اخوكم يعزكم لديه اسئلة تحيره فلا تخيبوا ظنه

[الآلوسي]

أخي الفاضل ، هذه نصائح لك:

1- حاول أن تتعلّم العلم الشرعي، ولا تجعل (الشبهات) طريقك للتعلم! ، فوالله ما سلك أحدٌ هذا الطريق ( طريق التعلم عن طريق الشبهات ) إلا وتُنزع البركة منه، بل قد يشرب قلبه الشبهات كما تشرب الإسفنجة الماء، فيضيّع دينه !

وطرق التعلم كثيرة، ومنها:
أ- حضور مجالس العلماء ودروسهم ومحاضراتهم .
ب- القراءة في كتب أهل العلم والعلماء .
ج- سماع الأشرطة المفيدة في ذلك.

2-- ابتعد عن مواطن الشبهات، من أمثال المنتديات التي يكون فيها محاورات بين الشيعة والسنة أو بين المسلمين والنصارى أو منتديات الملحدين ، فاحذر الدخول إليها إن لم تكن متسلّحاً بالعلم والفهم ، وإلا فلتتركها فإنها لا تزيدك إلا وهناً وضعفاً في الدين والعبادة.
وكذلك لا تقرأ في كتب المبتدعة والزنادقة والمخالفين، حتى تكون متشبعاً بالعلم الشرعي ومتسلحاً بالفهم.

3- قضية التعارض في الأحاديث، فمبداً التعارض موجود ، ولكنّه في نظر الناظر والقاريء دون أن يكون وجوده حقيقيّاً ، لأن دين الله كامل ( اليوم أكملتُ لكم دينكم .. ) ومن رأى أنّ هناك تعارضاً حقيقيّاً فهو مشكّك في دين الله ومعترضٌ على شريعة الله.
يقول ابن القيّم ( وأمّا حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ، ليسَ أحدهماً ناسخاً للآخر فهذا لا يوجد أصلاً ، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق المصدوق الذي لا يخرج من شفتيه إلا الحق ، والآفة من التقصير في معرفة المنقول ، والتمييز بين صحيحه ومعلوله، أو القصور في فهم المراد منه صلى الله عليه وسلم وحمل كلامه على غير ما عناه به أو منهما معاً ، ومن ههنا وقع الاختلاف والفساد معاً ) زاد المعاد 4/149
فلتعلم أخي أنّ توهّم التعارض في الشريعة وبين الآحاديث النبوية أو بين الالقرآن والسنة، إنّما هو في ذهن القاريء والناظر ، وليس وجوده حقيقيّاً ، لأنّ الله قال ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وما كان وحياً عن الله فهو منزّهٌ عن الاختلاف والتناقض لقول الله تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ، فنفى الله أن يقع في كلامه اختلافٌ ألبتة.
ثم إنّ الله أمرنا بالرجوع للسنة المطهّرة ، وذلك في قوله ( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول ) ، ولو كان يجري بينهما تناقض لما كان في الرجوع إليهما فائدة ، بل يزيد في الاختلاف والتنازع ، بل هو وصم لله بما هو منزّهٌ عنه.

4- أسباب التعارض - في الذهن - متعدّدة ، وليسَ هذا مكان ذكرها

5- تقول لي:

اقتباس: و بعدين هل العبارتان التاليتان صحيحتان...... إلخ

وقد أجبتُك سابقاً بقولي:

اقتباس: فلذلك نحنُ نقول إن الصحيحين متّفق عليهما وآحاديثهما مقبولة

ولكن لا يعني أنهما جمعا ( كل الصحيح ) بل : ما فيهما صحيح ( انظر مثلاً : شرح مسلم 1/134، وفتح المغيث للسخاوي ).
وهذا ليسَ بقولي ولستُ بدعاً في ذلك، بل قالها أساطين أهل العلم، وخذ أمثلةً على ذلك:
يقول النووي - يرحمه الله- (اتفق العلماء - رحمهم الله - على أنّ أصح الكتب بعد القرآن العزيز : الصحيحان ، البخاري ومسلم، وتلقّتهما الأمّة بالقبول ) شرح صحيح مسلم 1/120 .
ويقول ابن تيمية - يرحمه الله - ( الذي اتّفق عليه أهل العلم أنّه ليس بعد القرآن أصح من كتاب البخاري ومسلم ) مجموع الفتاوى 20/321.
وقال العيني يرحمه الله ( اتفق علماء الشرق والغرب على أنّه ليس بعد كتاب الله أصحّ من صحيحي البخاري ومسلم ) عمدة القارئ 1/5 .

تنبيه: قد يوجد من العلماء من انتقد بعض الأحاديث في الصحيح من ناحية السند ، ونقول:
1- أجاب بعض أهل العلم عن ذلك ( خصوصاً ابن حجر في هدي الساري، وارجع للأسباب في ذلك: الفصل الثامن من الهدي، ص505، وكذلك النووي في شرحه على مسلم )
وجواباتهم تتحصل في أمور، سأذكر بعضاً منها:
1- أن الحق والصواب في ذلك هو للبخاري ومسلم، وأن الانتقاد غير متوجّه.
2- أن يكون النقد موجّهاً للمعلقات، والمعلقات غير داخلة في الصحيح ، لأن الصحيح الذي اشترطوه هو ما كان مسنداً ، وذلك فاسم الكتابين هو ( الجامع الصحيح المسند ) .
3- أن يكون النقد موجّها لسند روايةٍ أتت شاهداً لرواية غير منتقدة، وليست أصلاً.
4- لو سلّمنا جدلاً بضعف سند أحد آثار الصحيحين، فإن هذا الأثر ستجده مسنداً بسندٍ صحيح في غير الصحيحين.
5- وهناك قضايا أخرى ليس هذا محل بسطها.

فالانتقاد لو وجد، إنّما هو في الأسانيد لا في الأحكام والمعاني، ولذلك قال العلماء فيما نقلناه عنهم : أن الأمة تلقت الصحيحين بالقبول والتسليم لما فيهما.

النقطة الأخيرة: اعلم رحمك الله أنّ النقد الموجّه للصحيحين - سنداً ومتناً - لا يُراد له المغزى العلمي، بقدر ما يُراد له أن يكون بداةُ لإسقاط مبدأ ( حجّية السنة في التشريع الإسلامي ) ، بل والتشكيك في دين الله كله .
فعلماء المسلمين ينتقدون من أجل البناء الديني وبحث القضايا العلمية .
بينما من ينتقد السنة عموماً وعلى رأسها الصحيحن في العصر الحديث هم ثلاثة طوائف:
1- المستشرقون المتحاملون على الإسلام ، وبعضهم يهود. ( وهم أساتذة من سيأتي ذكرهم )
ولو كانوا صادقين في تشكيكهم ، لآمنواا بدين الله أساساً ، ولآمنوا بما لا ينتقدونه في الدين، ولكن هيهات، فمرادهم هدم الدين
2- الطوائف الباطنية، وعلى رأسهم ، بل وحامل الراية: الرافضة - الشيعة الاثني عشرية- ، وهم يريدون بذلك هدم مبدأ السنة والحديث ، لأنّهم أساساً لا يؤمنون بحجّية السنة ، لأنها منقولة عن الكفار - الصحابة - ولا يؤمنون إلا بما نقل عن طريق آل البيت - زعموا - وع طريقهم هم فقط ، ولا يريدون ما يروه أهل البيت في كتب أهل السنة . لو كانوا صادقين لآمنوا بما لا ينتقدونه من السنة ! ولكن هيهات ، فالقضية أكبر ، والمؤمن كيّس فطن
3- الزنادقة والملحدون . وهؤلاء يشكّكون في دين الله أصلاً ولا يؤمنون به ، ويقومون بنقد السنة ، من أجل تشكيك المسلمين في دينهم، ولو كانوا صادقين لآمنوا بما لا ينتقدونه من السنة ! ولكن هيهات ، فالقضية أكبر ، والمؤمن كيّس فطن

اقتباس: ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن سعيد ‏ ‏وعبد بن حميد ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو عامر العقدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن بلال ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الإيمان ‏ ‏بضع ‏ ‏وسبعون ‏ ‏شعبة ‏ ‏والحياء ‏ ‏شعبة ‏ ‏من الإيمان و حديث آخر في صحيح البخاري حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد الجعفي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو عامر العقدي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سليمان بن بلال ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الإيمان ‏ ‏بضع ‏ ‏ وستون ‏ ‏ شعبة ‏ ‏والحياء ‏ ‏ شعبة ‏ ‏من الإيمان

الأمر هيّن، ولا يستدعي أن تقول أنّ في هذا تناقضاً ، وهب أنّ فيه تناقضاً ، فهل هو تناقض يعود إلى أصل الاعتقاد العملي أو الأحكام الفرعية العملية !؟

عموماً: المراد به التكثير لا التحديد ، كما في قوله تعالى ( إن تستغفر لهم سبعين مرة ) فلو استغفر لهم خمساً وسبعين مرة فهل سيغفر الله لهم !؟
هذا في لغة العرب معروف، فالتعارض المنقدح في الذهن هنا سببه: الجهل بلغة العرب في استعمالها للأعداد.
فالمقصود أن شعب الإيمان كثيرة ، منها - كما جاء في الآحاديث - : الحياء ، لا إله إلا الله ، إماطة الأذى .
( انظر مثلاً فتح الملهم بشرح صحيح مسلم للعثماني 1/407 )

بالنسبة لسؤالك عن القيام للمعلّم ونحوه ، فسأجيبك إن شاء الله غداً .

[الآلوسي]

1- بالنسبة للقيام ، فإن كان للتعظيم فهو يحرم في حق من يريد ويحب أن يقوم له الناس ، وكذلك القائم تعظيماً له ، فالنهي مرتبط بالتعظيم ومن يُحب أن يُقام له ، كما قرر ذلك النووي وغيره واستحسنه ابن حجر .

2- إن كان القيام على وجه البر والإحسان والاحترام ، فهو جائز، بل صرّح العلماء باستحبابه - ابتداءً - فضلاً عن القيام لمن قدم من سفر ونحو ذلك ، فيُندب إليه .

3- إن كان هذ القيام بأمر من المدرس ، أو من وزارة التعليم ، وكان في عدم قيام الطالب أو في عدم أمر الطلاب من قِبل المعلم ... أن يكون في ذلك ضرر عليه : فلا بأس بالقيام ، بل صرّح بعض العلماء بوجوبه دفعاً للمفسدة المترتّبة عليه .

وفّقك الله أخي للعلم النافع والعمل الصالح

[القنّاص]

-اشكر اخي الفاضل ابو خالد على الرابط

-
جزاك الله خيرا على النصائح و الرد ايها المراقب العزيز ما تقصر والله . يا أخي الكريم انا اواثق من ديني انه الحق 100% ما فيني ولا ذرة شك انا لا اجعل تلك الشبهات طريقي للتعلم ولكن انا فقط من باب الرد على شبهات الروافض اللي في العمل و كذلك للاستفادة منكم اكرمك الله و اعلى مقامك . و من باب ان مذهبنا هو ليس مذهب على الهوى كما هو حال مذهب الروافض يقول المعمم للعامي لف يمين لف أو لف يسار لف من دون وعي . قال له اتمتع بأختك قال له تفضل . قال له اخمس مالك قال له خذني كلي بعد . انا ممكن ارد او أسأل اي عالم في حال الشبهات او من اسأل هل اظل اعمى؟؟ هل اسكت عن الخطأ؟؟يعني مثال شيخ الازهر جوّز نزع الحجاب في الدول الغربية هل اسكت . حتى لو كنت عامي يجب ان اوقفه اما بيدي او بلساني و لا اريد الثالثة لانها اضعف الايمان وبالنسبة لأسلتي من حق كل مسلم ان يسأل وانا واثق من الاجابة المقنعة و الله قال اسألوا اهل الذكر . و ما فيها عيب ان واحد يسأل .

بصراحة يا أخي الالوسي انا معجب بك و طبعا انت ما قصرت اجابتك جميلة و مقنعة و اثابك الله على الاجابة .

بس باقي كم من سؤال يحتاج الى اجابة و اللي يريد يكمل الخير يجيبني الله يجزاه الجنة الا و هي :

اقتباس: ما حكم الزواج من الزيدية ؟؟ ما حكم الصلاة خلف الصوفي والزيدي ؟؟