بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فأني كتبت هذا الموضوع لأرد على المواضيع التي يطرحها العضو المسمى بالجسار مع العلم أنه يطرحها ولاينهي النقاش منها ثم يأتي بأخرى وهذا إن دل فأنما يدل على أن هدفها ليس إظهار الحقيقة كما يدعي فلو كان هذا هدفة لكان أتم النقاش بها
المهم أنا أقول له إن مواضيعك هذه لافائدة منها سوى تفريق الأمة وتفتيت أوصالها وهذا هو الهدف الذي يطمح إليه أعداء الإسلام لذلك إن كنت تريد أن تناقشنا في شيء من أمور العقيدة فنحن مستعدون في ذلك ونحن معشر الإباضية لانخاف بتاتا من المناظرات أما أن تأتي وتناقشنا في أفعال وأقوال بعض البشر فهذا غير مقبول فأنا مستعد أيضا أن أناقشك في أفعال من تتبعهم ولكن لاأريد هذا والله درئا للفتن والشقاقات
ملاحظة هنا سأرد فقط على ما قاله في الموضوع السابق ولن أزيد عليه
نحن ننظر إلى ما ارتكبه أسلافك في المسلمين من الفضائع، فنرى الصورة الخارجية واضحة جلية فيهم، فقد أتوا بالعجب العجاب فيما ارتكبوه، وحكموا على المسلمين بالكفر الصراح أحكاماً صريحة ظاهرة، ومن شاء أن يتتبع أحكامهم على المسلمين، وكيف أخرجوهم من الملة والدين، واعتقدوا فيهم أنهم مشركون، فليرجع إلى كتاب "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية"(1) فإنه سيجد في ذلك العجب العجاب، ولست هنا بصدد نقل نصوص من ذلك الكتاب، وإنما أريد أن أنقل نصوصاً من كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" الذي ألفه أحد علمائهم وهو عثمان بن بشر النجدي الحنبلي، ونشرته مكتبة الرياض الحديثة بالمملكة العربية السعودية، فإن في هذا الكتاب من تعسف هؤلاء الحشوية ومعاملتهم للمسلمين معاملة الكافرين الصرحاء ما تشيب منه الولدان، ولا أريد أن أنقل كيف عاملوا غير أصحاب المذاهب الأربعة بل أقتصر على ذكر معاملتهم لأصحاب هذه المذاهب وأكثرهم حنابلة.
يقول المؤلف المذكور في (ص15): (ثم أمر الشيخ(2) بالجهاد وحضهم عليه، فامتثلوا فأول جيش غزا سبع ركايب، فلما ركبوها وأعجلت بهم النجائب في سيرها سقطوا من أكوارها لأنهم لم يعتادوا ركوبها، فأغاروا أظنه على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا سالمين) فما هو الموجب للإغارة على هؤلاء الأعراب؟! وما هو المسوغ لأخذهم مالهم غنيمة؟!.
ثم قال بعد ذلك: (وكان الشيخ -رحمه الله- لما هاجر إليه المهاجرون، يتحمل الدين الكثير في ذمته لمؤونتهم وما يحتاجون إليه، وفي حوائج الناس وجوائز الوفود إليه من أهل البلدان والبوادي، ذكر لي أنه حين فتح الرياض وفي ذمته أربعون ألف محمدية فقضاها من غنائمها) مع أن أهل الرياض كانوا حنابلة لكنهم استباحوا أموالهم، فترى أنه قضى أربعين ألف محمدية من أموال أهل الرياض، كيف استباحوا ذلك من هؤلاء الناس؟! أليسوا أهل عقيدة؟! ألا يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله؟! إلا يدينون لله سبحانه بالوحدانية؟! أما كان في كلمة "لا إله إلا الله" معصم لهؤلاء؟!.
ثم قال: (وكان لا يمسك على درهم ولا دينار، وما أوتي إليه من الأخماس) ولنقف عند كلمة الأخماس، فإنه لا يخمس إلا ما يغنم من مال المشرك(3)، أما مال المسلم فلا يمكن أن يخمس بأي حال من الأحوال.
يقول: (وما أوتي إليه من الأخماس والزكاة يفرقه في أوانه، وكان يعطي العطاء الجزيل بحيث إنه يهب خمس الغنيمة العظيمة الاثنين أو الثلاثة، فكانت الأخماس والزكاة وما يجبى إلى الدرعية من دقيق الأشياء وجليلها تدفع إليه بيده، ويضعها حيث يشاء).
ويقول في (ص46) عندما تحدث عن أحداث سنة 1176هـ: (وفيها سار عبدالعزيز -رحمه الله- بالجيوش المنصورة إلى الأحساء وأناخ(4) بالموضع المعروف بالمطريفي في الأحساء، وقتل منهم رجالاً كثيراً نحو السبعين رجلاً، وأخذوا أموالاً كثيرة، ثم أغار على المبرز فقتل من أهلها رجالاً، ثم ظهر من الأحساء راجعاً فلما وصل العرمة وافق قافلة لأهل الرياض وأهل خرمة معها أموالاً، فأخذ أهل الرياض وترك أهل السدير لأجل هدنة بينه وبينهم، وفيها نقض أهل وثيثة العهد وحاربوا المسلمين وقتلوا عبدالكريم بن زامل، وفيها غزا عبدالعزيز سبيع في الموضع المسمى "سيح الديول" وأخذ عليهم نحو مائتي بعير).فانظروا أولاً كيف استباح أن يقتل الناس بدون حجة أو موجب للقتل، ثم بجانب ذلك أخذ من الأموال ما أخذه بغير حق، أخذ نحو مائتي بعير على قوم يدينون بشهادة أن لا إله إلا الله.
وفي (ص47) يقول: (ثم دخلت السنة الثامنة والسبعون بعد المائة والألف، وفيها كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الضفير، سار إليهم عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- ومعه غزوا(5) أهل الرياض مع دواس بن دهام، فأغار عليهم وهم على حراب ماء معروف بين السدير والدهناء، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً، وقتل على الغزو رجال منهم المغيليث، وركاب الغزو لا تزيد على المائة والثلاثين) هذا بعض تصرف أولئك الحشوية الذين ينسبون الإباضية زوراً إلى الخوارج ويلصقونهم بهم(6)، فكيف تقول يا أيها الجسار في تصرفات الحشوية؟! هل هذه هي المحجة البيضاء التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح؟! وما هو الفارق بين هذا التصرف وتصرف الخوارج؟!.