العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-14, 10:15 PM   رقم المشاركة : 1
منذر الفتاح
عضو







منذر الفتاح غير متصل

منذر الفتاح is on a distinguished road


Post وجاء دور المجوس: قراءة خاطفة







وجاء دور المجوس: قراءة خاطفة

رابط تحميل كتاب وجاء دور المجوس pdf / محمد سرور زين العابدين
http://sa.ae/34effd7/







الحمد لله مدبر الأمور لما يشاء، والمختار بحكمة لدينه ما يريد، أجزل عطاءه لأنصار دينه وابتلاهم لينظر كيف يعملون.

وبعد:
فكتاب (وجاء دور المجوس/ الجزء الأول) صدر عام 1401/ 1981م أي بعد الثورة الإيرانية بسنة، ولكن أصوله قد بُنيت - كما ذكر المؤلف - قبل الثورة بثلاث سنين، وأنه ثمرة تتبع لأنشطة الرافضة دام أكثر من 20سنة.

وقد كشف فيه الشيخ خديعة الرافضة وأطماعهم من وجه سياسي واجتماعي وتاريخي بتوثيق متميز، والجزء الذي بين يدي هو الأول ويخص (الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية)؛ كما أن للمؤلف مقالة في مجلة السنة كتبها عام 1994 عن حزب الشيطان، وقد أثنى عليها بعض الإخوة ولم أقف عليها.

أما هذا الكتاب فقد رمز فيه الشيخ لنفسه باسم مستعار هو (عبدالله محمد الغريب) ولكنه معروف جداً وهو الشيخ/محمد سرور حفظه الله.

أما الكتاب فقد تحدث فيه عن:
1- تاريخ الباطنيين الرافضة، وامتدادهم للمجوس ودعوتهم.

2- الخلاف الأصولي مع الرافضة وأنهم أسوأ من أسلافهم.

3- ارتباط الثورة بأمريكا ومؤامرتهم على الخليج والعراق وتقاربهم مع النصيرية وأوكارهم في العالم الإسلامي.

تعددت الحركات الباطنية في العالم الإسلامي فمنها: الرافضة والنصيرية والدرزية والبهائية والإسماعيلية...

وهي جميعاً تنظم نفسها على انتماء طائفي، ولكنها تستتر خلف شعارات براقة كالقومية والديمقراطية والإسلام والاشتراكية والبعثية..

وبرغم التضاد والتصادم بين الإسلام والبعثية إلا أنك تجد دعماً غير محدودٍ من الثورة (الإسلامية) الرافضية في إيران للنظام (البعثي) النصيري في سوريا! لماذا؟ لأن باطنيتهم التي يسترونها بالشعارات الخادعة هي الرابط الفعلي! وهي: العقيدة الباطنية الضالة المعادية للإسلام الصحيح.

ولذلك يجب علينا أن نترك الأقوال والدعاوى جانباً ونتأمل بعمق في أصولهم وأفعالهم؛ ولنتنبه جميعاً إلى أن العقائد جميعها التي مرت بها إيران قبل الميلاد وبعده حتى اليوم تعتمد على السرّيّة مبدأً وديناً، حيث أقرها الروافض أصلاً أصيلاً في ديانتهم وسموها (التقيّة) كذباً وزورا.

ولنتنبه كذلك أنهم من أحقد الناس؛ حقداً تتوارثه الأجيال.

فهم يحقدون على العرب ويكرهون اسم (يزيد) بسبب معركة (ذي قار) زمن البعثة! ولكنهم يسترون ذلك بدعوى الحقد على يزيد بن معاوية!

ويكرهون عمر رضي الله عنه لأنه هدم ملك كسرى وأطفأ نارهم.

وهم مستعدون لإبطان الحقد دهراً حتى يحققوا غايتهم، كما فعل أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله.

بدأت أول مكائدهم للإسلام عندما خططوا لاغتيال عمر الفاروق رضي الله عنه، متآمرين مع النصارى على ذلك، وكانت لهم غدرات أخرى تدل على أن غدرات رافضة اليوم موروثة من سلف لهم سبقوا من المجوس، كغدرهم بمجزأة بن ثور والبراء بن مالك رضي الله عنهما، ويبلغ من حقدهم أنهم يكرهون حتى اسم من يتسبب لهم بهزيمة كما أسلفت بكرههم ليزيد وعمر، وكلما قويت شوكتهم ظهر مكنونهم وحنينهم لأوطانهم في بلاد الفرس، وأظهروا شتم العرب ودينهم!

أما إذا قامت لهم دولة فتنكيلها بأهل الإسلام ظاهر؛ تجد ذلك ابتداءً عند القرامطة ثم العبيدين المسمين زوراً بالفاطميين ثم البويهيين... وانتهاء اليوم بإيران وحزب البعث النصيري بالشام والمالكي وعصابته في العراق، بل وتجده في صبيانهم كحزب الشيطان وأمل في لبنان، والحوثيين في اليمن!!

أفعالهم ظاهرة: قتل للناس، وتدنيس للمساجد والمصاحف، وشتم لأهل السنة!

وبالمشاهدة للحالة التاريخية في عهود هذه الدول المجوسية نجد أن رقعة دار الإسلام تتقلص وتؤكل من أطرافها، ثم تعود رقعة الإسلام بزوالهم إلى ما كانت عليه، وما ذاك إلا لتعاون الرافضة مع أهل الكفر قاطبة كما فعلوا مع التتار، قطع الله دابرهم.

"ما من نحلة كافرة في عالمنا الإسلامي إلا وقد اتخذت من التشيع سلماً لها" وذلك أن التشيع ضرب من النفاق يجعلهم مسلمين، وهم في واقع الأمر كفرة ماكرين! ولذلك انخدع بهم من لم تكن العقيدة منطلقاً أساساً عنده كما كانت عند إمام الموحدين إبراهيم عليه السلام حين قالها صريحة:﴿ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].

انخدع خلق بالخميني وحركته فخرج صوت الشيخ وكتابه هذا سابحاً ضد التيار.

وقف الشيخ وقفة رائعة في كشف المفاصلة بيننا وبين الرافضة وأنها في أصول الدين، وأن شيعة اليوم أشد من شيعة الأمس، وأنكى عداءً، وقد استبان مما وقع في أفغانستان والعراق صدق ما قال، ويتأكد اليوم بصورة أعظم وأقبح مما نراه في الشام نصر الله أولياءه فيها.

هذا البيان من الشيخ كان في المجال السياسي، أما العقدي فقد كان لعلماء الإسلام سبق لم يترددوا فيه وقد ذكر الشيخ من العصريين ثلة مباركة كانت وقفتهم من الرافضة واضحة جلية.

ويذكر أن الشيخ ابن باز رحمه الله طلب من الكتاب 3000 نسخة لتوزيعها.

وستمر بنا بإذن الله حقائق مذهلة كتبت قبل 32 سنة وتقع اليوم!!

بعد إبانة الشيخ للمفاصلة بيننا وبين الرافضة توقف عند العنصر الرئيس للكتاب والذي ألف له وهو الثورة الإيرانية، حيث كشف حقيقة الخميني موثقاً ذلك بالمصدر والتاريخ، بصورة لاتدع لذي لب شكاً أو ريبة.

فكشف عن مصادر تلقيه العلمية وأنه لم يرجع لغير المصادر الشيعية في مقام الاستدلال.

وكشف عن ترحمه على علماء الشيعة ومنهم من ألف كتاباً يزعم فيه تحريف القرآن الكريم!

وكشف عن طعنه في الصحابة رضوان الله عليهم وتعظيمه لنصير الدين الطوسي الملحد الذي تآمر مع التتار لهدم دولة العباسيين وإشادته بما فعل من قتل لأعداء الإسلام (يعني السنة)!!

ولقد تعقب الشيخُ الخمينيّ في ثلاثة عشر مبحثاً أعقبها بمرور سريع على شذوذاته الفقهية ثم لمحة في الدستور الإيراني، ليكشف لنا فيها عن طائفية مقيتة ومضمر من الشر له فحيح أفعى تتوثب!!

أعقب ذلك بالباب الثالث وهو الأهم في رفع الغموض حين تحدث الشيخ عن "الثورة الإيرانية في بعدها السياسي" وجعله في خمسة فصول سأستعرض مضمونها بإذن الله تعالى فيما يلحق من القراءة.

إن مما لابد من معرفته أن المرجع الأساس للرافضة هي المراجع الدينية والتي تديرهم عبر الحسينيات والحوزات، أما القيادات السياسية فمسألة ثانوية، حيث كان الولاء للشاه خارج إيران ظاهراً وصوره في بيوتهم معلقة فلما أسقطته الثورة أزالوها ووضعوا صورة الخميني دون حرج!

ولابد من التبيين أنهم يقولون خلاف ما يبطنون، وأنهم عنوة يصدرون تصاريح متضاربة لتشتيت الرأي، والأتباع العاملون على دراية بالمقاصد!

ولابد أن نعلم أن نصير الدين الطوسي يمثل قدوة للخميني في اختراق الأنظمة وإسقاطها إذ يصرح الخميني بذلك ويترحم عليه ويثني على قتله للأعداء!

فهل كانت ثورة الخميني إيرانية خالصة ترمي لشعارها المعلن؟ تأمل:
أوردت وكالات الأنباء آنذاك عدة أمور:
1- أمريكا تسعى لإجراء اتصالاتها مع الخميني! (قبل الثورة)

2- الملك حسين قابل الخميني للوساطة بينه وبين الشاه! ونفى الخميني ذلك.

3- الصادق المهدي يقابل الخميني موفداً من البيت الأبيض! ولم ينف الخميني ذلك!!

4- الشاه يرسل لحكومة العراق يخبرهم بتآمر أمريكا مع الخميني عليه وأن الدور سيكون على العراق!! (وهذه نقطة مهمة في وقائع اليوم)

5- وافقت فرنسا على أن ينتقل الخميني إليها ليدير عملياته من هناك ضد صديقهم رضا بهلوي!!!

6- رسائل الخميني بعد الثورة وأهمها رسالته للفاتيكان!

وبعد هذه الأدلة قال الشيخ وقوله قبل تمام الثورة: "والمهم ليس بقاء الشاه أو رحيله، المهم أن المنطقة أقبلت على مخطط جديد سينفذه الشيعة، وسيكون وجودهم أخطر من وجود إسرائيل"!

وقد صدق فلم تحتل إسرائيل الفرات كما نخشى ولكن احتلته إيران!!

وكم قتل اليهود؟ وكم قتل الرافضة؟؟


ملأ الخميني وأنصاره الدنيا صراخاً بشتم أمريكا وإسرائيل وبادلتهم أمريكا الشتائم، ولكن لما وصل الخميني لرأس الهرم الإيراني؛ ماذا حصل؟

1- بادرت أمريكا بالاعتراف بالخميني وثورته!

2- عاد الجنرالات والخبراء الأمريكيين إلى أماكن عملهم في إيران ولم يكن بقي منهم وقت الثورة سوى 7000 فقط!! أما عددهم بعد عودتهم فيقدر بأربعين ألفاً!!!

3- "عاد النفط الإيراني يتدفق على مستودعات التخزين الأمريكية".

4- لم تغلق السفارة الأمريكية!

فأين ذهبت الشتائم؟! تبخرت... ولازال تعاونهم إلى اليوم عبر احتلال أفغانستان والعراق؛ ولا أظننا بحاجة لمزيد من الأدلة فهي مدونة في الكتاب لمن رغب في الاستزادة!

على مستوى الأفراد داخل الثورة فسأكتفي بنقل النص التالي:
"بعث حجة الإسلام علي طهراني رسالة إلى الإمام الخميني اتهم فيها ثلاثة من كبار الزعماء الدينيين الإيرانيين،...، بأنهم على علاقة بأمريكا ويسعون للاستيلاء على السلطة" فمن هم؟
1- آية الله بهيشي.
2- آية الله هاشمي رفسنجاني!!
3- آية الله علي خامنئي!!!

فماذا فعل الخميني؟ لقد مكنهم أكثر ليستولوا فعلياً على السلطة! وعليه فأنا واثق أنهم لم ولن يتحركوا دون إرادة أمريكية والعراق خير دليل! واتفاقاتهم على الخليج ستنفذها لهم أمريكا في الوقت الذي تراه مناسباً؛ إن استطاعت!

ومن الطريف أن الشيخ بعد حكاية علاقات الخميني والثورة قال: "إن وعد الخميني لعرفات غير محدد وليس معروفاً أجله، وأبشري بطول سلامة يا إسرائيل إذا كان عدوك الخميني وقومه"!

ولقي ملامة وقتها ولكنها مضت 34 سنة على الثورة فما لقيت إسرائيل من إيران إلا طول السلامة!!

انتقل الشيخ بعد الحديث عن الخميني وارتباطاته الدولية إلى التقرير الأهم لنا اليوم - خاصة - وهو "مؤامرة الرافضة على الخليج وشبه الجزيرة بشكل عام".

احتلت إيران البحرين بعد طرد البرتغاليين طرداً صورياً (تحدث عنه الشيخ محمود شاكر الحرستاني ولا حاجة للاستطراد به) وكان احتلالها للبحرين غير مباشر وإنما من خلال بعض العرب الذين يتبعونها.

وبعد استعمار بريطانيا للخليج عقدت إيران معها اتفاقية تقضي باعتراف بريطانيا بتبعية البحرين لإيران، ولكن المعاهدة ماتت قبل أن ترى النور عام 1822م.

استمرت إيران بمطالبتها بل اعتبرت البحرين (كخطوة أولى) جزء منها فألحقتها في تقسيماتها الإدارية وخصصت لها مقعدين في برلمانها ومنعتها من الانضمام إلى (منظمة أوبك) لأنها ليست دولة مستقلة في نظرها!!

لم تكف إيران عن محاولاتها حتى بعد الاستفتاء الشعبي حول استقلال البحرين ومصادقة مجلس الأمن عليه واعتراف إيران بذلك، حيث حاول رفسنجاني في السنوات القريبة أن يجلس في زيارته للبرلمان البحريني في مقعد الرئيس تعبيراً عن سيادته!!

وافقت إيران على استقلال البحرين كما ذكر ولكنها بعد ذلك بثلاثة أشهر احتلت جزر الإمارات الثلاث وكان ذلك قبل الانسحاب البريطاني بيومين فقط! وتحتل كذلك جزيرة عمانية لا ذكر لها!! وإلى اليوم وإيران تعتبر حدودها مع الكويت والسعودية[!!] غير نهائية!

لم تتوقف أطماع إيران عن المطالبة أو الاستعراض بالكلام كما تفعل الإمارات ودول مجلس التعاون بتنديدها في كل مرة باحتلال الجزر الثلاث، وإنما قامت بالعمل على:
1- الهيمنة على أكبر قدر ممكن من قطاع التجارة في الخليج، وخدمة شيوخ الخليج في هذا الجانب، عبر عملاء سريين.

2- تصدير الأيدي العاملة ومساعدتهم من قبل التجار الرافضة.

3- احتكار ما يمكن من القطاعات التجارية وخاصة المواد الغذائية والاستيراد والتصدير، ومحاولة امتلاك أكبر قدر ممكن من العقارات.

4- التسلح ويقوم بهذا ضباط يعملون بحرف بسيطة، ولهم ارتباط بالتجار والحسينيات.

5- بناء تنظيم متعاون ويعمل بكفاءة من أجل التسلل إلى أجهزة الدولة الحساسة كالبترول والصحة والأمن والجوازات والجنسية.

6- السعي للحصول على الجنسية، وقد استطاعوا أن يخطوا خطوات جريئة في هذا الجانب، فتجدهم في الكويت - مثلاً - إيرانيين لايكادون يتحدثون العربية ويحصلون على الجنسية الأولى، في الوقت الذي يبقى العربي صاحب الأرض من البدون!

7- يعمل الرافضة على اتخاذ أحياء مستقلة خاصة بهم، وهذا لاشك يساعدهم على التنظيم والتجنيد وتكوين ملاذات آمنة وقت الحاجة، وما نراه في القطيف شاهد على ذلك، وما جرأة نمر النمر إلا لوجود ملاذ يستتر فيه. ويتحدث العقاريون عن نشاط جاد للرافضة في شراء العقارات!

ناقش الشيخ النظرة الخمينية للخليج وأورد نقولات من نشرة الشهيد التي تصدر عن الثورة، ومن محاضرات رموزهم وهي تدندن على تسمية الأنظمة الخليجية (الخائنة) وتعتبر السعودية بلداً يزايد باسم الدين!!

ويصف مهدي الحسيني في محاضرة وزعت كبيان رسمي بوصف السعودية بأنها "النظام الملكي العفن" ثم يطالب بالإطاحة بهذه العروش وبالنظام في العراق!

كيف سيطيحون بهذه الأنظمة؟
بالثورة من الداخل بعد حشد أكبر قدر ممكن حيث تفيد التقارير بأنه قد هُرّبت إلى الخليج والمنطقة الشرقية أكثر من ستة وثلاثين ألف قطعة سلاح!!

فكم هربوا إلى اليوم بعد مضي ثلاث وثلاثين سنة؟

كل تهديداتهم التي أشرت إليها قبل قليل كانت قبل الثورة، أما حين تمكن الخميني فقد اعترفت به دول الخليج كلها! فهل غيّر ذلك من النظرة ومن غدرهم وأخلاقهم؟

في الحقيقة لم تغير بهم مبادرة الأنظمة الخليجية شيئاً، ففي احتفال رسمي لهم في عبّادان بمناسبة قيام الثورة نادى خطيب الحفل محمد مهدي صادقي بتحرير مكة والمدينة قبل القدس!

وبعدها بثلاثة أشهر صرح صادق روحاني لصحيفة إيرانية وطالب بضم البحرين إلى إيران! ونفت القيادة الإيرانية أن تكون تصريحاته تمثل الجهة الرسمية، ولكن المنطقة اشتعلت ودب فيها عبث أمني من قبل الرافضة واجهته الدول الخليجية بحزم! ودخلت على إثرها سرايا من الجيش السعودي إلى البحرين! (كالذي تراه اليوم)!

وصرحت العراق تصريحات شديدة اللهجة كان لها بعض الدور في تراجع إيران واعتبار تصريحات روحاني غير مسؤولة، أما السبب الرئيس فسيتبين لنا إن شاء الله في ثنايا هذه القراءة.

زعمت إيران كما ذكرت أن روحاني لا يمثل إلا نفسه. فمن يا ترى أثار الغوغاء في المنطقة؟ وهل كان حسين منتظري أيضاً لا يمثل إلا نفسه وهو يخطب بطهران فيدعو لتصدير الثورة إلى الدول المجاورة، ويصفها بأنها أضعف من الشاه ولن تستطيع المقاومة؟

وسيأتي ذكر أطماعهم في العراق ولكن بعد أن نأخذ فاصلاً مع تصورات سريعة لما سيفعلونه لو حققوا أطماعهم، وهي تصورات مستنسخة مما فعل أسلافهم:
1- سيقتلعون الحجر الأسود.

2- سيقتلون الناس في منازلهم كما يفعلون في الأحواز.

3- سيقتلون الحُجاج كما فعلوا يوم تفجيرات أبي قبيس، ويوم نفق المعيصم. ويوم مسيرة البراءة!

4- سيعذبون ويغتصبون ويقتلون كما في سوريا اليوم.

5- سيرحلون أهل القرى من مساكنهم ويستولون على المساجد كما في العراق وصعدة اليمن.

ولذلك لابد من وقفة تأمل مع الحالة التي تواجهنا ولابد من التكاتف وتوحيد الجهود والاستعداد الإيماني والعملي، ووحدة الكلمة والعودة إلى الله والإفاقة من الغفلة وترك السرف والفسوق الذي بات يصاحب فعاليات المناسبات مما لا يجنى منه غير غضب الجبار.

كما أننا بحاجة ماسة لشيء من سوء الظن بالرافضة والغرب، إذ ليس مع حسن الظن بهؤلاء الأعداء غير الخديعة والندم.

عند حديث الشيخ عن أطماع الرافضة في العراق قال: "وأخيراً فالعراق قوة لا يستهان بها، ومن الصعب جداً أن يُسيطر الإيرانيون على الخليج إذا كانت العراق معادية لهم؛ بينما يعني سقوط العراق سقوط الخليج وشبه الجزيرة العربية، والبلاد العربية كلها باستثناء مصر وبلاد المغرب الإسلامي" وهو كما يبدو يرمي إلى سوريا ولبنان والأردن، ولذلك فإن الثورة السورية تمثل معركة فاصلة بعد سقوط بغداد - مع الأسف - في أيدي الإيرانيين.

ومتى انتصر المسلمون في الشام فستندحر إيران وفراخها، وهذا ما يستوجب منا الاهتمام بالثورة السورية ودعمها بأقصى ما يمكننا حكومات وشعوبا.

ما سأتحدث عنه من أطماع الرافضة في العراق هو للاعتبار وللدلالة على قيمة ما يكتبه الشيخ الذي تنبأ بهذه المخاطر قبل ثلاث وثلاثين سنة وحذر وأنذر!

ومهم جداً أن نعرف المسببات التي أوقعت العراق في يد الإيرانيين، وهذه مسألة ليست بالهينة علي، والمرجو أن يبعث الله لها أهلها.

ويبقى أمامي ظاهراً أن من أسباب سقوط العراق تمكين الرافضة من المناصب والمواقع الحساسة وقد أظهر بعض ذلك ما ذكر الشيخ من أطماع الرافضة في العراق.

أطماع الرافضة في العراق تبتدئ من النظرة الاستعلائية التي ينظر بها الفرس للعرب، ولأن العراق كانت تحت حكم المناذرة الخاضعين لكسرى، [كسرى الذي يعتبره الرافضة في الجنة وأبو بكر وعمر في النار!!].

ماذا عملت إيران لاحتلال العراق؟
1- نظمت شباب الرافضة داخل العراق وقدمت لهم الدعم الكامل وكل ذلك كان يمرر تحت غطاء وفود زوار العتبات المقدسة! [وهو الغطاء ذاته الذي يمر به مقاتلوا المجوس إلى سوريا لنصرة النظام النصيري].

2- أصدرت نشرة (العراق الحر) وهو الشعار نفسه الذي اتخذته أمريكا لاحتلال العراق وتسليمه لإيران بعد عشرين سنة من اتخاذهم له، (فهل المحتل أمريكا أم إيران؟ أم أن إيران تتبع لأمريكا؟).

3- حاولت بالتعاون مع حافظ الأسد الانقلاب على النظام العراقي مستغلين بذلك الوزراء الرافضة داخل الحكومة العراقية، حيث "كان حافظ الأسد يطبخ مؤامرة رهيبة على رفاقه وشركائه في الحزب [يعني البعث] وهذا خلق أصيل فطر عليه الأسد".

ولعلكم تذكرون أن الشيخ قد ذكر تستر الباطنية بالشعارات والأحزاب.

كاد الانقلاب أن ينجح في العراق لغباء القوميين إذ كان أمين حزبهم (حسين مشهدي) وهو فارسي من أصول إيرانية!!

4- صرح حفيد الخميني أن على إيران بمساعدة بعض دول المنطقة (يعني سوريا) أن تقوم بتصفية نظام الحكم في العراق!

5- كان (منتظري) يصرح في كل خطبة له بقدرة إيران على احتلال العراق لو أرادت! وكان تهريب السلاح على أشده.

كل هذه خطوات كافية لاحتلال العراق، وغير العراق!!

قال الشيخ: "وندرك جيداً أنهم [أي الرافضة] سيتعاونون مع اليهود في حرب المسلمين، وأن الذين يتآمرون على الخليج ولبنان وسورية لن يُحاربوا إسرائيل" وصدق الشيخ فقد دعمت إسرائيل إيران في حربها ضد العراق!

لكن هل كانت الثورة الإيرانية قادرة على تحقيق أطماعها جملة واحدة؟ الجواب: لا؛ فكيف تعمل؟

ستعمل على التنفيذ المرحلي حيث تحالفت مع سوريا النصيرية ثم أسقطت العراق واحتلت لبنان وتحاول الآن بالبحرين!

قال الشيخ بعد ذكر حوادث اغتيالات طالت ضباط نصيرية في سورية: "وإسقاط هذا النظام [يعني السوري] سيكون بمثابة ضربة قاصمة لثوار الخميني للأسباب التالية:
لأنه من أنظمة الرافضة بموجب الوثيقة النصيرية الشيعية عام 1392.

ولأن سقوطه قوة لحكام العراق (وسقوطه قوة للثائرين في العراق هذه الأيام) وبالعكس...

وأخيراً فلسورية موقع جغرافي هام جداً، والسيطرة عليها تعني السيطرة على بلاد الشام، وتعاونهم مع شيعة العالم العربي بمثابة كارثة نسأل الله أن يجنبنا شرهم، ولا تستطيع إيران أن تعدد معاركها... وتجميد عملياتها في الخليج قد يعوض بينما سقوط النظام السوري لا يعوض بالنسبة لها."

تأملوا الأحداث من عام 1979م حتى اليوم ما الذي خالف ما ذكر الشيخ؟ لا شيء!

لقد كان الشيخ دقيق الوصف رائع التحليل!!

فقد جمدت إيران عملياتها في الخليج وعملت بهدوء للتخلص من العراق، وشاركت بقوة في قمع الثوار السوريين عام 1979م واليوم نفهم جيداً سر الانتحار الإيراني في سوريا!

ولأنني ذكرت آنفاً السؤال: هل إيران تابعة لأمريكا..؟ تأمل الموقف الأمريكي من الثورة السورية، وعد قليلاً لتصريحات (هيلاري كلينتون) وهي تكاد تختنق عند تحذيرها من "هجمة كارثية وشيكة" سيشنها الجيش الحر قد تسقط الأسد!!

سلامتك يا ست هيلاري! خايفة على الأسد ليش؟

أوقفت إيران عملياتها في الخليج للمحافظة على النظام النصيري في سورية وبعثت بمقاتلين إليه تحت ذريعة دعم الفلسطينيين في لبنان! ومن رغب في قراءة مهزلة مضحكة فليعد إلى الكتاب من ص380 حتى 393 لينظر في عقلية هؤلاء ثم ليبك على انعدام عقول تضع حداً لمهزلتهم رغم تفاهتها.

أرسلت إيران جنودها إلى سورية ثم دخلوا بعد ذلك جنوب لبنان، وحذر الشيخ مما وراء ذلك فقال: "ومحمد المنتظري دخل لبنان عن طريق سورية ومازال مرشحاً لفتنة لا تبقي ولا تذر، ومازالت قواته تتدفق إلى سورية، وهذه القوات ستقوم بحماية حافظ الأسد إلى جانب القوات النصيرية، وستوجه حرابها إلى صدور الشعب الأعزل فإذا عجزت عن حماية عرش الأسد عندئذ تدخل جنوب لبنان فعلاً، ولكن ليس من أجل حرب إسرائيل وإنما لتعطي إسرائيل مسوغاً لدخول جنوب لبنان وبعملها هذا تحقق القول المشهور: (علي وعلى أعدائي)".

فتح الله على الشيخ، لقد وقع ما قال، فالفتنة وقعت في لبنان بالحرب الأهلية، وجنوب لبنان احتلته إسرائيل!!

لكن هذا لم يقع تحت القول المشهور لأن نظام النصيري لم يسقط وإنما وقع لأن إيران تلعب كدمية ذات خيوط معلقة بأصابع أمريكية!

ولم تدفع إيران ولا النصيري إسرائيل عن احتلال جنوب لبنان، وقد تحدى الشيخُ حافظ الأسد قبل أن تقع الأحداث بأن يسلح شباب سورية المتطوعين لقتال إسرائيل، أو أن يخرج من زج بهم في السجون بالآلاف، وقرر الشيخ بكل وضوح أنه "ليس هناك عاقل يعرف حافظ الأسد ويصدق أنه سيحارب إسرائيل"!!

الثورة الخمينية عدوة الشاه والنظام النصيري صديق الشاه، والقائلون يقولون: (عدو صديقي عدوي) فلماذا لم تقم عداوة بين النصيرية أصدقاء الشاه وبين الخميني؟!

بكل بساطة لأن العلاقة بينهما دينية وليست سياسية، والعداوة السياسية بين الخميني والشاه، لا تغلب العلاقة الدينية بين النصيرية والرافضة، كما لم تمنع رافضة الكويت من إزالة صور الشاه وتعليق صور الخميني بكل أريحية. لذلك بقيت العلاقات النصيرية السورية متينة مع إيران ما بعد الشاه!

لطالما ادعت العصابة النصيرية عداءها لإسرائيل ولكنها لم توثق علاقتها مع الشاه إلا يوم أرسل الشاه أول شحنة نفط إلى إسرائيل! فأين المقاطعة؟

ولطالما تغنى النصيري بالقومية والبعثية ولكنه تركها لدعم الرافضة في لبنان في سبيل سحق القوى الفلسطينية المحاربة لإسرائيل! وهذه تقاطعات وتناقضات غريبة جداً على الأسوياء، ولكنها ليست غريبة على نظام نصيري يرأسه ثعلب يسمى الأسد!

هذه التناقضات التي تظهر لنا تجعلنا على بصيرة أنها ليست تناقضات وإنما ظاهر وباطن؛ ظاهر يبدي لك الولاء، وباطن يكن لك حقداً ومكراً وكيداً وانتظاراً للحظة الانقضاض عليك!

ولاعقل لمن لادين له!!

لقد كان المكر والخديعة هما سيدا الموقف الرافضي من يوم كربلاء إلى أن يندرس دينهم، وكان رمز هذه الخديعة في لبنان موسى الصدر، الذي كان يخدع العامة والقيادات على حد سواء حتى وقعت منه خديعة للقذافي وغدر به وبأصدقائه في لبنان وكان غدره به بعد تلقيه دعماً سخياً من القذافي مما سبب سخطة كتمها القذافي حتى استدرجه لزيارة ليبيا فلما قدم ألقى به وبمرافقين له وراء الكوكب كما يُقال!

أما نتائج الخداع فماذا نأخذ وماذا ندع؟!

لقد تآمر النصيرية والرافضة وبعض نصارى لبنان على أهل الإسلام ومن كان معهم وتدخل الجيش النصيري في لبنان بعد ترتيبات عالمية معه من الدول التي تبكيه اليوم بعد انهياره في دمشق وهي تندد كاذبة بجرائمه الوحشية ضد الشعب!

كان احتلال الجولان وإذاعة حافظ الأسد -قبل رئاسته- لبيان سقوط القنيطرة 1967 تأكيداً منه لعمالته التي أثمرت دعماً غربياً وشرقياً تولى على إثرها الرئاسة منقلباً بما سماه (الحركة التصحيحية) وبقي لاعباً للغرب حيث أوعز له التدخل في لبنان حين اكتسحت القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية (السنية) غالب المناطق اللبنانية وفجروا منزل موسى الصدر لخداعه ولكنه نجى وهرب لسورية، وكان ما كان من سحق لهذه القوى الوطنية لأنها كانت تمنح ثقة عمياء بالرافضة والنصيرية وتطلعهم على أسرارها، وبقيت آثار تدخل النصيرية وسحق القوى الوطنية إلى اليوم ولكن جلاء الآثار سيتم بإذن الله حين تنتصر الثورة السورية وينتصر دين الله الحق في الشام.

عرفنا تاريخهم ومكرهم، وبقي أن نتعرف على أوكارهم وقد تحدث عنها الشيخ باقتضاب، فتحدث عن موقفهم من اجتماع المسلمين في باكستان لسن القوانين وفق الشريعة الإسلامية وقد رفض ممثل الرافضة واستقال من المجلس المعين لهذا الأمر وكان رفضه لقبول قطع يد السارق المنصوص عليها في كتاب الله وعليها إجماع المسلمين ورفض كذلك رجم الزاني المحصن!!

ثم تحدث عن مصر وذكر إنجازاتهم ناقلاً لها عن داعيتهم في مصر ومن أهمها الاعتراف بهم كمذهب في الأزهر يدرس في الفقه المقارن!!

ثم اليمن الشمالي وذكر كلمة الشيخ عبد الله الأحمر التي حذر فيها من الوجود الإيراني في إطار الجيش (بسبب استغلال الرافضة للزيدية) وأن هدف هذا "التواجد الإيراني ضرب السعودية وتفتيت وحدتها"، والنتيجة التي أثمرت بعد ثلاثين سنة من الجهود الإيرانية الحثيثة في اليمن قيام حركة الحوثيين، وقد صارت اليوم فصيلاً مسلحاً معترفاً به عند الدولة ولهم أحقية في المجالس والحوارات الوطنية! (بخلاف تنظيم القاعدة في الجنوب وهم لهم نفس المواصفات حسب تصنيف النظام)!!

ثم ذكر الشيخ اعتداء النصيرية على السنة في تركيا وهم قلة ودعم الرافضة لهم وإهمال السنة للأكثرية السنية!

ثم في أفغانستان ودعم إيران للرافضة هناك وهم 15 بالمئة؟ فقط، وقد عايشنا دعم إيران ورافضة الأفغان لأمريكا في احتلال أفغانستان وعايشنا بكل ألم غدرهم بالسنة وقتلهم بأبشع الصور!

هذه أوكارهم كما سماها الشيخ قبل ثلاثين سنة، فكيف هي اليوم؟
بعد حديث الشيخ عن أوكارهم تحدث عن تحالفات مشبوهة بين إيران والجزائر وبين إيران وليبيا وبين إيران ومنظمة التحرير، وتساءل الشيخ عدة تساؤلات منها: "ما الذي يربط هذه الدول بإيران وخاصة دول المغرب العربي؟"

وخص الجزائر كدولة علمانية فكيف تتحالف مع دولة تدعي أنها إسلامية؟ ولا أدري هل غفل الشيخ عن كون النظامين الإيراني والجزائري مرتبطين بفرنسا؟ أم أن للشيخ رأي آخر؟ ونعلم أن الأنظمة القائمة التي ارتبطت بالمستعمر تتحالف فيما بينها دعماً للسيد الذي يشرف عليهم كما أنه (لا تقوم حرب بين دولتين فيهما ماكدونالدز)! حسب رأي أحد المفكرين الغربيين!

وقد تحدث الشيخ عن ارتباط منظمة التحرير بإيران وأورد كلمة عرفات التي وصف فيها الخميني بأنه: "ثائرنا الأول ومرشدنا الأول" وهي كلمة شبيهة بكلمة خالد مشعل القائد في حركة حماس حين وصف الخميني بأنه: "الأب الروحي لحماس" فلماذا تغضب الأنظمة العربية من كلمة خالد مشعل ولا تغضب من كلمة عرفات؟ حتى في غضبهم لا يتحكمون؟

في نهاية هذا الكتاب المهم جداً تحدث الشيخ عن الداخل الإيراني وعن أهل السنة (أفرد الشيخ جزءًا خاصاً بأهل السنة في إيران) ولكنه ذكرهم في الجزء الأول ضمن سياق الحديث عن الأوضاع الداخلية الإيرانية.

وفي ختام هذه القراءة (الخاطفة) أشكر لكم اطلاعكم، وأدعوكم لمزيد من الحرص وما ذاك إلا لخطورة أمر لم ينتهِ بعد، ويجب أن لا ينتهي من أذهاننا بل يبقى هماً يقتضينا الإعداد له، كما أشكر خالي على إسعافه لي بنسخة كاملة من الكتاب بدلاً عن نسختي التي كانت تعاني من نزع بعض صفحاتها!!

هذه القراءة التي قضيناها كانت عن أمر فات نستشف منه ريح العداء والمكر والتآمر، وهذا يستوجب منا أن نفتش وراء هذا العدو الباطني، كيف يعمل وإلى أي شيء يطمح ومتى سينطلق في التنفيذ؟

أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية وأن يحفظنا بدينه وأن يحفظ بنا دينه.








 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "