العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-10-13, 02:10 PM   رقم المشاركة : 1
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


[إزاحة الغمة في بيان ضعف قصة أكل هند من كبد حمزة]!

بسم الله الرحمن الرحيم
إزاحة الغمة
في بيان ضعف قصة أكل هند من كبد حمزة
[الرجاء من الإدارة عدم تثبيت الموضوع لكي يشاهده أكبر قدر ممكن من الأعضاء]

--------------------------------
الحمدُ للهِ الذي قَبِلَ بصحيحِ النيّةِ حسنَ العملِ، وحَملَ الضعيفَ المنقطِعَ على مراسيلِ لُطفِهِ فاتّصلَ، ورفعَ مَنْ أسندَ في بابهِ، ووقفَ مَنْ شَذَّ عنْ جنابهِ وانفصلَ، ووصلَ مقاطيعَ حُبِّهِ، وأدرجَهُمْ في سلسلةِ حزبهِ؛ فسكنَتْ نفوسُهُم عن الاضطرابِ والعِللِ، فموضوعُهُم لا يكونُ محمولاً، ومقلوبُهُم لا يكونُ مقبُولاً ولا يُحْتَمَلُ.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه، الفردُ في الأزلِ. وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ والدينُ غريبٌ فأصبحَ عزيزاً مشهوراً واكتملَ، وأوضحَ به معضلاتِ الأُمورِ، وأزالَ به منكراتِ الدُّهُورِ الأُوَلِ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمَ ما علا الإسنادُ ونزَلَ، وطلعَ نجمٌ وأفلَ.
فهذه رسالة لطيفة الحجم، كنت قد سطرتها بعد سؤال من أخ حبيب لي، مستفسراً عن قصة وحادثة أكل هند بنت عتبة-رضي الله عنها- زوج أبي سفيان وأم معاوية أبنهُ-رضي الله عنهما- من كبد حمزة بن عبد المطلب-رضي الله عنه- كما في معركة أحد، هل ورد ذلك عنها؟ وهل صح ذلك إن وجد؟ ومرج هذا أن الأخ وجد كثير من الرافظة-عليهم من الله ما يستحقون) يرمون ويسبون معاوية-رضي الله عنه- ويشغبون عليه بفعل أمه هذا. فأسرعت لإجابته وإزاحت الستر عنه وببان حال هذه القصة، وهل يصح الإستدلال لهم بها على مردهم الخبيث! ،فكان:

* تخريج القصة:
[أولاً] الإسناد.
روى الإمام أحمد قي مسنده [4414] : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (..قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا " قَالُوا: لَا. قَالَ: " مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ "..)

وأخرجها ابن سعد في طبقاته (3/16) وابن أبي شيبة في مصنفه (14/402) وأورده كل من ابن كثير في تفسيره (2/115) والهيثمي في مجمعه (6/109) وأعلوه بعطاء بن السائب، كا سيأتي.
قلت هذا الأثر معلول، وهاك بين ذلك:

1- الإنقطاع، بين الشعبي- عامر بن شرحيل- و ابن مسعود، وهو لم يسمع من ابن مسعود.(1)
قاله ابن أبي حاتم كما في مراسيله.
والدارقطني كما في سؤلات حمزة السهمي له.
2- فيه "عطاء بن السائب" قال عنه الحافظ بن حجر(صدوق اختلط)(2)
قال بن معين عطاء بن السائب اختلط، ووصفه بذلك غيره كالعجلي والدارقطني وابن عدي وابن حجر وغيرهم.
3 - سمع حماد بن سلمة من عطاء قبل الإختلاط وبعده، وهذا من ضمنها فلا يعُرف أكان منه قبل الإختلاط أم بعده، قال العقيلي أيضا (وسماع حماد بن سلمة بعد الاختلاط كذا نقله عنه بن القطان.)(3)
قال ابن حجر معقباً: (فاستفدنا من هذه القصة أن رواية وهيب وحماد وأبي عوانة عنه في جملة ما يدخل في الاختلاط)ا.ه(4)
جاء في الضعفاء الكبير للعقيلي:( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،فَقَالَ: اخْتَلَطَ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ، قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ فَجَيِّدٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ، بَعْدَ الِاخْتِلَاطِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ.)(5)
وقال ابن كثير معقباً على هذه القصة:( تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ. وَهَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ ضَعْفٌ أَيْضًا مِنْ جِهَةِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ.)(6) ا.ه
فأنت ترى أن حماد بن سلمة سماعه من بعد الإختلاط وقبله ولم يُميز، فيكون سماعه منه لا شيء كما نص على ذلك ابن معين-رحمه الله-.
فيكون إسناده ضعيف بمرة، لا يُحتج به، هذا نانهيك عما وجد في متنه من نكارة كما ستراه قريباً.

[ثانياً] المتن
جاء في متن هذه القصة شيء مستنكر جداً، ألا وهو:( فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا " قَالُوا: لَا. قَالَ: " مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ "..)
قلت هذه عبارة منكرة جداً، فقد أسلمت هند وحسن أسلامها، فقد رروى الشيخين في صحيحيهما، من حديث عائشة أنها قالت:( جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ ، أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ).
والإسلام يجب ما قبله، كما جاء في عدة أحاديث وآثار صحاح. فتأمل!

((تعقبات على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحسينه للحديث))
--------------------
قد رأيت ضعف هذا الحديث من هذه الطريق ونكارته، ولكن مع كل هذا جاء من المعاصرين من يحسنه بشواهد له (كما قال)!!
ومنهم الشيخ شعيب الأرنؤوط ولجنة التحقيق معه، فقد قالوا عقب الحديث: (حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي - وهو عامر بن شراحيل - لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق اختلط بأخرة، وصححوا سماع حماد - وهو ابن سلمة - منه قبل اختلاطه قلنا: قد ضعَّفه ابن كثير والهيثمي من جهة عطاء بن السائب، وإنما ضَعْفُه من جهة انقطاعه، ولم يذكرا ذلك، وإلا فإن حماد بن سلمة قد سمع من عطاء قبل اختلاَطه ورواه عبد الرزاق (6653) عن الشعبي مرسلاً لم يذكر فيه ابن مسعود.
وقوله: أفرد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسعة.. إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أنصفنا أصحابنا" له شاهد من حديث أنس عند مسلم (1789) .
وقوله: فجاء سفيان، فقال: اعل هبل ... إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله مولانا والكافرون لا مولى لهم " له شاهد من حديث البراء عند البخاري (4043) .
وقوله: "اعل هبل " له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609) ، وفيه أن الذي أجابه هو عمر بن الخطاب....)(7)
ثم أخذوا يأتوا لكل قطعة من الحديث بشاهد ليقويه!!!!

التعليق:
------
[أولاً] قولهم: (وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح) قلت هذه شماعة أصبح أكثر المتأخرين يصححون بها أحدايث أنكرها المتقدمون بدعوى أن رجال السند رجال الشيخين، وهذه من طوام ما حل بهذا العلم في الوقت المتأخر، إذ قد فصل السند عن المتن ولم يعد يأبه له، كما كان صنبع الأئمة من المتقدمين، في الإهتمام بالحديث سنداً ومتناً والنظر لكليهما عن الإعلال أو التصحيح، ثم إن الشيخين روى لضعفاء ومختلف فيهم، وإنما كانت روايتهم لهم إنتقاء، حسب قرائن ومرجحات وجدت لديهم، ومن يستطيع أن يأتي بمثل هذا، وهذا خاص بهم رحمهم الله لما أعطاهم الله من علمك واسع وفهم ثاقب وعظم دراية وواسع رواية..
ثم قد يروي لهم في المتابعات والشواهد، لا في الأصول، وبينها كبير فرق لم شم رائحة هذا العلم.

[ثانياً] قولهم: (وصححوا سماع حماد - وهو ابن سلمة - منه قبل اختلاطه)!!
قلت: والله لا أدري كيف غاب عنهم أن حماد قد سمع منه قبل الإختلاط وبعده، وأن سماعه أولاً صحيح وآخره لا شي كما قال ابن معين عن هذا الصنف، ولم يميز حديثه منه أكان قبل الإختلاط ام بعده، وأين عقلهم ونظرهم كان متواجد عن قولهم هذا الكلام، فعند أول نظرة في التهذيب، ترى أن الأئمة ينصون عل ىسماعه منه قبل الإختلاط وبعده، ولكن هى الجراءة والإسراع ، ولا حل ولا قوة الإ بالله.

[ثالثاً] لم ينظر محققوا! لهذه الطبعة ، إلى المتن ولم يعتبروا به، وهذا كما سبق قوله، أنه من إحداث المتأخرين وسلوكهم منحى في التصحيح والتعديل غير المنحى والطريق التي سار عليها الجهايذة النقاد من المتأخرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا إليه راجعون، فكتب التقدمين طافحة بإعلال الحديث بسبب نكارة المتن وعدم فصل كل منهما عن الآخر، إلى أن جاء عصر المتأخرين بداً من ابي عبد الله الحاكم الذي أكثر من ذلك في مستدركه وأخترعه في مصنفاته، فكثير ما ترى قوله (صحيح الإسناد) (الإسناده صحيح على شرط الشيخين).... وهلم جرا. .
قلت هذه العبارة لا تقضي بصحة الحديث، إنما تعطينا شرط واحداً وهو خلوه من الضعفاء وأضرابهم، ويبقى النظر فيه هل هو منقطع أو مرسل أو موقوف أو في علة أو شذوذ، وغير ذلك من شروط صحة الحديث الصحيح المقبول.

[رابعاً] قولهم-عفا الله عنا وعنهم-: (وقوله: أفرد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسعة.. إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أنصفنا أصحابنا" له شاهد من حديث أنس عند مسلم (1789) .
وقوله: فجاء سفيان، فقال: اعل هبل ... إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله مولانا والكافرون لا مولى لهم " له شاهد من حديث البراء عند البخاري (4043) .
وقوله: "اعل هبل " له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609) ، وفيه أن الذي أجابه هو عمر بن الخطاب....)
قلي بربك أين وُجد مثل هكذا طريقة للإتيان بالشواهد لكل قطعة مجزأة في المتن وسياقها كأنها عاضدة لهذا الحديث، إلافي كتب المعاصرين(ولا أقول المتأخرين) ولو أخذنا بهذه الطريقة لما بقي حديث ضعيف أو مُعل، وهذا من تشويهات هذا العلم من قبل أُناس ولجوا فيه وهم بعيدن كل البعد عن طريقة الأئمة النقاد من المتقديمن، والله إن القلب ليمرض ويصبه الكمد والمرض من هكذا طُرق ومناهج، والله المستعان.
وقال الشيخ الألباني مضعفاً له ومتعقباً على الشيخ أحمد شاكر في تحسينه للحديث:( و فيه حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب و قد سمع منه في حالة الإختلاط كما سمع منه قبلها و لهذا قال الحافظ ابن كثير(4/41) : (هذا إسناد فيه ضعف) و هذا هو الصّواب ، خلافا لقول الشيخ أحمد محمد شاكر : إنه صحيح .... ثم قال الشيخ الألباني عن الشيخ أحمد شاكر : و قد صحح فضيلة الشيخ في تعليقه على المسند و غيره . كلها من هذا الطريق . فليتنبه لهذا)ا.ه

[يتبع]...
_______________
[1] انظر :تهذيب التهذيب (7/419)
[2] تقريب التهذيب (1/391)
[3] الضعفاء الكبير (3/398)
[4] تهذيب التهذيب (7/207)
[5] الضعفاء الكبير (3/398)
[6] البداية والنهاية (5/430)
[7] مسند أحمد ط- دار الرسالة (7/419-420).






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» إيمان علي رضي الله عنه مساوٍ لأيمان معاوية رضي الله عنه فماذا تقولون يا رافضة
»» أزواج النبي أمهات المؤمنين والرافضة كفارٌ مشركين
»» وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا / تهدم أحلام الرافضة بالإمامة
»» طعن الرافضة في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
»» الفصال في مهدي الكفار وبيان سبب غيبة الجبان
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "