غريب أمر هؤلاء الرافضة ؛ تجدهم يبكون ويلطمون في عاشوراء بمناسبة مقتل الحسين ؛ بل ويطلبون الأخذ بتأره من قاتله فإن أثبت لكم معشر الرافضة من كتبكم المعتمدة أن أجدادكم الشيعة هم الذين قتلوا الحسين ؛ فهل ستصرون على الأخذ بثأره ؟
الآن أدخل في الموضوع ؛ من الذي قتل الحسين عليه السلام ؟
يروي الشيخ المفيد هذه القصة في كتابه الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد في الجزء الثاني في ص 36 فيقول :
وبلغَ أهل الكُوفةِ هلاك معاويةَ فأرجفوا بيزيدَ، وعَرفوا خبرَ الحسينِ عليهِ السّلامُ وامتناعَه من بيعتهِ ، وما كانَ من ابنِ الزُّبيرِ في ذلكَ ، وخروجهما إِلى مكّةَ، فاجتمعتِ الشِّيعةُ بالكوفةِ في منزلِ سُليمان ابن صُرَد، فذكروا هلاكَ معاويةَ فحمدوا اللهَ عليه ، فقالَ سليمانُ : إِنّ معاويةَ قد هلكَ ، وانّ حُسَيناً قد تَقَبَّضَ على القوم ببيعتِه ، وقد خرجَ إِلى مكّةَ، وأنتم شيعتُه وشيعةُ أبيه ، فإِن كنتم تعَلمونَ أنّكم ناصِروه ومجاهِدو عَدوِّه (فاعلموه ، وان خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه ، قالوا : لا، بل نقاتل عدوه ، ونقتل انفسنا دونه ، قال : )؛ فكَتَبُوا انتهى
إذا الشيعة هم الذين أرسلوا للحسين وكتبوا له؛ فماذا فعل الحسين عليه السلام ؟ لقد أرسل مسلم بن عقيل ابن عمه ليأخذ له البيعة يقول المفيد في ص 41 من المصدر السابق :
ثمّ أَقبلَ (مسلم بن عقيل ) حتّى دخلَ الكوفةَ، فنزلَ في دار المختارِ بنِ أَبي عُبَيْدٍ ، وهي الّتي تدعى اليومَ دارَ سَلْمِ بنِ المسيَّب . وَأَقبلتِ الشِّيعةُتختلفُ إِليه ، فكلما اجتمعَ إِليه منهم جماعةٌ قرأَ عليهَم كتابَ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهما السّلامُ وهم يبكونَ ، وبايعَه النّاسُ حتّى بايَعَه منهم ثمانيةَ عشرَ أَلفاً، فكتبَ مسلمٌ رحمه اللّه إِلى الحسينِ عليهِ السّلامُ يُخبرهُ ببيعةِ ثمانيةَ عشرَأَلفاً ويأْمرُه بالقدوم . وجعلت الشِّيعةُ تختلفُ إِلى مسلمِ بنِ عقيلٍ رضيَ اللهَّ عنه حتّى عُلِمَ مكانُه؛ انتهى
إذا الشيعة بايعوا مسلم بن عقيل للحسين ؛ وبلغ عدد المبايعين له ثمانية عشر ألفا ؛ فماذا حدث بعد ذلك ؟ هل بقي الإثنى عشر رافضي على عهده وبيعته ؟ اسمع الإجابة من البيان الذي ألقاه الحسين عليه السلام على أتباعه وهم في الطريق إلى الكوفة فيما يرويه المفيد في ص 75 من المصدر السابق :
«بسم اللّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/********************I~1/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] أمّا بعدُ: فإِنّه قد أتانا خبرٌ فظيعٌ قَتْلُ مسلمِ بنِ عقيلٍ ، وهانيِ بنِ عُروةَ، وعبدِاللّهِ بنِ يَقْطُرَ، وقد خَذَلَنا شيعتُنا، فمن أحبَّ منكم الانصرافَ فلينصرفْ غيرَ حَرِجٍ ، ليسَ عليه ذمامُ»
فتفرّقَ النّاسُ عنه وأخذوا يميناً وشمالاً، حتّى بقيَ في أصحابِه الّذينَ جاؤوا معَه منَ المدينةِ ، ونفرٍ يسيرٍ ممّنِ انضَوَوْا إِليه .انتهى
من الذي يلقي هذا الخطاب ؟ إنه الحسين ؛ ويقول من الذين خذلوه ؟ يقول خذلنا شيعتنا ؛ الله أكبر
هل اكتفى الرافضة بخذلانه أم وقفوا مع الجيش الذي قتله ؟
لنرى ؛ ينقل المفيد عن الحسين عليه السلام في ص 98من المصدر السابق قوله ( أي قول الحسين ) : ويحكم أتَطلبوني بقتيلِ منكم قَتلتُه ، أومالٍ لكم استهلكتُه ، أو بقِصاصِ جراحةٍ ؟!» فأخَذوا لا يُكلِّمونَه ، فنادى : «يا شَبَثَ بنَ ربْعيّ ، يا حَجّارَ بنَ أَبجرَ، يا قيسَ بنَ الأشْعَثِ ، يا يزيدَ بن الحارثِ ، ألم تكتبوا إِليّ أنْ قد أيْنَعَتِ الثِّمارُ واخضَرَّ الجَنابُ ، ِوانمّا تَقدمُ على جُندٍ لكَ مُجَنَّدٍ ؟!» فقالَ له قيسُ بنُ الأَشعثِ : ما ندري ما تقولُ . انتهى
لاحظوا أن المفيد يقول في البداية أن الذين كتبوا له هم شيعته ؛ والذين سماهم الحسين وهم الذين كتبوا له كانوا في جيش الشام وهم شبث بن ربعي وحجار بن أبجر وقيس بن الأشعث ويزيد بن الحارث ؛ يقول لهم الحسين : ألم تكتبوا إلي ؟ إذا هم من شيعته الذين كتبوا إليه ؛ سبحان الله كأنهم كتبوا إليه ليقتلوه ؛ كتبوا إليه أن أينعت الثمار فأقبل ؛ ثم انضموا لجيش أعدائه فقتلوه ؛ فيا معاشر الرافضة ؛ هل ما زلتم تصرون على الأخذ بثأر الحسين ؟ إذا أردتم أخذ ثأره فاقتلوا أنفسكم ؛
أخيرا أقول أن الدين الشيعي اخترع لزرع القلاقل وتفريق الأمة الإسلامية وتمزيقها وزرع الفتن ؛ فكانوا وراء مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قتله أبو لؤلؤة المجوسي ؛ وركز على كلمة مجوسي ؛ وكانوا وراء مقتل علي بن أبي طالب أيضا؛ ثم أخيرا قتلوا الحسين حين أرسلوا له وعاهدوه على النصرة وبلغ عدد من بايعه ثمانية عشر رجلا ؛ ولما وصل الكوفة تخلوا عنه ليُقتل هو وأهله .
بعد ذلك يبكون ويلطمون عليه لينطبق عليهم قول القائل : يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ؛ عفوا ؛ يقتلون القتيل ويلطمون عليه .