رسالةُ من أخيكُم تقيُّ الدِّين السنِّي إلى أحبابهِ

[أبو إلياس]

السَّلامُ عليكُم ورحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ ...
بسمِ اللهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسولِ اللهِ وعلَى آل بيتِه الأطهارِ وصحابتِه الأخيارِ وسلَّم تسليمًا أمَّا بعدُ :
فحيَّاكُم اللهُ تعالَى أحبَّة اللهِ وبيَّاكُم جميعًا ، وجعلَ الجنَّة مثوانَا ومثواكُم وأنـارَ دربِي ودربكُم آآمينُ ...

قد أضحَى الغيابُ والفراقُ عادةً لا تفارقُنَا ولا نفارِقُهَا وهـا قد حـان وقتُ فراقٍ جديدٍ وليس بفراقٍ أو غيابٍ عاديٍّ بل واللهِ هوَ وداعٌ يكلمُ القلبَ ويدميهِ وليس بشخصٍ عاديٍّ ذاكَ ، بل هُو شخصٌ أحببناهُ في اللهِ وأحبَّنا ، لقدْ ودَّعنَا الأخُ الحبيبُ تقيُّ الدِّين السُّنِّي على أملٍ أن نلقاهُ بالدّنيَا أو نلقاهُ بالجنَّة بإذن اللهِ سبحانهُ وتعالَى وذاك اللقاءُ هوَ الأفضلُ وهوَ الدّائمُ بإذن اللهِ جلَّ وعلاَ ...

كـانَ أخُونَا الحبيبُ ومازالَ شوكةً في حلق الخصومِ وأعداء ملَّة اللهِ "الرَّافضة" ، فكـان يقيمُ الحجَّة ويأتِي بالبرهانِ وهذَا ممَّا لا شكَّ فيهِ هوَ دأبُ المجاهدِينَ في سبيلِ اللهِ سبحانهُ وتعالَى ولا نزكِّي علَى اللهِ أحدًا ...

تحدَّثتُ معَ الأخ الحبيبِ وهوَ واللهِ مِن أحبِّ النَّاسِ إليَّ وكـانَ لِي شوقٌ في لقياهُ ولكن يقدِّرُ اللهُ الأقدارَ ويفعلُ ما يشاءُ ، قد تعلَّمتُ منهُ الكثيرَ الكثيرَ تعلَّمتُ منهُ الأدبَ والتواضعَ وأكثرُ ما تعلَّمتُ منهُ العلمَ عن دينِ الرّافضة فكـان فاضحًا لذاك المعتقد الفاسد الذِي لا يمتُّ للإسلامِ بصلةٍ ، أسألُ اللهَ أن يجزيهُ عنِّي خيرًا وعن المسلمِينَ أجمعِين ...

أقولُ : قد تحدَّثتُ معهُ وكـان ممَّا طلبهُ منِّي وهذَا من حسنِ أدبهِ وتواضعهِ لربِّه ولا أزكيهِ على اللهِ ، أنِ لا يلقِّبهُ أحدٌ بالشيخِ وقد ألحَّ عليَّ أن أفعلَ وأطلُبَ ذلكَ منكُم ، وكـان كلامهُ بهذَا الخصوصِ وطلبهُ ذاكَ هوَ خيفَة أن يقالَ قد كـان هناكَ شيخٌ يسمَّى بتقيِّ الدِّين السُّنِّي قد قالَ كذَا وكذَا ويخشَى أن يكُون كلامهُ خاطئًا فيُحملَ على المشائخِ وهُم من ذلك بُراءٌ ويكُون الضَّررُ على دينِ اللهِ أكثرَ وأكبرَ ، وهذَا من فطنتهِ وفراستِه وإخلاصهِ –ولا أزكِّيهِ على اللهِ- أكرمهُ اللهُ ومنَّ عليهِ وعلينَا بشهادةٍ في سبيلهِ ...

فالمرجُو أيُّهَا الأحبَّةُ أن لا تنسُوا أخاكُم من صالحِ دعائِكُم ولا تنسُوا ما طلبهُ منكُم ، فهُو واللهِ من نِعمَ الإخوةِ الذِين تعرَّفتُ عليهِم وتحدَّثتُ إليهِم ، أسألُ اللهَ تعالَى أن يرضَى عنهُ ويتقبَّل منهُ صالحَ أَعمالهِ ويتجاوزَ عن سيئاتهِ ويختمَ لهُ بأحسنَ ما يُختَمُ للعبادِ وأن يجعلهُ اللهُ من المصاحبينَ لرسولِ الهدَى ومصباحِ الدُّجَى محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعينَ ...

أسألُ اللهَ أن يتقبَّل الدُّعاءَ ، آمين آمين والحمدُ لله ربِّ العآلمينَ
سبحانَكَ اللهُمَّ وبحمدِكَ أشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ أنت أستغفرُكَ وأتُوبُ إليكَ ...
السَّلامُ عليكُم ورحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ ...