وهذا مقال رائع حول الموضوع بقلم الدكتور محمد السعيدي وفقه الله تعالى ..
ماذا يفعل الشيخ القرضاوي بالجوقة وقائد الأوركسترا
طالعتنا الأنباء بزيارة وفد إيراني رفيع المستوى للشيخ القرضاوي وقدم هذا الوفد اعتذارا من الشيخ القرضاوي وطالبه بإغلاق الملف , وأكد الشيخ القرضاوي : أن الملف لن يغلق حتى يتوقف المد الشيعي وحتى تنتهي إيران عن سب الصحابة رضي الله عنهم .
وفرح فهمي هويدي بهذه الزيارة ورأى أنها تصب في صالح طرحه وموقفه المخيب للآمال من الشيخ القرضاوي .
والسؤال هنا ما الذي حدث ؟
في تقديري أن ما حدث هو اكتشاف إيران لخطئها الاستراتيجي عندما ظنت أنها أصبحت في غنى عن الشيخ القرضاوي وأنها قادرة الآن أن تعمل دون الحاجة إلى استرضاء فلان أو فلان .
وأن موقفها من الشيخ كلفها كثيرا حين فقدت بطاقة مرور قوية إلى قلوب المسلمين السنة الذين كانت الدعاية الإيرانية تجذبهم إليها عن طريق الكذب حين تزعم انتفاء الفوارق بين السنة والشيعة سوى في مسألة حب آل البيت , وأن موقف الشيخ القرضاوي أثبت للسنة أنه ليس الوهابيين وحسب هم من ينقم على الشيعة ولكن حتى الشيخ القرضاوي الإخواني المتسامح يعري حقيقتهم .
هذا الكرت الذي كانت وسائل الدعاية الإيرانية تعتقد أنها استغنت عنه تأكدت الآن أنها ما تزال في حاجة إليه , أو إلى تحييده على أضعف الأحوال .
لكن هذا الاعتذار لم يكن موفقا أيضا ولا أعتقد أن ما ورد فيه من الأكاذيب ينطلي على الشيخ القرضاوي .
فمن الأكاذيب التي وردت في هذا الاعتذار : أن وكالة مهر الإيرانية ليست وكالة رسمية بل هي متهمة بالعمالة للصهيونية .
وتجاهل هذا الاعتذار أن وكالة مهر لم تكن سوى قائد الأوركسترا وأن قد عزف على إشاراتها الكثير من آيات الله العظمى دام ظلهم الشريف .
كما أن تصريحهم بأن هذه الوكالة عميلة للصهيونية يتنافى مع سياسة إيران التي تزعم الصرامة ضد كل ما هو صهيوني فلم لم تبادر حكومة نجاد بمحاكمة القائمين على هذه الوكالة أو على أقل تقدير تقديم اتهام رسمي لهم لدى النيابة العامة أو مجلس تشخيص مصلحة النظام .
ويمتلئ الاعتذار بأكاذيب أخر من أمثال أن علي خامنئي يحترم الصحابة جريا على منهج الإمام الخميني , وهذه الأكذوبة يوضحها أمران :
أحدهما : أن موقف الخميني من الصحابة في غاية السوء ويكفي قوله في كشف الأسرار113 (وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ,ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور , والواقع أنهم – أي الصحابة – ما أعطوا الرسول حق قدره , الرسول الذي جد وكد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم , وأغمض عينيه وفي أذنيه ترن كلمات عمر بن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة )عمر بن الخطاب رضي الله عنه كافر زنديق لدى الخميني وهذا غاية الاحترام الذي يسير الخامنئي على نهجه , فقبح من نهج وقبح حامله .
أما علي خامنئي فدليل صدقه في احترام الصحابة إبقاؤه على المشهد المزعوم لأبي لؤلؤة شجاع الدين كما يسمونه , مع أنه دام ضله الشريف يرفض حتى اليوم التصريح بمسجد واحد في طهران لأهل السنة البالغين أكثر من مليون نسمة , كما يظهر أثر احترامه للصحابة في قناة السلام الفارسية التي تقتات على لحوم الصحابة ويديرها آية الله عباس الشيرازي , وعدم اتخاذ أي موقف من هذه القناة وكذلك يظهر احترامه للصحابة في السماح بسبهم ف منابر إيران كلها ولدينا تسجيلات لآياتهم ووعاظهم تتضمن الشنيع الشنيع من ذلك .
إذا فهذا الاعتذار مصوغ بعدد من الأكاذيب الواضحة التي لا يمكن أن تنطلي على الشيخ القرضاوي حفظه الله تعالى .
لكن هل ستنصاع إيران لمطالب الشيخ القرضاوي وتوقف المد الشيعي وتتوقف عن سب الصحابة لا نقول احترامهم فالصحابة في غنى عنهم ؟
الجواب : لا لن تتوقف وسوف تظل مؤسستها الإعلامية أو مؤسساتها الإعلامية تغني على ذكرى هذا الوفد , وأنه بادرة حسن نوايا وأن سوء النية جاء من الشيخ القرضاوي لا من إيران , وقد بدأت بالفعل هذه الجوقة الرخيصة بالعمل بدأ بفهمي هويدي الذي بادر بهذه البادرة في كلمات تجمل الكثير من الشماتة بموقف من آزر القرضاوي في هذه المحنة .
ولعلنا قريبا نسمع من الشيخ القرضاوي وفقه الله وسدد خطاه صوتا عاليا واضحا في الفروق الواضحة بين المذهب الشيعي والسني , فأنا لا أعتد أنه في ظل هذه الظروف ينبغي أن نكتفي ببيان سوء موقف الشيعة من الصحابة أو مطالبتهم بالتوقف عن الدعاية لمذهبهم , إنه ينبغي أن نسمع من الشيخ حفظه الله نصيحة لأهل السنة في العالم العربي والإسلامي تبين لهم مكامن الابتداع في المذهب الشيعي وبشكل تفصيلي دون التوقف على وصفهم بالابتداع فقط , لأن الوصف بالبدعة لا يخلو منه كثير من أهل السنة بل ربما كل أهل السنة فلا أحد يخلو توجهه من بدعة إما متفق عليها كالتبرك بالقبور أو مختلف فيها كدعاء الختمة في صلاة التراويح , ولا شك أن الشيعة لديهم من مواضع الابتداع ما هو أوسع من ذلك بكثير وهم كما لا يخفى على الكثيرن يحاولون جاهدين الاتقاء في حال الدعوة وعدم بان هذه البدع إلا لمن تمكن قلبه من مذهبهم وآنسوا منه الولاء التام .
كما أوجه الدعوة إلى الدكتورين فهمي هويدي وسليم العوا بأن لا يقفوا مع الآية الممحوة .
ونداء أخير للشيخ مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين : إننا نحترم حفاظك على مبادئ الإخوان لكن تصور ان حسن البنا على قيد الحياة هل سيقف مع المبدْإ الحق أم مع تعاليم الجماعة ؟