| ||
07-04-12, 10:48 AM | رقم المشاركة : 1 | |
|
بطلان قاعدة ( كل متجدد مُحدَث , وكل مُحدَث مخلوق )
, ذلك أن يقال مثلاً : كل متجدد مُحدَث ( هذه الكُلية ) , وكل مُحدَث مخلوق , النتيجة القرآن مخلوق , هذا قياس يسمى قياس الشمول فهو باطل , بهذا حارب المناطقة منهج السلف , وقيض الله U في القرن السابع من يرد هذه الشبهات ويؤلف مؤلفاً مستقلاً في الرد عليهم , وهو شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في كتابه الرد على المناطقة في مجلد ضخم يعرفه طلاب العلم . ما مدى صحة هذه القاعدة ( كل متجدد مُحدَث , وكل مُحدَث مخلوق ) ؟ القاعدة باطلة ؛ لأنه ليس كل مُحدَث مخلوقا , بين المُحدَث والمخلوق عموم وخصوص , كل مخلوق مُحدَث وليس كل مُحدَث مخلوقا ؛ لأن الله U أحدث كلامه في وقت دون وقت لا بالخلق ولكن بالتكلم وبالإنزال وبالخطاب , لم يصف كلامه بأنه مخلوق ولكن وصفه بأنه منزل , فهذا التكلم والخطاب والإنزال حدث في وقت دون وقت , هذا معنى كلام أتباع السلف : الكلام قديم النوع حادث الآحاد [ شرح الطحاوية لابن أبي العز ص ( 137 ) , لمعة الاعتقاد لابن قدامه , شرح الشيخ الفوزان ص ( 109 ) ] , كلام الله U قديم النوع بمعنى لم يزل الله U متصفاً بصفة الكلام , لم يكن الله U مُعطَلاً عن صفة الكلام في لحظة من اللحظات الماضية ؛ لأن صفة الكلام باعتبار أصلها صفة ذات ؛ لأن الكلام كمال من الكمالات وعدم الكلام نقص , فالله U لا يوصف بالنقص أبداً بل دائماً في كمال , وكلام الله U صفة كمال , إذن لم يزل الله U متصفاً بصفة الكلام , بمعنى يتكلم متى شاء وكيف شاء , وليس معنى أن صفة الكلام ذاتية قديمة بأن الله U يتكلم في كل لحظة ليس بلازم , فالله U خاطب من شاء من أنبيائه عليهم السلام , فمفردات الكلام وقعت في وقت دون وقت , فالكلام الذي خاطب الله U به موسى u غير الكلام الذي خاطب الله U به نوحاً u , والكلام الذي خاطب به محمداً r غير الذي كلم به موسى u وهكذا , ويتكلم الله U كل ليلة كما يليق به " هل من مستغفر فأغفر له ... " [ أخرجه البخاري عن أبي هريرة t برقم ( 1145 ) ومسلم برقم ( 168 ) ] , وسيكلم أهل الجنة يوم القيامة بكلام يليق به ويسلم عليهم , إذن كلام الله U كثير { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً{109}سورة الكهف } لا نهاية لكلامه ؛ لأنه كمال وكمال الله U لا نهاية له . فدعوى علماء الكلام طالما هو مُحدَث يوجد في وقت دون وقت قالوا هو مخلوق . هذه مغالطة , الله U يصف نفسه أنه متكلم {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً{164}سورة النساء } ولم يأتِ في الكتاب والسنة ما يشير أن الكلام مخلوق وإن استدلوا بقوله تعالى { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ...{3}سورة الزخرف} الفعل ( جعل ) كما يعلمون هم قبلنا ؛ لأنهم أهل لغة ( فعلماء الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة من فطاحلة علماء اللغة ) فتلاعبوا باللغة واستغلوا معرفتهم للغة وضعف غيرهم بها فضحكوا على الناس , ولكن الله U الذي يدافع عن هذا الدين قيض شيخ الإسلام رحمه الله في القرن السابع الذي تبحر في علوم العربية والعقليات كما تبحر في العلوم الدينية فخطَّأ شيخهم سيبويه في سبعين مسألة في كتابه كتاب النحو , بمعنى إذا رُزِقَ المسلمون والإسلام بداعية متضلع في كل شيء لا توجد فيه نقطة ضعف هذا هو النجاح , هكذا نجحت الدعوة ؛ لأن ذلك الداعية جمع العلوم والفنون ( الفنون بالاصطلاح القديم لا الفنون اليوم , المواد تُسمى فيما مضى الفنون فن النحو, فن الصرف , فن الفقه ) , فالشاهد هذا الرجل وفقه الله U وتفنن في جميع العلوم ؛ لذلك رد الشبهة عن هذه العقيدة . فقال لهم عن قوله تعالى { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ... {3}سورة الزخرف }, فعل ( جعل ) نصب مفعولين ( نا : مفعول أول , قرآناً : مفعول ثان ) , والفعل ( جعل ) إذا نصب مفعولين لا يكون بمعنى ( خلق ) في اللغة , أما إذا نصب مفعولاً واحداً فهو بمعنى الخلق , فإذا نصب مفعولين إما بمعنى الإنزال [ الفتاوى لابن تيمية ( 8 / 28 - 29 ) ] ؛ لذلك لو رجعتم تفسير الشوكاني رحمه الله عند هذه الآية { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ... {3}سورة الزخرف }, أي أنزلناه أو سميناه أو وصفناه [ فتح القدير ( 4/ 747 )] , فلا يتقيد بمعنى معين وإنما نفسر حسب السياق , وإما بمعنى صيَّر كقولك صيرتُ الطين إبريقاً , وأما في هذه الآية ليس بمعنى التصيير أيضاً , بل بمعنى الوصف والإنزال , إذن لا توجد آية أو حديث أو أثر يشير إلى أن القرآن مخلوق وكل ما ورد في القرآن يدل أن هذا كلامٌ منزل , فكونه يُوصف بأنه مُحدَث هذا صحيح ولكن الإحداث إنما هو إحداث إنزال وتكلم وخطاب لا إحداث خلق واختراع , فكلام الله U لا يدخل ولا يندرج في عموم قاعدتهم ( كل مُحدَث مخلوق ) . |
|
07-04-12, 11:50 AM | رقم المشاركة : 2 | |
|
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً . |
|
07-04-12, 02:21 PM | رقم المشاركة : 3 | |
|
بارك الله فيك أخي شريكوه ... |
|
07-04-12, 03:26 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||
07-04-12, 03:27 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||
07-04-12, 05:06 PM | رقم المشاركة : 6 | |
|
أخي الكريم , هل يمكن أن تفيدنا بالمعنى اللغوي لكل من (حادث) و (مخلوق) ؟ |
|
07-04-12, 05:28 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||||||||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||||||||||
07-04-12, 05:49 PM | رقم المشاركة : 8 | |
|
بسم الله |
|
07-04-12, 05:55 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
بل أوجده الله في وقت معين, فنحن لا نقول أن القرآن قديم مع صفة الأزل ..., وإنما نقول الله له صفة الكلام أزليه, يتكلم متى يشاء ولا يتكلم متى يشاء ..
|
|||
07-04-12, 06:10 PM | رقم المشاركة : 10 | |
|
إذاً لم يكن موجوداً فأوجده !! |
|
|
|