بسم الله الرحمن الرحيم
شيعة الكويت يطالبون بتعديل "التربية الإسلامية
يشهد البرلمان الكويتي، جدلاً محتدمًا، على خلفية طلب بعض النواب الشيعة إجراء تغيير على منهج التربية الإسلامية بزعم أنه "يمس الشيعة"، الأمر الذي يرفضه النواب الإسلاميون السنة محذرين من مغبة الاستجابة لتلك المطالب، في مؤشر على مواجهة عاصفة بين الجانبين.
وتجدد السجال حول القضية التي تتفجر من وقت لآخر، خلال جلسة البرلمان السبت، حيث حذر النواب السُنة من إلغاء تدريس ما يحض على احترام الصحابة وحرمة "سؤال الميت" من منهج التربية الإسلامية، في حين يطالب النواب الشيعة بإلغاء الموضوعات التي يقولون إنها تمس الوحدة الوطنية.
وأبدى النائب محمد هايف (سلفي) رفضه القاطع لفكرة الإلغاء، وقال إن "احترام الصحابة وحرمة الاستغاثة بالميت هو دين الأمة، والمشاركة في حذفه من منهج التربية الإسلامية جريمة وتهديد لعقيدة الأمة"، ملوّحًا بالمساءلة في حال تم حذف هذه الموضوعات من الكتاب المدرسي.
وكانت موضي الحمود وزيرة التربية والتعليم العالي الكويتية اعتبرت في تصريحات العام الماضي أن تطوير المناهج التعليمية وتغييرها هي من أهم أولويات الوزارة، وكشفت آنذاك أن لجان خاصة تدرس طلبات تقدم بها بعض النواب الشيعة لتغيير بعض ما ورد في منهج التربية الإسلامية "يمس الشيعة"، بحسب زعمهم.
تحذير الحكومة
وحمل النائب الحكومة المسئولية عن أية عملية حذف قد تحدث، ونقلت صحيفة "الجريدة" عنه القول في تصريح السبت: "إذا حُذفت تلك الموضوعات فسنحمّل المسئولية للتوجيه ووزيرة التربية والتعليم العالي ورئيس مجلس الوزراء"، مؤكدًا خطورة المسألة، وأنها "تستحق التصعيد والمساءلة دون تردد"،
وأضاف إن "ربط بعض السفهاء هذه العقيدة بمعركة الجهراء محاولة لخلط الأوراق وإشعال نار الفتنة"، في إشارة إلى معركة تاريخية نشبت في عام 1920 رفض فيها الحكام الكويتيون آنذاك مشاركة الشيعة ضمن المقاتلين.
من جانبه، وجَّه النائب جمعان الحربش (إخوان مسلمون) سؤالاً إلى وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي بشأن المبررات والأسباب التي تم على أساسها حذف أسئلة الحكم في سب الصحابة ودعاء القبور من اختبارات مادة التربية الإسلامية، متسائلاً: "هل جاء قرار الحذف بناءً على تعليمات عليا أم بقرار فردي من قبل الوزيرة؟".
أزمة سياسية
وأي تعديل في منهج التربية الإسلامية من شأنه أن يثير أزمة سياسية جديدة بين الحكومة وقاعدة برلمانية رافضة لتلك التعديلات.
فقد سبق أن عبر النائب وليد الطبطبائي (سلفي) عن معارضته لأي تغيير في كتاب التربية الدينية، واعتبر أن المناهج الدراسية الكويتية لا تحتوي على أي إساءات أو انتقاص من معتقدات الشعية، محذرا وزيرة التربية والتعليم من مغبة الإقدام على أي تعديلات لتلك المناهج التي وضعها أصحاب الاختصاص في تأليف المناهج الدراسية.
المصدر : مفكرة الإسلام .