|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عربا |
|
|
|
|
|
|
|
ستموت و أنت لا تعرف إذا القرآن الذي تتعبد به إلى ربك محرف أم لا
طالما و أنك تستبعد ذلك فأنت مُلزم بما كتبته ؛؛؛؛
(((( ثم إن القائلين بالنقيصة (لا الزيادة) ليس بالضرورة ينفون حجيّة القرآن, فالقرآن الباقي منه عندهم كلام الله, و لا مانع من الاحتجاج به طالما أن كله كلام الله ))))
و آية ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) ملزمة عليك و على كل من إعتقد بتحريف القرآن
أما دندنتك حول إختلاف المفسرين حوله ( الهاء ) فهل كنت تظن بمجرد وجود الإختلاف فالأمر لم يحسم عند أهل السنة و الجماعة ؟!؟!!!
الصفحة التي أستشهدت بها من كتاب التفسير الكبير ذكر الفخر الرازي أن ( الهاء ) عائدة إلى القرآن و ليس الرسول ﷺ لموافقتها التنزيل و مثل ذلك ذكر بن ابن كثير.. و الطبري قبل أن يقوم بنقل الأقوال في الآية قد ذكر أن ( الهاء ) عائدة إلى القرآن و هذا هو تفسيره للآية فقال :
القول في تأويل قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( 9 ) )
يقول تعالى ذكره : ( إنا نحن نزلنا الذكر ) وهو القرآن ( وإنا له لحافظون ) قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ، ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله : ( له ) من ذكر الذكر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .)))
و حينما نقل الرأي القائل بأن المقصود النبي ﷺ أسبقه بقول ( قيل )
.
و قد قال الآلوسي ؛؛؛؛؛
(((( ويعلم مما قررنا أن ضمير ( له ) للذكر وإليه ذهب مجاهد وقتادة والأكثرون وهو الظاهر، وجوز الفراء وذهب إليه النزر أن يكون راجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم )))
فأنظر إلى ماذا ذهب الأكثرية بالإضافة إلى أن يحيى الفراء قد جوز الأمر و لم يقطع به .
أما إستشهادك بالزمخشري و هو من رؤوس المعتزلة فهو أولا ليس بحجة من ناحية و من ناحية أخرى فهو لم يتبنى قول أن ( الهاء ) عائدة إلى النبي ﷺ بل هو الآخر أسبق الرأي بقول (( قيل )) فيضل هذا رأي لم يتبناه يقول الزمخشري في تفسير الآية ؛؛؛؛
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
إنا نحن نزلنا الذكر : رد لإنكارهم واستهزائهم في قولهم: وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر [الحجر: 6]; ولذلك قال: إنا نحن، فأكد عليهم أنه هو المنزل على القطع والبتات، وأنه هو الذي بعث به جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- وبين يديه ومن خلفه رصد، حتى نزل وبلغ محفوظا من الشياطين وهو حافظه في كل وقت من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل، بخلاف الكتب المتقدمة; فإنه لم يتول حفظها، وإنما استحفظها الربانيين والأحبار فاختلفوا فيما بينهم بغيا فكان التحريف، ولم يكل القرآن إلى غير حفظه.
[ ص: 400 ] فإن قلت: فحين كان قوله: إنا نحن نزلنا الذكر : ردا لإنكارهم واستهزائهم، فكيف اتصل بقوله: وإنا له لحافظون ؟
قلت: قد جعل ذلك دليلا على أنه منزل من عنده آية; لأنه لو كان من قول البشر أو غير آية، لتطرق عليه الزيادة والنقصان، كما يتطرق على كل كلام سواه، وقيل: الضمير في "له" لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى: والله يعصمك [المائدة: 67].
فتفسير الزمخشري للآية واضح
.
.
.
و يقول السعدي في تفسيره ؛؛؛
((( ويكفيهم من الآيات إن كانوا صادقين، هذا القرآن العظيم، ولهذا قال هنا: إنا نحن نزلنا الذكر أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر، وإنا له لحافظون أي: في حال إنزاله وبعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه في قلوب أمته، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم. )))
و قال إبن رجب الحنبلي في تفسيره ؛؛؛
((( وقال تعالى: إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له لحافظون فتكفل الله سبحانه بحفظ كتابه، فلم يتمكن أحد من الزيادة في ألفاظه ولا من النقص منها . )))
و في تفسير الجلالين للسيوطي ؛؛؛
(((( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
9- إنا نحن تأكيد لاسم إن أو فصل نزلنا الذكر القرآن وإنا له لحافظون من التبديل والتحريف والزيادة والنقص. )))
و يقول الهالك الطباطبائي في تفسيره ؛؛؛؛
((( و من سخيف القول إرجاع ضمير «له» إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه مدفوع بالسياق و إنما كان المشركون يستهزءون بالنبي لأجل القرآن الذي كان يدعي نزوله عليه كما يشير إليه بقوله سابقا: «و قالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون» و قد مر تفسير الآية.
فقد تبين مما فصلناه أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) و وصفه بأنه ذكر محفوظ على ما أنزل مصون بصيانة إلهية عن الزيادة و النقيصة و التغيير كما وعد الله نبيه فيه.))))
فالذكر المنزل محفوظ بحفظ الله تعالى له كما نص الله تعالى في كتابه ،،،،
|
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول:
أولاً: قولك [ستموت و أنت لا تعرف إذا القرآن الذي تتعبد به إلى ربك محرف أم لا].
قلت: و من قال إني سأموت قبل أن أعرف أن القرآن مُحرّف أو سليم, فهل تعلمين الغيب؟!
ربما نصل لنتيجة بهذا البحث سواءً بالإثبات أو النفي, فمن يدري؟!
ثانياً: قولك [و آية ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) ملزمة عليك و على كل من إعتقد بتحريف القرآن
أما دندنتك حول إختلاف المفسرين حوله ( الهاء ) فهل كنت تظن بمجرد وجود الإختلاف فالأمر لم يحسم عند أهل السنة و الجماعة ؟!؟!!!].
قلت:
1-كيف تكون مُلزمة علينا, و الاستدلال يلزم منه الدور الباطل كما بيّنا؟ً
2-نعم المُفسرون اختلفوا حول مرجعيّة (الهاء) بالآية [9] من سورة الحِجر, فمُجرّد الاختلاف علامة أن دلالة الآية ظنيّة, و كون أن مرجع (الهاء) للنبي (ص) رأي مرجوح لا يعني أنه قول باطل جزماً, فهذه آراء مُفسرين ليست أقوالاً لمعصوم.
3-ثم إن الاختلاف لم يقع فقط في جزئيّة (الهاء), إنما اختلفوا أيضاً في تحديد معنى الحفظ, فهو على بعض الآراء لا يعني الحفظ من التحريف, و مُجرّد وجود هذه الآراء بحد ذاته كافٍ في رد الاستدلال, حيث أنه إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.
4- ثم إن الاستدلال قائمٌ على (حُجيّة الظهور), و حُجيّة الظهور ظنيّة كما لا يخفى, فهل تُبنى العقائد و الأصول على ظنيّات؟!
5- و بخصوص استدلالك بأقوال المُفسرين لا يعني بالضرورة أن آرائهم صحيحة, فهي آراء بشريّة في نهاية المطاف, و لا تحسم مادة الخلاف.
ثالثاً: قولك [فأنظر إلى ماذا ذهب الأكثرية بالإضافة إلى أن يحيى الفراء قد جوز الأمر و لم يقطع به].
قلت: ما الدليل على أن قول الأكثرية هو الصواب دائماً؟!
نرجو تقديم دليل يُثبت أن قول الأكثرية هو الراجح دائماً, بل هو المقطوع به!
رابعاً: قولك [أما إستشهادك بالزمخشري و هو من رؤوس المعتزلة].
قلت: نحن ذكرنا قول الزمخشري في جُملة آراء كثيرين ممن تقولون بقولهم, ثم كونه مُعتزليّاً لا يقدح برأيه لا سيما أن قوله يوافق قول جماعة من مُفسريكم, فنحن ذكرنا رأيه من باب الاستشهاد و الاستطراد لا من باب الالزام و الاحتجاج.
خامساً: ثم لماذا تحتجين بقول السيوطي أليس السيوطي عندكم أشعري ضال؟!
راجعي هذا الرابط حول (أشعريّة السيوطي)
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=45820
قلت: و لا نظن أننا بحاجة إلى نقل آرائكم في الأشاعرة, فهي معروفة, و هي خارج محل البحث.
سادساً: قولك [و يقول الهالك الطباطبائي في تفسيره].
قلت: لماذا تقولين (الهالك), هل ترضين أن أقول (الهالك) على ابن كثير أو ابن رجب الحنبلي؟!
لماذا لا تتأدبون في الحوار؟!
الخُلاصة: نتمنى الإجابة على مسألة الدور و مسألة حُجيّة الظهور, و تأتين بالدليل القاطع الحاسم على أن تفسيركم للآية هو الصحيح, بل هو القطعي!
ذلك, و الحمد لله رب العالمين...