العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-15, 12:47 AM   رقم المشاركة : 1
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


لغة الصوفي/ هكذا قال محي الدين!

هو نفس الخطأ يرتكبه مدعو التصوف وأكثرهم إن لم أقل كلهم من الطرقيين ومن المغالين في الغنوص والإشراق والباطنية أو ما شابه هذه الإتجاهات، ويرتكبه مدعو التسلف من السلفيين المغالين في نقد الصوفية والتصوف والمتصوفة، حين يظنون أن لغة المتصوف، وهو يخوض في العرفان، هي نفسها لغة الفقيه والمؤول والمفسر والمحدث والمتكلم والأصولي والمتفلسف، وهذا منشأ الخطأ المتكرر. أضف إلى ذلك أن المتعصب الطرقي للصوفية أو المتعصب المتسلّف ضد الصوفية يظن - وهو جاهل - أن التصوف سيان فلا يميز بين الصوفية والعرفانية والطرقية والإشراقية والباطنية والهرمسية والغنوصية، كما لا يميز المتعصب ضد التشيع بين الإمامية الإثناعشرية وباقي الفرق، أو كما لا يميز هذا المتعصب في الإمامية الإثناعشرية بين الأخباريين والإصلاحيين والأصولويين وغيرهم، حيث نراه ينقل، كما ينقل المتعصب الشيعي ضد التّسنّن، مقولات تنسب لعلماء الشيعة ليوهم الناس أن هذه المقولة عليها جميعهم فكلهم متفقون على ثبوتها من حيث الرواية وكلهم متفقون على تأويلها تأويلا واحدا، ثم يزيد الطين بلة عندما ينقل ما ينقله بمعزل عن تأصيلات وتفصيلات علماء المذهب الذي ينتقده ويغض النظر عن الإختلافات الحاصلة داخل هذا المذهب في التأويل وفي التوظيف أي في توظيف المقولة أو الرواية في مختلف أصناع العلوم. ولعمري هذا هو نفسه منهج المجاهرين بعداء الإسلام وكرهه من المسيحيين المتعصبين وملاحدة الشبكة العنكبوتيه. فالمتطرفون المتشددون إخوة في هذا التعصب ويتعاملون مع الآخر الذي يخالفهم بنفس الطريقة، حذو القدة بالقدة.

نقل عن محي الدين إبن عربي أنه قال: "نحن قوم يحرم النظر في كتبنا". وقال السيوطي: - كما جاء في 'شذرات الذهب في أخبار من ذهب' - "وذلك لأن الصوفية تواضعوا على ألفاظ اصطلحوا عليها، وأرادوا بها معان غير المعاني المتعارفة منها، فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر كفر".

لكن ما هذه اللغة، وما هذا الفن الذي إن خاض فيه من ليس من أهله أتى بالعجائب؟

سأنقل كلام الدكتور طه عبد الرحمان في كتابه تجديد المنهج في تقويم التراث وهو كتاب ألفه ردا على الجابري ونقده للعقل العربي، العقل الذي قسمه إلى برهاني وجدلي وعرفاني، الطبعة الثانية، نشر المركز الثقافي العربي، صفحة 60:

2.2.4 الإشارة الصوفية والعبارة العلمية: بعد إبطلانا للأدلة التي احتج بها الجابري على انزلاق المماثلة العرفانية إلى الدلالة على المطابقة، يبقى علينا أن نبيّن أمرين اثنين: أولهما، أن المماثلة بهذا المعنى تتعارض مع معنى "الاشارة الصوفية"، وثانيهما، أنها تتلاءم مع "العبارة العلمية"..

أ- معارضة المماثلة بمعنى المطابقة للإشارة الصوفية: معلوم أن العرفانيين عموما، والصوفية خصوصا، يقرون بأنهم يأخذون بالإشارات ليس غير، بمعنى أن ألفاظهم وعباراتهم لا يجوز حملها على المعاني الاصطلاحية، وإنما تحمل على معان متقلبة بتقلب أحوالهم الوجدانية، يخاطبون بها من خبر هذه الأحوال وثبتت له أوصافها؛ ومتى كان تعبيرهم إشاريا، كان مجازيا؛ ومتى كان مجازيا، أفاد أن طرفي المجاز، وهما هنا: المشار إليه والمشار به، عنصران غير متناظرين أو قل متفاوتين، بمعنى أن أحدهما لا يقع موقع الآخر في العلاقة التي تجمع بينهما؛ فالمشار إليه لا يقبل أن يكون وسيلة المجاز في نفس الإشارة والمشار به لا يقبل أن يكون مقصد المجاز؛ كما أفاد أن هذين الطرفين ينتميان إلى مجالين غير متجانسين أو قل متغايرين، وأنهما يبقيان على هذا التغاير ما بقيت علاقتهما على حال المجاز، ولم تنتقل إلى حال الحقيقة، هذا الانتقال الذي لم يفتر الصوفية عن إنكاره والتذكير بعدم مشروعيته.

وهذه هي الحقيقة فالمتصوف عندما يتكلم في العرفانيات والذوقيات لا يتكلم بلغة الإتصال مع الآخر بل بلغة التجاذب في الآخر، أما عندما يتكلم المتصوف في التصوف الذي هو علم أحوال القلوب والأخلاقيات والرقائق والتزكية، فإنه يتكلم بلغة الفقيه، لكن لا يخوض في الأحكام والتأصيلات والتفسير، إلا إذا كان متصوفا فقيها شارحا.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» المباهلة
»» إبن رشد و إثبات النبوة
»» الفرق بين المعرفة و العلم؟
»» فلسفة الجمال في الاسلام .. التصوف يرد على المستشرقين
»» الخلفاء الراشدون و الامويون
 
قديم 29-10-15, 07:14 AM   رقم المشاركة : 2
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
ما زلت يا شعيب على عهدي بك تستميت حتى تخرج شيئاً جميلاً من التصوف وأنى لك هذا، فإن وجدت فحري لك أن تنسبه لإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بدلاً من أن تنسبه لابن عربي وغيره.
فالمصطلحات لا تحمل إلا على معانيها الشرعية واللغوية ولا يوجد في الشرع أو اللغة شيء يسمى لغة التصوف إلا عند أصحابها، فكما أن للسحرة مصطلحاتهم ولأهل الزندقة مصطلحاتهم فكذلك لغلاة التصوف مصطلحاتهم وكلها لا تعني المسلم في شيء.
فانت تريد منا أن نقرأ الكلمة من كلام المتصوف أو نرى الفعل من أفعال المتصوف ثم ننتظر من المتصوف أن يبين لنا معنى مراده وفعله!!!!!!!!
يا شعيب هذه اللغة التي تريد أن تروج لها هي تضاهي طريقة محمد صلى الله عليه وسلم، فالمسلمون لا يعرفون طريقاً غير طريقته فهلا بينها النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلمها المسلمون؟!!!!
فما استشهدت به من كلام السيوطي دعنا نطبقه على الفعل بدل القول: فلو راينا صوفياً يسجد لصنم مثلاً فينبغي علينا أن لا نطلق على فعله شرك لأن هذا المعنى هو المتعارف عليه بين أهل العلم لكن عند المتصوفة له لغة أخرى!!!!!!!!!!!!!!! هل هذا ما تريد الوصول إليه يا شعيب؟!!!!
وكذلك دعاء الأموات والاستغاثة بهم والطواف على قبورهم وقولهم في وحدة الوجود وغيره من شركياتهم التي يتفق عليها العلماء، أنت لا تريد أن تسميها شركاً لأنها صدرت من متصوف يريد بها لغة أخرى غير لغة الشرع بل لغة التصوف.
وكذلك المسيحي عندما يدعي أن لله ابناً ويدعوه من دون الله ينبغي عليك أن لا تسمي فعله هذا شرك لأنه ما يدريك فهو يريد لغة المسيحية لا لغة الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الرافضة الباطنية دعائهم للحسين لا تعتبر شركاً عندك لأنهم لهم لغتهم الرافضية كما للصوفية لغتهم التي تختلف عن لغة شرح محمد صلى الله عليه وسلم.
كل ما جئت به خزعبلات تريد بها أن تظهر التصوف بثوب أبيض ناصح ولكن في الحقيقة فالتصوف كله ظلمات بعضها فوق بعض وإن وجدت فيه خيراً ففي شرع محمد صلى الله عليه وسلم غنية عنه






 
قديم 30-10-15, 03:51 AM   رقم المشاركة : 3
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


أهلا ومرحبا بك أخي الغالي مهنج السالكين، وشكرا على التعقيب والتعليق، رغم ما فيه من الغلو حيث بدأت وإنتهيت بالحكم على الموضوع وما له صله به كأن هذا القسم للقضاء والحكم لا للحوار .. مقالتي نقد لمدعي التصوف ولأعداء التصوف في نفس الوقت، وخلاصة المقولة لا يجوز أن تحمل العبارات والألفاظ الصوفية على المعاني الإصطلاحية، فتلك العبارات والألفاظ هي لغة المتصوف حين يتكلم في العرفانيات والذوقيات، ولغة المتصوف حين يتكلم في التصوف السلوكي التربوي هي تقريبا لغة الفقه، فألفاظ التنبيه كما كتب الإمام النووي وألفاظ الذوق أو ألفاظ العرفان، كلها بدع ومستحدثات كما أن العقيدة والمعجزة وتوحيد الألوهية ومشكل القرآن وغريب القرآن بل وكل علم من العلوم الشرعية من المستحدثات والبدع، بما في ذلك لفظي المصطلح والإصطلاح بهذا الصرف. العبرة بالمعاني والمضامين. لذلك لا نقول إن وجدت شيئا جميلا في التفسير أو في العقيدة أو في الكلام أو في الفقه فحري لك أن تنسبه للإسلام بدل من وضع هذه الإصطلاحات وأصول وقواعد وتفريعات وتقسيمات وتبويبات هذه الفنون.

وفي شذرات الذهب قرأنا: "ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم".
إن فهمت هذا الكلام جيدا وما جاء أعلاه، فستعلم مباشرة أنه لا معنى لتلك الأسئلة، سأعرضها كما يلي بلونك المفضل في الكتابة:

ولأهل الزندقة مصطلحاتهم هذا صحيح لذلك قال حجة الإسلام "إن رد المذهب قبل فهمه والاطلاع على كنهه هو رمي في عماية"، فلا ترد عليهم، وأنت لا تعلم مصطلحاتهم، لا تفهم لغتهم وهي مجموعات من المنطلقات والتصورات التي تنبني عليها الأفكار والأحكام والمعتقدات، وإلا وقعت في الإسقاط، فيسقط التواصل، ولن تجني شيئا.

ثم ننتظر من المتصوف أن يبين لنا معنى مراده وفعله نعم ولا. نعم عندما يتكلم في علم التصوف السلوكي الذي يهتم بالآدات والأخلاق والرقائق والزهد إلى آخره. ولا عندما يتكلم في الذوقيات والعرفانيات فإن كلامه ليس للفهم والبيان، ولن يبين لك المعنى فلا معنى. أما الفعل فلا دخل له هنا والفعل شيء ظاهر لا باطن.

فالمسلمون لا يعرفون طريقاً غير طريقته بل يعرفون وهل تكلم الرسول صلى الله عليه وعلى آله في الإيمان والأحكام وعلوم القرآن بنفس اللغة التي تكلم بها المتكلم والأخباري والمؤول؟ بالطبع لا، بل حتى في تنظيم المصحف لم يصحف ولم يرتب سور القرآن، عند من يرى أن الجمع تم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وأن الترتيب توفيقي لا توقيفي. فهذه الأشياء لغة، أقصد التبويب والتنظيم والتقسيم والتفريع والتأصيل لغات أي أدوات للتواصل، والنبي عليه السلام تكلم إلى جميع الناس، بينما الأصولي المتقدم في رسالة أصولية متقدمة يتكلم إلى طالب علم طلب أساسيات الأصلين.

فهلا بينها النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلمها المسلمون فهل بين النبي عليه الصلاة والسلام كيفية تنقيط الحروف في القرآن والتمييز بين متشابهها، أو هل بين ما المتشابه وما المحكم في القرآن حتى لا يُترك هذا لإجتهادات نعرفها تتشعب يمينا ويسارا حسب الموقف من المجاز في اللغة وفي القرآن، وحسب التوسيع والتضييق في الحكم، وحسب المدرسة في التأويل، وغير ذلك ؟ سؤال لا معنى له مع كل إحترامي لشخصك.

ما استشهدت به من كلام السيوطي دعنا نطبقه على الفعل نحن نتكلم في اللغة والتواصل حول أشياء هي من الإحساس والشعور والعرفان والذوق، لا الأفعال لأن للفعل في العلوم الشرعية لغته الخاصة به تسمى الفقه، فقه العبادات، فقه المعاملات، مثلا.

يسجد لصنم مثلاً فينبغي علينا أن لا نطلق على فعله شرك رغم أن هذا السؤال بعيد عن الموضوع، لكن أقول أن هذا الصنم إن كان كذلك أي يُتخذ في تلك البيئة كمعبود كإله يسجد له سجدة إعتقاد فإن فعله هذا شرك لاشك، وهذا الشرك في الظاهر، أما الباطن فقد لا يكون، فإن جاء إليك وقال لك يا أخي إنما فعلت فعلتي وقلبي مطمئن بالإيمان، لكن فعلت وأنا مكره، فعليك بحسن الظن بأخيك. أما إن إنحنى أمام تمثال يجسد لشخصية علمية أو سياسية من باب المتعارف عليه في تلك البيية، أو إنحنى أمام منافسه في مباراة للعبة من ألعاب الفنون القتالية، فهذا شيء آخر. وفي كل الأحوال هذه المسائل تتدخل فيها في الشرع الإسلام لغة الكلام ولغة العقيدة ولغة الفقه، لا التصوف بالمعنى الوارد هنا.

دعاء الأموات والاستغاثة بهم والطواف على قبورهم لا نريد أن نحول الموضوع إلى الخوض في التوسل والتبرك، وهذا على كل حال، للفقه، لا للتصوف. ورأيى في هذه الأشياء أبديته من قبل في موضوع آخر، إذ قلت لا تميل نفسي لأي توسل ولا تبرك ولا تعظيم من أي نوع كان وكيفما كان، وأن بعض الذي أختلف فيه ينبغي تأويله التأويل الصوفي الحق، فلا توسل لا بصالح حي ولا بصالحة ماتت.

وقولهم في وحدة الوجود إن قال في الوحدة والإتحاد والحلول والفناء بكلام يعارض ظاهره، ظاهر كلام آخر قاله في مناسبة أخرى حيث يناسب الثاني ظاهر التوحيد، فيحمل الثاني على الأول، فالأول في الذوق، والثاني في التصور. وهذا السبب كثير من الناس لا يفهم بعض المتصوفة، وكلامهم في غالب الأحيان متعارض، وهذا طبيعي جدا، إن أنت فهمت ما نحن بصدد الحديث عنه وهو أن ألفاظهم وعباراتهم لا تحمل على المعاني الإصطلاحية، فوحدة الوجود في الإصطلاح خطأ، وفي لغة التصوف شهادة. وقرأنا في شذرات الذهب: "العبد إذا تخلّق ثم تحقّق ثم جذب، اضمحلت ذاته، وذهبت صفاته، وتخلّص من السوي، فعند ذلك تلوح له بروق الحقّ بالحقّ، فيطلع على كل شيء، ويرى الله عند كل شيء، فيغيب بالله عن كل شيء ولا شيء سواه، فيظن أن الله عين كل شيء، وهذا أول المقامات، فإذا ترقى عن هذا المقام وأشرف على مقام أعلى منه، وعضده التأييد الإلهي، رأى أن الأشياء كلها فيض وجوده تعالى لا عين وجوده، فالناطق حينئذ بما ظنّه في أول مقام، إما محروم ساقط، وإما نادم تائب، وربّك يفعل ما يشاء".

فهو يريد لغة المسيحية إن كانت لغة صوفية مسيحية ففي الغالب راهب لا يؤمن بالثالوث والبنوة، أما في العقائد فتلك لغة طبيعية هي لغة لاهوتية، فألفاظها مرتبطة بمعانيها، لا بأذواق .. وكثير من اللاهوتيين المسيحيين كفروا الطرقيين الصوفيين المسيحيين عندما عبروا عن تجارب ذوقية عرفانية توحي بالإتحاد والوحدة والتوحيد. وهذا حدث في الهندوسية أيضا عندما نطق المتصوفة الهندوس بالتوحيد وقالوا إن الحق الأوحد هو براهمان أما كريشا وشيفا وغيرهما مثل الظواهر في العالم ما هي إلا أسماء لصفات أي لتجليات فالحق واحد، وكذلك في اليونان القديمة تم رمي الكثير من الصوفيين بالزندقة التي كانت التوحيد أو رفض تعدد الآلهة، ومنهم المعلم المؤسس للحكمة اليونانية سقراط حيث رأى بعد أن يواري ويتبع خطة التغيير بالحسنى حتى لا تكون فتنة وينهار المجتمع، ويرى البعض الآخر من المحققين أنه كان يؤمن بالمبدأ الأول وحده الأساس الذي قام ويقوم به العالم، وأن تلك المداراة دست عليه إذ لا تتسق مع تصوراته الجلية التي تناقلها التلاميذ من بعده. المتصوف دائما منبوذ في الأوساط اللاهوتية في كل زمان ومكان، والله يفعل ما يريد.

إن وجدت فيه خيراً ففي شرع محمد صلى الله عليه وسلم غنية عنه إن وجدت في الفقه والتفسير وباقي العلوم خيرا ففي شرع محمد عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلوات والسلام غنية عنه، كذلك إن وجدت في التشيع والتسنن والتسلف والإعتزال والإرجاء والخروج .. خيرا ففي شرع محمد عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلوات والسلام غنية عنه. نحن متفقون.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» الصوفية يستبدلون التوحيد بوحدة الوجود 2
»» هل سب نبي من الأنبياء كفر؟
»» كلنا صوفيون ؟
»» المسلسلات الشيعية تعكس حقيقة توجههم الاعتقادي
»» نظرية الفيض و وجود الله سبحانه
 
قديم 30-10-15, 11:19 AM   رقم المشاركة : 4
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
أهلا ومرحبا بك أخي الغالي مهنج السالكين، وشكرا على التعقيب والتعليق، رغم ما فيه من الغلو حيث بدأت وإنتهيت بالحكم على الموضوع وما له صله به كأن هذا القسم للقضاء والحكم لا للحوار .. مقالتي نقد لمدعي التصوف ولأعداء التصوف في نفس الوقت، وخلاصة المقولة لا يجوز أن تحمل العبارات والألفاظ الصوفية على المعاني الإصطلاحية، فتلك العبارات والألفاظ هي لغة المتصوف حين يتكلم في العرفانيات والذوقيات، ولغة المتصوف حين يتكلم في التصوف السلوكي التربوي هي تقريبا لغة الفقه، فألفاظ التنبيه كما كتب الإمام النووي وألفاظ الذوق أو ألفاظ العرفان، كلها بدع ومستحدثات كما أن العقيدة والمعجزة وتوحيد الألوهية ومشكل القرآن وغريب القرآن بل وكل علم من العلوم الشرعية من المستحدثات والبدع، بما في ذلك لفظي المصطلح والإصطلاح بهذا الصرف. العبرة بالمعاني والمضامين. لذلك لا نقول إن وجدت شيئا جميلا في التفسير أو في العقيدة أو في الكلام أو في الفقه فحري لك أن تنسبه للإسلام بدل من وضع هذه الإصطلاحات وأصول وقواعد وتفريعات وتقسيمات وتبويبات هذه الفنون.
وفي شذرات الذهب قرأنا: "ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم
".
إن فهمت هذا الكلام جيدا وما جاء أعلاه، فستعلم مباشرة أنه لا معنى لتلك الأسئلة، سأعرضها كما يلي بلونك المفضل في الكتابة:

ها أنت تقع في ما تحذر به غيرك فمن رد عليكم وقال أنكم غلاة في التصوف أنكرت عليهم ردهم ووصفته بالغلو، بطريقة الصواب معي ولن يكون مع غيري.
أنت لا تريدني أن أحمل كلام الصوفية على المعاني الاصطلاحية مع أن المعاني الاصطلاحية هي ما اصطلح عليه أهل العلم واتفقوا عليه، فإن كنت لا تريدني أن أحمله على ما اصطلح عليه العرب في لغتهم أو ما اصطلح عليه العلماء في تعريفهم فعلى ماذا تريدني أن أحمله؟!!!!
لا يمكن حمل المعاني إلا على ما اصطلح عليه أهل العلم.
لكن التصوف وضعتم له مصطلحات ومعاني لتبرروا للناس الأفعال الشنيعة هي ليست في الإسلام في شيء.
اقتباس:
وفي شذرات الذهب قرأنا: "ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم".
إن فهمت هذا الكلام جيدا وما جاء أعلاه، فستعلم مباشرة أنه لا معنى لتلك الأسئلة، سأعرضها كما يلي بلونك المفضل في

نحن نريد ما ذاقه الصحابة وفعلوا فهل كانوا يفعلون ما يفعله الصوفية اليوم؟!
فهم الحكم بيننا وبينكم فنحن نفهم الإسلام الذي فهمه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نفهمه كما فهمه ابن عربي والحلاج وغيره من الزنادقة فهؤلاء لا نجعل قولهم وفعلهم ميزان في الإسلام.
اقتباس:
ولأهل الزندقة مصطلحاتهم هذا صحيح لذلك قال حجة الإسلام "إن رد المذهب قبل فهمه والاطلاع على كنهه هو رمي في عماية"، فلا ترد عليهم، وأنت لا تعلم مصطلحاتهم، لا تفهم لغتهم وهي مجموعات من المنطلقات والتصورات التي تنبني عليها الأفكار والأحكام والمعتقدات، وإلا وقعت في الإسقاط، فيسقط التواصل، ولن تجني شيئا

.
إذا كنت تعترف أن لكل قوم مصطلحاتهم فيجب عليك أن تعرض هذه المصطلحات والمعاني على لغة الشرع ولغة العرب فما وافقها أخذنا به وما خالفها رمينها، ولا يمكن لك أن تتحجج بكون هذه اللغة تخص القوم، فما يخص الهندوس لا علاقة لنا به وكذلك ما يخص البوذيين لا علاقة لنا به، وقل أيضاً فيما يخص الصوفية فما دام أن لها لغة تخصها فهي لا تعنينا لا من قريب ولا بعيد فما يفعله الصوفي حسب لغته لا تنسبه للإسلام ولا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بل هو دين صوفي جديد أحدثه الزنادقة مضادة لدين الله عز وجل.
اقتباس:
ثم ننتظر من المتصوف أن يبين لنا معنى مراده وفعله نعم ولا. نعم عندما يتكلم في علم التصوف السلوكي الذي يهتم بالآدات والأخلاق والرقائق والزهد إلى آخره.

شابهتم إخوانكم الرافضة فعندما نقول للرافضي قولك (يا حسين أنزل علينا المطر) شرك. يقول: لا حتى تعلم نيته.
وانت كذلك تريدنا أن نسأل الصوفي لماذا تدعو صاحب هذا القبر وتستغيث بها؟
اقتباس:
ولا عندما يتكلم في الذوقيات والعرفانيات فإن كلامه ليس للفهم والبيان، ولن يبين لك المعنى فلا معنى.

إذا كان كلامه لا معنى له فهو كلام المجانيين فالمجنون هو الذي إذا تكلم بكلام لا يريد به معنى وإنما يقوله على عواهنه ولذلك مرفوع عنه القلم.
أما العاقل فلا يمكن أن يتكلم إلا بكلام يريد به معنى سواء صرح به أم لم يصرح.
ولو لم يكن هناك ضابط لهذا الكلام فكل زنديق يأتي بكلام ويقول أريد به المعنى الفلاني والآخر يقول أريد به المعنى الفلاني.
اقتباس:
أما الفعل فلا دخل له هنا والفعل شيء ظاهر لا باطن

.
لا أعلم يا شعيب كيف تمرر مثل هذا الكلام فعندما حاججتك بالفعل على القول أخذت تفرق بين أن هذا ظاهر والآخر باطن ولا أعلم كيف لمثلك يقول هذا الكلام؟!!!
فالقول ظاهر مثل الفعل فمن سجد لصنم ففعله ظاهر أمامنا ومن دعا المقبور فقوله ظاهر نسمعه وليس بباطن.
اما ما في القلب فهو الباطن.
فكما يحكم العقلاء على فعله بأن منكر فكذلك يحكم العقلاء على قوله بأنه منكر، لكن أنت جعلت القول من لغة التصوف خاص بهم، فلماذا لم تجعل فعلهم خاص بهم فكما جعلت لهم لغة خاصة بهم ينبغي عليك أن تجعل لهم أفعال خاصة بهم!!!!!
لكن القول يمكن لكم تحريفه عن مواضعه أما الفعل فأنى لكم؟!!!!
اقتباس:
فالمسلمون لا يعرفون طريقاً غير طريقته بل يعرفون وهل تكلم الرسول صلى الله عليه وعلى آله في الإيمان والأحكام وعلوم القرآن بنفس اللغة التي تكلم بها المتكلم والأخباري والمؤول؟ بالطبع لا، بل حتى في تنظيم المصحف لم يصحف ولم يرتب سور القرآن، عند من يرى أن الجمع تم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وأن الترتيب توفيقي لا توقيفي. فهذه الأشياء لغة، أقصد التبويب والتنظيم والتقسيم والتفريع والتأصيل لغات أي أدوات للتواصل، والنبي عليه السلام تكلم إلى جميع الناس، بينما الأصولي المتقدم في رسالة أصولية متقدمة يتكلم إلى طالب علم طلب أساسيات الأصلين.
فهلا بينها النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلمها المسلمون فهل بين النبي عليه الصلاة والسلام كيفية تنقيط الحروف في القرآن والتمييز بين متشابهها، أو هل بين ما المتشابه وما المحكم في القرآن حتى لا يُترك هذا لإجتهادات نعرفها تتشعب يمينا ويسارا حسب الموقف من المجاز في اللغة وفي القرآن، وحسب التوسيع والتضييق في الحكم، وحسب المدرسة في التأويل، وغير ذلك ؟ سؤال لا معنى له مع كل إحترامي لشخصك.

لن تجد إلا شيئاً جاء في الإسلام مثل مسمى الإيمان وغيره، أو شيئاً أجمعوا عليه فالإجماع حجة.
ولن تجد لهم شيئاً خالفوا فيه الإسلام، فلا يمكن لك أن تأتي بشرعة جديدة بهذه الحجة.
اقتباس:
ما استشهدت به من كلام السيوطي دعنا نطبقه على الفعل نحن نتكلم في اللغة والتواصل حول أشياء هي من الإحساس والشعور والعرفان والذوق، لا الأفعال لأن للفعل في العلوم الشرعية لغته الخاصة به تسمى الفقه، فقه العبادات، فقه المعاملات، مثلا

قلت لك لن تستطيع أن تطبق ما طبقته في القول على الفعل ولذلك أخذت تفرق بينهما. فالعبادة قول وفعل فكما.
اقتباس:
يسجد لصنم مثلاً فينبغي علينا أن لا نطلق على فعله شرك رغم أن هذا السؤال بعيد عن الموضوع، لكن أقول أن هذا الصنم إن كان كذلك أي يُتخذ في تلك البيئة كمعبود كإله يسجد له سجدة إعتقاد فإن فعله هذا شرك لاشك، وهذا الشرك في الظاهر، أما الباطن فقد لا يكون، فإن جاء إليك وقال لك يا أخي إنما فعلت فعلتي وقلبي مطمئن بالإيمان، لكن فعلت وأنا مكره، فعليك بحسن الظن بأخيك. أما إن إنحنى أمام تمثال يجسد لشخصية علمية أو سياسية من باب المتعارف عليه في تلك البيية، أو إنحنى أمام منافسه في مباراة للعبة من ألعاب الفنون القتالية، فهذا شيء آخر. وفي كل الأحوال هذه المسائل تتدخل فيها في الشرع الإسلام لغة الكلام ولغة العقيدة ولغة الفقه، لا التصوف بالمعنى الوارد هنا.

أنا سالت عن الفعل ولم أسأل عن الفاعل فهل السجود لصنم يعتبر هذا شرك في حد ذاته أم لابد من سؤال صاحب الفعل عن نيته؟!
ففرِّق بين الفعل وفاعله فمن سجد لصنم فأما الفعل فشرك لكن هل نقول لصاحبه أنه كافر مشرك؟
إن كان جاهلاً ومكرهاً وغيره من الإعذار فلا يكون كافراً ولكن فعله بحد ذاته شرك.
فنحن نتكلم عن المسمى لا عن الفاعل ولو أردنا تطبيق كلامك فينبغي علينا أن ننتظر ملايين الناس يفصحون عن مراد اعتقادهم حتى نحكم على فعلهم هل هو منكر أو ليس بمنكر.
وحتى اوضح لك أكثر: المسيحي هل قوله بان لله ابن كفر؟
بناء على كلامك لا نقول حتى نسأله ماذا تريد بقولك إن لله ابن. وهذا مخالف للشرع بل كل من قال بأن لله ابن فهذا القول كفر، وكذلك كل من سجد لصنم فهذا الفعل كفر.
ثم أنا سألتك عن الصنم الذي متعارف لدى المسلمين بأنه يُتخذ للعبادة.
اقتباس:
دعاء الأموات والاستغاثة بهم والطواف على قبورهم لا نريد أن نحول الموضوع إلى الخوض في التوسل والتبرك، وهذا على كل حال، للفقه، لا للتصوف. ورأيى في هذه الأشياء أبديته من قبل في موضوع آخر، إذ قلت لا تميل نفسي لأي توسل ولا تبرك ولا تعظيم من أي نوع كان وكيفما كان، وأن بعض الذي أختلف فيه ينبغي تأويله التأويل الصوفي الحق، فلا توسل لا بصالح حي ولا بصالحة ماتت.

أنا لم أسالك عن رأيك بل عن فعل المتصوفة فهم من يفعل ذلك فأنت مشكلتك أنك تدافع عن التصوف وفي نفس الوقت تتبرأ من أفعالهم، دعاء الأموات والتوسل بهم والطواف على قبورهم شيء في دين التصوف معلوم بضرورة دينهم فلا يمكن لكن أن تتبرأ منه إلا أن تتبرأ من التصوف جملة وتفصيلا خاصة تصوف القرون الأخيرة.
فأنت مثل اثني عشري يدين بدين الاثني عشرية لكنه يقول لا أستغيث بالحسين ولا أسب الصحابة!!!!!!!!!!!!
اقتباس:
وقولهم في وحدة الوجود إن قال في الوحدة والإتحاد والحلول والفناء بكلام يعارض ظاهره، ظاهر كلام آخر قاله في مناسبة أخرى حيث يناسب الثاني ظاهر التوحيد، فيحمل الثاني على الأول، فالأول في الذوق، والثاني في التصور. وهذا السبب كثير من الناس لا يفهم بعض المتصوفة، وكلامهم في غالب الأحيان متعارض، وهذا طبيعي جدا، إن أنت فهمت ما نحن بصدد الحديث عنه وهو أن ألفاظهم وعباراتهم لا تحمل على المعاني الإصطلاحية، فوحدة الوجود في الإصطلاح خطأ، وفي لغة التصوف شهادة.

أنت تفتح مجالاً للزنادقة ليقولوا ما يشاؤون، فتخيل أن يأتي مسيحي ويقول أيها المسلمون أنتم في اصطلاحكم أن قول (إن لله ولد) فهذا معناه عندكم يا مسلمين أن الله وُلد له مولود. لكن في اصطلاحي أنا (الذي هو المسيحي) ليس كاصطلاحكم بل أريد به معنى آخر!!!!!
وياتي آخر ويقول أيها المسلمون أنتم إذا قال القائل (يا ولي أنزل علينا المطر) أن هذا طلب من الولي بما لا يقدر عليه إلا الله. اما عندي انا فلا أريد به هذا المعنى، بل أريد معنى آخر.
ويأتي آخر وآخر وهكذا يُفتح الباب لكل زنديق ليقول في دين الله ما يشاء.
مالك يا شعيب تعقل وحكم عقلك ولا تتعصب إلا للحق.
سؤالي يا شعيب: على ماذا بُنيت لغة التصوف وكيف تتكون لغة التصوف؟






 
قديم 30-10-15, 10:51 PM   رقم المشاركة : 5
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


مرحبا بك أخي العزيز منهج السالكين.

أولا وقبل كل شيء، سأحاول قدر الإمكان تجاهل كل ما لا صلة له بالموضوع، مما يتعلق بالنقد المذهبي الطائفي لمذهب وطائفة، وسأحاول تجاهل الأحكام التعميمية، لأقتصر على مداخلات أظن تتعليق بموضوعي هذا: "لغة المتصوف: هكذا قال محي الدين".

لم أصفك بالغلو بل وصفت التعقيب بالغلو إذ بدأ التعثيب هذا ابالحكم وإنتهى به أي دخلت النقاش حول لغة المتصوف بأحكام مسبقة حول التصوف والمتصوف، إستفتحت كذلك (أنكرت عليهم ردهم ووصفته بالغلو).

أنا لا أريد منك ولا من غيرك شيئا فما أنا على الناس بمسيطر، وأكتفي بعرض ما أراه صوابا في تقييم بعض من يدعي التصوف وبعض أعداء التصوف، والألفاظ لا المعاني تحمل على المعاني المتعارف عليها وهذا يكون في العقائد والكلاميات والإلهيات والطبيعيات والإنسانيات والفقهيات والتأويلات، لا في فنون أخرى كالعرفانيات والذوقيات، فعندما يعرض عليك الفنان التشكيلي لوحة من لوحاته الفنية يعرض عليك رموز، فهي بمثابة الإشارة الصوفية تقريبا، أما تفاعلك أنت مع هذه الرموز فمما يقف على ذوقك ومدى تجانس إحساسك الفني مع إحساس الرسام، وقد ترى أنت في اللوحة خطوطا وطلسمات وألوان بينما يرى الآخر عملا جليلا ذي أبعاد عميقة (مع أن المعاني الاصطلاحية هي ما اصطلح عليه أهل العلم واتفقوا عليه).

وهذا مضمون هذا الموضوع، ليس إلا.

أن أحمله على ما اصطلح عليه العرب في لغتهم: نعم، إن كان خطابا فلابد.
أو ما اصطلح عليه العلماء في تعريفهم: نعم، إن كان يتكلم في علم من العلوم التي تعمل بالإصطلاحات والمتعارف عليه من المشترك في التواصل، فلابد.
فعلى ماذا تريدني أن أحمله؟!!!
! لا يُحمل ولا يُطلب منك أن تحمل ولا أن تبين ولا أن تؤول. إن لم تكن منهم، وإن كنت من أهل الظاهر، فشأنهم لا يع************، وإن كنت ممن يطلب المقامات، فألفاظهم وعباراتهم، أي تلك الإشارات، إما تجدها أو لا تجدها، أي هي على مجرى الوجدان والإحساس الباطني والكشف والذوق، لا مجرى الفهم ولا مجرى عمل الجوارح ولا مجرى عمل اللسان. أي مما تجد في نفسك وكيانك الداخلي برمته، كما قالت الصحابة (إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به) . عليه سؤالك لا محل له من الإعراب.

لا يمكن حمل المعاني إلا على ما اصطلح عليه أهل العلم. هذه جملة غير مفهومة، لكن تقصد الألفاظ طبعا، لا المعاني. وفي الإصطلاح هناك علاقة بين اللفظ والمعنى، أما في لغة التصوف، فلا، لأن الألفاظ الصوفية تحمل على معان متقلبة بتقلب أحوالهم الوجدانية، يخاطبون بها من خبر هذه الأحوال وثبتت له أوصافها. أما المتصوف الذي يتكلم في الفقه والتفسير والحديث والسلوك باللغة العلمية، فإن كلامه مثل كلام غيره من العلماء. ويجب أن تفهم هذا الفرق، وإلا خضت في شيء لا علاقة له بالموضوع.

التصوف وضعتم له مصطلحات ومعاني لتبرروا للناس الأفعال الشنيعة هي ليست في الإسلام في شيء.. ليس للتصوف الذي نتحدث عنه هنا مصطلحات وكل الموضوع من ألفه إلى ياءه هو نفي الإصطلاحية، فما معنى هذه الردود ؟ قف لحظة، أعد قراءة المشاركة الإفتتاحية بشكل جيد، قبل أن تستمر في الرد - وأنت لا ترد على المكتوب بل تحمل المكتوب هنا على تصورات تتصورها، وأحكام مسبقة .. وهذه طريقة لن تجدي نفعا، بل يجب أن ترد على المكتوب كما هو. ثم في كل الإتجاهات والفرق والمذاهب أفعال شنيعة ليست هي في الإسلام في شيءـ كما في كل العلوم من التأويل إلى الفقه أشياء ليست من الإسلام، وإلا لا معنى لكلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديثه عن الآفات الثلاثة التحريف، الإنتحال والتأويل. وهذا طبعا كلام لا يفهمه الحزبيون في المذاهب والفرق والملل والنحل بما في ذلك بعض الصوفية.

ما ذاقه الصحابة وفعلوا فهل كانوا يفعلون ما يفعله الصوفية اليوم؟! ما ذاقه الصحابة لا تعرفه لا تعلمه، ولا أحد قادر على ذلك، فإما تتذوق كما تذوقوا أو لا، فإن تذوقت ما تذوق الأولياء من الصالحين الواصلين منهم، أدركت وكشفت ووصلت، وفهمت بعض مقولاتهم أحسن فهم، من الذين وقفوا عند النص وتحليله بالإصطلاحية. أما الفعل فلا دخل له في الموضوع، فنحن نتحدث عن لغة، عن أدوات للتواصل، لا الفعل، فللفعل لغته كما قلت وأكرر، لغة الفقه، فقه المعاملات والعبادات مثلا، وفي الفعل فعل بعض الصحابة ما لم يفعله الآخر من الصحابة، ويفعل المسلمون اليوم كلهم بعض ما لم يفعله الصحابة.

هم الحكم بيننا وبينكم فنحن نفهم الإسلام الذي فهمه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نفهمه كما فهمه ابن عربي والحلاج وغيره من الزنادقة فهؤلاء لا نجعل قولهم وفعلهم ميزان في الإسلام .. هذا يخصك أنت يا أخي، لا أنا، ولا علاقة له بالموضوع، ولا علاقة له بمذاهب وإتجاهات أخرى، والذي عندك زنديق هو كذلك عندك، لا يهمني في شيء، ولا يهم الموضوع، ولا يمكن لك تحريف مسار الموضوع ولا تبرير غلوك التعميمي ضد الصوفية بممارسة الوصاية، وادعاء إمتلاك حقيقة فهم الصحابة دون باقي المسلمين، كما لا يمكن للمتعصب من المذهب الآخر أن يمارس الوصاية، أو يكتسب الحق بمجرد إدعاء إمتلاك حقيقة فهم أهل البيت، ورمي أئمة كبار بالزندقة .. هذه الطائفية لا تساهم في أي شيء، بل تزيد الطين بلة، وتبعد مزيد من الشباب عن الإسلام كملة وكدين برمته، لكن ربما لا تدري هذه الحقائق لكونك تعيش في عالم تصطنعه في مخيال لا وجود فيه إلا لمتسلف ومتصوف ومتشيع.. هيهات. ثم إن الكلام هذا عندي باطل فلا أحد من المسلمين يريد فهم الصحابة، ولا أحد يستطيع، إلا إذا قمنا بنسخ إدراكاتهم وأمخاخهم ووضعناها مكان أمخاخنا، وأن لنا هذا؟ بل كل ما تستطيع هو أن تطلب الفهم الصحيح لما يقال عنه فهم أو تأويل أو تطبيق سلفي، ومع مرور الوقت وطول الزمن، لا يمكن أن تطلب إلا الفهم الصحيح لفهومات متوسطة لأفهام الصحابة، وهذا طبيعي لمن يفهم تكتل المعرفة والممارسة التأويلية، فتكلم في الموضوع الذي هو لغة التصوف، ولا تفرغ علينا كاسيط حفظناها عن ظهر قلب.


أن لكل قوم مصطلحاتهم فيجب عليك أن تعرض هذه المصطلحات والمعاني على لغة الشرع ولغة العرب: نعم عندما نتحدث في الإصطلاحية والنصية، لا العرفانية الذوقية، لأن الأخيرة لا تعرض، ولا يمكن عرضها على شيء مهما كان ..


قل أيضاً فيما يخص الصوفية .. وفيما يخص السلفية، وفيما يخص السنية، وفيما يخص الشيعية، وفيما يخص الإعتزالية .. وفيما يخص التفسيرية وفيما يخص الحديثية وفيما يخص الكلامية وفيما يخص الفقهية ... ماذا تقول بالضبط؟ هل تريد أن تقول أنك أنت القرآن وأنت النبي تمشي على رجليك ؟ نعم عندما نصبح قرآنا وأنبياء فلا حاجة لأي لغة ولا حاجة لأي مدرسة في التأويل ولا حاجة لأي شيء .. وهذا محال.

ما يفعله الصوفي حسب لغته لا تنسبه للإسلام ولا لشريعة .. وما يفعله المعتزلي، وما يفعله السني، وما يفعله الشيعي، وما يفعله السلفي، وما يفعله الخارجي .. دين جديد، أحدثه الزنادقة أو التواصب أو الروافض أو الغلاة أو المبتدعة أو أهل الضلال أو أهل التحريف أو الملحدة، وغير ذلك من الأوصاف التي يطلقها المتنطعون.. وكذلك ما يقوله الفقيه والمؤول والمفسر والأخباري والمتكلم .. حسب لغته لا تنسبه للإسلام ولا للشريعة.


كلامه لا معنى له فهو كلام المجانيين.. بل له معنى لكن غير إصطلاحي غير نصي كما قلت وكررت.

المسيحي هل قوله بان لله ابن كفر؟ .. هذا المسيحي يتكلم بلغة لاهوتية في العقائد، أم بلغة صوفية في الذوقيات ؟

سؤالي يا شعيب: على ماذا بُنيت لغة التصوف وكيف تتكون لغة التصوف؟
هذا سؤال هو خلاصة تعقيبك فأنت قمت بالرد على صور صنعتها لا على الموضوع والمكتوب وقمت عمدا بخلط الوجدان بالفعل بالقول، والإشارة بالعبارة، واللفظ بالمعنى، والمعنى بالإصطلاح.. سؤال أجبت عليه في أول مشاركة بالنقل من كتاب الشذرات وتجديد المنهجن فأقرأ أولا، وبعد ذلك الرد على ما يقال، لا الكاسيط السلفي أو المتسلف حول الصوفية والتصوف والمتصوفة، لأن هذا الكاسيط أحفظه عن ظهر قلب ولن تأتي بجديد في هذا المضمار.






التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» التوسل إلى الله بدعاء الصالح الحي
»» مقتطفات من الاعتصام للإمام الشاطبي رحمه الله
»» الجوهر و العرض في فلسفة المتكلمين
»» طلب خاص من جميع المسلمين في هذا الملتقى المبارك
»» هل صلاة الجمعة فريضة؟
 
قديم 30-10-15, 11:54 PM   رقم المشاركة : 6
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة لم أكن أتصور أن تكون عاجزاً لهذه الدرجة عن الدفاع عن موضوع لك مدة من الزمن وانت تحدث نفسك بكتابته ومن شدة عجزك أنك خرجت عن أسلوبك في الطرح وهو ما عهده عنك (من باب الإنصاف أقول) حتى اخذت تهاجم والعصيبة واضحة من ردك، لكن لا عليك أتقبله منك من اجل الحوار والوصول للحقيقة.
اقتباس:
أنا لا أريد منك ولا من غيرك شيئا فما أنا على الناس بمسيطر، وأكتفي بعرض ما أراه صوابا في تقييم بعض من يدعي التصوف وبعض أعداء التصوف، والألفاظ لا المعاني تحمل على المعاني المتعارف عليها وهذا يكون في العقائد والكلاميات والإلهيات والطبيعيات والإنسانيات والفقهيات والتأويلات، لا في فنون أخرى كالعرفانيات والذوقيات، فعندما يعرض عليك الفنان التشكيلي لوحة من لوحاته الفنية يعرض عليك رموز، فهي بمثابة الإشارة الصوفية تقريبا، أما تفاعلك أنت مع هذه الرموز فمما يقف على ذوقك ومدى تجانس إحساسك الفني مع إحساس الرسام، وقد ترى أنت في اللوحة خطوطا وطلسمات وألوان بينما يرى الآخر عملا جليلا ذي أبعاد عميقة (مع أن المعاني الاصطلاحية هي ما اصطلح عليه أهل العلم واتفقوا عليه).

وكل رسام له لغته فأي لغة تكون هي الحقيقة وما سواها باطل؟!!!
ألم أقل لك تريد فتح الباب لكل زنديق يصف لنا مشاعره ووجدانها ليقول للناس هذه هي لغتي ثم ينسبها للإسلام، والإسلام منها براء.
اقتباس:
أن أحمله على ما اصطلح عليه العرب في لغتهم: نعم، إن كان خطابا فلابد.
أو ما اصطلح عليه العلماء في تعريفهم: نعم، إن كان يتكلم في علم من العلوم التي تعمل بالإصطلاحات والمتعارف عليه من المشترك في التواصل، فلابد.

إذاً لغة التصوف ليست من لغة الشرع الذي اصطلح عليه العلماء ولا من لغة العرب التي اصطلح عليها اللغويين؟
إن كان كذلك فتكلم يا عزيز عن لغة التصوف كما يتكلم السحرة عن سحرهم والفساق عن فسقهم وما درجوا عليه من لغة هي ليست من الشرع.
اقتباس:
فعلى ماذا تريدني أن أحمله؟!!!! لا يُحمل ولا يُطلب منك أن تحمل ولا أن تبين ولا أن تؤول. إن لم تكن منهم،

هل النبي صلى الله عليه وسلم منهم؟
إن كان منهم وجب عليه أن يبين لأن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} وأخبر المصطفى أنه ما من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته لخير ما يعلمه لها. فهل كتم النبي صلى الله عليه وسلم.
أما إن لم يكن منهم فلا أريد لغة تضاهي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
اقتباس:
أما في لغة التصوف، فلا، لأن الألفاظ الصوفية تحمل على معان متقلبة بتقلب أحوالهم الوجدانية، يخاطبون بها من خبر هذه الأحوال وثبتت له أوصافها.

إذاً هي لغة غير ثابتة ومتقلبة كما تقول ولعلي أسألك إن كان النبي صلى الله عليه وسلم من أهل هذه اللغة فهل تبليغه للرسالة مرهون بتقلبات أحواله ومزاجه؟!!!!
اقتباس:
ما ذاقه الصحابة وفعلوا فهل كانوا يفعلون ما يفعله الصوفية اليوم؟! ما ذاقه الصحابة لا تعرفه لا تعلمه، ولا أحد قادر على ذلك، فإما تتذوق كما تذوقوا أو لا، فإن تذوقت ما تذوق الأولياء من الصالحين الواصلين منهم، أدركت وكشفت ووصلت، وفهمت بعض مقولاتهم أحسن فهم،

إن كان ما تقول صحيحاً وهو أن الصحابة لهم ذوق تذوقوه لا نعرفه فعل صرحوا بقول أو بفعل مبني على ما تذوقوه؟
إن قلت: لا، قلنا لك فلماذا يصرح ابن عربي بوحدة الوجود بما تذوقه هو (على حد قولك) لماذا لم يكتم ذلك كما كتم الصحابة؟!!!
وإن قلت بل صرح الصحابة بقولهم وفعلهم، قلنا لك أعطنا قولاً واحداً أو فعلاً واحدا مما يفعله الصوفية اليوم. وأنى لك هذا!!!!!!!
وكيف أنت عرفت وعلمت ما يريده ابن عربي من قوله بوحدة الوجود هل تذوقت ما تذوقه ابن عربي حتى فهمت مراده وكلامه
اقتباس:
ثم إن الكلام هذا عندي باطل فلا أحد من المسلمين يريد فهم الصحابة، ولا أحد يستطيع، إلا إذا قمنا بنسخ إدراكاتهم وأمخاخهم ووضعناها مكان أمخاخنا، وأن لنا هذا؟

ما هذا يا شعيب كيف لمثلك يقول مثل هذا الكلام، كيف لا يستطيع أحد أن يعلم فهم الصحابة أنا سأعطيك مثالاً على علمي بفهم الصحابة فآية {ومن لم يحكم بما أنزل الله} فسرها ابن عباس بأنه كفر دون كفر، وهذا فهم ابن عباس علمناه ووعيناه فكيف تقول إننا لا يمكن لنا أن نعلم فهم الصحابة؟!!
وقس على ذلك كثير
ففهم الصحابة وعملهم في الإسلام ميزان بيننا وبينكم، ولكن لن تجدوا صحابياً واحداً يقول بما تقولون به ولو كنا لا تستطيع أن نعلم فهم الصحابة لما وصل إلينا الإسلام اليوم.
اقتباس:
أن لكل قوم مصطلحاتهم فيجب عليك أن تعرض هذه المصطلحات والمعاني على لغة الشرع ولغة العرب: نعم عندما نتحدث في الإصطلاحية والنصية، لا العرفانية الذوقية، لأن الأخيرة لا تعرض، ولا يمكن عرضها على شيء مهما كان

إذا كانت لا تُعرض فهل النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده استطاعة لعرضها أم كان يستطيع لكنه كتمها؟!!
أم لم يكن من أهلها أصلاً؟!!!
اقتباس:
كلامه لا معنى له فهو كلام المجانيين.. بل له معنى لكن غير إصطلاحي غير نصي كما قلت وكررت.

هل كلامه من الشريعة أي مما يتعبد به لله عز وجل؟
إن كان نعم فهذا كتم للشريعة فكيف ينزل الله أمراً لا يمكن عرضه على الناس؟!
وإن كان ليس من الشريعة فكل ما ليس من الشريعة مما يتعبد به لله فهو زندقة وبدعة مردودة على صاحبها.
اقتباس:
المسيحي هل قوله بان لله ابن كفر؟ .. هذا المسيحي يتكلم بلغة لاهوتية في العقائد، أم بلغة صوفية في الذوقيات ؟

بالعربية.
سؤالي يا شعيب: على ماذا بُنيت لغة التصوف وكيف تتكون لغة التصوف لا تتهرب وأجب؟






 
قديم 31-10-15, 01:17 AM   رقم المشاركة : 7
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


مرحبا بك مرة أخرى أخي الحبيب منهاج السالكين وأعتذر لك عن الأخطاء المطبعية في ردي السابق إذ كنت في عجلة من أمري، أما الأخطاء النحوية فلن أعتذر عنها إذ أخلط العامية في العربية بوعي وبغير وعي مني.

لم أكن أتصور أن تكون عاجزاً لهذه الدرجة عن الدفاع: إن كنت ترى في طرحي مباراة أو صراع فيه هزيمة وفوز وقوة وضعف وتعادل وهجوم ودفاع قتالي، فهذا شأنك أنت، لا علاقة لي أنا به.

أسلوبك في الطرح وهو ما عهده عنك (من باب الإنصاف أقول) حتى اخذت تهاجم والعصيبة واضحة من ردك
: أنا ما هاجمت إلا بعض الجوانب في الأسلوب، وما وصفت هذا الأسلوب بزندقة ولا أخواتها، مما نعاهده من المتنطعين.

لكن لا عليك أتقبله منك من اجل الحوار والوصول للحقيقة: ليس هذا المراد من الموضوع، أعني الحقيقة، بل حقيقة، أو حقيقة لغة المتصوف وهو يخوض في التصوف العرفاني الذوقي.

كل رسام له لغته فأي لغة تكون هي الحقيقة وما سواها باطل؟!!! سؤال أفهم منه أن حديثي أنا في واد وحديثك في وادي آخر. نسألك الله اللطف. لغة الرسم لغة الفن، أدوات للتواصل، للتعبير عن أحاسيس أو لتوصيل فكرة، أما كيف تصل وكيف يستقبلها الفنان فشيء يقف على التجربة وعلى التذوق الفني للأشكال الرسمية، وليس هناك أحاسيس باطلة وأخرى صائبة، فالصواب والخطأ في المقولة والخطاب والتأويل والتصور، وكل شيء تنطبق عليه الأحكام هذه. ثم إن سؤالك هذا شبيه بمن يسأل: لكل قوم لغته هذا فرنسي وهذا هندي وهذا عربي، فأي لغة تكون الحقيقة وما سواها باطل؟ سؤال لا معنى له.

تريد فتح الباب لكل زنديق يصف لنا مشاعره ووجدانها ليقول للناس هذه هي لغتي ثم ينسبها للإسلام، والإسلام منها براء. وهذا غير صحيح بل إن المقولة الفقهية تنسب للفقه، والمقولة التفسيرية تنسب للتفسير، والمقولة الكلامية للكلام، والأخبارية للعقيدة، والفلسفية للفلسفة .. لا تنسب للدين بل لفهم الدين، ودرجة صحة الفهم بدرجة إقترابه وبعده عن الدين، فالمقولة الصوفية كذلك، أما الإشارة الصوفية فلا تنسب لا للدين ولا للتدين ولا لفهم الدين، بل لتذوق وكشف وتجربة ووجدان، أي تذوق معاني تدينية في أعماق الذات الجوهرية، فهي تنسب لصاحبها ولا تعني شيئا لغيره، يخاطب بها من خبر هذه الأحوال وثبتت له أوصافها، لا من يريد أن يفهم الإشارةـ، ولا من يريد أن يعرض الإشارة على نص فقهي أو كلامي أو فلسفي، ولا من يريد أن يعرض الإشارة على قواعد النحو والإعراب والصرف .. فإلى متى أبقى أشرح هذه الأبجديات، وأعلّق على تعليقات بعيدة عن أصل الموضوع بعد المشرق عن المغرب؟


لغة التصوف ليست من لغة الشرع الذي اصطلح عليه العلماء ولا من لغة العرب التي اصطلح عليها اللغويين؟ إن كنت تقصد بالشرع الإسلام فهذه اللغة لغة الفقه والتفسير، وإن كنت تقصد الإيمان فهذه اللغة لغة العقائد والكلام والفلسفة والتأويل، وإن كنت تقصد الإحسان فلغته لغة التصوف السلوكي والعرفاني، والتصوف العرفاني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وعندما يصل العبد لهذه الدرجة فإنه لا يرى إلا الله ولا يرى شيئا مع الله بل الله مع الأشياء، وفي ذاته أي في تجربته الذاتيه وهو يخوض هنا تذهب الأشياء في أحاسيسه هباء منثورا فلا هي ولا غيرها، وإنما الله، فإن أراد أن ينطق ليتواصل مع الآخر يستخدم الألفاظ إن كتب أو الإشارات الجسدية إن كنت معه، والآخر هذا ليس كل من هب ودب، فرسالة الطبيب لك إلى المستشفى للمتخصص هناك لا للفلاح أو الصيدلي، كذلك المتصوف بإشارته يطلب من خبر الأحوال وثبتت له صفاته .. وقد ينطق أحيانا بالخطأ من حيث الظاهر عندما من أراد الفهم لا الذوق، إلا أن المتصوف مثله لا يفهم الخطأ ولا يراه، بل يتذوق المراد وهذا المراد معنى وجداني متقلب متحرك حي، مثل من قال فرحا اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح لكن أخطأ في التعبير في الظاهر في الخطاب ليس في المراد فمن شهد عاين حاله وهو يجد ضالته علم أنه أراد العكس .. أما المتصوف الذي يتكلم في التصوف السلوكي فهو يقصد ما يعني وفي لغة التصوف السلوكي إرتباط اللفظ بالمعنى ليس كإرتباط الإشارة بالوجدان ولهذا هذه لغة فقهية تخوض في الآداب والرقائق والأخلاق والقيم. أما بالنسبة للغة فالمتصوف العرفاني يستخدم نفس الألفاظ في اللغة التي يستخدمها عربية أو أعجمية كانت لكنه ليس كما يتكلم اللغوي الفقيه في اللغة ولا كما يتكلم النحوي مثلا، لا، لأنه ليس لغويا وهو يخوض في العرفانيات بل صوفيا، ولذلك تسمى الإشارة . إلى ماذا تشير؟ تشير إلى ما تتذوقه فإن تذوقته كما تذوق نطقت كما نطق أو بما يشبه ما نطق، ولهذا هناك قاسم مشترك بين العرفانيين في كل الثقافات وفي كل الملل والنحل، وفي جميعها المتصوف مرفوض من طرف النخبة اللاهوتية، لأن ظاهر كلامه تعارض مع لاهوتياتهم، وأحيانا التعارض صحيح كما التعارض بين اللاهوت الهندوسي والمتصوف الهندوسي، أما في الإسلام فلا تعارض، لأن الله هو الوجود الحق وغيره باطل، والبطلان هذا من حيث القيومية في اللاهوت، أما في العرفان فالباطل هنا حسب الذوق.

وجب عليه أن يبين لأن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} وأخبر المصطفى أنه ما من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته لخير ما يعلمه لها. فهل كتم النبي صلى الله عليه وسلم: كل العلوم والفنون في الإسلام أصّل أصولها، وقعّد قواعها، وأرسى منطلقاتها، ووضع مصطلحاتها، وحدد معالمها .. الخلف، لا النبي عليه السلام، ولا السلف الأول، حتى قواعد اللغة ومدارسها في النحو والضبط والرسم .. فما معنى هذا السؤال؟

لغة غير ثابتة ومتقلبة كما تقول .. كما أقول، وأين قلت؟ تكلمت عن المعاني، أما اللغة هذه فهي: عبارات + ألفاظ = إشارات؛ تشير إلى معاني متقلبة حسب تقلب الذوق والكشف والتجارب الوجدانية.

أن الصحابة لهم ذوق تذوقوه لا نعرفه فعل صرحوا بقول أو بفعل مبني على ما تذوقوه؟ ... قلنا لك فلماذا يصرح ابن عربي بوحدة الوجود بما تذوقه هو: وهل إعتقد الصحابة؟ أين صرحوا بلفظ "عقيدة"، أو "توحيد الأسماء والصفات"؟ هل إعتقد الصحابة بالعلو الذاتي من غير تمثيل لا تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل كما يقول الأخباريون، أو هل إعتقدوا بالعلو المعنوي كما يقول بعض المتكلمة؟ فأين صرحوا بهذه العبارات والألفاظ؟

هل تذوقت ما تذوقه ابن عربي حتى فهمت مراده وكلامه .. أقول وأكرر الأمر ليس بكلام، بل إشارات: تقول كلام. أقول لا يُفهم بل يُتذوّق تتكلم عن الفهم والبيان. إن كنت لا تفهم إلا اللغة المادية فإنك لا دخل لك في اللغات المعنوية، لا تتدخل فيها ولا تحكم عليها، وإن كنت لا تفهم إلا اللغة الطبيعية فلا تتدخل في اللغة الإنسانية فتذهب لتدرس الفيزياء والبيولوجيا لا الأنتربولوجيا والسوسيولوجيا مثلا. بدل كل هذه الأسئلة في كل التعليقات، التي لا معنى لها، عندي، من حيث عدم إرتباطها بأصل الموضوع.

وهذا فهم ابن عباس علمناه ووعيناه فكيف تقول إننا لا يمكن لنا أن نعلم فهم الصحابة؟!! فهمه هو أو بالأحرى فهم ينسب إليه أما ما تعلمه أنت أو تظن أنك تعلمه فهو فهمك لفهمه، وفي الحقيقة هو فهمك أنت لفهومات متسلسلة لفهمه، وليس فهم غيرك مثل الذي ضرب الرواية عرض الحائط لعلة في السند مثلا، أو وضع الرواية إلى جانب روايات أخرى، أو من يقول لا يهمني في زماني حكم من لا يحكم بما أنزل الله بل أريد فهم ما "ما أنزل الله" قبل كل شيء، أو من جمع بين ما ينسب لإبن عباس بروايات أخرى تنسب لغيره .. أما من حيث التطبيق والعمل بالفهم فليس تطبيقك أنت تطبيق غيرك فقد ترى أنت أن الكفر دون الكفر لا يستوجب الخروج (ثورة، مظاهرات، إعتصامات، عمل نقابي، عمل عسكري، إضراب، تشهير، إعلان الرفض في المنصات النقاشية، التعبئة الجماهيرية...) بينما يرى غيرك أن الكفر دون الكفر يستوجب الخروج، والثالث يستوجب الخروج بشروط مقيدة، والرابع يقول لا يهمني آكفر أم كفر دون كفر أم سحابة في الفضاء والذي يهمني هو هناك ظلم وإظطهاد عليه لابد من التحرك السلمي والجمعوي .. إلى آخره. أنت تتعجب من هذا الكلام، ومتعصبو الشيعية قد يتعجبون عندما أقول لهم فهمكم لفهومات سلفكم لفهومات تنسب لآل البيت لأنهم كذلك يدعون إحتكار إتباع وفهم آل البيت، فأنت تريد ممارسة الوصاية، وادعاء إمتلاك الحقيقة في فهم الصحابة واتباعهم ..

سؤالي يا شعيب: على ماذا بُنيت لغة التصوف وكيف تتكون لغة التصوف لا تتهرب وأجب؟
أجبت وكررت الإجابة لكن حولت الموضوع كله إلى نشر كاسيط تسلّفي معروف.. هذه حقيقة ما يجري، أتكلم في لغة التصوف هكذا تكلم إبن عربي، فإذا بالموضوع يتحول إلى نقاش حول دعوة سلفية "الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة".. وهذا إلحاد في الموضوع، فأنا أتحدث عن شيء مخصوص، ونقلت فيه أقولا. ومن العيب تحريف الموضوع من حوار حول هذه اللغة إلى حوار الصوفية - السلفية، وهو حوار في الغالب طائفي، فلا تعني حجج السلفية للمتصوف شيئا، كما لا تعني حجج الصوفية للسلفية شيئا، لهذا الحوار يكون في الفهم، وهذا الشريط لفهم لغة خاصة بالمتصوفة، كما للفقهاء لغة خاصة بهم ..








التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» حقيقة العرفان لأبو الفضل البرقعي
»» دولة اسلامية على الطريقة الايرانية (ولاية الفقيه) أم دولة علمانية أفضل؟
»» نقول لا للتكفير
»» افتراءات و خرافات في أفلام الرافضة
»» لماذا أنت إسماعيلي؟
 
قديم 31-10-15, 06:31 AM   رقم المشاركة : 8
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


كلما حاججناك اتهمتنا بالخروج عن الموضوع
وحتى لا تتهمنا بالخروج عن الموضوع أعيد عليك السؤال الذي هو من لب الموضوع ولن أحيد عنه حتى أسمع إجابتك عنه فأنت تتكلم عن لغة التصوف ويلزمك أن تبينها لنا من جميع الجوانب
سؤالي يا شعيب: على ماذا بُنيت لغة التصوف وكيف تتكون لغة التصوف؟






 
قديم 31-10-15, 07:44 AM   رقم المشاركة : 9
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


حياك الله أخي الكريم منهج السالكين.
لم أر حوارا إن سمحت لي بالتعبير عن رأيي من غير نفاق، فمن أول رد حكم مليئ بالوصايات وبتحريف الموضوع، ثم الجدال من خلال تكرار سؤال أجبت عليه كم من مرة؟ أكثر من عشرة مرة، فكل كلام قلت فيه أن لا علاقة في لغة التصوف تربط الألفاظ بالمعاني الإصطلاحية، جواب، فعد كم من مرة أجبت. ستقرأها أكثر من عشرة مرة. فأي شيء لم تفهمه؟ ليس لدي جواب آخر غير ما قلت، ولن أصطنع إجابة على المقاس أو كما تريد لتذهب بها أين تكلم النبي عليه السلام بهذه اللغة أو أين تكلم بها الصحابة رضي الله عنهم، لأن الذي يقال في هذه اللغة يقال في كل لغات العلوم والفنون الإسلامية. أي تستخرج من علوم التفسير والتأويل، والحديث، والفقه، والكلام، والفلسفة وعلوم القرآن تلك العبارات والألفاظ والأنساق وأدوات التواصل لم يتكلم بها لا النبي لا الصحابة. فحاول تجاوز تلك العقبة التي تضيق من معنى البدعة وتوسع في الحكم بها لأنها لا تصلح، وقل لي ما هو الكلام الذي لم تفهمه في المشاركة الأصلية الأولية، من كتاب الشذرات وتجديد المنهج.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» التوسل إلى الله بدعاء الصالح الحي
»» الشيعة عند أهل البيت و أحفادهم
»» لغة الصوفي/ هكذا قال محي الدين!
»» نقول لا للتكفير
»» في (صوفية) الحوار
 
قديم 31-10-15, 11:05 AM   رقم المشاركة : 10
منهج السالكين
(أبو معاذ) مشرف سابق







منهج السالكين غير متصل

منهج السالكين is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعيب الاشباني مشاهدة المشاركة
   حياك الله أخي الكريم منهج السالكين.
لم أر حوارا إن سمحت لي بالتعبير عن رأيي من غير نفاق، فمن أول رد حكم مليئ بالوصايات وبتحريف الموضوع، ثم الجدال من خلال تكرار سؤال أجبت عليه كم من مرة؟ أكثر من عشرة مرة، فكل كلام قلت فيه أن لا علاقة في لغة التصوف تربط الألفاظ بالمعاني الإصطلاحية، جواب، فعد كم من مرة أجبت. ستقرأها أكثر من عشرة مرة. فأي شيء لم تفهمه؟ ليس لدي جواب آخر غير ما قلت، ولن أصطنع إجابة على المقاس أو كما تريد لتذهب بها أين تكلم النبي عليه السلام بهذه اللغة أو أين تكلم بها الصحابة رضي الله عنهم، لأن الذي يقال في هذه اللغة يقال في كل لغات العلوم والفنون الإسلامية. أي تستخرج من علوم التفسير والتأويل، والحديث، والفقه، والكلام، والفلسفة وعلوم القرآن تلك العبارات والألفاظ والأنساق وأدوات التواصل لم يتكلم بها لا النبي لا الصحابة. فحاول تجاوز تلك العقبة التي تضيق من معنى البدعة وتوسع في الحكم بها لأنها لا تصلح، وقل لي ما هو الكلام الذي لم تفهمه في المشاركة الأصلية الأولية، من كتاب الشذرات وتجديد المنهج.

أنت مشكلتك أنك وضعت موضوعاً لا تريد من أحد أن يناقشك فيه، فأنت تراه صوابا لا يحتمل النقاش ولذلك عندما ناقشتك فيه أخذت تتملص منه ولم تستطع حتى شرحه، لماذا؟
لأن شرحه سيبين ضلاله ومدى بعده عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما تريد إخفاءه يا شعيب.
فسؤال بديهي سألتك إياه على ماذا بنيت لغة التصوف ومما تتكون؟ لم تستطع الإجابة عليه لأنك لن تجد ضابطاً سيتفق عليه مجانين التصوف فكل مجنون يحدثك بلغته وشعوره ووجدانه فهي في الحقيقة خرافات وظلمات بعضها فوق بعض.
أما علم التفسير والفقه وغيره من العلوم الإسلامية فكلها علوم بنيت على أصول ولم تبن على شعور ووجدان المجانين يا شعيب فكيف تقارن هذا بهذا؟!!!
هل تعلم صحابيا واحدا ألف علماً أو لغة بناء على أحاسيسه وشعوره ووجدانه؟!!!!
هل ألف الشافعي في أصول الفقه (الرسال)ة بناء على أحاسيسه ووجدانه وشعوره؟!!!!
تعقَّل يا شعيب ولا تقس كلام المجانين على كلام أئمة الهدى






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "