org ، www.al-shia.net

البريد الالكتروني:[email protected]





23- شبكة يا زهراء (عليها السلام)

العنوان: ايران ـ اصفهان

الهاتف: 3-2651041 311 0098

العنوان على الانترنت:http://www.yazahra.net

البريد الالكتروني: [email protected]



25- شبكة الامام الصادق (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ طهران

الهاتف: 9-8502818 21 0098

العنوان على الانترنت: http://www.imam-sadiq.net

البريد الالكتروني:[email protected]



27- شبكة الامام الرضا (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ مشهد

الهاتف: 8513700 - 8511010 - 8513820 511 0098

الفاكس: 8513708 511 0098

العنوان على الانترنت:www.imamreza.net

البريد الالكتروني: [email protected]



29- شبكة الامام الجواد (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ ايلام

الهاتف: 3341801 841 0098

الفاكس: 3341802 841 0098

العنوان على الانترنت:http://www.imamjawad.net

البريد الالكتروني: [email protected]



31- شبكة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

العنوان: ايران ـ اصفهان

الهاتف: 3-2651041 311 0098

العنوان على الانترنت: http://www.montazar.com

البريد الالكتروني: [email protected]



33- شبكة الهدى

العنوان: پاكستان ـ لاهور

العنوان على الانترنت:www.alhoda.org

البريد الالكتروني:[email protected]



2- مركز الابحاث العقائدية

العنوان: ايران ـ قم

صفائية ـ فرع ممتاز ـ رقم 34

ص. ب: 3331 / 37185

الهاتف: 7742088 251 0098

الفاكس: 7742056 251 0098

العنوان على الانترنت :www.aqaed.com ، www.aqaed.org ، www.aqaed.net

البريد الالكتروني: [email protected]



4-مركز احياء التراث الإسلامي

العنوان : ايران ـ قم

شارع الامين ـ مجاور دائرة المرور

الهاتف: 2936311 251 0098

الفاكس: 2936312 251 0098

ص.ب: 159 / 37185

العنوان على الانترنت: http://rafed.net/turathis/index.html

البريد الالكتروني: [email protected]



6- مؤسّسة الإمام علي (عليه السلام) ـ لندن



العنوان: انكلترا ـ لندن

الهاتف : 02084598164 0044

الفاكس: 02084511072 0044

العنوان على الانترنت: http://www.najaf.org

البريد الالكتروني: [email protected]



8- مكتبة التفسير وعلوم القرآن المختصة



العنوان : ايران ـ قم

شارع فاطمي ـ زقاق 17

هاتف : 7736149 251 0098



10- المكتبة الفقهية الاُصولية المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

الهاتف 11-7732010 251 0098



12- المكتبة الأدبيّة المختصّة

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

ص ب : 513 / 73185

هاتف : 7732015 251 0098

فاكس : 7732014 251 0098

البريد الالكتروني: [email protected]



14-مكتبة المحقّق الطباطبائي (قدس سره)

العنوان: ايران ـ قم

شارع سمية ـ جنب منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

هاتف: 7732055 251 0098



16- مركز البحوث والدراسات الفلكية

العنوان: ايران ـ قم

شارع الامين ـ جنب دائرة المرور ـ رقم 81

الهاتف : 5-2936313 251 0098

الفاكس : 2913555 251 0098

العنوان على الانترنت: http://rafed.net/arc/index.html

البريد الالكتروني:[email protected]



18-مركز تأليف ونشر الكتب الدراسية الحوزوية



العنوان: ايران ـ قم

شارع صفائية ـ شارع ممتاز ـ التقاطع الاول

الهاتف: 7742850 251 0098



20- بنك المعلومات الإسلامية

العنوان: ايران ـ قم

شارع زنبيل آباد ـ فرع 11 ـ رقم 72

الهاتف : 6-2910705 251 0098

الفاكس : 2931356 251 0098

العنوان على الانترنت: http://www.islamicdatabank.com

البريد الالكتروني : [email protected]



22- شبكة النجف الاشرف



العنوان:العراق ـ النجف الاشرف ـ ساحة شارع الرسول

الهاتف :

0096433332690

0096433332691

0096433332692

العنوان علي الانترنت :www.holynajaf.net

البريد الألکتروني :********************@holynajaf.net



24- شبكة الامام الباقر (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ شيراز

العنوان على الانترنت: www.imambaqer.net

البريد الالكتروني : [email protected]



26- شبكة الامام الكاظم (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ مشهد

الهاتف: 8513820 511 0098

العنوان على الانترنت: http://www.imamkazem.net

البريد الالكتروني : [email protected]



28-مركز الإمام الرضا(عليه السلام) للبرامج الكومبيوترية ـ لندن



العنوان: انگلترا ـ لندن

العنوان على الانترنت: www.imam-reza.com

البريد الالكتروني : [email protected]



30- شبكة الامام الهادي (عليه السلام)

العنوان: ايران ـ ايلام

الهاتف: 3341801 841 0098

الفاكس: 3341802 841 0098

العنوان على الانترنت:www.imamhadi.net

البريد الالكتروني : [email protected]



32- شبكة الصراط

العنوان: پاكستان ـ كراچي

العنوان على الانترنت:www.alsiraat.com

البريد الالكتروني : [email protected]

أنتهى النقل عن موقع السيستاني







 
قديم 08-04-07, 05:10 PM   رقم المشاركة : 3
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


أقول: إن اغلب تلك المؤسسات التي يصرف عليها السيستاني من أموال المسلمين(الشيعة) يستفيد منها الإيرانيون على حساب العراقيين الذين لا نجد لهم نصيبا ًمن تلك المشاريع والمؤسسات , وهي التي من المفترض أن تنهض بها الحكومة الإيرانية من أجل رعاياها في بلادهم ومن الأموال العامة للدولة, وليس من واجب المرجع الذي يقطن في النجف أن ينهض بتلك المشاريع والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من الأموال الشرعية, فهناك الكثير من العراقيين ( الشيعة) بأمس الحاجة إلى تلك المدن والمشاريع السكنية والمستشفيات والمؤسسات التي تهتم بشؤونهم من الحقوق الشرعية .

ولما كانت تلك المشاريع التي أشرنا إليها تقدّر بالملايين من الدولارات إن لم تكن أكثر وهي جميعها من الأموال الشرعية , فإن من أسباب فقر الفقراء ومعاناتهم وحاجات المؤسسات العلمية والدينية في العراق, هو هذا التوزيع غير العادل للأموال الذي يصرّح به السيستاني في مواقعه على الانترنت دونما خجل أو خوف من الله , إنه بتلك المشاريع يساعد الحكومة الإيرانية – التي يزعم انه يخالفها -ويتحمّل المسؤولية بالنيابة عنها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين وأبناء السبيل , والعراقيون الذين عانوا حكم صدام والحصار في الماضي والاحتلال اليوم هم أولى بحقوقهم الشرعية وبالمساعدة من غيرهم سواء كان ذلك أيام الحصار في زمان الطاغية أو اليوم في زمان الأحتلال.

على حسب الذي علمناه عن هذا الفقيه إلى الآن- والآتي أعظم- , من إسقاط فريضة الجهاد من دين المسلمين عن سابق تصوّر وتصميم, وتقديم رسالة عملية تتضمن 113 احتياط في مسائل الصلاة وهي عمود الدين, وتوزيع غير عادل للأموال الشرعية , وعدم تحريمه قتل العراقيين ,ولا الركون إلى الذين ظلموا , ولا شجب و لا إدانه .. أرى أن لا عدالة لهذا الفقيه , وعن نفسي فإن تقليد هذا الفقيه ودفع الأموال الشرعية إليه من بعد هذا العلم -الذي هو مصدره- محرّم شرعاً ,لأنه يعد مشاركة فعلية معه في تلك المظاهر غير العادلة ( الظالمة) , أما الإنسان البسيط الغافل عن تلك الحقائق فإن الله غفور رحيم .

إن الذي جعلني أطلق ذلك الحكم – وإن كان بصورة شخصية- هو اننا نقرأ في المصادر الإسلامية- ضمنها رسالة السيستاني- انه محرّم تقليد من لا عدالة له ولا يجوز دفع الأموال الشرعية إليه , وغير العادل يعتبر ظالم في الفقه الإسلامي , وعلى هذا فإن الذي يحجب حقوق الفقراء والمؤسسات في العراق ويصرفها على أبناء قومه ( إيران) بصورة مبالغ فيها كتلك التي يعرضها على صفات الانترنت التي تتحدث باسمه وتحمل صوره الشخصية, يعتبر من ظالمين , والتعاون مع الظالمين من أكبر المحرمات الشرعية كما هو معلوم, ألسنا نكره الحُكّام الظالمين لأنهم يحرمون الفقراء من حقوقهم ويصرفون الأموال العامة على حسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه وذلك الحاكم الظالم ؟؟ ألسنا ضد الدكتاتورية وحكم الفرد الذي يجعل نفسه فوق القانون ؟؟ فما الفرق بين هذا الفقيه الذي لا يرغب أن يجعل على سلوكه رقابه ولا يُسأل يوماً عن مسؤولياته وواجباته وبين ذلك الحاكم الظالم المستبد؟؟؟ أليست هناك سمات مشركة بين الأثنين؟؟

لقد بات الكثير من أتباع هذا المرجع (السيستاني) بعد أحداث النجف يقارنون بين الآثار المترتبة بين سلوك الحاكم الظالم والمرجع الظالم , وصاروا يرون أن تأثير الدكتاتور الظالم ينحصر على حياة الناس المظلومين الأولى فحسب ولا يتعدى إلى آخرتهم , بينما الفقيه الظالم الذي يعلّم الناس صلاة فيها 113 احتياط , ودين من أربعة أركان ليس فيه فريضة الجهاد الواجبة, ويصرف أموالهم الشرعية بطريقة غير عادلة ويتخلّى عنهم في محنتهم(يهرب على لندن) ويستهين بدمائهم بصمته وسكوته ولم يعطهم حقهم ولو بورقة صغيرة من سطرين تحمل ختم مرجعيته يحرم شرعاً قتلهم , قد يتعدى إلى آخرتهم أيضاً لأنهم يشاركوه من حيث يعلمون بالتقليد ودفع الأموال الشرعية , فالمؤمن يعلم أن الله يتعبّد الناس بالعقل ,( تفكّر ساعة خير من عبادة سنة- حديث شريف) ولا يرضى أبداً أن يتحوّل الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم إلى ببغاء يقلّد الآخرين تقليد أعمى أو ينظر للواقع بعيون الآخرين ويلغي عيونه, فالله يحاسب على هذا السلوك الذي يذمه بصراحة في كتابه المجيد, حيث يقول :

( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (23) الزخرف

على حسب علمي لم يعد أحد ممن يقرؤون كتب هذا الفقيه ويطلعون على نشاطاته في مواقعه على الانترنت وفي الواقع , يحتملون ممارساته غير العادلة وسكوته المريب مما يجري بحق أخوانهم العراقيين واستهتاره بالدين الذي يقدمه لهم, فأصحاب الغيرة على الدين لا يرضون ولا يسمحون لأي إنسان وإن كان من أصحاب الألقاب الكبيرة أن يسقط ركن من أركان الإسلام ( وهو الجهاد) ويصرف الأموال الشرعية بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت, أن يكون مرجعاً أعلى لهم , أليس إظهار الشهادة واجب وكتمها من المحرمات الشرعية المنصوص عليها بصراحة في القرآن المجيد ؟؟ (..وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (283) البقرة (..وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ..) (2)الطلاق إنه لأمر في غاية الغرابة هذا الذي يحدث للدين وللناس في هذا الزمان العجيب , إنها من أكبر العلامات على اقتراب الساعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مواقف الدفاع عن الأمة

يقول حديث الصادقين عليهم السلام: ( لتغربلن غربلة وليتبلبلن بلبلة حتى يكون أعلاكم أسفلكم وأسفلكم أعلاكم )

قد يدّعي الكثير من الناس الإيمان والتقوى والزهد والعدالة والحرص على مصالح المسلمين ..الخ , ولكن ليس كلهم يثبتون ما يدّعون , وتظهر الحقيقة جلية واضحة من خلال الاختبار الذي يسميه القرآن الكريم أبتلاء , فالبعض يسقط من القمة إلى الأسفل باختبار بسيط يكشف هشاشة ادعاءاته ومواقفه, والبعض يعلوا إلى أعلى عليين مع الشهداء والصديقين من خلال موقف, وهذا ما حصل فعلاً وظهر بوضوح في إحداث النجف الأولى والثانية التي كانت اختباراً حقيقياً كشف حقيقة المراجع القابعين في النجف الذين صمتوا في الأولى وهربوا بأنفسهم في الثانية وتركوا المسلمين ومقدساتهم تحت نيران الاحتلال وعملاءه, وفي المقابل أظهرت حقيقة معدن المؤمنين (المجاهدين الشجعان) الذين دافعوا عن أنفسهم ومقدساتهم بكل بسالة وبطولة دونما على الأحوط.. لا وجوبا ولا استحباباً , بل ذهبوا بأنفسهم إلى ساحات المواجهة وأثبتوا أصالة إيمانهم وحبهم وتفانيهم لمقدساتهم .

أما عن المرجع الذي تمارض وهرب بطائرة خاصة إلى لبنان ومن ثم إلى لندن , فقد أخبرني احد العارفين-صاحب كرامات- ممن يتشرفون كثيراً بلقاء الإمام صاحب الزمان والخضر عليهما السلام , أنه غادر النجف بناء على طلب أفراد من حكومة الاحتلال العميلة , وكذلك بقية مراجع النجف الكبار الذين اختفوا طوال أيام محنة النجف فهم كما كبيرهم كانوا على علم مسبق بما سيجري في النجف , وكانت لهم غايات ومصالح لا يفكّر بها حتى الكافر فكيف تصدر عن مراجع كبار ؟؟. ( احتفظ هنا بالتفاصيل المذهلة)

باعتباري مسلم شيعي – وغيري ملايين- اشعر بالعار من هذا السلوك المشين سواء صدر من مرجع كبير أو إنسان بسيط وأعتبره خيانة عظمى لله وللرسول وللمسلمين , وأعلن البراءة منه ومن كل شخص يتجاهل دماء ومقدسات المسلمين وهو في موقع المسؤولية ويهرب إلى أحضان أعداءنا أو يصمت على هذا الذي يحدث للعراقيين اليوم , فالساحة والحمد لله مليئة بالمخلصين لأمتهم والساعين لتوحيد صفوف الأمة وتحرير العراق مهما كلف الأمر.

وإذا كنت تبحث عن تفسير لسلوك السيستاني مما يجري, فانظر كيف يصرف الأموال الشرعية , وهل جعل للعراقيين لها من نصيب ؟؟ أم كلها في مصلحة الإيرانيون ؟؟

وأنظر أيضاً مصالح الحكومة الإيرانية في العراق وكيف هذا الفقيه يتحمل مشاريعها الكبرى بالنيابة عنها ويصرف عليها من الأموال الشرعية التي جعلها الله حق للفقراء والمساكين. واعلم أن هناك مشروع خفي ابشع من مشروع الصهيونية في المنطقة , وهناك خطوط خفية تتحكم في سلوك السيستاني وأمثاله (سوف أكتب عن كل ذلك في حينه إن شاء الله تعالى), فأنتبوا يا أولي الألباب .

ومن المفارقات التي تلفت الانتباه أن السيستاني يخبر الناس- في كتبه الفقهية- ان من المكروهات الشرعية ذبح الذبيحة أمام الحيوانات الأخرى, ولكنه لم يخبر أحداً بفتوى أو بيان أو حديث خاص ان ذبح العراقيين بقنابل ورصاص الأحتلال أوالمرتزقة أمام عيون البشر محرّم أو حتى مدان, على الرغم من كل تلك الفضاعات التي ارتكبها الأحتلال بحق العراقيين ومقدساتهم, و كان من الأوائل الذين أدانوا وشجبوا تفجير الكنائس في بغداد والموصل التي راح ضحيتها 11 من إخواننا العراقيين (مسيحيين ومسلمين اختلطت دماءهم الزكية), هذا موقف جيد لو عممه على جميع الحالات المماثلة التي تصيب العراقيين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم لأنهم أبرياء, ولكنه عاد إلى صمته حينما قصفت الطائرت الأمريكية حسينية في الكوت قتلت وجرحت عدداً كبيراً من المصلين فيها ( اكثر من سبعين), وأستمر سكوته طوال فترة أزمة النجف ( وأزمات في مدن عراقية أخرى), إلا تصريح واحد طالب فيه الأطراف المتحاربة إنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن ... هكذا بكل برود, لا تحريم ولا شجب ولا إدانة , وكأنه تصريح صادر من دبلوماسي مراوغ بشان قضية لا تعنيه ولا يكترث بالدماء وقداسة المكان المتحارب فيه .

وحينما زحف العراقيون إلى النجف لحل أزمتها كما طلب منهم , قصفت قوات الأحتلال ومعهم الحرس الوطني مسجد الكوفة ( وما أدراك ما مسجد الكوفة- الذي سيكون مركز قيادة المهدي ع للعالم أجمع) وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من المتواجدين فيه الذين كانوا يستعدون للزحف , وقد صوّر مراسل (العربية) قوات الاحتلال وهي تمارس تلك الجريمة, و تكرر نفس المشهد على الزاحفين العزّل في أبو صخير والحلة وأطراف النجف , كل الشرفاء أدنوا وشجبوا هذه الجرائم بحق الأبرياء إلا هذا الفقيه ( السيستاني) لاذ بالصمت كعادته مستهيناً بحرمة المساجد ودماء الابرياء وكأن شيء لم يكن, وبعد عدة أيام طالب بإجراء تحقيق , هكذا دونما تحريم لزهق الأرواح البريئة أو شجب أو إدانة للجرائم البشعة .

ومع ذلك نحن هنا نتساءل أين نتائج التحقيق الذي طالبت به يا سيستاني ؟؟ الايام تمر ولم تظهر نتيجة التحقيق كما لم تظهر نتائج التحقيق في قضية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم والعشرات معه رحمهم الله .

بعد أحداث النجف مباشرة, اجتمع الهاربون الأربعة (كما يسميهم ذلك العارف الذي يتشرف بلقاء المهدي والخضر عليها السلام ) في النجف وقد نقلت وسائل الإعلام عنهم, أن المراجع يحرّمون استخدام المواجهات المسلحة مع قوات الاحتلال ( يبدو انه مطلب الأحتلال كما في قضية هروبهم), ثم جاء خبر على لسان أحدهم يقول: أن الأمر ليس كذلك, بل أن المرجعية ترى أن الوسائل السلمية مع الاحتلال لن تستنفذ بعد , وليس هناك داعي للمواجهة المسلحة في الوقت الحاضر ولم يوضحوا ما هي الوسائل السلمية وما الغرض منها , ذلك التصريح ( البارد) جاء والدماء الطاهرة التي سالت في صحن مرقد الإمام على (عليه السلام) لم تجف بعد , وما زالت العوائل تبحث بين أنقاض حسينية الكوت ومسجد الكوفة وفي النجف عن أشلاء الاحبة الابرياء والمجاهدين .

هكذا أظهر المراجع مواقفهم بلا اكثرات لأرواح المسلمين ومقدساتهم , لا حلال ولا حرام ولا شجب ولا ادانة ولا استنكار , ولا حتى كلمة تعاطف تشعر العراقيين أن هناك من يدافع عنهم أو على الأقل يتعاطف معهم في محنتهم أمام الاحتلال وأعوانه , بل لولا تواطؤ المراجع الأربعة وقبولهم طلب الاحتلال – بواسطة الحكومة العميلة- بترك النجف والصمت على ما يجري لما جرت أحداث النجف الأولى والثانية, ولو كانت لدينا مرجعية صالحة عادلة ونزيهة في صرف الأموال الشرعية وأمينة في ممارسة مهنتها أمام الله وتدافع عن الإسلام والمسلمين بجرأة وحزم , لما استمر احتلال العراق بهذه الصورة وما استسهلوا قتل العراقيين وانتهاك مقدساتهم بتلك الصورة الواضحة للقاصي والداني .

إن ذات المواقف المخزية تكررت في أحداث النجف وكربلاء الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات من المسلمين الأبرياء , ولم تصدر من مرجعية السيستاني فتوى تحرّم قتل العراقيين , ولا حتى شجب أو إدانة, كما هو متوقع من كل مرجع في مثل هكذا ظرف ليحول دون استسهال قتلهم ويظهر تعاطفه مع الضحايا , والسؤال هنا لماذا لم تصدر فتوى التحريم من مرجعية السيستاني ؟؟ هل هذا الصمت يعني علامة الرضا , أم أنه يريد استمراره الوضع على ما هو عليه ؟؟ فإذا كان حريصاً على حقن دماء المسلمين , فإن من واجبه أن يعلن فتوى تحرم صراحة قتل العراقيين ليضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم , ويبرئ ذمته أمام الله انه قد قال كلمته وأعلنها ولم يكتم الشهادة.

أمام واقع مرير كهذا صار الكثير من الناس يشك في سلوك السيستاني ويفسر صمته وعدم تحريمه قتل العراقيين أو على الأقل إدانته او شجبه , أو إعلان تعازيه للضحايا , على أنه راضي عنه وبدوافع عنصرية كتلك الدوافع التي جعلته يصرف الأموال الشرعية على أبناء قومه ( الإيرانيون ) ويبني لهم العشرات من المجمعات السكنية ومدينة كبرى تحمل اسمه الشخصي و مستشفيات ومستوصفات طبية و مؤسسات ثقافية ومكتبات, دون أن يبنى مشتمل واحد لعراقي مسكين أو يعطيه حقه من مال الله , أو يضع حجراً واحداً في بناء ما في العراق, أو يتكرم على العراقيين بفتوى مجانية لا تكلف سوى سطرين وختم تحرم على أعداءهم قتلهم , وقد استمر على ذلك النهج عشرات السنين دونما خوف من الله أو وازع من ضمير .

من المؤسف حقاً ان يصبح حال المرجعية التي قدمت خيرة فقهاءها وعبقريتها شهداء في سبيل الله ومن أجل الإسلام بهذه الصورة المزرية .. فإذا كانت مواقف هؤلاء من قضايا المسلمين كما في صلاتهم ( على الأحوط وجوباً ), فإن الاستهتار بدماء المسلمين والسكوت على الظلم من أكبر المحرمات الشرعية , وهذا حكم مؤكد بلا احتياط يقره الجميع.

ومن خلال هذه المواقف – وغيرها كثير لن نذكرها للاختصار– يظهر لنا أن شخصية هذا البحث ( السيستاني), ليس محتاطاً في صلاته وأحكام الدين فحسب , بل في جميع مواقفه مما يجري في الواقع أيضاً, بل لو لم يكن محتاطاً ( متردداً) في حياته وسلوكه لما انعكس ذلك على ابحاثه الفقهية وصلاته ودينه الذي يقدمه للآخرين , والدليل على ذلك إنه لم يصدر منه موقفاً واضحاً وصريحاً بحق الكثير من القضايا التي تحدث للمسلمين ومقدساتهم طوال حياته الفقهية.

لن ننقاش مرجعية كهذه عن أحكام إعلان الجهاد والدفاع الخاصة بالمسلمين فمواقفه معروفة سلفاً من خلال توزيعه للأموال الشرعية وصرفها بتلك الصورة التي يعلن عنها في مواقعه على الانترنت دون خجل خوف من الله , بل نسأله باعتباره رجل دين يدّعي المعرفة بالأحكام الشرعية وعمله ينحصر في هذا حلال وذاك حرام ..

أقول : متى يمارس مهنته بأمانة وإخلاص ويحرّم قتل العراقيين ويقول هذا حرام كي يساهم في وضع حاجزاً شرعياً يحول دون استسهال قتلهم ؟؟ متى ينصح للمسلمين ( الشيعة) من مقلديه ويحرمّ عليهم الركون إلى الذين ظلموا كي لا يدخلوا جهنم وبئس المصير ولا يخرجوا عن ولاية الله كما يصرح القرآن الكريم (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) (هود 113) أعني ان يعلن حرمة التعاون مع الاحتلال الذين يقتلون ابناء قومهم وينتهكون حرمات مقدساتهم. لماذا يغشهم بهذا الصمت الآثم ؟ . متى يشجب ويدين ممارسات الباطل بحق العراقيين أصحاب الحق في أرضهم كي نقول: أن المرجع متعاطف معنا وحريص على دمائنا الغالية وأنه شجاع لا يهرب أو يتمارض وقت المحنة .

والسؤال الأهم: على أي أساس وأي حجة شرعية يطالب السيستاني إقامة الانتخابات مع وجود قوات الاحتلال الموصوفة بالهمجية والظلم والكفر في البلاد؟؟ ألم يسمع كلام الله الواضح الصريح في تلك الآية – وعشرات غيرها- ويعلم أن هذا تهديد واضح بالخروج عن ولايته في حال حدوث ذلك ؟؟ فكيف يطلب من اتباعه الركون والاعتماد على قوات الأحتلال ( الظالمة) بإقامة الانتخابات التي تحدد مصير العراقيين و مستقبل الأمة ؟؟

الجواب واضح :

إن طريقته في توزيع الأموال الشرعية –التي لم يجعل للعراقيين نصيباً يذكر - واستمراره طوال سنوات بإقامة المشاريع الكبرى في إيران من الأموال الشرعية على حساب العراقيين, يجعلنا ندرك مواقفه من العراقيين بكل وضوح , ونعلم أي دافع عنصري يقف من وراء ذلك , وما الدعوة الحميمة لإقامة الانتخابات والصمت الآثم إزاء قتل العراقيين إلا مظهر من مظاهر التوجهات العنصرية التي يبطنها السيستاني , فهو يظهر موقفه منهم بتلك الصورة التي لا يرضى عنها الله ولا ورسوله وحتى أي إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , فالذي يغدق الملايين من الأموال الشرعية على أبناء قومه ( إيران) ويبنى لهم المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى ولم يذكر شيئاً عن الفقراء والمساكين وممن يسكنون المدارس والحسينيات والفرق الحزبية في العراق دونما خوف من الله أو وخزة ضمير , ويتجاهل الطلبات المتكررة التي وجهناها له ( ندعوه فيها للالتفات إلى محنة العراقيين وإعطاءهم حقوقهم عليه أو إصدار بيان يشجب قتلهم) ولا يجيب عليها , يقدر على أن يفعل ما هو أكبر من ذلك بشأن الانتخابات أو غيرها .

إن الانتخابات هامة ولكن ليس بوجود وإشراف الأحتلال الذي لفق أكاذيبه وشن حرباً باطلة شرعاً وقانوناً على بلادنا, وليس ضمن قانون الانتخابات الذي سنه الاحتلال الظالم الموصوف بالكفر, بل في الحرية أولاً وضمن قانون إسلامي صرف لا دخل لأي جهة أجنبية فيه وبإشراف جهات نثق بنزاهتها وليكونوا من المسلمين, وإن دماء وأمن ومقدسات المسلمين أهم عند الله وعند كل إنسان يحتفظ بأبسط مقومات الإنسانية , وهذا الاهتمام المفرط من قبل السيستاني بأمور الانتخابات والصمت المريب إزاء أرواح ومقدسات المسلمين وتوزيعه غير العادل للحقوق الشرعية, ووجود 113 احتياط في مسائل الصلاة التي يطرحها في رسالته العملية, واسقاط فريضة واجبة من تكاليف المسلمين ( الجهاد) ولم يذكرها حتى من باب المسائل الكلاسيكية القديمة, يكشف لنا حقيقة المرجع بأوضح صورة, فانتبهوا يا أولي الألباب .

السيستاني لا يصدق القول حينما يظهر انه لا يتفق مع الحكومة الإيرانية وطموحاتها, بل هو منسجم معهم إلى ابعد حدود الانسجام والدليل على ذلك تلك المشاريع والمؤسسات الكبرى والصغرى التي يقيمها في إيران بالنيابة عن الحكومة الإيرانية التي هي من مسؤوليتها الرسمية وليست من مسؤولية فقيه يقطن النجف , فهو عملياً يدعم الحكومة الإيرانية بكل مقدرات الحوزة من الأموال الشرعية ويحجب الفتوى التي تحرّم قتل العراقيين ربما ليعطي غطاءً شرعياً لاستمرار الفوضى في العراق ليستفيد منه الإيرانيون ويأمنون من التفات الأمريكان إليهم من بعد الفراغ من العراق, وما أدرانا لعل أبناء قومه الإيرانيون هم الذين يقومون بتلك التفجيرات في العراق أو بعضها وهو لا يريد أن يحرّم عليهم ذلك أو ربما يباركه , وإلا فما تفسير صمته مما يجري؟؟ , فهل نكذّب الواقع وما يفعله عملياً بطريقة صرفه للأموال الشرعية وموقفه من العراقيين , ونصدّق ادعاءاته وعدم انسجامه مع الحكومة الإيرانية ؟؟ هذا غير ممكن ولا يصدر عن عاقل وإن حاول البعض .

نكرر القول إن البحث يمثل وجهة نظر الكاتب الشخصية ولا نريد منه إلا أن يكون شهادة لله تعالى مجده أمام الأمة العراقية ومن أجل حقوقهم من الأموال الشرعية والفتوى التي في ذمة السيستاني , ما ضاع حق وراءه مطالب.

* باحث في علوم المستقبل







 
قديم 08-04-07, 05:11 PM   رقم المشاركة : 4
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


المواقف السياسية للسيستاني مقال لزهير الاسدي

--------------------------------------------------------------------------------

السيستاني في الميزان



الحلقة الثالثة - بعد التعديل



زهير الأسـدي *



بناء على طلبات الأخوة القراء الأعزاء وإدارة هذا الموقع الشريف ( كتابات) من خلال رسائلهم التي تطالبني أن انشر تكملة البحث ,وكان كثير منهم ذوي اختصاصات ثقافية وعلمية عالية, ومنهم من يعاتبني على عدم التكملة, وطبعاً هناك من اعترض وهم قلة قليلة لا يتجاوز عددهم أصابع الكف الواحدة, قمت بتغيير بعض الفقرات , لكي لا يفهم البعض منها غايات بعيدة عن القصد , وقررت أن انشر هذه الحلقة ( الثالثة) بهذه الصورة . وكنت اتمنى على الذين كتبوا نقداً لموضوعي في ( كتابات) أن يذكروا انجازا ًمادياً واحدة أو أكثر قامت به مرجعية السيستاني من خزينة المرجعية ( وهي مليارات)لأجل العراقيين نحو المجمعات السكنية أو المستشفيات أو نحو ذلك و ولكنهم للأسف لم يفعلوا.



المواقف السياسية



إن من يتابع مواقف السيستاني السياسية بمعزل عن مواقفه الفقهية لا بد أن يصاب الذهول - ولا أقول المرارة والخيبة- لما يراه من تناقض واضح في مواقفه المعلنة, فهو يطالب بشيء ونقيضه في آن وأحيانا يظهر مواقف لا يبدو أنها شرعية ولا تليق بفقيه مثله ابداً , ولكن الوطأة تخف على اللبيب الذي يطلع على رسالته العملية وما فيها من الاحتياطات الكثيرة , وبالذات في عمود الدين ( الصلاة) حيث نجد 113 احتياط في مسائل الصلاة أما في مجمل الرسالة فهي أكثر بكثير , ليستنتج بعدئذ أن التردد وعدم اليقين (الاحتياط) هو السبب.

ولما كان الاحتياط يعني تردد الفقيه أمام المسألة التي يبحثها وعدم يقينه بمعرفة الحكم المؤكد فيها وإلا أظهره كحكم مؤكد وما لجأ إلى الاحتياط , ويعني أيضاً عدم جرأته على اتخاذ القرار الحازم في المسألة التي يناقشها فيحكم بالاحتياط ريثما يظهر له اليقين ليجزم به, فإن ذات الأسباب هي التي تجعل الفقيه يظهر الشيء ونقيضه أو يظهر تردده أو صمته إزاء قضايا الأمة السياسية .

فإذا كان السيستاني محتاطاً (متردداً) في أهم المسائل الشرعية على الإطلاق وهي مسائل الصلاة , ولديه فيها 113احتياط فلا عجب ان يظهر نفس السلوك ( الاحتياط) في مسائل اقل أهمية من الصلاة -من وجهة نظره هو على الأقل -وهي المسائل السياسية , فالشخصية التي لم تستطع أن تحسم أمر مسائل الصلاة وجعلت فيها 113 احتياط هي ذات الشخصية التي تظهر المواقف السياسية وتناقش مسائلها أمام المعنيين وتظهر للأمة وجهة نظرها, ولما كانت 113 مواقف غير يقينية في صلاة السيستاني التي يقدمها للأمة وهي أهم شيء بالنسبة له كمسلم وكفقيه متخصص بالفقه قضى جل عمره في ميدانه , فإننا نتوقع أن نجد ما يفوق ذلك العدد من أحكام غير يقينية في المسائل السياسية التي يتعاطى معها السيستاني الذي لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي في الشؤون السياسية .

وعلى هذا فإننا من خلال رسالته العملية التي قدمها للأمة التي تخلو من فريضة واجبة( الجهاد) صرحت بها عشرات الآيات القرآنية ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومن خلال وجود 113 احتياط بأهم المسائل الشرعية ( الصلاة), ومن خلال سلوكه ( المنزوي) غير القيادة ولا الجماهيري , لا نستطيع أن نطمئن بأن هذا الرجل قادر على التعاطي بالأمور السياسية ومؤهل للإفتاء بمسائلها بأحكام ومواقف يقينية, باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتبر أن من مسؤوليته التعاطي بشؤون السياسة ولم ينشأ علاقة جماهيرية مع الرعية ولم يخطب لهم خطبة واحدة ولا حتى أقام لهم صلاة جمعة واحدة لأنه لا يؤمن بإقامتها في زمان الغيبة , و من وجهة نظرنا كما لم يستطع السيستاني أن يحسم لنا مسائل الصلاة (عمود الدين) وقدم لنا من خلال رسالته العملية 113 موقفاً غير يقيني , كذلك الحال في مسائل السياسة قدّم لنا مواقف وفتاوى كثيرة غير يقينية سوف نستعرض نماذج منها .

1- انه قبل أيام من شن العدوان على العراق واحتلال أراضيه أفتى السيستاني بالجهاد , وقد عرض تلفزيون بغداد السيد عدنان البكاء وهو يقرأ نص الفتوى , ان هذه الفتوى من المفترض أن تمثل حكم شرعي مقدس يجب احترامه والعمل به, ولكنه تجاهله تماماً بعد سقوط النظام الظالم ( صدام حسين) واحتلال بغداد , ولم تظهر له أي فتوى أو بيان لفترة الثمانية الشهور الأولى , وكأنه هنا في وضع (على الأحوط ) كما في الصلاة ومسائل اخرى .

2- بعد (مرحلة الاحتياط ) الأولى وثمانية شهور من احتلال العراق , طالب السيستاني من موقعه كفقيه بالانتخابات, ثم ألغى طلبه ومكانته الشرعية في آن حينما ربط مطلبه ليس بمصدر ديني أو بشخصه كفقيه شرعي بل بجهة خارجية وطلب أن تكون الأمم المتحدة حكماً يقرر إذا كان بالإمكان إجراء الانتخابات أو عدمها , إنه هنا يظهر موقفاً متناقضاً , يقول بالشيء ونقيضه في آن, بل هو من خلال ربط مطالبه كفقيه بموافقة جهات خارجية ينقض المبادئ الشرعية كلها التي تسمح له من خلالها كفقيه مجتهد أن يقول راية في مصير الأمة أو أن يفتي بشؤونهم العامة , فهو بذلك السلوك يلغي دوره كمجتهد يعمل برأيه الاجتهادي-الذي يخوله أن يقول كلمته بأهم الشؤون التي تخص الفرد والجماعة في الأمة الإسلامية- ويعطي الآخر حق تقرير المصير في المسألة التي يريد تعميمها على الأمة , ويا ليت الآخر كان من المجتهدين أو حتى من المسلمين بل هو الأمم المتحدة التي تميل لصف العدو في الكثير من القضايا المصيرية للمسلمين نحو أصوات الظلم الأمريكي (الفيتو) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وغيرها, فكيف فاتته تلك الحقائق واخذ يعطي للظالم حق أقامة انتخابات أو عدمها وهو يعلم أن الظلم الأمريكي يمر من خلال الأمم المتحدة ؟؟ ولماذا لم يجعل الحاكم هو الشرع (الله أو رسوله الأمين (ص)) من خلال نص قرآني أو حديث شريف يستنبط منه حكم شرعي فيما يخص الانتخابات أو تقرير المصير ويصر على أنه هو الحق الذي يجب أن نطالب به , ويتوكل على الله ويعتمد على جماهير الأمة, لا على أعداء الله و أعداء الأمة (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..) (الطلاق3)

أقول : بما أن المطالبة بالانتخابات حق طبيعي مشروع , فإنها بالتأكيد ذات ارتباط سببي بالحق تعالى مجده باعتباره هو الحق ولا يصدر عنه إلا الحق ( حاشاه من الباطل ), وعلى هذا فإن الجهة التي تتولى مظاهر الحق التي تعيّن مصير الأمة ومستقبلها يجب ان ترتبط بالله تعالى مجده وما انزله من حق مبين, ولا يمكن أن يرتبط الحق ومظاهره بمصادر غير شرعية ( الأحتلال أو الأمم المتحدة أو غيرها) ثبت مراراً أنها دوائر لتمرير الباطل بحق الكثير من قضايانا المصيرية ضمنها احتلال العراق وفلسطين وتكريس حق الفتيو ونحو ذلك , فالأمم المتحدة وكما هو بين لها توجهاتها الخاصة ، التي تتجنب الاصطدام بإرادة القوة المستكبرة (أمريكا) ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على أرضها ، وهذا مصدر تأثير على موظفيها وصانعي القرار ظاهر للعيان يجب ان ينتبه له كل من يريد ان يتعامل مع الأمم المتحدة.

وعلى هذا فإن الفقيه الذي يتقن عمله ويريد مصلحة الأمة يجب عليه أن لا يربط مطالبه- من موقعه كفقيه- بأي صورة من صور التبعية أو السيطرة أو الوصاية الأجنبية , فكما المسائل الشرعية ( الصلاة, الصوم , الزكاة ,الحج ,..الخ ) تكون مستقلة عن أي وصاية أو ولاية أجنبية وتتبع ولاية الله ورسوله (ص) كذلك المسائل التي تخص مصير الأمة والأفراد نحو الانتخابات والإشراف والتحكيم, يجب أن ترتبط بولاية الله ورسوله لا بأعداءه والتبعية لهم.

ومن هنا نستطيع القول إن الانتخابات إذا لم ترتبط بولاية الله وتستمد شرعيتها منه وبقيت تابعة للاحتلال وإذنابه فإنها باطلة من الناحية الشرعية والقانونية . وأن توكيل أمرها إلى جهة خارجية (خارجة عن ولاية الله ورسوله) هي اقرب للخصم من المناصر , ينم عن عجز عن إدراك الحق ومشروعية المطلب , وهذا لا ينسجم مع مباديء الشريعة ولا مع مباديء الاجتهاد التي تعطي للفقيه حق الكلمة العليا دونما الاعتماد ( الركون) إلى جهات خارجية.

3- ارتكب السيستاني نفس الخطأ أزاء ما سموه بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) الذي صرح السيد عبد العزيز الحكيم والجلبي وآخرون ، بأن هذا القانون فُرض عليهم فرضا وقد جاءتهم صيغته جاهزة ومعلبّة من اميركا دون ان يكون لأي عراقي دور في كتابته او اقتراح البعض من فقراته , فبدلاً من أن يمارس السيستاني وظيفته كفقيه مجتهد له كلمته في أهم القضايا التي تهم الأمة والأفراد ويصدر فتوى يبين فيها بطلان ذلك القانون ويكوّن قوة جماهيرية واعية ببطلانه تعمل على مناهضته أو عدم القبول به , ترك الامة و أرسل برقية شكوى إلى كوفي عنان يطالبه بعدم تأييد القانون أو تكريسه , وكأنه يشكوا إلى جهة عادلة أو ذات مكانة أعلى من مكانة فقيه يستمد قديسته من السماء , لقد جعل كلمة العدو أعلى من كلمة الله الواجب على الفقيه أن يظهرها ويجعلها هي العليا من خلال الفتوى التي تحرّم الباطل الذي اعترض عليه .

وبعمله هذا لم يظهر كلمه الله بل طالب أن تكون كلمة عنان هي العليا وهي التي تحكم الأمة وتقرر نعم أولا , وها هنا خطأ كبير , كانت النتيجة المترتبة عليه أنهم تجاهلوا شكواه وعملوا بالقانون , ولا يزال القانون الذي اعترض عليه يعمل ولم يصدر الفتوى التي تحرّمه وتحصن الناس من قبوله بل زاد على ذلك وصار يحث الناس على الانتخابات في ظل الاحتلال وضل ذلك القانون, وهنا هنا تقصير واضح بحق الأمة عليه كمرجع مسؤول عن أظهار حكم الله للعامة .

4- عندما حصلت التفجيرات الإجرامية في العاشر من محرم ( عاشوراء) في كربلاء والكاظمية , لم تصدر من السيستاني فتوى تحرّم الفعل ألأجرامي وتدين الفاعل ذاته ليضع حاجزاً شرعيا يحول دون تكراره أو على الأقل , ليظهر كلمه الله ( حكم الله ) للناس, بل أصدر فتوى بحرمة دخول الأراضي العراقية دون أذن السلطات , والسلطات هم الأحتلال بالطبع , وها هنا خطأ شرعي وقانوني كبير أكبر من ذلك الذي اشرنا إليه في الفقرة السابقة ,إنها فتوى تعطي الشرعية للاحتلال بكل وضوح وكأنه هو صاحب الحق والسيادة في العراق يجب على الناس احترام إرادتهم وقوانينهم وعدم مخالفتهم, وفي نفس الوقت تخفف عن الأحتلال الضغوط الخارجية التي تأتي من الجوار وتحاربه , وما أدرانا لعل الاحتلال هو الذي قام بتلك التفجيرات , وصوّر للسيستاني وللناس من خلال أبواق الإعلام إنها من فعل الغرباء الوافدون من الخارج , ليصدر السيستاني تلك الفتوى التي تصب لصالح الأحتلال . كان الأولى به أن يحرم الأحتلال ذاته , ويحرّم فعل التفجيرات الإجرامية ذاتها , لا أن يقدم خدماته للاحتلال بتلك الفتوى .

5- حينما ارتكب الاحتلال جرائمه الأخلاقية بحق السجناء المسلمين في أبو غريب ثارت ثائرة كل الشرفاء والخيرين في العالم بل وحتى العاهرات في الكثير من دول العالم وأدانوها بشدة, إلا السيستاني صمت وكأن شيء لم يكن, لم يحرّم هذا الفعل ولم يطالب بمعاقبة الفاعلين , ولم يدين ولم يشجب كما فعل الآخرون , إن موقعه كفقيه مرجع يدعي انه نائب للمعصوم عليه السلام يحتم عليه أن يمارس دور المعصوم بالنيابة ويقوم بواجبه بالدفاع عن المسلمين ولو عن طريق الرفض والاستنكار, وأن الصمت في مثل تلك المناسبات يعطي إيحاءات خطير في جميع الاتجاهات , وقد يفسرها العدو والصديق بتفسيرات كثيرة تحط من منزلة الإسلام كدين حضاري يرفض تلك الممارسات الإجرامية الشاذة البشعة وتحط من منزلة المرجع نفسه باعتباره لا يكترث بمثل تلك الأمور, فإذا كان الأمريكيون أنفسهم هم الذين كشفوها للعالم وأدانوها وطالبوا بمعاقبة المذنبين وحاكموهم, فماذا كان سيخسر السيستاني لو اصدر بياناً لا يكلف سوى بضع سطور و ختم المرجعية ؟؟ وما السبب يا ترى من وراء صمته ؟؟

يبدو أنه يريد أن يظهر انضباطه التام أمام الأحتلال وهذه فرصة مناسبة ليظهر لهم تفرده المميز عن الآخرين ,حيث كل العالم تشاغبوا ونغصّوا على الأحتلال فعلته وأحرجوه بما فيهم الأمريكيون أنفسهم ما سوى السيستاني الذي اظهر انضباطه وحسن سيره وسلوكه في حضرتهم .( إن الله أولى من الأحتلال بذلك ).

6- بعد تنصيب قوات الأحتلال العميل أياد علاوي الذي يتفاخر أمام وسائل الإعلام بكل وقاحة أنه يتعاطى مع الكثير من أجهزة الاستخبارات العالمية( يقال أن عددها 16) وكان بعثي سابق مشهور بجرائمه, بدل أن يحرّم السيستاني التعاون مع هذه الحكومة ورئيسها سارع إلى تأييده وحكومته بأسرع ما يمكن, وهذا لا يليق بفقيه مثله أبداً بل هو محرم عليه شرعاً بنص قراني واضح وصريح يهدد المخالف بعذاب النار والخروج من ولاية الله (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) ( هود113) أي لا تعتمدوا على الظالمين في شؤون حياتكم ومن يفعل ذلك يخرج عن ولاية الله وله عذاب النار .

أقول : إن تأييد السيستاني من موقعه كفقيه لرجل لم يصلِ بحياته ركعة واحدة لله تعالى مجده بل مشهور بالفسق يركع ويسجد لـ 16صنم من أصنام الاستخبارات العالمية, يعطي إيحاءات خطيرة تفسد على العامة والمقلدين النسب والمفاهيم الثابتة التي كرستها الشريعة الإسلامية من خلال القرآن والأحاديث الشريفة وسيرة المعصومين عليهم السلام , إنه تأييد يشرعن الباطل على حساب الحق الواجب على الفقيه إظهاره للعامة .

7 - إثناء التحرشات الأمريكية بالنجف وأبناء النجف وقبل الاقتراب منها اعتبر السيستاني النجف خطاً احمراً لا يجوز تجاوزه من قبل قوات الأحتلال , و لكنه لم يحفظ كلمته تلك من موقعه كمرجع أمام الأمة ولا أمام الاحتلال وصمت على تجاوزات خطوطه الحمراء بل وعلى جرح قدسية قبة الإمام علي عليه السلام من قبل قوات الاحتلال دون أن يعلن موقفا ًواضحاً إزاء ذلك سوى أنه طالب الجهات المتحاربة ( الطرفين) أن تخرج من النجف, هل هذه مسألة في الصلاة كي يبنى حكمه على الاحتياط أم مسالة واضحة وضوح الشمس فيها طرفان حق وباطل , يجب عليه ان يقف مع الحق مهما كلف الأمر , ويجب عليه ان يتمسك بالدفاع عن خطوطه الحمراء ولو ببيان شجب أو إدانة ولكنه للأسف لم يفعل.

انه من خلال تلك الممارسات يثبت للناس انه لا يصلح أن يكون مرجعاً أو قائداً لمجموعة مهما كانت صغيره لأنه يخذلهم ولا يدافع عنهم, ولا حتى يظهر تعاطفه معهم بفتوى أو بيان أو كلمة موجهة, وهذا الموقف لا يزال يتكرر إزاء التفجيرات والاعتداءات التي ضحيتها من العراقيين وأطراف اخرى, فإذا أراد أن يقنعنا أن آراءه السياسية صائبة في مسالة الانتخابات أو غيرها فليحسم لنا أولاً مسائل الصلاة التي هي في صميم اختصاصه كفقيه قضى جل عمره فيه, ومن بعد ذلك يحاول إقناعنا انه قادر على التعاطي بمسائل السياسة التي هي طارئة عليه وليست من ضمن اختصاصه ولا حتى ضمن مسؤوليته باعتباره لا يؤمن بولاية الفقيه ويرى ضرورة عزل الدين عن السياسة .

ملاحظة : كان من المفترض ان أضع هنا نموذجاً عن الاتفاق الذي جرى بين السيد مقتدى الصدر وبين السيستاني بعد أحداث النجف الثانية الذي كان يتضمن إطلاق سراح جميع منتسبي جيش المهدي وعدم ملاحقتهم والسماح لهم بالصلاة في مسجد الكوفة وممارسة فعالياتهم كقوة جماهيرية فاعلة, ولكنني لن أفعل بسبب حساسية الموضوع الذي يجعل الناس ما بين مؤيد ومعارض .

( اللهم عجل لنا بظهور وليك المهدي عليه السلام ليظهر كلمتك ويجعلها هي العليا ويدحض كلمة الباطل ويجعلها السفلى واجعلنا أول المؤمنين به والناصرين له أنك سميع مجيب )



*باحث في علوم المستقبل



[email protected]

السيستاني في الميزان - الحلقة الأولى

السيستاني في الميزان - الحلقة الثانية

السيستاني في الميزان - الحلقة الثالثة - قبل التعديل







 
قديم 08-04-07, 05:12 PM   رقم المشاركة : 5
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


السيستاني و المرجعية مقال لسمير عبيد

--------------------------------------------------------------------------------

السيستاني والمرجعية قـُبيل الاحتلال وبعد فترة الاحتلال وانقلاب الوكلاء والمكاتب على المرجعية!!

كتابات - سميرعبيد

أسئلة لابد منها كي تكون مقدمة لموضوع يشغل القراء والباحثين والمتابعين:



السؤال الأول:



من المسئول عن الانحراف الوطني في مواقف المرجعيّة الشيعية التي عودت العراقيين والشيعة في العالم، والعالم أجمع على نضج القرار، وشجاعة الموقف، وتغليب العام على الخاص، والآخرة على الدنيا؟



السؤال الثاني:



ما لسر في تذبذب مواقف المرجعية الشيعية المتمثلة بالسيد السيستاني بين فترة قُبيل الاحتلال، وبدايات الاحتلال، والفترة التي بعدها وللآن؟



السؤال الثالث:



يطالب الشرفاء والمنتبهون من الشيعة العرب في العراق وخارج العراق، وأخيار العالم الإسلامي بجميع أطيافه ومذاهبه، وكذلك أخيار العالم بمعرفة مصير السيستاني الأول، وسر ظهور السيستاني الثاني المناقض تماما لمواقف السيستاني الأول ؟



السؤال الرابع والمهم:



ماذا قدمت المرجعية للعراقيين وخصوصا في الفترة الأخيرة، وتحديدا في الفترة الأخيرة التي ولدنا وعشنا فيها؟



فلم نشاهدها بنت مدرسة لتعليم التلاميذ أو الكبار، باستثناء المدارس الخاصة بكل مرجع والتي تعلم فكر المرجع فقط.



ولم نشاهد المرجعية عبّدت طريق، أو قامت بتشييد مستشفى، أو قامت بفتح مستوصف، أو قامت بفتح نهر أو تطهيره كي يغذي المزارع والناس، ولم نراها فتحت دارا للمسنين أو دورا للأيتام، ولم نشاهد مؤسسات خدمية أو ثقافية أو اجتماعية قامت بدعمها المرجعية، ولم نسمع بسوق خيري كانت وراءه المرجعية، ولم نراها قامت بترميم مشهود في المساجد والحسينيات كي تكون تحفة إسلامية وشيعية، بل من يقوم بذلك الخيرين والمؤمنين والمؤسسين لهذه الحسينيات، وتقوم بذلك الدولة في أغلب الأحيان، لم نرى غير صب اهتمامهم على مدارسهم ومقراتهم الخاصة فقط، ولم نلمس موقفا شجاعا من المرجعية طيلة حكم صدام حسين، باستثناء الصوت العربي داخل المرجعية، وكان بصوت الشهداء محمد باقر الصدر وشقيقته، والبدري، ومحمد صادق الصدر وبعض الأسماء العربية اللامعة!.



فنحن الغلابة والمساكين والبسطاء نمتلك حق السؤال والصراخ لحد المطالبة بالتحقيق والهتاف نريد حقوقنا ( أين ذهبت المليارات؟).



لقد عاش آلاف البسطاء ينحبون ويبكون ويذودون عن العلماء والمراجع بأرواحهم، ولقد ماتوا حفاة ومرضى وفقراء، ومنهم من مات عطشانا هم ومزارعهم وماشيتهم، ولم تنقذهم المرجعية أو المراجع، بل كانت قسم من المجالس تتندر بالنكات على هؤلاء البسطاء والفقراء والحفاة، والتيار الفارسي والآذري في المرجعية كان صاحب السبق في ذلك، فلم يكن هناك عدلا ولا إنصافا قط، يعيش ويموت الفرد الشيعي العربي، ولم يشاهد أربيل أو الرمادي، وأبنائهم وبناتهم يسافرون إلى البلدان الأوربية، والعربية والشرق آسيوية، و يتمتعون بلذات الحياة من حقوق الفقراء والمساكين!!!!!.



مقدمة لابد منها:



ليس لدينا أدنى شك إن قسم كبير من المستوطنين والدارسين في العراق، وفي مقدمتهم الإيرانيين وصلوا إلى مراكز علمية وفقهية ودينية متقدمه في الحوزة العلمية في النجف، وفي هرم المرجعية الشيعية في النجف، ومنهم الأساتذة الكبار في الحوزة ( وهي بمثابة الجامعة الشيعية للعالم الشيعي)، ومنهم المراجع الكبار، وقد يكون نظام التسجيل في الحوزة العلمية، كان ولازال صارما وخاصا، حيث لم يشجع ولم يقبل أبناء العمال والفلاحين والمسحوقين من العرب الشيعة، بل فقط أبناء العائلات ــ البازارية ــ وأبناء العائلات المتصاهرة مع التيار الفارسي، ولم يكسر هذا الطوق إلا الشهيد المرحوم آية الله السيد محمد صادق الصدر فقط، وحورب حتى قُتل، ولا ننكر قسم كبير من هؤلاء أحبوا العراق، ودافعوا عن العراق، وجعلوه الوطن الأول، والانتماء الأول، ومنهم من تجنّس بالجنسية العراقية، ومنهم من رفض التجنّس ولكن لا غبار على مواقفه اتجاه العراق والعراقيين، ونعطي مثال آية الله المرحوم (الشيرازي) الذي عشق العراق، وتراب العراق وهو رائد التيار القومي الديني الوسطي، وهو الذي كان مفكرا قبل أن يكون فقيها، وهو الذي كان بطلا من أبطال ثورة و استقلال العراق، وكذلك الشهيد آية الله ( الغروي)، والشهيد أية الله ( البروجردي) الذين قتلا بظروف غامضة قبيل الاحتلال بفترة قصيرة، ويجب التحقيق في مقتلهما لمعرفة أسرار وأبعاد مؤامرة القتل الشنيعة، لأنهما كانا يرفضا الهيمنة الأميركية، وكذلك كانا يرفضا الهيمنة الإيرانية على القرار الشيعي، وكانا عالمين كبيرين جدا.

كان الغروي مرشح كبير للمرجعيّة و بشهادة الجميع، وكذلك كان البروجردي مرشح كبير هو الآخر ليكون على هرم المرجعية الشيعية، وكان قبلهما المرحوم آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري، لأن الأول والثاني يمتلكان جميع الأسس للوصول إلى هرم المرجعية، وأول هذه الأسس الفطحلة في العلوم الدينية والإنسانية والعلمية، وثاني الأسس هو حب الآخرة والزهد، وتغليب مصلحة الجماعة على الأفراد، ومن مظاهر الزهد نعطي مثالا بسيطا:

كان المرحوم آية الله الشيخ ( البروجردي) يعيش في النجف في بيت بسيط للإيجار عائد إلى عائلة ــ الياسري ــ في محلة العمارة، وكان زاهدا بكل شيء، وليس لديه غير خدمة العلم والدين، وكان يتمنى أن يموت في النجف الأشرف، وهو عم وكيل وزير الخارجية، والعضو البارز في البرلمان الإيراني الدكتور علاء بروجردي، وعم وكيل وزير الداخلية السيدة ( أ. بروجردي)، وصهر وزير الداخلية السيد لاري، وصهر رئيس الحكومة السابق الشهيد رجائي والقائمة تطول، ولكنه لم يمد يده لهؤلاء، ولم يوافق على نظام ولاية الفقيه، بل كان بنظر الحكم في إيران خارج عن الطاعة... هكذا العلماء الذين يستحقون الاحترام وإن كانوا من إيران أو الهند أو الصين، لأنهم لم يكن أحدهم سببا في إيذاء العراق والعراقيين، ولم يداهن أحدهم محتلا أو غازيا مهما كان نوعه، ولم يداهن أحدهم حتى نظام دولتهم الأصلية ـ إيران ــ.. فكيف لا نحترمهم ولا نتغنى بذكرهم!.

فالمرجعيّة الشيعية هي أول من حمل مشعل تحرير العراق من الاستعمار البريطاني، وهي المخطط والمفجّر لثورة العشرين، وذلك من خلال شجاعة الرهط الأول من العلماء ورجال الدين في ذلك الزمن، والذين كانوا عراقيين وإيرانيين وغيرهم، حيث كانت الراية المتفق عليها روحيا وقلبيا وجسديا هي راية الإسلام قبل أن تكون راية العراق، وكانت راية العراق قبل أن تكون راية الطائفة والحزب والقبيلة، ولهذا جاء النصر على الدولة التي لا تغيب عنها الشمس ــ بريطانيا العظمى ــ وبسلاح بسيط جدا لو قورن بالآلة العسكرية للاستعمار الإنجليزي، ومن المرجعية ذهبت شرارة الثورة للشمال ليكون رجال الدين والقبائل الكرد سندا للثورة، وكذلك استقبلت شرارة الثورة بالترحاب في وسط العراق حيث السنة، وكان رجال الدين والقبائل في المقدمة ومنهم الخالد المرحوم الشيخ ضاري الذي تعانقت بندقيته مع مصحف رجال الدين في النجف، ومع بنادق رجال القبائل في الفرات الأوسط حيث السيد علوان الياسري، وشعلان أبو الجون، وأبو طبيخ، والبطيخ، وغيرهم من النشامى لتكون سيمفونية شرف عراقي خلدت مع التاريخ والى الأبد، وخلدت معها أهازيج الثوار ( الطوب أكبر لو مكَواري*)و ( مشكول الذمّة على الفالة*)، وخلدت فتاوى رجال الدين في المرجعية الشيعية، والتي كانت زيت الثورة واستمرارها ونجاحها، وكانت ولازالت ذهب حروف التاريخ المجيد!.

فما الذي تغيّر في زمننا الغابر هذا..فالدين هو الدين، والعراق هو العراق، والناس هي الناس، وأرض المعركة هي ذاتها، والغازي هو ذاته الذي طردته المرجعية والقبائل والثوار عام 1920، فما السر في كل هذه المداهنة والسكوت، خصوصا ونسبة القتل والدمار و الإهانة أشد وأعنف، ونسبة الخراب أشد وأعنف، ونسبة نهب الثروات أشد وأعنف من الاستعمار الإنجليزي السابق الذي عاد متطورا ومتغطرسا ؟



المرجعية والسيستاني قُبيل الاحتلال وبعده بفترة قصيرة!



يتحّد العراقيون ومن مختلف مذاهبهم و طوائفهم وأديانهم على حب المرجعيّة وتاريخها المجيد، لأننا شعب يمتاز بالوسطية وغياب الطائفية، ولكنه شعب يتغنى بالتاريخ المجيد، ولا يهم من هو بطله سواء كان شيعيا أو سنيا أو كرديا أو مسيحيا أو يزيديا أو صابئيا أو غيره فالمهم أن يكون عراقيا وكفى، فإذن هو أسطورة في الخلود والنهل منه للحاضر، ولهذا زادت وتيرة التعجب والأسئلة والاستفسارات والإنشطار بعد الاحتلال، وبعد تذبذب مواقف المرجعية الشيعية من الاحتلال، والقضية ليست قضية اختلاف بالرأي كي تتجاوزها هذه الأطياف، القضية قضية مبدأ وطريق وتاريخ لا يجب التهاون فيه، وكذلك القضية ليست اختلاف مع شخص السيد السيستاني أو مع أفكاره أو مع تاريخه فهذه قضية نسبية بين شخص وآخر، فالسيستاني كرجل دين وكرجل كبير يجب علينا احترامه لشخصه ولكبر سنه، وهذه أسس تربينا عليها، ولكن من حقنا أن ننتقد مواقفه، ومن حقنا نحاوره ونجلس معه، ومن حقنا نسمعه كما كان يفعل الرسول (ص) والأئمة عليهم السلام جميعا، والصالحين والقادة السياسيين والعسكريين في التاريخ الإسلامي، فجميعا كانوا بين الناس، ولم يسمح هؤلاء أن يكون اللقاء والحوار مع الناس عبر حجاب أو ستار، علما كانوا يعيش الجميع في خيام وأسيجة من الأحراش، فكيف والآن قصورا وسراديب، وسيارات ضد الرصاص، وحمايات مدججة، وموانع كونكريتية، وأجهزة إنذار متطورة ومستوردة!!؟.



ما لذي تغير؟



فلقد شمرّت الحوزة العلمية في النجف عن سواعدها قبل أسبوع من بداية الغزو الأميركي للعراق، وأصدرت فتوى لن يستثنيها التاريخ العراقي، وتاريخ الحوزة العلمية في النجف وبغض النظر عن مواقف وتاريخ الحاكم، فلقد مر على العراق حكاما لا يختلفون عن صدام ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي وغيره، فلقد أصدرت الحوزة العلمية فتوى بتاريخ 13/3/2003 دعوا من خلالها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى الجهاد لمقاتلة الأميركان المعتدين ومن يساندهم من كفرة ــ حسب ما جاء في الفتوىــ وتم عرضها من تلفاز بغداد بتاريخ 12/3/2003، ومن على جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية، وقالت الفتوى ــ إن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يعد من كبائر الذنوب، وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا ــ!!.



فكيف تحولت إلى صغائر الأمور، وصغائر المحرمات، وهل اكتشفتم أنهم ليسو كفارا وليسو معتدين..أم ن القضية تجانب النفاق وبدون زعل أو انتفاخ؟



ومن هو الذي أصبح يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا؟



هل تغيّر الأمر بعد أن تفاهمت إيران وأميركا على العراق، والذي فضحتها تصريحات مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد ــ علي خامنئي ــ عندما عاتب وأنتقد الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام وقال ( لقد نقضت أميركا العهود المبرمة معنا حول قضية العراق) وهي العبارة نفسها التي قالها صدام عندما هجمت الطائرات الأميركية على بغداد في عام 1991 ( لقد غدر الغادرون)!!.



ويسرنا هنا أن نضع فتوى سماحة آية الله العظمى المرجع الديني السيد علي السيستاني كما هي، والتي جاءت قبل أسبوع واحد من الغزو الأميركي وهي:



(بسم الله الرحمن الرحيم..قال تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا).. وقال عز من قال ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) صدق الله العلي العظيم... إن واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا كلمتهم، ويبذلوا كل ما بوسعهم للدفاع عن العراق العزيز ،وحمايته من مخططات الأعداء الطامعين، وليعلم الجميع أنه لو تحققت لا سمح الله مآرب المعتدين في العراق لسوف يؤدي ذلك إلى نكبة خطيرة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة.فعلى كل مسلم أن يعي هذه الحقيقة ويقوم بما يمكنه في سبيل الذود عن العراق المسلم ومنع العدوان عليه، ومن المؤكد أن العراقيين شعبا وقيادة سيقفون متراصين متكاتفين يشد بعضهم أزر بعض أمام أي اعتداء وسيقاومونه بكل قوة وسلامة وسيخيبون أمال المعتدين بعون الله تبارك وتعالى. وأن من يقدم أي نوع من أنواع العون للمعتدين يعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة. لقد قال الأمام الصادق عليه السلام( من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي) فكيف بمن يعين على ضرب شعب مؤمن، ويتعاون مع الأجنبي في الاعتداء على بلاد المسلمين. اسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح وأن يجنب العراق القدير شر الأشرار وكيد الكفار أنه سميع مجيب.) أنتهي.



بعد هذه الفتوى، من حقنا نسأل ومن حقنا نقول:



أين شيخنا السيستاني الذي قال هذا القول الوطني والديني والأخلاقي الرائع ، أين اختفى ومن هو المسئول عن اختفائه؟

وأن كان السيستاني، وحسب قول من هم تحت عباءته الآن، حي يرزق وأنه لم يتغير ولم يُبدل، إذن من حقنا نحاججه بفتواه وننقل منها الآتي:



قلت بفتواك (وأن من يقدم أي نوع من أنواع العون للمعتدين يعد من كبائر الذنوب، وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة) ما لذي تغيّر، هل اكتشفت أنهم غير معتدين، عندما قلت فتواك الشهيرة أثناء أحداث انتفاضة الصدر الأولى في نيسان/ أبريل 2004 ( لا تردوا عليهم حتى وأن ضربوكم أو قتلوكم) والمنشورة في الصحف العربية، ومنها موقع ( إيلاف)، فكم من الوجوه التي تتردد على مقرك ومكتبك ــ إن كنت موجود ــ من السياسيين وغير السياسيين ينطبق عليهم ــ الخزي والعار في الحياة الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة ــ لأنهم وصل بهم الحد لقتل الشعب العراقي، وتهديم المدن، وتأسيس المقابر الجماعية من أجل عيون المعتدي، ولم نسمع منك تنديدا ولا شجبا، وأن كان تنديدا فلا يليق بمركزكم كمرجع أعلى، لأنه لا يشبع من جوع ولا ينجي مظلوم.

ونعود للقول الآخر في فتواك وهو (. لقد قال الأمام الصادق عليه السلام( من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي)، وهل الذي بدر من مكاتبكم، وجماعاتكم، وقسم من السياسيين العراقين ورجال الدين وغيرهم ليس عونا للمعتدي، نحن نعتقد عمل هؤلاء كان ولازال السمسرة، والعمالة، وخيانة الشعب والوطن، والاسترزاق غير المشروع، والنهب المبرمج للأموال العامة مشاركة مع المحتل والمافيا الدولية، وهناك تقارير ودراسات عالمية، وأقوال شهود من المحتل نفسه، ومن المراقبين الأجانب تثبت تورط هؤلاء، فلماذا تتعامل معهم، وتشجعهم، وتصر على انتخابات قررها قانون الدولة العراقية الذي كتبه يهوديا وإسرائيليا هو ــ نوح فليدمان ــ والمحتل ــ بريمر ــ وجماعته، فأصبح صكا من صكوك الغفران، فلماذا كنت ترفضه وتصر على عدم التوقيع عليه، وبقدرة قادر تصر عليه، بل تدافع عنه مع العلم هو مليء بالألغام والثغرات، وهو نواة وأساس لتقسيم العراق ( هل كل هؤلاء في جبهاتهم عبارة ــ آيس من رحمتي، أم أنهم الوجوه البريئة؟).

لذا نحن نريد السيستاني الذي رفض قانون الدولة العراقية، ونريد السيستاني الذي رفض مقابلة ــبريمر ــ في النجف، ونريد السيستاني الذي رفض أن يُدفن أعضاء مجلس الحكم في النجف أو يُصلى عليهم، ولا نريد السيستاني الذي بدأ نجمه يصعد منذ سماحه التوقيع على قانون الدولة العراقية سيء الصيت، ولا نريد السيستاني الذي يسمح للمكاتب بإصدار الفتاوى والتعليمات نيابة عنه، وبأختام مستوردة ولغة جديدة، وكأنها لغة الصحافة والمكاتب الحكومية، فهذا تزوير في التاريخ الشيعي، وتطور خطير في التعليمات والفتاوى والسياق الشيعي، لهذا ندعو الشيعة العرب في العراق المطالبة بالتحقيق الفوري، والمطالبة بلجنة نزيهة لمتابعة الأمر وقبل إجراء الانتخابات كي ــ لا يقع الفأس بالرأس ــ فالأمور تشير إلى مؤامرة وانقلاب مشبوه، وتشير هناك لعبة تُمارس باسم السيستاني الحقيقي، ويأكل طعمها الشيعة في العراق، ويُزور تاريخ المرجعية الناصع، وكذلك ينحرف مسار الحوزة العلمية في النجف، وقد تكون هي مؤامرة من الإيرانيين لزرع الفشل في مرجعية النجف الأشرف، وجعلها بنظر الشيعة في العالم، ونظر الشيعة في العراق مرجعية هزيلة لا قرار لها، بل داهنت المحتل والمعتدي كي يبسط سطوته وامتداده على العراق إلى تدهور، وهذا ما حصل ويحصل بوم بعد يوم، كي يتم بروز مرجعية وحوزة مدينة ــ قم ــ قي إيران ويُقرأ على مرجعية وحوزة النجف السلام، وهذا حلم أيراني بعيد وقد حاولوا ذلك طيلة الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ــ 1988) ولكنهم فشلوا، لذا أصبح الأمر سالكا لهم بعد احتلال العراق، لذا نطالب بتقوية المرجعية في النجف، وتنظيفها من التيارات الدخيلة وبسرعة، والتحقيق الفوري بالأفعال التي يمارسها التيار الإيراني والآذري وغيره في المرجعية الشيعية في العراق.







 
قديم 08-04-07, 05:13 PM   رقم المشاركة : 6
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


ولو عدنا لمسألة الفتاوى، فبين أيدينا فتوى لا تختلف عن فتوى السيد السيستاني، وكلها تطالب بمحاربة المحتل، وصادرة بنفس التاريخ من آيات الله ( السيد محمد سعيد الطبطابائي الحكيم، الشيخ محمد أسحق فياض، الشيخ بشير حسين النجفي)، وبين أيدينا برقية مرسلة بتاريخ 8 محرم 1424 هجرية ومن علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مرسلة إلى الرئيس السابق ــ صدام حسين ــ تقول ( بسم الله الرحمن الرحيم.. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) صدق الله العلي العظيم .. سيادة الرئيس المجاهد صدام حسين حفظكم الله ورعاكم، أن المرحلة الحاسمة التي تمر بها أمتنا الإسلامية وبالخصوص بلدنا العراق المسلم مرحلة دقيقة تستدعي إعداد كافة القوى الدينية لمجابهة التهديدات السافرة من الإدارة الأميركية الصهيونية التي تنوي الاستيلاء على البلاد الإسلامية والأماكن المقدسة ، وان الواجب الشرعي يحتم على المسلمين كافة ردع اعتداء المعتدين تحت راية الله أكبر التي يرفع ساريتها مقامكم الكريم ، وتعلن كبار علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في هذا التجمع المبارك في الروضة الحيدرية المقدسة بالعهد عن الدفاع عن أرض العراق بكل ما تملك من حول وطول والله ناصر المؤمنين أن ينصركم الله فلا غالب لكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة / علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف 8/محرم الحرام/ 1424 هجرية)

نتمنى من كبار رجال الحوزة العلمية أن يعيدوا قراءة رسالتهم، كي يخففوا من بياناتهم التي تنهال على الصحافة والإعلام هذه الأيام، والتي في معظمها مهادنة للاحتلال، بقصد ودون قصد، ومعظمها وسائل تخدير للناس والشعب العراقي، والعجيب لم نسمع قول حق كما كان يخرج من الحوزة العلمية طيلة تاريخها المجيد اتجاه الغزاة والمحتلين، فما الذي تغير يا علماء الدين في الحوزة العلمية، وهل مهادنة الاحتلال والحزب والحركة أكبر من الإسلام والعراق والتاريخ، أم أن ما كُتب سابقا كان نفاقا؟.



الانقلاب داخل المرجعية!



لهذا نعتقد أن هناك انقلابا قد حصل في داخل المرجعية، والانقلاب قام به بعض الوكلاء التابعين للسيد السيستاني، وبعض مدراء المكاتب التابعين لمرجعية السيستاني وفي مقدمتهم ــ حامد الخفاف ــ المقرّب جدا من ــ جواد الشهرستاني ــ الذي يدير خطوط المرجعية كلها من تعيينات وفتاوى واستثمارات وتدابير لا يعرفها أحد بالأموال الضخمة جدا، ولدينا أسرار خطيرة حول سر علاقة الشهرستاني بالخفاف لا داعي لشرحها الآن، وقد نٌجبر لكشفها في المستقبل لو تأزمت الأمور وكذلك لو تمادى ــ الخفاف ــ وتكون بشهادة الشهود ومن الجنسين، لقد استطاعوا الإستلاء على الصوت الشيعي دون وجه حق، مع التستر وفرض الخطوط المانعة حول السيد السيستاني، مثلما فعلوها في لندن عندما وضعوا خطوط خارج وداخل المستشفى لمنع تسلل أحد العراقيين أو العرب أو الصحفيين كي يعرف حقيقة مرض السيستاني، و الذي هو عبارة عن حجة وتمثيلية مكشوفة للوصول إلى الأستلاء على القرار الشيعي، والأستلاء على صوت النجف الأشرف وتاريخها ومستقبلها القادم، وجميع الأطباء يقرون أن من يعمل ـ قسطرة القلب ــ لا يمكنه التحرك والسير كما لا حظناه على السيد السيستاني العائد من العلاج قويا متحملا لأعباء السفر والمخاطر، وقَبِل أن يُحمى موكبه بالطائرات الأميركية من الجو، وكان سعيدا بالاستفتاء الذي حشد الناس من أجله ليعطي رسائل إلى جهات مختلفة، ولكن الحق يقال فالرجل لم يتكلم، ولم يطلب ذلك بلسانه، ولم يخطب بالناس أو يوضح وجهة نظرة لهذا فنعتقد أنه خُطف ولازال مخطوفا ولا يسمج له بالكلام إلا بالأشياء التي هم يسمحون بها أو تمت تصفيته، لذلك فلحد الآن نعذر الرجل ولكن لن نعذر زملاء السيد السيستاني وفي مقدمتهم ــ محمد سعيد الحكيم، والنجفي، والفياض ـــ إلا إذا كانت عملية الإسكات جماعية، خصوصا ما خرج ويخرج من بيانات وتصريحات هي من بعض الوكلاء، وبعض مدراء المكاتب الذين يعينهم أمبراطور المرجعية ( جواد الشهرستاني)، وفي تاريخ المرجعية لم نسمع، ولم نقرأ أن تتدخل المكاتب في التوصيات والفتاوى والتعليمات الخاصة بالعامة ومستقبل البلاد، إلا في زمن بعد الاحتلال الغابر هذا، ـــ ونرفق أحد الفتاوي لترون أنها صادرة من مكتب قم الذي يشرف عليه الرجل الخطير جواد الشهرستاني ــ ، وكذلك المعروف عنه وفي جميع البلدان والطوائف العالمية عندما يمرض رجل الدين الأعلى، وهكذا في التاريخ الشيعي تصدر نشرة طبية عن صحته، وعندما يتعافى يجلس مع الناس ليتحدث لهم كي يطمأن المقلدين والمحبين ،ولكن كل هذا لم يحدث مع قضية مرض ومسيرة وخطوات السيستاني، ومن هنا ترشح قضية الانقلاب، وقضية حجر الرجل أو قتله أو حتى تبديله بشبيه، والعِلم المخابراتي توصل إلى خطوات متقدمة بهذا المجال، فما بالك أن من يخرج فصول المسرحية في العراق هو المخرج الأميركي والبريطاني، وهما المخرجان اللذان لا يعصيهما شيء في جميع التقنيات المخابراتية وتسويقها على أنها حقائق ونظريات واقعية.



شواهد مؤلمة نضعها أمام كبار المرجعيّة.. ليشهد الله والعراق والأجيال عليهم!!!

وهنا نعطي بعض الأمثلة، ونسأل قبل أن نسلسلها... أي مرجع أو رجل دين أو عراقي شريف أو مسلم شريف يقبل بما سندونه أدناه؟.



1. الانتهاكات الفضيعة والتي لازالت تتفاعل في سجن ــ أبي غريب ــ والتي تحرك من أجلها العالم كله، ولم نسمع إدانة من قبل المرجعية، وهذا يدل على أن الانقلاب حاصل وبالفعل داخل المرجعية، وهناك لجنة سداسية تحكم المرجعية، وهي بمثابة حكومة النجف، وعلى رأسها ـ محمد علي الشهرستاني ــ والتي تريد بسط نفوذها على النجف والجنوب بعد الانتخابات.

2. كشفت الصحف الإسرائيلية، وفي مقدمتها صحيفة ــ يديعوت إحرونوت ــ في 12/12/2004 أن هناك ثمانية خبراء إسرائيليين في شؤون البنى التحتية يعملون منذ أيام عدة في العراق بناء على طلب أميركي، وهم خبراء في التكنلوجيا المتقدمة، وهذا التعاون ثمن وساطة من دولة شرق أوسطية بين إسرائيل والسلطات العراقية( وجميع الدلائل تشير أنها الأردن)...يا ترى أين موقف رجال الدين من هذا، وهل التكنلوجيا المتقدمة هي التدريب على الاغتيالات الحديثة كما فعلوا مع ياسر عرفات، وخالد مشعل ؟

3. نشرت صحيفة أخبار الخليج في 14/12/2004 أن قيادات أمنية وعسكرية أميركية اعترفت بتخريج وتكوين وحدات خاصة ترتدي الملابس المدنية وتقوم بعمليات خارج القانون في العراق، فتداهم البيوت وتعتقل الأفراد ومصرّح لها بالتعذيب، وانتشرت في بغداد على نمط مجموعات القتل الإسرائيلي، وتتخذ من كتب الموساد كمراجع أساسية، ونقلت عن ــ فينسان كانسيرارو ــ المدير المساعد لشعبة محاربة الإرهاب بوكالة المخابرات ــ سي أي أية ــ قوله ( هذه الخطة التي عهد بها إلى السي أي إيه لأنها خرجّت بالفعل وحدات هي رهن الاستخدام اليوم في العراق........ هل سمعتم يا أعزائنا يا رجال الدين وأنتم يا شعب العراق؟

4. ذكر مصدر في ديوان الرقابة المالية العراقية أن هناك تقريرا محاسبيا نشر بتاريخ 15/10/2004 يكشف عن فضيحة مالية هي الأكبر من نوعها، ونشرت عن ذلك صحيفة ــ أخبار الخليج ــ البحرينية حيث أن الوزارات العراقية كانت تضيف آلاف الأسماء الوهمية إلى كشوفات الرواتب التي يتقاضاها موظفو الدولة، وأن مجموع المبالغ التي أتضح صرفها على نحو غير مشروع، والتي ذهبت إلى جيوب الحاكم المدني السابق للعراق ـــ بول بريمر ــ وعدد من مساعديه وبلغت (8,8) مليار دولار..فأين موقف علماء الدين حول هذه الفضيحة، والتي تكشف عمليات النهب المبرمج من قوت الشعب العراقي الذي يعيش على الكفاف، أنه اللص ــ بريمر ــ الذي وضع قانون الدولة العراقية ــ الذي أصبح مقدسا ــ عند الجميع، وفي مقدمتهم المرجعية المغصوب صوتها من قبل الانقلابيين، والذي يريدوا هؤلاء حكم الشعب تحت بنوده المشينة!!!!!.

5. أنها المفارقة حقا أن يناصر شعب العراق الغرباء والأجانب، ولم يناصره رجال ديننا وكبار العلماء في العراق، فحتى الرئيس الأميركي الأسبق ـــ جيمي كارتر ــ قال الحقيقة بمرارة في واشنطن بتاريخ 23/9/2004 ( إن تصاعد العنف في العراق يرجع إلى وجود قوات الاحتلال بالعراق، والغموض الذي يكتنف عودة القوات الأميركية الى أميركا) انظروا حتى كارتر يسميها قوات احتلال، وحتى كارتر يريد تاريخا لعودة القوات، وهناك في العراق يعيبون علينا عندما نقول قوات احتلال، وهناك من يريد لها البقاء من رجال الدين والسياسيين العراقيين، وقال كارتر ( إن هدف جورج بوش من الحملة الأميركية على العراق هو إقامة قاعدة أميركية دائمة هناك)..هل سمعت مرجعيتنا الموقرة بهذا؟

6. لقاء وزير خارجية إسرائيل، والشخصيات العراقية التي تتقاطر على إسرائيل هي من أقرب المقربين إلى المرجعية ــ الله أكبر ــ فلقد رحبت الصحف العبرية بلقاء وزير خارجية إسرائيل ــ شالوم ــ وبين الدكتور أياد علاوي في مبنى الأمم المتحدة بتاريخ 24/9/2004، وقال شالوم ( أن هذا ول اتصال رسمي بين مسئول إسرائيلي ومسئول عراقي منذ حرب العراق ) فكم هي اللقاءات غير الرسمية إذن يا شالوم؟

7. هل سمعت المرجعية الموقرة، وهل سمع شرفاء العراق إن ــ إسرائيل ــ أقامت محطة تنصت إستخبارية بالقرب من الحدود السورية العراقية، وفتحت عددا من مكاتب التجنيد للعملاء في بعض المدن تحت يافطات التنمية والإعمار، وأن المسئول عن هذه المكاتب والمحطة ضابط مخابرات إسرائيلي من أصل كردي ويقيم في بيت تحت حراسة مشددة في مدينة أربيل شمال العراق، وهو المسئول عن التنسيق وترتيب اللقاءات بين قادة الأكراد والمسئولين الإسرائيليين، راجع المنار بتاريخ 7/10/2004.

8. لم نسمع صوتا واحدا من المرجعية، ومن السياسيين العراقيين حول الدراسة التي قام بها باحثين أميركان ــ الحمد لله الذي سخر الغرباء لنجدة شعب العراق بعد أن تخدّر رجال دينهم وشُلّت ألسنة سياسيهم ــ لقد صدرت الدراسة عن كلية ــ جون هوبنكز بلومبرج ــ للصحة العامة بولاية ماريلاند، حيث حددت الدراسة أن أكثر من (100) ألف حالة وفاة إضافية حدثت منذ نيسان / أبريل 2003 ولحد نشر الرسالة في 29/10/2004... الله أكبر 100 ألف مدني عراقي يُقتلون بدم بارد..ألا يستحق هؤلاء فتوى يا مرجعيّة؟

9. هل حسّ رجال المرجعية، ورجال المسلمين عموما بقصد رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية بتاريخ 12/6/2004 أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عندما قال ( الأرهابيون في العراق يريدون إقامة خلاقة إسلامية والعودة إلى القرن السابع)، نحن لم نسمع هناك فصيلا معارضا للاحتلال، ولا قوة عسكرية مقاومة تطرح إقامة الخلافة الإسلامية في العراق بل الكل يعرف خصوصية شعب العراق المتمدن والمعتدل، فهل حللتم عبارة ( القرن السابع)، فهي من وجهة نظرنا لا تختلف عن كلمة الرئيس ــ بوش ــ والذي قالها أكثر من مرة ( أنها حرب صليبية)، وكان يقصد الجنرال ــ مايرز ــ أن القرن السابع بنظر المسلمين قرنا مباركا، كونه قرن الرسول محمد (ص) حيث جرت هجرته أواخر القرن السادس الميلادي ... يا مرجعية يا كريمة!!!.

10. أين موقف المرجعية من كلام وزير الخارجية الأميركي ــكولن باول ــ بتاريخ 2/6/2004 عندما أعطى الفيتو للقوات الأميركية في العراق، من خلال لقاء تلفزيوني مع مركز الشرق الأوسط من دبي وقال فيه( إن الحكومة المؤقتة الجديدة في العراق لن يكون لها حق الاعتراض على القوات التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية بعد إنتهاء الاحتلال الأميركي البريطاني رسميا في 30 حزيران / يونيو 2004 ) وهذا يعني الضوء الأخضر للجندي الأميركي ومن معه أن يتفننوا بقتل الشعب العراقي، ناهيك عن النهب والسلب، والاستهتار بحقوق الإنسان في العراق..ولكن بالمقابل لم نسمع تعليقا واحدا من المرجعية وكأن هذا الأمر في الهند وليس في العراق!!!.

11. ولم نسمع أي تعليق من المرجعية التي من المفروض هي مصدر أمان للمجتمع العراقي، ودرع واقي من التفتت الوطني والاجتماعي، وعنصر وطني أول للتحسس من الأجنبي والمحتل، ولكن للأسف لم نر المرجعية تتحرك عندما صرح ــ جيمس جيفري ــ الرجل الثاني في الطاقم الدبلوماسي الأميركي في بغداد لوكالة الصحافة الفرنسية، ونقلته صحيفة الشرق الأوسط في لندن في 18/6/2004 عندما قال ( هناك 150 عضوا في السفارة الأميركية في بغداد سيكونوا مستشارين في الوزارات العراقية، بما في ذلك وزارة الداخلية، بناء على طلب من الحكومة العراقية، وسيكونوا الأعين والآذان في الوزارات )..طيب أعين وآذان لمن؟.. ولماذا تطلب الحكومة العراقية هؤلاء في الوزرات، وهناك وزيرة المهجرين تجوب دول العالم تحذر العراقيين والكفاءات من العودة للعراق، علما أنهم أشطر وأفضل من المستشارين الأميركان، و الذين كشفهم الزمن والأيام على أنهم لصوص ومخربين للعراق.. فلم نسمع تعليقا واحدا من المرجعية!!!!!!!!.

12. ونكرر يناصر شعبنا الأغراب، ويتفرج رجال الدين الذين هم أولى بالتحسس والمناصرة قبل غيرهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهاكم صرخة الكاتب البريطاني ــ تيري جونز ـ ومن على صحيفة ــ الغارديان ــ البريطانية بتاريخ 7/7/2004، عندما يقول ( إن الحكومة العراقية الحالية لاتمتلك صلاحيات قانونية تخولها بمحاكمة جندي واحد من جنود الاحتلال، ولقد وضع الحاكم الأميركي ــ بول بريمر ــ قبل مغادرته بنود القانون العراقي، بما في ذلك قانون يحدد قيمة كافة الضرائب على الدخل بنسبة 15%، ووضع قوانينه بطريقة تجرد الحكومة العراقية من أية سلطة لتغييرها بما قي ذلك القانون رقم (39) الذي يفتح أبواب العراق على مصراعيها أمام المستثمرين الأجانب، وبشكل يتجاوز كثيرا تعليمات البنك المركزي، أو التعليمات المعمول بها في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وبذلك يمكن للشركات الأجنبية الآن ووفق للقوانين أن تنهب الثروات العراقية وبالقدر الذي تريد دون أن تلزمها أية قوانين بإعادة استثمار جزء أرباحها محليا، أو حتى تتعهد بإعادة بعض الأرباح إلى العرافين)..مبروك على العراقيين سكوت حوزتهم ،فابشروا بالجوع ، وابشروا بالضرائب التي سوف تنهككم، وسيبقى المنعمون أصحاب المليارات من المرجعية والصفقات والبزنس، وسيتحول السواد الأعظم إلى عبيد وفقراء وإجراء عند هؤلاء المتلهفين على إجراء الإنتخابات كي يتسيدوا عليكم للأبد!!.



13. نشرت جريدة الحياة بتاريخ 17/6/2004 معلومات عن مصادر أمنية عراقية ترصد ومنذ ثلاثة أشهر نشاطات لرجال يعتقد بأنهم ضباط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ــ الموساد ــ يتخفون تحت واجهات تجارية وصناعية وشركات مقاولات.. وقالت أن عدد الشركات الإسرائيلية العاملة في العراق بات يتجاوز (150) شركة تعمل تحت ستار شركات غربية وعربية, وإن هناك جسرا جويا من إسرائيل إلى بغداد يواصل نقل الكثير من الشحنات المتعددة الأغراض لحساب جهات منها عسكرية وشركات مدنية تعمل ضمن المجهود العسكري الأميركي، وقسم منها لحساب تجار عراقيين.... هل سمعتم... وهل تحركتم؟ الجواب: لا ، والأمر لازال ساريا وكأن الأمر لا يع************م..اللة أكبر!!!.

14. لم نسمع تعليقا واحدا من المرجعية الشيعية وخصوصا مرجعية السيستاني، حول ما نشر في وسائل الإعلام الغربية والعربية وحتى الأميركية، والصور التي صاحبت التقارير، هناك جنود ما يسمى بالحرس الوطني العراقي يحملون ويوزعون صور ــ السيستاني ــ على الجنود المتقدمين نحو مدينة الفلوجة أخيرا، وهناك سلاسل تتدلى من خراطيم الدبابات المتقدمة نحو مدينة ــ الفلوجة ــ وهي تحمل الصليب المسيحي، بل والأدهى من ذلك مشاركة الجنود اليهود في المعركة، حيث نشرت صحيفة ــ ها أرتس ــ الأسرائيلية بتاريخ 22/11/2004 عن وجود عدد كبير من الجنود اليهود في العراق ومعظمهم يعملون في القنص، وهناك مجندات يهوديات، وكان هناك لقاء مع ــ الحاخام أرفينج ألسون ــ وهو حاخام يهودي بمدينة ــ نيويورك ــ قال وهو يشيّع جنازة القتلى اليهود الذين قتلوا في معارك الفلوجة الأخيرة، ومنهم المقدم ــ أندي شتيرن ــ والقناص ــ ماك أفين ــ وهو حفيد أحد الحاخامات الكبار في أمريكا... وقال أنها الحرب المقدسة..... بدون تعلق!!!.

15. أوضحت القاضية ــ زكية إسماعيل حقي ــ المفتش العام في وزارة العمل بتاريخ 15/7/2004، أن المستشار الأميركي كان يمارس الكثير من الخروقات والتجاوزات المالية والقانونية، ويضع موظفي الوزارة تحت طائلة الفصل والطرد عد اعتراضهم على أي حالة..وقالت أن المستشار الأميركي ــ روبرت كروس ـ أبرم عقدا مع شركة في جنوب أفريقيا لاستيراد (3 سيارات) مدرعة لحمايته بكلفة (770) مليون دينار عراقي دون الرجوع للوزارة، وبالرغم من عدم وصول السيارات أصلا، طالبت الشركة الوزارة بدفع قيمة المبلغ المتبقي وهو 60% من ثمن السيارات..... بالمناسبة ظهرت هذه المراجل والشجاعة بعد أن سافر ــ بريمر ــ واللصوص، وتم استبدالهم بلصوص جدد مع طاقم ــ نغروبونتي ــ، وهي كمراجل السيدــ محمد بحر العلوم ــ عندما صرح بعد سفر ــ بريمر ــ أنه كان يمنعهم حتى من شرب الماء، وأنه سرق 20 مليار دولار، وسرق حتى الزئبق الأحمر من العراق!!.

16. لقد تبين إن انعدام الأمن ذا فأئده على لصوص السفارة الأميركية في بغداد التي تتعاقد مع شركات الحراسة لجميع مرافق الدولة العراقية، وذا فائدة على اللصوص الذين يتحركون في بطانة حكومة علاوي، فلقد صرحت وزيرة الأشغال وحرم الرئيس المؤقت ـ نسرين برواري ـ للشرق الأوسط بتاريخ 8/19/2004 ( أن تفاهما قد جرى بين الحكومة الأميركية والبنك الدولي على منح الوزارة مبلغ (4 مليار دولار) ضمن المنحة الأميركية، لكننا فوجئنا باستقطاع (2 مليار دولار) من مبلغ المنحة لغرض تخصيصها لدعم المجال الأمني في العراق....طبعا يا معالي الوزير فاللصوص دائما لا يقبلون إلا قسمة ــ الففتي ففتي ــ، خصوصا وأن وزارتك لم تقدم للعراقيين شيئا..فالمهم شوارع المسئولين وفطاحل الزمن الأميركي معبدة ومحمية، فهذا يكفي !!!.

17. هل سمعت المرجعية بأن هناك ( 625) سيدة عراقية في السجن، أي 625 شرف عراقي مسجون في سجن الرصافة، و(750) سجينة في سجن الكاظمية منذ ديسمبر من العام الماضي 2003، وأعمار السجينات تتراوح بين 12 عاما إلى 60 عاما، وجاء ذلك على لسان السيدة ــ أيمان خماس ــ العاملة بالمركز الدولي لرصد الاحتلال في بغداد، وذلك لقناة الجزيرة في 26/3/2004، وقالت إن سلطات الاحتلال ترفض إعطاء الأرقام الحقيقية..فكيف تناموا يا مراجع يا عظام ، ويا رجال الدين ،وهناك شرف العراق والعراقيين وراء القضبان لأسباب نجهلها؟....

تذكروا الخليفة المعتصم الذي جيّش جيشا جرار لنصرة سيدة قالت ــ وامعتصماه ــ في عمورية وجاء بحقها!!!.

18. أنتم فقط تسابقون الزمن من أجل انتخابات نغروبونتي، ومن أجل فرض سيطرت لوائحكم على الناس، وتطرحون نظريات التقسيم، وترعون المؤتمرات حول ذلك، ومنها مؤتمر النجف الذي حضره (600) شخصية حسب البيان الصادر منكم، ورعته المرجعية الشيعية، وحزب المؤتمر العائدة ملكيته للبنتاغون، ووكيله المخول ـ الجلبي ـ والذي طرح مسألة انفصال الجنوب، ولا ندري منذ متى والمرجعية تؤيد التفتيت وتؤيد أفكار الغزاة والمحتلين؟

19. والقضية ليست جديدة فلها بدايات وسيناريوهات مرسومه من خارج العراق، حيث تم العثور على مجموعة من أوراق العملة الجديدة، والتي تختلف عن العملات الصادرة عن الحكومة الجديدة، والتي تم اعتمادها عقب الاحتلال الأميركي للعراق، وأوضح المصدر بتصريحات لصحيفة ــ العرب اليوم ــ الأردنية بتاريخ 12/7/2004 أن العملة تم ضبطها بحوزة مجموعة من الأشخاص العراقيين، وتضمنت أوراقا نقدية فئة (250) دينارا ومكتوب عليها ــ دينار شيعي ــ وعبارات منها ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) وعبارة ( اللهم انصر من نصره وأخذل من خذله)، ويقول المصدر هناك كثير منها في مدن الجنوب، وتم كشفها بواسطة جهاز الكتروني خاص ومتطور لتفتيش الأشخاص الكترونيا لمعرفة ما بحوزتهم من معادن وذهب بعد تزايد عمليات التهريب..... نشتكيكم إلى علي بن أبي طالب (ع) فأن كان يرضى فنحن معكم.. ولكننا نجزم ونجزم بأنه غاضب عليكم لأنه رجل الوحدة والتوحد، والرجل الذي يرفض الذل والهوان!!!.

20. وأخيرا نضع أخر صرخة وأخر موضة أمام المرجعية، وأمام رجال الدين والسياسيين، والتي لم تحرك ساكنا وكأن الأمر في جزر ــ الواق واق ــ لقد نشرت تقارير إستخبارية غربية وأميركية حول تحول ممارسات القوات الأميركية الإنسانية في العراق إلى تجارة رابحة في الأسواق الأميركية، عبر قيام أطباء أميركيين بنزع بعض الأعضاء البشرية من بعض القتلى والجرحى قبل القضاء عليهم نهائيا لبيعها إلى المراكز الطبية والمرضى في أميركا..ويقول التقرير أن فريقا سريا من الأطباء الأميركيين يرافق القوات الأميركية من الخلف في هجماتها على المسلحين العراقيين، وذلك للتعامل الطبي السريع مع القتلى وأجراء عمليات انتزاع لبعض الأعضاء وحفظها بصورة عاجلة ومن ثم نقلها إلى غرفة عمليات خاصة قبل نقلها إلى أميركا على وجه التحديد لغرض بيعها، ويؤكد التقرير لقد عُثر على عشرات الجثث المشوهة والناقصة الأجزاء والأعضاء، وبعضها عثروا عليها بدون رأس، وقال التقرير أن عملية إحراق الجثث كان متعمدا لإخفاء الجريمة..... هل سمعت المرجعية بذلك، وهل سمع علاوي والسياسيين العراقيين بهذا..أم أنهم لم يسمعوا كعادتهم؟

وأين كلام النهي الديني، حيث لا يجوز التمثيل حتى ولو ــ بالكلب العقور ــ فكيف وهؤلاء شرفاء العراق، وأين فتاوى تحريم المتاجرة بأعضاء البشر...الله أكبر أين تذهبوا من الله وغضبه !!!!!!!!؟.

أقسم أحسست بالدوار، سأقف عند هذا القدر من النقاط المهمة، والجرائم المهمة، ولكني متأكد لن تحرك شيئا بقلوب وضمائر أصبحت لا تحس، خصوصا بعد انقلاب الوكلاء ومدراء المكاتب على المرجعية، وأصبح هؤلاء يلعبون بها شذرا مذرا، وبالعراق ومستقبلة يلعبون لعبة ــ الدمينوــ حيث المهم كسب النقاط، والمركز المتقدم!!!.

ويبقى السؤال:

إلى متى يسكت الشيعة العرب في العراق على هذه المهزلة؟

ــــــــ



· المكَوار: عصا بأحد أطرافها كمية من الإسفلت الجاف، وتكون على شكل كرة سوداء تستعمل للدفاع عن النفس.

· الطوب: يعني المدفع

· الفالة: هي قصبة قوية ــ الخيزران ــ أو غيره وفي نهايتها كف حديدي به أصابع عددها خمسة، وتكون مدببة تستعمل لصيد الأسماك، وللدفاع عن النفس أيضا... ولقد غرسها أحد الثوار العراقيين في صدر أحد الضباط الإنجليز أثناء ثورة العشرين، فنقلوه للعلاج خارج العراق دون أن يخرجوا أو يسحبوا الفالة من صدره، فجاءت الأهزوجة الخالدة.



كاتب وسياسي عراقي

28/12/2004







 
قديم 08-04-07, 05:14 PM   رقم المشاركة : 7
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


المرجعية الشيعية والسياسة في العراق

دراسة للدكتور موسي الحسيني

الفصل الاول: المرجع والمرجعية الاجتهاد والسياسة عند الشيعة

تناقش هذه المقالة السلوك السياسي للمرجعية الدينية الشيعية في العراق بهدف التعرف على الألية التي تتحكم بهذا السلوك، وتاثير ذلك على الواقع السياسي العراقي بمختلف تركيباته الطائفية والدينية، بهدف استشراف السمات السلوكية العامة التي يمكن ان تعتمدها المرجعية الحالية للتعامل مع الحدث العراقي في الوضع الراهن.
سيحاول الكاتب ان يتحاشى الخوض في الامور والمسائل الفقهية، فتلك شؤون تحتاج لذوي الاختصاص ممن تبحروا في هذه العلوم، ويعترف الكاتب بعدم المامه بها باستثناء ما هو شائع ومعروف للجميع، إلا انه مثله مثل سائر البشر يمتلك العقل، وهو احد الادلة الشرعة الاربعة عند الشيعة " فمنذ ان تم تدوين اصول الفقه عند الشيعة اعتبر العقل واحد من الادلة الشرعية، وقالو ان الادلة الشرعية اربعة: الكتاب والسنة والاجماع والعقل." اكثر من ذلك يتميز الرواد الاوائل للمذهب الشيعي بالتركيز على قيمة العقل واهميته في استنباط الحكم الشرعي الى الحد الذي اعتبرو فيه ان " كل ما حكم به العقل حَكَمَ به الشرع" كأحد قواعد اصول الفقه.
المرجعية، كما هو واضح من لفظها تعني الرجل أو المؤسسة التي يرجع لها الناس لمعرفة صحة أو خطأ موقفاً ما في الامور الخاصة بحقل ما من حقول المعرفة اي الخبير المتمكن من خبرته بموضوع اختصاصه، وفي مقالتنا هذه، المرجعية المقصودة هي المرجعية الدينية التي يعتمدها الشيعة لمعرفة احكام الدين في الشؤون العامة ، والطقوس المختلفة. وهي تكاد ان تكون محصورة بشخص واحد ، لا مؤسسة. فمن بين مجموعة المجتهدين ، في مرحلة زمنية خاصة ، تتمثل المرجعية في اعلم هؤلاء المجتهدين. هذا ما يؤهله لكسب اكبر قدر من المقلدين أو الاتباع. وهوبالتالي يصبح صاحب الحُكمْ أو الرأي الاول ، الذي يُلزم بطريقة غير مباشرة بقية المجتهدين بتحاشي أتخاذ موقف او رأي مخالف منعاً لتعريض سمعتهم أو مركزهم للتهديد. كما حصل مثلاً للشيخ منتظري في ايران الذي انزوى من الصف الاول للمرجعية الى صف المنسين من المجتهدين. او ما حصل للشيخ مهدي الخالصي ، وابنه الشيخ محمد ، من عداء وتشهير بسبب قناعاته الفقهية التي مثلت مدرسة جديدة في الفقه الشيعي. ( على انه لا يمكن تغافل اصول الخالصي العربية التي قد تكون سبباً اخر وراء ما تعرض له.)

"







 
قديم 08-04-07, 05:16 PM   رقم المشاركة : 8
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


ان الاجتهاد كمبدأ للتشريع برز عند الشيعة بعد غيبة الامام الثاني عشر ، وحاجة الناس لمعرفة احكام الدين. تلك المعرفة متوفرة ومعلومة لمن يريد الوصول لها في كتاب الله والحديث والسنة ، لكنها تحتاج لمقدمات أو وسائل عقلية او فكرية ، كالالمام بعلوم القرآن والتفسير ، والحديث والسيرة ، واللغة ، وغيرها من العلوم الاخرى ، اضافة الى أنها تحتاج لتوفر القدرات العقلية اللازمة للاستقراء والاستنتاج. وهذا يعني ان استنباط الحكم الشرعي السليم يحتاج لجهد ووقت غير عاديين ، لاتتوفران للانسان العادي . لذلك يتفرغ بعض الناس ، أو افراد قلائل لكسب هذه المعارف والعلوم ، تفرغاً قد يستمر لسنوات طويلة قبل ان يصلوا الى مرحلة القدرة على استنباط الحكم الشرعي الصحيح ، فيعتمدهم الناس حكاماً لمعرفة ما هو مبهم من الامور الدينية .



أرتبط مفهوم الاجتهاد بمفهوم أخر اصطلح على تسميته بـ - التقليد – اي ان يتبع الانسان أحد المراجع لمعرفة امور دينه. ومتى ما قلد الانسان مجتهداً ما ، لا يحق له تغيره ، مادام المجتهد حياً. ويحق له (المُقَّلدِ) ان يستمر في تقليد نفس المجتهد حتى بعد ممات هذا المجتهد . ولا يجوز الجمع بين مجتهدَّين او اكثر في وقت واحد . والانسان غير ملزم بتعاليم المجتهدين الاخرين.



يستمد المجتهد مكانته واحترامه كصاحب رأي او خبرة مميزة مثله مثل بقية المختصين في العلوم المختلفة ، إلا انه يتميز عن غيره في انه اكثر ارتباطاً بالانسان العادي ، وهو يمارس حياته اليومية ، ويصبح المجتهد بذلك اقرب لشخصية زعيم الجماعة او قائدها بأعتبار انه يمتلك الصورة الاوضح ، او الاقرب للشريعة، وتغدو اراءه واحكامه الشرعية نموذجاً للسلوك الملزم لجميع اتباعه الراغبين في معرفة ما هو حلال والابتعاد عما هو محرم من المواقف الشرعية.




والالزام هنا طوعي، يعتمد على رغبة المُقلِدْ، بأعتبار انه محكوم بمبدأ الثواب والعقاب في الدنيا الاخرة ، ولا يمتلك المجتهد الحق بفرض احكامه بالقوة . اي ألزام بما شرعه الباري(عز وجل) ، وهو وحده العالم ، العارف بما يبطنه الانسان او يظهره ، ولم يمنح تعالى اسمه الوكالة عنه حتى لنبيه .



الملاحظ ، ومنذ منتصف القرن الماضي ، ظهر اتجاه عام لتضخيم هذه المكانه ، واضفاء صورة القدسية عليها. واصبح المجتهد يلقب بألقاب توحي وكانها امتداد للربوبية ، مثل اية الله، وحجة الله ، كما أضيفت صفة العظمى للدلالة على المرجع الاكبر بعد ان كان المرجع يستعمل القاب التصغير للدلالة على التواضع كلما ارتقت درجته ، ويستخدم لختم فتاويه بالتوقيع بعبارات "الفقير لله"، "والحقير لله".



اتخذ نزعة التضخيم هذه شكلاً مغالياً ومتطرفا مع ظهور الخميني ، الذي اعتبر ان الفقيه يمتلك صفات من القدسية تضعه جنباً لجنب في صف الائمة والانبياء واعتبار ارادته امتداداً لارادة الخالق . مستنداً في ذلك لبعض الاحاديث المنسوبة للامام الصادق ، التي لا يخفى على عاقل حجم الاختلاق الوارد فيها . منظوراً لها من خلال نظرية الحسن والقبح العقلين ، والتي اخذها رواد المذهب الشيعي الاوائل من المعتزلة.



يقول احد هذه الاحاديث: " الراد على الفقيه كالراد على الامام ، والراد على الامام ، كالراد على النبي ، والراد على النبي كالراد على الله ، وهو على حد الشرك بالله."


او " علماء امتي بمنزلة انبياء بني اسرائيل."



لا شك ان واضع مثل هذه الاحاديث ينتمي لذلك النموذج من وعاظ السلاطين ممن لا يتحرج ان يختلق الاحاديث والروايات لتدعيم سلطة أو نفوذ " الحاكم بأمر الله " من الملوك والسلاطين ، وزعماء الجماعات .



تصدي السيد الخوئي لمثل هذه الاحاديث وتوصل الى انها احاديث قاصرة السند والدلالة. كما رفض الاخذ بها جميع المجتهدين الذين يمكن اطلاق مصطلح رواد لمدرسة النجف الفقهية، بما فيها المرجع الحالي السيد علي السستاني . أو رواد مدرسة الولاية الخاصة مقابل ما يمثله الخميني بأعتباره مؤسس مدرسة الولاية العامة للفقيه.



من الواضح جداً ، هنا ، اثر النزعات السياسية في مفهوم الاجتهاد وتطلعات المجتهد ذو الطموحات السياسية ، لاستخدام الاجتهاد في قيادة اتباعه ، وضمان مطاوعتهم الكلية له ، لقيادتهم بسهولة اكثر نحو الاهداف التي يرجو الوصول لها. فالخروج على المجتهد ، أو عدم اطاعته تحسب بحكم الشرك بالخالق ، ويحقق المرجع بذلك سيطرة سيكولوجية تتشكل داخل المنظومة النفسية للأنسان لتمنعه عن الاختلاف او التمرد وتضمن الخضوع التام للمرجع. كما ان مثل هذه التوجهات السياسية تعطي المجتهد حق استخدام الردع ضد مخالفيه على اساس انهم مشركين ، وليسوا معارضين ، ليقلل ذلك من رد فعل الناس ضد ممارساته القمعية . وهي ان جردناها قليلاً من لبوسها الروحي الذي حاول اتباعها اضافئه عليها ، لاتختلف في شئ عن نظرية " الخليفة الحاكم بأمر الله " ، التي ابتدعها الخلفاء الامويين والعباسيين من بعدهم وحاول ان يلعبها خلفاء بني عثمان عندما اجبروا واحدا من بقايا بني عباس التنازل لهم ليصبحوا بذلك وكلاء او امتداد لحاكمية الله .



كما تبدو هذه الاحاديث أقرب للبدعة التي تنسف جميع اساسيات المذهب التي وضعها رواده الاوائل، الذين قالو بتخطئة المجتهد بأعتبار " ان مختلف الناس يمكن ان يدركوا موضوعاً واحد بأدراكات مختلفة، فالحقيقة بالنسبة لكل فرد تختلف عنها بالنسبة للفرد الاخر."
يتماشى هذه الرأي مع النظريات السيكولوجية الحديثة التي تقر بتأثر الادراك كوظيفة عقلية ، بكثير من العوامل . فأدراك موضوع ما قد يختلف من فرد الى اخر ، بل يختلف ادراك الفرد الواحد لنفس الموضوع باختلاف الظروف البيئية وحتى السيكولوجية للفرد . فالمجتهد باعتباره بشراً لا يمتلك العصمة ، ويتأثر بمختلف المؤثرات السيكولوجية والاجتماعية والبيئية ، فهو يمكن أن يخطأ ويصيب .




لذلك عرف الشيعة بالمخطئة مقابل مذاهب اسلامية اخرى ترى ان الفقيه او المجتهد لا يمكن ان يخطأ ، فعرفوا بالمصوبة ، يؤكد مطهري هذه الرأي بقوله : " لا يمكن ان نتصور المجتهدين مصيبين دائماً. أو أنهم لا يحتمل ان يخطئوا ، اذ كيف يمكن ان نقول ان ما يدركه المجتهد هو الحكم الحقيقي عينه . مع أن من الممكن جداً ان يختلف عدد من المجتهدين في رأي واحد في مسألة واحدة . أو ان مجتهداً واحد يمكن ان تكون له وجهتا نظر مختلفتان في وقتين متباعدين . فكيف يمكن اذن ان يكون مصيباً في نظرته دائماً ."




ان الاشكالية التي تطرحها مثل هذه الاحاديث ، هي ان عدم الالتزام برأي الفقيه هو شكل من اشكال "الرد" ويصبح بذلك كل الشيعة من مقلدي المجتهدين الاخرين ، في "حد الشرك"، فالمقِلد لاحد المجتهدين غير ملزم باعتماد احكام المجتهدين الاخرين. نفس الامر يمكن ان يقال عن بقية المسلمين من المذاهب الاخرى ، أو جماعات الشيعة الاخبارية ، او ذلك المحتاط الذي يجد في نفسه الكفاية لاستنباط الحكم الشرعي دون ان يحتاج لتقليد احدا من المراجع .



ان سيرة الائمة الاثني عشر (عليهم السلام)، ليس فيها ما يدل أو يوحي انهم ادعو مثل هذه القدسية المبالغ بها لانفسهم ، لذلك ليس من المنطق ان يمنحوا ذلك لأتباعهم . يذكر الدكتور عبد الله فياض ( وهو متهم بالطائفية وكان من أوائل اساتذة الجامعة الذين احالتهم سلطة البكر- صدام على التقاعد ) من خلال مناقشة لموقف الامام الصادق من حركات الغلو التي ظهرت في زمانه والتي تنسب له أو لأباءه بعض السمات والصفات القدسية ، مجموعة من الاحاديث . نذكر منها الحديثان التاليان ، اللذان يعكسان موقف الامام من هذه الحركات والتوجهات المتطرفة :




الاول: "أشهد اني امرؤ ولدني رسول الله (ص) وما معي براءة من الله ، ان اطعته رحمني ، وان عصيته عذبني ."


الثاني: "لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهداً من احاديثنا المتقدمة ، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب اصحاب ابي أحاديث لم يحدث بها ابي ، فأتقوا الله ولا تقبلو علينا ما خالف ربنا تعالى ، وسنة نبيه محمد (ص)..."



المرجع بشر كسائر الناس ، وليس هناك من سند فقهي يمكن ان يضعه فوق مستوى البشر ، وما يمكن ان يتعرضوا له من ارتكاب للاخطاء ، حتى لو استند الادعاء بالقدسية على حديث او اكثر من احاديث الائمة ، فالثابت لدى محققي الشيعة " ان الغلاة كانوا ينتحلون الاحاديث عن الائمة ويضعونها على ألسنَّة دعاة من ثقات الشيعة المعتدلين ليضمنوا رواجها بين الناس بعامة وجماعات الغلاة خاصة ." وحدد هؤلاء المحققين شخصيات بعض من هؤلاء الغلاة ، أمثال بنان والمغيرة بن سعيد ، محمد بن بشير ، وابو الخطاب ، وغيرهم .



يحدد الشيخ محمد جواد مغنية في دراسته المعروفة عن "الخميني والدولة الاسلامية"، دور علماء الدين ، بانهم "يمتازون عن غيرهم بأنهم دعاة خير واصلاح ، يامرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر وفيما عدا ذلك فهم والناس بمنزلة سواء ."







 
قديم 08-04-07, 05:17 PM   رقم المشاركة : 9
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


الفصل الثاني: الاجتهاد والسياسة:

ان الجدل حول موضوع منزلة المجتهد واختصاصاته ، يتمحور اساساً على علاقة المجتهد بالسياسة ، اي ما اذا كان المجتهد يمتلك الحق في ان يكون حاكماً ومشرعاً ، نيابة عن الامام الغائب ، كما يرى اصحاب نظرية الولاية العامة ، أو يكتفي بالاختصاص في الافتاء والقضاء، اي "التصدي لنصب القيم والولي على العصر والمتولي على الاوقاف التي لا متولي لها والحكم بالهلال وغيرها". وهذا ما يفسر وقوف بعض المجتهدين في العراق موقف المتفرج من الاحداث السياسية التي مرت بالعراق ، ويمكن فهم بعض تدخلاتهم من باب علاقتهم المباشرة بالشرع ، كما حصل في فتوى المرجع السيد محسن الحكيم ضد الشيوعية في 1960. في حين وقف السيد الخوئي موقفاً محايداً من احداث انتفاضة اذار 1991، وما تلاها من عمليات قمع واسعة تعرض لها الشيعة (انصار الخوئي نفسه) .




يظل الجهاد ، ومقاومة المحتل الاجنبي : باعتباره ركناً اساسياً من اركان الاسلام ، هو الموقف السياسي الوحيد الذي يجمع عليه جميع المجتهدين من انصار المدرستين على انه واحداً من مهام المرجع الذي لا يحتاج للافتاء به الحصول على اذن مسبق من الامام . للشروع فيه. ويسمى بالجهاد الدفاعي ، تمييزاً له عن الجهاد الابتدائي اي ابتداء المسلمين بالهجوم على بلاد الكفار بغاية دعوتهم للاسلام والذي لا يجوز الا بفتوى مباشرة من الامام المعصوم .




يسجل تاريخ المرجعية الشيعية ، الالتزام الكلي بهذا المبدأ ، ليس فقط ضد الغزو العسكري المباشر ، بل ازاء اية خطوة مهما كانت صغيرة ، اذا كانت تشكل مساساً باستقلال وسيادة الدولة الاسلامية ، كما حصل في قضية التنباك المشهورة ، حيث منح شاه ايران ناصر الدين امتياز احتكار التنباك وبيعه في كافة انحاء ايران لشركة بريطانية عام 1891. مما دفع المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي لتحريم استعماله ، وهذا ما اجبر الشاه على التراجع ، والغاء الاتفاقية. كما استجاب شيعة العراق ومراجعهم لدعوة الجهاد التي اعلنها المراجع في ايران ضد الاحتلال الروسي لمدينة تبريز الايرانية عام 1911.




قد يوحي الحدثان ، وكان مجتهدي الشيعة معنيين فقط بالشؤون الايرانية ، وباعتبار طبيعة الحكومة التي تتبنى المذهب الشيعي ، الا ان موقفهم ازاء كثير من الاحداث التالية التي مرت بالبلاد العربية والعراق ، تبعد مثل هذا التصور ، فقد اشترك مجتهدين الشيعة مع اخوتهم من علماء السنة بالفتوى بالجهاد عن طرابلس الغرب( ليبيا حالياً). عندما تعرضت للاحتلال الايطالي عام 1911. وليبيا عملياً موطناً للمسلمين السنة ، تابعة للدولة العثمانية ، التي ظل التمييز الطائفي ضد الشيعة يحكم سلوك خلفائها وسلاطينها حتى سقوطها. الامر نفسه يمكن ان يقال عن حركة الجهاد التي قادها علماء الشيعة لمواجهة طلائع الاحتلال البريطاني في العراق عام 1914، حيث سار مجتهدي الشيعة شوطاً بعيداً في الدفاع عن الدولة العثمانية ، ولم يكتفوا بالافتاء بالجهاد ، بل تبوء معظمهم ادواراً قيادية ميدانية ، وساروا على رأس حملات عسكرية لتجمعات من المجاهدين المتطوعين لمواجهة قوى الاحتلال، كالسيد محمد سعيد الحبوبي، والشيخ مهدي الخالصي، والسيد محمد الحيدري وكثيرون غيرهم .




سجل هؤلاء العلماء مواقف مميزة من الاستعداد للتضحية بالنفس والمال في مقاومة المحتل ، ويدون لهم التاريخ " انهم لم يكتفوا بأنفاق المبالغ التي وضعت تحت تصرفهم على حركة الجهاد ، بل زادوا على ذلك فأنفقوا من اموالهم الخاصة أو من الحقوق الشرعية التي كانت تُقدم لهم . وقيل عن الحبوبي بوجه خاص انه كان غنياً له املاك خاصة فرهنها لكي ينفق منها على المجاهدين ."




عندا تحقق لقوات الغزو البريطانية الانتصار على القوات التركية ، وقوات المجاهدين ، واحتلال العراق . وتوجه القوة المحتلة لتنصيب برسي كوكس حاكماً للعراق ، كما هو حالة بريمر الآن . تحرك علماء الشيعة بقيادة الميرزا محمد تقي الشيرازي والشيخ مهدي الخالصي لمواجهة واحباط مخططات المحتل، وقيادة ثورة 1920 التي اجبرت البريطانيين على التراجع ، والخضوع لارادة العراقيين بأختيار فيصل الاول ملكاً على العراق .



يسجل التاريخ ايضاً ، لكل من الميرزا محمد تقي الشيرازي ، والشيخ مهدي الخالصي ، ومن أزّرهما من العلماء ، ارتقاءهم فوق مستوى الانتماءات الطائفية ، ليبرزا كقائدين لجميع العراقيين وبمختلف طوائفهم. واذا كان الموت قد قطع الدور الذي تبوءه الشيرازي ، ظل الشيخ مهدي الخالصي يتحرك كقائد لكل العراقيين في تصديه لترسيخ اهداف ثورة العشرين ومنع توقيع المعاهدة التي ارادت بريطانيا ان تقيد بها العراق ، وتنتقص من استقلاله .



اضافة لتحركه بالمطالبة ببناء قوات مسلحة وطنية تتولى الدفاع عن امن البلاد وحدوده ، بعد ما عرف بغارة الاخوان على عشائر مدينة الناصرية في 11/أذار/1922.



تلك المطالبة التي كانت تعبر عن رغبة العراقيين بكل طوائفهم ، ووقف السنة كما هم الشيعة جميعاً خلف الخالصي ، وشارك علماء السنة بقيادة عبد الوهاب النائب في مؤتمر كربلاء الذي دعى له الخالصي ، كما شارك مندوبوا وممثلوا المدن السنية الموصل ، وتكريت ، وعشائرهما في المؤتمر. وارسل اهاليهما برقيات تاييد للشيخ الخالصي تؤكد على استعدادهم "لتنفيذ اي قرار يصدر منه بأموالهم وأنفسهم" ترأس وفد تكريت في هذه المؤتمر مولود مخلص ، كما ترأس كل من سعيد ثابت وعجيل الياور وفد الموصل .




جرى هذه في الوقت الذي أنشق فيه بعض شيوخ العشائر الشيعة على الخالصي ، وعقدوا مؤتمر في الحلة ، يؤيد توقيع المعاهده ، ويطالب بتفويض قوات الاحتلال مهمة الدفاع عن العراق ، ورفض تشكيل جيش عراقي مستقل . ونذكر هناك حقيقة كون تشكيل الجيش العراقي كان مطلباً شيعياً ، وليس كما يحاول ان يروج بعض مزوري التاريخ من الشعوبيين من انه اسس لقمع الشيعة ، وضد رغبتهم وارادتهم ، ولم تكن هذه الدعوات الشعوبية الا مقدمات لتدمير الدولة العراقية بالاحتلال كما حصل فعلاً .




وهكذا وقف مع الخالصي غالبية الشعب العراقي من الشيعة والسنة باستثناء قلة من الطرفين كانت قد حسمت موقفها مع المحتل الاجنبي دون اعتبار لقيم دينية او طائفية او وطنية.
الفقيه الشيعي ، اذاً ، وان كان من مدرسة الولاية الخاصة ، وغير معني شرعاً بالسياسة ، إلا انه مكلف تكليفاً شرعياً بأتفاق الاراء بمقاومة اي شكل من اشكال الاحتلال ، ولاي بقعة من بلاد المسلمين ، واذا كان هناك حالات شاذه قليلة حاولت ان تتخذ من مفهوم الولاية الخاصة غطاء لتتهرب لسبب أو اخر عن اداء هذا التكليف الشرعي . كما هي حالة السيد كاظم اليزدي الذي كان يتهرب عن دعم ومؤازرة المطالب الشعبية العراقية ، بالاستقلال ، وتعين حاكم عربي مقابل توجهات قوى الاحتلال البريطاني لتعيين حاكم بريطاني في العراق عام 1918، بقوله "انا كرجل دين لا يعرف غير الحلال والحرام ، ولا دخل له بالسياسة مطلقاً، فأختاروا ما هو اصلح للمسلمين ."




ان شذوذ السيد اليزدي هذا ، لا يلغي حقيقة اجماع فقهاء الشيعة اصحاب المدرستين على مبدأ مجاهدة اي شكل من اشكال الغزو والاحتلال الاجنبي لاي بقعة من ارض المسلمين ، بغض النظر عن طبيعة الحكم ، وشخصية الحاكم .



الفصل الثالث: موقف الائمة المعصومين من الاحتلال الاجنبي





من الصعب الحكم بالاصل الشرعي لمسؤولية الفقيه عن الجهاد الدفاعي ، إلا ان مراجعة سيرة الائمة من آل البيت ، قد تفسر ذلك الاجماع باعطاء الاولوية لمقاومة الاحتلال الاجنبي حتى على مقاومة الحاكم الظالم ، أو غير الملتزم بتطبيق الشريعة الاسلامية .







 
قديم 08-04-07, 05:18 PM   رقم المشاركة : 10
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


فمن الروايات الشائعة عن الامام علي (ع) ، ما عبر به أمام جيشه في معركة النهروان ، عن استعداده للتغاضي عن انشقاق معاوية ، ووضع يده بيد معاوية للتوجه لمقاومة الروم الذي استغلوا انشغال المسلمين في حروبهم الداخلية ليحتلوا قرية في شمال بلاد الشام تابعة ادارياً لسلطة معاوية (وليس لسلطة الامام) .




وكان أحد الخيارت التي عرضها الامام الحسين عند محاصرته في كربلاء من قبل جيش عمر بن سعد ، هو ان يتركوه ، ما داموا مصممين على قتله ، ليلحق بجيوش المسلمين للدفاع عن الثغور ليقاتل هناك حتى يُقْتلَ .




تلك كانت جيوش الدولة الاموية ، الخاضعة لسلطة يزيد بن معاوية ، الذي خرج الحسين (ع)ليقود الثورة عليه.



يقدم الامام الرابع علي زين العابدين بن الامام الحسين (ع) ، منهجاً واضحاً للتمييز بين دولة المسلمين وحاكمها الظالم أو الغير ملتزم بالشريعة الاسلامية ، من خلال الدعاء المعروف بدعاء الثغور ، وهو أحد أدعية الصحيفة السجادية التي يعتز بها الشبعة جميعاً بمختلف توجهاتهم ومدارسهم الفقهية. الغاية من الدعاء هو شد أزر ودعم معنويات الجنود المسلمين المقاتلين دفاعاً عن ثغور المسلمين ، مع انهم جنود الدولة الاموية ، اي انهم مقاتلي نفس الجيش الذي قتل ابيه وسبعون من اهله وأعوان ابيه ، وأسَّرَه وبقية أسرته من النساء والاطفال.



ومع ذلك يدعو الامام زين العابدين لهم بالنصر ، بمفردات ملهوف يستخدم فيه كل عبارات التمني بالانتصار ، وبكل عبارات الكره ، وتمني الشر لاعدائهم . اغرب ما في الامر ورغم ام ادعية الامام زين العابدين (ع) شائعة جدا ويروج لها بكل المناسبات ، لكن هناك تغييب يبدو مقصود لهذا الدعاء ، الذي لايعرف به الا قلة من الشيعة . (تكرر قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله يوميا قراءة هذا الدعاء وكانها تريد ان تذكر رجال الدين الشيعة بالامر ، وان تقول بشكل غير مباشر ما نقول نحن هنا بوضوح ) .




التراث الشيعي اذاً وكما يتمثل من خلال سيرة ائمتهم الابرار ، الذين وان ابتعدوا عن طلب الحكم والتدخل بالسياسة ، حتى في ظل سلطة حاكم جائر ، إلا انهم كانو قد جسموا موقفهم من اية قوى محتلة غازيه يمكن ان تتطاول على بلاد المسلمين ، ينسون معارضتهم او سلبيتهم تجاه السلطة الحاكمة ، ويستنهضوا شيعتهم واصحابهم لمقاومة الغازي. كان موقفهم من الوضوح بحيث لم يستطع جميع فقهاء الشبعة تجاوز الأمر ، فأقروا جميعاً وعلى امتداد المسيرة الطويلة لمبدأ الاجتهاد بواجب الجهاد الدفاعي ، لا يعفيهم عن هذا الواجب ، قرارهم بالولاية العامة أو الخاصة.




ينتمي المرجع الحالي السيد علي السستاني لمدرسة الولايه الخاصة ، وهو لم يتخلى عن اداء واجبه الشرعي بالافتاء بالجهاد لمواجهة الغزو الاميركي. فكما عرض تلفزيون بغداد ، ولايام قليلة قبل العدوان السيد عدنان البكاء ، وهو يقرأ نص الفتوى ، التي لم تأخذ صداها المطلوب ، لعل سبب ذلك اعتقاد الناس ان تكون الفتوى ملفقة ، أو ان السيد كان قد دبجها تحت ضغط السلطة . وفي هذا تجني على السيد ، فالشجاعة شرط من الشروط الشرعية للاجتهاد. ولايمكن ان يتحمل السيد هذه المسؤولية ، وهو على ما هو عليه من الورع والتقوى ، فيظل صامتاً على هذا التزوير مع ان له كثير من الوكلاء والمكاتب المنتشرة في كافة انحاء العالم ، يستطيع من خلالها على الاقل تكذيب خبر الفتوى ، والتقية بمثل هذه الامور باطلة ، فالغاية الاساس من التقية هي الحفاظ على الذات ، والافتاء بالجهاد قد يعرض ارواح الكثير من الناس للموت ، يعني ان درء الاذى لا ينسجم مع القول بمبدأ الجهاد .




إلا ان ما يثير الاستغراب ، موقف السيد السستاني بعد الحرب ، وانتصار قوى الاحتلال ، حيث انزوى في منزله بما يشبه حالة مقاطعة توحي عند الاخذ بنظر الاعتبار الفتوى بالاجتهاد ، وكأنه موقف احتجاج سلبي ضد الاحتلال ، بل وحتى استنكار لموقف اتباعه السلبي من فتواه. يتحول الاستغراب الى حالة من الدهشة وحتى الصدمة عندما كسر السيد صمته وتحرك حركة غير موفقة للاسف ، سيكون لها انعكاساتها السلبية على صورة المرجعية عند انصارها ، كما في نظر قوى الاحتلال ، فبعد صمت دام حوالي ثمانية اشهر بادر السيد للمطالبة بالاتخابات كبديل وطني لاتفاق نقل السلطة بين قوى الاحتلال وصنائعها. إلا انه عاد فألغى او عطل هذا المطلب عندما علقه بشرط ان تكون الامم المتحده حَكماً ، ليقرر ما اذا كان بالامكان اجراء الانتخابات في هذه المرحلة ، أو ...لا. اي ان السيد قال بالشئ وضده في نفس المطلب .



هذا التناقض في الموقف ، المطالبة بالانتخابات ، وبما يعطلها بنفس الوقت ، ينقض المبادئ الشرعية العامة التي قام عليها مبدأ الاجتهاد بل ويلغي الاسس التي قام عليها الاجتهاد عند الشيعة . فالاجتهاد بأعتبار انه " العمل بالرأي." وهذا يعني انه في الحالات التي لم يتعين فيها التكليف الالهي أو انه متعين ولكنه خاف ، يرجع المرء الى العقل والذوق . فما كان اقرب الى الذوق والعقل والحق والعدل واشبه بالتعاليم الاسلامية . يحكم به." .هذا يعني ان السيد ينفي مبدأ العمل بالرأي ، فهو لايعمل برأيه كمجتهد يمتلك القدرة على استنباط الحكم الشرعي ، بل برأي الاخر ، وهو ليس مسلما ولا مجتهد ، ويميل لصف العدو ، فهو لايصلح ان يكون حتى حَكما عادلا .




عندما يضع الانسان جانباً حقيقة ان الحكم بالجهاد الدفاعي ، واضح جداً من خلال مواقف الائمة الابرار من آل البيت ، الذين يرتكز المذهب الشيعي على اساس الولاء لهم ، والاقرار بأنهم الاكثر ثقة في تفسير الكتاب الحديث فأن الاجتهاد كمبدأ والذي كان السبب في وضع السستاني فيما هو فيه من مكانه ، سيهتز بمثل مواقف السيد هذه .



فأما ان تكون مطالبته ناتجة من احساس بموقعه القيادي لطائفة كبيرة من مسلمي العراق ، الذين يتعرضوا ظلماً لاسوأ انواع الخسف والاستهانه من قبل قوى الاحتلال . والتي تتنافى كلياً مع أبسط مبادئ حقوق الانسان ، والقواعد العامة للقوانين التي تحدد سلوك سلطات الاحتلال ، ناهيك عن تصادمها مع القيم الاسلامية التي يفترض ان السيد يقف في موقع الحامي المطلوب منه الحفاظ عليها ، والدفاع عنها .




المطالبة بالانتخابات ، هي مطالبة بحق طبيعي ، يفترض ان دوافعه من المطالبة بها ترتكز على اساس الفهم السليم لحق الانسان الطبيعي في ان يتحكم بأقداره ومصيره ، بأرادته هو بعيداً عن شكل من اشكال السيطرة او التبعية او الوصاية للاجنبي . ويفترض بزعيم الجماعة ، اية جماعة ، عندما يطالب ببعض حقوقها يدرك جيداً اكثر من اية هيئة دولية أو انسان أخر ، ما هي هذه الحقوق ، وكيف يمكن استعادتها أو تحقيقها ، دون ان يحتاج لمشورة احد ، ولا حتى هيئة الامم المتحدة أو خبرائها. فهو الاخبر بالامر من مراقب خارجي له حساباته الخاصة ، التي تاخذ بنظر الاعتبار عدم الاصطدام بارادة القوة العظمى ، التي تستضيف الهيئة العامة بكل موظفيها على ارضها ، وهذا مصدر اخر للتأثير على موظفيها الاداريين .



ان الزعامة أو القيادة تعني بمفهومها السياسي أو الاجتماعي قدرة الزعيم على فهم مطالب الجماعة ، واعتماد السلوك الانسب لتجسيدها ، والحرص الشديد على تحقيقها ، والمحافظة عليها. اما استعانة الزعيم بطرف خارجي للحكم في امكانية تحقيق ما هو حق طبيعي للجماعة او الشعب ، يعني ان الزعيم يتخلى عن أهم ادواره القيادية ، مع ان العراق ليس عقيماً الى هذا الحد ، وفيه من الخبرات الوطنية ما يغني عن الحاجة لتحكيم السيد انان او ممثليه . وهذا يعني عجز الزعيم على ادراك حقوق الشعب .



بقدر ما يعني استشارة طرف خارجي ، هو اقرب بالواقع لموقف الخصم ، العجز عن ادراك الحق والحقيقة ، فهو ايضاً تصرف لا ينسجم مع مبادئ العقل والذوق والحق والعدل ...!؟ ويزعزع مبدأ الاجتهاد من اساسه ، لانه يوحي بالعجز على ادراك المشكلة ، بما يمنع من اتخاذ الموقف الشرعي المناسب .



ان ثمانية أشهر من الصمت الذي لازمه السيد السستاني كانت كافية لان تكشف للعالم اجمع زيف أدعاءات الادارة الاميركية حول الاسباب التي دفعتها للعدوان والغزو. وظهر بوضوح عدم صدق تخريصات كولن باول امام مجلس الامن عن مخابئ الاسلحة العراقية التي التقطتها الاقمار الصناعية ، والمختبرات التي عرض صورها ، وما ردده الرئيس الاميركي واعضاء ادارته عن يقينهم الثابت بوجود صناعات متطورة لاسلحة الدمار الشامل في العراق، ودحضه واستخفافه بالتقارير المتواصلة لهيئات التفتيش التي ارسلتها الامم المتحدة ، بطلب من امريكا وتحت اشرافها المباشر ، والتي تؤكد خلو العراق من هكذا أسلحة. مع ذلك لم تتحرك الامم المتحدة لمنع الحرب او على الاقل استنكارها بل تحولت الى هيئة لشرعنة الحرب ، ثم الاحتلال ، وكأنها مجرد هيئة دعائية واعلامية تابعة لأحد مكاتب البيت الابيض.



هذا اضافة الى المذكرات العديدة ، والاعترافات التي آدلى بها بعض موظفي الادارة الاميركية انفسهم على الاسباب الحقيقة للعدوان ، وكيف انه كان عدوان مبيت حتى من قبل احداث 11 ايلول (سبتمبر) ، بكثير. واعترافات بول اونيل ، وزير التجارة الاميركية السابق. أضافة الى ان الاطلاع على الاسباب التي دفعت اميركا لتشكيل قوات التحرك السريع ، في اواخر السبعينات من القرن الماضي ، ومخطط شارون – اتيان الذي نشر عام 1982، حول رغبة اسرائيل في تقسيم العراق والدول العربية الاخرى الى دويلات صغيرة ، ومتنازعة. ثم تصريحات كولن باول عن نيات الادارة الاميركية لاعادة العراق الى مرحلة ما قبل الثورة الصناعية.


أَلم يكفي كل ذلك لأن يدرك السيد ، حقيقة كون ما سُميَّ بحرب تحرير العراق ما هي بالحقيقة إلا حرب تحرير اسرائيل من عقدة الخوف من القوة العراقية ..!



اذا كان الناس لازالوا مدهوشين بهول صدمة الاحتلال المشوشة والمختلطة بالشعور المفاجئ بالتخلص من حكم طاغية مجرم ، مارس كل اشكال القمع والجريمة ضد شعبه. فأن على الفقهاء والخبراء والمثقفين ان يبادروا لكشف الحقيقة لمواطنيهم ، وتعريفهم بالاسباب والمعاني الحقيقية للاحتلال . وهذا يشكل جزءً من التكليف الشرعي المناط بهم







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:10 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "