يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعليقاً على حديث رسول الله ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) .
معنى ذلك أنّ من لم يتفقه في الدين ما أردا الله به خيرا ولا حول ولا قوة إلا بلله.. إنتهى ..
ويقول: ابن حجر في _فتح الباري_ . ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي : يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حرم الخير . وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخر ضعيف وزاد في آخره : " ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به " والمعنى صحيح ; لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه ، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير ، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم.
ولايُنتظر من العامي أن يكون فقيه أو مُفتي , لكي ينصر الدعوة ويذب عنها لكن على الأقل يبحث عن العلم ليميز الحق من الباطل فيتبع الحق على بصيرة ويحذر من الوقوع في الباطل أو الدعوة له بجهل منه ...
لأن البعض أصبح ينتصر لعقيدته بالنسخ واللصق بدون فهم ولاوعي ولافقه بمحتوى نقله , فالنسخ هو وسيلة إختصار وليس بديل لطلب العلم , لهذا نجد البعض يُظن به خيراً وإذا ما إستحدثت أمور خالف نهجه نقله ..!
ونخص العوام لأنهم قبلوا بالجهل العلمي وبدلاً من التفقه تحولت أطروحاتهم للأساءة لإجتهادات العلماء وطلبة العلم الشرعي , وشتان فأهل العلم مُجتهدون بمايمتلكون من حصيلة علمية والعامة يفتقدون للعلم والفقه ويُقحمون أنفسهم في مسائل العقيدة ويُقدمون آراءهم على إجتهادات العلماء والفقهاء..!
وإذا قلت لهُ إتق الله أخذته العزة بالإثم ...!
لهذا على الأعضاء والمُعرفات من رواد المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي أن يتقوا الله عزوجل فيما يُقحموا أنفسهم فيه من أطروحات وآراء لايفقهون فيها من الأمر شيئا .... فإما يتحصنوا بالعلم على الأقل ليمتلكوا أدب التحاور والدعوة بالتي هي أحسن , أو أن يكفوا أذاهم عمن ينكبوا على العلم جلّ وقتهم والله حسيبهم إذاما أخطئوا أو أصابوا ...
ومن لديه غيرة بلاعلم ولافقه فليبلغه أن من حُسن إسلام المرء تركه مالايعنيه ...!
والإنشغال بالتفقه بالأمور الشرعية أكثر فائدة وعزة للمرء من الإنشغال بتقييم أهل العلم وتصنيفهم , فرغم وضوح الحق إلا أن البعض من جهله بات لايرى إلا الباطل حقاً وينتصر له بدليل تصيده لفئة وتغاضيه عن أخرى ومحاربته للتحزب رغم إنغماسه فيه , وإنكاره لمنكر في أرض وتجاهله للمنكر ذاته في أرض أخرى , وهذا بعينه هو التعصب بجهل ...
وليس يصح في الأذهان شيءُ ..... إذا إحتاج النهارُ إلى دليلِ
كذلك لانغفل عن مسئلة غاية في الأهمية وهي سهولة الحصول على العلم الشرعي والتفقه في أمور الشريعة أينما كان المرء خِلاف ماكان عليه الناس في السابق من شد الرحاال إلى الأقطار ومفارقة الأهل والأحباب للتثبت من صحة حديث أو مُجالسة فقيه ...
ألآن كُتب أهل العلم المُعاصرين والقدماء من السلف والخلف بين يدي العوام فمن سمع عن شبهه أوإفتراء أو معلومة مغلوطه يتثبت بنفسه , ومن أشكلت عليه مسألة شرعية يتواصل مع عالم أو داعية عبر موقعه الرسمي أو هاتفه الخاص ليزيل الإشكال ويرفع عن نفسه الجهل ...
ولو إنشغل العوام بقراءة شيء من كُتب أهل العلم والإستماع لدروسهم العلمية , وقراءة هممهم في طلب العلم لوجد الكثير من العوام في أنفسهم التقصير , والتجاوز مع أهل العلم الذين قديكون منهم أحد أولياء الله والمولى جل شأنه آذن بالحرب من عادى أحد أولياءه , فكيف بك لو كنت ممن آذنه الله بحرب نسأل الله السلامة والثبات ...
كذلك يلتمس العوام من مجالس العلماء أدب النقد وإحسان الظن بالناس عامة وبأهل العلم خاصة , فيقوم من مجالس العلماء بدعاء الملائكة لمن حضر المجلس قوموا مغفوراً لكم أجمعين وأي نعمة هذه التي تنتظره أن ينتفع في المجلس ويُغفر له , وقارنه مع من قضى الساعات في الإستراحات وأمام الشاشات يتصفح قنوات اللهو والفساء وإذا ماغرد داعية أوناصح لله قفز له سباً وشتماً وإنتقاصاً مع الدخول في نيته وإتهامه بالنفاق والتحريض والفتنة وعاد للهوه وحسبه من تطفلاته ماسيجنيه يو تُعرض الأعمال أمام الواحد الأحد يوم العرض والحساب ,
فلاهو الذي تفرغ للعلم وتفقه فيه ولاهو الذي عرف قدر نفسه وتنحى جانباً عمالايعنيه ولايفقه فيه .. والله المُستعان
27-01-14, 04:56 PM
تفقــــه في شــــرع الله أو كُــف أذاك عن الفقهـــــاء ...@
العرض المتطور
